ما حكم تسمية البنت بـ "إيمان" أو "نرمين" أو "دُنيا" أو "غادة" ؟.

[أبو أمامة الباهلي]

ما حكم تسمية البنت بـ "إيمان" أو "نرمين" أو "دُنيا" أو "غادة" ؟


سمعتُ شيخنا مصطفى مبرم حفظه الله تعالى أجاب قائلًا:

بالنِّسبة لإيمان قد كره أهل العلم أن تُسمَّى البنت بهذا الاسم وعلَّلوا ذلك بأنَّه إذا سُئل عنها في الدَّار أو ما أشبه ذلك قيل: "ليس ثمة إيمان" -أو ما أشبه ذلك-
فكرهوا لانتفاء هذا الأمر كما نصّ عليه غير واحد من أهل العلم.

وأمَّا بالنِّسبة للاسم الثَّاني الَّذي هو نرمين: لا أعرفه ولا أعرف معناه.
وبعضهم يقول بأنَّ الأسماء لا تُعلَّل وهذا القول وإن قال به من قال فإنَّه ليس على إطلاقه في الإصابة، لأنَّ الأسماء كما ذكر الحافظ شمس الدِّين ابن القيم وقد أطال الكلام عليها في كتابه زاد معاد في هدي خير العباد وفي كتابه جلاء الأفهام فيما يتعلَّق بمعاني الأسماء بأنَّ لها تأثيرًا على صاحبها؛ وقديمًا قالوا:

سموك بجهلهم سديدًا = والله ما فِيك من سداد


وذكر أمثلة على هذا بأنَّ الإنسان ربَّما يُسمَّى:"صالحًا" وليس فيه شيءٌ من الصَّلاح، و "ناصرًا" وليس فيه شيءٌ من النَّصر، إلى غير ذلك ممَّا ذكره الحافظ ابن القيِّم؛ فيُنظر، هذا هو الواجب على الآباء لأنَّ هناك أسماء نُهيَ عنها وغيَّرها النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام ذكرها الأئمَّة، وقد أُخذت في بعض الجامعات رسالة الماجستير فيما يتعلَّق بأحكام الأسماء والألقاب والكُنى وما يتعلَّق بها لأنَّ الكلام فيها كثير.

فينبغي على الآباء أن ينظروا إلى معاني هذه الأسماء ولا يلتفوا إلى قول من قال إنَّ الأسماء لا تُعلَّل بلى أحيانًا قد يُنظر في الاسم في دلالته على صاحبه.
فمثل هذا الاسم [نرمين] حقيقة لا أعرفه ولا أعرف من أهل العلم من تكلَّم عليه.

اسم دُنْيَا: ولا هذا، ما مرَّ علينا، لأنَّها مأخوذة -وما ينبغي أن يُسمَّى بمثل هذا الاسم- لأنَّه إمَّا مأخوذ من السّفل فيُؤثِّر على صاحبته -البنت الَّتي تُسمَّى به- لأنَّ من أهل العلم من قال إنَّ الدُّنيا مأخوذة من السُّفل أو التَّسفّل أو أنَّها مأخوذة من الدَّناءة الشَّيء الدَّنيء؛ فالأسماء لها آثار على أصحابها.

أحيانًا قد يُكره الاسم أو يُنهى عنه لسبب ما فيه من التَّزكية مثلما تعرفون في قصة برَّة لما سمَّاها النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام: "زينب".
وأحيانًا قد يؤثِّر على صاحبه من جهة الخُلق مثلما نهى النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام عن تسمية: "رَبَاح"
وأحيانًا قد يُؤثِّر على صاحبه من جهة انتفاء ما دلّ عليه اسمه كما ذكرتُ لكم في اسم: "إيمَان"
وأحيانا قد يُنهى عنه بسبب وقوع الفتنة فيه مثلما كره بعض أهل العلم أن يُسمَّى بـ: "غادة".

وهذه الأشياء استذكرتها الآن على كلّ حال بعض الأسماء لها علل في النَّهي عنها لا من جهة الجواز ولكن من جهة عدم الجواز.
...منقول...