أبُو العَتَاهِيَة
(130 - 211 هـ = 748 - 826 م)
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي (من قبيلة عنزة) بالولاء، أبو اسحاق الشهير ب أبي العتاهية: شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع. كان ينظم المئة والمئة والخمسين بيتا في اليوم، حتى لم يكن للإحاطة بجميع شعره من سبيل. وهو يعدّ من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما.وكان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد في (عين التمر) بقرب الكوفة، ونشأ في الكوفة، وسكن بغداد. وكان في بدء أمره يبيع الجرار فقيل له (الجرّار) ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك المهدي العباسي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل أو يقول الشعر! فعاد إلى نظمه، فأطلقه. وأخباره كثيرة. توفي في بغداد.
يا أَيُّها الحَيُّ الَّذي هُوَ مَيِّتٌ .... أَفنَيتُ عُمرَكَ بِالتَعَلُّلِ وَالمُنى
أَمّا المَشيبُ فَقَد كَساكَ رِداؤُهُ .... وَاِبتَزَّ عَن كَفَّيكَ أَثوابَ الصِبا
خالِف هَواكَ إِذا دَعاكَ لِرَيبَةٍ .... فَلَرُبَّ خَيرٍ في مُخالَفَةِ الهَوى
عَلَمُ المَحَجَّةِ بَيِّنٌ لِمُريدِهِ .... وَأَرى القُلوبَ عَنِ المَحَجَّةِ في عَمى
وَلَقَد عَجِبتُ لِهالِكٍ وَنجاتُهُ .... مَوجودَةٌ وَلَقَد عَجِبتُ لِمَن نَجا
وَيا ساكِنَ الدُنيا أَمِنتَ زَوالَها .... وَلَقَد تَرى الأَيّامَ دائِرَةَ الرَحى
أَينَ الأُلى بَنوا الحُصونَ وَجَنَّدوا .... فيها الجُنودَ تَعَزُّزاً أَينَ الأُلى
أَينَ الحُماةُ الصابِرونَ حَمِيَّةً .... يَومَ الهِياجِ لِحَرِّ مُجتَلَبِ القَنا
وَذَوُو المَنابِرِ وَالعَساكِرِ وَالدَسا .... كِرِ وَالمَحاصِرِ وَالمَدائِنِ وَالقُرى
وَذَوُو المَواكِبِ وَالمَراكِبِ وَالكَتا .... أَئبِ وَالنَجائِبِ وَالمَراتِبِ في العُلى
أَفناهُمُ مَلِكُ المُلوكِ فَأَصبَحوا .... ما مِنهُمُ أَحَدٌ يُحَسُّ وَلا يُرى
حَتّى مَتى لا تَرعَوي يا صاحِبي .... حَتّى مَتى حَتّى مَتى وَإِلى مَتى