|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الإساءة اللفظية تحبط الطفل وتكون لديه حصيلة لغوية غير مناسبة
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2010-01-05, 08:09 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الإساءة اللفظية تحبط الطفل وتكون لديه حصيلة لغوية غير مناسبة
"ارواح وقابلني لو كان نجح في حياتك"، "فلان خير منك", "كرهتك"، "والله أصبر ضركا تشوف" عبارات عامية متداولة يستخدمها بعض الآباء في تربية أطفالهم عندما يقعون في الخطأ.
قد لا يبدو الأمر مضرا للوهلة الأولى، فهذه الألفاظ، حسب البعض، لا يقصد بها ما تحمله الكلمة من معنى دقيق بل يقصد بها التخفيف من غضب الآباء والتخلص من إلحاح الطفل. وتعترف أم محمد (35 عاما) باستخدامها مثل هذه العبارات مع ابنها زيد (11 عاما) لكنها تبرر ذلك "أستخدمها لتحفيزه على الدراسة والإنجاز". لكن هل تساهم فعلا في زيادة إنتاجية الطفل؟ أم أن ضررها على نفسيته أكثر من نفعها؟ تحفز التربية المبنية على هذه الكلمات، بحسب اختصاصي الأمراض النفسية محمد الشوبكي, على ظهور الروح العدوانية المكبوتة لدى الطفل لتثير فيه الكراهية واستخدام القوة للرد من أجل رفع القهر الناتج عن هذا الاستهزاء. ويصنف علماء النفس هذه الألفاظ ضمن قائمة "العنف اللفظي"، أو "الإساءة اللفظية" وهي تلك الكلمات التي يستخدمها الوالدان ضد أطفالهما وفيها ق... نفسية للطفل. وتقول أم محمد، وهي ربة منزل وأم لخمسة أطفال، "عندما أشعر أن زيد غير مطيع ولا يستجيب لأي أمر أطلبه منه، اضطر لذكر بعض التهديدات حتى يأتي ويعتذر". لكن ما يثير غيظ أم محمد، أن هذه التهديدات فقدت مؤخرا قيمتها وأهميتها عند زيد "في البداية كان يتأثر بهذه الكلمات لكن حاليا لا تؤثر فيه". ويفسر الشوبكي ذلك "تكرار هذه العبارات يوحي بضعف، فيتكرس لدى الطفل أن أمه ضعيفة فيتمادى من دون خوف". وتلجأ أم محمد أحيانا لاستخدام عبارات مثل "لم أعد أحبك"، دون أن تدرك خطورتها على زيد. ويحذر الشوبكي من عبارات نفي الحب لأنها تترك مدلولات نفسية خطيرة على الطفل، بحيث أنه يفقد عنصر الأمان الأول بالنسبة له وهو الأم. ويقترح استخدام عبارة "كان ما فعلته شيئاً خاطئاً.. أليس كذلك؟"، بدلا من "لا أحبك أو أنت غبي"، لأن الطفل قد يبدأ في تصديقها، فيتصرف على أساس أنه شخص غبي غير محبوب، وهذا يولد ضعف الثقة بالنفس والإحباط. ولا تتوقف أضرار الإساءة اللفظية على إحباط قدرات الطفل, بل تتعدى ذلك لتكوّن لديه حصيلة لغوية غير مناسبة. وتؤكد أم عمر (30 عاما) ذلك "ابني عمر (12 عاما) سليط اللسان معي ومع والده وكل عائلته، وألفاظه غير مناسبة لسنّه". وتقول أم عمر، لديها طفلان وتعمل موظفة في شركة خاصة، "يردد ابني كلمات سيئة من دون وعي لمعناها، ويتصرف بعدوانية في البيت والمدرسة". ويطاول التلفظ بألفاظ سيئة الغرباء، فإذا اجتمع الطفل مع أقرانه يشتمهم، مما يؤثر على علاقاته الاجتماعية، فالبنسبة لأم عمر "بقاؤه في المنزل أفضل من الفضيحة التي يسببها بألفاظه النابية". واستعانت أم عمر بالمرشدة الاجتماعية في مدرسة ابنها، التي أكدت على أن عمر يردد ما يسمعه داخل أو خارج المنزل. وتتساءل أم عمر عن كيفية تعلم ابنها لهذه الألفاظ، مؤكدة أنها لا تقولها، لكنها ترجح احتمال ترديد ما يسمعه من والده الذي ينعته بصفات سيئة أحيانا من دون أن يدرك أن عمر يتعلمها. والسؤال هنا كيف يتصرف الأهل إذا سمعوا لفظا سيئا من طفلهم؟ في البداية تنصح اختصاصية الأسرة ريما سلامة الأهل بتماسك النفس عند الغضب، وعدم التلفظ أمام الطفل بأي لفظ سيئ. وتقول "في حال سماع كلمة سيئة ينبغي أن يكونوا رفيقين مع الطفل وخصوصاً إذا كان صغيراً، فيجب تجاوز هذا الموقف وعدم اعارته اهتماما". وتوضح ذلك "عندما نصرخ في وجهه ونقول له: هذا عيب. ونعاقبه على ذلك، فإننا من غير شعور نعمل على ترسيخ هذه العبارة ونثبتها في ذاكرته". أما إذا شعر الأهل أن ابنهم أصبح يكرر هذه الكلمة بكثرة وبطريقة مزعجة عندها يجب إخباره بطريقة جادة أن هذه الكلمة بذيئة وعليه ألا يقولها مرة أخرى، حتى يشعر أن هذه الكلمة مرفوضة. وفي حال تكرار الطفل للكلمة من دون اكتراث للأهل, ينبغي البدء بالعقاب كالحرمان من شيء يحبه مثل مسلسل أطفال, أو زيارة صديقه, حسبما ذكرت سلامة. إن تعلم الأطفال الكثير من الألفاظ السيئة من خلال تقليد الأهل أمر تقره الدراسات النفسية. لكن ما مدى الضرر النفسي الذي تحدثه على الطفل؟. يقول الدكتور فرانك ترايبر من الكلية الطبية بجورجيا إن هؤلاء الأطفال قد يدمرون أنفسهم إذا استخدم الأهل الإساءة اللفظية منذ صغرهم. ويؤكد أن الإساءة اللفظية تؤذي الطفل وتعيق نموه العاطفي وتفقده إحساسه بأهميته واعتداده بنفسه. ويذكر أمثلة على أشكالها الشائعة كالانتقاد اللاذع المتكرر والتحقير والشتم والإهانة والرفض، والاستخفاف بالطفل أو السخرية منه. ويذهب إلى أن الطفل منهم لا يعرف كيف يوجه طاقته للوصول إلى هدف مفيد، بل يستخدمها في عراك أو لعب عدواني مع إخوته وأصدقائه، وربما مع والديه أيضاً. وتؤكد الباحثة الاجتماعية ريما الحنيطي ذلك. "الأم التي تعبر عن غضبها باستخدام ألفاظ بذيئة أو سيئة أمام طفلها تدفع به إلى التحول إلى طفل من النوع المشاغب". وتؤكد أن تأثير غضب الأم أقوى من تأثير غضب الأب على تكوين شخصية الطفل، لأن الأم أقرب إلى الطفل. وتشير العديد من التقارير المدرسية إلى أن أكثر المشاكل العنيفة بين الطلاب كانت بسبب السخرية والاستهزاء وتسلط الكبار على الصغار. وتستشهد الحنيطي بحادثة انتحار تسعة طلاب دون الرابعة عشرة من العمر في العام 1985م في اليابان كان أحدهم فتى هادئاً وديعاً، بسبب القهر الناتج عن الاستهزاء. ويعود الشوبكي ليذكر بعض السلوكيات التي قد تنم عن القهر الناتج عن الاساءة اللفظية مثل مص الإصبع والعدوانية المفرطة أو الخجل والسلبية والخنوع ومشاكل النوم والكلام. ومن السلوكيات الأخرى مثل عدم الاندماج في نشاطات اللعب وصعوبة التفاعل مع الأطفال الآخرين, والانحرافات النفسية، ووصف الطفل ذاته بعبارات سلبية. وفي هذا السياق تنصح سلامة الأهل بعدم التعامل مع الطفل وهم غاضبون، والتمهّل قبل لفظ أي عبارة قد تؤذي الطفل نفسيا. وتدعو لانتقاء الألفاظ واحترام الطفل كأنه شخص بالغ, وإعطائه تعليمات إيجابية تحمل صيغة الأسئلة والأوامر البسيطة والقصيرة، فهي أسهل عليه في التنفيذ. وتضيف "ينبغي التركيز على الإيجابيات في السلوك وعدم تسليط الضوء على مواطن الضعف والسلبيات". واستبدال عبارات الذم بالمديح فهو ذو آثار إيجابية في نفس الطفل ويثير لديه الدافعية لانجاز الأهداف والطاعة الواعية لأوامر الكبار. وينصح الخبراء دائما باستخدام اللفظة العذبة الرقيقة المهذبة عند التعامل مع الطفل لما لها من أثر بالغ في تقوية العلاقة، وإزالة حواجز الرهبة والخوف، وزيادة أواصر المحبة وتحسين ألفاظه وبالتالي نمو الطفل النفسي السليم.
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مناسبة, اللفظيلغوية, الإساءة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc