بيّضتَ وجوهنا يا بكرَ بن حماد التاهرتي الجزائري - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

بيّضتَ وجوهنا يا بكرَ بن حماد التاهرتي الجزائري

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-03-19, 10:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي بيّضتَ وجوهنا يا بكرَ بن حماد التاهرتي الجزائري

بســـم الله الرّحمـــن الرّحيـــم

قال النويري في ( نهاية الأرب و فنون الأدب )

وأما ابن فإنه لما ضرب علياً حمل على الناس، فأفرجوا له، فتلقاه المغيرة بن الحكم بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب، فرمى عليه قطيفة واحتمله وصرعه وقعد على صدره.
واختلفوا: هل ضربه في الصلاة؟ أو قبل الدخول فيها؟ وهل استخلف من أتم بهم الصلاة أو هم أتمها؟ قال أبو عمر ابن عبد البر: والأكثر أنه استخلف جعدة بن هبيرة، فصلى بهم تلك الصلاة.
قال: ثم قال علي رضي الله عنه لأصحابه حين أخذوا ابن ملجم: احبسوه فإن مت فاقتلوه ولا تمثلوا به، وإن لم أمت فالأمر إلي في العفو أو القصاص.
وقيل: إنه قال لهم: " النفس بالنفس، إن هلكت فاقتلوه وإن بقيت رأيت فيه رأيي، يا بني عبد المطلب لا ألفيتكم تخوضون دماء المسلمين، تقولون: قتل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلن إلا قاتلي " . وأتت أم كلثوم ابنة علي رضي الله عنهما إلى ابن ملجم وهو مكتوف فقالت: " أي عدو الله، إنه لا بأس على أبي، والله مخزيك " . قال: فعلى من تبكين؟ والله لقد شريته بألف وسممته بألف، ولو كانت الضربة بأهل مصر ما بقي منهم أحد.
قال: ثم أوصى علي رضي الله عنه أولاده بتقوى الله، ولم ينطق إلا بقول " لا إله إلا الله " حتى مات رضي الله عنه وأرضاه.
روي عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: من أشقى الأولين؟ : قال: الذي عقر الناقة. قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال؟ لا أدري. قال: " الذي يضربك على هذا " يعني يافوخه، " فيخضب هذه " يعني لحيته.
وعن ثعلبة الجماني قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه يعني لحيته من دم هذا يعني رأسه.
وروى النسائي من حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا - ووضع يده على رأسه - حتى تخضب هذه، يعني لحيته.
وعن ابن سيرين عن عبيدة قال: كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا رأى ابن ملجم قال:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
وكان علي رضي الله عنه كثيراً ما يقول: ما يمنع أشقاها - أو ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من دم هذا - ويشير إلى لحيته ورأسه - خضاب دمٍ لا خضاب عطر ولا عبير؟.
وروى عمرو بن شبة عن أبي عاصم النبيل وموسى بن إسماعيل عن سكين بن عبد العزيز العبدي، أنه سمع أباه يقول: جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل عليا فحمله، ثم قال:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
أما إن هذا قاتلي. قيل: فما يمنعك منه؟ قال: إنه لم يقتلني بعد.
وأتى علي رضي الله عنه فقيل له: ابن ملجم يسم سيفه، ويقول إنه سيفتك بك فتكةً يتحدث بها العرب. فبعث إليه فقال له: لم تسم سيفك؟ قال لعدوي وعدوك. فخلى عنه.
وفي كلام علي رضي الله عنه يقول بكر بن حماد (التاهرتي الجزائري)
وهزّ عليٌّ بالعراقين لحيةً ... مصيبتها حلّت على كلّ مسلم
فقال: سيأتيها من الله حادث ... ويخضبها أشقى البريّة بالدّم
فباكره بالسيف شلّت يمينه ... لشؤم قطام عند ذاك ابن ملجم
فيا ضربةً من خاسرٍ ضلّ سعيه ... تبوّأ منها مقعداً في جهنّم
ففاز أمير المؤمنين بحظّه ... وإن طرقت فيه الخطوب بمعظم
ألا إنّما الدنيا بلاءٌ وفتنةٌ ... حلاوتها شيبت بصابٍ وعلقم

وحكي عن عثمان بن المغيرة قال: لما دخل رمضان، كان علي رضي الله عنه يتعشى ليلة عند الحسن رضي الله عنه، وليلةً عند الحسين، وليلةً عند ابن جعفر رضي الله عنهم، لا يزيد على ثلاث لقم، ثم يقول رضي الله عنه: يأتيني أمر الله وأنا خميص، وإنما هي ليلة أو ليلتان، فلم يمض قليل حتى قتل.
وقال الحسن ابن كثير عن أبيه قال: خرج علي رضي الله عنه من الفجر، فأقبل الإوز يصحن في وجهه، فطردوهن عنه، فقال: ذروهن فإنهن نوائح، فضربه ابن ملجم في ليلته.
وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما يوم قتل علي: خرجت البارحة وأبي يصلي في مسجد داره، وقال لي: " يا بني إني بت أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر فملكتني عيناي فنمت، فسنح لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد، فقال لي: ادع عليهم، فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم وأبدلهم بي من هو شرٌ مني " فجاء ابن النباح فآذنه بالصلاة فخرج، وخرجت خلفه، فضربه ابن ملجم فقتله.
وروى أبو عمر ابن عبد البر بسنده إلى عبد الله ابن مالك قال: جمع الأطباء لعلي رضي الله عنه يوم جرح، وكان أبصرهم بالطب أثير بن عمر السكوني، وكان يقال له: أثير بن عمريا، وكان صاحب كسرى يتطبب له، وهو الذي ينسب إليه صحراء أثير، فأخذ أثير رئة شاة حارة، فتتبع عرقاً منها فاستخرجه فأدخله في جراحة علي، ثم نفخ العرق فاستخرجه فإذا عليه بياض دماغ، وإذا لضربة قد وصلت إلى أم رأسه، فقال: يا أمير المؤمنين اعهد عهدك فإنك ميت.
وفي ضربة ابن ملجم يقول عمران بن حطان الخارجي يمدح ابن ملجم:
لله درّ المرادي الذي سفكت ... كفّاه مهجة شرّ الخلق إنسانا
أمسى عشيّة غشّاه بضربته ... ممّا جناه من الآثام عريانا
يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّي لأذكره حيناً فأحسبه ... أوفى البريّة عند الله ميزانا

فقال بكر بن حماد التاهرتي (الجزائري) معارضاً له:
قل لابن ملجم والأقدار غالبةٌ ... هدمت ويحك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدمٍ ... وأوّل الناس إسلاماً وإيمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما ... سنّ الرسول لنا شرعاً وتبيانا
صهر النبيّ ومولاه وناصره ... أضحت مناقبه نوراً وبرهانا
وكان منه على رغم الحسود له ... مكان هارون من موسى بن عمران
وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً ... ليس إذا لقي الأقران أقرانا
ذكرت قاتله والدمع منحدرٌ ... فقلت: سبحان ربّ الناس سبحانا
إنّي لأحسبه ما كان من بشرٍ ... يخشى المعاد ولكن كان شيطانا
أشقى مرادٍ إذا عدّت قبائلها ... وأخسر الناس عند الله ميزانا
كعاقر الناقة الأولى التي جلبت ... على ثمود بأرض الحجر خسرانا
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها ... قبل المنيّة أزماناً فأزمانا
فلا عفا الله عنه ما تحمّله ... ولا سقى قبر عمران بن حطّانا
لقوله في شقيٍ ظلّ مجترماً ... ونال ما ناله ظلماً وعدوانا:
" يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا "
بل ضربةٌ من غويٍّ أوردته لظىً ... فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنّه لم يرد قصداً بضربته ... إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

وقالت أم الهيثم بنت العريان النخعية، ومنهم من يرويها لأبي الأسود الدؤلي:
ألا يا عين ويحك أسعدينا ... ألا تبكي أمير المؤمنينا
تبكي أمّ كلثومٍ عليه ... بعبرتها فقد رأت اليقينا
ألا قل للخوارج حيث كانوا ... فلا قرّت عيون الشامتينا
أفي شهر الصيام فجعتمونا ... بخير النّاس طرّاً أجمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا ... وذلّلها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها ... ومن قرأ المثاني والمبينا
وكلّ مناقب الخيرات فيه ... وحب ّرسول ربّ العالمينا
لقد علمت قريشٌ حين كانت ... بأنّك خيرهم حسباً ودينا
إذا استقبلت وجه أبي تراب ... رأيت البدر فوق الناظرينا
وكنّا قبل مقتله بخيرٍ ... ترى مولى رسول الله فينا
يقيم الحقّ لا يرتاب فيه ... ويعدل في العدا والأقربينا
وليس بكاتمٍ علماً لدينا ... ولم يخلق من المتجبّرينا
كأنّ النّاس إذ فقدوا عليّاً ... نعامٌ حار في بلدٍ سنينا
فلا تشمت معاوية بن صخرٍ ... فإنّ بقية الخلفاء فينا

قال ولما مات عليٌ رضي الله عنه غسله ابناه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، وكفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وصلى عليه ابنه الحسن وكبر سبع تكبيرات.
قال: ولما قبض رضي الله عنه بعث الحسن رضي الله عنه إلى ابن ملجم فأحضره، فقال للحسن: " هل لك في خصلة؟ إني والله أعطيت الله عهداً أن لا أعاهد عهداً إلا وفيت به، وإني عاهدت الله عند الحطيم أن أقتل علياً ومعاوية أو أموت دونهما، فإن شئت خليت بيني وبينه، ولك عهد الله على أني إن لم أقتله أو قتلته ثم بقيت أن آتيك حتى أضع يدي في يدك " . فقال له الحسن: لا والله. ثم قدمه فقتله، فأخذه الناس فأدرجوه في بواري وحرقوه بالنار.
واختلف في موضع قبر علي رضي الله عنه، فقيل: دفن في قصر الإمارة بالكوفة، وقيل: في رحبة الكوفة، وقيل: دفن بنجف الحيرة في موضع بطريق الحيرة، وقيل: عند مسجد الجماعة، وقال الواقدي: دفن ليلاً وأخفي قبره.
وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر، وقيل: أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام، وقيل: وثلاثة أيام، وقيل: وأربعة عشر يوماً.
وكان عمره ثلاثاً وستين سنة، وقيل: خمساً وستين، وقيل: تسعاً وخمسين، والأول أصح.

نهاية الأرب في فنون الأدب . ص : ( 5 / 380 _ 383 )


و هذه قطعة استللتها ، و أعجبت بها لردّ بكر بن حمّاد على عمران بن حطان ، ليعلم القارئ أن شاعرا و أديبا و فقيها و محدثا من تيهرت (تيارت اليوم) ترك أثرا نيِّرا و ذكرا حسنا ، في دفاعه عن رضي الله عنه و إظهار مآثره و مناقبه و سابقته ، و قمعِهِ عمران بن حطان و شيخه ابن ملجم المرادي .

تنبيه : كلمة الجزائري التي بين القوسين إضافة مني








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc