رجال التاريخ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رجال التاريخ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2007-07-06, 18:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شعيب الجزائري
عضو جديد
 
الصورة الرمزية شعيب الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










Lightbulb رجال التاريخ

--- شيخ الإسلام ابن تيمية ----

هو أحمد تقي الدين أبو العباس ، ولد في العاشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة من بعد الهجرة النبوية ، وكان مولده بمدينة (( حران )) وفيها نشأ إلى أن بلغ السابعة من عمره ، فلما أغار عليها التتار ، فر أهلها منها إلى دمشق ، وكانت أسرة ابن تيمية من بين أولئك المهاجرين . وكانت أسرة ابن تيمية أسرة علم ، أثمن ما تمتلك الكتب التي هي للعلماء متاع وثروة وغذاء ، حملوها معهم في رحلة شاقة عسيرة ، حتى إذا بلغوا دمشق استقروا فيها آمنين ، بعد أن رأوا الهول الأكبر في غارات التتار المفسدين ، فانطبع في نفس ابن تيمية منذ الصغر كره التتار وكره الاعتداء ، ولعل هذا يفسر ما كان منه من قيادة الجحافل لقتالهم ، بعد أن استوى رجلا ، مكتمل القوة . وقد نشأ ابن تيمية فوجد أباه الشيخ شهاب الدين ، وجده الشيخ مجد الدين على قدر كبير من العلم والتقدير ، حتى إنهما كانا يعدان من أئمة الفقه الحنبلي ، فكان ذلك موجها له إلى العلم منذ صغره ، فحفظ القرآن الكريم منذ حداثة سنه ، واتجه بعد حفظه ، إلى حفظ الحديث واللغة ، وتعرف الأحكام الفقهية ، وكان يتميز بالجد والاجتهاد ، وقوة الذاكرة ، والذكاء الحاد ، فساعده ذلك على التفوق والنبوغ في كثير من العلوم ، كالرياضيات ، والعلوم العربية ، وحفظ المنظوم والمنثور ، ومعرفة أخبار العرب ، والبراعة الواضحة في علم النحو ، والفقه الحنبلي . وقد تولى ابن تيمية التدريس في الجامع الكبير بدمشق ، وهو في الثانية والعشرين من عمره ، في المكان الذي خلا بوفاة أبيه ، فجلس نظيرا لأئمة الحديث الممتازين ، كابن دقيق العيد ، وغيره من أئمة ذلك العصر ، وقد اتجهت إليه الأنظار ، وكثر مريدوه والمعجبون به والملتفون حوله . وكانت دروسه – وإن تعددت نواحيها – يجمعها اتجاه واحد ، وهو إحياء ما كان عليه الصحابة أهل القرن الأول ، الذين تلقوا الإسلام صافيا ، لم يكدر بأفكار غريبة ، أو نحل بائدة ، وقد اتجه ابن تيمية إلى إزالة البدع والمنكرات ، من ذلك أنه علم بأن صخرة تزار وتنذر لها النذور ، فذهب مع أصحابه ومعهم حجارون يقطعون الصخور فقطعها وأراح المسلمين من وزرها . وكانت لابن تيمية وقفات تاريخية لنصرة الدولة والعامة عند إغارة المغيرين ، فعندما جاء التتار إلى الشام في نهاية القرن السابع الهجري ، فر كثيرون من أعيان العلماء – مع من فر – إلى مصر ، حتى أصبح البلد شاغرا من الحكام وكبار العلماء ، ولكن ابن تيمية كان العالم الوحيد الذي بقي مع العامة ، فلم يفر ولم يخرج ، بل جمع من بقي من أعيان دمشق ، وذهب على رأس وفد منهم ، يخاطب ملك التتار في الامتناع عن دخول دمشق ، واستطاع بقوة إقناعه وثبات قلبه ، أن يحصل على وعد من ملك التتار بألا يدخل جنوده دمشق ، ولكنهم لم يلبثوا أن نقضوا العهد ، فدخلوها وعاثوا فيها فساد ، ثم غادروها . وفي عام 702 هـ عاد التتار بجموعهم إلى الشام ، بعد أن سبقتهم الشائعات بأنهم عازمون على دخول الشام ومصر ، فاستعدت لملاقاتهم الجيوش المصرية والشامية ، وتحالف العلماء والقضاة ولأمراء على أن يلاقوا العدو ، وكان ابن تيمية يحرك النخوة في القلوب ، ويعد الجيوش بالنصر ، وقد امتطى صهوة جواده ، وخرج إلى ميدان القتال محاربا فأبلى بلاء حسنا ، حتى انتصر جند مصر والشام ، وانحسر جند التتار إلى الجبال والتلال ، ومن ورائهم ابن تيمية ومن معه من الجنود ، يضربون ظهورهم ، ويرمونهم عن قوس واحدة ، حتى زال خطرهم ، وكان ذلك آخر عهدهم بالإغارة بعد أن كانت غاراتهم تهز المشرق والمغرب من أقدم العصور . وفي عام 705 هـ سار ابن تيمية إلى مصر ، وأقام بها أكثر من سبع سنوات ، كان فيها موضع التقدير والإجلال ، وإن ناله بعض الأذى من حساده والمنافسين له . وقد ألقى في مصر دروسا كثيرة في المساجد وعلى المنابر ، يفسر بعض آيات القرآن الكريم ، ويعظ وعظا ينتفع به العامة ، ويعقد مجالس للمناظرة ، فنفع الله به خلقا كثيرا ، ورأوا في رجلا خالصا في قلبه وعقله لله رب العالمين . وقد أمضى ابن تيمية حياته في إفادة الناس بعلمه ، إماما في الفقه والتوحيد ، مجاهدا في سبيل الله ، منصرفا إلى العلم والتأليف ، حتى ثوى إلى رحمة ربه ورضوانه عام 728 هـ ، بعد أن جاهد أكثر من ثلاثين سنة في ميادين العلم والحرب ، وهو في الميدانين كالجوهر الجيد ، لا يزيده الاحتكاك إلا لمعانا وصقلا ، يعلو من أوج إلى أوج ، ومن درجة إلى درجة ، حتى أقر بفضله المخالف والموافق ، فكان معدنا خالصا ، لا زال اسمه يرن ، وسيستمر إلى يوم الدين .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركــاته









 


آخر تعديل شعيب الجزائري 2007-07-06 في 19:17.
رد مع اقتباس
قديم 2010-03-22, 14:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم عبد المصوّر
عضو نشيط
 
الأوسمة
عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي


بارك الله فيكم و نفع بكم

و رحم الله شيخ الإسلام









رد مع اقتباس
قديم 2010-03-25, 20:25   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ميلود س
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ميلود س
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc