|
صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعمية طوفان الأقصى لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2023-05-24, 09:53 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
السوفسطائي
السوفسطائي
لو كانت مُشكلة البطحة في الاشتراكية الشرقية أي في تبنيها النّمُوذج الاِقتصادي الشّرقي بعد الاستقلال، فما تفسير تخلف بُلدان غرب إفريقيا التابعة لفرنسا والّتي لم تعرف أو تتبنى هذا النّموذج الاِقتصادي والسّياسي في حياتها وعلى عكس ذلك تبنت النّموذج الإداري البيروقراطي الفرنسي واللغة الفرنسية كلغة رسمية ولُغة مُعاملات واِقتصاد وتعليم وغيرها في كلّ مناحي الحياة؟ ما تفسير تخلف تُونس والمغرب الأقصى [الحاكم الفرنسي لُيوطي] فهاتان الدّولتان لم تتبنيا قط الاِشتراكية الشّرقية؟، وكانتا تابعتان لفرنسا بحكم الاِستعمار كما هو حال أغلبية الدُّول الإفريقية الّتي اِستعمرتها، وقد تبنت هذه البُلدان الإفريقية كلّ شيء فرنسي التعليم والنّموذج الإداري البيروقراطي والاقتصادي والعسكري ورغم ذلك هي دول مُتخلفة كانت وظلّت وستظلّ كذلك طالما بقيت مُحافظة على هذا الاختيار الحتمي المفروض عليها عُنوة. إنَّ مصر رغم تبنيها الاِشتراكية الشّرقية أيام الزعيم الخالد جمال عبد الناصر – رحمه الله – إلّا أنَّ التجربة المصرية في تبني النّموذج الاِشتراكي فشلت، والسبب في ذلك يعود إلى عاملين: الأول، طبيعة الإنسان المصري، والثاني، قابلية المُجتمع المصري. واللذان يقُومان مُنذ الحضارة الفرعونية 10 آلاف سنة على الطبقية ونظام العبيد، وهي أهم مظاهر النّظام الرأسمالي، أسياد في الشمال وعبيد في الجنوب، عالم أول وعالم ثاني وعالم ثالث، ودول مُتقدمة ودول مُتخلفة [الدُّول النامية]. فلا يستطيع أي شخص كان تغيير شخص آخر جُبل على صِفة ما مهما كانت قُوّة الأول ومهما كان ضعف الثاني، وهُنا لا نتحدث عن القوّة بشكلها المعروف القائم على العُنف والشدّة، ولكن عن القُوّة الّتي تتخذ من العُنف شكلاً وأنواعاً أُخرى من القُوّة أكثر نُعومة ولكن أكثر تأثيراً وأثراً. كما أنَّ الفترة الطويلة للملكية في مصر [إلى جانب حكم سلاطين الأتراك] وقيام المُجتمع على طبقتين: فُقراء وأغنياء [باشوات] يكُون وراء فشل التجربة الاِشتراكية في مصر في زمن الثنائية القطبية ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد قاومت الطبقة الغنية من كلِّ الطوائف الدّينية والمذهبية والسّياسية وهي أقلية ذلك النّموذج طوال حُكم المصريين الّذين جاؤوا بعد ثورة يوليو وتبنوا النّموذج الاِشتراكي الشّرقي حتّى اللحظة. أما الاتحاد السوفييتي فإنَّ سبب فشله والصين وسبب نجاحها المُنقطع النّظير في تلك التجربة الرائدة فيرجع بالأساس إلى التباين في بنية الدّولتين من حيث الأجناس والقوميات وطبيعة الإنسان ومزاجه وطبيعة التّاريخ المُشترك، ففي حين نجد هُناك تباين حد التناقض والصدام بين تركيبة سُكان الاتحاد السوفييتي عِرقياً وثقافياً واِختلاف في التّاريخ والمصير الأمر الّذي أدى في النّهاية إلى تباين هذه القوميات المُختلفة في كل شيء، وخلافها في مساراتها واختياراتها والنّموذج الاِقتصادي والسّياسي الّتي كانت كلّ قومية تُريد العيش في ظلّه، نجد على الجانب الآخر الصين الّتي ساعدتها التركيبة السُّكانية الواحدة على الأغلب، فالجنس واحد إلّا ما ندر، واللغة واحدة إلّا ما ندر، والشّعب واحد إلّا ما ندر حتّى الدّين والتّاريخ والآلام والأحلام كانت مُشتركة بينهم إلّا ما ندر من أقليات قومية ودينية هُنا وهُناك ولكن الأغلبية صنعت الفارق وحققت النّجاح أمام عقبات وعراقيل الاِستعمار الياباني والبريطاني والأمريكي، وحركات الانفصال هُنا وهناك في منطقة التبت ولدى شعوب "الإيغور"، ورغم ذلك نجحت التجربة الصينية لتلك الأسباب ولم تنجح في غيرها من بلدان لتلك الأسباب الّتي اِختلفت طبيعتها من وطن إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى. إنَّ النّموذج الصيني المُبهر اليوم كان نتيجة صبرٍ طويلٍ الّذي لم يتحلى به الاتحاد السوفييتي وندم عليه ندماً شديداً فيما بعد ولا شك، وهُو مصدر إلهام لــ "كوبا" و"فنزويلا" و"كوريا الشمالية" و"سوريا".. الّتي صبرت وهي تتجه اليوم على خُطى وضوء ما حققته الصين للتأكيد على إمكانية نجاح النّمُوذج الاِشتراكي الشّرقي في ظلّ أُفول نجم الغرب ونموذجه الرأسمالي والليبيرالية القديمة والجديدة والّتي كانت تُشكل أحد أهم العراقيل والمنغصات الّتي قضت على نموذج الاِتحاد السوفييتي وحاولت تعطيل مسيرة النّموذج الصيني الحالية. من الآن فصاعداً لا يهمُ نوعُ النِّظام السّياسي فردياً كان أو جماعياً ولكن الأهم هُو حُكم الأغلبية سواءٌ في نظام مدني أو عسكري، والنّمُوذج السِّياسي والاِقتصادي الأصلح ومدى رغبة الناس في تبنيه ولكن قبل ذلك في الصبر وتحمل المشاق والعقبات في سبيله والّتي دائماً ما كانت وستظل تستهدفه لأهداف اِستعمارية بحتة وليس لتحقيق دِيمقراطية كما يزعم الغرب.
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc