حوادث التفجير في ميزان الإسلام - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حوادث التفجير في ميزان الإسلام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-05, 21:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










B11 حوادث التفجير في ميزان الإسلام

حوادث التفجير في ميزان الإسلام
إنَّ الحدث الأليم والتفجير المدمِّر الذي حدث في مدينة الرياض ليلة الثلاثاء الموافق 12/3/1424 والذي راح ضحيته عددٌ من الأنفس المعصومة وتلف عددٌ من الأموال المحرمة يُعدُّ عملاً إجراميًّا ، ونوعاً من البغي والعدوان، وضرباً من الفساد في الأرض ، وأمراً مخالفاً للدِّين الإسلامي الحنيف في غاياته الرشيدة وأحكامه السديدة وآدابه الحميدة ؛ وفيما يلي عرضٌ لجانب من أدلَّة الشريعة الدَّالَّة على فساد هذا العمل وعظَم هذا الجُرم ، وبيان حال هذه الجريمة وحكمها في ميزان الإسلام .

1- في الإسلام أمرٌ بالعدل والإحسان والرحمة ، ونهي عن المنكر والبغي ، كما قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النحل:90] ، وهذا العمل الإجرامي لا عدل فيه ولا إحسان ولا رحمة ، بل هو منكر من الفعل وبغيٌ في العمل .

2- وفي الإسلام تحريم للعدوان ونهي عن الظلم ، كما قال تعالى: { وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [البقرة:190] ، وفي الحديث القدسي : ((يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا)) [1] ، وهذا العمل قائمٌ على العدوان ، مبنيٌّ على الظلم.

3- وفي الإسلام تحريمٌ للفساد في الأرض، كما قال تعالى: { وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ } [البقرة:205] ، وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } [البقرة:11] ، وهذا العمل نوعٌ من الفساد في الأرض ، بل هو من أشدِّ ذلك وأنكاه.

4- ومن قواعد الإسلام العظيمة (( دفع الضرر )) ، ومن شواهد ذلك في السنَّة قول النَّبيِّ صلى الله عليه و سلم: ((لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ)) [2] روي عن غير واحد من الصحابة مرفوعاً . وعن أبي صرمة صاحب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ)) [3] ؛ فإنَّ الجزاءَ من جنس العمل، وكما يدين المرء يُدان ، فلا يحلُّ لمسلم أن يضارَّ مسلماً لا في قول ولا فعل، وفعلة هؤلاء قائمة على أعظم الضرر وأفظع الإضرار.

5- ومن قواعد الإسلام العظيمة جلب المصالح ودرء المفاسد ، وعمل هؤلاء لا مصلحة فيه ولا منفعة ، ومفاسدُه لا حصر لها.

6- وفي الإسلام تحريم لقتل النفس (( الانتحار )) ، قال الله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } [النساء:29-30] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا )) [4] ، وهؤلاء قتلوا أنفسهم في هذه الجريمة النَّكراء.

7- وفي الإسلام تحريم لقتل الأنفس المسلمة المعصومة بغير حقٍّ ، قال الله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ } [الإسراء:33] ، وقال في أوصاف المؤمنين عبادِ الرحمن: { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا } [الفرقان:68-69] ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ : النَّفْسُ بِالنَّفْسِ ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ)) [5] ، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ)) [6] ، وكم من مسلم قُتل في هذه الجريمة.

8- وجاء الإسلام بالرحمة، وأنَّ من لا يرحم لا يُرحَم ، وأنَّ الراحمين يرحمهم الرحمن ، وفي هذا المعنى أحاديث عديدة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تُنزَع الرحمة إلاَّ من شقيٍّ)) [7] بل إنَّها رحمةٌ شملت حتى البهائم والدواب ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من رحم ولو ذبيحة رحمه الله يوم القيامة )) [8] ، وعن قرة قال : قال رجلٌ : يا رسول الله، إنِّي لأذبحُ الشاةَ فأرحمها ، قال صلى الله عليه وسلم : (( والشاةُ إن رحمتَها رحمَك الله )) [9] ، وغُفر لرجل بسبب رحمته لكلب رآه يأكل الثرى من شدَّة العطش، فنزل بئراً فملأ خفَّه ثم أمسكها بفيه فسقى الكلبَ فشكر الله له فغفر له [10] ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ ، فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا ، فَجَاءَتْ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (( مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا )) [11] فانظر إلى هذه الرحمة العظيمة التي دعا إليها الإسلام ، ثم تأمَّل ما قام به منفِّذوا هذه الجرائم ؛ أطفال يُتِّموا، ونساء رملن، وأرواح أزهقت، وقلوب روِّعت، وأموال أُتلفت، فأين رحمةُ الإسلام لو كان يعقلون.

9- وفي الإسلام نهيٌ عن ترويع المؤمنين وإرعاب المسلمين، فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ فَفَزِعَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا )) [12]. وكم من مسلم رُوِّع وفزِع وفُجِع تلك الليلة .

10- وفي الإسلام نهيٌ عن حمل السلاح على المؤمنين ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال : ((مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا)) [13] ، وعن أبي موسى رضي الله عنه : عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أَوْ فِي سُوقِنَا وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا أَوْ قَالَ فَلْيَقْبِضْ بِكَفِّهِ أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ )) [14] ، في هذه الجريمة إلقاء للمتفجِّرات المهلكة والأسلحة المدمِّرة في أوساط المسلمين وداخل مساكنهم.

11- جاء في الإسلام النهي عن الإشارة إلى المسلم بسلاح أو نحوه ، سواء كان جادًّا أو مازحاً ، وعن تعاطي السيف مسلولاً ، حفظاً للناس وتحقيقاً للسلامة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ)) [15] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه يقول : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ )) [16] ، وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يُتعاطى السيف مسلولاً [17] ، وكلُّ ذلك من باب المحافظة ؛ لئلاَّ يقع إضرارٌ غير مقصود ، وتأمَّل الوعيد: ((فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ))، ((فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ))، فكيف إذاً بمثل هذه الجرائم الشنيعة، والإضرار المتعمد.

12- وفي الإسلام تحريمٌ للخيانة والغدر، قال الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ } [الأنفال: 58] ، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا } [النساء:107] ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ ، أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْرًا مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ)) [18] ، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : سمعتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُنْصَبُ بِغَدْرَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) [19] ، وعن بُريدة رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : (( اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا ...)) [20] ، وما أعظمَ الغدر الذي قام به هؤلاء ، وما أشدَّ خيانتهم .

13- وفي الإسلام تحريمٌ لقتل الصبيان والنساء والشيوخ الكبار، ففي حديث بُريدة ((وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا )) ، وعن ابن عمر رضي الله عنهما : ((أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ)) [21] ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً ... )) [22] ، وفي هذه الجريمة لم يُفرَّق بين صغير وكبير، ولا ذكَر وأنثى، بل ذهب ضحيَّتها من الكبار والنساء والأطفال.

14- وفي الإسلام حفظٌ للمواثيق والعهود، وتحريمٌ لقتل المعاهَدين والمستأمَنين ، قال الله تعالى : { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا } [الإسراء:34] ، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ } [المائدة:1] ، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا)) [23] ، وعن عمرو بن الحمِق الخزاعي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من آمن رجلا على دمه ، فقتلَهُ فأنا بريءٌ من القاتل ، وإن كان المقتول كافراً )) [24] ، ومَن دخل من الكفار ديار المسلمين بعقد أمان أو بعهد من وليِّ الأمور لا يجوز الاعتداء عليه، لا في نفسه ولا في ماله، وأهل الإسلام ذمَّتهم واحدة . فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ... )) [25] ، وهؤلاء المعتدون لم يُراعوا ذمَم المسلمين، ولم يحفظوا المواثيق والعهود ، وقتلوا المعاهدين والمستأمنين .

15- وفي الإسلام تحريمُ الاعتداء على الآخرين وتدمير ممتلكاتهم ، فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال النَّبي صلى الله عليه وسلم : ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا)) [26] ، وهؤلاء الجُناة المعتدون كم دمَّروا من المباني والمساكن، وكم أتلفوا من الأموال والممتلكات.

16- ونهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن رمي الناس ليلاً حالَ هجعتهم وسكونهم وراحتهم وتوعَّد فاعله ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مَن رمانا بالليل فليس منَّا )) [27] ، وهؤلاء تخيَّروا جنح الليل لتنفيذ جريمتهم النَّكراء وفعلتهم الشنعاء.

وعلى كلٍّ ، فإنَّ كلَّ مَن عرف الإسلامَ بأُسسه العظيمة وقواعده المتينة وتوجيهاته الحكيمة يُدرك تمام الإدراك ويعلم علم اليقين مفارقة هذه الأعمال الإجرامية لهذا الدِّين ، وأنَّها محرَّمةٌ في الشريعة لا يُقرُّها الدِّين الإسلامي الحنيف . ولا يجوز أن تُنسَب هذه الأعمالُ الإجرامية إلى الدِّين، أو أن تُلصق بالمتديِّنين ، أو أن ينتقص لأجلها من شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو قوام الدين ، أو من مناهج تعليم الدين أو غير ذلك ، بل هي مواقف شاذة تمثل أصحابها ومنفِّذيها ، ويبوء بإثمها من قام بها وأعان عليها {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء:15] والإسلام من هذه الأعمال براء .

أقول ذلك نصيحة لدين الله من أن يُنسب إليه ما ليس منه ، ونصيحة لعباد الله المؤمنين من أن يُضاف إليهم ما ليس من أعمالهم ، ولئلا يغتر جاهل وينخدع غافل ، وقطعاً للطريق على من يريد الإساءة إلى هذا الدين العظيم من خلال مواقف لا تمثله وليست نابعةً من توجيهاته القويمة وإرشاداته الحكيمة {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88] .

والله وحده المسؤول أن يُوفِّقنا لكلِّ خير، وأن يهدينا سواء السبيل ، ونعوذ به سبحانه من مضلاَّت الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ونسأله سبحانه أن يحفظ على المسلمين أمنَهم وإيمانهم ، وأن يصرف عنهم الشرورَ والفتنَ بمنِّه وكرمه ، إنَّه سميعٌ مجيب .


*********

________________

[1] رواه مسلم (2577) من حديث أبي ذر رضي الله عنه .

[2] رواه ابن ماجه (2341) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، وصححه الألباني رحمه الله بطرقه وشواهده في (الصحيحة) (250) .

[3] رواه أبو داود (3635) ، وحسنه الألباني رحمه الله في (صحيح سنن أبي داود) (3091) .

[4] رواه البخاري (5778) ، ومسلم (109) .

[5] رواه البخاري (6878) ، ومسلم (1676) .

[6] رواه الترمذي (1395) ، وصححه الألباني رحمه الله في (صحيح سنن الترمذي) (1126) .

[7] رواه أبو داود (4942) ، والترمذي (1923) ، وحسنه الألباني رحمه الله في (صحيح الجامع) (7467) .

[8] رواه البخاري في (الأدب المفرد) (381) ، وحسنه الألباني رحمه الله في (صحيح الأدب المفرد) (294) .

[9] رواه البخاري في (الأدب المفرد) (373) ، وصححه الألباني رحمه الله في (صحيح الأدب المفرد) (287) .

[10] رواه البخاري (2466) ، ومسلم (2244) عن أبي هريرة رضي الله عنه .

[11] رواه أبو داود (2675). وصححه الألباني رحمه الله في (صحيح سنن أبي داود) (2329) .

[12] رواه أبو داود (5004) ، وصححه الألباني رحمه الله في (صحيح سنن أبي داود) (4184) .

[13] رواه البخاري (7070) ، ومسلم (98) .

[14] رواه البخاري (7075) ، ومسلم (2615) .

[15] رواه البخاري (7072) ، ومسلم (2617) .

[16] رواه مسلم (2616) .

[17] رواه أبو داود (2588) ، والترمذي (2163) ، وصححه الألباني رحمه الله في (صحيح الجامع) (6819).

[18] رواه مسلم [16- (1738) ] .

[19] رواه البخاري (3188) ، ومسلم (1735) .

[20] رواه مسلم (1731).

[21] رواه البخاري (3014) ، ومسلم (1744) .

[22] رواه أبو داود (2614) ، وضعفه الألباني رحمه الله في (ضعيف سنن أبي داود) (561) .

[23] رواه البخاري (3166).

[24] رواه ابن حبان في صحيحه (5982) ، والطبراني في (الصغير) (38) واللفظ له ، وحسنه الألباني رحمه الله في (صحيح الترغيب) (3007) .


الشيخ عبدا لرزاق البدر

https://al-badr.net/muqolat/2491









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-01-06, 10:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
تومي لحسن
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية تومي لحسن
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-06, 17:39   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

واياكم جزى الله خيرا وزيادة










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-06, 21:46   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ها جر2000
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية ها جر2000
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

باركالله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 08:41   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيكم بارك الله










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-07, 17:45   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
nanossim
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

للهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ميزان, اسلام, تفجير, حوادث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc