بعد أن إعتقد الكل من عرب وحتى من فلسطينيين أصابهم الإحباط ومسلمين، أن الجهاد الفلسطيني استكن ولم يعد له وجود.
وأن الشعب الفلسطيني تعب من الكفاح، ورضخ بالأمر الواقع، ورضي بالعيش تحت الذل والهوان في ظل الإحتلال.
وأن الحل لقضية فلسطين هو الإستسلام المتمثل في معاهدة إبراهام لصاحبها ترمب، حتى أن "النتن ياهو" رافع للغرض ذلك من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
خاصة بعد أن أبدى ولي العهد السعودي، نية المملكة اللحاق بالركب في تصريحه لفوكس نيوز بما يفيد أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل بات وشيكا، لكن بعد "تحسين أوضاع الفلسطينيين المعيشية".
وزيارات واحدة تلو أخرى لوزراء صهاينة إلى المملكة وما لقوه من ود وترحاب، وكان سبق ذلك لقاء نيوم الثلاثي (بن سلمان-نتنياهو-بومبيو).
كان على الفلسطينيين فعل شيء بعد أن تم إختزال قضية فلسطين إلى مجرد تحسين أوضاعهم المعيشية، واللحاق الوشيك للسعودية بمعسكر التطبيع.
في سابقة غير معهودة في كفاح الشعب الفلسطيني، يشن الفلسطينيون هجوما بريا كاسحا خارج حدود غزة وفي عمق ما يسمى بغلاف غزة الذي غرسته العصابات الصهيونية بالمستوطنات، وتمكن المقاتلون الفلسطينيون من السيطرة في الاقل على ثلاثة مستوطنات بالكامل، وقتل وجرح وأسر عشرات من العساكر الصهاينة.
وتزامن مع الإجتياح البري هجوما صاروخيا بإطلاق ألاف الرشاقات الصاروخية صوب الأراضي المحتلة، وتغطية جوية بمسيرات.
إنها حربا شاملة تشنها الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس والجهاد على الصهاينة.
إنه حقا طوفان الأقصى، جهاد الشرف الفلسطيني.
بقلم الأستاذ محند زكريني