الذنوب مهلكة و محوها يكون بالتوبة النصوح - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الذنوب مهلكة و محوها يكون بالتوبة النصوح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-07-13, 11:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد محمد.
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الذنوب مهلكة و محوها يكون بالتوبة النصوح

بإسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل الأنبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم أما بعد :




من أعلام الهداية على الطريق للسائرين، والمشتاقين إلى الجنة ونعيمها وأحوالهم: مداومتُهم على التوبة الصادقة، وكثرة الاستغفار؛ فالذنوب والمعاصي هي أسرع طريقٍ لإهلاك العباد والحرث والنسل، والذنوب قاطعة للطريق بين العبد المؤمن وبين الوصول إلى مراده ومُنَاه، والإنسان في هذه الدنيا كثيرُ الغفلة والخطأ، والشيطان والنَّفْس الأمَّارة بالسوء والهوى والغفلة كلها قواطعُ سبيل المرء عن الوصول إلى الجنة، فكم أهلكت أممًا صريعة القبور، وكم أورثت ناسًا غوائلَ الفتن والشرور، وما حالُ قوم نوح وعاد وثمود وفرعون وهامان وأمثالِهم منا ببعيدٍ.



كما أن مقارفةَ الذنوب من أشدِّ ما يحجب السالكَ عن الله تعالى ورحمته، وتوفيقه وهدايته؛ لأنها تستوجب له غضب الله وعقوبته له؛ ولهذا فإن أعظم طريق للتخلص منها دائمًا يكون بالاستعانة بتقوى الله تعالى في الظاهر والباطن، وملازمة التوبة في كل حين، وقد أمَرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالتوبة والإنابة والاستغفار دائمًا؛ قال ابن القيم: "ومَنزِل التوبة أول المنازل، وأوسطها، وآخرها، فلا يفارقها العبدُ السالك، ولا يزال فيه إلى الممات، وإن ارتحل إلى منزلٍ آخَرَ ارتحل به واستصحبه معه، ونزل به؛ فالتوبة هي بداية العبد ونهايته، وقد قال تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]".



• وقد تظاهرت دلائلُ الكتاب، والسنَّة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة والاستغفار؛ قال الله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، وقال تعالى: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 3]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8].



والتوبة النصوح - كما قال الإمام الشوكاني - هي التي: تنصَحُ صاحبها بتَرْك العَود إلى ما تاب عنه، وُصِفت بذلك على الإسناد المجازي، وهو في الأصل وصف للتائبين أن ينصحوا بالتوبة أنفسَهم، بالعزمِ على التَّرك للذنب، وترك المعاودة له، والتوبة فرض على الأعيان.



وقال قتادة: التوبة النصوح:

الصادقة، وقيل: الخالصة، وقال الحسن: التوبة النصوح أن يُبغِض الذنبَ الذي أحبه، ويستغفر منه إذا ذكره.



وقال الكلبي: التوبة النصوح: الندمُ بالقلب، والاستغفار باللسان، والإقلاع بالبدن، والاطمئنان على ألا يعود.



وقال ابن سعدي: قد أمَر الله بالتوبة النصوحِ في هذه الآية، ووعد عليها بتكفير السيئات، ودخول الجنات، والفوز والفلاح، حين يسعى المُؤمِنون يوم القيامة بنُور إيمانهم، ويمشون بضيائه، ويتمتَّعون برَوحه وراحته، ويُشفقون إذا طُفئت الأنوار، التي لا تُعطَى المنافقين، ويسألون الله أن يُتْمِمَ لهم نورهم، فيستجيب الله دعوتهم، ويوصلهم ما معهم من النُّور واليقين إلى جنات النعيم، وجِوار الرب الكريم، وكل هذا من آثار التوبة النصوح، والمراد بها: التوبة العامة الشاملة للذنوب كلها، التي عقدها العبد لله، لا يريد بها إلا وجهه والقُرْب منه، ويستمر عليها في جميع أحواله.



وقال ابن القيم: النُّصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:

الأول: تعميم الذنوب واستغراقها بها؛ بحيث لا تدع ذنبًا إلا تناوَلَتْه.



الثاني: إجماع العَزْم والصدق بكُلِّيته عليها؛ بحيث لا يبقى عنده تردُّد ولا تلوُّم ولا انتظار، بل يجمع عليها كلَّ إرادته وعزيمته مبادرًا بها.



الثالث: تخليصها من الشوائب والعلل القادحة في إخلاصها، ووقوعها لمحض الخوف من الله وخشيته، والرغبة فيما لديه، والرهبة مما عنده، لا كمن يتوبُ لحِفظ حاجته وحُرمته ومنصبه ورياسته، أو لحفظ وقته وماله، أو استدعاء حَمْد الناس، أو الهرب من ذمِّهم، أو لئلا يتسلط عليه السفهاءُ، أو لقضاء نهمته من الدنيا، أو لإفلاسه وعجزِه، ونحو ذلك من العلل التي تقدَحُ في صحتِها وخلوصِها لله عز وجل.



• فالأول: يتعلق بما يتوب منه، والأوسط: يتعلق بذاتِ التائب، والثالث: يتعلق بمن يتوبُ إليه، فنصح التوبة: الصدقُ فيها، والإخلاص، وتعميمُ الذُّنوب بها، ولا ريب أن هذه التوبةَ تستلزم الاستغفارَ وتتضمَّنُه، وتمحو جميع الذنوب، وهي أكملُ ما يكون من التوبة.



الاستغفار فوائد وتربية:

كما أن الاستغفار والمداومة عليه من موجبات التوبة ومغفرة الذنوب، والتائب الصادق يخلص نفسه دائمًا، إما بالتوبة من ذنبٍ وقَع فيه، وزلَّت قدمُه، فيكون - كما سبق - بالندمِ والإقلاع والصدق وغيره، وإما بملازمة الاستغفار وجرَيانه على قلبه ولسانه؛ لأن الاستغفار في ذاته توبة ورجوع، وطلبٌ للغفران الدائم من الله تعالى.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc