~ [ فوائـد ] من [ جامــع العلـوم والحِكَـم ] ~ - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

~ [ فوائـد ] من [ جامــع العلـوم والحِكَـم ] ~

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-06-20, 09:31   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
أم سهيــر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أم سهيــر
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع الوسام الفضي لقسم الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي



~◘ الحديثُ الحادي والثلاثـون ◘~

عن أبي العباس سهل بن سعدٍ الساعدىّ - رضى الله عنه - قال : (( جاء رجلٌ إلى النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ الله ، دُلَّنِي على عملٍ إذا عملتُه أحبَّني اللهُ وأحبَّني الناس ، فقال : ازهد في الدنيا يُحِبُّكَ الله ، وازهد فيما عند الناس يُحِبُّكَ الناس )) حديثٌ حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنة .
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
ومعنى" الزُّهْـد في الشيء " : الإعراضُ عنه لاستقلاله ، واحتقاره ، وارتفاع الهِمَّة عنه .. يُقال : شيءٌ زهيد ؛ أي قليل حقير .

♦---•---♦

وقد أنشد بعضُ السَّلَف :

إنَّما الدنيا إلى الجنـ .. ـةِ والنارِ طريـقُ
والليالي مَتجرُ الإنـ .. ـسانِ والأيامُ سوقُ

♦---•---♦

وليس الذَّمُّ راجعًا إلى مكان الدنيا الذي هو الأرض التي جعلها الله لبني آدم مِهادًا وسَكَنًا ، ولا إلى ما أودع الله فيها مِن الجِبال والبِحار والأنهار والمعادن ، ولا إلى ما أنبته فيها مِن الشجر والزرع ، ولا إلى ما بَثَّ فيها مِن الحيوانات وغير ذلك ، فإنَّ ذلك كله مِن نعمة الله على عباده بما لهم فيه مِن المنافع ، ولهم به مِن الاعتبار والاستدلال على وحدانية صانعه وقُدرته وعظمته ،، وإنَّما الذَّمُّ راجِعٌ إلى أفعال بني آدم الواقعة في الدنيا ، لأنَّ غالبَها واقِعٌ على غير الوجه الذي تُحْمَدُ عاقبتُه ، بل يقع على ما تَضُرُّ عاقبتُه أو لا تنفع ، كما قال عز وجل :
(( اعْلَمُوا أنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلَادِ )) الحديد/20 .

( .................................)










 


رد مع اقتباس
قديم 2011-06-20, 09:32   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
عيعي1996
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا الموضوع رائع ومفيد










رد مع اقتباس
قديم 2011-06-20, 09:35   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
أم سهيــر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أم سهيــر
 

 

 
الأوسمة
وسام التألق  في منتدى الأسرة و المجتمع الوسام الفضي لقسم الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










افتراضي



~◘ الحديثُ الخامِـس والثلاثـون ◘~

عن أبي هريرة - رضى الله عنه - قال : قال رسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضُكم على بيع بعض ، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا ، المسلمُ أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله و لا يكذبه ولا يحقره ، التقوى هاهنا ويُشيرُ إلى صدره ثلاثَ مرات ، بِحَسْبِ امريءٍ مِن الشر أن يَحقِرَ أخاه المسلم ، كُلُّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )) رواه مسلم .

◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘
◘---♦---•---♦---•---♦---•---♦---◘



فقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا تحاسدوا )) : يعني لا يحسد بعضكم بعضًا ، والحسد مَركوزٌ في طِباع البشر ، وهو أنَّ الإنسانَ يكره أنْ يَفوقه أحدٌ مِن جنسه في شيءٍ مِن الفضائل .

♦---•---♦


ثم ينقسم الناس بعد هذا إلى أقسـام :


فمنهم
مَن يسعى في زوال نعمة المحسود بالبغي عليه بالقول والفِعل .

♦---•---♦


ثم منهم مَن يسعى في نقل ذلك إلى نفسه .

♦---•---♦

ومنهم مَن يسعى في إزالته عن المحسود فقط مِن غير نقلٍ إلى نفسه ، وهو شرُّهُما وأخبثهما ، وهذا هو الحسد المذموم المنهىُّ عنه ، وهو كان ذنبَ إبليس حيث حسد آدم عليه السلام لَمَّا رآه قد فاق على الملائكةَ بأنْ الله خلقه بيده ، وأسجد له ملائكتَه ، وعلَّمه أسماءَ كُلِّ شيء ، وأسكنه في جواره ، فما زال يسعى في إخراجه مِن الجنة حتى أُخرِجَ منها .

♦---•---♦

وقسم آخر مِن الناس إذا حسد غيره لم يعمل بمُقتضى حسده ، ولم يَبغِ على المحسود بقولٍ ولا فِعل ، وقد رُوِىَ عن الحسن أنه لا يأثم بذلك .. وهـذا على نوعين :



- أحدهما : أنْ لا يُمكنه إزالة ذلك الحسد مِن نفسه ، فيكونُ مَغلوبًا على ذلك ، فلا يأثم به .



- والثاني : مَن يُحَدِّثُ نفسَه بذلك اختيارًا ، ويُعيده ويُبديه في نفسه مُستروحًا إلى تَمَنِّي زوال نعمة أخيه ، فهذا شبيهٌ بالعَزم المُصَمِّم على المعصية ، وفي العِقاب على ذلك اختلافٌ بين العلماء ، لكنْ هذا يَبعُد أنْ يَسلَمَ مِن البغي على المحسود ، ولو بالقول ، فيأثم بذلك .

♦---•---♦

وقسمٌ آخر : إذا حسد لم يَتَمَنَّ زوال نعمة المَحسود ، بل يسعى في اكتساب مِثل فضائله ، ويتمني أن يكون مثله ، فإنْ كانت الفضائل دنيوية فلا خير في ذلك ، كما الذين يُريدون الحياة الدنيا : (( يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِىَ قارون )) القصص/79 .. وإنْ كانت فضائل دينية فهو حَسَن ، وقد تمنَّي النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الشهادةَ في سبيل الله عز وجل ، وفي الصحيحين عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( لا حسد إلا في اثنتين : رجلٌ آتاه الله مالاً ، فهو يُنفقه آناء الليل وآناء النهار ، ورجلٌ آتاه الله القرآن ، فهو يقومُ به آناء الليل و آناء النهار )) ، وهذا هو الغِبطة ، وسمَّاه حسدًا مِن باب الاستعارة .

♦---•---♦

وقسم آخر : إذا وجد في نفسه الحسد سعى في إزالته ، وفي الإحسان إلى المحسود بإسداء الإحسان إليه ، والدعاء له ، ونشر فضائله ، وفي إزالة ما وجد له في نفسه مِن الحسد ، حتى يبدله بمحبته أن يكون أخوه المسلم خيرًا منه وأفضل ، وهذا مِن أعلي درجات الإيمان ، وصاحبه هو المؤمن الكامل الذي يُحِبُّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه .

♦---•---♦


وقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( ولا تناجشوا )) : فسَّره كثيرٌ مِن العلماء بالنَّجْـش في البيع ، وهو أنْ يَزيد في السِّلعة مَن لا يُريدُ شراءها ؛ إمَّا لنفع البائع بزيادة الثمن له ، أو بإضرار المشتري بتكثير الثمن عليه ، وفي الصحيحين عن ابن عمر عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه نهى عن النَّجْش .. وقال ابنُ أبي أوفي : { الناجِشُ آكِلُ رِبَا خائِن } ذكره البخارىُّ .. قال ابنُ عبد البر : { أجمعوا أنَّ فاعله عاصٍ لله عز وجل إذا كان بالنهي عالِمًا } .

♦---•---♦


ويُحتمَل أنْ يُفسَّرَ التناجش المنهىّ عنه في هذا الحديث بما هو أعم مِن ذلك ، فإنَّ أصلَ النَّجْش في اللغة : إثارة الشيء بالمكر والحيلة والمُخادعة ، ومنه من سُمِّىَ الناجِشُ في البيع ناجِشًا ، ويُسَمَّى "الصائد" في اللغة "ناجِشًا" لأنه يُثيرُ الصيدَ بحيلته عليه ، وخِداعه له ، وحينئذٍ فيكونُ المعنى : لا تتخادعوا ، ولا يُعامِل بعضكم بعضًا بالمكر والاحتيال ، وإنما يُراد بالمكر والمخادعة : إيصالُ الأذى إلى المسلم ؛ إمَّا بطريق الأصالة ، وإمَّا اجتلاب نفعه بذلك ، ويَلزم منه وصول الضرر إليه ودخوله عليه ، وقد قال الله عز وجل : (( وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيءُ إِلَّا بِأَهْلِهِ )) فاطر/43 ، وفي حديث ابن مسعود عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن غَشَّنا فليس مِنَّا ، والمكرُ والخِداعُ في النار )) الصحيحة ...... فيدخل على هذا التقدير في التناجش المنهىِّ عنه : جميعُ أنواع المعاملات بالغِش ونحوه ؛ كتدليس العيوب وكتمانها ، وغِش المبيع الجيد بالرديء ، وغبن المُسترسل الذي لا يعرفُ المُماكسة ، وقد وصف الله في كتابه الكفار والمنافقين بالمكر بالأنبياء وأتباعهم .
وإنَّما يَجوزُ المكرُ بمَن يجوزُ إدخالُ الأذى عليه ؛ وهم الكُفُّار المُحاربون ، كما قال النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
(( الحربُ خُدعة )) مُتفق عليه .
وقوله (( ولا تباغضوا )) : نهى المسلمين عن التباغض بينهم في غير الله ، بل على أهواء النفوس ، فإن المسلمين جعلهم اللهُ إخوة ، والإخوة يتحابون بينهم ولا تباغضون ، وقال النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا ، ألا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم )) رواه مسلم .
وقوله(( ولا تدابروا )) : قال أبو عُبَيْد : التَّدابُر : المُصارمة والهجران ، مأخوذٌ مِن أنْ يُوَلِّىَ الرجلُ صاحبَه دُبُرَه ، ويُعرِض عنه بوجهه ، وهو التقاطع ... وخرَّج مُسلمٌ مِن حديث أنس عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( لا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تقاطعوا ، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا كما أمركم اللهُ )) وخرَّجه أيضًا بمعناه مِن حديث أبي هريرة عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ... وفي الصحيحين عن أبي أيوب عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( لا يَحِلُّ لمُسلمٍ أنْ يَهجُرَ أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان ، فيَصُدُّ هذا ، ويَصُدُّ هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )) مُتفقٌ عليه .. وخرَّج أبو داود من حديث أبي خراش السلمي عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( مَن هجر أخاه سَنةً فهو كَسَفْكِ دَمِهِ )) صحيح الجامع .

وكُلُّ هذا في التقاطع للأمور الدنيوية ، فأما لأجل الدين فتجوز الزيادة على الثلاثة ، نَصَّ عليه الإمامُ أحمد ، واستدل بقصة الثلاثة الذين خُلِّفُوا وأمر النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهُجرانهم لَمَّا خاف منهم النفاق ، وأباح هُجران أهل البدع المُغَلَّظة والدُّعاةِ إلى الأهواء .. وذكر الخَطَّابىُّ أنَّ هُجران الوالد لولده ، والزوج لزوجته ، وما كان في معنى ذلك تأديبًا ، تجوز الزيادةُ فيه على الثلاث ، لأنَّ النبىَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هجر نساءه شهرًا قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( ولا يبع بعضُكم على بيع بعض )) : قد تكاثر النهىُ عن ذلك ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( لا يبيع الرجلُ على بيع أخيه ، ولا يخطب على خِطبة أخيه )) ، وفي رواية لمسلم : (( لا يَسُم المسلم على سَوْم المسلم ، ولا يخطب على خطبته )) .. وهذا دليلٌ على أنَّ هذا حقٌّ للمسلم على المسلم ، فلا يُساويه الكافِرُ في ذلك ، بل يجوزُ للمسلم أنْ يبتاع على بيع الكافر ، ويخطب على خِطبته ، وهو قول الأوزاعىِّ وأحمد ، كما لا يَثبت للكافر على المسلم حقُّ الشُّفْعَةِ عنده .. وكثيرٌ مِن الفقهاء ذهبوا إلى أنَّ النهىَ عَامٌّ في حق المسلم والكافر ، واختلفوا : هل النهىُ للتحريم أو التنزيه ؟ فمِن أصحابنا مَن قال : هو للتنزيه دون التحريم ، والصحيح الذي عليه جمهورُ العلماء : أنه للتحريم ... ومعنى البيع على بيع أخيه : أنْ يكونَ قد باع منه شيئًا ، فيبذل للمشتري سلعتَه ليشتريها ، ويَفسخ بيع الأول وقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا )) : هكذا ذكره النبىُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كالتعليل لما تَقَدَّم ، وفيه إشارةٌ إلى أنهم إذا تركوا التحاسُدَ والتَّناجُشَ والتباغُضَ والتَّدابُرَ وبيع بعضهم على بعض ، كانوا إخوانًا .. وفيه أمرٌ باكتساب ما يصيرُ المسلمون به إخوانًا على الإطلاق ، وذلك يدخل فيه أداءُ حقوق المسلم على المسلم مِن رَدِّ السلام ، وتشميت العاطس ، وعيادة المريض ، وتشييع الجنازة ، وإجابة الدعوة ، والابتداء بالسلام عند اللقاء ، والنُّصح بالغيب .
قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره )) : هذا مأخوذٌ مِن قوله عز وجل : (( إِنَّمَا المُؤْمِنُونُ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ))الحجرات/10 ، فإذا كان المؤمنون إخوةً ، أُمِرُوا فيما بينهم بما يُوجِبُ تآلفَ القلوب واجتماعها ، ونُهوا عما يُوجِبُ تنافُرَ القلوب واختلافها ، وهذا مِن ذلك .. وأيضًا فإنَّ الأخَ مِن شأنه أنْ يُوصِلَ إلى أخيه النفع ، ويَكُفَّ عنه الضرر ، ومِن أعظم الضرر الذي يجب كَفُّهُ عن الأخ المسلم الظلم ، وهذا لا يختص بالمسلم ، بل هو مُحَرَّمٌ في حَقِّ كُلِّ أحد .. ومِن ذلك : خذلان المسلم لأخيه ، فإنَّ المؤمن مأمورٌ أنْ ينصرَ أخاه ، كما قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا ، قال : يا رسولَ الله أنصره مظلومًا ، فكيف أنصره ظالمًا ؟ قال : تمنعه مِن الظلم ، فذلك نصرك إيَّاه )) خرَّجه البخارىُّ بمعناه مِن حديث أنس ، وخرَّجه مُسلمٌ بمعناه مِن حديث جابر ... ومن ذلك : كذب المسلم لأخيه ، فلا يَحِلُّ له أن يُحَدِّثَه فيكذبه ، بل لا يُحَدِّثه إلا صِدقًا .. ومن ذلك : احتقار المسلم لأخيه المسلم ، وهو ناشئٌ عن الكِبْر ، كما قال النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( الكِبُرُ بَطْرُ الحَقِّ وغَمْطُ الناس )) خرَّجه مسلم مِن حديث ابن مسعود ... وقال الله عز وجل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُم وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ )) الحجرات/11 .. فالمتكبر ينظر إلى نفسه بعين الكمال ، وإلي غيره بعين النقص ، فيحتقرهم ويزدريهم ، ولا يراهم أهلاً لأنْ يقوم بحقوقهم ، ولا أنْ يقبل مِن أحدٍ منهم الحق إذا أورده عليه .
وقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( التقوى هاهنا )) ويشير إلى صدره ثلاث مرات : فيه إشارةٌ إلى أنَّ كَرَمَ الخلق عند الله بالتقوى ، فرُبَّ مَن يحتقره الناسُ لضعفه وقلة حظه مِن الدنيا ، وهو أعظم قدرًا عند الله تعالى مِمَّن له قَدرٌ في الدنيا ، فإنما الناسُ يتفاوتون بحسب التقوى ، كما قال الله تعالى : (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ )) الحجرات/13 ، وسُئِلَ النبىُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن أكرم الناس ؟ قال : أتقاهم لله عز وجل )) مُتفقٌ عليه ، وفي حديثٍ آخر : (( الكرمُ التقوى ))صحيح : الترمذىّ .. والتقوى أصلها في القلب ، كما قال الله تعالى : (( ومَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ )) الحج/32 .
وإذا كان أصلُ التقوى في القلوب ، فلا يَطِّلعُ منكم أحدٌ على حقيقتها إلاَّ الله عز وجل ، كما قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
(( إنَّ الله لا ينظرُ إلى صوركم ، ولا إلى أموالكم ، ولكنْ ينظرُ إلى قلوبكم وأعمالكم )) رواه مسلم .. وحينئذٍ فقد يكونُ كثيرٌ مِمَّن له صورةٌ حسنة أو مالٌ أو جاهٌ أو رياسةٌ في الدنيا قلبُه خرابٌ مِن التقوى ، ويكونُ مَن ليس له شيءٌ مِن ذلك قلبُه مملوءًا مِن التقوى ، فيكونُ أكرمَ عند الله تعالى ، بل ذلك هو الأكثر وقوعًا ، كما في الصحيحين عن حارثة بن وَهب عن النبىِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : (( ألَا أخبركم بأهل الجنة ؟ كُلُّ ضعيفٍ مُتضَعَّفٍ لو أقسم على الله لأبره ، ألَا أخبركم بأهل النار ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُستكبِر )) مُتفقٌ عليه










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العلـوم, جامــع, فوائـد, والحِكَـم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc