ماهو المكتوب ؟ هل له المعنى الدي نعرفه ؟ ان كان كدلك : فلما نثابر ونعمل في هده الحياة ؟؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ماهو المكتوب ؟ هل له المعنى الدي نعرفه ؟ ان كان كدلك : فلما نثابر ونعمل في هده الحياة ؟؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-06-27, 20:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ل..ب..ن..ى
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ل..ب..ن..ى
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










Hot News1 ماهو المكتوب ؟ هل له المعنى الدي نعرفه ؟ ان كان كدلك : فلما نثابر ونعمل في هده الحياة ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ياناس مند صغري
وتساؤلات عدة تجول بخاطري
لم اتجرا على البوح بها
لانني خفت ان اخالف شريعتي

ولكن ادركت ان الدين حقيقة محظة
والتساؤلات فيه تزيد من حبك لدينك اكثر مما كنت عليه

لدلك اود ان اشارككم تساؤلاتي
ولا تعتقدوها فلسفة اود بها التحايل على ديني
فاود والله التعلم بينكم ومعكم

سابدا:

ماهو المكتوب ؟ انه حقيقة واقر الدين بدلك ...ولكن ماهو مفهومه؟؟؟

هل لي الحق ان اترك الحياة واقول ربي كتب لي يوم ساموت فلما اتعب انا نفسي ؟
هل لي الحق ان اقول يا الله الرزق على الله فمادا افعل انا الان ؟ فلادهب واستمتع بمااحياه ..!
دراسة: هل لي الحق ان اترك واجباتي بحجة ان ربي كتب لي ان كنت ساعيد السنة ام لا ؟
زواج: هل بامكان الشاب ان يتفرغ لعمله حتى سن كبيرة
ويوقل الزواج مكتوب وربي يجيب ان شاء الله؟
هل ستاتيه زوجته دون ان يختارها لنفسه؟؟؟
ولادة: كتب الله لك كم ولدا ستنجب ...ادن لما حلل العلماء الاقراص المانعة للحمل ؟
ولما تتناولها المراة اصلا ان كانت تؤمن حقا بهدا المفهوم للمكتوب ؟

اقصد ادا لم تود ان تنجب طفلا في عامها الاول ... فشربت الاقراص المانعة للحمل
لما شربتها ان كان ربي كتب لها متى ستلد اول طفل لها ؟؟؟

هل يكتب لنا الله مسيرة حياتنا قبل ان نولد
ام بعد الولادة
ام يوم ولادتنا ؟؟؟؟

ماهو المكتوب ؟؟؟
والله مفهومه غامض عندي ؟؟

هل لكم بمساعدتي في التعرف عليه ؟؟؟


يسعدني مروركم
وتبريرات منكم بايات قرانية ان امكن
واحاديث

دمتم

وشكرا لكم

تحية مني

سلاااام









 


قديم 2009-06-28, 15:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
dahmani28
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية dahmani28
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي لا تحزن إن الله معنا

السلام عليكم
رايح نقولك وش نعرف على رغم انه معلوماتي بسيطة
أولا : يجب علينا علينا الإيمان بالقضاء والقدر لانهما من اركان الايمان
ثانيا: القضاء والقدر أو المكتوب كيما نسموه هو :
يوجد حديث في معناه :" اول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب ، قال: ما أكتب؟ ، قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة"
يعني كل ما يحدث مكتوب في اللوح المحفوظ ولا يعلمه إلا الله.
أما الانسان فلا علم له بالغيب.
نحن نعرف بالأمور بعد حصولها يعني :
مثلا : وقع حادث سيارة لشخص معين، نقول مكتوب
أي أنه بعد وقوع الحادث نقول مكتوب، وليس قبل وقوع الحادث لان ذلك يعتبر علما بالغيب وهذا محال على البشر.
ويوجد حديث في معناه : " كل ميسر لما كتب له"
أي كل انسان افعاله التي يفعلها باختياره كلها تصب في ما كتب له وهي في علم الله
أما القضية الثانية : وهي الاعتماد على المكتوب
أو القول : ياك كلش مكتوب. لماذا اذن نعمل ونتحرك ونفعل ....إلخ مادام كل شيء مكتوب.
أقول لك : هذه سنة الله في خلقه. أي بمعنى لما خلق الله الخلائق جعل لكل شيء اسباب أو ما يسمى السنن الكونية.
مثال :
- اذا القيت نفسك امام شاحنة
1. ربما ستموت (السبب والنتيجة) ، نحن نقول هذا مكتوب (مكتوبو يمشي برجليه ويرمي نفسه امام الشاحنة ويموت)
2. ربما لا تموت وتعيش معوق، نحن نقول هذا مكتوب (مكتوبو يمشي برجليه ويرمي نفسه امام الشاحنة لكن لم يمت ولكن بقي معوق)
3- ربما في آخر لحظة قررت الهرب فأكيد انك ستنجو (السبب النتيجة)، نحن نقول مكتوب (مكتوبو يهرب من امام الشاحنة وينجو)
وهكذا هي الحياة نحن نعمل الاسباب وننتظر النتائج (النتائج بيد الله) التي هي المكتوب نتاعنا.
والله أعلم..










قديم 2009-06-28, 17:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*محمد*
عضو مميّز
 
الأوسمة
وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
اختي الله اعلم المكتوب هو القضاء والقدر
وهذا قول العلامة الشيخ ابن باز في الموضوع والله اعلم


الكثير يخوضون في موضوع القضاء والقدر هل لكم توجيه؟


هذا باب خاضه الأولون وغلط فيه من غلط، والواجب الحذر، فعلى كل مؤمن وكل مؤمنة التسليم لله والإيـمان بقدره سبحانه وتعالى والحرص على الأخذ بالأسباب النافعة الطيبة والبعد عن الأسباب الضارة كما علم عباده وكما جعل لهم قدرة على ذلك بما أعطاهم من العقول والأدوات التي يستعينون بها على طاعته وترك معصيته سبحانه وتعالى.
وينبغي عدم الخوض في هذا الباب والإيـمان بأن الله قدر الأشياء وعلمها وأحصاها وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأنه الخلاق العظيم القادر على كل شيء وأن جميع الموجودات بخلقه وتقديره سبحانه وتعالى وأن الله أعطى للعبد عقلاً وأسباباً وقدرة على الخير والشر كما يأكل ويشرب ويلبس وينكح ويسافر ويقيم وينام ويقوم إلى غير ذلك يطيع ويعصي.
ويخشى على هؤلاء الخائضين بالقضاء والقدر أن يحتجوا بالقدر أو ينكروه لأن قوماً خاضوا فيه فأنكروه كالقدرية النفاة وقالوا لا قدر وزعموا أنهم يخلقون أفعالهم وأن الله تعالى ما تفضل عليهم بالطاعة ولا قدر عليهم المعصية، وقوم قالوا بل تفضل الله بالطاعة، ولكن ما قدر المعصية فوقعوا بالباطل، وقوم خاضوا في القدر وقالوا بأننا مجبورون أي أنهم ما عليهم شيء، عصوا أو أطاعوا لا شيء عليهم لأنهم مجبورون، ولا قدرة لهم فضلوا وأضلوا نسأل الله العافية.
ومجوس الأمة هم القدرية النفاة الذين ضلوا في القدر وقالوا الأمر أنف والمجوس قالوا إن للعباد إلهين النور والظلمة ويقولون النور خلق الخير والظلمة خلقت الشر فشابههم نفاة القدر حيث جعلوا لله شريكاً في أفعاله وأنهم يخلقون أفعالهم، نسأل الله العافية.
وعلى كل مسـلم أن يؤمن بالقدر وأن يحذر الخوض في ذلك بغير علم كما خاض المبتدعة فضلوا وإنما الواجب على كل مسلم أن يؤمن بالقدر وأن يسلم لله بذلك ويعلم بأن الله قدر الأشياء وعلمها وأحصاها وأن العبد له إرادة وله مشيئة وله اختيار لكنه لا يخرج بذلك عما قدره الله سبحانه وتعالى.


......................................

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم.... سلمه الله وتولاه آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ بدون وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق. وما تضمنه من الإفادة عن عزمكم على تأليف كتاب مختصر يتضمن بيان مذهب السلف الصالح في مسألة القضاء والقدر التي قد غلط فيها كثير من الناس ورغبتكم في أن نكتب إليكم في الموضوع رسالة مختصرة تشتمل على بيان الحق في هذا الأمر الجليل كان معلوما.
وإني بهذه المناسبة أسأل المولى عز وجل أن يسدد خطاكم ويمنحكم التوفيق لإصابة الحق فيما تكتبون وإنها لهمة عالية وعزم مبارك أرجو أن يحقق الله لكم بذلك ما تريدون من إيضاح الحق بدليله وكشف اللبس وإزاحة الشبهة إنه جواد كريم.
ويسرني أن أساهم في هذا العمل الجليل بما أشرتم إليه فأقول:
قد دل الكتاب العزيز والسنة الصحيحة وإجماع سلف الأمة على وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره، وأنه من أصول الإيمان الستة التي لا يتم إسلام العبد ولا إيمانه إلا بها، كما دل على ذلك آيات من القرآن الكريم، وأحاديث صحيحة مستفيضة بل متواترة عن الرسول الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، ومن ذلك قوله عز وجل: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
[1]، وقوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[2]، وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[3]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبرائيل عن الإيمان قال عليه الصلاة والسلام: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله)) قال: صدقت الحديث وهذا لفظ مسلم. وخرج مسلم في صحيحه من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن جبرائيل عليه السلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فأجابه بقوله: ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره))، فقال له جبرائيل: صدقت، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن الإيمان بالقدر يجمع أربعة أمور: الأمر الأول: الإيمان بأن الله سبحانه علم الأشياء كلها قبل وجودها بعلمه الأزلي وعلم مقاديرها وأزمانها وآجال العباد وأرزاقهم وغير ذلك كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
[4]، وقال تعالى: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}[5]، وقال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[6]، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
الثاني: من مراتب الإيمان بالقدر: كتابته سبحانه لجميع الأشياء من خير وشر وطاعة ومعصية وآجال وأرزاق وغير ذلك كما قال سبحانه: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
[7] في آيات كثيرة سبق بعضها آنفا. وفي الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار))، قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما كان من أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة))، ثم قرأ رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}[8] الآيتين وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة ومنها حديث عبد الله بن مسعود المخرج في الصحيحين في ذكر خلق الجنين وأنه يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد.
الأمر الثالث: من مراتب الإيمان بالقدر: أنه سبحانه وتعالى لا يوجد في ملكه ما لا يريد ولا يقع شيء في السماء والأرض إلا بمشيئته، كما قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[9]، وقال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}[10] وقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}[11]، وقال تعالى: {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[12]، وقال عز وجل: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}[13]، والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا معلومة من كتاب الله والإرادة في هذه الآية بمعنى المشيئة وهي إرادة كونية قدرية بخلاف الإرادة في قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}[14] فالإرادة في هذه الآيات الثلاث إرادة شرعية أو دينية بمعنى المحبة، والفرق بين الإرادتين الأولى: لا يتخلف مرادها أبدا بل ما أراده الله كونا فلا بد من وقوعه كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[15]، أما الإرادة الشرعية فقد يوجد مرادها من بعض الناس وقد يتخلف. وإيضاح ذلك أن الله سبحانه أخبر أنه يريد البيان للناس والهداية والتوبة ومع ذلك أكثر الخلق لم يهتد ولم يوفق للتوبة ولم يتبصر في الحق؛ لأنه سبحانه وتعالى قد أوضح الحجة والدليل وبين السبيل وشرع أسباب التوبة وبينها ولكنه لم يشأ لبعض الناس أن يهتدي أو يتوب أو يتبصر فذلك لم يقع منه ما أراده الله شرعا لما قد سبق في علم الله وإرادته الكونية من أن هذا الشخص المعين لا يكون من المهتدين ولا ممن يوفق للتوبة.
وهذا بحث عظيم ينبغي تفهمه وتعقله والتبصر في أدلته ليسلم المؤمن من إشكالات كثيرة وشبهات مضلة حار فيها الكثير من الناس لعدم تحقيقهم للفرق بين الإرادتين، ومما يزيد المقام بيانا أن الإرادتين تجتمعان في حق المؤمن فهو إنما آمن بمشيئة الله وإرادته الكونية وهو في نفس الوقت قد وافق بإيمانه وعمله الإرادة الشرعية وفعل ما أراده الله منه شرعا وأحبه منه، وتنفرد الإرادة الكونية في حق الكافر والعاصي فهو إنما كفر وعصى بمشيئة الله وإرادته الكونية، وقد تخلفت عنه الإرادة الشرعية لكونه لم يأت بمرادها وهو الإسلام والطاعة فتنبه وتأمل والله الموفق.
الأمر الرابع من مراتب الإيمان بالقدر: أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق الموجد لجميع الأشياء من ذوات وصفات وأفعال فالجميع خلق الله سبحانه، وكل ذلك واقع بمشيئته وقدرته، فالعباد وأرزاقهم وطاعاتهم ومعاصيهم كلها خلق الله وأفعالهم تنسب إليهم فيستحقون الثواب على طيبها والعقاب على خبيثها، والعبد فاعل حقيقة وله مشيئة وله قدرة قد أعطاه الله إياها، والله سبحانه هو خالقه وخالق أفعاله، وقدرته ومشيئته كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
[16]، وقال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وما تشاؤن إلا أن يشاء الله}[17] فلا يخرج شيء من أفعال العباد ولا غيرهم عن قدرة الله ولا عن مشيئته فعلم الله شامل ومشيئته نافذة وقدرته كاملة لا يعجزه سبحانه شيء ولا يفوته أحد كما قال عز وجل: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}[18]، والعرش وما دونه من سماوات وأرضين وملائكة وبحار وأنهار وحيوان وغير ذلك من الموجودات كلها وجدت بمشيئة الله وقدرته لا خالق غيره ولا رب سواه ولا شريك له في ذلك كله، كما أنه لا شريك له في عبادته ولا في أسمائه وصفاته كما قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}[19]، وقال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}[20]، وقال سبحانه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[21]، وقال سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[22]، فالله سبحانه هو الخالق وما سواه مخلوق وصفاته كذاته ليست مخلوقة وكلامه من صفاته، والقرآن الكريم من كلامه المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو كلام الله عز وجل منزل غير مخلوق بإجماع أهل السنة، وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سلك سبيلهم إلى يوم القيامة.
وبما ذكرنا يتضح لطالب الحق أن مراتب القدر أربع من آمن بها وأحصاها فقد آمن بالقدر خيره وشره. وقد ذكر العلماء هذه المراتب في كتب العقائد وأوضحوها بأدلتها وممن ذكر ذلك باختصار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه: العقيدة الواسطية وذكرها وأوسع فيها الكلام تلميذه المحقق العلامة الكبير أبو عبد
الله ابن القيم في كتابه: شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، وهو كتاب نفيس عظيم الفائدة نادر المثل أو معدومه ننصح بقراءته والاستفادة منه.
والله أسأل سبحانه أن يوفقنا جميعا للفقه في دينه والاستقامة عليه وأن يهدينا وسائر المسلمين صراطه المستقيم.. إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[1] سورة الحج الآية 70.
[2] سورة الحديد الآية 22.
[3] سورة القمر الآية 49.
[4] سورة العنكبوت الآية 62.
[5] سورة الطلاق الآية 12.
[6] سورة الأنعام الآية 59.
[7] سورة الحج الآية 70.
[8] سورة الليل الآيتان 5- 6.
[9] سورة التكوير الآيتان 28- 29.
[10] سورة المدثر الآيتان 55- 56.
[11] سورة الأنعام الآية 137.
[12] سورة الأنعام الآية 39.
[13] سورة الأنعام الآية 125.
[14] سورة النساء الآيات 26- 28.
[15] سورة يس الآية 82.
[16] سورة البقرة الآية 20.
[17] سورة التكوير الآيتان 28- 29.
[18] سورة الطلاق الآية 12.
[19] سورة الزمر الآية 62.
[20] سورة البقرة الآية 163.
[21] سورة الإخلاص كاملة.
[22] سورة الشورى الآية 11.

...................................
ما الفرق بين القضاء والقدر؟

القضاء والقدر، هو شيء واحد، الشيء الذي قضاه الله سابقاً وقدره سابقاً، يقال لهذا القضاء ويقال له القدر، يعني ما سبق في علم أنه قدره من موت, وحياة, وعز, وذل, وأمن, وخوف, وغير ذلك كله يسمى قضاء ويسمى قدر.
.......................................

هل الدعاء والصدقة ترد القضاء والقدر
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الابن المكرم صاحب السمو الملكي الأمير المكرم / عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وفقه الله لكل خير آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ في 24/8/1411هـ وصلكم الله وما تضمنه من الأسئلة كان معلوما. وهذا نصها وجوابها
[1]:

السؤال الأول: هل الدعاء والصدقة ترد القضاء والقدر؟
جواب: قدر الله عز وجل ماض في عباده كما قال الله سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
[2]، وقال عز وجل: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[3]، وقال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[4]، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإيمان: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة))، قال: ((وعرشه على الماء)) رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)) رواه مسلم أيضا، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن الحوادث معلقة بأسبابها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وإن البر يزيد العمر ولا يرد القدر إلا الدعاء)) ومراده صلى الله عليه وسلم أن القدر المعلق بالدعاء يرده الدعاء، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه)) فالأقدار تردها الأقدار التي جعلها الله سبحانه مانعة لها، والأقدار المعلقة على وجود أشياء كالبر والصلة والصدقة توجد عند وجودها، وكل ذلك داخل في القدر العام المذكور في قوله سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وتؤمن بالقدر خيره وشره))، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفئ الماء النار)) وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن صدقة السر تطفئ غضب الله وتدفع ميتة السوء)) وجميع الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب تدعو إلى إيمان العبد بأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كما تدعوه إلى أن يسارع في الخيرات وينافس في الطاعات، ويحرص على أسباب الخير ويبتعد عن أسباب الشر، ويسأل ربه التوفيق والإعانة على كل ما فيه رضا الله سبحانه والسلامة من كل سوء، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه ذات يوم: ((ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار)) فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة))، ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله سبحانه: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[6]. والله الموفق.
[1] تاريخه 29/8/1411هـ.
[2] سورة الحديد الآية 22.
[3] سورة الحج الآية 70.
[4] سورة القمر الآية 49.
[5] سورة القمر الآية 49.
[6] سورة الليل الآيات 5 - 10.


سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الا انت استغفرك واتوب اليك

والله اعلم





















قديم 2011-08-21, 18:02   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
paradox
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية paradox
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

قد تكون المسألة تطرح نفسها على عقول عديدة
فأردت تجديد الموضوع
لربما يكسب البعض رصيدا جديدا من خلال الاجابات

حقا نسيت نقول شكرا بالعضوية الاخرى

فشكرا لكما

^^

صح فطوركم


سلااااااااااام










 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:28

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc