ماذا قدم الاسلاميون بما فيهم السلفيون للغة العربية

[حازم312]

القليل و القليل فقط مقانة مع ما قدمه التغريبون للغة الفرنسية

بالنسبة للزوايا و الطرق الصوفية فخدمتها للغة العربية تكاد تكون في صمت لانه و رغم اهتمامها البالغ بها كمحور للتدريس و كعلم قائم بذاته الا انها لم تهتم بها كضرورة و كصراع يومي خارج الثكايا و المساجد ....رغم الكم الهائل لطلبتها و لمستواهم الرفيع فيها

فابن الزاوية او الطريقة لا تهمه اللغة العربية خارج المسجد او خارج الزاوية و كأن الامر لا يعنيه و الكثير من الائمة و من الطلبة و من خيرة الطرقيين لا يلتفتون الى معاناة اللغة في الميادين الاخرى و يناون بانفسهم بعيدا عن الصراع الطاحن بين دعاة التعريب و التغريب في منطقة المغرب العربي عموما و في الجزائر خصوصا

رغم ثقل الطرقية و الزوايا الضاربة في كل ميادين الحياة باتباعها و المتعاطفين معها من كل فئات المجتمع و التي لو دعمت التعريب بوزنها الكبير لرجحت الكفة و لرفعت الغبن كثيرا عن لغة القران الذي يرددونه صباح مساءا و في كل مناسبة ........

بالنسبة للحركات الاسلامية الاخرى و التي دخلت معترك السياسة فسريعا ما انكشفت عوراتها و بدا واضحا للعيان ان اللغة العربية لم تكن سوى شعارا فقط و الدفاع عنها لم يكن سوى مطية للحصول على مكاسب سياسية اذا الكثير منهم ممن وصلوا الى مراكز صنع القرار في المغرب العربي عموما و في الجزائر خصوصا لم يصمدوا امام دعاة اللغة الفرنسية و الذين بدوا اكثر اخلاصا و ولاءا لافكارهم من اسلاميينا الذين ضربوا التعريب في الظهر بل و الكثير منهم من قلل من شانه و شكك فيه ...

رغم ان الوصية الثالثة من الوصايا العشر للامام الشهيد حسن البنا مرجعية اغلب هاته الحركات تشدد على استعمال اللغة العربية و الوفاء لها و تجعلها من شعائر الاسلام

اما السلفيين المعاصرين المنتشرين بقوة كذلك في المغرب العربي ككل فموضوع اللغة العربية او التعريب ليس من اولوياتهم اطلاقا و لا يهمهم في شيئ ....و تشددهم المعروف في اللباس و اللحية و طريقة العيش على طريقة السلف الصالح يستثني و بشكل غريب اللغة العربية و يتساهلون جدا عندما يتعلق الامر بها و هي خصوصية السلف الوحيدة التي لا يعيرونها اهتماما و لا يدرجونها ضمن ذبهم و غيرتهم عن السنة و حرصهم الشديد على الاتباع كما يزعمون

كما ان الفتاوي الكثيرة الصادرة من علماء السلفية و التي تتعرض لاتفه الامور لا تتعرض لموضوع اللغة العربية او التعريب – بشكل لافت للانتباه- رغم خطورته التي لا تخفى على احد و رغم علاقة االغة العربية العضوية بالدين الاسلامي

...و لو ان هذه الشريحة التزمت بخدمتها للغة العربية و مساندتها لها كما تتشدد في امور اخرى و لو كانت بمستوى التغريبين و تشددهم عندما يتعلق الامرباللغة الفرنسية وولائهم لها ......لساهموا اسهاما فعليا كذلك في نجدتها و خدمة هذا الدين

-------------

مفارقة عجيبة ان نجد هذه الهوة بين الاسلاميين و بين اللغة العربية و صراعها المرير مع دعاة التغريب في المغرب العربي ....و مفارقة اعجب عندما نجد ان معظم الاسماء التي دافعت و ضحت و عانت من اجل قضية التعريب ووقفت ندا لند مع التغريبيين: ليست اسلامية و لا علاقة لها بكل هاته الحركات التي تدعي غيرتها على الاسلام و تجعل منه مرجعا لافكارها