القواعد النافعة من العقيدة السلفية اليانعة -متجدد- - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القواعد النافعة من العقيدة السلفية اليانعة -متجدد-

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-07-25, 07:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي القواعد النافعة من العقيدة السلفية اليانعة -متجدد-

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين وبعد:
فهذه جمل من القواعد التي ذكرها العلماء رحمهم الله في معتقد السلف رضي الله عنهم
وهذه القواعد لم تجمع كل ما قاله أهل السنة والجماعة ، بل وإنما غالب ما قالوه من الأصول والقواعد ذكرتها هنا ، فالله أسأل بمنه وفضله أن يمن علي بإتمام ما بدأته ، وأن ينفع به المسلمين ، وأن يعيذنا وإخواننا من نزغات الشيطان الرجيم ، وأن يلهمنا رشدنا ، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، آمين .

وأنبه ألى أن المجال مفتوح لمن يريد المشاركة شريطة أن تكون قاعدة من العقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة لا من عقائد أهل البدع الباطلة والله الموفق
وإلى المقصود :









 


قديم 2012-07-25, 07:55   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الأولى
أهل السنة والجماعة لا يأخذون معتقدهم إلا من الكتاب والسنة، والعقل وسيلة لفهم النقل


هذه القاعدة من أهم القواعد في مذهب أهل السنة والجماعة ، بل هي الحد الفاصل بين أهل البدع وبين أهل الحق ، فأهل السنة والجماعة ليس لهم أصول غير الكتاب والسنة يسوقون منها معتقدهم ، بل هم مقتصرون عليهما ، وفيهما هدايةٌ وكفاية لمن أراد الحق والهدى ؛ ولذلك عصم الله تعالى أهل السنة والجماعة من الزيغ والضلال ، فتراهم على اعتقادهم ثابتين لا يتزعزعون عنه على مر العصور . فاعتقادهم الآن هو نفسه اعتقاد الصحابة - رضي الله عنهم- ؛ لأنهم اعتمدوا على ثوابت لا تتغير (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا ) ، وذلك أنه من تمسك بالكتاب والسنة فإنه لا يضل أبدًا كيف وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :
(( تركـــت فيكم مــا إن تمسكتــم بـه لـن تضلــوا بعــدي كتـاب الله وسنتي(رواه الترمذي وصححه الألباني في المشكاة 6143) )) ،
وقـــال جابرٌ - رضي الله عنه- : قال - صلى الله عليه وسلم- : (( إن أحسن الحديث كلام الله تعــالى وخــير الــهدي هدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار -صححه الألباني في ظلال الجنة 24 والأرواء )) ،
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : (( أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيــب ، وإني تاركٌ فيكــم ثقلين أولهما كتاب الله تعــالى فيه الهـدى والنور من استمسك به وأخـذ به كان على الهدى ومن تركه وأخطأه كــان عــلى الضلالـــة-رواه مسلم 4425- )) ،
وقال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه- : ( إنا نقتدي ولا نبتدي ، ونتبع ولا نبتدع ، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر ) ،
وقال - رضي الله عنه- : ( اتبعــوا ولا تبتدعــوا فقــد كفيـتم-ذكره الأباني في حجة النبي ) ،
وقال محمد ابن سيرين : ( كانوا - أي السلف - يرون أنهم على الطريق ما كانوا على الأثر ) .

ولغيرهم في ذلك المقام كلام كثير ، مما يدل على أن أهل السنة والجماعة ليس لهم من الأصول ما يعتمدون عليه إلا الكتاب والسنة والإجماع ، فهما المعين الصافي الذي لا شوب فيه ولا كدر .
وأهل السنة والجماعة يجعلون النقل هو أصل العقل والعقل وسيلة مهمة لفهمه ، بل هي من أهم الوسائل لفهمه ، ولذلك من ذهب عقله سقطت عنه التكاليف ، وهذا بخلاف أهل البدع والضلال عموماً فإن لهم أصولاً غير الكتاب والسنة يأخذون منها معتقداتهم ، بل بعضهم لا يألوا على الكتاب والسنة ولا يلتفت إليهما ، بل هي عنده ظواهر لا تفيد إلا الظنون التي لا يصح أن يؤخذ منها المعتقد ، فاعتمدوا في أخذ أصولهم على علم الكلام المذموم الذي أدخل على أهل الإسلام الضلال والشبه والشكوك ، فاعتمدوا على قواعده التي تخالف المنقول وتناقض المعقول ، فجاءوا بخليطٍ كفري وزندقةٍ فاحشةٍ وبلاءٍ مستطير على الأمة الإسلامية لا زلنا نعايش آثاره إلى هذا اليوم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وبعضهم جعل العقل هو الحاكم على النقل ، فالعقل هو الأصل والنقل هو الفرع ، فما وافق العقل من المنقول أخذوه وما خالفه ردوه واتهموه ، فيشرعون ما شرعه العقل وإن لم يدل عليه دليل ، ويبطلون ما أبطله العقل وإن كان عليه دليل من النقل ، بحجة أننا ما عرفنا صحة النقل إلا بالعقل فلولا العقل لما عرفنا النقل ، فلو تعارض أمر عقلي ونص نقلي ، فيجب تقديم العقلي على النقلي ؛ لأننا لو قدمنا النقل على العقل لصار هذا قدح في العقل الذي عرفنا به صحة السمع فيكون قدحًا في السمع ، ولأن العقل متقدم على النقل ومن شأن المتقدم أن يكون أفضل ممن بعده ، كذا قالوا ، وبئس ما قالوا .
بل الحق هو العكس فإن تقديم النقل على العقل هو مقتضى العقل ، هذا إذا سلمنا أصلاً تعارض العقل والنقل ، وإلا فالصواب الذي لا شك فيه أنه لا يمكن أن يتعارض نصٌ صحيح وعقل صريح ، فالنصوص لا تأتي بما يعارض العقول بل تأتي بما تحار فيه العقول .
وأما دعواهم أن كل ما كان متقدمًا فهو الأفضل فهي دعوىً باطلةٌ ، ويكفي في بطلانها ، أن أمة محمدٍ خير الأمم وهي آخرهم ، ومحمدٌ - صلى الله عليه وسلم- أفضل الأنبياء والرسل وهو آخرهم ، بل صحابته خير ممن كان قبلهم إلا الأنبياء والرسل ، وهذا إبليس تقدم في خلقه على آدم ولا شك ، ومع ذلك فآدم أفضل منه بل لا وجه للمقارنة أصلاً . ويكفي في إبطال قاعدتهم فرع واحد .
والمقصود أن أهل السنة والجماعة يعتمدون في أمور العقيدة والعمل على الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ، وأما غيرهم من الطوائف فهم يعتمدون في إثبات عقائدهم على العقول الفاسدة والقواعد الكفرية الباطلة ، التي عارضوا بها الكتاب والسنة وأبطلوا ما جاء فيهما من الاعتقاد الصحيح بشبهاتٍ جاء بها أبالسة البشر .
فالواجب هو الوقوف عند كتاب ربنا وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم- على فهم سلفنا الصالح ، ولا بد من هذا القيد المهم ؛ لأن كلاً يدعي أنه على منهج السلف وهو والله لا يمت إلى منهج السلف بصلة فكل يدعى وصلاً بليلى
، قال الناظم :
واعضض على القرآن والسنن التي --- ثبتت عن المعصوم من عدناني
لا لن تضـل ولن تـزيغ بنصـه --- فهي الهدى والنور للإنسـان
والله تعالى أعلى وأعلم . .










آخر تعديل عاشق العفة 2012-07-30 في 13:02.
قديم 2012-07-25, 08:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الثانية
لا يتعارض نصٌ صحيح وعقلٌ صريح


نعم إنه لا يمكن أن يتعارضا أبدًا ؛ لأن الذي أنزل النص من كتابٍ وسنةٍ هو الذي خلق العقل ، وهو أعلم بما يقول من غيره ، وأحسن حديثًا ، وأصدق قيلاً من خلقه ، فإذا وُجِد ما يوهم التعارض بين النصوص والعقول فلا تخلو من أحد أمرين : إما أن يكون النص غير صحيحٍ ، فيجب حينئذٍ البحث عن صحة النص ، وإذا قلنا ( البحث عن صحة النص ) فنعني به إذا كان النص من السنة ، أما إذا كان النص من القرآن فلا يأتي البحث عن الصحة ؛ لأن القرآن كله متواتر ، فإذا بحثنا عن ثبوت النص فوجدناه ثابتًا بالسند الصحيح فننتقل إلى الحالة الثانية وهي : صراحة العقل ، وهو أن من شروط البحث في معنى النص الصحيح أن يكون الباحث فيه ذا عقلٍ سليم في التفكير ، معتقدًا لمنهج أهل السنة والجماعة ، لاسيما إذا كان النص المبحوث فيه من نصوص الصفات .
فإذا توفرت صحة النص وسلامة العقل فوالله الذي لا إله غيره أنه لا يمكن أبدًا أن يكون هناك تعارض ولا تناقض ، والدليل على ذلك أن كل الذين ادعوا التعارض بين العقل والنقل كلهم من أهل البدع والضلال ، ولا نعرف حرفًا واحدًا من خلاف التضاد بين السلف في مسائل الاعتقاد التي تستحق أن تكون من مسائل الاعتقاد ؛ كل هذا لتوفر هذين الشرطين ، صحة النص وسلامة العقل من الآفات الدخيلة عليه .
وهذه قاعدة مهمة في مذهب أهل السنة والجماعة ؛ حتى أفردها شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية بمؤلف خاص وهو كتابه الكبير المفيد المستصعب ( درء تعارض العقل والنقل ) .
وكما قلنا سابقًا أن النقل لا يمكن أن يأتي بما يتعارض مع العقل وإنما يأتي أحيانًا بما يحار فيه العقل ، فما ضَلَّ من ضَلَّ من أهل الضلال إلا لأنهم جوزوا وقوع هذا التعارض ، فيا لله العجب كم جرّوا على الإسلام من بلية ، وفتحوا لأعداء الإسلام بهذا الكلام من باب ، والقوم لا يدرون أن النتن من عقولهم لا من النصوص - حاشا وكلا - إنما عقولهم الفاسدة
هي التي تقرمط في السمعيات وتسفسط في العقليات ، فلقد أمر الله تعالى بتدبر كتابه الكريم في أكثر من آية ، فلو قلنا بهذه المعارضة لما كان للأمر بالتدبر فائدة مع قيام هذه المعارضة ، فأهل السنة عندهم أصلان مهمـان لا بد مـن فهمهما : الأول : أن النقل أصـل والعقـل وسيلـة لفهمه . الثانية : أنه لا يمكن أن يتعارض نص ثبتت صحته وعقل ثبتت صراحته .
وحتى تتضح هذه القاعدة أكثر فسأذكر لك - إن شاء الله تعالى - بعض ما أوردوه في بعض النصوص التي ادعوا أنها تعارض العقول ، ونبين أن هذه النصوص إن ثبتت صحتها فإنها لا يمكن أن تعارض العقل .

فمنهـا : قـال الله تعـالى : (ءأمنتم من في السماء ). وقال النـبي - صلى الله عليه وسلم- للجـــاريـة : (( أين الله ؟ )) . قالت : ( في السماء )- روه مسلم من حديث معاوي السلمي- .
فقال أهل الضلال : لو أخذنا بظاهر هذا الحديث والآية للزم من ذلك أن يكون الله تعالى في داخل السماء ، أي أن السماء تضله ؛ لأن حرف ( في ) في اللغة العربية للظرفية ، كذا قالوا وبئس ما قالوا ، وما قالوا ذلك إلا لجهلهم باللغة العربية .
والجواب على ذلك من وجهين : بالمنع والتسليم ، فأما المنع فيقال : نحن نمنع أن تكون ( في ) هنا للظرفية ، بل هي بمعنى على ؛ فإن ( في ) تأتي في اللغة العربية بمعنى على ، ومصداق ذلك قول الله تعالى : (لأصلبنكم في جذوع النخل )أي على جذوع النخل ، ولا يفهم أحد من هذه الآية أن فرعون – عليه لعنة الله تعالى – سوف يحفر لهم داخل الجذع ويصلبهم فيها ، وكذلك قوله تعالى : (فسيحوا في الأرض )أي عليها ، ولا يفهم أحد أنهم أُمِرُوا بأن يحفروا في داخل الأرض ويسيحوا فيها ، ومن فهم ذلك من الآيتين فهو من الأغبياء ، فكذلك الآية التي معنـا معنـاها : علـى السمـاء .
وأمــا الجـواب بـالتسليم فنـقـول :لو سلمنـا أن المراد بـ( في ) هو الظرفية لكن لا نسلم أن المراد بـ( السماء ) هي ذات الأطباق الزرقاء بل المراد بها العلو ، فإن كل ما علاك فهو سماءٌ ، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى (وأنزلنا من السماء ماءً )والماء لا ينزل من السماء الزرقاء بل من السحاب المسخر بين السماء والأرض ، فعلى هذا لا يكون في الآية ما يتعارض مع العقل ، بل هي موافقة له كل الموافقة ؛ لأن العقل السليم يفرض صفة العلو المطلق لله تعالى.


ومنهـا : قـول الرسول - صلى الله عليه وسلم- : (( إني أجدُ نَفَسَ الرحمن من قِبَل اليمن ) --ضعفه الألباني في الضعيفة 1097 ثم تراجع فصححه : السلسلة الصحيحة (3367 )-) فقالوا لنا : قد وقعتم وقعةً لا تخرجون منها ، فإننا لو أخذنا بظاهر هذا الحديث فنحن حلولية ولا شك ، إذ فيه إثبات أن الرحمن حال ببعض مخلوقاته ، قلنا : لستم أيها الأغبياء من يوقع أهل السنة في شبهاتكم ، فإنها كما قال الخطابي :
حججٌ تهافت كالزجاج تخالها --- حقاً وكل كاسر مكسور
فلننظر أولاً في صحة الدليل ودرجة ثبوته فنظرناه ، فوجدناه في غاية الصحة ، فلما تأكدنا من ثبوته نرجع إلى حقيقة معناه فوجدناه من أعظم الأدلة على صحة قاعدتنا من أنه لا يمكن أن يتعارض عقل صريح ونقل صحيح ، وبيان ذلك : أن الذي أوجب لكم الإشكال في هذا الحديث هو كلمة ( نفس ) وتحسبونها من النفس المعروف ، وهذا جهل منكم ، بل هي من نَفَّس يُنفِّس تنفيسًا ، أي من التفريج ، أي إن تفريج الله لعباده يكون من قبل اليمن ، وهذا هو الذي حصل ، فإن الله تعالى نفس على عباده في حروب الردة بأهل اليمن ، فهم أهل إيمانٍ وحكمة ، فعلى هذا المعنى الصحيح الذي هو ظاهر اللفظ لا يكون في الحديث أي إشكال ولله الحمد والمنة .

ومنها : قـال الرسـول - صلى الله عليه وسلم- : (( قال الله تعالـى : عبدي مرضت فلم تعـدني ... جعت فلم تطعمني ... استسقيت فلم تسقني -رواه مسلم - )) .
فقالوا : لئن فررتم من الحديث الأول فلن تفروا من هذا ، فإن هذا الحديث معارض للعقل من كل وجه فإن العقل يوجب لله تعالى صفات الكمال وهذا الحديث فيه وصف الله تعالى بالجوع والضمأ والمرض فالواجب هو اطراحه ، كذا قالوا ولبئس ما قالوا ، هذا هو دأب القوم يجعلون عقولهم الناقصة وأهوائهم النتنة حاكمة على نصوص الكتاب والسنة فأي نص يعارضها رموا به عُرض الحائط غير آبهين به .
والجواب عما ذكروه أن يقال : الدليل لنا لا لكم ؛ فالسند مثل الشمس فقد رواه مسلم ، وأما معناه الصحيح ، فيفسره آخر الحديث ، فإن في آخره أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : (( أما علمت أن عبدي فلان مرض فلم تعده أما إنك لو عدته لوجدتني عنده ، أما علمت أن عبدي فلان استطعمك فلم تطعمه أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، أما علمت أن عبدي فلان استسقاك فلم تسقه أما إنك لو أسقيته لوجدت ذلك عندي )) فهذا الكلام فيه تصريح لأهل العقول السليمة أن الله تعالى لم يمرض ولم يجع ولم يضمأ وإنما الذي جاع هو المخلوق والذي عطش واستطعم هو المخلوق ، فهذا موافق للعقل السليم أتم الموافقة ، والفروع على هذه القاعدة كثيرة وإنما المقصود الإشارة ، والله تعالى أعلم .













آخر تعديل عاشق العفة 2012-07-30 في 13:14.
قديم 2012-07-25, 09:13   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الثالثة
مذهب السلف أعْلَمُ وأحْكَم وأسْلَم


هذا هو الحق الذي لا يجوز القول بغيره ، وهذا الكلام ليس من باب التحكم والهوى وإنما دل عليه الدليل العقلي والنقلي والحسي ، فمن أراد السلامة فعليه بمنهج السلف ، وأرى والله أعلم أن سرد الأدلة على صحة منهج السلف من باب الاستدلال على وجود الشمس ، ولقد أحسن الشاعر إذ قال :

وليس يصح في الأذهان شيءٌ ----إذا احتاج النهـار إلى دليل

لكن بعض الأغبياء الذين لم يعرفوا للسلف قدرهم ، ولم ينزلوهم منازلهم ، يعكسون الأمر ويجعلون مذهب السلف هو الأسلم ؛ لأنه مذهب يقوم على الإيمان بألفاظٍ مجردةٍ لا تدل على شيء ، ومذهب الخلف هو الأعلم والأحكم ؛ لأنه يقوم على غرائب الألفاظ ودقائق التأويلات ومقتضى العقل , ولذا اشتهرت عندهما العبارة الكاذبة القائلة:
[ مذهب السلف أسلم لكن مذهب الخلف أعلم وأحكم ]
والرد عليها من وجوه:
1- نسبة مذهب السلف إلى الجهل والطيش وهذا افتئاتٌ وتَعَدٍّ على خير القرون الذين قال فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه:
«خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم».

2- ادعاء أن الخلف أعلم وأحكم من السلف باطلٌ؛ فإنَّ من المعلوم بداهة أنّ السلف سبقوا إلى كل خير.


وخيرُ الأمورِ السالفاتُ على الهدى .... وشرُّ الأمورِ المُحْدَثاتُ البدائعُ



3- فصلوا بين السبب والنتيجة: فالسلامة نتيجة للعلم والحكمة، فإذا كان مذهب السلف أسلم فهو -لزوماً- أعلم وأحكم!

4- لقد تبرأ رؤوس المتكلمين من مذهبهم وتمنوا الموت على دين العجائز؛ كالجويني، والرازي، والشهرستاني، وغيرهم فأي علم وحكمة في مذهب تبرأ منه أقطابه؟!

5- هذه المقالة جهل بمذهب السلف حيث ظنّ المتكلمون أن مذهب السلف هو التفويض! والسلف براء من ذلك.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كلمات جوامع في إبطال هذه المقالة الباطلة ونقضها.
والله الهادي إلى سواء السبيل.










قديم 2012-07-25, 20:49   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الرابعة
]وَسَطيَّةُ أهل السنة والجماعة في العقيدة بين فرق الضلال
]


أمَّةُ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم وَسَطٌ بين الأمم؛ فإنَّ اليهودَ والنصارى متضادُّون، فاليهود جَفَوا في الأنبياء حتى قتلوا من قتلوا منهم، والنصارى غَلَوا في عيسى عليه الصلاة والسلام، فجعلوه إلَهاً مع الله، وهذا من أمثلة تضادِّهم في الاعتقاد، ومن أمثلة تقابلهم في الأحكام أنَّ اليهودَ لا يُؤاكلون الحائضَ ولا يُجالسونها، والنصارى بضدِّهم؛ فإنّ‍َهم يُجامعونها.
وكما أنَّ هذه الأمَّة وسَطٌ بين الأمم، فإنَّ أهل السنَّة والجماعة وسَطٌ بين فرق هذه الأمة، فهم:

"]أوَّلا: وسَطٌ في صفات الله بين المعطِّلة والمشبِّهة؛ فإنَّ المشبِّهةَ أثبتوا، ولكنَّهم شبَّهوا ومثَّلوا، وقالوا: لله يدٌ كأيدينا، ووجه كوجوهنا، وهكذا، تعالى الله عمَّا يقولون علوًّا كبيراً.
وأمَّا المعطِّلة، فإنَّهم تصوَّروا أنَّ الإثباتَ يستلزم التشبيهَ؛ ففرُّوا من الإثبات إلى التعطيل؛ تنْزيهاً لله عن مشابهة المخلوقين بزعمهم، لكن آل أمرُهم إلى أن وقعوا في تشبيه أسوأ، وهو التشبيه بالمعدومات؛ فإنَّه لا يُتصوَّرُ وجود ذات مجرَّدة من جميع الصفات.
وأمَّا أهل السُّنَّة والجماعة، فإنَّهم توسَّطوا بين هؤلاء وهؤلاء، فأثبتوا بلا تشبيه، ونَزَّهوا بلا تعطيل، كما قال الله عزَّ وجلَّ: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ، فأثبتوا لله السَّمعَ والبصرَ كما أثبت الله ذلك لنفسه، فلَم يُعطِّلوا، ومع إثباتهم نزَّهوا ولم يُشبِّهوا، فالمشبِّهةُ عندهم الإثبات والتشبيه، والمعطِّلة عندهم التعطيل والتَنْزيه، وأهل السُّنَّة عندهم الإثبات والتنْزيه، فجمعوا بين الحُسنيين: الإثبات والتنْزيه، وسَلِموا من الإساءتين: التشبيه والتعطيل، والمُعطِّلةُ يَصفون أهلَ السُّنَّة زوراً أنَّهم مُشبِّهة؛ لأنَّهم لم يتصوَّروا إثباتاً إلاَّ مع التشبيه، وأهل السُّنَّة يصفون المعطِّلة بأنَّهم نافون للمعبود، قال ابن عبد البر في التمهيد (7/145): (( وأمَّا أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلُّها والخوارج، فكلُّهم يُنكرها، ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة، ويزعمون أنَّ من أقرَّ بها مشبِّه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود )).
ونقله عنه الذهبي في العلو (ص:1326)، وعلَّق عليه قائلاً: (( صدق والله! فإنَّ من تأوَّل سائر الصفات وحمل ما ورد منها على مجاز الكلام، أدَّاه ذلك السَّلب إلى تعطيل الربِّ، وأن يشابه المعدوم، كما نُقل عن حماد بن زيد أنَّه قال: مَثل الجهمية كقوم قالوا: في دارنا نخلة، قيل: لها سَعَف؟ قالوا: لا، قيل: فلها كَرَب؟ قالوا: لا، قيل: لها رُطَب وقِنو؟ قالوا: لا، قيل: فلها ساق؟ قالوا: لا، قيل: فما في داركم نخلة! )).
والمعنى أنَّ من نفى عن الله الصفات، فإنَّ حقيقةَ أمره نفيُ المعبود؛ إذ لا يُتصوَّرُ وجود ذات مجرَّدة من جميع الصفات.
ولهذا قال ابن القيم في المقدمة التي بين يدي قصيدته النونية: (( فالمشبِّه يعبدُ صنماً، والمعطِّلُ يعبدُ عدماً، والموحِّد يعبدُ إلَهاً واحداً صمداً، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } )).
وقال أيضاً: (( قلبُ المعطِّل متعلِّقٌ بالعدم، فهو أحقرُ الحقير، وقلبُ المشبِّه عابدٌ للصنم الذي قد نُحت بالتصوير والتقدير، والموحِّد قلبُه متعبِّدٌ لِمَن ليس كمثله شيء وهو السَّميع البصير )).

ثانياً: وهم وسَطٌ في أفعال العباد بين الجبرية الغلاة الذين ينفون عن العبد الاختيار، ويجعلون أفعالَه كحركات الأشجار، وبين القدرية النفاة الذين يجعلون العبدَ خالقاً لفعله، وينفون تقدير الله عليه، فأهل السنَّة والجماعة يُثبتون للعبد مشيئةً واختياراً، بهما يستحقُّ الثوابَ والعقابَ، لكن لا يجعلونه مستقلاًّ في ذلك، بل يجعلون مشيئتَه وإرادتَه تابعةً لمشيئة الله وإرادته، كما قال الله عزَّ وجلَّ: { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ، وهو سبحانه وتعالى خالقُ العباد وأفعال العباد، كما قال الله عزَّ وجلَّ: { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ } .

ثالثاً: وهم وَسَطٌ في باب الوَعد والوعيد بين المرجئة الذين غلَّبوا جانبَ الوَعد وأهملوا جانبَ الوعيد، فقالوا: إنَّه لا يضرُّ مع الإيمان ذنبٌ، كما لا ينفعُ مع الكفر طاعة، والخوارجِ والمعتزلة الذين غلَّبوا جانبَ الوعيد وأهملوا جانبَ الوعد، فجعلوا مرتكبَ الكبيرة خارجاً من الإيمان في الدنيا، خالداً مخلَّداً في النار في الآخرة، فأهلُ السُّنَّة والجماعة أعمَلوا نصوصَ الوعد ونصوصَ الوعيد معاً، وجعلوا مرتكبَ الكبيرة ليس خارجاً من الإيمان في الدنيا، وفي الآخرة أمرُه إلى الله، إن شاء عذَّبه وإن شاء عفا عنه، وإذا عذَّبه فإنَّه لا يُخلِّده في النار كما يخلِّدُ فيها الكفار، بل يُخرجُ منها ويُدخل الجنَّة.

رابعاً: وهم وَسَطٌ في باب أسماء الإيمان والدِّين بين المرجئة الذين فرَّطوا، فجعلوا العاصيَ مؤمناً كاملَ الإيمان، وبين الخوارج والمعتزلة الذين أفرَطوا فأخرجوه من الإيمان، ثمَّ حكمت الخوارجُ بكفره، وقالت المعتزلة: إنَّه في منْزلة بين المنْزلتين، فأهل السُّنَّة وصفوا العاصيَ بأنَّه مؤمنٌ ناقصُ الإيمان، فلَم يجعلوه مؤمناً كاملَ الإيمان، كما قالت المرجئة، ولم يجعلوه خارجاًَ من الإيمان كما قالت الخوارجُ والمعتزلة، بل قالوا: هو مؤمن بإيمانه، فاسقٌ بكبيرته، فلَم يُعطوه الإيمانَ المطلق، ولم يسلبوا عنه مطلقَ الإيمان، ويجتمع في العبد إيمانٌ ومعصيةٌ وحبٌّ وبُغضٌ، فيُحَبُّ على ما عنده من الإيمان، ويُبغَضُ على ما عنده من الفسوق والعصيان، وهو نظير الشيب الذي يكون محبوباً إذا نُظر إلى ما بعده وهو الموت، وغير محبوب إذا نُظر إلى ما قبله وهو الشباب، كما قال الشاعر:
الشيبُ كرهٌ وكرهٌ أن نفارقَه فاعْجب لشيءٍ على البغضاءِ محبوب

خامساً: وهم وَسَطٌ في الصحابة بين الخوارج الذين كفَّروا عليًّا ومعاوية رضي الله عنهما ومن معهما وقاتلوهم واستحلُّوا أموالَهم، وبين الروافض الذين غَلَوا في عليٍّ وفاطمةَ وأولادهما رضي الله عنهم، وجَفَوا في حقِّ أكثر الصحابة، فأبغضوهم وسَبُّوهم، فأهل السُّنَّة يُحبُّون الصحابةَ جميعاً ويوالونهم ويُنْزلونهم منازلَهم ولا يقولون بعصمتِهم، وقد قال الطحاويُّ في عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة: (( ونحبُّ أصحابَ رسول الله * ولا نفرطُ في حبِّ أحدٍ منهم، ولا نتبَرَّأ من أحدٍ منهم، ونُبغضُ مَن يُبغضهم، وبغير الخير يَذكرهم، ولا نذكرُهم إلاَّ بخير، وحبُّهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وبغضُهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيان )).
ففي قوله رحمه الله: (( ونحبُّ أصحابَ رسول الله )) سلامة أهل السُّنَّة من الجفاء، وفي قوله: (( ولا نفرط في حبِّ أحدٍ منهم )) سلامتهم من الغلُوِّ، أي: ونحبُّ أصحابَ رسول الله *، فلسنا جُفاةً، ومع حبِّنا لهم فلسنا غلاةً.
وقد أجمل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - هذه الأمور التي أهل السُّنَّة والجماعة فيها وَسَطٌ بين فرق الضلال، في كتابه العقيدة الواسطية، فقال (ص:107 - 113): (( فهم وَسَطٌ في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبِّهة، وهم وَسَطٌ في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم، وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم، وفي باب أسماء الإيمان والدِّين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية، وفي أصحاب رسول الله * بين الرافضة والخوارج )).

نقلاً من قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
للعلامة عبد المحسن العباد
(ص 20)


فانظر رحمك الله أيها السني السلفي إلى اجتباء الله لك ومنه عليك فالزم منهج السلف وعض عليه بالنواجذ اللهم ثبتنا على المنهج القويم حتى نلقاك يا جواد يا كريم










قديم 2012-07-26, 13:28   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
fatimazahra2011
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية fatimazahra2011
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي
























قديم 2012-07-26, 22:33   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatimazahra2011 مشاهدة المشاركة














بارك الله فيكم وجزيتم خيرا...أن أن تكون قد استفدت من الموضوع









قديم 2012-07-26, 22:39   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الخامسة
خبر الواحد الصحيح حجة في باب المعتقد

اعلم رحمك الله تعالى أن الأخبار من حيث وصولها إلينا لها طريقان : إما أن تكون أخبارٌ متواترة ، وإما أن تكون أخبار آحاد . فالأخبار المتواترة هي : التي رواها جمع عن جمعٍ ، من مبدأ السند إلى منتهاه ، بحيث يحيل العقل تواطأهم على الكذب ، وهذه تفيد العلم الضروري ، وهي كالقرآن الكريم ومتواتر السنة ، ومن ذلك ما قاله الناظم :
مما تواتـرَ حديـثُ مَنْ كَـذَبْ --- ومَنْ بنـى لله بيـتًا واحتـَسبْ
ورؤيـةٌ شفاعـةٌ والحــوضُ --- ومسحُ خفـَّـينِ وهذه بعـضُ
وهذه لا كلام فيها ، وأما أخبار الآحاد فهو ما فقد شرط التواتر ، فأهل السنة والجماعة كما ذكرنا أنهم يعتمدون في إثبات عقيدتهم على الكتاب والسنة ، أما الكتاب فكله متواتر ، أما السنة فهم يهتمون بصحة الدليل فقط ، فإذا صح السند ولم يُنسخ النص فهم يأخذون به ولا يسألون هل هو خبر آحاد أم متواتر ، وسواءً كان في أمور العقيدة أم أمور الشريعة ، المهم هـو صحة السنـد ، وهـذا بخلاف أهل البدع الذين يقولون إن أخبار الآحاد لا تثبت بها العقائد ، فهم يقولون هذا دائمًا ؛ لأن أخبار الآحاد عندهم لا تفيد إلا الظن وأمور المعتقد لا تثبت بالظنون ، بل لا بد فيها من اليقين واليقين لا يكون إلا في المتواتر ، وهو مذهب باطل .
واعلم أن هؤلاء لم يردوا خبر الآحاد ؛ لأنه إنما يفيد الظن ، وإنما ردوه لأنه لم يتمشى مع أهوائهم العفنة ، فهم لم يقتصروا على رد الآحاد وإنما ردوا حتى المتواتر إذا لم يتوافق مع أهوائهم ، فقد ردوا آيات الصفات التي في القرآن كلها وإن قبلوها سندًا ؛ لأنهم لا يقدرون على تضعيف سند القرآن ؛ لأنهم سيُفضحون حينئذٍ ، فالقوم لا يريدون أصلاً أن يثبتوا الصفات ، لكن قدروا على رد خبر الآحاد بأنه لا يفيد إلا الظن ، فحقيقة كلامهم هذا إنما هو ستارٌ لمذهبهم الخبيث ، فالآحاد يردونه سندًا والمتواتر يردونه معنىً بالتحريف تارة والتأويل أخرى ولا أدل على ذلك من نفيهم لصفة الاستواء وأنه بمعنى استولى ، ببيتٍ من الشعر لا يعرف قائله :
قـد استـوى بشرٌ على العراقِ --- مـن غـيرِ سيـفٍ أو دمٍ مهـراقِ
فانظروا كيف تحرف النصوص القرآنية والنبوية من المتواترة من أجل بيت من الشعر ، والله أنها الأهواء والعياذ بالله تعالى . قال تعالى  أفرأيتم من اتخذ إله هواه  الآية .
أما أهل السنة والجماعة فهم يأخذون الأمور العلمية من أخبار الآحاد ، ويرون أن أخبار الآحاد لها مأخذان ، من ناحية مطابقة الخبر للواقع ومن ناحية العمل بها ، أما من ناحية مطابقتها للواقع فهي إنما تفيد الظن الراجح إلا إذا اقترن بها من القرائن ما يرفعها إلى مرتبة اليقين كأن يكون قد رواها الشيخان أو اتفقت الأمة على العمل به وهكذا ، ومن ناحية العمل بها إذا صحت فهو قطعي ، إذ يجب العمل به من حين العلم بصحته فإن كان في أمور العقيدة فالواجب هو اعتقاد ما أثبته وإن كان في أمور العبادات فالواجب هو العمل بما دل عليه ، هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة ، وهناك عقائد كثيرة أثبتها أهل السنة والجماعة بأحاديث الآحاد الصحيحة ، ومن ذلك على سبيل المثال :
صفة الأصابع فإن أهل السنة والجماعة يثبتون لله تعالى أصابعًا تليق بجلاله وعظمته من دون كيف ولا مثل ، والأحاديث التي أثبتت هذه العقيدة ليست من أحاديث التواتر وإنما من أحاديث الآحاد الصحيحة .
ومنها : كذلك إثبات صفة الضحك لله تعالى ، فلله ضحكٌ يليق به سبحانه وتعالى لا يشبه ضحك المخلوقين ، وأحاديثه لا تبلغ حد التواتر .
ومنها : صفة الـمَلَلَ ، فللَّه مَلَلٌ يليق بجلاله وعظمته ، ليس فيه نقص بوجه من الوجوه ، وأحاديثه كلها لا تبلغ حد التواتر ، والأمثلة كثيرة ، فاحذر يا طالب العلم من الانسياق وراء آراء المضللين العقلانيين الذين يحكمون عقولهم العفنة في شريعة الله تعالى ، ويردون أخباره وأخبار رسوله - صلى الله عليه وسلم- ، لمجرد أن عقولهم لم تدل عليه ، ولمجرد أنها أخبار آحادٍ .

وإنهم لم ينقرضوا ، بل لا زالوا ولا زالت أقلامهم تتقيح الصديد على أخبار الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم- ، بل يصرح بعضهم في مؤلفاته أنه سيعرض كل النصوص على عقله ويرد ما يرده عقله ، حتى ردوا أحاديث كثيرة لأنها أخبار آحاد ، أو لأن العقل لم يدل عليها .
نعوذ بالله تعالى من كل أسباب الضلال والزيغ ، وأن يوفقنا وإخواننا إلى كل ما يقربنا لرضاه ، وأن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، والله تعالى أعلم









قديم 2012-07-27, 04:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
hocine2007347
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hocine2007347
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










قديم 2012-07-27, 04:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
hocine2007347
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hocine2007347
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










قديم 2012-07-27, 15:38   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hocine2007347 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيكم
وفيكم بارك الله









قديم 2012-07-27, 18:40   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
mbkingdom
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل خير










قديم 2012-07-27, 19:08   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
hocine2007347
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hocine2007347
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الجنة










قديم 2012-07-28, 07:08   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عاشق العفة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عاشق العفة
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mbkingdom مشاهدة المشاركة
جزاك الله كل خير
بارك الله فيك









قديم 2012-07-28, 11:10   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
hocine2007347
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hocine2007347
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










 

الكلمات الدلالية (Tags)
-متجدد-, الجانعة, السلفية, العقدية, النافعة, القواعد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc