إن الاستيطان الصهيوني في فلسطين كان يتوازى مع الاستيطان الفرنسي في الجزائر، في تنسيق يكاد يكون واضحاً؛ مما يؤكد أن الإمبرياليين ـ على اختلافهم ـ إنما يخططون بقلم واحد، ولعله ليس صدفة أن يتم احتلال الجزائر بجهود خيانة اليهودي بو شناق....
قد اعتمد هذا الاستعمار...على ركائز أساسية لتنفيذ المشروع الاستطاني , ومن بين تلك الركائز تهيئة الظروف المختلفة لجذب مزيد من المستوطين والمعمرين ومنحهم اراضي..
فالجزائر بموقها الاستراتيجي والحساس وامكانيتها الاقتصادية..
وفلسيطن. من خلال المكانة العقائدية والتاريخية لليهود
وفيتحليله آليات الاستعمار الفرنسي بالجزائر خلص ..إلى استنتاج قوامه أن أغلبرجال السياسة كانوا على وفاق تام حول مشروع الاحتللال ، وكان ذلك واضحاً فيممارساتهم وكتاباتهم وتدخلاتهم، لأن مسألة الاستيلاء على أرض الجزائر، كانت لبالسياسة الفرنسية تجاه شمال إفريقية آنذاك
وفي تحيلية اليات الاستطان الاسرائيلي..خلص الي استناج قوامه ان اغلب رجال الدين كانوا علي وفاق تام حول مشروع الاستطان...وكان واضح دالك في ممارستهم وكتاباتهم وتدخلاتهم..واعتبار فلسيطن وطنهم الاصلي..وان الاستلاء علي فلسطين هو ارادة الاهية
بعد اندلاع الانتفاضة الاولى اواخر عام 1987، توصلت المؤسسة السياسية والامنية في اسرائيل للاستنتاج بانه ليس هناك حل عسكري للقضية الفلسطينية. وتزامن هذا مع قيام دار النشر التابعة للجيش اسرائيلي بإصدار كتاب للكاتب اليستر هورن "حرب وحشية من اجل السلام" حول حرب الاستقلال في الجزائر، حظي حينها بصدى اعلامي كبير جدا.
ملخص الكتاب والعبرة المقصودة من نشره هما ان فرنسا انتصرت عسكريا، ولكنها خسرت سياسيا. فقد تمكن الجيش الفرنسي من تصفية المقاومة التابعة لجبهة التحرير الجزائرية حتى آخر مقاوم فيها، وذلك في المعركة الشهيرة التي دارت رحاها في العاصمة الجزائرية. ولكن الالتفاف الشعبي التام حول جبهة التحرير، حسم مصير الاحتلال وانتهت المواجهة بتوقيع اتفاقات ايفيان، التي تم بموجبها جلاء الاحتلال الفرنسي عن الجزائر، واعادة مقاليد الحكم لقيادة جبهة التحرير.
العنصر المقابل لجبهة التحرير الجزائرية كان دون شك منظمة التحرير الفلسطينية. فقد تمكنت من استقطاب دعم شعبي فلسطيني مطلق، بعد ان تغلبت على مؤيدي المملكة الاردنية في الضفة الغربية والعناصر المتعاونة مع الاحتلال. وكانت انتفاضة عام 1988 في المناطق المحتلة تعبيرا عن الاجماع الوطني العام، واشارة واضحة الى ان ايام الاحتلال الاسرائيلي باتت معدودة وان مصيره سيكون مصير الاستعمار الفرنسي.
ولكن المقارنة، مثل كل مقارنة، تبقى امرا نسبيا، وفي حالتنا نسبيا جدا. صحيح ان الاحتلال الفرنسي اعتبر الجزائر جزءا من ارضه ووطّن فيها مليون فرنسي، الا ان الجزائر تقع في الطرف الآخر من البحر المتوسط، وهي في نهاية المطاف دولة افريقية؛ اما الضفة الغربية فهي جزء من فلسطين الانتدابية التي يزعم اليهود انها اسرائيل التاريخية، ووطنهم حسب الإرادة الالهية. القرب الجغرافي اضافة للنزاع التاريخي المعقد، يجعل اسرائيل ترفض الانسحاب من الضفة، ومنحها كامل الحرية والسيادة، لان ما يحدث فيها سيؤثر بالضرورة عليها.
بدل اتفاق ايفيان الذي منح الاستقلال للجزائر، اكتفت اسرائيل بتوقيع اتفاق اوسلو الذي لم يمنح الفلسطينيين سوى حكم ذاتي محدود جدا، في ظل استمرار الاستيطان. كان هذا شكل الحل السياسي، ابتكرته اسرائيل لادامة احتلالها وسيطرتها بشكل غير مباشر، من خلال منح منظمة التحرير سلطة شكلية. وكان قبول رئيس منظمة التحرير الراحل ياسر عرفات بمثل هذا المخطط بداية نهاية المنظمة، وضربة قاضية لمصداقيته التي تآكلت بعد سنوات قليلة من انشاء السلطة الفلسطينية في المناطق المحتلة.
- اتمنى ان يفيدك وللامانة الموضوع منقول-