استشارات نفسية و اجتماعية - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات نفسية و اجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-01-02, 17:10   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حصلت مشاكل بين أمه وزوجته وأمه تريد منه أن يعيش بعيداً عنها

السؤال

العلاقة بين أمي وزوجتي ساءت جداً ، لدرجة أن والدتي لا تريد أن ترى وجه زوجتي ، وتريدنا أن نعيش بمفردنا ، ولكني غير مستعد لترك والدتي

لأنني الابن الأكبر في الأسرة ، كذلك لا أريد أن أغضبها ، فهل أطلق زوجتي ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

ليس من شك في أن الأم هي أعظم الناس حقا على ولدها ، وأن برها من أوجب الواجبات عليه

قال الله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) الإسراء/23 .

وإذا كان الله تعالى قد أمر بالإحسان إلى غيرهما ، ممن يجب على العبد الإحسان إليه

كما قال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ

وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) النساء/36 ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعطاء كل ذي حق حقه . [

ينظر : صحيح البخاري (1968) ] ؛ فإن حق الوالدين ، ولا سيما الأم مقدم على حقوق الناس جميعا :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :

( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ ) .

رواه البخاري (5971) ومسلم (2548) .

لكن ذلك لا يعني ألا يعطي الإنسان الآخرين حقوقهم ، بل الواجب عليه أن يعطي كل ذي حق حقه ، كما سبق ذكره ، ويوازن بين هذه الحقوق ، ويجمع بين ما يقدر عليه من المصالح ، ويحسن سياسة بيته وشأنه .

ثانيا :

هذه المشكلات بين الزوجة والأم مكرورة ، وقديمة أيضا ؛ لكن العاقل الموفق من يحسن النظر في أموره ، ويقلل منها قدر المستطاع ، ويغلق أبوابها ، ولأجل ذلك كان من حقوق الزوجة على زوجها أن يفردها بسكن مستقل .

جاء في "الموسوعة الفقهية" (25/109) :

" الْجَمْعُ بَيْنَ الأْبَوَيْنِ وَالزَّوْجَةِ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ لاَ يَجُوزُ ( وَكَذَا غَيْرُهُمَا مِنَ الأقَارِبِ )

وَلِذَلِكَ يَكُونُ لِلزَّوْجَةِ الاِمْتِنَاعُ عَنِ السُّكْنَى مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ؛ لأَِنَّ الاِنْفِرَادَ بِمَسْكَنٍ تَأْمَنُ فِيهِ عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِهَا حَقُّهَا ، وَلَيْسَ لأِحَدٍ جَبْرُهَا عَلَى ذَلِكَ .

وَهَذَا مَذْهَبُ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ .

وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى التَّفْرِيقِ بَيْنَ الزَّوْجَةِ الشَّرِيفَةِ وَالْوَضِيعَةِ ، وَقَالُوا بِعَدَمِ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الزَّوْجَةِ الشَّرِيفَةِ وَالْوَالِدَيْنِ ، وَبِجَوَازِ ذَلِكَ مَعَ الزَّوْجَةِ الْوَضِيعَةِ ، إِلاَّ إِذَا كَانَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْوَضِيعَةِ وَالْوَالِدَيْنِ ضَرَرٌ عَلَيْهَا . " . انتهى .

ولا شك أن الصورة التي ذكرتها للعلاقة بين أمك وزوجتك تدل على أن اجتماعهما في منزل واحد غير ممكن ، وأن التفريق بينهما واجب

لا سيما وأن الأم هي التي طلبت ذلك ، فيتوجب عليك المسارعة به ، وليس من الرأي في شيء أن تفكر في الحل الآخر ، وهو طلاق زوجتك ، فإن هذا ليس حلا للمشكلة

لا سيما إذا كان لك منها ولد ؛ ثم إن المشكلة قابلة لأن تتكرر مع أي زوجة أخرى تسكنها مع أمك في بيت واحد .

فالرأي الذي ينبغي عليك أن تسارع فيه ، قدر طاقتك ، هو أن تبحث عن سكن مستقل تجعل فيه زوجتك ، وإذا كنت راغبا في أن تكون قريبا من أمك ، دائم الصلة بها والرعاية لها :

فاجتهد في أن يكون مسكنك الجديد أقرب ما يكون من مسكن أمك ، بحيث يمكنك الدخول عليها كلما جئت أو رحت . وبهذه الطريقة تستطيع الجمع بين الإحسان إلى أمك

وإراحتها من عناء المشكلات مع زوجتك ، ودوام الصلة بها ، مع القيام بما يجب لزوجك عليك من العشرة بالمعروف ، وإسكانها حيث ينبغي لها .

وينظر : جواب سؤال سابق

بعنوان ليس للزوج أن يجبر زوجته على السكن مع أهله

نسأل الله أن يلهمك رشدك ، ويصلح لك شأنك .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-01-06, 15:18   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



لا يستطيع القيام لصلاة الفجر ، ولا يجد من يعينه على ذلك من أهله .

السؤال


أعلم فوائد الاستيقاظ باكرا ، كما أعلم أجر صلاة الفجر ، لذا أسعى للاستيقاظ في أقرب وقت ممكن ، لكن تواجهني مشكلة : أنا أنام مع أخي الذي عمره 13 ، وهو ينام حوالي 10 ﺳﺎﻋﺎﺕ

لا أستطيع وضع منبهاً ؛ لأن ذلك سيوقظه ، وسيشتكي لأبي الذي هو بدوره ينام إلى العاشرة صباحا ، لا أستطيع النوم مبكرا ؛ لأن البيت كله مليء بالأضواء والأصوات إلى منتصف الليل . فماذا أفعل ؟


الجواب

الحمد لله


بداية ، نود أن نشيد بحرصك على الخير وعلى السؤال عن دينك ، فبارك الله فيك وجعلك من المهتدين.

لا شك – ابننا الفاضل- أن ما تفعله من تضييع صلاة الفجر : لا يجوز شرعا كيفما كانت الأحوال ، والمبررات ؛ فتأخير الصلاة عن وقتها من علامات النفاق

لا سيما الفجر والعشاء ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ

وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ

فَتُقَامَ ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ) متفق عليه.

وعلى هذا ، فيجب عليك الأخذ بالأسباب من نوم مبكر ، كأن تتعود النوم ولو مع الأضواء والضجيج ، واستعمال منبه الهاتف مثلا ، كأن تجعله قريبا منك ، على وسادتك ، بحيث يوقظك ، دون أن يسبب مشاكل للآخرين .

ولتعلم أن العزيمة الصادقة ، وقبل هذا وذاك : دعاء الله ، والافتقار إليه أن يوفقك لذلك : هو أهم عدة لك في هذا الطريق ؛ وكم من أناس واجهوا من المصاعب والمشكلات :

أضعاف ما تواجه أنت وتلاقي ، ثم أصروا على طاعة ربهم ، ولم يفرطوا في أمره ، فأعانهم الله : وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ .

ونحن نرجو أن يكون ثباتك على ذلك ، وحرصك على طاعة ربك : فاتحة خير عليك وعلى بيتك وأسرتك ، ومن يدري لعل الذي يتضايقون منك اليوم ، من مثل ذلك ، أن يسبقوك غدا إليه .

وللاستزادة ، يرجى الاطلاع على الفتوى الفادمة

وفقك الله ، ويسر لك أمرك ، وأعانك على حسن عبادته .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-06, 15:27   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يشق عليه القيام للصلوات نظراً لظروف عمله وثقَل نومه

السؤال


مواعيد عملي تحتم عليَّ أن أعمل طوال الليل وأن أنام بالنهار ويصعب عليَّ أن أقوم بالصلوات الأربعة الأخرى

نظراً للتعب في العمل فإني لا أستطيع القيام أثناء النوم والقيام بالصلاة ثم أنام مرة أخرى ولسبب آخر وهو أن " نومي ثقيل " وعندما أنام لا يستطيع أحد أن يوقظني من النوم

حتى لو أني نويت القيام للصلاة أثناء النوم .


الجواب

الحمد لله

أولاً :

كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يعملون الأعمال الشاقة كالزراعة والرعي وجمع الحطب ونحو ذلك ولم يكونوا من المفرطين في صلاتهم

بل كانوا محافظين عليها ليس في وقتها وحسب بل وفي جماعة ، وحافظوا على العبادة وطلب العلم ، ولم تأت الرخصة لهم في ترك الصلاة من أجل العمل .

ولذلك فالواجب على أهل الأعمال وغيرهم أداء الصلوات في أوقاتها . وقد أثنى الله تعالى على المؤمنين بأنهم لا تشغلهم أعمالهم عن طاعة الله تعالى

فقال : ( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) النور/37-38 .

ثانياً :

والنائم معذور وقت نومه ، فإذا استيقظ وجب عليه أداء الصلاة بعد استيقاظه .

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها ) رواه البخاري ( 572 ) ومسلم ( 684 ) .

قال الشوكاني رحمه الله :

" الحديث يدل على أن النائم ليس بمكلف حال نومه وهو إجماع ...

وظاهر الحديث أنه لا تفريط في النوم سواء كان قبل دخول وقت الصلاة أو بعده قبل تضيقه وقيل : إنه إذا تعمد النوم قبل تضيق الوقت واتخذ ذلك ذريعة إلى ترك الصلاة لغلبة ظنه أنه لا يستيقظ إلا وقد خرج الوقت كان آثما ,

والظاهر أنه لا إثم عليه بالنظر إلى النوم ; لأنه فعله في وقت يباح فعله فيه فيشمله الحديث , وأما إذا نظر إلى التسبب به للترك فلا إشكال في العصيان بذلك " انتهى .

" نيل الأوطار " ( 2 / 33 ، 34 ) .

ثالثاً :

والواجب على النائم قبل نومه أن يحرص على الاستيقاظ في وقت الصلاة

وأن يأخذ بالأسباب التي تعينه على أداء الصلاة في وقتها ، فإن فعل ولم يستيقظ فهو معذور لأنه أدى الذي عليه و ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) ، وقد حصل هذا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره .

فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال بعض القوم : لو عَرَّست بنا يا رسول الله ( أي : نزلت بنا آخر الليل حتى نستريح )

قال : أخاف أن تناموا عن الصلاة ، قال بلال : أنا أوقظكم ، فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس

فقال : يا بلال أين ما قلت ؟ قال : ما ألقيت علي نومة مثلها قط ، قال : إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء ، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة

فتوضأ فلما ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى . رواه البخاري ( 570 ) ومسلم ( 681 ) وعنده : ( احفظوا علينا صلاتنا ) .

فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ بأسباب الاستيقاظ بجعله بلالاً لينبههم لصلاتهم ، إلا أنه غلبته عيناه ، فنام ونام القوم معه حتى طلعت الشمس ولم يكونوا مفرطين

ولذلك قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه ليس في النوم تفريط ) .

وأما من سهر في عمل أو غيره ولم يأخذ بأسباب الاستيقاظ فصلَّى بعد الوقت : فيعتبر تاركاً للصلاة متعمداً ، وهو غير معذور بنومه .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

عمن يسهر ولا يستطيع أن يصلي الفجر إلا بعد خروج الوقت فهل تقبل منه ؟ وحكم بقية الصلوات التي يصليها في الوقت ؟

فأجاب :

" أما صلاة الفجر التي يؤخرها عن وقتها وهو قادر على أن يصليها في الوقت لأن بإمكانه أن ينام مبكراً فإن صلاته هذه لا تقبل منه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم

: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم ، والذي يؤخر الصلاة عن وقتها عمداً بلا عذر : قد عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردوداً عليه .

لكن قد يقول : إنني أنام ، وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) .

فنقول : إذا كان بإمكانه أن ينام مبكراً ليستيقظ مبكراً ، أو يجعل عنده ساعة تنبهه ، أو يوصي من ينبهه : فإن تأخيره الصلاة ، وعدم قيامه يعتبر تعمداً لتأخير الصلاة عن وقتها ، فلا تقبل منه " انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال رقم 14 ) .

رابعاً :

وقد يكون الرجل ثقيل النوم ، فهذا على حالين :

الحال الأولى : أن يكون ثقل نومه بسبب سهره في العمل أو في طلب العلم أو قيام الليل : فمثل هذا لا يجوز له أن يتسبب في تضييع الصلاة عن وقتها من أجل ما سبق

ويجب عليه أن يبحث عن عمل آخر لا يسبب له تضييع الصلوات ، كما لا يجوز له الاشتغال بالنوافل أو حتى طلب العلم – وهو واجب في أصله –

على حساب تضييع الصلوات ، وترك الصلاة هنا يعتبر تعمداً ؛ لأنه يستطيع تغيير العمل ، ويستطيع ترك السهر .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

" الواجب على الإخوة الذين يخرجون إلى الرحلات أن يشكروا الله تعالى على هذه النعمة حيث جعلهم في رخاء ويسر من العيش ، وفي أمن وأمان من الخوف ، ويقوموا بما أوجب الله عليهم من الصلاة في أوقاتها

سواء صلاة الفجر أم غيرها ، ولا يحل لهم أن يؤخروا صلاة الفجر عن وقتها بحجة أنهم نائمون

لأن هذا النوم لا يعذرون فيه غالباً لكونهم يستطيعون أن يكون لهم منبهات تنبههم للصلاة في وقتها ، ويستطيعون أن يناموا مبكرين حتى يقوموا نشيطين " انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال رقم 14 ) .

وأما الحال الثانية : أن يكون ثقل النوم طبعاً في الرجل ، وليس له تعلق بسهر أو عمل ، وقد عرف هذا عن بعض الأقوام والأشخاص ، فإن كان كذلك : فهو معذور إن كان قد أخذ بالأسباب ولم يستيقظ .

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت : يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل لا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ، قال : وصفوان عنده

قال : فسأله عما قالت ، فقال : يا رسول الله إنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس قال : ( فإذا استيقظت فصلِّ ) .

رواه أبو داود ( 2459 ) وصححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 7 / 65 ) .

والخلاصة :

أن الذي يظهر من حالك أن ثقل نومك له تعلق بالسهر ، والسهر كان بسبب العمل وعليه : فلا يجوز لك البقاء في عملك هذا ؛ لأنه يؤدي بك إلى ترك أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين

فابحث عن عمل غيره يعوضك الله خيراً منه . وسترى التغير الطيب في دينك وجسمك ونفسيتك ، أما الدين : فإن أداء الصلوات في أوقاتها من أعظم الواجبات

وتركه من أعظم المحرمات ، وأما جسمك : فإن علماء الطب قد ذكروا مضار كثيرة لمن يعمل بالليل ، وأن نوم النهار لا يعطي الجسم الراحة التي تحصل له من نوم الليل ، وكل ما سبق يؤثر على نفسيتك تأثيراً سلبيّاً .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-06, 15:31   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تتصل بزوجها بعد العقد لترتيب أمور الزواج ، وحلف والدها بالطلاق لو فعلت ذلك .

السؤال

أنا مملكة على شخص ، وكنت أكلمه في التليفون ؛ وأبوي لما عرف أني أكلمه : حلف بالطلاق بالثلاث على أمي ، لو عاد كلمته ، فهل يجوز حلفه ؟

مع أن الشخص زوجي فعلا ، ولم يبق على الزواج إلا 3 شهور فقط ، والعقد مكتوب من سنة ؛ أنا حاليا أريد أكلمه للتفاهم على أمور الزواج ؛ هل يجوز ذلك أم لا ؟


الجواب

الحمد لله

أولاً :

إذا عقد الرجل على المرأة فهي زوجته ، يحل له منها كل شيء ، غير أن العرف قد اطرد بأن الزوج لا يدخل بها ، ولا يعاشرها معاشرة الرجل امرأته إلا بعد أن تزف إليه ، ويذاع ذلك في الناس .

ولا شك أن مراعاة العرف المطرد بذلك واجب ، لا يحل مخالفته ، لما يترتب على مخالفته من مفاسد عظيمة ؛ والمعروف عرفا كالمشروط شرطا .

ولأجل ذلك يمنع بعض أولياء الأمور موليته من الخروج مع زوجها بعد العقد ، خشية الانفراد بها والتمكن من الدخول بها ؛ ولا شك أن ذلك كله من المبالغة في الصيانة

ودفع التهمة والأذى عن المرأة ؛ ولا غرابة في احتياط بعض أولياء الأمور ، بل ومبالغته في الاحتياط في مثل ذلك ؛ فالمرأة بعد العقد تبقى تحت ولاية والدها إلى أن يتسلمها زوجها ، وينقلها إلى بيت الزوجية ، فالحق له إذن .

أما كونه يمنعها من محادثة زوجها على الهاتف ، فلا شك أنه من التشدد في المراعاة

والتنطع في الحفظ والصيانة من أمر لا محذور فيه شرعا ولا عقلا ولا عرفا ؛ لكن ربما تكون عند الوالد غيرة ذلك ؛ فغلبه طبعه على مثل ذلك .

ثانياً:

أما إقدام الوالد على الحلف بالطلاق في حال كلمتي زوجك ، فهذا من باب الطلاق المعلق والطلاق المعلق فيه خلاف بين العلماء والأقرب للصواب ، أنه يرجع إلى نية الحالف

فإن قصد به الطلاق وقع طلقة واحدة على أمك متى كلمتي زوجك ، وإن لم ينو الطلاق ، بل قصد التهديد والتخويف والمنع فهو يمين تلزمه كفارته في حال كلامك مع زوجك وتنحل يمنيه .

وينظر جواب السؤال القادم

وبناء على ذلك :

فليس لك أن تكلمي زوجك ، حتى يعلم مقصد الوالد من يمينه ؛ فإن كان قصده المنع والتهديد ، ولم يكن ينوي بذلك إيقاع الطلاق بامرأته ، إذا حصل كلامك : فتلطفي في استسماح والدك

أنت ووالدتك ، أو بعض العقلاء من الأسرة ، أن يأذن لك في كلام زوجك ، مع تعريفه بما في ذلك من التوسعة الشرعية ، وأنه لا محذور في مثل ذلك مطلقا .

وأما إذا كان قد قصد الطلاق ونواه بكلامه هذا : فليس لك أن تكلمي زوجك

رغما عن ذلك ، لما يترتب عليه من المفسدة الكبيرة في وقوع الطلاق بوالدتك ؛ ثم ما يلزم على ذلك من فساد ذات البين ، وتعقد المشكلة في الأسرة

وربما حمله ذلك على التعنت مع زوجك في إملاكك له ، وربما سعى إلى إفساد الزواج من أصله .

ولذلك كان الواجب في مثل ذلك : أن يتم التعامل مع الوالد بغاية الحكمة والحذر من أن تحمله المخالفة على زيادة التنطع أو العناد .

وإذا اقتضى الأمر شيئا من التفاهم : فبإمكانك أن ترسلي له رسالة ، أو أن يبلغه عنك بعض الثقات ، إن كان ذلك الكلام مما يمكن أن ينقله الغير ، كأن تكون والدتك ، أو والدته ، أو أخته ، أو نحو ذلك .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-06, 15:37   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الطلاق المعلق والطلاق في حال الغضب الشديد

السؤال

ما حكم من يحلف على زوجته بالطلاق إن هي فعلت أمرا ما كقطع للرحم ، وكان الزوج حينذاك في حالة غضب شديد لم يتمالك نفسه إلى درجة عدم مقدرته تذكر ما يقول ؟.

الجواب

الحمد لله

أولا :

ينبغي للرجل ألا يستعمل الطلاق كلّما حدث بينه وبين أهله نزاع ، وذلك لما يترتب على الطلاق من عواقب وخيمة . وكثير من الرجال يتهاونون بشأن الطلاق فكلما حصل نزاع بينه وبين أهله حلف بالطلاق

وكلما اختلف مع أصحابه حلف بالطلاق . . . وهكذا . وهذا نوع تلاعب بكتاب الله ، وإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتبر من يطلق امرأته ثلاثاً جميعاً متلاعباً بكتاب الله

فكيف بمن اتخذ الطلاق ديدنه ، فكلما أراد منع زوجته من شيء أو حثها على فعل شيء حلف بالطلاق ؟

! روى النسائي (3401) عن مَحْمُود بْن لَبِيدٍ قَالَ أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا ؟

فَقَامَ غَضْبَان ثُمَّ قَالَ : أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟! حَتَّى قَامَ رَجُلٌ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أَقْتُلُهُ ؟

قال الحافظ : رجاله ثقات اهـ وصححه الألباني في غاية المرام (261).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " هؤلاء السفهاء الذين يطلقون ألسنتهم بالطلاق في كل هين وعظيم ، هؤلاء مخالفون لما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله

: ( مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ) رواه البخاري (2679) ، فإذا أراد المؤمن أن يحلف فليحلف بالله عز وجل

ولا ينبغي أيضاً أن يكثر من الحلف لقوله تعالى : ( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) المائدة/ 89 . ومن جملة ما فسرت به الآية أن المعنى : لا تكثروا الحلف بالله .

أمّا أن يحلفوا بالطلاق مثل : عليّ الطلاق أن تفعل كذا ، أو عليّ الطلاق ألا تفعل

أو إن فعلت فامرأتي طالق ، أو إن لم تفعل فامرأتي طالق وما أشبه ذلك من الصيغ ، فإن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

انتهى من "فتاوى المرأة المسلمة" (2/753).

ثانيا :

قول الرجل لزوجته : إن فعلت كذا فأنت طالق ، أو إن لم تفعلي فأنت طالق ، هو من الطلاق المعلق على شرط ، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى وقوع هذا الطلاق عند حصول الشرط .

وذهب بعض أهل العلم - وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره - إلى أن هذا التعليق فيه تفصيل ، يرجع إلى نية القائل ، فإن قصد ما يقصد باليمين وهو الحث على فعل شيء

أو المنع من فعل شيء ، أو التصديق أو التكذيب ، فإن هذا حكمه حكم اليمين ولا يقع به طلاق ويلزمه كفارة يمين عند الحنث .

وإن قصد بذلك وقوع الطلاق طلقت زوجته عند حصول الشرط . وأمر نيته لا يعلمه إلا الله الذي لا تخفى عليه خافية ، فليحذر المسلم من التحايل على ربه ، ومن خداع نفسه .

وقد سئلت اللجنة الدائمة عمن قال لزوجته : عليّ الطلاق تقومين معي ، ولم تقم معه . فهل يقع بذلك طلاق ؟

فأجابت : " إذا كنت لم تقصد إيقاع الطلاق وإنما أردت حثها على الذهاب معك ، فإنه لا يقع به طلاق

ويلزمك كفارة يمين في أصح قولي العلماء ، وإن كنت أردت به إيقاع الطلاق إذا هي لم تستجب لك وقع به عليها طلقة واحدة "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (20/86).

ثالثا :

ينبغي أن يُعلم أن أكثر حالات الطلاق إنما تصدر مع الغضب والضيق والانفعال ، لا مع الفرح والانشراح ، فكون الزوج طلق زوجته حال غضبه لا يعني عدم وقوع الطلاق

كما يظنه كثير من الناس ، إلا أن يكون الغضب قد بلغ به مبلغا ، فقد معه الشعور والإدراك ، بحيث صار لا يعي ما يقول ، فهذا لا يقع طلاقه باتفاق العلماء .

أما إذا اشتد الغضب ولكنه لم يبلغ إلى حد أن يفقده الشعور والإدراك ، ولكنه كان شديداً بحيث لا يملك الرجل نفسه ، ويشعر وكأنه يدفع إلى الطلاق دفعاً فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الغضب لا يمنع وقوع الطلاق .

وذهب بعضهم إلى أنه يمنع وقوع الطلاق ، وبه كان يفتي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم ، وهو الراجح إن شاء الله

وانظر بيان ذلك في جواب السؤال القادم

وإنما أشرنا إلى مذهب الجمهور حتى يدرك السائل والقارئ خطورة التكلم بالطلاق ، في حال الغضب وغيره ، وأنه قد يهدم بيته ويضر نفسه وأهله بسبب عجلته وانفلات لسانه ، نسأل الله العفو والعافية .

فإن كان هذا الذي حلف على زوجته قد بلغ به الغضب إلى هذا الحد لم يقع طلاقه إن شاء الله تعالى .

والله أعلم .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-06 في 15:38.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-06, 15:42   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم الطلاق في حالة الغضب

السؤال

امرأة مسلمة قال لها زوجها كثيرا وهو في حالة غضب شديد أنت طالق فما حكم ذلك خاصة وهم لديهم أطفال ؟.

الجواب

الحمد لله

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عمن تسيء إليه زوجته وتشتمه ، فطلقها في حال الغضب فأجاب :

(إذا كان الطلاق المذكور وقع منك في حالة شدة الغضب وغيبة الشعور

وأنك لم تدرك نفسك، ولم تضبط أعصابك، بسبب كلامها السيئ وسبها لك وشتائمها ونحو ذلك ، وأنك طلقت هذا الطلاق في حال شدة الغضب وغيبة الشعور

وهي معترفة بذلك ، أو لديك من يشهد بذلك من الشهود العدول ، فإنه لا يقع الطلاق ؛ لأن الأدلة الشرعية دلت على أن شدة الغضب – وإذا كان معها غيبة الشعور كان أعظم - لا يقع بها الطلاق .

ومن ذلك ما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق" .

قال جماعة من أهل العلم : الإغلاق : هو الإكراه أو الغضب ؛ يعنون بذلك الغضب الشديد ، فالغضبان قد أغلق عليه غضبه قصده ، فهو شبيه بالمعتوه والمجنون والسكران ، بسبب شدة الغضب

فلا يقع طلاقه . وإذا كان هذا مع تغيب الشعور وأنه لم يضبط ما يصدر منه بسبب شدة الغضب فإنه لا يقع الطلاق .

والغضبان له ثلاثة أحوال :

الحال الأولى : حال يتغيب معها الشعور، فهذا يلحق بالمجانين ، ولا يقع الطلاق عند جميع أهل العلم .

الحال الثانية : وهي إن اشتد به الغضب ، ولكن لم يفقد شعوره ، بل عنده شيء من الإحساس ، وشيء من العقل ، ولكن اشتد به الغضب حتى ألجأه إلى الطلاق ، وهذا النوع لا يقع به الطلاق أيضاً على الصحيح .

والحال الثالثة : أن يكون غضبه عاديا ليس بالشديد جدا ، بل عاديا كسائر الغضب الذي يقع من الناس ، فهو ليس بملجئ ، وهذا النوع يقع معه الطلاق عند الجميع )

انتهى من فتاوى الطلاق ص 19- 21، جمع: د. عبد الله الطيار، ومحمد الموسى.

وما ذكره الشيخ رحمه الله في الحالة الثانية هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ، وقد ألف ابن القيم في ذلك رسالة أسماها : إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان ، ومما جاء فيها :

( الغضب ثلاثة أقسام :

أحدها : أن يحصل للإنسان مبادئه وأوائله بحيث لا يتغير عليه عقله ولا ذهنه , ويعلم ما يقول , ويقصده ; فهذا لا إشكال في وقوع طلاقه وعتقه وصحة عقوده .

القسم الثاني : أن يبلغ به الغضب نهايته بحيث ينغلق عليه باب العلم والإرادة ; فلا يعلم ما يقول ولا يريده , فهذا لا يتوجه خلاف في عدم وقوع طلاقه ,

فإذا اشتد به الغضب حتى لم يعلم ما يقول فلا ريب أنه لا ينفذ شيء من أقواله في هذه الحالة , فإن أقوال المكلف إنما تنفذ مع علم القائل بصدورها منه ، ومعناها ، وإرادته للتكلم .

القسم الثالث : من توسط في الغضب بين المرتبتين , فتعدى مبادئه , ولم ينته إلى آخره بحيث صار كالمجنون ,

فهذا موضع الخلاف , ومحل النظر , والأدلة الشرعية تدل على عدم نفوذ طلاقه وعتقه وعقوده التي يعتبر فيها الاختيار والرضا , وهو فرع من الإغلاق

كما فسره به الأئمة) انتهى بتصرف يسير نقلا عن : مطالب أولي النهى 5/323 ، ونحوه في زاد المعاد مختصرا 5/215 ، وينظر: الموسوعة الفقهية الكويتية (29/ 18).

وعلى الزوج أن يتقي الله تعالى ، وأن يتجنب استعمال لفظ الطلاق ، حتى لا يفضي ذلك إلى خراب بيته وانهيار أسرته .

كما أننا نوصي الزوج والزوجة معاً بأن يتقيا الله في تنفيذ حدوده وأن يكون هناك نظر بتجرّد إلى ما وقع من الزوج تجاه زوجته هل هو من الغضب المعتاد الذي لا يمكن أن يكون الطلاق عادة إلا بسببه

وهو الدرجة الثالثة التي يقع فيها الطلاق باتفاق العلماء وأن يحتاطا لأمر دينهما بحيث لا يكون النظر إلى وجود أولاد بينكما باعثاً على تصوير الغضب بما يجعل المفتي يفتي بوقوعه ـ مع علم الطرفين أنه أقلّ من ذلك ـ.

وعليه فإن وجود أولاد بين الزوجين ينبغي أن يكون دافعاً لهما للابتعاد عن استعمال ألفاظ الطلاق والتهوّر فيها ، لا أن يكون دافعاً للتحايل على الحكم الشرعيّ بعد إيقاع الطلاق والبحث عن مخارج وتتبّع رخص الفقهاء في ذلك .

نسأل الله أن يرزقنا جميعاً البصيرة في دينه وتعظيم شعائره وشرائعه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-06, 15:45   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خطبها شخص ينوي ترك العيش في الغرب ، فهل تغادر معه أو تبقى في خدمة والدتها ؟

السؤال

عرفت أنه لا يباح العيش في بلاد الكفر ، وتقدم لي شخص يرغب في الهجرة من بلاد الكفر والعيش في بلد إسلامي ، فبدأت أمي بالبكاء عندما علمت بذلك ، وإذا شرحت لها أنه من الخطأ أن نعيش في تلك الدولة الكافرة لا توافقني

أعلم أنه يجب على طاعة والدتي ، وكذلك إدخال السرور عليها .

سؤالي: هل يجوز لي السفر مع زوجي إلى بلد إسلامي حتى وإن عارضت أمّي ذلك وأرادت لي البقاء والعيش معها في دولة كافرة ؟

إنها تعاني من مشاكل في ظهرها وليس لها ابنة غيري لتعتني بها . فهل أغادر مع زوجي ، أم أبقى إلى جوارها ؟


الجواب

الحمد لله

بر الوالدين فرض على المسلم والطاعة لهما في المعروف واجبة أيضاَ , وكذلك أمر الشارع بطاعة الزوج في المعروف ، وجعل طاعته أولى من طاعة الوالدين

فإذا سافر الزوج وأراد اصطحاب زوجته وجب عليها مرافقته والانتقال معه ، ما دام سيوفر لها الحياة المناسبة ، ولا ضرر عليها في هذا السفر .

قال الإمام مالك رحمه الله :

" وللزوج أن يظعن [ أي : يسافر ] بزوجته من بلد إلى بلد وإن كرهت ، وينفق عليها " .

انتهى من "تهذيب المدونة" (1/421) .

وقال ابن قدامة في "المغني" (8/181) :

"تَسْتَحِقُّ الْمَرْأَة النَّفَقَةَ عَلَى زَوْجِهَا بِشَرْطَيْنِ :

أَحَدُهُمَا : أَنْ تَكُونَ كَبِيرَةً يُمْكِنُ وَطْؤُهَا .

الشَّرْطُ الثَّانِي : أَنْ تَبْذُلَ التَّمْكِينَ التَّامَّ مِنْ نَفْسِهَا لِزَوْجِهَا , فَأَمَّا إنْ مَنَعَتْ نَفْسَهَا أَوْ مَنَعَهَا أَوْلِيَاؤُهَا

, فَلَا نَفَقَةَ لَهَا , وَإِنْ أَقَامَا زَمَنًا , فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ عَائِشَةَ وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ , وَلَمْ يُنْفِقْ إلَّا بَعْدَ دُخُولِهِ , وَلَمْ يَلْتَزِمْ نَفَقَتَهَا لِمَا مَضَى .

وَلِأَنَّ النَّفَقَةَ تَجِبُ فِي مُقَابَلَةِ التَّمْكِينِ الْمُسْتَحَقِّ بِعَقْدِ النِّكَاحِ , فَإِذَا وُجِدَ اسْتَحَقَّتْ , وَإِذَا فُقِدَ لَمْ تَسْتَحِقَّ شَيْئًا .

وَلَوْ بَذَلَتْ تَسْلِيمًا غَيْرَ تَامٍّ , بِأَنْ تَقُولَ : أُسَلِّمُ إلَيْك نَفْسِي فِي مَنْزِلِي دُونَ غَيْرِهِ ، أَوْ فِي الْمَوْضِعِ الْفُلَانِيِّ دُونَ غَيْرِهِ ، لَمْ تَسْتَحِقَّ شَيْئًا , إلَّا أَنْ تَكُونَ قَدْ اشْتَرَطَتْ ذَلِكَ فِي الْعَقْدِ ;

لِأَنَّهَا لَمْ تَبْذُلْ التَّسْلِيمَ الْوَاجِبَ بِالْعَقْدِ , فَلَمْ تَسْتَحِقَّ النَّفَقَةَ " انتهى باختصار .

ويتأكد هذا الحق للزوج ، إذا كان قد اشترط ذلك في عقد النكاح ، أو قبله ، ووافقت المرأة وأولياؤها عليه .

فيجب على المرأة طاعة زوجها بالسفر معه ، والاستقرار معه في البلد التي فيها معاشه ، مادام أنها تعيش بها حياة كريمة ، مع الاعتذار للوالدة برفق , والاجتهاد في برها ، وصلتها ، بما تقدر عليه .

وهذا كله ، فيما إذا كان الزواج قد تم فعلا ، وبنى بها ، أو عقد عليها .

لكن إن كان ذلك مجرد اشتراط في فترة الخطبة ؛ فينظر في الأمر : فإن كانت الوالدة تحتاج إلى قربك ، والسكنى معها في نفس مكان إقامتها ، وتتضرر بسفرك عنها

: فنرى ألا تفارقي أمك ، وأن تمكثي بقربها ، وتتزوجي حيث تقيم أمك ، ما دمتم تقدرون على إظهار شعائر دينكم ، وتأمنون على أنفسكم من الفتنة ، في البلد الذي تقيمون فيه .

نسأل الله تعالى أن ييسر لكم أمركم .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-06, 15:57   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

فشلت في حل مشاكلها مع زوجها بسبب شكوكه وعدم تقبله للنصيحة ، فهل الطلاق هو الحل؟

السؤال

أنا فتاة متزوجة منذ عام ونصف ، عن قناعة وحب وليس زواج تقليدي ، بدأت أشعر بالمشاكل النفسية والتي دفعتني للكتابة إليكم بعد 6 أشهر من الزواج ، ملخصها أنني أشعر

بالفشل في حياتنا الزوجية بسبب عدم القدرة على التفاهم والحوار بيننا ، وإيجاد الوسيلة المثلى لمواجهة المشاكل ، وحلها ، وإدارة حياتنا باستقرار، وذلك برغم عدم وجود اختلافات جوهرية

بيننا في مستوى التعليم أو الثقافة أو حتى الطباع والسلوكيات بصورة عامة ، ولكن سأحاول ذكر أسباب الفشل في النقاط التالية

مع العلم بأنني أحب زوجي جدا، وهو إنسان طيب وحنون وكريم ولا غبار على أخلاقياته : 1. زوجي متطرف جدا في التفكير تجاه المواقف الحياتية اليومية

ولا يملك أي ليونة ويسر في التعامل مع المواقف ، وردود أفعاله تتسم بالقسوة والانحراف .

والأمثلة كالتالي: - كنا معتادين على مقابلة أصدقائه ليجالسهم وأنا أجالس زوجاتهم ، مما خلق روح طيبة بين الجميع وحياة اجتماعية جيدة للغاية

وفي إحدى المرات كان بيننا خلاف أنا وزوجي وكنا ليلة عيد الأضحى ، وطلب زوجات أصدقائه السهر معي في منزلنا ، أبلغته ووافق

ولكن وبدون سبب تملكه شك أنني كنت أروي المشكلة التي كانت بيني وبينه لهم ، ومن وقتها قطع جميع الاتصالات بيني وبينهم وتغير أسلوب حياتنا بالكامل

وساء ظنون أصدقائنا بنا، وكل هذا بسبب شك ليس له أساس من الصحة ولا أي دليل ، وحين حاولت التحاور معه أكثر من مرة لم يستجيب أو يقتنع ، مع العلم بأنني لا يهمني إطلاقا إعادة التواصل معهم

ولكن أذكر ذلك كمثال فقط . - حدثت مشكلة بسيطة مع حارس البناية بسبب مواقف السيارات ومثلها مع صاحب المصبغة أسفل منزلنا وكذلك مع محل للأسماك ، وكانت ردود أفعالة متشابهة

معهم وهي النفور التام والمقاطعة والتعامل بجفاء وعنف ، وعندما تغير الحارس طلبت منه أن نخلق علاقة جيدة معه ونرسل له طعام وغيره ولكنه فاجئني برده "لا نخليه يخاف مننا أحسن"

! . 2. عنده شك دائم ومستمر من ناحيتي منذ شكه في أنني أفشيت أسرارنا لزوجات أصدقائه المرة الأولى "والتي أكرر لا يملك أي دليل عليها ولم تحدث إطلاقا"

وفي كل تصرف وفي كل همسة أضطر دائما لإيجاد الدلائل له على صدق كلامي والحلفان المستمر حتى يصدقني ، ومع ذلك لا يصدقني ، دائما عنده شعور أنني أكذب عليه ، وأخفي أشياء

وأبوح بأسرار ، وأتحدث مع ناس لا يرغب في التعامل معهم ، وأفعل تصرفات بدون علمه هو يرفضها ، دائما يتجسس على هاتفي ومحادثاتي ، وفي كل مشكلة يختمها ب

قوله :"لا تنسي أن تخبري أصدقائك ومن ثم تمسحي أرقامهم حتى لا أعلم " !!! ، شك دائم ومستمر وبدون أي أدلة ، يقتلني ويدمر أعصابي ويضغط عليا نفسيا، مما دفعني للعزلة

والبعد حتى عن الكثير من أصدقائي حتى أتجنب شكه الدائم ، وحاولت التحدث معه وتوصيل شعوري له ، وأنني لن أتقبل الشك مرة أخرى ، ولكن لا يتغير أبدا ، حتى أنه في جميع طلباته يختمها بقوله :

" أظن كلامي واضح "!! للترهيب في حالة عدم الاستجابة أو فعل شيء لا يرغبه ، ونتيجة هذا الشك فقد قطع كل صلة لي بعالمه ليس فقط أصدقائه

ولكن حتى أهله ، يبعدني عن التواصل المستمر والقرب منهم مما تسبب أيضا في حالة من الجفاء بيننا بسببه ، كأنه يرغب بعزلي تماما عن الناس لضمان عدم إفشاء أسراره !! وكل ذلك بدون دليل

. 3. زوجي غير مقتنع أساسا بفكرة وجود مشاكل في الحياة الزوجية ، بمعنى أنه على قناعة أنه حتى الاختلافات الصغيرة في الرأي يمكن تجنبها

وهذا مستحيل لأنه طالما هناك حياة وتعامل واختلاف في الطباع والآراء وسوء الفهم أو التواصل كل ذلك ممكن يؤدي لحدوث اختلافات

ولكن المهم من وجهة نظري هو كيفية التعامل معها باعتدال وهدوء ، وعدم إعطائها أكبر من حجمها ، وعدم التطرف في مواجهتها مثل "قطع العلاقات

البعد المستمر والهروب من المواجهة ، تحميل الأطراف الأخرى الذنب ، حتى نتمكن من حلها وضمان عدم تكرارها، زوجي لا يملك القدرة نهائيا على مواجهة المشاكل وحلها، ودائما يبتعد

عني لمدة تتجاوز الشهر في حالة حدوث مشكلة بسيطة ، ويرفض محاولاتي للحديث معه تماما، يذكرني بالشخص الذي كلما صادفته صخرة في طريقه ، بدلا من أن يتجاوزها

أو يزيحها ويستمر في طريقه ، فإنه يغير مسار حياته بالكامل على أمل أن لا يواجهها مرة أخرى . 4. اقتناعه بأنه ومن منطلق أنه لا يحب المشاكل ولا يسعى إليها فهو إنسان لا يخطئ أبدا

ويتصرف دائما بحسن نية ، والطرف الأخر هو المتسبب في المشكلة ؛ لأنه أساء الظن في تصرفاته ، بمعنى أنه دائما يحملني أنا ذنب أي مشكلة

ولا يعترف نهائيا بأخطائه بل أنا السبب لأنني لم أفهمه . وهل هذا منطق ؟ هل يوجد إنسان كامل لا يخطئ أبدا وكل تصرفاته مبررة ؟ ولو قمت أنا بنفس التصرف يقول

: إنني مخطئة ، وأسأت إليه و .. ، مع العلم بأنني تصرفت بنفس حسن النية الذي تصرفه هو. لماذا يتنصل دائما من تحمل مسئولية أخطائه ؟

لماذا يبيح لنفسه التصرف تحت مسمى حسن النية ويحرمه على الآخرين ؟

5. عدم تقبله النصح من أي طرف حتى أهله ، مما يعني أنني لا يمكن أن أدخل أي طرف بيننا لتوصيل وجهة نظري ، مما يحجمني عن محاولة حل المشاكل بيننا ؛ لأنه لا يقتنع بكلامي ويرفض

أساسا التعامل معي لمدة تتجاوز الشهر ، ولا يقبل أيضا تدخل طرف أخر. للعلم ، فإن زوجي في بيت أهله العديد من المشاكل ، مما أظن هو السبب في خوفه الدائم من المشاكل وعدم تقبلها

وإن كان يبعدني تماما عنها ، ولا يحاول أن يظهر تلك الصورة الحقيقية لأهله لي وأنا أعلم دائما بالصدفة ، مما أيضا يشكل ضغط دائم ومستمر عليه وعلى لرغبته في رسم صورة مثالية غير حقيقة لمنزل أهله .

لقد تعبت تماما من الحياة بهذا الشكل ، عدم تقبل المشاكل والقدرة على التعامل معها ، والشك دائم جعلني في حالة خوف مستمرة ، دائما أخاف أن أخطئ بكلمة أو همسة أو تصرف فتحدث مشكلة

أعاني من أثارها على مدى أسابيع كالعادة ، أخاف حتى في الحديث معه ، على قدر ما هو إنسان حنون وطيب وكريم إلا أنه متطرف جدا في التعامل عند الغضب أو المشاكل

وأرجوكم لا تنصحوني بمحاولة تجنبها ؛ لأنه من غير المنطقي أن لا تحدث مشكلة واحدة صغيرة على مدى حياتنا الزوجية ! أنا أيضا بشر ومن الممكن أن أتضايق من تصرفاته وأغضب من أي موقف

. ولكن ألا يحق لي الشكوى لمجرد تجنب مشكلة لا يستطيع هو مواجهتها ؟

وإن حتى فقدت أعصابي وأخطأت فهو نتيجة الخوف الدائم والضغط المستمر . ألا يحق لي أن يحتويني كما حاولت أن أحتويه دائما ؟ أليس حراما أن نقضي نصف عمرنا في البعد بسبب تجنب مواجهة المشاكل بدل حلها ؟

أرغب في الانفصال ؛ لأنني فشلت وتعبت وأعصابي دائما منهارة ، أصبحت في منتهى العصبية مع كل من حولي ، أشعر بالاختناق الدائم ، وعدم الأمان

برغم حبي الشديد له إلا أنني لا أرغب في استمرار الحياة معه

أشعر بالعجز ، ولأنني يحق لي أن أشعر بأنني إنسانة طبيعية ولست ملاكا كما هو متوقع مني أن أكون ، وإن كنت ملاكا، فيحق لي أن أعيش مع ملاك وليس إنسان . أرجوكم أفيدوني هل الانفصال هو الحل ؟


الجواب


الحمد لله

عام ونصف من الزواج ؛ وتظنين أنك قد استفرغت الجهد في البحث عن حل لمشاكلك الزوجية؟ إنها مدة غير كافية للخروج برؤية متكاملة

والحكم على فشل زواجك وفشلك في التغيير، فما زالت خبراتك الحياتية قيد التطوير ، وما زلت بصدد تعلم : كيف تواجهين مشاكل الحياة الزوجية .

أيتها الفاضلة ، لو أن كل امرأة وقفت منهارة أمام المشاكل الزوجية ، ورفعت الراية البيضاء منذ البداية ، ووجدت الحل في الانفصال ، لكانت أكثر نساء العالم مطلقات

فمن منهن قد تزوجت برجل يطابقها تماما : في كل الصفات ، وكل الحركات ، وكل السكنات ؟ ومَنْ مِنَ الأزواج لم يلاق قط عقبات خاصة في بداية الزواج ؟

السنتان الأوليان من عمر الحياة الزوجية مرحلة أولية للتعرف على طبائع الآخر ، ومحاولة متجددة لتفهم نفسانية من نعاشر ، وردود أفعاله ، وما يغضبه وما يفرحه

وهي حجر الأساس في علاقة زوجية هانئة مبنية على الود والتفاهم ، أو على أقل تقدير : حياة محتملة بقدر معقول ، لا يتعذر على كل طرف فيها أن يؤدي رسالته في الحياة ، ويقوم بواجبه نحو صاحبه .

ولعل في حالتك - أختنا الكريمة - ما يسهل عليك ذلك ، فعاطفتك تجاه زوجك كفيلة بأن تجعلك تحاولين وتحاولين ، إلى حين الوصول لكسبه ، ولتجاوز العقبات .

وفيما يلي بعض النصائح بخصوص ما تم عرضه من استشكالات:

1- ما أوردته من عنف وردة فعل عنيفة تجاه حارس العمارة وغيره

قد يكون من وجهة نظرك الأنثوية عنفا ، ومن وجهة نظره الرجولية : حزما وحسما في المواقف . ثم إن من لدغه الثعبان يوما يخشى دوما الاقتراب من الحبل

فلعل تجربته في الحياة أملت عليه ذلك التعامل مع الحارس وغيره ، واعتاد على التعامل لمدة طويلة بمنطق العنف والجفاء ، قد يكون فعلا مخطئا ، ومن حقك أن تنبهيه

لكن لا تنتظري –بين عشية وضحاها – أن يتغير ، ولا تفترضي أنه سيقتنع بكلامك ، خاصة إن لم تنتقي كلماتك ، وتتخيري ألفاظك لنصحه بشكل غير مباشر

فنصيحة المرأة لزوجها يجب أن تتسم بالذكاء ، وإلا لفهم منها أنها تفرض عليه وصايتها ، فتأتي النتائج ضد المراد ، واحمدي الله أن هذا العنف والجفاء لا يطالك أنت ، بل هو لأناس غرباء عنكم .

2- شكه في أنك قد أفشيت أسرارك لصديقاتك : قد يكون مبنيا على موقف أسأت فيه التقدير

فكنت المسؤولة بشكل غير مباشر في زرع الشك عنده تجاهك ، وقد يكون سبب ذلك طبيعته الشكاكة الموسوسة ، فاحرصي على الابتعاد عن كل ما يثير شكه ووسوسته

وإن استفحل الأمر ، فانصحيه بطريقة لبقة : بأن يعرض نفسه على طبيب نفساني ، فقد يكون السبب في ذلك اضطراب عنده ، يحتاج إلى نوع من العلاج .

3- من خلال حديثك عن تعاملكما مع المشاكل ، يتبين أن هناك اختلافا في طباعكما ، وفي طريقتكما في رؤية الأشياء ، وهذا أمر وارد ، وكثير أيضا ، ومن الممكن احتماله

والتعايش معه ؛ ما دام لم يصل للتنافر ؛ فأنت ـ عادة ـ ما ترين الأمور بنظارتك الأنثوية

وهو يراها برجولته ، ربما تكونين أكثر عمقا في إدراكك للأمور ، وحكمك عليها ، ويكون هو أكثر سطحية . ربما تكون شخصيتك تحليلية انتقادية ، وهو شخصيته تجاوزية .

كل هذا من اختلاف الطباع ، ولا يفترض أن يكون هناك تطابق تام بينكما ، بل الاختلاف سنة كونية ، والعاقلة من تستوعب ذلك الاختلاف

في حدود ما لا يمس جوهر الحياة الزوجية ، أو يتعذر معه معاشرة كل منكما لصاحبه بالمعروف ، كما أمر الله .

4- ربما كثرة تدقيقك وإحصائك هفواته تشعره بأنه محاصر

ولو كنت على حق ، فيؤدي به ذلك إلى إسقاط أخطائه عليك ، فحاولي عدم التدقيق معه وعدم محاصرته بأخطائه ، فقليل من التجاوز والتلطف لا يضر ؛ بل ينفعكما كثيرا في استمرار المعاشرة والمعايشة بينكما .

5- توصيفك لما يدور ببيت أهله من مشاكل ، ومن أنه قد يكون ذلك السبب في عدم تقبله أن يكون لديه مشاكل معه : قد يكون صحيحا

فاعملي أيتها الفاضلة على أن تبتعدي عن كل ما يحيي في نفسه تلك العقدة – إن كانت – ويؤججها، ولا ننصحك في حالتك هذه بتوسيط عائلته في فك نزاعكما

بل اعملي على أن يبقى الأمر بينكما ، فليست هذه من المشاكل التي تستدعي تدخلا من ثالث ، بالإضافة إلى أنك تعلمين الآن سبب تركيزه على عدم إفشاء أسراركما

وغضبه أشد الغضب من ذلك ، فاعملي على أن تبقى مشاكلك وأسرارك بينكما فقط ، والأيام كفيلة بجعله بتغير ، ومساعدتكما على تجاوز مثل هذه المنغصات .

أختنا الكريمة

إن من السهل أن تقولي : إنك غير قادرة على الاستمرار ، وإنك تودين الانفصال عن زوجك ، فقط اجلسي مع نفسك واسأليها في حالة صفاء

فستجيبك بأنك لن تكوني أحسن حالا في بعده ، وسوف يكون عيشك أشد قسوة

وأكثر تنغيصا ، سوف تعيشين مرارة امرأة مطلقة ، ليس من اليسير أن تجد الخيارات المناسبة ، بل ربما تقبل بعد ذلك بما : يمشي الحال ، والسلام !!

وأما قسوة المعاناة المجتمعية : فاسألي عنها المطلقات ، والعوانس ، في مجتمعات نقص فيها قدر كبير من المودة والشفقة ، والأخلاق الكريمة ، والتكافل ، وتفهم طبيعة الأمور .

حبك له يستدعي تضحية وبذلا إلى حين تفهمك نفسياته وحاجاته ، فلا تيأسي من الحوار ، وساعديه على أن يفهمك ، ويفهم ما يزعجك منه ، وما يقف حاجزا دون إحساسك بالاستقرار والأمان .

هو أمر شاق بالتأكيد ، فالتعامل مع الطباع من أصعب المشكلات التي تواجه الأزواج ،لأننا نكون في انتظار تغير شيء ليس بأيدينا نحن

إنما هو بيد الآخر ، ولا ضمان لنا في التغيير إلا أن يكون الآخر مستعدا راغبا في التغيير

معترفا بالتقصير وبالخطأ ، وليس من السهل الوصول إلى إقناعه إلا بتوفيق من الله ومدده ، لكن لا شيء مستحيل مع الإصرار وتكرار المحاولة بعد التوكل على الله والاستعانة به تعالى

فاستهدي بربك ، وأكثري من الاستغفار والأذكار، واستعيني به سبحانه ، وألحي عليه في سجودك أن ييسر لك زوجك وأن يقر به عينك وأن يجمع بينكما فيما يحبه ويرضاه .

إننا نقول لك : إن قرار الانفصال : هو أمر سابق لأوانه كثيرا ، ومن الممكن تجاوزه ، بشي من الصبر ، والمحاولة .

وانظري للفائدة جواب السؤالين القادمين

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-06, 17:53   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
chakib10
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ياخويا بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز *مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب😘










رد مع اقتباس
قديم 2019-01-07, 17:44   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة chakib10 مشاهدة المشاركة
ياخويا بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز *مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب😘
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-07, 17:47   رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



زوجها عصبي بماذا تدعو له

السؤال

تزوجت أختي وبعد زواجها بفترة أصبح زوجها عصبياً جدا حتى وصل إلى درجة العنف فهل هناك دعاء أو سورة يمكن أن تقرأه حتى تنقذ زواجها وتعود حياتها كما كانت ؟

الجواب

الحمد لله

ليس هناك سورة مخصوصة تتلى أو دعاء مخصوص للحالة المذكورة

ولكن يمكن أن تدعو هذه الزوجة لزوجها بما يفتح الله عليها ، كأن تقول : اللهم أذهب عنه الغضب

اللهم اجعله حليماً ، اللهم أنزل عليه السكينة ، وتناشد ربها بأسمائه الحسنى وتتضرّع إليه لتجتهد في تحري أوقات الإجابة كثلث الليل الأخير

وآخر ساعة من يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، وفي السجود في الصلاة ونحو ذلك

نسأل الله أن يُصلح حالهما ، وصلى الله على نبينا محمد .

: الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-07, 17:53   رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كيف تتصرف مع زوجها الذي يشك فيها ؟

السؤال

أنا متزوجة منذ أكثر من عشرين عاماً ، ومؤخراً بدأ زوجي يشك فيَّ بطريقة جنونية وبدون سبب ، فأصبح يتنصت على مكالماتي ، ويتفحص جوالي ورسائلي

ويتبعني من مكان لآخر ، ويصرخ في وجهي دون أي سبب ، بل بلغ به الحد أن يضع مسجلاً صوتيّاً في سيارتي لتسجيل ما أقول ، فلا أدري إن كان هذا أمراً طبيعيّاً أم إنه أصيب بمكروه ؟!

لقد نصحته بالذهاب إلى الطبيب ولكنه رفض ، فما نصيحتكم ؟ .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

إذا بلغ الشك بين الزوجين إلى الحال التي تصفينها ، فإن ذلك من أعظم أسباب انحراف الحياة الزوجية عن سبيل السكن والمودة والرحمة

إلى جحيم الظنون والهواجس والمتاعب ، وغالبا ما يؤدي ذلك إلى هدم البيت من أصله
.
ولهذا نقول : لا يحل للزوج أن يشك في تصرفات وأفعال وأخلاق زوجته بما يسيء لها في شرفها وعرضها من غير أدلة يقينية أو أمارات ظاهرة

والواجب عليه أن يتقي الله تعالى وأن يحكم بالعدل وأن يحذر من مخالفة الشرع في وجوب اجتناب ظن السوء ولو قلَّ ، وهذا الظن السيء قد يقوده إلى أفعال محرمة كالتجسس والقذف

وكل تلك المنهيات ثابتة في الشرع بأوضح عبارة وأوجزها وأبلغها ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم وَلا تَجَسَّسُوا ) الحجرات/ 12

وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور/ 23 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - :

" نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين ؛ فـ ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) وذلك كالظن الخالي من الحقيقة ، والقرينة ، وكظن السوء الذي يقترن به كثير من الأقوال

والأفعال المحرمة ، فإن بقاء ظن السوء بالقلب لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك ، بل لا يزال به حتى يقول ما لا ينبغي ، ويفعل ما لا ينبغي ، وفي ذلك أيضاً : إساءة الظن بالمسلم ، وبغضه ، وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه .

( وَلا تَجَسَّسُوا ) أي : لا تفتشوا عن عورات المسلمين ، ولا تتبعوها ، واتركوا المسلم على حاله ، واستعملوا التغافل عن أحواله التي إذا فتشت : ظهر منها ما لا ينبغي "

انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 801 ) .

فالواجب على الزوج أن يقطع شكَّه ووسوسة الشيطان له تجاه زوجته بدفعه والتخلص منه بما يعلمه من صلاحها وعفتها ومحافظتها على شعائر دينها ، ويمكنه أن يواجهها بسبب ما يقع في قلبه من شك وريبة

فلعلَّه أن يزول بكلمة أو توضيح لموقف منها ، وما أكثر ما يكون الظلم للآخرين بخطأ التحليل وسوء التقدير مع الجهل بأحكام الشرع الحنيف ، ولنتأمل ما حصل من صحابي جليل عرَّض بامرأته بأمارة ضعيفة

ولنتأمل كيف أنه راجع في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستسلم للوساوس والشكوك

وأخيراً كيف كانت تلك المشاورة والمراجعة مفيدة في نقاء قلبه وصلاح أسرته بأن زال ما في قلبه من الشك ، وهي حادثة عظيمة ينبغي أن تكون درساً بليغاً لأصحاب الشكوك والوساوس .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلَامٌ أَسْوَدُ فَقَالَ :

( هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ ) قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ ( مَا أَلْوَانُهَا ) قَالَ : حُمْرٌ ، قَالَ ( هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ ) قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ ( فَأَنَّى ذَلِكَ ) قَالَ : لَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ قَالَ ( فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ ) .

رواه البخاري ( 4999 ) ومسلم ( 1500 ) .

الأوْرق : السواد غير الحالك .

لقد شك هذا الرجل في امرأته ؛ لأنه رأى ابنه منها أسود اللون ، على غير لون أبيه

فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن عوامل الوراثة لا تقتصر فقط على ملامح الأبوين القريبين ؛ بل ربما امتدت فأخذت من الأصل البعيد ، وخالفت الوالد القريب .

قال أبو العباس القسطلاني – رحمه الله - :

" وفائدة الحديث : المنع عن نفي الولد بمجرد الأمارات الضعيفة ، بل لا بد من تحقق ، كأن رآها تزني ، أو ظهور دليل قويّ ، كأن لم يكن وطئها أو أتت بولد قبل ستة أشهر من مبدأ وطئها أو لأكثر من أربع سنين "

انتهى من " إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري " ( 8 / 173 ) .

فالوصية للزوج : أن يتقي الله تعالى ، وأن يستعيذ به من الشيطان الرجيم

وعليه أن لا يلتفت لما يقذفه الشيطان من وساوس في قلبه ، وعليه إما أن يمسك زوجته بالمعروف أو يسرحها بإحسان ، ومن ازدادت عليه الوساوس والشكوك فليراجع طبيباً نفسيّاً موثوقاً به فهو أفضل .

سئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :

ما الحكم فيمن يشك في براءة زوجته من خيانته ، هل يطبق عليه حكم القذف ، وإن كان قد تأكد من براءتها وندم على سوء ظنه بها : فماذا عليه أن يفعل ؟ .

فأجاب : " مجرد الشك والوسواس من غير أن يتلفظ الإنسان بشيء : هذا لا يسمى قذفًا ، ولكن على الإنسان أن يبعد عن نفسه الشكوك والوساوس ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان

والأصل في المسلمة العدالة ، والأصل في المسلمة الأمانة ، فمجرد الشكوك والأوهام والوساوس : هذه من الشيطان ، فعليه أن يستعيذ بالله من ذلك ، ولا يعتبر هذا قذفًا ، إنما القذف لو تلفظ ورماها بالزنى صريحاً

فهذا هو القذف ، أما مجرد الشكوك والوساوس : فهذه عليه أن يتركها وأن يرفضها وأن يستعيذ بالله منها "

انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزان " ( 2 / 730 ).

ثانياً:

أما أنتِ - أختنا السائلة – فاعلمي أن شك الأزواج بزوجاتهم له أسبابه الكثيرة وليس الأمر محصوراً فيما تفعله الزوجة أو تقوله مما يجعله يشك فيها ، ومن تلك الأسباب :

أ. أحلام يراها في منامه أن زوجته تزني ! .

ب. وجود علاقات محرَّمة له قبل الزواج مما يجعله يشك بعموم النساء .

ج. كثرة قراءته وسماعه لقصص الخيانات الزوجية .

د. إصابته بأمراض نفسية ومن أعظمها الوسواس القهري .

هـ. تدخل شياطين الإنس في حياته بكلام السوء لإفساد حياته الزوجية

والذي ننصحك به هنا أمور :

1. الصبر على أذى الزوج.

2. أن تلاطفيه في الإنكار عليه وأن لا تقابلي الشك بالشدة والعنف
.
3. الدعاء له بأن يهديه ربُّه تعالى ويصلح حاله وقلبه .

4. بُعدكِ عن مواضع الاتهام ، كالحديث بالجوال بعيداً عنه بما يُدخل الشك في قلبه

وهو – أي الجوال – أكثر وسيلة لإفساد الناس ، فلك أن تمنعيه من التنصت على المكالمات لكن لا تبتعدي عنه حين تكلمين إحدى صديقاتك - مثلاً -

ولا تطلعيه على الرسائل الخاصة وفي الوقت نفسه لا تغلقي الجوال بالكلية عليه فيشعر أن هناك ما تخفيه عليه منها ، ولو تخلصتِ من الجوال بالكلية فهو أفضل ؛ ليطمئن قلبه ولتثبتي له أنكِ تريدين الخير له ولأسرتك .

5. رفع التهمة عنكِ إذا حصل ما يمكن أن يُفهم منه ريبة ، فتخبرينه –

مثلاً - باسم المرأة التي زارتك وابنة من تكون ؛ حتى لا يقع في قلبه ما يجعل الريبة تدخل فيه ، ورفع التهمة عن النفس ليس مما يُعاب به المرء ، وكيف يكون ذلك كذلك وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ؟! .

عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ لِأَنْقَلِبَ فَقَامَ مَعِيَ لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي

ارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ) فَقَالَا : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ

قَالَ ( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا - أَوْ قَالَ شَيْئًا - ) .

رواه البخاري ( 3107 ) ومسلم ( 2175 ) .

قال النووي - رحمه الله - :

" وفيه : استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان ، وطلب السلامة ، والاعتذار بالأعذار الصحيحة ، وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق ، وقد يخفى أن يبين حاله ليدفع ظن السوء "

انتهى من " شرح مسلم " ( 14 / 156 ، 157 ) .

6. توسيط العقلاء من أهلك أو أهله أو منهما جميعاً لإيقافه عن شكوكه ونصحه ووعظه وإعلامه بعواقب ما يفعل دنيا وأخرى .

7. وفي حال استمرار زوجك على شكوكه ووساوسه وعدم قدرتك على الصبر على أذيته لكِ ؛ فإن ذلك مما يبيح لك فراقه ؛ فمن أعظم البأس والشدة التي تحياها المرأة مع زوجها : ما تصفينه من الشك فيك .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-07, 17:58   رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خطبها قريبها وفيه كل صفات الزوج المناسب وتشعر بأنها لا تحبه، وتريد النصيحة

السؤال

إنني فتاة في الـ19 من عمري , وأنا الآن أدرس في السنة الاولى من المرحلة الجامعية , عندما كنت في الثانوية العامة تقدم لخطبتي ابن خالتي , وهو شاب يملك جميع المميزات التي تغري أي فتاة , أدب وأخلاق ووسامة ودين ... الخ .

ولكنني وبكل صدق لا أميل له كثيرا , بل دائما ما يخالجني شعور قوي بأنني لا أحبه ، وأنني سأقابل شخصا آخر , وحاولت كثيرا أن أجاريه ، وأن استمع إليه ( خصوصا وأنه يكلمني كل يوم )

ولا ألبث أن أشعر بميل بسيط ، حتى أنزعج مرة أخرى , أرد عليه وأنا لا رغبة لي في ذلك , يجاملني بكلام ، وأنا أنافق في الرد , أتكلم لمجرد الكلام بدون مشاعر أو أحاسيس تجاهه . بقيت على هذه الحالة حتى الآن

, ولكن مشاعر الرفض ازدادت عليَّ هذه الفترة بشدة , أصبحت لا أنام , ولا أريد الاختلاط بأحد , ومنطوية , ودائمة البكاء , من أكبر المشكلات في موضوعي هذا :

هو أنني لا أستطيع أن أرفض بتاتا ، سوف تكون كارثة مأساوية على العائلة , وسوف ينتقدني الجميع ، خصوصا وأنه بنظرهم شاب لا يرفض ، بل الكل يتمناه ويريده ,

أخبرت أمي و أبي بالموضوع ونصحوني بالاستخارة ,

صليت كثيرا ولكن الموضوع بدأ يتأزم أكثر فأكثر ، فالظروف والعلامات : أنه لا مجال لفض الموضوع من طرفه هو. أرجوكم ، انصحوني فوالله لقد وصلت بي الحال إلى ما لا يرضاه أحد .


الجواب

الحمد لله

أختنا الفاضلة
.
قرأنا رسالتك وأعدنا قراءتها ، فلم نجد سوى حيرة غير مبررة أمام شاب قد جمع من المواصفات ما يجعل أية فتاة مكانك تقبل من غير تردد : دين وخلق وأدب ووسامة ومن أسرة معروفة حيث إنه ابن خالتك ..

. ويا ليتك في المقابل أشرت إلى نقطة واحدة مقنعة تكون الفيصل لمساعدتك في اتخاذك قرارك النهائي في فسخ الخطبة ، وهذا ما لم يحصل في رسالتك ، بل كان كل دافعك في الرفض مبينا في عبارتك

: " ولكنني وبكل صدق لا أميل له كثيرا , بل دائما ما يخالجني شعور قوي بأنني لا أحبه وأنني سأقابل شخصا آخر"
نعم ، هناك قدر من الحيرة الطبيعية التي تصيب الإنسان عادة

عند اتخاذ القرارات المصيرية في الحياة ، لكنك وأنت تؤكدين من جهة على خلوه من الصفات التي تزهد فيه بنات جنسك ، ومن جهة على تحليه بما يرغب فيه

ومع ذلك فأنت زاهدة لا لسبب إلا لأنك ربما ستقابلين شخصا آخر ؛ فما الذي تنتظرينه في الشخص الآخر ، وليس في هذا الذي بين يديك؟ ما المواصفات التي تطمع فيها الأنثى في فارس أحلامها ، وليس في هذا ؟

وما أدراك أن هذا الرجل الآخر الذي ستقابلينه- إن قدر الله لك مقابلته- سيكون بمواصفات خطيبك أو حتى بجزء منها ؟ ما الذي يجعلك متأكدة من أنك ستقابلين رجلا آخر تميلين إليه

ويميل إليك ويكرمك ، ولا تُمضين عمرك حسرة على فرصة قد ضيعتها يوما من بين يديك ، من أجل انتظار المجهول ، الذي لا تعلمين كنهه ، ولا زمانه ، ولا مكانه !!

ما أغربك أيها الإنسان ، تتعلق بالمفقود ، وتتمسك بالجنون ، ويأسرك المجهول ، وتريد أن تجعل الحقيقة وليدة وهم .
لا نراك ، أيتها الفاضلة ، إلا مستكثرة للسعادة على نفسك

متناسية أن الميول العاطفي والعاطفة الجياشة تأتي مع العشرة الطيبة

وتمليها المواقف الحياتية ، ضاربة عرض الحائط ، من غير قصد ، بالأدب الشرعي : أن تحرصي على صاحب الدين والخلق ، فكيف إذا كان من أصلك الذي تعرفينه ؟!

إن حالة التقلب بين الرفض والقبول وبين الطمأنينة وعدم الرغبة ، هي حالة طبيعية تصيب كل الفتيات في سنك الصغيرة وهن مقبلات على الزواج ، فأمامهن حياة جديدة يكتنفها الغموض وتسبح في المجهول .

عالم لا تعرفين عنه شيئا ورجل دخيل على حياتك التي قضيتها بين والديك هانئة مطمئنة

فإذا بك أمام الاختيار واتخاذ القرار، لكنها كانت ستبقى عادية وطبيعية لولا أنك قرنتها بإحساسك بأنك ستقابلين شخصا آخر .

أختنا الكريمة

إنما نحن هنا لمساعدتك على فهم موقفك ؛ أما اتخاذ القرار النهائي : فيرجع لك وحدك

وليس لأحد أن يقرر عوضا عنك ، فننصحك بأن تجلسي مع نفسك جلسة صفاء تجردين فيها كل الصفات الإيجابية لخطيبك ، وكل الصفات السلبية التي لم تذكريها هنا ، وأن ترجحي بينهما .

وإنا لنرجو من الله : أنك متى استعذت بالله من وساوسك ، واخترتيه لدينه وخلقه ، كما أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ، وكتبه الله لك ؛ أن يجعل الله لك فيه خيرا كثيرا ، وأن يبارك لك فيه .

وإن بدا لك – بعد طول تأمل لما أنت فيه ، وبعد كل ما قيل لك – أنك غير قادرة على المواصلة : فالقرار بعدم المسير ، يكون من الآن ، وليس بعد ذلك ، من الآن : قبل أن تتعقد الأمور

قبل أن يكون هناك زواج ، لا ينتظر نجاحه ، أو يكون هناك أولاد ، عرضة للضياع .

ثم لا تـنتظري من أحد أن يأخذ القرار بدلا منك ؛ ولا تتركي نفسك للهموم ، والقلق ، والكآبة ، بل تحلي بالشجاعة الكافية ، لاتخاذ قرار أنت تقتنعين به ، وتتحملين نتائجه

واستعيني بالله في شأنك كله ، واستلهميه الهدى والرشاد ، واسألي الله في كل سجود أن يختار لك فإنك لا تحسنين الاختيار ، وأن يرضيك بقضائه سبحانه .

وينظر للفائدة جواب الأسئلة :الثلاثة القادمة

وفقك الله لما فيه خيري الدنيا والآخرة .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-01-07, 18:01   رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مواصفات الزوج المسلم

السؤال

أنا فتاة عمري 18 عاما وقد طُلبت للزواج 5 مرات ورفضتهم جميعاً لأنني كنت صغيرة والآن أفكر بالزواج

وسؤالي هو :

ما هو الشيء الذي يجب أن أبحث عنه لكي أحصل على مسلم جيد ؟

ما هي أهم الأشياء ؟.


الجواب

الحمد لله

نشكر لك حرصك أيتها الأخت السائلة على تحري الصفات التي تعينك على اختيار زوج صالح إن شاء الله تعالى

وفيما يلي ذكْر أهم الصفات التي ينبغي توفرها فيمن تختارينه أو ترضين به زوجا لك ويكون أبا لأبنائك إن قدر الله بينكما أبناء .

- الدين : وهو أعظم ما ينبغي توفره فيمن ترغبين الزواج به ، فينبغي أن يكون هذا الزوج مسلما ملتزما بشرائع الإسلام كلها في حياته ، وينبغي أن يحرص ولي المرأة على تحري هذا الأمر دون الركون إلى الظاهر

ومن أعظم ما يُسأل عنه صلاة هذا الرجل ، فمن ضيّع حق الله عز وجل فهو أشد تضييعا لحق من دونه ، والمؤمن لا يظلم زوجته ، فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها ، وقلَّ وجود ذلك في غير المسلمين الصادقين .

قال الله تعالى : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم )

وقال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

وقال تعالى : ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي 866 وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1084 .

- ويستحب مع الدّين أن يكون من عائلة طيبة ، ونسب معروف ، فإذا تقدم للمرأة رجلان درجتهما في الدين واحدة

فيُقدَّم صاحب الأسرة الطيبة والعائلة المعروفة بالمحافظة على أمر الله ما دام الآخر لا يفضله في الدين لأنّ صلاح أقارب الزوج يسري إلى أولاده وطِيب الأصل والنّسب قد يردع عن كثير من السفاسف

وصلاح الأب والجدّ ينفع الأولاد والأحفاد : قال الله تعالى : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك

) فانظري كيف حفظ الله للغلامين مال أبيهما بعد موته إكراما له لصلاحه وتقواه ، فكذلك الزوج من الأسرة الصالحة والأبوين الكريمين فإن الله ييسر له أمره و يحفظه إكراما لوالديه .

- وحسن أن يكون ذا مال يُعفّ به نفسه وأهل بيته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها لما جاءت تستشيره في ثلاثة رجال تقدموا لخطبتها :

( أما معاوية فرجل تَرِب ( أي فقير ) لا مال له .. ) رواه مسلم 1480 .

ولا يشترط أن يكون صاحب تجارة وغنى ، بل يكفي أن يكون له دخْل أو مال يعفّ به نفسه وأهل بيته ويغنيهم عن الناس . وإذا تعارض صاحب المال مع صاحب الدين فيقدّم صاحب الدين على صاحب المال .

- ويستحب أن يكون لطيفا رفيقا بالنساء ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس في الحديث السابق : ( أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه ) إشارة إلى أنّه يُكثر ضرب النّساء .

- ويحسن أن يكون صحيح البدن سليما من العيوب كالأمراض ونحوها أو العجز والعقم .

- ويستحب أن يكون صاحب علم بالكتاب والسنة ، وهذا إن حصل فخير وإلا فإنّ حصوله عزيز .

- ويجوز للمرأة النظر إلى المتقدم لها كما يستحب له ذلك ، ويكون هذا النظر بوجود محرم لها ولا يجوز التمادي في ذلك بأن تراه وحدها في خلوة أو تخرج معه لوحدها أو أن يتكرر اللقاء دون حاجة لذلك .

- ويشرع لوليّ المرأة أن يتحرى عن خاطب موليته ويسأل عنه من يعاشره ويعرفه ممن يوثق في دينه وأمانته ، ليُعطيه فيه رأيا أمينا ونُصْحا سديدا .

- وقبل هذا كله ومعه ينبغي التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء واللجوء إليه سبحانه أن ييسر لك أمرك وأن يعينك على حسن الاختيار ويلهمك رشدك

ثم بعد بذل الجهد واستقرار رأيك على شخص بعينه يُشرع لك استخارة الله عز وجل

ثم التوكل على الله عز وجل بعد استنفاذ الجهد فهو نعم المعين سبحانه . جامع أحكام النساء للشيخ مصطفى العدوي مع زيادة .

نسأل الله العلي القدير أن ييسر لك أمرك ويلهمك رشدك ويرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد .

: الشيخ محمد صالح المنجد









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-01-07 في 18:08.
رد مع اقتباس
قديم 2019-01-07, 18:04   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لم تشعر برغبة في الشخص المتقدم لها فهل تكمل المشوار

السؤال

سأقدر حقيقة إجابتك على سؤالي عندما يسمح وقتك. لقد جلست مع (قابلت) أحد المسلمين وكان يرغب في الزواج بي. لقد شعرت بخيبة الأمل وبانقباض. وأيضا، فلم يكن عندي أية مشاعر تجاهه، ولم أكن متشجعة للقبول به.

هذا الرجل صاحب دين وخلق. وكل الذين يعرفونه يثنون عليه.

وأظن أن سؤالي هو : كيف للفتاة أن تعرف إن كانت تريد أن تتزوج من شخص ما ؟ أرجو أن تجيب على سؤالي .

فهو سؤال يصعب الوصول إلى إجابة عليه .

أتساءل مع نفسي ، هل أنت متأكدة تماما ؟

هل عندك أي مشاعر (من نوع ما) تجاهه ؟ ماذا إذا لم تجدي أي شعور تجاهه أبدا ؟

(أنا لا أتحدث عن الرغبة الجنسية ) .

هل عليك أن تتزوجي بذلك الشخص، حتى وإن لم تكوني متشجعة للزواج به؟

وأيضا، فأنا لم أجلس معه (أقابله) إلا مرة واحدة فقط .

فهل يكون لذلك علاقة لعدم تشجعي للزواج به؟.


الجواب

الحمد لله


لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه" وقال : "فاظفر بذات الدين" والخطاب للرجال يشمل النساء .

فمتى وجدت الفتاة الشاب الذي ترضى دينه وأمانته وخلقه فعليها أن تقبل به زوجاً، ومما يعين الفتاة على ذلك أن تسأل عن هذا الرجل من يعرفونه عن قرب

فإن اللقاءات العابرة، وخاصة حين تكون مصحوبة بالرغبة في الزواج في الأغلب تسيطر عليها المجاملات والتصنع ، وقل أن يظهر فيها الإنسان بسجيته وطبيعته .

الشيخ محمد الدويش .

كما أن الفتاة قد تشعر برهبة عند التفكير في الاقتران بشخص ما ويكون عندها تخوُّف لأجل أن القضية مصيرية فلا تمنعك هذه الرهبة من الموافقة إذا كان صاحب دين وخلق .

وننبهك أيضاً على قضية جلوسك مع هذا الشخص التي ذكرتيه في مقدمة سؤالك فإن كان جلوس الخاطب مع المخطوبة بحضور من تزول الخلوة به مع حجاب كحجاب الصلاة

لفترة تكفي أن يحكم الطرفان فهذا صحيح ومشروع ، وإن كان غير هذا فالحذر الحذر .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc