ماذا قدمت تُركيا لنجدة وإنقاذ غزة لم تقدمه الأنظمة العربية؟

[سندباد علي بابا]

ماذا قدمت تُركيا لنجدة وإنقاذ غزة لم تقدمه الأنظمة العربية؟


يُنهق الإخوان كالحمير وينتقدون المواقف المُحتشمة للنظام العربي اتجاه الحرب على غزة.


يُهاجمون كل الأنظمة العربية بلا استثناء ويتهمونها بالعمالة والخيانة وبخاصة النظام المصري والسعودي.


وهُم يعرفون جيداً الظرف التاريخي الصعب والمعقد الذي تعيشه الأمة والذي كان للإخوان وبخاصة الذراع المسلح الدور الأكبر فيه على مدى عقود مضت من الصراع المسلح بينها وبين الحكومات العربية والذي انتهى بضعفه وتشرذمه وتشتته وتوجهه نحو القُطرية والحدود القومية لكل بلد وتقديم مصلحته الخاصة بغض النظر على مصلحة الآخرين من الأشقاء والإخوة من البلدان العربية الأخرى.


أما الأنظمة العربية التي اِكتوت بنار الإخوان في بُعدها العُنفي الإرهابي وتوجست من الإخوان ومشاريعها الغامضة والمُخيفة خيفةً على مدار 95 سنة من نشأتها فإنها تخشى من أن يتحول أي نصر لحركة حماس في غزة بفلسطين إلى سُم زعاف ستتجرعه بعد فترة من الآن.


وأن يتحول النموذج الحمساوي في حالة نجاحه إلى نموذج مُلهم للحركات الإخوانية "الثورية" والاقتداء بأساليبه القتالية المبتكرة وعنصر المفاجأة وقبل ذلك قوة الإرادة بامكانيات بسيطة لكن بمعنويات "شعب الجبارين/ القائد أبو عمار" في اسقاط الأنظمة السياسية العربية وأن تكون غزوة حماس في طوفان الأقصى قُدوة لها وهي التواقة لاشعال ثورات ملونة للإطاحة بتلك الأنظمة السياسية العربية وتتربص بها كما يتربص الصياد بفريسته والتي تراها خائنة وعميلة للاستعمار وأن ترث بعد ذلك الحكم والسلطان والسطوة منها ليكون الإخوان هم الحكام الجدد بلا منازع لما بعد مرحلة وفترة حكم أنظمة ما بعد استقلال الدول العربية بعد خروج الاستعمار من البلاد العربية.


إذا استطاعوا الانتصار على الكيان الصهيوني فما الذي يمنعهم (الجماعات الإسلامية والإخوانية المسلحة والتي تتخذ من العنف والثورات الملونة التي يخطط لها ويمولها حلف الناتو) بعد ذلك من الانتصار على الأنظمة السياسية في البلاد العربية بنفس الأساليب وعنصر السيسبانس والمفاجأة واسقاط تلك الأنظمة على خطى زحف مجموعة "فاغنر" على موسكو.


ومخاوف هذه الأنظمة مشرُوعة فمن يضمن أنه في نهاية الحرب وبعد اِنتصار حركة حماس في غزة وهذا ما نتمناه أن تنسبه لتركيا وأن تُدين بالفضل بذلك لأردوغان ولجماعة الإخوان وأن تتنكر لإيران ولكل القوى العربية والعالمية الحية التي وقفت إلى جانبهم.


يتحدث الإخوان عن خُذلان العرب ولا ينبسون ببنت شفة كلمة عن الدول الإسلامية وضرورة وُقوفهم مع القضية الفلسطينية.


فماذا فعلت الدول الإسلامية لنجدة غزة في طوفانها الأقصى؟ لا شيء.


عمل الإخوان طوال تاريخهم على مدار الــ 95 سنة من عمر الجماعة على مُحاربة القومية العربية والنظام العربي التي تأسس على إثرها حتى انتهت وماتت وشبعت موت لا حياة بعده إلا ما ندر: في سوريا ومصر.


ودعت ورسمت لفكرة أن القضية الفلسطينية قضية إسلامية عقدية وليست قضية عربية وقومية ونجحت في ذلك بعد نهاية التاريخ الأولى بتفرد الولايات المتحدة بالعالم وسقوط المُعسكر الشرقي.


ثم استغلت نهاية التاريخ الثانية بظهور العولمة لتمرير أطروحتها تلك والتي تُوجت في نهاية المطاف بأحداث ما يُسمى بالربيع العربي .


فلماذا تدعوا جماعة الإخوان العرب لنجدة فلسطين الآن؟ وقد قضت وأنهت النظام العربي وعبرت على أن قضية فلسطين هي قضية إسلامية وليست عربية.


يُبعدون العرب ويستدعون المسلمين لضرورة الدفاع عن القضية الفلسطينية ثم يهاجمون العرب ويتهمونهم بالخذلان ويسكُتون سُكوت القبور على عن خذلان وتواطؤ المسلمين (الحكُومات الإسلامية) في قضية فلسطين غزة الآن.


ما هذا الضياع العقلي والفكري الذي تعيشه نخب جماعة الإخوان؟


ولماذا التهجم على الدول العربية ما دامت قضية فلسطين قضية إسلامية؟


لماذا لا يُهاجم الإخوان النظام الإسلامي؟ (المنظومة الإسلامية المُتخاذلة)


لماذا لا يُعاتبون الدول الإسلامية مثل: تركيا، وماليزيا، وأندونيسيا الإسلامية بدل التهجم على النظام العربي؟


لماذا لا يتهجم مثلاً: الإسلامي الإخواني عبد الرزاق مقري وإخوانه على تركيا؟


ماذا قدمت تُركيا لغزة من دعم ومن مواقف ومن جيش عرمرم للدفاع عن سكان غزة؟ لا شيء.


ليذكر لنا الإخوان والسيد عبد الرزاق مقري ما قدمته تُركيا (ما عدا التصريحات .. فالكل أطلق تصريحات حتى اليهود أنفسهم الذين يعادون الفكر الصهيوني أطلقوا تصريحات أقوى من تصريحات أردوغان نفسه) والسيد أردوغان لغزة ونجدتها والذي لم تُقدمه الدول العربية مثل: مصر والأردن حتى نكُون على بينة من أمرنا، فربما الرجل يملك معلومات وأسرار عن أشياء كبيرة قدمتها تركيا لغزة ونحن لا نعلم.


يكفي أن السفير الصهيوني ما زال يُقيم في سفارة "إسرائيل" في أنقرة دون قرار سيد وشُجاع من سلطات تركيا لطرده من هُناك تضامناً مع أبناء غزة حتى نقول لهؤلاء ولهذا الشخص أنك تُريد أن تغطي على الخيانة الإسلامية (أقصد الجماعات الإسلامية) وخيانة النظام الإسلامي (المنظومة الإسلامية الحالية) للقضية الفلسطينية بالضجيج حول الأنظمة العربية التي أخرجها الغرب ونظام الإخوان المسلم (المنظومة الإخوانية الإسلامية بأشكالها المُتعددة من الدولة إلى الجماعة إلى رئاسة الحي) من قضية عربية إلى قضية إسلامية ومن قضية الصراع العربي "الإسرائيلي" إلى قضية الصراع "الإسرائيلي" مع حركة حماس وهكذا تم نقل القضية من قضية عربية إلى قضية إسلامية بشكل أوسع وأكبر أحياناً واختزال القضية في حركة مقاومة واحدة وتقزيمها أحياناً أخرى وفي كلتا الحالتين لما تُؤتيا أوكلها بعكس الحالة العربية في خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي أين كان المد الثوري يتوقد والمدد يصل والانتصارات تتوالى في فلسطين وإن شابتها بعض العثرات ولكنها لم تُؤثر في نهاية المطاف على المسار العام لحركة التحرر تلك إلا بظهور الإخوان في المشهد السياسي على الساحات العربية والذي اِنتهى إلى ما آلت إليه الأمور في الأمة من ضعف وهوان وآخرها أن يأتي السيد مقري وينخ ويبرك مثل البعير ويُعلن الاستسلام للمخزن المغربي وأطروحته مُستقوياً بذلك بإلهه الأمريكي ومتبركاً ببركته وتأييده والرضا عنه.


بقلم: سندباد علي بابا