تحية طيبة/
بعضُ الكلمات قد تُوجع.. وقد تكلِمُ.. وقد تقتُلُ أيضا.. فهي سلاح فتاك ولا يجوز إطلاقها هكذا.. مجانا دونما مُبرّر وجيه..
والغريب أن ذلك النوع من الكلمات لا يؤثر إلا في من يعتبرون أنفسهم مُقرّبين من مصدر إطلاق النّار.. الذين يُكنون كمًّا من المشاعر.. ويحسبون أن لهم نفس " القيمة" عند الطرف الآخر..
قد تكون تلك سذاجة.. غباءً.. أو طيبة زائدة.. لا أدري..
وسيتألّمُون.. لسوء حظهم.. أما البعيدون.. أو المُبغِضُون - لسبب ما - فلن يكون للكلمات عليهم أيُّ وقعٍ يُذكر.. فهم مُحصّنون من التأذي بـ " الكلمات" بما صفحوا به قلوبهم من قسوة.. ودروع غير قابلة للاختراق..
كأنه استعداد مسبق لمثل هذه المواقف .. فتجدهم غير مُبالين.. ++ / --
ويزداد الاستياء عندما يكون القصف " مجانيا " يعني كما يقال بالفرنسية: " la méchanceté gratuite "
أي عندما تكون آمنا مطمئنا مُسالما.. حدك وحد روحك كما يُقال.. في أمان الله.. وتتعرض لزخّة مفاجئة من كلمات تحمل في طياتها كمًا لا تفسير له من الطاقة السلبية والرغبة غير المفهومة في إلحاق نوع من الأذى بك!
ويزداد الاستياء درجة.. عندما يأتيك ذلك القصف المباغت من طرف من له عندك مقامٌ رفيع.. وله في قلبك وُدٌ واعتبار وأسكنتهُ منازل الكِبار.. ..
ولتخفيف وطأة ذلك الموقف الصادم والهجمة المباغتة.. نقول: لعله سوء فهم..؟ أو لعلنا أسأنا من حيث لا ندري ولا نقصد.. ولعل.. ولعل...
ونلتمس الأعذار..
لكن الحيرة تبقى سيدة الموقف مزاجُها الأسى.. ومُنكهة ببعض الأسف..
والكثير الكثير... من أشياء أخرى..
ولا يسعنا في نهاية المطاف إلا أن نُسَلِّمَ أمرنا لله..
تحياتي/ 😎