[ الخيمة الرمضانية الثالثة من إعداد العضوة : السَحابةٌ البيضاءْ ] 03 رمضان 1434 هــ ]

[السَّحابة البيضاءْ]

إنَّ الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضلّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ مُحمداً عبده ورسوله .

أما بعد :

سعيدةٌ أنا بتواجدي وإياكم خلال الأيام الأولى
للشهر المُبارك وأن استفتح معكم أولى
جُمعةٍ في رمضان ^^

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قَالَ : « إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ »


۞۞۞

مُذ اللحظة الأولى التي أعلنتْ فيها أختنا معاً إلى الله { نسأل الله أن يكون غيابهاَ خيراً } عن افتتاح مشروع الخيم ،، زاحمت ذكريات رمضان الماضي رأسي ،، تذكرتُ العديد من الأشياء التي حدثت من بينها تحضيرات خيمتي السابقة ، زينب رحمها الله ، ومما علق في ذهني خيمات بعض الأعضاء .

لمْ أشأ أن أُضيّع المُشاركة فحنين تلك الذكريات غلبني كما أنها فُرصة لاغتنام الآجر وهذا ما نحسبه إن شاء الله و جعل الخيمة صدقة جارية لنا لرُبّما تُصادف نفساً هنا وتوقع فيها جميل الأثر { إن شاء الله }

وفُرصة ثانية لتدوين ثاني موضوعٍ لي بالخيمة .

حاولتُ جاهدةً أن أنتقيَ لكم أجود المنافع في سردٍ مُحبّب للنفوس حتى لا تملوها مُتمنيةً أن تروق لكم إن شاء الله .

قد يظهر لكم أنّني ركزّت على نقاط دون غيرها وهذا لغايةٍ في نفسي

۞۞۞

[السَّحابة البيضاءْ]

﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾

أذكار الصباح أذكار المساء


لقراءة القرآن الكريم





لللإستماع للقرآن الكريم




=====

قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿و عِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ 59 وَهُوَ الذَّي يَتَوَفَاّكُمْ بِاللَّيْلِ وَ يَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بْالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثٌكُمْ فِيهِ لِيَقْضِيَ أَجَلٌ مُسَمَّى ثُمَّ إْلْيْهِ مَرْجِعُكًمْ ثْمَّ يُنبِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تًعْلَمُونَ 60 ﴾ الأنعام

••

التفسير:

وَقَوْله تَعَالَى " وَعِنْده مَفَاتِح الْغَيْب لَا يَعْلَمهَا إِلَّا هُوَ "قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَفَاتِح الْغَيْب خَمْس لَا يَعْلَمهُنَّ إِلَّا اللَّهإِنَّ اللَّه عِنْده عِلْم السَّاعَة وَيُنَزِّل الْغَيْث وَيَعْلَم مَا فِي الْأَرْحَام وَمَا تَدْرِي نَفْس مَاذَا تَكْسِب غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْس بِأَيِّ أَرْض تَمُوت إِنَّ اللَّه عَلِيم خَبِير » .

••

وَفِي حَدِيث عُمَر أَنَّ جِبْرِيل حِين تَبَدَّى لَهُ فِي صُورَة أَعْرَابِيّ فَسَأَلَ عَنْ الْإِيمَان وَالْإِسْلَام وَالْإِحْسَان فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ لَهُ " خَمْس لَا يَعْلَمهُنَّ إِلَّا اللَّه ثُمَّ قَرَأَ : « إِنَّ اللَّه عِنْده عِلْم السَّاعَة » وَقَوْله « وَيَعْلَم مَا فِي الْبَرّ وَالْبَحْر»أَيْ يُحِيط عِلْمه الْكَرِيم بِجَمِيعِ الْمَوْجُودَات بَرِّيّهَا وَبَحْرِيّهَا لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْء وَلَا مِثْقَال ذَرَّة فِي الْأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء .وَمَا أَحْسَن مَا قَالَ الصَّرْصَرِيّ : فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ الذَّرّ إِمَّا تَرَاءَى لِلنَّوَاظِرِ أَوْ تَوَارَى وَقَوْله : « وَمَا تَسْقُط مِنْ وَرَقَة إِلَّا يَعْلَمهَا » أَيْ وَيَعْلَم الْحَرَكَات حَتَّى مِنْ الْجَمَادَات فَمَا ظَنَّك بِالْحَيَوَانَاتِ وَلَا سِيَّمَا الْمُكَلَّفُونَ مِنْهُمْ مِنْ جِنّهمْ وانسهم كَمَا قَالَ تَعَالَى :« يَعْلَم خَائِنَة الْأَعْيُن وَمَا تُخْفِي الصُّدُور » .

••

قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم : مَا فِي الْأَرْض مِنْ شَجَرَة وَلَا مَغْرَز إِبْرَة إِلَّا وَعَلَيْهَا مَلَك مُوَكَّل يَأْتِي اللَّه بِعِلْمِهَا رُطُوبَتهَا إِذَا رَطِبَتْ وَيُبُوسَتهَا إِذَا يَبِسَتْ. ثُمَّ قَالَ : خَلَقَ اللَّه النُّون وَهِيَ الدَّوَاة وَخَلَقَ الْأَلْوَاح فَكَتَبَ فِيهَا أَمْر الدُّنْيَا حَتَّى يَنْقَضِي مَا كَانَ مِنْ خَلْق مَخْلُوق أَوْ رِزْق حَلَال أَوْ حَرَام أَوْ عَمَل بِرّ أَوْ فُجُور وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَة : « وَمَا تَسْقُط مِنْ وَرَقَة إِلَّا يَعْلَمهَا » إِلَى آخِر الْآيَة قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ يَحْيَى بْن النَّضْر عَنْ أَبِيهِ سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ يَقُول إِنَّ تَحْت الْأَرْض الثَّالِثَة وَفَوْق الرَّابِعَة مِنْ الْجِنّ مَا لَوْ أَنَّهُمْ ظَهَرُوا يَعْنِي لَكُمْ لَمْ تَرَوْا مَعَهُمْ نُورًا عَلَى كُلّ زَاوِيَة مِنْ زَوَايَا الْأَرْض خَاتَم مِنْ خَوَاتِيم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلّ خَاتَم مَلَك مِنْ الْمَلَائِكَة يَبْعَث اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ فِي كُلّ يَوْم مَلَكًا مِنْ عِنْده أَنْ اِحْتَفِظْ بِمَا عِنْدك .

••

يَقُول تَعَالَى إِنَّهُ يَتَوَفَّى عِبَاده فِي مَنَامهمْ بِاللَّيْلِ وَهَذَا هُوَ التَّوَفِّي الْأَصْغَر كَمَا قَالَ تَعَالَى : « إِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيك وَرَافِعك إِلَيَّ » وَقَالَ تَعَالَى : « اللَّه يَتَوَفَّى الْأَنْفُس حِين مَوْتهَا وَاَلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامهَا فَيُمْسِك الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت وَيُرْسِل الْأُخْرَى إِلَى أَجَل مُسَمًّى » . فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَة الْوَفَاتَيْنِ الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى وَهَكَذَا ذَكَرَ فِي هَذَا الْمَقَام حُكْم الْوَفَاتَيْنِ الصُّغْرَى ثُمَّ الْكُبْرَى فَقَالَ :« وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَم مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ » أَيْ وَ يَعْلَم مَا كَسَبْتُمْ مِنْ الْأَعْمَال بِالنَّهَارِ وَهَذِهِ جُمْلَة مُعْتَرِضَة دَلَّتْ عَلَى إِحَاطَة عِلْمه تَعَالَى بِخَلْقِهِ فِي لَيْلهمْ وَنَهَارهمْ فِي حَال سُكُونهمْ وَحَال حَرَكَتهمْ كَمَا قَالَ : « سَوَاء مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْل وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِب بِالنَّهَارِ » وَكَمَا قَالَ تَعَالَى : « وَمِنْ رَحْمَته جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْل وَالنَّهَار لِتَسْكُنُوا فِيهِ » أَيْ فِي اللَّيْل « وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْله » أَيْ فِي النَّهَار كَمَا قَالَ : « وَجَعَلْنَا اللَّيْل لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَار مَعَاشًا »

••

وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى ها َهُنَا :« وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَم مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ » أَيْ مَا كَسَبْتُمْ مِنْ الْأَعْمَال فِيهِ « ثُمَّ يَبْعَثكُمْ فِيهِ » أَيْ فِي النَّهَار قَالَهُ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَقَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ عَبْد اللَّه بْن كَثِير أَيْ فِي الْمَنَام وَالْأَوَّل أَظْهَر وَقَدْ رَوَى اِبْن مَرْدُوَيْهِ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « مَعَ كُلّ إِنْسَان مَلَك إِذَا نَامَ أَخَذَ نَفْسه وَيَرُدّهُ إِلَيْهِ فَإِنْ أَذِنَ اللَّه فِي قَبْض رُوحه قَبَضَهُ وَإِلَّا رَدَّ إِلَيْهِ » فَذَلِكَ قَوْله « وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ » وَقَوْله : « لِيُقْضَى أَجَل مُسَمًّى » يَعْنِي بِهِ أَجَل كُلّ وَاحِد مِنْ النَّاس ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعكُمْ أَيْ يَوْم الْقِيَامَة « ثُمَّ يُنَبِّئكُمْ » أَيْ فَيُخْبِركُمْوَيَجْزِيكُمْ عَلَى ذَلِكَ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرًا وَإِنْ شَرًّا فَشَرًّا

••••

التفسير للشيخ ابن كثير

[السَّحابة البيضاءْ]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

آداب المُعاملة في الإسلام

۞ و مِنْ ما ينبغي للمسلم أن يُعامل به المُسلم الآخر أن يُحبَّ له الخير و أن يسعى في إدخال السُرور عليه . عن أنسٍ بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله ﷺ قال :

{ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ }

[ رواه البخاري ]

۞ ولتكنْ مُعاملة المُسلم مع غيره مبنيةً دائماً على تقديم النُصحِ و الإرشاد و عدم الغِشِّ و الكذب. عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه قال : أنّ رسول الله ﷺ قال :

{ الدِّينُ النَّصِيحَةُ } قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: { لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ }

[ رواه مُسلم ]

۞ فرض الله علينا برّ الوالدين عامةً ولكنّه أشار إلى برّ الأم خاصةً و ما ذلك إلاّ أنها ُتُلاقي ما تُلاقي في سبيل ابنها من ألام الحمل و الوضع و الرِضاع و التربية .... الخ . قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

{ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } لقمان 14.

و في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال :

{ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ:

«أُمُّكَ». قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : «ثُمَّ أُمُّكَ» . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : «ثُمَّ أُمُّكَ» . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : «ثُمَّ أَبُوكَ» }

[ رواه البُخاري و مُسلم ]

۞ قد يُريد الله سبحانه وتعالى أن يُفقد الصبي أو الصبية أحد والديه أو كليهما وهو أحوج ما يكون إلى عنايته و تربيته و الإشراف عليه ، فيا سعادة من تولّى هذا اليتيم و أشفق عليه و عطف عليه و سعى في تربيته و مُعاملته مُعاملة حسنة . وفي الحديث عن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ :

{أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا}

[ رواه البُخاري وأبو داود والترمذي ]

۞و ينبغي للمُسلم في مُعاملاته مع الغير أن يُحسنَ الظنّ بهم لقوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } الحجرات 12

و في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:

{ إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ }

[ رواه البُخاري و مُسلم ]

۞ اهتم الشرعُ بأمر الجار اهتماما كبيراً و قد جاءت الآيات القرآنية توصي بالإحسان في مُعاملة الجار وجاءت السُّنة النبوية المُطهّرة توضح وتُبين عِظمَ حقّ الجار . قال سبحانه و تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} النساء 36

و في الحديث عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله ﷺ :

{ مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ }

[ رواه البُخاري و مُسلم ]

۞إرادة الله اقتضت أن يكون في الكون أغنياء و فقراء فمن أنعم الله عليه بالغنى ينبغي عليه أن لا يغترّ بل عليه أن لا يتكبر و إذا تصدّق بشيء أن لا يمُنَّ عليه بما أعطاه . قال عزَّ وجلَّ بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

{ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة 262

۞ رغّب النبيّ ﷺ في معاملة المريض مُعاملة خاصة بعيادته وزيارته ووضح لنا أن في ذلك الآجر الشيء الكثير . و في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال :

{إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ} قيل : يا رسول الله وما خرفة الجنة ؟ قال : جناها }

[ رواه مسلم ]

قال النووي رحمه الله : الخريف : الثمر المخروف أي المُجَّنَى

[ آداب المُعاملة في الإسلام : عبده غالب أحمد عيسى ]

المغفرة بيد الله

جاء في الحديث القدسي المروي عن ربّ العزّة سبحانه :
أنَّ رجلًا قال : « واللهِ لايغفِرُاللهُ لفلانٍ. وإنَّ اللهَ تعالَى قال : من ذا الَّذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفرَ لفلانٍ. فإنِّي قد غفرتُ لفلانٍوأحبطتُ عملَك».

[ أخرجه الإمام مسلم ]

••

هذا الحديث يُعلّمنا أدباً من آداب الإسلام وهو تسليم أمر المغفرة و المؤاخذة إلى الله وحده فهو الحاكم الفرد في هذا ولا مُعقّب لحكمه وفي هذا الحديث مُفردات نتعرف إليها أولاً :
[ يتألى ] من الألية وهي اليمين و القسم والحلف يُقال : تآلى فلان يتآلى تآلياً أي يحلف و يُقسم ، ويُقال : آلى يولي إيلاء أي : حلف
وفي الحديث : { من يتأل على الله يُكذّبه }أي من يحلف على الله بشيء كأن يقول : والله ليدخّلن الله فلاناً النار فإن الله لا يرضى عنه بل يؤاخذه مؤاخذة المتطاولين على مقام الله .

وفي سورة الزمر : { لئن أشركت ليحبطّن عملك و لتكوننّ من الخاسرين }

وفي سورة الأحزاب : { أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم }

وفي سورة محمد : { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم }

••

وإذا كان الإمام مسلم قد أورد الحديث القُدسي بهذه العبارة الموجزة فإنّ الإمام أبا داود في سننه رواية أخرى له فيها تفصيل وفيها بيان أوسع لسبب الحديث فجاء الحديث على الوجه التالي :
﴿ كان رجلان في بني إسرائيل مُتواخين فكان أحدهما يُذنب و الأخر مُجتهد في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الأخر على الذنبِ فيقول له : اقصر فقال : خلني وربي أبُعِثْتَ عليَّ رقيبا ؟ فقال : والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك الله الجنة . فقبض أرواحهما فاجتمعا عند ربّ العالمين فقال الله لهذا المجتهد : أكُنتَ عالماً بي ؟ أو كنتَ على ما في يدي قادراً ؟ و قال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للأخر : اذهبوا به إلى النار .﴾

••

شرح المُفردات :
مُتواخين : أي مُتشاركين في الأخوة و المودة فكلٌ منهما اتخذ من الآخر أخاً
اقصر: أي احبس نفسك عن عمل الذنب وأكففها عن المعصية .
خلني وربي : أي أتركني لربي يفعل بي ما يشاء فرحمته واسعة .
اذهبوا به إلى النار : أي ليبقى فيها أبداً بناءً على أنه قد ارتكب ما يجعله كافراً فهو يستحق الخلود فيها أو ليقضي فيها زمناً حتى يتطهر خلاله من ذنبه

••••

و الحديث القُدسي هنا يُرشدنا إلى عدة أمور :

أولاً أن الله تبارك وتعالى هو المُتصرّف المطلق في عواقب الأمور وحساب الناس وقد يغفر الذنوب بلا توبة إن شاء { فعّال لما يُريد } .
ثانياً يجب على الإنسان أن لا يتدخل فيما لا يعنيه أو ليس من اختصاصه .
ثالثاً لا يليق بالإنسان أن يغتّر بطاعته أو يجزم بأن عمله هو الذي سيدخله الجنة بل أن دخول الجنة يكون بفضل الله ورحمته قبل كلّ شيء .
رابعاً لا يليق بالإنسان أن يكون قاسياً أو عنيفاً في نُصحه أو توجيهه فالله تعالى يقول بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : [ أدعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة ] .
خامساً لا يجوز التيئيس من رحمة الله تعالى { ومن يقنط من رحمة ربّه إلاّ الضّالون } والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : { بشّروا ولا تُنفّروا } .
سادساً العبرة بالخاتمة .

فلْنسأل الله حُسنها إنّه نِعمَ المولى ونِعمَ النصير

[السَّحابة البيضاءْ]

من ذاكرة رمضان

[03 رمضان]

۞وفاة فاطمة الزهراء رضي الله عنها

في 03 من شهر رمضان الموافق لـ 21 نوفمبر 632 هـ

تُوفيّت سيدة نساء أهل الجنّة رضي الله عنها بعد أبيها نبيّنا محمد صلى الله عليه و سلم بستة أشهرٍ وقيل غير ذلك ، وهي أوّل أهل بيته لحوقاً به .

عن عائشة رضي الله عنها: « أن رسول الله ﷺ دعا ابنته فاطمة فسارّها فبكت ثمَّ سارّها فضحكت ، فقالت عائشة : فقلتُ لفاطمة : ماهذا الذي سارّك به رسول الله ﷺ فبكيتِ ، ثمَّ سارّك فضحكتِ ؟ فقالت : سارني فأخبرني بموته فبكيت ثمَّ سارّني فأخبرني أنّي أوّل من يتبعه من أهله فضحكت»

[ رواه مُسلم ]

••••••

استشهاد القائد التشادي رابح۞

في 03 من رمضان لسنة 1307 هـ الموافق لــ 22 من أفريل 1890 م استشهد القائد المسلم الأمير رابح بن الزبير الذّي أقام مملكةً إسلامية في منطقة تشاد كانت عاصمتها مدينة ديكوا بعد قيام الفرنسيين بغزو مملكته والدخول إلى عاصمته ديكوا

••••••

۞حادثة التحكيم

في 03 من شهر رمضان عام 37 هـ الموافق لــ 11 فيفري 658 م

عقد التحكيم بين علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سُفيان رضي الله عنهما و الذي حدث بعد موقعة الجمل بين جُنّد علي من ناحية و بين بني أُميّة و عائشة و طلحة و الزبير من ناحية أخرى في شهر شعبان عام 36 هــ . وبعد موقعة صفّين في محرم عام 37 هــ بين جُند علي و معاوية وقد اقترن بالتحكيم ظهور الخوارج و استيلاء معاوية على مصر ،{ رضي الله عن الصحابة أجمعين } .

•––––.ılılıمساجد خالدة .ılılı––––•

ظهر الفن المعماري بصفة سريعة و مفاجئة أي ما يُقارب القرن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم و استطاع هذا الفن أن يفرض نفسه قروناً عديدة إلى يومنا هذا .

ولم يعرف الإسلام في عهده الأول فناً مُتميزاً إذ يرجع هذا للبيئة التي جاء فيها وهي حياة البادية بكل بساطتها ، وسرعان ما امتد الإسلام إلى الشعوب الأخرى و احتواها بكل ما تملك من معالم حضارية فظهر الفن الإسلامي وكأنه نتاج عملية كيميائية مُعقدة تفاعلت فيها خصائص شعوب عديدة وأقدم آثار الفن الإسلامي المحفوظة إلى يومنا هذا هي مسجد الصخرة في فلسطين و مسجد دمشق وبعد هذا التاريخ أي في منتصف القرن الثامن انتشر الفن الإسلامي الناشئ بسرعة وظهرت بعد ذلك آثار عُمرانية أخرى مثل المسجد الكبير بقرطبة ومسجد ابن طولون بالقاهرة

ويُمكن القول أن الفن الإسلامي تبلور في مُنتصف القرن الثاني وانفرد بخصائصه ومُميزاته .

» يعتبر مسجد قبة الصخرة المُسمى أحياناً مسجد عمر مع أن مؤسسه هو الخليفة الأموي عبد المالك بن مروان الذي بُني مابين 688/692 مزيجاً من الفن البيزنطي والفن الإسلامي الناشئ ، أراد بناؤوه أن يكون بمثابة المركز الروحي الثاني للعالم بعد الكعبة فبنيت له أربعة أبواب تُفتح في الاتجاهات الأربعة .

» أما المسجد الكبير بدمشق الذي بناه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملكالذي بدأ تشييده في 706 وتم إنجازه في 715 فإن معالمه مستوحاة من النموذج المديني ، وقد أعاد نفس الخليفة فيما بعد بناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة لقد شُيّد مسجد دمشق داخل إطار مستطيل يتراوح مابين 160 م طولاً و 100 م عرضاً ، تُحيط به أسوار معبد قديم وتميّز هذا المسجد بأولى خصائص الفن الإسلامي وهي المجال ( الموضوع الرئيسي الذي تعتمد عليه الهندسة الإسلامية ) ونظرية المجال هذه تهتم بالتناسق والتناسب ، ونشير هنا أن الفن الإسلامي قد طوّر أنواعاً عديدة من الأقواس التي بدأت تظهر في العهد الأموي مثل قوس حَدْوة الحصان والقوس الفارسي الذي يُعد أقل حِدة من سابقه .

» يعتبر مسجد قرطبة الكبير واحد من روائع الفن الإسلامي الذي يطغى على هندسته الطابع العربي والمعروف أن مؤسسه عبد الرحمان الأول المؤسس في785 ، قد أراد به أن ينفرد عن باقي هندسة المساجد الإسلامية العباسية السائدة آنذاك . هذا المسجد يُعد تحفة معمارية متميزة بخصائصها الفنية والهندسية ويعتبر محرابه الذي أصبح فيما بعد نموذجاً لمساجد المغرب العربي من أروع الآثار الهندسية الإسلامية .

» وهناك أيضاًمسجد ابن طولون بالقاهرة الذي بُني في السنوات 876/879من طرف أحمد بن طولون الذي كان حاكم مصر في عهد العباسيين . صُنعت أعمدة هذا المسجد من الأَجور على خلاف الأعمدة الحجرية التي استعملت في سوريا والمغرب .

[السَّحابة البيضاءْ]

﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾

» أبو حفص عُمر بن الخطاب العدوي القُرشي

» ثاني الخُلفاء الراشدين و أحد المُبشرين بالجنّة

» تولى الخلافة الإسلامية بعد أبي بكرٍ الصديق سنة 634 م

» دامت خلافته عشر سنين و ستة أشهرٍ

» أول قاضٍ في الإسلام وأول من أسس التقويم الهجري وأول من دوّنَ الدواوين في الإسلام

﴿ ... فلمْ أرَ عبقرياً يفري فريه ... ﴾

كلمة قالها النبيّ ﷺ في عُمر رضي الله عنه وهي كلمة لا يقولها إلاّ عظيم عُظماء خُلْقَ لسياسة الأمم و قيادة الرجال ..

فضلُ عُمر رضي الله عنه :

عن أبي هريرة قال : « نعمَ الرجلُ أبوبكرٍ ، نعمَ الرجلُ عمرُ ، نعمَ الرجلُ أبو عُبَيدَةَ بنُ الجرَّاحِ »
عن أبي ذرّ قال : سمعتُ رسول الله ﷺ يقول : « إن الله وضع الحق على لسان عُمر يقول به »

كان عادلاً ، رحيماً ، غيوراً ، فطناً ،كان وثيق الإيمان عظيم الاستعداد للنخوة الدينية .

وكان خشن الملمس ، صعب الشكيمة ، حافياً في القول إذا اسْتُغضبَ أو اسْتثيرَ

أشهر روايات إسلام عُمر رضي الله عنه

الرواية الأولى :

وقد رُوي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: خرجت ذات مرة لأعترض رسول الله ﷺ قبل أن أسلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد ، فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة ، فجعلت أُعْجب من تأليف القرآن ، فقلت: هذا والله شاعر كما قالت قريش، فقرأ: {إِنَّه لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِشَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ} ، فقلت: كاهن ، فقال: {وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ...} فدخلني الإسلام من حينها .

الرواية الثانية :

قال عمر رضي الله عنه : كنتُ صاحب خمرٍ في الجاهلية أحبها وأُسَّر بها ، وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش فخرجت ذات ليلة أريد جلسائي ، فجئتهم فلم أجد فيه منهم أحداً، فقلت: لو أني جئت فلاناً الخمّار لعلي أجد عنده خمراً فأشرب منها، فخرجت فجئته فلم أجده فقلت: لو أني جئت الكعبة فطفت بها سبعاً أو سبعين، فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة ، فإذا برسول الله ﷺ قائم يصلي، وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام، وكان مصلاه بين الركنين: الركن الأسود والركن اليماني، فقلت حين رأيته: والله لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول، فقلت: لئن دنوت منه أستمع منه لأروعنّه، فجئت من قبل الحجر، فدخلت تحت ثيابها فجعلت أمشي رويداً، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يقرأ القرآن حتى قمت في قبلته مستقبله ما بيني وبينه إلا ثياب الكعب، فلما سمعت القرآن رق له قلبي، فبكيت فداعبني الإسلام، فلم أزل قائماً في مكاني ذلك حتى قضى رسول الله صلاته، ثم انصرف لدار ابن حسين قال عمر: فتبعته حتى إذا دخل بين دار عباس ودار أزهر أدركته، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسي عرفني، فظن أنني أتبعه لأذيته ، ثم قال: "ما جاء بك يا بن الخطاب هذه الساعة"؟ قلت: جئت لأومن بالله ورسوله، وبما جاء من عند الله، فحمد الله ثم قال: "هداك الله يا عمر"، ثم مسح صدري، ودعا لي بالثبات .

الرواية الثالثة :

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج عمر متقلداً السيف يُريد قتل محمداً فلقيه رجل من بني زهرة فقال له : أتريد قتل محمداً و أختك تدين بدينه ؟ فانطلق عُمر لبيت فاطمة أخته وكانت مع زوجها سعد بن زيد وخباب يعلمهما القرآن ولما شعر خباب باقتراب عُمر من البيت اختبئ فدخل عليهم عُمر مُتوعداً فقال : ما الهمهمة التي سمعتكم تهمسون بها وانْقضَ على سعد فقامت فاطمة تدفع عُمر عن زوجها فسقط منها القرآن ، امسكه عُمر فقالت دعه كتاب الله لا يمسه إلاّ المتطهرون فقام وتطهر وقرأ سورة طه فقال: دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال: أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله ﷺ ليلة الخميس: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام"، ثم قال : محمد بدار الأرقم بن الأرقم فانطلق عمر حتى أتى الدار وعلى باب الدار حمزة وطلحة ، وأناس من أصحاب رسول الله ﷺ فلما رأى حمزة وَجل القوم من عمر، قال: نعم فهذا عمر، فإن يرد الله بعمر خيراً يسلم، ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وإن غير ذلك يكن قتله علينا هيناً، والنبي ﷺ داخل يومىء إليه، فخرج حين أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه، وحمائلالسيف فقال: "أما أنت منتهياً يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة..

وهذه الروايات كلّها لا تخلو من ضعف

ولكنها متقاربة في تحديد العدد، فبعض الروايات حددت عدد الرجال السابقين لعمر بالإسلام بتسعة وثلاثين وأخرى حددتهم بأربعين وثالثة بخمسة وأربعين وهذا فارق غير معتبر إذ إنّ زيادة العدد أو نقصه بواحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربعة أمر معتاد في الإحصاء حيث أن كان بعض المسلمين يخفون إسلامهم.
وكان في إسلام عمر رضي الله عنه عز ورفعة ومنعة للإسلام والمسلمين وذلك لمنزلته العالية وشخصيته المهيبة في أوساط المجتمع الجاهلي.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر. «
و رُوي أن عمر رضي الله عنه لما أسلم في دار الأرقم خرج المسلمون بعد إسلامه من الدار وطافوا بالبيت ظاهرين وهم يكبرون.وجاء في رواية أخرى : أن عمر رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسلم: يا رسول اللهعلامَ نخفي ديننا ونحن على الحق، ويظهر دينهموهم على الباطل، فخرج عمر، فطاف بالبيت ثم مر بقريش وهي تنتظره، فقال أبو جهل: زعم فلان إنك صبَوْتَ، فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فوثب المشركون إليه، فوثب على عتبة بن ربيعة، فبرك عليه، فجعل يضربه، وأدخل إصبعيه في عينيه، فجعل عتبة يصيح، فتنحى الناس عنه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج عمر أمامه وحمزة بن عبد المطلب حتى طاف بالبيت وصلى الظهر معلناً، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت تلك العزة بإسلام عمر استجابة من الله لدعوة نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعز الله دينه وينصره بأحب الرجلين إليه بأبي جهل أو عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

[ عن المكتبة الشاملة / عبقرية عُمر ]

[السَّحابة البيضاءْ]

تـــــــــــــــــابع



» هو أسيد بن حُضير بن سماك بن عتيك بن الأَوس

» كان مولعاً بالقرآن الكريم حيث قال النبي ﷺ فيه: "اقرأ يا أسيد، فقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود"

» كان من الصحابة الأنصار السابقين للإسلام

» أحد النقباء ليلة العقبة

» أسلم أسيد بعد بيعة العقبة الأولى على يد الصحابي مُصعب بن عمير رضي الله عنه ، أسلم بسورة العلق وروى 18 حديثاً




لقد كان أسيد بن حُضير رضي الله عنه من الصفوة المُختارة التي يُحبّها الله و رسوله ..

كان شُجاعاً في الحقِّ ، كريماً جواداً لا يعرفُ البخل َ ، عطوفاً لا يقبل الظلم ، ذكيَّ الفؤادِ ، حصيفَ الرأي ، شديد الغيرة على دين الله تعالى .

فضل أسيد بن حضير :

عن أبي هريرة قال :« نعمَالرجلُأبوبكرٍ ، نعمَالرجلُ عمرُ ، نعمَالرجلُأبو عُبَيدَةَ بنُ الجرَّاحِ ، نعمَالرجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ ، نعمَالرجلُ ثابِتُ ابنُ قيسِ بنِ شمَّاسٍ ، نعمَالرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ ، نعمَالرجلُ معاذُ بنُ عمرِو ابنِ الجَمُوحِ ، نعمَالرجلُ سهيلُ ابنُ بيضاءَ »

قالت فيه السيدة عائشة رضي الله عنها : « ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر » رضي الله عنهم جميعًا




وكان لأسيد بن حُضير صديق مخلص لا يفارقه أبداَ حتى أنه كان مستشاره في همومه ومسؤولياته الجِسام فذلك هو سعد بن معاذ رضي الله عنه . وقد كان لهما مجلس يوميي يتدارسان فيه شؤون القبيلة حتى إذا اتّخذا مجلسهما ذات يومٍ أقبل رجل من الأوس يحُثُّ الخُطى إليهما و ابتدره أسيد قائلاً :ما وراءك يا كعب بن الحارث ؟

قال كعب : أمر عظيم لا بُدّ أن تتداركاه أيّها السيّدان قال موجهاً حديثه إلى سعد : ابن خالتك ... أسعد بن زُرارةو ضيفه.. وإنهما الآن يعقدان المجالس و يدعوان الناس إلى دينٍ جديد يزعمان أن الله بعث به من مكة يُدعى مُحمّداً ﷺ

و التفت سعد بن معاذ مخاطباً أسيد : قد علمت يا أسيد منزلة أسعد بن زُرارة منّي فامضِ أنت إليه . و انطلق أسيد بنُ حضير حاملاً حربته مُسرعاً إلى دار أسعد بن زُرارة حيث سفير رسول الله مصعب بن عُمير يتلو على الناس آياتٍ من القرآن الكريم و يدعوهم إلى دين الله عزّ و جلّ

وأقبل أسيد على مجلس مصعب فألفاه يقول :

الإسلام يا إخوتي دينُ الصدق و الأمانة و المروءة و العزّة و الكرامة .. فابتدره أسيد يقول : أوَ ترانا في غير عزّة أو كرامة يا هذا ؟ و ما هذا الدين الذي تدعو إليه . قال مصعب بنبراتٍ متودّدة رزينة : إنّه الإسلام دينُ المحبة و الأخوّة و السّلام ولكن ألا تجلس إلينا يا أخي فإن رضيت أمراً قبلتهُ و إن كرهتَ أمراً كففْنا عنكَ ما تكره !!

قال أسيد مأخوذاً بهذا الأسلوب اللطيف المُهذّب : لقد أنصفت يا هذا هاتِ ما عندك ... قال مصعب بن عُمير : أتلو عليكَ يا أخي أوّل ما نزل على محمّد رسول الله من آيات الله عزّ وجلّ وبعد أن استعاذ مصعب وبسمل جعل يتلو سورة العلق :

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ﴾

وهنا قال أسيد بن خضير :قلْ لي يا أخي كيف يصنع من يُريد الانتساب إلى هذا الدين ؟ ولهجت أفواهُ الجالسين بالتكبير بينما قال مصعب مُخاطباً أسيد بن خضير وقد أشرق وجهُه بالبِشر و السّرور : يُطهّرُ ثوبه وبدنه و يشهد شهادة الحق أنْ لا إله إلاّ الله و أنّ محمّداً رسول الله .

ومضى أسيد فاغتسل و تطهّر من دنسِ الجاهلية ثمّ أقبل إلى مجلس مصعب بن عُمير فجلس حياله حتى وضع رُكبته على رُكبتِه وقال :

أشهدُ أنْ لا إله إلاّ الله و أنَّ محمّداً رسول الله .

وضجَّ المجلس بالتهليل و التكبير بينما استأذن أسيد مصعب بن عُمير ثمّ انطلق عائداً إلى مجلسه مع سعد بن معاذ . ورأى سعد صديقة أسيد عائدا إلى مجلسهما فلما أمعن النظر إليه قال لمن حوله : قسماً ... لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به . وما أن دنا أسيد من مجلس صديقه حتى ابتدره سعد بقوله :خبّرنا يا أسيد !!

غير أنّ أسيد لم يُجب بشيء بل دعا صاحبه وصديقه سعد بن معاذ إلى هناك حيث مصعب بن عُمير رضي الله عنه فاستمع إليه سعد كما استمع أسيد و أشرق النور في وجه سعدٍ وشهد بين يديّ مصعب أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله

و انطلق أسيد بن خضير وسعد بن مُعاذ إلى قومهما داعيين إلى دينِ التوحيد فما أمستْ دار منهم و إلاّ وفيها رجل مسلم أو امرأة مسلمة يوحدون الله .

وحين اهتزّت الدنيا لوفاة رسول الله ﷺ تصدّعتْ نفوسُ المسلمين لحصول المُصاب ولم يكنْ في وسعِ أحدهم أن يتصوَّر أنّه لن يلقى بعد ذلك اليوم رسول الله ﷺ . وفي خضمِّ هذا الهول الذي عصف بالقلوب المؤمنة اجتمع رجالٌ من الأنصار في [ سقيفةبنيساعدة ] لاختيار خليفةٍ لهم يقومُ على أمر المسلمين بعد رسول الله وعلم المهاجرون بذلك فتدافعوا إليهم ليكفُّوهم عن ذلك حتّى أوشكت أن تقع بينهم فتنة تفرّق جمعهم و تشتِّت شملهم وكان هذا الموقف الحرج يفتقد الرجل الحكيم ليُهدِّئ من ثورة النفوس الثائرة ويردَّ المسلمين إلى رُشدهم و صوابهم

وهل لمثل هذا الموقف إلاّ رجلٌ كأسيد بن حُضير ؟؟

ودلفَ أسيد من باب السقيفة يُدافع الناس حتى علا مكاناً مرتفعاً فجعل يقرعُ بكلماته قلوب المسلمين ليرُّد الأمن والهدوء والسكينة

قال أسيد يُخاطب الأنصار من قومه : تعلمون يا قومُ أن رسول الله ﷺ كان من المهاجرين فخليفته إذن ينبغي أن يكون من المهاجرين ... أيُّها القوم .. لقد كنّا أنصار رسول الله ﷺ وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته . و اطمأنَّ المسلمون لكلمات أسيدٍ ووقى الله جموعهم شرّ الفتنة وتمّت مُبايعة الصدّيق أبي بكرٍ بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه و أله وسلم .

[ سلسة أعلام الصحابة / سيف الدين الكاتب ]

[السَّحابة البيضاءْ]

مشكاة الهدى

رحمها الله

أبيّتُ إلاّ أن تكون الطاهرة حاضرة هنا ،، وقد دعوتُ أمينة [ سنابل مجروحة ] لمُشاركتي المساحة فهي ستكون خير مُتحدثٍ عنها .

أشكرها للألف لأنها أتاحت لنا فرصة التعرف على زينب [ رحمها الله ورحم أهلها وجميع موتى المُسلمين]

كانت لي عبرة من أهل زينب [ آل جنة] كما يحلو لي تسميتهم

السلام عليكم من ربِ العباديغشاكم برحمته وَ غفرانه

رَمضان مُبارك

أعاده الله عليكم باليُمنِ والبركات

كانت عند افتراشها لسجادتها غُرَة رمضان لتؤدي فرضها الأخير لا ترفع جَبينها الطاهرة إلا مع أَولِ سحورٍ تأملتها بعيني الابنة المتشوقة بأن تُستجاب دعواتها لربها بأن تُشفى الفاقدة لجسدِ أمها الموجودة روحاً فيِ جسدها هي

فيِ رَمضان ...

لم تكن زينب إنسانة خارقة لَكِنها كانتْ استثنائية ، وأكثر ما كانت تُجيده تَقسيم وقتها وتنظيمَ حياتها ، حتى موتُها أَعدت له العُدَة من عملٍ طيب وذكر أَطيب ولستُ أزكيِ أحداً فزينب لم تَغب يوما عنكم حتى خِلتُ أنهــا أَقرب إليكم مِنيِ .

وأهرول بفكري للخلف لأيام مضت بين فرحٍ وحنينْ تحت خُطى الأحلام أَين أصبحت عودتها وهماً وزيفاً فأسترقُ لَكم لحظات صبرٍ وقوة تجلت فيِ تعاملاتها وحياتها بينَ فاجعة أخي توأمها ووالدتيِ وبينَ مسؤولية اُلقيت على عاتِقها في سنِ الخامسة عشر وبينَ أزمات مرت بــــــهـا لتَختمَ صمودها بتلقيها خبرَ مرضهـــا مختوم بـِ حالة ميؤوس مِنها .

كانت عروساً وكان زفافها مقرراً بعدَ رمضان ، وكانَ أقصى ما تمنتهُ بلوغَ يومٍ فيٍ رمضان ...

وبلغت رَمضان ورحلت ولم تَبتل عروقها بقطرة مـــاءِ وظلت تُطبق شفتيها المُتشققتين حتى لا يَمر الماء عبرهما ، ورحلت كَما تمنت وَ زُفت في خيرِ أيام الأسبوع وخيرةِ الشُهور . كانت تشدُ على أيدينا وهيَ في قِمةِ السكرات مرت سنة وزينب لم تَغب وقد كتبتُ ما كتبت ليسَ لذرف الدموع بل لتداركِ ما فات هيَ الآن وإلى أين نحن ماضون .

أوصيكم ونفسيِ بقوة الإيمان التي عهدتها بها وبجلادة الروح والصبر التي عشتها معها بصبر أهل الأرض . و إني مؤمنة بأن الموت حق وأن الرحيل قضاء رب السماء

ووجب الإيمان به والعمل ليومٍ لا ينفع إلا ذكر وعمل .

رمضان محطة لتصحيح ما فات فاغتنموا الفرصة غيركم تمناها للحظات فقط .

كانت رحمها الله تداوم تسَابيحُ النور في الثُلثِ الأخير مِنْ اللّيل ، مَازالتُ أَتذكر قيامهــا وَ صيامهــا .

جئتُكُم شَاكيةً بَاكيةً وهيَ من كانت تعفر جَبينها الطاهرة بعيداً عن أعيننا تضرعاً

وَ تذللاً إليهِ وحده

[ ما مسنا من ضرِ حَقٌ ]

لطالما غرست فينا هذا القول وختمته بالفعل ، فكانت تحمد الله في السراء والضراء وكانت رحمها الله تحبُ الحرفَ كثيراً لكنها لم تكتب منذُ وفاة والدتيِ
مما خطتهُ زينب بتاريخ : 14/07/ 2009
مَا بـِأيدينَا خُلِقنَا وبقلوبنا حب الحرف
فـَامنَحِ ربيِ أَقلآمنا رفيفاً مِن نقاء
رُبَمَا يحمِلُ مِنْ أوزارِنَا
حينَ تكون وِجهتنا السمآء

كمن يرسم لنا الطريق من بعدهإيمان ، صبر ، ورضى ...

حافظة للقرآن معتمرة وَ خلوقة ، وَ لعلَ كلماتها الأخيرة بينكم خيرُ دَليلٍ على
على مَـا أَقُول :

أحبتي في الله

أشكركم جميعا كل باسمه مشرفين وأعضاء وعضوات
بارك الله في الجميع
أطمئنكم أنا بخير والحمد لله حمدا كثيرا طيبا
كلي أمل بالله في غد أفضل بقربه وفي جنانه
اسأله تعالى أن يبلغني رمضان ولو بعضا منه

المنتدى بيتي وانتم أهلي والله يعز علي فراقكم إخواني
من هنا اطلب السماح ممن جرحتهم بكلمة والله يشهد ليس بقصد مني
اعتذر ممن جادلتهم أو أسأت إليهم في نقاش ما
لا تجعلوا الدنيا ساحة للمشاحنات
اعتذر لعدم ذكري أسمائكم لكن القائمة طويلة جدا ومحفورة في القلب
وقفتكم أغنتني عن كل شيئ
في أمان الله إخواني
والسلام عليكم ورحم الله تعالى وبركاته

بالله عليكم كيفَ أجاهد الدمعَ إلا يمطر والنفسَ لا تحزن . ما تخيلتُ نفسيِ يوماً اكتبُ فيِ جَلفتكِ فكيفَ عن رحيلكِ يا طيبة الذكر والمنظر .
رحمكِ الله أختي و أسكنكِ فسيحَ جنانهِ
بجوارِ المصطفى و الصالحينْ أجمعينْ
المُلتقى جِنان الخلد
إن شاء الرحمان .

[السَّحابة البيضاءْ]

*،

تخُص مواضيع الأعضاء الدينية بالقسم الإسلامي انتقيتها لكم بحسب فائدتها و أهميتها بالنسبة لي [ على الأقل ] لكن هذا لا يعني أنّ المواضيع الأخرى بلا أهمية

بما أنّها مساحتي أردتُ أن أشارككم بما أطالع من مواضيع

*،

شذرات الذهب

سجود السهو

رهبة الله سبحانه وتعالى

هل الشّرك الأصغر أعظم من الكبائر؟؟ جواب قيِّم وفوائِد طيِّبة ..

آيةٌ عظيمة في الآداب والأخلاق ينبغي تدبّرها :{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ

وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}

قد لا يتحقق للعطاءْ معناه إن لمْ نُبادرْ به أولاً [ هذا ما أتصوّره ]

من هذا المُنطلق أردتُ تدوين بعض المطويات ربما ليست بالجديدة عليكم في محتواها ، أردتها مُشاركة بسيطة لإخواني الأعضاء صغيرهم قبلَ كبيرهم.

المطويات :

مطوية الوضوء


مطوية بدعُ رمضان


مطوية الصوم و إضطرابات الجهاز الهضمي

[السَّحابة البيضاءْ]

۞ جداريات رمضانية ۞

صفحة للبدء من جديد *،
بقلمي

وككلّ سنة لا يُدركني رمضان إلاّ وأنا مُحاطة بتمنياتٍ للتغيير و مُكدسةً برغباتٍ للتجديد و مُثقلة بوهنِ التأخير و التسويف ...

كنتُ كلّ مرة أعاهد رمضان على البدء من جديد وعلى استفتاح صفحةٍ بيضاء ولا أخفيكم كنتُ أعجزُ في كثيرٍ من الأوقات على مُصارعة رغبة التجديد كنتُ أمنّي نفسي أن لا رمضان سينقضي إلاّ وفعلتُ كذا و كذا أفلحُ في القليل و أعجز عن الكثير { لحظة صادقة منّي }

قد تُصادف البعض لحظات تُغيّر حياتهم إما للأحسن أو للأسوأ وقد لا يحتاج الواحد منّا لأي تنبيه خارجي ليُدركَ ذلك هي الصحوة التي تستيقظ وفقط .

كلّ سنةٍ وقبل رمضان بأيام معدودة ، كنتُ أجهّز برامج وجداول وأرسم خطط أعدّل هذه و أحذف هاته ، و أتمعن في الأخرى لعلي أصل لطريق ثابت لأسلكه مع أولى أيام رمضان

لكن كلّ تلك المُخططات كانت لا تعدو أن تكون مُجرد حبرٍ على ورق إذ أنّ المثالية تسللت إليها من حيثُ لا أدري

لا أقصد هنا مثالية الدين إنّما مثالية ما سأمارسه مُقارنةً بما أنا عليه

في تلك الأيام لم أكن أفهم الكثير

وبعد أن بدأت مداركي بالتفتح و صرتُ أعي حقاً ما أقرأ و أسمع أدركتُ أن الخلل لمْ يكنْ لا بالمخططات ولا بالجداول .

إنّما أنا التي لم تكن تستوعب كل تلك المظاهر الإيمانية على حقيقتها

فكثرة السجود لا تعني القنوت دون أن يُصاحبه المعنى الحقيقي لمفهوم السجود وماهيته .

وكثرة الصلاة لا تعني الورع دون أن تكون الصلاة بلا أخطاء و بتدبّر لكل حركة ولكل قراءة .

و كثرة قراءة القرآن و حفظه لا تعني التعبّد دون أن تكون القراءة خاشعة و الإحساس بكل كلمة تُنطق و التوقف عند كل معنى يُشير ليوم الحساب ودون أن يُصاحب الحفظ موافقة ً للأفعال و الأقوال .فكيف لي أن أتباهى بشطب يوم حفظ الآيات !و أنا لا أعي سبب النزول الحّق ولا أراعي ذلك التوازن بين الفعل و القول

وكيف لي التباهي بقيام الليل و أغلب السجدات كانت من نصيب السرحان !

و كيف أحسب الساعات الطوالِ وأنا أتلو القرآن ولا يخشع القلب فيها عند كل تذكير ٍبيوم الحساب !

رغم أنّ بداياتي مع رمضان لمْ تكن بكلّ ذلك التوفيق إلاّ أنني بمرور الوقت كنت أكتشف و أنتبه لأشياءٍ كثيرة

ما أود أن أوصله للجميع:

لا يهم كم مارست من عباداتك اليومية بقدر ما تدبّرت فيها

ولا يهم العدد ولا الأرقام بقدر ما تهم الأشياء التي استفدت منها

على أنْ لا تفهموا كلامي أنني أود أن أقول لا تكثروا من العبادات لا

..... لا والله لا أقصد هذا ... إنما أُريد أن أقول تدبروا في أفعالكم دعو القلب يخشع ، فالأفعال تزداد بقدر خشية القلب لها .

” رسالة لمثل من يُشبهونني “

=====

في إحدى المرات حدثتني إحدى الصديقات المُقربات منّي أنها ذات مساءٍ رمضاني مهيب وقعت في قلبها سكينة غير مُعتادة حينما كانت تطالع كتاب سنن ابن ماجه باب الصيام قالت :وقعت عيني على إحدى الصفحات

[ باب الصائم لا تُرّد دعوته ]

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :

« ثلاثة لا تُرد دعوتهم الإمام العادل و الصائم حتى يُفطر و دعوة المظلوم »

تأملتْ ما قرأت وقالت : لمَ لا أُجرب !!

وسيكون موعدي مع آذان المغرب من هذا اليوم إن شاء الله وفعلاً أرسلت أولى دعواتها للسماء وهكذا كان دأبها باقي الأيام وشيئاً فشيئاً بدأت بوادر ذلك الدُعاء تظهر ، فأصبحت تشعر بنشاطٍ غير معهود مما أتاح لها فُرصة اغتنامه في قيام الليل بالساعاتِ الطوال و تغيرت بعض ملامح عباداتها فأصبحت أكثر حرصاً و أكثر شُمولاً هذا كلّه مرده إلى دُعائها الصادق طيلة يوم صيامها و دُبر كلّ صلاة بأن تكون أعمالها بقدرٍ من الإتقان و الثبات على مُزاولتها وأن يُتقبل منها عملها .

حديثها كان ذا شجون فقد صدّقَ القولُ العمل ومذ ذاكَ الحين لمْ أسمع عنها إلاّ كل خير .

عَنْ أبي هريرة : « أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ شَطْرُهُ ، نَزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ «

» وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ »

البقرة 186

تخلل هذه الآية عن الدُعاء وسط آيات الصوم فيه إظهار للعلاقة الوثيقة بين صوم رمضان و بين الدُعاء . ولعل الإيمان بالله وقدرته على عمل كل شيء وعنايته بالإنسان لا يتجليان في شيء قدرَ تجليهما في الدُعاء فالإنسان لا يدعو إلاّ قادراً ولا يدعو إلاّ من يتصور أنه سيستجيب .

فلنتذكر ، فلنعتبر ، فلنحافظ على دوامِ الدُعاء و لنْجعله رباطاً قوياً بخالقنا .

وللاستزادة من هنا

ربي ارحمني



۞ قُصاصات ،، ۞

هي مجموعة قُصاصات من المعاني الصادقة و الهادفة أشبه ما تكون للهمسات :




الإنسان ضعيف : عندما يجوع تجده يكشف عن شخصيته الحقيقية... لذلك كان من حِكم الصوم التدرب فعليا على إدارة الشخصية... وتحقق الصبر.[لـ/ أ أحمد الزهراني]

الزهد : ترك مالا ينفع في الآخرة. والورع : ترك ما تخاف ضرره في الآخرة. [شيخ الإسلام ابن تيمية]

كيف يمر اليوم ولا تغسل فؤادك وروحك بذكر العزيز الكريم !

جاء شخص لرجلٍ فقال له: فلان شتمك في أحد المجالس فقال له الرجل: إن كان فلان رماني بسهمِ فلم يُصبني فلماذا أنت حملت السهم وغرسته في قلبي !

الاستغفار جنّة القلب ،، فطوبي لمن طاب قلبه به

شعور جميل : أن تقترب من الجنّة أكثر، سجادة نظيفة كقلبك ، ركعتين في جوف الليل ، وسُجود مليء بالأمنيات .


=====


* الحمدُ للّه ،، من رددها بصدقٍ ، تأوي إلى صدرهِ كل السّعاداتْ.

الحمد لله ،، بها راحة تفوق الوصف .

* من عُمق الألم يولد الآمل ردد : قدّر الله وما شاء فعل .. وسترى الفرق

بالدعاء... نروي بذور أحلامنا لا بالتّمني !

* عجبي لمنْ يبثُ حزنه للجميع وينسى ربّه !!{ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله }

* الحياة صعبة وشاقة .. يكفيها قلبٌ ذاكر و لسانٌ رطب وسجودٌ في كلّ حين [ لا تنس ترديد غراس الجنّة ، و ذكر الله في كلّ حين ، و الصلاة في وقتها ]

* ليس بالضرورة أن تُمنح لكَ شهادة النجاح حتى تُثبت أنك إنسان ناجح .

[السَّحابة البيضاءْ]

بعد استعراض الخيم ما بقيَ إلاّ أن أقول لكم ملء السماء شُكراً على المُرور العطر

أتمنى أن تكونوا قد استفدتم مما ورد فيها

نِتاج الخيمة تطالعونه
كمجلة
pdf للتحميل هنا

أو تُشاهدونه مُباشرةً هنا

مجلة الخيمة الرمضانية




اللهم احقن دماء المسلمين فى كل مكان
وارفع عنا الذل وردنا إلى الدين رداً جميلاً



وآخر قولنا :

أشهد أنّ لا إله إلاّ الله و أشهد أن مُحمداً عبده ورسوله

{ لا تنسوني من صالح دُعائكم }

صح صيامكم

تقبل الله منّا و منكم صالح الأعمال

[ضوْء ذَهَبي ~]

جميلة جداا هذه الخيمة ما شاء الله روووعة...
يشرفني أن أكون اول من يرد على هذا الابدااااااع...
بالتوفيق لك اختي ولا تنسي خيمتي يوم 5 ان شااء الله..
رمضاان كريم
في اماان االله

[سمراء الدنيا]

بارك الله فيك اختي و جزاك الله خير الجزاء ........و جعل كل حرف كتبته في ميزان حسناتك ........و رحم الله الاخت زينب و اسكنها فسيح جناته و جعل قبرها روضة من رياض الجنة

ما شاء الله يا اختي خيمتك متميزة جدا يطيب فيها المقام ...... ليس لدي خبرة في الخيم الرمضانية و ها انا ذي اتعلم منكم .......لا تبخلي عليا بالنصح ......رمضان مبارك و كل عام و انت بخير

[hocine2007347]

هاته الخيم والا فلا............

رائعة جدا اختي قلبا وقالبا

ثم ان اكثر ما شدني موضوع مشكاة الهدى رحمها الله

تنسيق رائع ومواضيع اروع

ابدعت بحق

يقف القلم اجلالا لأمثالك

مبارك لنا اهل الجلفة قلم مثلك

رمضان مبارك اسأل الله فيه ان يتغمد اختي واختنا زينب بكثر من رحماته وان يغفر لنا ولهم حوبنا وذنوبا وان يجمعنا بهم في جنة الرضوان

ان يجعل كل حرف كتبته حسنة لك مضاعفة على طهر الشهر وان يجعل ما كتبته عليها حسنات تعانق الجبال طولا في ميزانها هي انه ولي ذالك القادر على كل شيء

بارك الله فيك مجددا

احترامي لشخصك

[ام عبودة]

الحمد لله انني لحقت وشفت خيمتك. اختي السحابة
اولا اهنئك بهذا الشهر الكريم وسلامي الى كل العائلة
الله يرحم اختنا زينب مع اني لاعرفها لكن قرات لعضوات يحبونها فوددت لو تعرفت عليها سابقا
وعن خيمتك وقفت حائرة وهربت مني الكلمات اقول لك انك مبدعة فكرة القصاصات والمطويات عجبتني
والله يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك

[السَّحابة البيضاءْ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آيآت ربي

جميلة جداا هذه الخيمة ما شاء الله روووعة...
يشرفني أن أكون اول من يرد على هذا الابدااااااع...
بالتوفيق لك اختي ولا تنسي خيمتي يوم 5 ان شااء الله..
رمضاان كريم
في اماان االله

السلام عليكم ورحمة الله

ويُشرفني الرد عليكِ أختي ،،
سأزور خيمتك إن شاء الله ومُتلهفة لرؤية إبداع أناملك ، أنا أكيدةٌ من هذا
رمضان مُبارك تقبل الله منّا ومنكم