عماد فوزي شعيبي: المطلوب الآن العودة إلى لغة الحوار والدخول في اللعبة الديمقراطية
المصدر : علي حسون
د. عماد فوزي شعيبي: علينا أن نخرج من الدائرة إلى الخط المستقيم وعدم السؤال عمّن بدأ ومن ردّ والعودة إلى قاعدة التسامح
في وقت انتشر فيه لقب الباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي على الشاشات والفضائيات العابرة للعقول، كانتشار الفطور في ليلة رعدية، غابت أسماء لها وزنها ورصانتها عن هذا المشهد.
عماد فوزي شعيبي واحدٌ من الأسماء القليلة التي تحترف، فعلاً وتخصصاً، التحليلَ والبحث الاستراتيجي.
¶ الأزمة في سورية بدأت داخلية وانتهت عالمية. هل تعتقد أنَّ العامل الخارجي كان موجوداً منذ البداية؟
- هنالك تداخل بين العاملين، الداخلي والخارجي، سواء بمعرفة الداخل أم من دون معرفة، فكلُّ هذا التداخل يزداد أو ينقص، بحسب طبيعة الحراك الداخلي وطبيعة المطالب الخارجية، أو ردّ الفعل عليها، وهذا ما أدَّى إلى استعار الدور الخارجي.. ولنتذكَّر أنه منذ البداية كان هناك شيء من النصائح الخارجية (التركية أو القطرية أو الأمريكية أو حتى الروسية)؛ أي أنَّ الخارجي كان حاضراً بقوة. إذاً، العوامل الخارجية لم تكن بعيدة من الواقع الداخلي، على الأقل على المستوى السياسي الداخلي، ولاحقاً على مستوى التداخلات الخارجية المؤسساتية أو عبر القادة. لكن الأهم، أنَّ الإعلام السياسي كان حاضراً منذ البداية، ولم يكن إعلاماً يمكن القول إنه من الإعلام الذي يتمُّ تدريسه في الجامعات، فأنا لم أقتنع بهذا الإعلام الموجود في الجامعات، باعتباره سلطة رابعة، وباعتباره فرصة لإبراز الحقيقة، أو أنه غير مسيّس.. هذا حلم وأمل كبيران. لايوجد إعلام غير مسيَّس في الدنيا، وهذا ينطبق على الإعلام الخارجي وإعلام الدول.. الخارجي يخضع لرأس المال وتوجهات رأس المال ومَن وراءه، وفي أضعف الأحوال يخضع إلى اعتبارات الإعلان والمردود.. أما الإعلام الذي تموِّله دول وتدّعي أنَّ ليس لها علاقة بالإعلام الحر، فهذا نوع من أنواع الخداع السياسي الكاريكاتيري.