الأخلاق المحمودة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الأخلاق المحمودة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-08-05, 17:39   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



تحس بالراحة والطمأنينة عند تمسكها بالدين ولكن أصدقاءها يبتعدون عنها فما الحل

السؤال

أنا أمريكية مسلمة منذ المولد ، وأجد نفسي مؤخرا قريبا جدا من ديننا ، فقد توقفت عن الاستماع للموسيقى والذهاب لمشاهدة الأفلام ، وحتى عن الخروج غير الضروري دون وجود والد أو أخي

أو جماعة من أصدقائي ، ولا يزال أمامي الكثير للقيام به. وكنت أشعر براحة كبيرة وسعادة بالغة بنمط حياتي الإسلامي الجديد لبعض الأشهر ما شاء الله

لكن رغبتي في زيادة تقواي أدت إلى بعض المشاكل ، حيث أشعر بالملل كثيرا الآن ، وأصدقائي يبتعدون عني شيئا فشيئا ، وأقاربي يستاءون إذا لم أرغب في أن أنضم إليهم في تجمعات مختلطة .

وعندما أمارس الرياضة أستمع للقرآن ، أو الأناشيد ، بينما كنت أقوم قبلا بالاستماع للموسيقى ، وأجد نفسي الآن أُقلل من ممارستي للرياضة

. وبعبارة أخرى : ففي الوقت الذي تنعم فيه روحي بالشعور بالرضا والطمأنينة ، فإن جسدي واهتماماتى الدنيوية في تراجع ، وأنا أشعر كما لو أنى ولدت في زمان أو دنيا خاطئة

فهي كالسجن بالنسبة لي . فهل بوسعكم نصحي بنظام أو روتين أو دعاء للتخفيف مما أعانيه ،

وأيضا كلمات أو عبارات يمكنني قولها لأصدقائي وأقاربي يمكنهم من خلالها معرفة قصدي ؟ وسأقدر تماما جميع المعلومات التي ستقدمونها لي ، وجزاكم الله خيرا .


الجواب

الحمد لله

أولا :

أيتها الأخت الكريمة ، هنيئا لك طريق الهداية الذي وجدتيه ، هنيئا لك راحتك بالطاعة ، هنيئا نفرتك من المعاصي ومن كل ما يبعدك عن دينك

فماذا فاتك بعد ذلك ، وأي شيء يستحق أن تتأسفي عليه ، إذا وجدت راحة قلبك ، وسعادتك بإيمانك وطاعتك

. قال الله تعالى : ( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) الأنعام/125 .

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" يقول تعالى -مبينا لعباده علامة سعادة العبد وهدايته ، وعلامة شقاوته وضلاله- : إن من انشرح صدره للإسلام ، أي : اتسع وانفسح

فاستنار بنور الإيمان ، وحيي بضوء اليقين ، فاطمأنت بذلك نفسه ، وأحب الخير، وطوعت له نفسه فعله ، متلذذا به غير مستثقل، فإن هذا علامة على أن الله قد هداه ، ومَنَّ عليه بالتوفيق ، وسلوك أقوم الطريق .

وإن علامة من يرد الله أن يضله ، أن يجعل صدره ضيقا حرجا ؛ أي : في غاية الضيق عن الإيمان والعلم واليقين ، قد انغمس قلبه في الشبهات والشهوات ، فلا يصل إليه خير، لا ينشرح قلبه لفعل الخير

كأنه من ضيقه وشدته يكاد يَصَّعَّدُ في السماء، أي: كأنه يكلَّف الصعود إلى السماء، الذي لا حيلة له فيه !! "

انتهى من " تفسير السعدي" (272) .

ثانيا :

ليس من شك في أن طريق الجنة ليس ميسورا لكل أحد ، يستوي الناس في سلوكه ، بل لا بد من تعب وابتلاء ، ونصب ومشقة ، ليتبين الصادق في إيمانه من الكاذب

وليعلم العقلاء أن الراحة الكبرى والنعيم المقيم ، لا بد له من قدر من التعب والمشقة ومجاهدة النفس والهوى:

روى البخاري (6487) ومسلم (2823) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ) .

والمعنى : أن سالك طريق الجنة لا بد وأن يواجه قدر من المشقات والمكاره التي تصعب على النفس ، وأن طريق النار مليء بما تشتهيه النفس وتميل إليه .

ولهذا قال الشاعر :

بَصُرْتَ بالراحةِ الكُبرى فلم تَرَها ... تُنالُ إلا عَلَى جِسْرٍ من التّعَبِ

إن إشكالية التعارض بين راحة الدنيا وراحة الآخرة ، بين متع الدنيا ونعيم الآخرة ، هي إشكالية تتكرر كثيرا ، لكنها محسومة بالنسبة للمؤمن الموفق :

روى أحمد في مسنده (22392) ـ وصححه الألباني ـ أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الْأَشْعَرِيَّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ

: يَا سَامِعَ الْأَشْعَرِيِّينَ ؛ لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ الْغَائِبَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( حُلْوَةُ الدُّنْيَا مُرَّةُ الْآخِرَةِ وَمُرَّةُ الدُّنْيَا حُلْوَةُ الْآخِرَةِ ) .

قال ابن القيم رحمه الله :

" المصالح والخيرات ، واللذات والكمالات ، كلها لا تُنال إلا بحظ من المشقة ، ولا يُعبر إليها إلا على جسر من التعب ؛ وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم ، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة

وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة ؛ فلا فرحة لمن لا هَمَّ له ، ولا لذة لمن لا صبر له ، ولا نعيم لمن لا شقاء له ، ولا راحة لمن لا تعب له ؛ بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا

وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد ، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة

والله المستعان ، ولا قوة إلا بالله "

"مفتاح دار السعادة" (2/15) .

ومن هنا علم العقلاء أن الدنيا دار نصب وتعب ، فمهما كان فيها من النعيم والراحة ، فهي أشبه بالسجن ، بل هي سجن حقيقي ، ما دامت تحبسه عن نعيم الجنة :

روى مسلم (2956) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ) .

غير أن العاقل الموفق يوازن بين حاجات الدنيا ، ومصالح الآخرة

فيعطي كل ذي حق حقه

كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، ويضبط سيره بحدود الله التي حدها لعباده ؛ فما فاتك من الدنيا لأجل ما أنت فيه من التزامك بأمر دينك

فاعلمي أن الله تعالى بمنه وكرمه يعوضك من نعيم الدنيا والآخرة ، ما هو خير منه وأعظم قدرا .

وليس هناك ما يمنعك من أن تمارسي الرياضة التي تناسبك وأنت في بيتك ، أو في حديقة منزلك ، أو في مكان خاص بالنساء ، لا يدخله ، ولا يطلع عليه أحد من الرجال .

كما أن قيامك بواجبك في المنزل ، وحرصك على صلواتك ، والإكثار من نوافلها ، كل ذلك من شأنه أن يعطي لبدنك راحة ، ويعوضك عما فاتك من شغل الجسد .

وأما أن أصدقاءك قد بدؤوا يملونك ، ويتركون صحبتك ، فاعلمي ـ يا أمة الله ـ أن من وجد الله ، فقد وجد كل شيء ، ومن فقد الله ، فقد فقد كل شيء ؛ فلا قيمة لشيء

أو لأحد تجدينه ، إذا كان يبعدك عن الله . ثم اعلمي أن القلوب بيد الرحمن جل جلاله ، يقلبها كيف يشاء

فاطلبي ما عنده سبحانه ، وسوف تجدين القلوب الصالحة تطلبك أنت وتبحث عنك ، وأما غير الصالحين : فلا تأسي عليهم ، ولا تحزني على فراقهم .

روى الترمذي (2414) ـ وصححه الألباني ـ كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ !!

فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا إِلَى مُعَاوِيَةَ : سَلَامٌ عَلَيْكَ

أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ ) . وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ .

ولا تنسي أن راحتك ، وهناءة بالك تحصلينها ، أعظم ما تحصلينها ، بذكر الله : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 .

نسأل الله أن يزيدك إيمانا ويقينا وهدى ، وأن يثبتك على الحق ، ويشرح صدرك بنور الإيمان ، ويوفقك لما يحب ويرضى من القول والعمل .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-08-05, 17:46   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل من المحظور على المسلم حب الدنيا ؟

وهل يقع بذلك في النفاق ؟


السؤال

توعد الله سبحانه وتعالى في سورة " النساء " المنافقين بالدرك الأسفل من النار ، ويقول الكثير من المحاضرين إن غالبية المنافقين يعتقدون أنهم مسلمون صالحون يريدون الآخرة لكنهم لا يريدون أن يعرضوا عن هذه الحياة أيضا

وأنا لا أريد أن أدفع أكثر من الزكاة المفروضة والقليل من الصدقات في سبيل الله

فهل من الأفضل لشخص مثلي أن يترك الإسلام وأن يتنصر لأنهم يتمتعون بالحياة أكثر وفى الآخرة ستكون عقوبتهم أقل من عقوبة المنافق ؟

وأنا لا يمكننى تخيل كوني ملحداً لأني متعلق بالله بشدة ، وسؤالي هو أنى أحب هذه الحياة كثيراً وقد حاولت لكني لم أتمكن من الإعراض عنها . وجزاكم الله خيراً
.

الجواب

الحمد لله

أولاً:

سبحان الله ! وهل الذي يحب الحياة الفانية يضحي بالحياة الخالدة ؟!

وهل الذي يحب الحياة المليئة بالهموم والغموم يضحي بالحياة الخالية من ذلك كله ؟!

وهل الذي يحب الحياة الدنيا لأن فيها الزوجة والأولاد والأقارب والمحبين يضحي بذلك كله في الحياة الأخروية - لأنه سيحال بينه وبينهم فيكونون هم في النعيم وهو في الجحيم - ؟!

أنت لا تتخيل نفسك ملحداً ولا نصرانيّاً ونحن كذلك نرى رأيك !

لأن من يحب الحياة الدنيا من المسلمين لما فيها نعيم مباح وملذة حلال ، فإنه يعلم أن في الجنة ما لا يمكن مقارنته من ذلك مع ما في الدنيا ، فهو لا يمنع نفسه من مباحات الدنيا وملذاتها

إلا لأجل نظرته إلى النعيم الأخروي الأبدي والذي فيه رؤية الله تعالى ولا يُنعم على أهل الجنة بمثل هذا النعيم العظيم ، فلذلك نحن لا نشك أن مثلك لا يمكن أن يترك الإسلام ويرتد

لأنه لن يكون في نعيم لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وأن حياته ستكون ضنكاً وكذا آخرته ، وإياك أن تغتر بما تراه من سعادة ظاهرة على الكفار ، ولكن انظر إلى قلوبهم وصدورهم كيف هي

فالسعادة سعادة القلب ولو كان صاحبها في شدة من العيش ، والشقاء شقاء القلب ولو كان صاحبه يعيش في قصر عظيم ، ودنيا واسعة

قال تعالى ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى ) طه/ 124 .

واعلم أن المسلم الذي يعيش في دنياه في شدة من العيش وضيق في الرزق ، سينسى ذلك كله بغمسة يغمسها إياه ربه في جنته وسيقسم أنه لم ير بؤساً قط ! وأن الكافر المنعَّم في حياته الدنيا

سينسى ذلك كله في غمسة يغمسها إياه ربه في جهنم ، وسيقسم أنه لم ير نعيماً قط ! هذه غمسة وفعلت ذلك ، فكيف حين تصير الجنة مأوى دائما للأول ، والنار مأوى دائما للآخر ؟! .

وهذا يجعلنا نؤكد على أنك لست ممن يرضى لنفسه أن ينعم في دنياه مؤقتاً ، ثم يحل عليه سخط الله وعذابه

فيحيا حياة أبدية في سعير وذل ومهانة ، ولعلَّه قد تبين لك الآن أن ما جاءك من تفكير إنما هو من الشيطان ليصدَّك عن نعيم الدنيا والآخرة ، ولا نظن بمثلك أن يستجيب لذلك .

ثانياً:

ما سمعته في تعريف المنافق هو خطأ محض إما من القائل أو من فهمك له ، فليس ما ذكرتَ هو النفاق ولا أولئك هم المنافقون

بل النفاق الذي يكون أصحابه في الدرك الأسفل من النار هم الذين انطوت قلوبهم على الكفر بالله ، وتكذيب رسله ، والإعراض عن شرعه ، لكنهم أظهروا الإسلام ليحموا دماءهم وأموالهم .

ثالثاً:

من قال لك إن الإسلام يدعو أهله ليعرضوا عن الدنيا بكلها ؟!

بل هذا فهم خطأ منك للإسلام ، والله تعالى قد امتنَّ علينا بأنه خلق لنا ما في الأرض جميعاً وأحلَّه لنا لنستعمله ونهنأ به

فمن يمنعك من الاستمتاع بالمباح من اللباس والطعام والشراب والسكنى والنكاح والسيارات وغير ذلك من المباحات ؟!

قال تعالى : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) الأعراف/ 32

ولو أنك قرأتَ سورة " النحل " لرأيتَ فيها ما يذهلك مما ذكره الله تعالى فيها من نعمه الجليلة التي أباحها لعباده

حتى إن هذه السورة تسمَّى سورة النِّعَم من كثرة ما ذكره الله تعالى فيها من نعمه المجملة والمفصلة التي خلقها الله لعباده وأباح لهم الاستمتاع بها

وفيها يقول الله تعالى : ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل/ 18 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

" والله تعالى ذكر في " سورة النحل " إنعامَه على عباده ، فذكر في أول السورة أصول النعم التي لا يعيش بنو آدم إلا بها ، وذكر في أثنائها تمام النعم التي لا يطيب عيشهم إلا بها

فذكر في أولها الرزق الذي لا بد لهم منه ، وذكر ما يدفع البرد من الكسوة بقوله ( وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ )

ثم في أثناء السورة ذكر لهم المساكن والمنافع التي يسكنونها : مساكن الحاضرة والبادية ومساكن المسافرين فقال تعالى ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ) الآية

ثم ذكر إنعامه بالظلال التي تقيهم الحر والبأس فقال ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا ) إلى قوله ( كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ) "

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 12 / 256 ) .

رابعاً:

هذا قارون كان يملك من الكنوز ما يعجز الرجال الأقوياء عن حمل مفاتحه ! وانظر ماذا قال له الناصحون تعلم حقيقة ما نطلب منك مع استمتاعك بالدنيا

فقد نصحه أولئك بخمس نصائح : أن لا يبطر ويطغى بالنعمة ، وأن يستعمل تلك النعمة لنيل درجات الآخرة

وأن يستمتع بما معه في الدنيا بما لا يضر آخرته ، وأن يُحسن إلى الناس كما أحسن الله إليه ، وأن لا يستعمل تلك النعمة في الفساد في الأرض ، وهذه – والله – نصائح غالية جامعة مانعة .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -

" ( إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ ) ناصحين له محذرين له عن الطغيان ( لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ )

أي : لا تفرح بهذه الدنيا العظيمة وتفتخر بها وتلهيك عن الآخرة ، فإن اللّه لا يحب الفرحين بها المنكبين على محبتها
.
( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ ) أي : قد حصل عندك من وسائل الآخرة ما ليس عند غيرك من الأموال ، فابتغ بها ما عند اللّه وتصدق ولا تقتصر على مجرد نيل الشهوات وتحصيل اللذات .

( وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ) أي : لا نأمرك أن تتصدق بجميع مالك وتبقى ضائعاً ، بل أنفق لآخرتك ، واستمتع بدنياك استمتاعا لا يثلم دينك ولا يضر بآخرتك .

( وَأَحْسِنْ ) إلى عباد اللّه ( كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) بهذه الأموال .

( وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ ) بالتكبر والعمل بمعاصي اللّه والاشتغال بالنعم عن المنعم ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) بل يعاقبهم على ذلك أشد العقوبة . "

انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 623 ) .

فنرجو منك مزيد تأمل في تلك النصائح ، وهو المطلوب مِن كل مَن أنعم الله تعالى ، وأما بخصوص الصدقات على الفقراء والمحتاجين فاعلم أنه لا يجب عليك في شرعنا المطهر غير زكاة مالك

وقد يجب عليك الإنفاق على قريب فقير ، لكن من حيث المجمل ليس في المال حق سوى الزكاة

فإذا أديت زكاة الفريضة كما تقول ، فقد أديت ما عليك ، وإذا تصدقت بشيء قليل كما تقول ، فقد أحسنت وتطوعت بنافلة من مالك .

وإن لكن لا يليق بالمسلم أن ينسى أن ما هو فيه من نعمة فإنما هي من الله ، وأن الله تعالى يعطي مُنفقاً خلَفاً ، وأن من أنفق على الناس أنفق الله عليه

وكل ذلك ثابت بالكتاب والسنَّة الصحيحة ، وهو من الشكر العملي لنعمة المال ، ومن الجيد أن تنفق من مالك صدقات على فقراء ومحتاجين

فنسأل الله أن يتقبل منك وأن يُخلفك خيراً ؛ لكن إذا قدر أنك أديت الفريضة وفقط ، ولم تتصدق بشيء زائد على ذلك ؛ فليس ذلك من النفاق ، بل ليس ذلك ذبنا تستحق عليه عقوبة أصلا .

خامساً:

المهم في ذلك كله أن تعلم أنه ليس من الدين أن يعرض المسلم عن الدنيا بالكلية ، بل المحذور هو التعلق بالدنيا تعلقّاً كليّاً ، والإعراض عن العمل للدار الآخرة

وعدم العمل لما خُلق من أجله وهو إقامة الدين والعمل بالأوامر والبعد عن المنهيات ، وأما الاستمتاع بمباحات الدنيا وملذاتها الحلال فلا يمنع منها أحد

وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يُخبر عن نفسه إنه قد حُبِّب إليه من دنيا الناس : النساء والطِّيب

وقد أنكر صلى الله عليه وسلم على النفر الذين أراد أحدهم أن يقوم الليل كله ولا يرقد وعلى الثاني الذي أراد أن يصوم فلا يفطر وعلى الثالث الذي أراد ترك التزوج

وأخبر – صلى الله عليه وسلم – أنه يقوم وينام ، ويصوم ويفطر ، وأنه يتزوج النساء

فهذا هديه صلى الله عليه وسلم وهو أكمل الهدي ، فعلى المسلم أن يكون وسطاً في أمورها كلها ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه ، فلا يتعلق بالدنيا تعلقاً كليّاً ولا يتركها تركاً كليّاً .

وليس الزهد هو الإعراض عن الدنيا ، فقد كان الصحابة الكرام سادة الزهَّاد ولم يمنعهم ذلك من الاستمتاع بما أباحه الله لهم ، بل الصحيح في تعريف الزهد أنه : " ترك ما لا ينفع في الآخرة ".

نسأل الله أن يشرح صدرك للحق وللعمل ه ، وأن يُبعد عنك نزغات الشيطان ، وأن يوفقك لما فيه رضاه .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-05, 17:52   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحياة الإسلامية أفضل حياة ولكن في بعض الأحيان أشعر أنه لا يمكنني المواصلة على هذا الطريق

السؤال

الحياة الإسلامية هي أفضل حياة يمكن أن يحياها الإنسان

ولكن في بعض الأحيان يكون الأمر صعباً وأشعر بأنه لا أمل في المواصلة


الجواب

الحمد لله

فقد أحسنت أيها الأخ السائل ـ بارك الله فيك ـ حين قررت أن الحياة الإسلامية هي أفضل حياة يمكن أن يحياها الإنسان

فهذه حقيقة عظيمة قل من يدركها من بني البشر ، فضلاً عن أن يقتنع بها

وقد بين الله تعالى ذلك في غير موضع من كتابه .

قال تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل/97 .

كما بين سبحانه أن من أعرض عن الإيمان بالله وذكره فقد عرض نفسه لحياة الضنك والشقاء

كما قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا *

قال كذلك أتتك آيتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى ) طه/124 ـ 127

فإذا علمت ذلك ـ أخي الكريم ـ واستقر في قلبك ، واطمأنت به نفسك ، ثم علمت أن الله تعالى ما خلق هذا الكون بأرضه وسمائه وبحاره وأنهاره

وجباله وسهوله ووهاده وصحاراه ؛ إلا من أجلك أنت أيها المخلوق الضعيف الفقير

كما قال سبحانه : ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ً ) البقرة/29

ثم علمت أن الحكمة العظمى من وجودك في هذه الدار إنما هي عبادة ربك وخالقك وبارئك الذي أحسن كل شيء خلقه ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات/56 .

وأنه سبحانه ما خلق الموت والحياة إلا ليختبر عباده ويبتليهم في أدائهم لهذه العبادة

وقيامهم بحق الله فيها ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك/2

ثم تكرم سبحانه على عباده فوعد المحسنين في هذه الدار ، بأن لهم عنده في تلك الدار جنة عرضها السماوات والأرض ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

كما وعد المسيء المفرط في حقه سبحانه بأن له نارا تلظى ، لا يموت فيها ولا يحي، وجعل فيها من أنواع النكال والعذاب ما يشيبُ الوليد سماعُه فضلا عن رؤيته ومعاينته نسأل الله لنا ولك السلامة منها .. آمين .

فإذا عرفت هذا معرفة قلب ويقين؛ علمت أن الفوز بهذا النعيم العظيم ، والنجاح في هذا الامتحان الخطير ، لا يكون إلا على جسر من التعب والمشقة التي تحتاج إلى صبر وتحمل ومعاناة .

لكنها مشقة سرعان ما تنقضي، ومعاناة عن قريب تنتهي ؛ ليعقبها راحة أبدية ونعيم سرمدي فما عسى أن تساوي مشقة ساعة

ولحظة ألم ؛ إذا ما قورنت بنعيم الدهر ولذة الأبد .. نسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليك بفضله وجنته .. آمين .

ثم اعلم أخي ـ وفقك الله لهداه ـ أنه كلما اشتدت غربة الدين وقل المتمسكون بالحق ـ كما هو الحال في زماننا هذا ـ صعب على النفس الثبات عليه

وشق عليها مخالفة الكثرة الكاثرة من الخلق . ولذا فقد اقتضت حكمة الله تعالى وكرمه مضاعفة أجور المؤمنين الصادقين الثابتين على الحق

الذين قدموا رضاه على ما سواه ، وضحوا في سبيل ذلك بالغالي والنفيس

. ففي صحيح مسلم ( 145 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاء ) .

وفي سنن الترمذي ( 3058 ) عن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ رضي الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

: ( .. َإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ ) . وفي رواية :

( قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ قَالَ بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ ) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3172 ) .

فدلت هذه الأحاديث العظيمة وغيرها على أن الناس في آخر الزمان يكثر فيهم أهل الشر والفساد

ويقل فيهم أهل الخير والتقوى والصلاح ، وذلك لكثرة الفتن ، وانتشار المعاصي والمغريات حتى يصبح المتمسك بالدين غريباً بينهم؛ بل ربما صار غريبا بين أهله وذويه .

كما دلت على أن التمسك بالدين ليس بالأمر السهل بل هو كحال القابض على الجمر

وأن المعين على ذلك بعد توفيق الله هو الصبر على هذا الطريق حتى يلقى العبد ربه غير مفرط ولا مبدل فيلقى رباً راضياً غير غضبان يوفيه أجره مضاعفا أضعافاً كثيرة .

فمن علم هذا حق العلم هان عليه ما يلقى في سبيل ما ينتظره عند ربه بمشيئة الله تعالى وكرمه وفضله .

وهذا الذي قلناه إذا كانت تشعر بصعوبة الأمر على نفسك ، وخوفك من أن يضعف صبرك ، وتزل قدمك عن طريق الثبات .

فأما إن تشعر أنه لا أمل لك في العمل على نشر هذه الحياة الإسلامية التي تحياها ، فيمن حولك ، وإعادتهم إليها ، كما هو الواجب عليك لشدة ما تلاقي من الممانعة والمحاربة ، وعوامل الهدم لبنائك

فأعلم أن كل خطوة تخطوها في ذلك الطريق نصر ، وصدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وإنك لا تدري متى تعمل الكلمة التي تقولها في نفس من سمعها ، فلعلها تنفعه ، ولو بعد حين

ولا ينبغي أن ينقطع رجاؤك في ذلك النفع يوماً ( وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) الأعراف/164 .

واحذر من دبيب اليأس إلى قلبك ، فإنه : ( لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ ) يوسف/87 ، واحذر من القنوط فإنه ضلالة : ( وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ ) الحجر/56 .

واعلم أن خطاك لن تضيع ، فما دمت على الطريق ، فنقطتك التي ينتهي إليها أجلك هي محطة الوصول لك ( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) النساء/100

ثم يأتي الدور على من بعدك ، ليحمل عنك الراية ويكمل باقي الطريق ، وكم في هذه الأمة من بقايا : ( لا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ ) رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في سنن ابن ماجة 1/5 .

وكن على ثقة بوعد الله لهذه الأمة بالنصر والتمكين : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ ) الأنبياء/ 105

– ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر )

رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 32

( ويمكنك الرجوع إلى محاضرة : لا تيأس فالنصر قادم ، موقع الصوتيات والمرئيات ) .

فأوصيك أيها الأخ الكريم بالثبات على الدين وعدم التزحزح عنه رغم كثرة الفتن والمغريات ، وكثرة العوائق والمثبطات ، واعلم أن العاقبة للمتقين .

وعليك بالحرص على جميع الوسائل التي تعينك على الثبات على دين الله ، وستجد في هذا الموقع رسالة في بيان طرق ووسائل الثبات على الدين أنصحك بمراجعتها والاطلاع عليها .

وفي ختام هذه الكلمات أحب أن أتركك ـ أخي الكريم ـ مع هذه الآيات العظيمة من كتاب الله تعالى والتي أنزلها على عبده محمد صلى الله عليه وسلم لتكون شفاء لقلوب المؤمنين

ودواء لأمراضها ؛ فاقرأها قراءة تدبر وتأمل ، وإذا تيسر لك مراجعة تفسيرها في أحد التفاسير المختصرة كتفسير الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي أو تفسير ابن كثير رحمه الله ـ فهذا حسن ـ

قال الله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) البقرة/214 .

وقال جل شأنه : ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين َ) العنكبوت/1 ـ 3

وقال عز وجل : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ ) العنكبوت/9 ـ10 .

وقال تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الحج/11 .

وقال سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) فصلت/30 .

وقال عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الاحقاف/13 ـ 14

إلى غير ذلك من الآيات التي تحث على التمسك بالدين وتبين ما أعد الله للمؤمنين الصاقين ، وكتاب الله مليء بالآيات التي تقرر هذا المعنى وتوضحه وتبينه أبلغ بيان فأنصحك

أخي ـ بالإقبال على قراءة القرآن قراءة تدبر وتعقل ، وستجد فيه بإذن الله خير معين لك على الصبر وعدم الممل أو اليأس أو استطالة الطريق

فهذه الدار الدنيا سرعان ما تفنى وتزول ثم يلقى العبد ما قدمه عند ربه إن خيراً فخير وإن شراً فشر ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً

وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ) آل عمران/30 .

أسأل الله أن يشرح صدرك للخير وأن يثبتك عليه حتى تلقاه ، وأن يصرف عنك السوء والشر إنه سميع قريب. والله تعالى أعلى وأعلم .

وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

.









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-05, 18:34   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

الأمانة في الإسلام

السؤال

ما هي الأمانة ؟

وما عقوبة من خانها ؟

وكيف يتوب ؟

وما الأدلة على كل ذلك من الكتاب والسنة ؟


الجواب

الحمد لله

الأمانة في الشرع لها معنيان

معنى عام وآخر خاص .

فالمعنى العام : هو أنها تتناول جميع أوامر الشرع ونواهيه .

ومما يدلّ على ذلك

قول الله تعالى :( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب/72.

ساق ابن كثير رحمه الله تعالى مجموعة من أقوال علماء السلف في تفسير لفظ " الأمانة " ، ثمّ قال :

" وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها ، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها : التكليف

وقبول الأوامر والنواهي بشرطها ، وهو أنه إن قام بذلك أثيب ، وإن تركها عوقب ، فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه ، إلا من وفق الله ، وبالله المستعان "

انتهى من "تفسير ابن كثير " (6 / 489) .

وهذا المعنى هو الذي اختاره ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى ؛ حيث قال :

" وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا : إنه عُنِي بالأمانة في هذا الموضع جميع معاني الأمانات في الدين ، وأمانات الناس . وذلك أن الله لم يَخُصّ بقوله (عَرَضْنَا الأمَانَةَ) بعض معاني الأمانات لما وصفنا "

انتهى من " تفسير الطبري " (19 / 204 - 205).

وقال القرطبي رحمه الله تعالى :

" والأمانة تعمّ جميع وظائف الدّين على الصحيح من الأقوال ، وهو قول الجمهور " .

انتهى من " تفسير القرطبي " (17 / 244) .

وقال الله تعالى :

( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) المؤمنون/8 .

قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى :

" والأمانة تشمل : كل ما استودعك الله ، وأمرك بحفظه ، فيدخل فيها حفظ جوارحك من كل ما لا يرضي الله ، وحفظ ما ائتمنت عليه من حقوق الناس ... "
.
انتهى من " أضواء البيان " (5 / 846) .

والمعنى الخاص للأمانة :

تواترت نصوص الشرع على الأمر بحفظه ، وعدم تضييعه ، أو خيانته ؛ واشتهر في كتب أهل العلم والفقه ، وعلى ألسنة الناس ، ولعله هو مراد السائل هنا بسؤاله عن الأمانة .

والمراد بها على ذلك : كل ما يجب على الإنسان حفظه وأداؤه من حقوق الآخرين .

ولها ثلاث صور مشهورة :

الصورة الأولى : الحقوق المالية الثابتة بعقود ، كالودائع ، والقروض ، والإجارات ونحوها ، أو بدون عقود كاللقطة وما يجده الإنسان من أموال الناس الضائعة منهم .

جاء في " الموسوعة الفقهية الكويتية " (6 / 236) :

" وبالتتبع تبين أن الأمانة قد استعملها الفقهاء بمعنيين :

أحدهما: بمعنى الشيء الذي يوجد عند الأمين ، وذلك يكون في :

أ - العقد الذي تكون الأمانة فيه هي المقصد الأصلي ، وهو الوديعة ، وهي العين التي توضع عند شخص ليحفظها، فهي أخص من الأمانة ، فكل وديعة أمانة ولا عكس.

ب - العقد الذي تكون الأمانة فيه ضمنا ، وليست أصلا ، بل تبعا ، كالإجارة والعارية والمضاربة والوكالة والشركة والرهن .

ج - ما كانت بدون عقد ، كاللقطة ، وكما إذا ألقت الريح في دار أحد مال جاره ، وذلك ما يسمى بالأمانات الشرعية " انتهى .

الصورة الثانية : حفظ أسرار الناس .

عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا ) رواه مسلم (1437).

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ : فَهِيَ أَمَانَةٌ ) رواه أبوداود (4868) ، والترمذي (1959) وقال : هذا حديث حسن .

وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة" (4868) .

الصورة الثالثة : المسؤوليات والمناصب العامة والخاصة : فهي أمانة يجب القيام فيها بالحق والعدل

فمنصب الحكم أمانة ، ومنصب القضاء أمانة ، ومنصب المدير في أي مؤسسة أمانة ، ومسؤولية الأسرة أمانة ، وهكذا كل المسؤوليات والمناصب .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ ) ، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ : ( إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ ) رواه البخاري (6496) .

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي ؟

قَالَ : فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ، ثُمَّ قَالَ : ( يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا ، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا ) " رواه مسلم (1825) .

ثانيا :

الواجب في الأمانات العامة والخاصة أن تحفظ وتؤدى على الوجه المطلوب شرعا ، ويحرم إضاعتها وخيانتها .

قال الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) الأنفال/27 .

وقال الله تعالى :( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) النساء/58 .

وخيانة الأمانة علامة من علامات النفاق .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (‏ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا

وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ‏) رواه البخاري (34) ، مسلم (58) .

ثالثا :

خيانة الأمانة هي ذنب من الذنوب ، وكبيرة من الكبائر . ورغم عظم هذا الذنب إلّا أنّ باب التوبة مفتوح .

قال الله تعالى :( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .

وقال الله تعالى :( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/ 25 .

وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها تَابَ اللهُ عَلَيهِ ) رواه مسلم ( 2703 ) .

والتوبة الصادقة النصوح : هي المسارعة إلى ترك الذنب ، والندم عليه ، والعزم على عدم العودة إليه .

ثمّ ينظر المذنب المضيع للأمانة ؛ فإذا كانت هذه الأمانة التي أضاعها تتعلق بحقوق الله

فيجب ـ زيادة على التوبة والاستغفار ـ : أن ينظر إذا ما كان هناك تكليف شرعي لجبر هذه الإضاعة فيجب القيام به ، كالقضاء أو الكفارة .

فمثلا المضيع لأمانة الصوم بأن أفطر متعمدا في رمضان ، عليه ، مع توبته ، قضاء الأيام التي أفطرها ، وإذا كان إفطاره حصل بجماع : فعليه أن يؤدي الكفارة ، وهكذا باقي أمور الشرع.

أمّا إذا كانت الأمانة التي خانها تتعلق بحقوق الناس ، فعليه ، مع ما سبق بيانه من أمر توبته : أن يؤدي الحق إلى صاحبه ، أو يطلب منه العفو والمسامحة .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ

: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ

إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري ( 2449 ) .

قال النووي رحمه الله تعالى :

" قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب ، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى ، لا تتعلق بحق آدمي

فلها ثلاثة شروط :

أحدها : أن يقلع عن المعصية .

والثاني : أن يندم على فعلها .

والثالث : أن يعزم أن لا يعود إليها أبدا .

فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته .

وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة : هذه الثلاثة ، وأن يبرأ من حق صاحبها ، فإن كانت مالا أو نحوه : رده إليه ، وإن كانت حد قذف ونحوه مَكَّنَه منه أو طلب عفوه ، وإن كانت غيبة : استحله منها "

انتهى من " رياض الصالحين " ( ص 14 ) .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء


و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-06, 12:40   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
Walid allouche
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكووووور اخي










رد مع اقتباس
قديم 2019-08-06, 15:49   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة walid allouche مشاهدة المشاركة
مشكووووور اخي

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-06, 15:56   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



يتهمونني بالطيب إلى حد السذاجة


السؤال

يحزنني كثيرا أن كثيرا ممن أعرفهم أخبروني أني لست فطنا ، وأني لا يعتمد علي ، وأني طيب إلى درجة السذاجة ، شعور مؤلم أن يسمع الإنسان كلاما موجعا مثل هذا ، خاصة من أقرب الناس لي

علما أني - ولله الحمد - وهبني الله قدرات عظيمة ، مثل اللباقة في الكلام ، وحسن التصرف ، وتولي المسؤولية بكل حنكة وحكمة ، والنباهة ، والفطنة .

فأريد إظهار قدراتي لدى كل الناس أيا كانوا بنية أن يحترموني ويقدروا مكانتي ، وأن يعلموا بأني حذق ولمّاح وأستحق التقدير ، ولست بغبي وغافل ، فهل هذا من التفاخر أو الكبر المذموم شرعاً ؟

علما أني أستعملها كوسيلة رد على نظرتهم الاحتقارية الاستصغارية لذاتي . لن تستطيعوا أن تتخيلوا مدى عمق الجرح الذي أصابني بعد سماعي لهذه الأحاديث الموجعة التي تتكرر علي

وكأني لا قيمة ولا مكانة لي . أصبحت سجين نفسي . هل أظهر قدراتي ليعرفوا من أنا فعلا ، أم لا أظهرها ظنا بأن مقصدها التكبر والتفاخر فتحبط أعمالي !؟

أرجو الإجابة على سؤالي الذي أرهق تفكيري ، وجعلني سلبيا في حياتي التي تدهورت .

الجواب

الحمد لله

يؤلمنا أن نسمع كثيرا من صغار الشباب هذه الشكاية المتكررة ، التي تدل على اهتزاز الثقة بالنفس ، والتأثر السريع والمبالغ فيه بانتقاد الآخرين ، إلى درجة الوقوع في الاكتئاب والإحباط والرغبة عن الدنيا .

ومثل هذه المشاعر لا يعالجها – في رأينا - تكلف إظهار قدراتك في غير محلها ، وإنما يعالجها أمور مهمة ، نختصرها فيما يلي :

أولا :

أن تعزز ثقتك بنفسك ، فالواثق لا تؤثر فيه الكلمات الطائشة التي تصدر عن الحاقدين أو الحاسدين أو الصغار الأغرار ، وإنما إذا وُجِّه إليه الانتقاد من أحد العقلاء الحكماء راجع نفسه

واستفاد من بيان النقص الذي عنده ، وفي الوقت نفسه لم تهتز ثقته بنفسه في جميع الجوانب الأخرى الإيجابية والإبداعية في شخصيته ، ولم يتأثر نجاحه في حياته من الجهات الأخرى . هذه سمة الواثق

يستفيد من النقد الصحيح ، ويُعرض عن النقد السلبي المتسرع ، وفي جميع الأحوال لا تتأثر شخصيته عامة بما سمعه ، وإنما يسعى دائما للأفضل مع الاعتزاز والبناء على ما حققه ، من غير هدم ولا إلغاء .

ثانيا :

أن تُدرك أن الطعن والتنقص من قبل الآخرين له بداية وليس له نهاية ، فالأذى في الناس كثير ، ودوافعه النفسية المريضة أكثر ، ولو وقف كل منا عند طعن كل جاهل فينا لَمِتنا هما وغما

ولما تقدمنا خطوة واحدة في سبيل النجاح في حياتنا ، وإذا كان الله جل جلاله ، وعز شأنه ، لم يسلم من ألسنة البشر بالسب والأذى ، فهل تريد ذلك أنت ، وأنت العبد الفقير إلى الله سبحانه .

قال صلى الله عليه وسلم : ( مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ اللَّهِ يَدَّعُونَ لَهُ الْوَلَدَ ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ) رواه البخاري (7378) ، ومسلم (2804) .

يقول ابن مفلح المقدسي رحمه الله :

" قال موسى صلوات الله عليه : يا رب ! إن الناس يقولون فيَّ ما ليس فيَّ ! فأوحى الله إليه : يا موسى : لم أجعل ذلك لنفسي ، فكيف أجعله لك " .

انتهى من " الآداب الشرعية " (1/7-8).

والفائدة من هذا الخبر أن لا يكون نقد الحساد ، وطعن المغرضين

سببا في فتور المسلم عن نجاحه وتقدمه ، ولا سببا في حبوط همته وضعف عزيمته ، وليتذكر دائما أن الله عز وجل والملائكة والرسل والأنبياء لم يسلموا من الشتم والأذى .

ثالثا :

كما ننصحك أن تنشغل بتحقيق النجاحات في علمك وشخصك ، فتحرص على تطوير مهاراتك ، والالتحاق بالدورات النافعة التي تعلم العلوم الشرعية

أو علوم الحاسوب ، أو الرياضات المفيدة ، فضلا عن النجاح في دراستك والتفوق فيها

كل ذلك سيكون الأفضل لك في الدنيا والآخرة ، وسيشغلك عن القيل والقال الذي تسبب لك بالأذى ، بل هو الذي سيثبت بطريقة عملية : مدى نجاحك ، وتفوقك ، وأنك لست كالذي يظنونه بك .

فشأن المسلم دائما هو امتثال وصية النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ

وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ . احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) رواه مسلم (2664) .

رابعا :

أما سعيك في إظهار القدرات والمهارات فهذا فيه تفصيل :

إن كان الموقف يتطلب منك إظهار كفاءتك في حسن التصرف ، أو الحكمة في القول ، أو لباقة الحديث ، ونحو ذلك

فلا حرج عليك في اتخاذ الموقف المناسب ، بل هذا هو الواجب عليك ، ليس لأجل إقناع الناس بما عندك ، وإنما لأن الظرف يقتضي ذلك ، ولأن الصواب في هذا المقام أن تفعل ذلك .

أما إذا لم يكن هناك ظرف ولا مناسبة أصلا ، ولا وجد الحدث الذي يحتاج منك التصرف بما ذكرته في سؤالك ، فلا ينبغي لك تكلف أقوال أو أفعال لتثبت للناس ما في شخصيتك

فإن فعلت ذلك وقعت في التنطع المذموم ، ودللت على ضعف ثقتك بنفسك ، وتسببت - في الوقت نفسه - بتنفير من حولك بسبب هذا التصرف في غير مقامه المناسب .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-06, 16:02   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماذا تعني ثقة المسلم بنفسه وهل تتعارض مع حاجته لربه تعالى ؟

السؤال

كيف يمكن لمسلم ليس لديه ثقة بنفسه أن يزيد من ثقته بنفسه ؟

لقد حاول أن يعمل أموراً عديدة ولكنه لم يتغلب على عصبيته أثناء الكلام مع الناس .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

الثقة بالنفس أمرٌ مكتسب يحتاج المسلم أن يتعرف على طرق تحصيله ليكون من أهله

ولكن ينبغي عليه أولاً : التفريق بين الثقة بالنفس ، والغرور

فالثقة بالنفس تعني الشعور بما وهبك الله إياه من الصفات الحسنة

والعمل من خلالها على ما ينفعك

فإن أسأت استعمالها أصابك الغرور والعُجب

وهما مرضان مهلكان

وإن أنت أنكرتَ تلك النعم التي أنعمها عليك ، والصفات الحسنة التي وهبك الله إياها : أصابك الكسل ، والخمول ، وخيبت نفسك ، وأضعت نعم الله عز وجل عليك .

قال الله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) الشمس /9-10

كما يجدر التنبيه على مسألة مهمة ، وهي أن ثقة المسلم بنفسه لا تعني عدم حاجته لربه تعالى ليوفقه ويسدده ، ولا تعني - كذلك - عدم حاجته لإخوانه ولعامة الناس ، لينصحوه ، ويرشدوه

وهذا الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه تعالى به ، وهو " أن لا يكِلَه لنفسه ، ولو طرفة عيْن " ! .

عَنْ أبي بَكرة قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ )

رواه أبو داود ( 5090 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود " .

ورواه النسائي ( 10405 ) من حديث أنس ، وحسَّنه الألباني في " صحيح النسائي " : أنه يقال في الصباح والمساء .

سئل الشيخ العثيمين – رحمه الله - :

ما حكم قول " فلان واثق من نفسه " ، أو " فلان عنده ثقة بنفسه " ؟ وهل هذا يعارض الدعاء الوارد ( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) ؟ .

فأجاب :

لا حرج في هذا ؛ لأن مراد القائل " فلان واثق من نفسه " : التأكيد ، يعني : أنه متأكد من هذا الشيء ، وجازم به ، ولا ريب أن الإنسان يكون نسبة الأشياء إليه أحياناً على سبيل اليقين ، وأحياناً على سبيل الظن الغالب

وأحيانا على وجه الشك والتردد ، وأحياناً على وجه المرجوح ، إذا قال " أنا واثق من كذا " ، أو " أنا واثق من نفسي " ، أو " فلان واثق من نفسه "

أو " واثق مما يقول " المراد به أنه متيقن من هذا ولا حرج فيه ، ولا يعارض هذا الدعاء المشهور ( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) ؛ لأن الإنسان يثق من نفسه بالله ، وبما أعطاه الله عز وجل من علم ، أو قدرة ، أو ما أشبه ذلك .

" فتاوى إسلامية " ( 4 / 480 ) .

وهذا يؤكد عظيم حاجة العبد لربه تعالى ، فالعبد جاهل ، وربه تعالى العليم ، والعبد فقير ، وربه تعالى الغني ، والعبد ضعيف ، وربه تعالى القوي ، والعبد عاجز ، وربه تعالى القادر .

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) فاطر/ 15 .

فالأمر ـ إذا ـ بين أمرين ، فلا هو العجب بالنفس ، والغفلة عن الله ، ولا هو الضعف والتردد والتواني وخيبة النفس ؛ بل هو قوة في العمل ، ومضاء في الأمور ، مع استعانة بالله عز وجل

وتوكل عليه ؛ وإلى هذا المقام الشريف يشير قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ

وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) . رواه مسلم (2664) من حديث أبي هريرة .

قال ابن القيم رحمه الله :

" فتضمن هذا الحديث الشريف أصولا عظيمة من أصول الإيمان :

أحدها : أن الله سبحانه وتعالى موصوف بالمحبة ، وأنه يحب حقيقة .

الثاني : أنه يحب مقتضى أسمائه وصفاته وما يوافقها ؛ فهو القوي ويحب المؤمن القوي

وهو وتر يحب الوتر ، وجميل يحب الجمال ، وعليم يحب العلماء ، ونظيف يحب النظافة ، ومؤمن يحب المؤمنين ، ومحسن يحب المحسنين ، وصابر يحب الصابرين ، وشاكر يحب الشاكرين .

ومنها : أن محبته للمؤمنين تتفاضل فيحب بعضهم أكثر من بعض

ومنها : أن سعادة الإنسان في حرصه على ما ينفعه في معاشه ومعاده ، والحرص هو بذل الجهد واستفراغ الوسع ، فإذا صادف ما ينتفع به الحريص : كان حرصه محمودا

وكماله كله في مجموع هذين الأمرين : أن يكون حريصا ، وأن يكون حرصه على ما ينتفع به ؛ فإن حرص على مالا ينفعه

أو فعل ما ينفعه بغير حرص : فاته من الكمال بحسب ما فاته من ذلك ؛فالخير كله في الحرص على ما ينفع.

ولما كان حرص الإنسان وفعله إنما هو بمعونة الله ومشيئته وتوفيقه : أمره أن يستعين به ، ليجتمع له مقام إياك نعبد وإياك نستعين ؛ فإن حرصه على ما ينفعه عبادة لله ، ولا تتم إلا بمعونته ؛ فأمره بأن يعبده وأن يستعين به .

ثم قال : " ولا تعجز" ؛ فإن العجز ينافي حرصه على ما ينفعه ، وينافي استعانته بالله

فالحريص على ما ينفعه المستعين بالله ضد العاجز ؛ فهذا إرشاد له قبل وقوع المقدور إلى ما هو من أعظم أسباب حصوله ، وهو الحرص عليه مع الاستعانة بمن أَزِمَّة الأمور بيده ، ومصدرها منه ، ومردها إليه .

فإن فاته ما لم يُقَدَّرْ له : فله حالتان : حالة عجز ، وهي مفتاح عمل الشيطان ؛ فيلقيه العجز إلى " لو " ؛ ولا فائدة في لو ههنا

بل هي مفتاح اللوم والجزع والسخط والأسف والحزن ، وذلك كله من عمل الشيطان ؛ فنهاه صلى الله عليه و سلم عن افتتاح عمله بهذا المفتاح ، وأمره بالحالة الثانية

وهي : النظر إلى القدر وملاحظته ، وأنه لو قُدر له لم يفُت ولم يغلبه عليه أحد ، فلم يبق له ههنا أنفع من شهود القدر ومشيئة الرب النافذة التي توجب وجود المقدور

وإذا انتفت امتنع وجوده ؛ فلهذا قال : فإن غلبك أمر فلا تقل : لو أني فعلت لكان كذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ؛ فأرشده إلى ما ينفعه في الحالتين : حالة حصول مطلوبه ، وحالة فواته

فلهذا كان هذا الحديث مما لا يستغني عنه العبد أبدا ، بل هو أشد شيء إليه ضرورة

وهو يتضمن إثبات القدر ، والكسب والاختيار ، والقيام والعبودية ظاهرا وباطنا ، في حالتي حصول المطلوب وعدمه ، وبالله التوفيق . "

انتهى كلامه رحمه الله . من شفاء العليل (18-19) .

ومن هنا ـ أيضا ـ كانت حاجة العبد للاستخارة ، والتي يعترف بها بحقيقة الأمر فيما يتعلق به ، وبربه تعالى

وفي أول دعاء الاستخارة يقول العبد " اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ " .

ثانياً:

مما نراه يزيد من ثقة المسلم بنفسه :

1. ثقته بربه تعالى ، وحسن التوكل عليه ، وطلب النصرة والتأييد منه ، فالمسلم لا غنى له عن ربِّه تعالى ، وكما ذكرنا فإن الثقة بالنفس أمر مكتسب ، ويحتاج المسلم من ربه تعالى التسديد

والتوفيق ، وكلما كانت ثقته بربه أكثر كانت ثقته بنفسه في أعلى درجاتها .

ولما فرَّ موسى وقومه من فرعون وجنوده وتراءى الجمعان رأينا عظيم ثقة موسى بربه تعالى

قال تعالى : ( فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ . قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) الشعراء/ 61 ، 62 .

2. البحث عن جوانب القوة في النفس ، فيزيدها ، وجوانب الإتقان فينميها ، وجوانب الضعف والنقص فيعالجها .

وحتى تتعزز الثقة بالنفس لا بدَّ من النظر بعين الثقة لما وهبك الله تعالى إياه من صفات وأفعال متقنة ، حتى يكون ذلك دافعاً لك لتعزيز ثقتك بنفسك

وأما جوانب الضعف فإن عليك إصلاح حالها ، وجعلها في مصاف الطبقة الأولى من حيث قوتها وإتقانها .

3. ومن المهم جدّاً للمسلم الذي يبحث عن وسائل تقوية الثقة بنفسه : أن لا يردد كلمات الإحباط ، مثل أنه ليس عنده ثقة بنفسه ، أو أنه لا يكاد يوفَّق في عمل .

4. وعلى المسلم وضع أهداف محددة في حياته ، ومراجعة نتائجها أولاً بأول ؛ لأن الواثق بنفسه يرى أهدافه محققة ، فقد أحسن التخطيط ، ووهبه ربه حسن النتائج .

5. وليحرص المسلم على الصحبة الصالحة ؛ لأنها تقوي مظاهر النجاح عنده وتَفرح له

وتشجعه على بذل المزيد من العمل ، والصحبة الصالحة لا تتغاضى عن جوانب الضعف عند صاحبها ، بل تدله على سلوك الطريق الأفضل ، فصارت الصحبة الصالحة من عوامل نجاح ثقة المسلم بنفسه .

6. عدم الانشغال بالتجارب القاسية السابقة ، ومحطات الفشل الماضية ؛ لأن من شأن ذلك أن يحبط على المسلم العمل ، ويزدري بذلك جوانب النجاح عنده ، وهذا ما لا يريد المسلم لنفسه .

ثالثاً:

ضبط المسلم لتصرفاته وأفعاله أمرٌ بإمكانه فعله ، وفي وسعه تقويمه ، ومن ذلك : خلق الغضب ، فليثق المسلم بنفسه أنه قادر بتوفيق ربه أن يتخلص من شرِّ الغضب وسوئه ، وأن يعمل على إصلاح نفسه وتهذيبها

وتربيتها على الالتزام بشرع الله تعالى ، وهذا أمر في غاية اليسر والسهولة على من أراد تحقيقه في أرض واقعه ، بشرط أن يكون عنده من الهمة الشيء الكثير ليتم له ما أراد من تهذيب نفسه ، وتزكيتها .

وليس على الراغب بالتخلص من الغضب إلا أن يبادر للعمل ، فهو ما ينقصنا بحق ، وأما الكلام فكثير ،

وأما العمل فقليل ، فليبادر المسلم الراغب بتزكية نفسه ، وتهذيبها إلى العمل ، وإلى تنفيذ ما أمره به ربه ، والانتهاء عما نهاه عنه ، فبذلك يكون من المفلحين إن شاء الله .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-06, 16:08   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حقوق العالم والمتعلم ، كل منهما تجاه الآخر .

السؤال

ما هي الحقوق والواجبات التي يجب مراعاتها بين المعلِّم والطالب كلٌ من جهته ؟

وليس المقصود هنا طالب العلم الشرعي فقط بل أي علم أخر.


الجواب

الحمد لله

أولا :

لا شك أن طلب العلم النافع ، سواء كان علما شرعيا - وهو أشرف العلوم - أو علما دنيويا مفيدا ، من أنبل المقاصد ، وأسمى المطالب ؛ إذ بالعلم تجلب المنافع ، وتتقى المضار ، وبه يحصل الخير ، ويدفع الشر .

وقد روى الدارمي (332) عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: " النَّاسُ عَالِمٌ وَمُتَعَلِّمٌ ، وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ هَمَجٌ لَا خَيْرَ فِيهِ " .

وقَالَ أَبُو الْأسود الدؤلي رحمه الله :

" لَيْسَ شَيْء أعز من الْعلم ، وَذَلِكَ أَن الْمُلُوك حكام على النَّاس، وَالْعُلَمَاء حكام على الْمُلُوك "

انتهى من "الحث على طلب العلم" (ص 53) .

فالعالم والمتعلم خير الناس ، فيجب على كل منهما أن يتحلى بكريم الصفات ومعالى الأخلاق ، وأن يترفع عن سفاسفها ؛ لأن كليهما قدوة في الناس ، ومثال يحتذى به .

ثانيا :

من الحقوق والواجبات التي تجب للعالم على المتعلم :

- أن يوقره ويبجله ويحترمه ، سواء في مجلس العلم أو خارجه ؛ فإن احترامه وتبجيله من احترام وتبجيل العلم .

قال أبو الحسن الماوردي رحمه الله :

" رَجَّحَ كَثِيرُ مِنْ الْحُكَمَاءِ حَقَّ الْعَالِمِ عَلَى حَقِّ الْوَالِدِ " .

انتهى من "أدب الدنيا والدين" (ص 69) .

- أن يتأدب معه بأنواع الآداب :

جاء في "الفتاوى الهندية" (5/ 373):

" حَقُّ الْعَالِمِ عَلَى الْجَاهِلِ ، وَحَقُّ الْأُسْتَاذِ عَلَى التِّلْمِيذِ وَاحِدٌ عَلَى السَّوَاءِ: وَهُوَ أَنْ لَا يَفْتَتِحَ بِالْكَلَامِ قَبْلَهُ ، وَلَا يَجْلِسَ مَكَانَهُ وَإِنْ غَابَ ، وَلَا يَرُدُّ عَلَى كَلَامِهِ ، وَلَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ فِي مَشْيِهِ " انتهى .

- أن يعرف له حقه ولا ينسى له فضله ، قال شعبة: " كنت إذا سمعت من الرجل الحديث كنت له عبدًا ، ما يحيا ".

- أن يُعظِّم حرمته ، ويرد غيبته ، ويغضب لها، فإن عجز عن ذلك قام وفارق ذلك المجلس.

- أن يدعو له ويرعى ذريته وأقاربه في حياته وبعد وفاته .

- أن يصبر على ما قد يصدر منه من جفوة أو سوء خلق ، ولا يصده ذلك عن ملازمته والاستفادة منه ، ويحسن الظن بأستاذه ، ويتأول أفعاله التي يظهر أن الصواب خلافها على أحسن تأويل

ويبدأ هو عند جفوة أستاذه وشيخه بالاعتذار ، وينسب التقصير إلى نفسه ، ويجعل العَتْبَ عليها ، فإن ذلك أبقى لمودة شيخه ، وأحفظ لقلبه .

وعن بعض السلف: "من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهالة ، ومن صبر عليه آل أمره إلى عز الدنيا والآخرة ".

- أن يحسن خطابه معه بقدر الإمكان ولا يقول له : لم؟ ولا : من نقل هذا؟ ولا : أين موضعه؟ وشبه ذلك، فإن أراد الاستفادة ، تلطف في الوصول إلى ذلك .

انظر : "تذكرة السامع والمتكلم" (ص40-45) .

ثالثا :

أما حقوق الطالب على معلمه ، فقد سبق الجواب عنها مفصلاً في جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-06, 16:13   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من حقوق الطالب على معلمه

السؤال

ما هي الحقوق والواجبات التي يجب مراعاتها بين الطالب والمعلِّم ؟

الجواب

الحمد لله

من حقوق الطالب على معلمه :

- أن يقصد بتعليمه وتهذيبه وجه الله تعالى ، ونشر العلم ، ودوام ظهور الحق ، وخمول الباطل .

- إذا كان العلم من العلوم الدنيوية علّم الطالب كيفية الانتفاع به في دينه ، بأن ينوي بتعلمه نفع المسلمين .

- أن يحب لطالبه ما يحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه، قال ابن عباس: " أكرم الناس عَلَيَّ جليسي الذي يتخطى رقاب الناس إليّ ، لو استطعت أن لا يقع الذباب عليه لفعلت " ، وفي رواية: " إن الذباب ليقع عليه فيؤذيني ".

- أن يعتني بمصالح الطالب ، ويعامله بما يعامل به أعز أولاده ، من الحنو والشفقة عليه والإحسان إليه ، والصبر على جَفَاءٍ ربما وقع منه ، ونقص لا يكاد يخلو الإنسان عنه

وسوء أدب في بعض الأحيان ، ويبسط عذره بحسب الإمكان ، ويوقفه مع ذلك على ما صدر منه بنصح وتلطف ، لا بتعنيف وتعسف ، قاصدًا بذلك حسن تربيته ، وتحسين خلقه ، وإصلاح شأنه .

- أن لا يدخر عنه من أنواع العلوم ما يسأله عنه ، وهو أهل له . وكذلك لا يلقي إليه ما لم يتأهل له ؛ لأن ذلك يبدد ذهنه ويفرق فهمه .

- أن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده ، في مودة أو اعتناء، مع تساويهم في الصفات ، من سن أو فضيلة أو تحصيل أو ديانة ، فإن ذلك ربما يوحش منه الصدر

وينفر القلب، فإن كان بعضهم أكثر تحصيلاً ، وأشد اجتهادًا ، أو أحسن أدبًا ، فأظهر إكرامه وتفضيله ، وبَيَّن أن زيادة إكرامه لتلك الأسباب : فلا بأس بذلك ؛ لأنه ينشط ويبعث على الاتصاف بتلك الصفات .

- وينبغي أن يتودد لحاضرهم ، ويذكر غائبهم بخير وحسن ثناء ، وينبغي أن يستعلم أسماءهم وأحوالهم ، ويكثر الدعاء لهم بالصلاح.

- وأن يلاحظ أحوال الطلبة في آدابهم وهديهم وأخلاقهم ، فمن صدر منه من ذلك ما لا يليق من ارتكاب محرم أو مكروه : عَرَّضَ الشيخ بالنهي عن ذلك بحضور مَنْ صدر منه

غير مُعَرِّضٍ به ولا مُعيِّن له ، فإن لم ينته نهاه عن ذلك سرًا ، ويكتفي بالإشارة مع من يكتفي بها، فإن لم ينته ، نهاه عن ذلك جهرًا ، ويغلظ القول عليه إن اقتضاه الحال ؛ لينزجر هو وغيره ، ويتأدب به كل سامع .

- أن يسعى في مصالح الطلبة ، وجمع قلوبهم ، ومساعدتهم بما تيسر له من جاه ومال عند قدرته على ذلك .

- وإذا غاب بعض الطلبة زائدًا عن العادة سأل عنه وعن أحواله ، فإن لم يخبر عنه بشيء أرسل إليه أو قصد منزله بنفسه .

فإن كان مريضًا عاده ، وإن كان في غَمٍّ ساعده بما يقدر عليه ، وإن كان مسافرًا تفقد أهله ومن يتعلق به ، وسأل عنهم ، وتعرض لحوائجهم ، ووصلهم بما أمكن .

- أن يتواضع مع الطالب وكل مسترشد سائل ، ويخفض له جناحه ويلين له جانبه .

- ألا يبخل عليه بالمراجع والبحوث المستجدة في فروع العلم التي يتعلمها منه .

وانظر : "تذكرة السامع والمتكلم" (ص24-32) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-06, 16:17   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

معنى قوله عليه الصلاة والسلام : ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الوَلِيمَةِ ، يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الفُقَرَاءُ ) .

السؤال

كنت في المسجد بعد صلاة العشاء حين قام أحدهم وألقى درساً ذكر فيه أن شر الطعام طعام الوليمة ، يدعى إليه الأغنياء ويمنع منه الفقراء ، وساق الحديث على ذلك .

فذهبت وبحثت عن هذا الحديث فوجدت كلاماً كثيراً للعلماء يؤيدونه . ولاحظت أن هذا الحديث مذيل بزيادة تقول : ولكن إذا دعيتم فأجيبوا . فهل هذا الحديث صحيح ؟ لأنني بحثت عنه فلم أجد له مصدراً

في حين أني وجدت أحاديث أخرى منفردة تحث على إجابة الدعوة وضرورة قبول اللبن والطيب ممن أعطاك . ثم أين يكمن الإشكال في طعام الوليمة إذا لم يدعى إليها الفقراء ، خصوصاً إذا كانت مخصصة للأهل والأقارب ؟

وهل من الضروري في كل وليمة أن يدعى إليها الفقراء حتى تتخلص من الشر الذي وُصفت به ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث الذي سألت عنه حديث صحيح ؛ رواه البخاري (5177) ، ومسلم (1432) - والفظ له -

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال : ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ ، يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا ، وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ )

إلا أن البخاري أوقفه على أبي هريرة رضي الله عنه ، ولفظه : ( شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الوَلِيمَةِ ، يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الفُقَرَاءُ ) .

والمقصود بالوليمة في هذا الحديث هي وليمة العرس خاصة ، وليست كل طعام دعي إليه أحد من الناس ، كما قرره الصنعاني في "

سبل السلام " (2/ 229) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" أَيْ أَنَّهَا تَكُون شَرّ الطَّعَام إِذَا كَانَتْ بِهَذِهِ الصِّفَة , وَلِهَذَا قَالَ اِبْن مَسْعُود : ( إِذَا خُصَّ الْغَنِيّ وَتُرِك الْفَقِير أُمِرْنَا أَنْ لَا نُجِيب )

انتهى من " فتح الباري " (9/245) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" فسر هذه الوليمة التي طعامها شر الطعام وهي التي يدعى إليها من يأباها ويمنعها من يأتيها ، يعني يدعى إليها الأغنياء ، والغني لا يحرص على الحضور إذا دعي ؛ لأنه مستغن بماله ، ويمنع منها الفقراء

والفقير هو الذي إذا دعي أجاب ، فهذه الوليمة ليست وليمة مقرِّبةً إلى الله ؛ لأنه لا يدعى إليها من هم أحق بها ، وهم الفقراء ؛ بل يدعى إليها الأغنياء "
انتهى من " شرح رياض الصالحين " (3/ 102) .

ووليمة العرس تكون شكرا لنعمة النكاح ، وإشهارا للنكاح وإعلانا له ، وإظهارا للسرور ، وإذا كانت كذلك

فلا ينبغي أن يخص بها الأغنياء دون الفقراء ، فإن ذلك يدل على تكبر صاحبها ، بل الذي ينبغي أن يدعو الإنسان إليها أقاربه وجيرانه وأصحابه ومن يعرفهم من المسلمين

وبالقطع سيكون في هؤلاء الغني والفقير ، وأما تخصيص الأغنياء بالدعوة ، فذلك الذي ذمه الحديث .

وقد يقاس على وليمة العرس في هذا : الولائم العامة التي يكون سببها من أسباب السرور كالعقيقة أو رجوع مسافر ، أو إتمام حفظ القرآن الكريم .... أو نحو ذلك .

وأما الولائم الخاصة كالتي يصنعها المسلم ، ليدعو إليها صديقا له ، أو قريبا ، أو خاصا من الناس : فلا حرج عليه أن تكون خاصة بمن صنعها من أجله .

وقد كان الصحابة يدعون النبي صلى الله عليه وسلم للطعام ويجيب دعوتهم .

غير أنه ينبغي في هذه الحالة أن لا يكون قد صنعها لفلان من أجل غناه ، بل من أجل قرابته له ، أو صلته به ، ونحو ذلك من المقاصد الحسنة التي يثاب عليها المسلم .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء


و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-07, 15:38   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
amialamia
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية amialamia
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بااااااااااااارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2019-08-07, 15:41   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حكم إجابة الدعوة ، وشروط ذلك

السؤال

أحيانا أدعى إلى حضور عزيمة صغيرة أو مناسبة كبيرة .

. ما العمل إذا كانت هذه الاجتماعات غالبا فيها غيبة وهمز وتفاخر وتنافس على الملابس وهمز لمن تلبس ملابس بسيطة (مثلي) وقد يكون بها نميمة كما أن لدي أعمال منزلية (لا أرغب في استقدام خادمة ,

وكل من تحضر هذه المناسبات تقريبا لديها خادمة فتجد فراغا في الوقت) .

وزوجي وبيتي محتاج لي , كل دقيقة أبذلها في بيتي لها أثر إن شاء الله وهو رسالتي الأولى كما أنني أتمنى وقتا إضافيا لكي أقرأ القرآن أو كتاب نافع ولا أريد الدخول في اجتماعات دنيا أرى مضارها تطغى على فوائدها

إن كان لها فوائد أرشدوني ما هو التصرف المناسب ؟

وما هو العذر المناسب لعدم الحضور إن كان يحق لي ذلك ؟

وما العمل إن كانت صاحبة العزيمة تحقد علي وتفرح إذا رأتني في موقف محرج وتتكلم علي هل يجب علي حضور دعوتها ؟.


الجواب

الحمد لله

وبعد : فقد ورد في صحيح البخاري ( 1164 ) ومسلم ( 4022 )

أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ " .

وقد قسم العلماء الدعوة التي أُمر المسلم بإجابتها إلى قسمين :

الأول : الدعوة إلى وليمة العرس ، فجماهير العلماء على وجوب إجابتها إلا لعذر شرعي

وسيأتي ذكر بعض هذه الأعذار ـ إن شاء الله

.والدليل على وجوب الإجابة ما رواه البخاري (4779 ) ومسلم ( 2585 )

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُمْنَعُهَا مَنْ يَأْتِيهَا وَيُدْعَى إِلَيْهَا مَنْ يَأْبَاهَا وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ "

الثاني : الدعوة لغير وليمة العرس على اختلاف أنواعها ، فجماهير العلماء يرون أن إجابتها مستحبة ، ولم يخالف إلا بعض الشافعية والظاهرية ، فأوجبوها ، ولو قيل بتأكد استحباب الإجابة لكان قريبا .والله أعلم .

لكن العلماء اشترطوا شروطا لإجابة الدعوة ، فإذا لم تتحقق هذه الشروط لم يكن حضور الدعوة واجبا ولا مستحبا ، بل قد يحرم الحضور ، وقد لخص هذه الشروط الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله فقال :

1-ألا يكون هناك منكر في مكان الدعوة ، فإن كان هناك منكر وهو يستطيع إزالته وجب عليه الحضور لسببين : إجابة الدعوة ، وتغيير المنكر ، وإن كان لا يمكنه إزالته حرم عليه الحضور .

2-أن يكون الداعي للوليمة ممن لا يجب هجره أو يُسنّ . [ كأن يكون مجاهرا بفسق أو معصية ، وهجره قد ينفع في توبته من ذلك ]

3-أن يكون الداعي مسلما ، وإلا لم تجب إجابته لقوله صلى الله عليه وسلم : " حق المسلم على المسلم .. "

4-أن يكون طعام الوليمة مباحا ، يجوز أكله .

5-أن لا تتضمن إجابة الدعوة إسقاط واجب أو ما هو أوجب منها فإن تضمن ذلك حرمت الإجابة .

6-أن لا تتضمن ضررا على المجيب مثل أن يحتاج إلى سفر أو مفارقة أهله المحتاجين إلى وجوده بينهم ، أو نحو ذلك من أنواع الضرر . ( القول المفيد 3 / 111 بتصرف ) .

وزاد بعض العلماء :

7-أن يخص الداعي المدعو بالدعوة ، بخلاف ما لو دعا الحاضرين في مجلس عام لحضور وليمته ، وهو أحد هؤلاء ، فلا يلزمه الحضور عند الأكثر .

وبهذا يتبين لك أن حضور مثل هذه الدعوات لا يلزمك بل قد يحرم عليك ، إذا كنت لا تستطيعين تغيير المنكر أو يترتب على حضورك تضييع حق زوجك أو حق أولادك من تربيتهم ورعايتهم الواجبة عليك

ثم أنت أيضا لا تسلمين من شرهم و ضررهم ، وهذا عذر يسقط عنك حضور الدعوة الواجبة ، فكيف بما هو دونها .

ولابد أن تنبه المرأة أيضاً بأنها لابد من أن تستأذن زوجها للخروج إلى المناسبة التي دُعيت إليها وعليك أن تنصحي هؤلاء الأخوات بالحرص على الاستفادة من وقتهن ومجالسهن

فيما يعود عليهن بالنفع الديني أو الدنيوي ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا من مغبة المجالس التي لا يذكر الله تعالى فيها فقال صلى الله عليه وسلم :

" مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ " رواه الترمذي (3302 ) و قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وصححه الألباني كما في صحيح الترمذي ( 3 / 140 ) .

وَمَعْنَى قَوْلِهِ تِرَةً : يَعْنِي حَسْرَةً وَنَدَامَةً

وفي سنن أبي داود ( 4214 ) وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

" مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً " وصححه النووي في رياض الصالحين ( 321 ) وتابعه الألباني رحمهما الله .

فأبلغي إليهم هذه النصيحة إما مشافهة أو كتابة ، ولو زدت على ذلك بأن دعوتهم في منزلك

واغتنمت الاجتماع لعقد حلقة ذكر بالإضافة إلى بعض الأمور المباحة المحببة إلى نفوسهن لعل الله أن يجعلك سببا في أن تسني لهم هذه السُنة الحسنة في الاستفادة من مثل هذه المجالس. والله الموفق .

: الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-07, 15:44   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جاره مريض ويؤذيه بالصراخ ، فماذا يفعل؟

السؤال

لقد سكن فوق داري من قبل 5 أشهر عائلة لديها ولد ، الله يعافيه ؛ مجنون ، طول النهار يدج بقدميه على الأرض ، ويخرج إلى شرفة المنزل ويصرخ صراخ مزعج

لقد تكلمت مع أهله ، وقلت لهم مشكلتي ، قالوا لي : عليك أن تتعود . ونحن الآن في رمضان ، وأوجاع الرأس لا تتوقف . سؤالي هو : هل أذهب إلى الجهات المختصة لأبلغ عنه ؟

ونحن في شهر فضيل أم ماذا أفعل ؟


الجواب

الحمد لله

الصبر على أذى الجار فيه ثواب عظيم

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب ثلاثة، ويبغض ثلاثة )

وذكر من الثلاثة الذين يحبهم الله : ( والرجل يكون له الجار يؤذيه جِوارُه ، فيصبر على أذاه ، حتى يفرِّق بينهما موتٌ أو ظعن [ أي : الانتقال ] ) ؛ أخرجه الإمام أحمد (21340) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع [5385] .

وليس من حسن الجوار أن تبلغ الجهات المسؤولة ، ولا أن تطلب منهم كَف ذلك الولد .

فهذه الأسرة قد ابتليت بهذا الولد المريض ، والذي ينبغي عليك أن تخفف عنهم الألم – إن استطعت - وألا تظهر لهم ضيقًا من تصرفات ذلك الولد ، فإن لم تستطع أن تخفف عنهم فأقل ما تفعله هو أن تتركهم ولا تزيد آلامهم آلامًا .

وضع نفسك مكانهم – عافاك الله - وتفكر : كيف تريد من الناس أن يعاملوك وأنت في هذه الحالة ؟

فما أحببته من معاملة الناس لك فعاملهم تلك المعاملة ، بهذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-08-07, 15:48   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مجاهدة النفس على ترك المعاصي والأخلاق السيئة

السؤال

أجاهد نفسي حتى أمنعها عن الحقد ،أغلبها ( نفسي ) وتغلبني ، فهل أثاب على هذه المجاهدة ، أم أكون حقودا ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

الإنسان كائن ضعيف ، يتعرض لنوازع الخير والشر ، وقد يضعف وينساق إلى طريق الرذيلة والانحراف ، ويدفعه الشر إلى طريق الظلم والتعدي ، ويزين له الشيطان فعل المنكرات .

لكن عنصر الخير يحرك فيه ضميره ، ويُشعره بالندم ، ويحثه على الرجوع إلى الحق ، والاستجابة لنداء العقل .
وتختلف قدرات الناس

وقوة إرادتهم ، وصفاء نفوسهم ، وشفافية أرواحهم ، فمنهم من يروض نفسه على السير على طريق الفضائل والمكرمات ، ويربيها على المبادئ والأخلاق

ويقاوم الشهوات ، والميول المنحرفة ، ويلزم نفسه بالاستقامة والإنصاف ، فهذا يستطيع أن يواجه الشر ، ويحتمل في سبيل ذلك كل أمر عسير ، ولا يفقد الأمل بتغلب الخير ، واندحار الشر ، وزواله.

ومنهم من ينساق وراء الشهوات ، ويعجز عن إلزام نفسه بالفضائل ، ويتخلى عن كثير من أوامر الله ورسوله ، ويضعف أمام المواجهة ، ويفقد الأمل في تغلب الخير .

والسرّ في المسألة كلها أن يُجاهد العبد هواه ، ونفسه الأمّارة بالسوء ، لينال الهداية من الله ، قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [العنكبوت: 69] .

وروى الإمام أحمد (23958) ، وابن حبان (4862) وغيرهما، عن فَضَالَة بْن عُبَيْدٍ

قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ ؟

مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ ) .

وصححه الترمذي والحاكم ، وكذا صححه الألباني في "الصحيحة" (549) .

قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (3/ 6).

" كَانَ جِهَادُ النَّفْسِ مُقَدَّمًا عَلَى جِهَادِ الْعَدُوِّ فِي الْخَارِجِ ، وَأَصْلًا لَهُ ، فَإِنَّهُ مَا لَمْ يُجَاهِدْ نَفْسَهُ أَوَّلًا

لِتَفْعَلَ مَا أُمِرَتْ بِهِ ، وَتَتْرُكَ مَا نُهِيَتْ عَنْهُ ، وَيُحَارِبهَا فِي اللَّهِ : لَمْ يُمْكِنْهُ جِهَادُ عَدُوِّهِ فِي الْخَارِجِ ؛ فَكَيْفَ يُمْكِنُهُ جِهَادُ عَدُوِّهِ ، وَالِانْتِصَافُ مِنْهُ : وَعَدُوُّهُ الَّذِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ قَاهِرٌ لَهُ

مُتَسَلِّطٌ عَلَيْهِ ، لَمْ يُجَاهِدْهُ ، وَلَمْ يُحَارِبْهُ فِي اللَّهِ ؛ بَلْ لَا يُمْكِنُهُ الْخُرُوجُ إِلَى عَدُوِّهِ ، حَتّى يُجَاهِدَ نَفْسَهُ عَلَى الْخُرُوجِ " انتهى .

والحاصل : أن المسلم إذا جاهد نفسه على تجنب المعاصي وفعل الطاعات ممتثلا لأمر الله تعالى ونهيه فإنه يثاب على ذلك -إن شاء الله- بقدر ما جاهد نفسه في الله.

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" أَيُّمَا أَوْلَى مُعَالَجَةُ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ مِنْ قَلْبِك مِثْلُ. الْحَسَدِ وَالْحِقْدِ وَالْغِلِّ وَالْكِبْرِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ وَرُؤْيَةِ الْأَعْمَالِ وَقَسْوَةِ الْقَلْبِ. وَغَيْرِ ذَلِكَ.

مِمَّا يَخْتَصُّ بِالْقَلْبِ مِنْ دَرَنِهِ وَخُبْثِهِ؟ أَوْ الِاشْتِغَالُ بِالْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ: مِنْ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَأَنْوَاعِ الْقُرُبَاتِ: مَنْ النَّوَافِلِ وَالْمَنْذُورَاتِ مَعَ وُجُودِ تِلْكَ الْأُمُورِ فِي قَلْبِهِ؟ أَفْتُونَا مَأْجُورِينَ." ؟

فَأَجَابَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:

الْحَمْدُ لِلَّهِ، مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَاجِبٌ: وَأَنَّ لِلْأَوْجَبِ فَضْلًا وَزِيَادَةً. كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيمَا يَرْوِيه عَنْهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْت عَلَيْهِ .

ثُمَّ قَالَ وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ .

وَالْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ لَا تَكُونُ صَالِحَةً مَقْبُولَةً إلَّا بِتَوَسُّطِ عَمَلِ الْقَلْبِ ، فَإِنَّ الْقَلْبَ مَلِكٌ وَالْأَعْضَاءُ جُنُودُهُ

فَإِذَا خَبُثَ الْمَلِكُ خَبُثَتْ جُنُودُهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ .

وَكَذَلِكَ أَعْمَالُ الْقَلْبِ لَا بُدَّ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي عَمَلِ الْجَسَدِ ، وَإِذَا كَانَ الْمُقَدَّمُ هُوَ الْأَوْجَبُ، سَوَاءٌ سُمِّيَ بَاطِنًا أَوْ ظَاهِرًا ؛ فَقَدْ يَكُونُ مَا يُسَمَّى بَاطِنًا أَوَجَبَ ، مِثْلُ تَرْكِ الْحَسَدِ وَالْكِبْرِ ؛ فَإِنَّهُ أَوَجَبَ عَلَيْهِ مِنْ نَوَافِلِ الصِّيَامِ .

وَقَدْ يَكُونُ مِمَّا سُمِّيَ ظَاهِرًا أَفْضَلَ: مِثْلُ قِيَامِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ مُجَرَّدِ تَرْكِ بَعْضِ الْخَوَاطِرِ الَّتِي تَخْطُرُ فِي الْقَلْبِ ، مِنْ جِنْسِ الْغِبْطَةِ وَنَحْوِهَا .

وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عَمَلِ الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ يُعِينُ الْآخَرَ ، وَالصَّلَاةُ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ، وَتُورِثُ الْخُشُوعَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الْآثَارِ الْعَظِيمَةِ : هِيَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ ، وَالصَّدَقَةُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ."

انتهى، من "مجموع الفتاوى" (11/381-382) .

ثانيا :

جاء في "الموسوعة الفقهية" (18/5) وما بعدها :

" الْحِقْدُ مِنْ مَعَانِيهِ: الضَّغَنُ وَالاِنْطِوَاءُ عَلَى الْبَغْضَاءِ، وَإِمْسَاكُ الْعَدَاوَةِ فِي الْقَلْبِ، وَالتَّرَبُّصُ لِفُرْصَتِهَا

أَوْ سُوءُ الظَّنِّ فِي الْقَلْبِ عَلَى الْخَلاَئِقِ لأِجْل الْعَدَاوَةِ، أَوْ طَلَبُ الاِنْتِقَامِ. وَتَحْقِيقُ مَعْنَاهُ: أَنَّ الْغَضَبَ إذَا لَزِمَ كَظْمُهُ لِعَجْزٍ عَنِ التَّشَفِّي فِي الْحَال رَجَعَ إلَى الْبَاطِنِ وَاحْتَقَنَ فِيهِ فَصَارَ حِقْدًا..

يَخْتَلِفُ حُكْمُ الْحِقْدِ بِحَسَبِ بَاعِثِهِ، فَإِنْ كَانَ لِحَسَدٍ وَضَغَنٍ دُونَ حَقٍّ : فَهُوَ مَذْمُومٌ شَرْعًا، لأِنَّهُ يُثِيرُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ وَالإْضْرَارَ بِالنَّاسِ لِغَيْرِ مَا ذَنْبٍ جَنَوْهُ.

وَقَدْ وَرَدَ ذَمُّهُ فِي الشَّرْعِ ، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى فِي ذَمِّ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ سَاءَهُمُ ائْتِلاَفُ الْمُؤْمِنِينَ وَاجْتِمَاعُ كَلِمَتِهِمْ بِحَيْثُ أَصْبَحَ أَعْدَاؤُهُمْ عَاجِزِينَ عَنِ التَّشَفِّي مِنْهُمْ : وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأْنَامِل مِنَ الْغَيْظِ ...

وَمِمَّا يُذْهِبُ الْحِقْدَ الإْهْدَاءُ وَالْمُصَافَحَةُ ، كَمَا قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَهَادَوْا فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ. وَفِي رِوَايَةٍ: تَهَادَوْا تَحَابُّوا .

أَمَّا إِنْ كَانَ الْحِقْدُ عَلَى ظَالِمٍ لاَ يُمْكِنُ دَفْعُ ظُلْمِهِ ، أَوِ اسْتِيفَاءُ الْحَقِّ مِنْهُ، أَوْ عَلَى كَافِرٍ يُؤْذِي الْمُسْلِمِينَ وَلاَ يُمْكِنُهُمْ دَفْعُ أَذَاهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مَذْمُومٍ شَرْعًا، ثُمَّ إذَا تَمَكَّنَ مِمَّنْ ظَلَمَهُ، فَإِمَّا أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ فَذَلِكَ مِنَ الإْحْسَانِ ..

. وَإِمَّا أَنْ يَأْخُذَ حَقَّهُ مِنْهُ ، فَلاَ حَرَجَ فِيهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيل عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ .." انتهى ، مختصرا .









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc