هل من حل أو تفسير؟

[مشكلتي]

أنا شاب في الثلاثينات من العمر خلوق ملتزم بتعاليم ديني والحمد لله ..مشكلتي لم أفهمها ولم أجد لها حل ولا تفسير.. بدأت حينما تخرجت من الجامعة بشهادة مهندس.. حيث عكفت ككل شاب ينشد الاستقرار على البحث عن وظيفة ولكن كنت في كل مرة أجد الأبواب موصدة في وجهي..

في البداية تقبلت الأمر وقلت عسى الفرج يأتي قريبا ولكن يوما بعد يوم بدا أن هناك عائقا يحول دون تحقيقي هذا الهدف.. ففي إحدى الأيام وبعد وساطة قريب لي تم تحديد موعد إمضائي للعقد ثلاث مرات ولكن في كل مرة كنت أذهب أجد أن المسؤول غائب بسبب مصيبة ألمت به أو بعائلته..شعر قريبي بالإحراج وكأنه تطير مني فطلب مني نسيان أمر الوظيفة..بعد مدة حاول صديق لي بعدما أشفق على حالي أن يضع طلب توظيفي في نفس الشركة التي يعمل بها فقابلت المسؤول يومها وأعرب لي عن موافقته المبدئية ووعدني أنهم سيتصلون بي في القريب ولكن انتظرت أياما وشهورا ولم أتلقى أي اتصال..هكذا مرت سنوات عمري في كل مرة أتلقى وعودا بالتوظيف ولكن سرعان ماتتبخر هذه الوعود لتغرقني في اليأس والإحباط..


ثم لجأت إلى عقود ماقبل التشغيل وتمكنت من العمل في أحد المصانع الخاصة بمرتب بخس جدا ولكن بعد شهور معدودة أعلن المصنع إفلاسه وقام بتسريح معظم العمال مما اضطرني لترك العمل ورغم ذلك ظللت أذهب إلى مكتب التشغيل ولكن كنت كلما أذهب لأستعلم يقال لي ليس هناك عروض عمل توافق شهادتي.. اليوم بعد 8سنوات من البطالة صدقوني إن قلت أني بعثت في غضون عام واحد فقط أكثر من100 طلب توظيف ولم أتلقى أي رد..حاولت أن أكسب قوت يومي فعملت كبائع في السوق وعملت في الورشات (chantiers)كعامل بناء ومرصص وكهربائي ولكن ظروف العمل القاسية جعلت صحتي تتدهور مما اضطرني للتوقف عن مثل هذه الأعمال..


ثم شاركت في عدة مسابقات فجبت كل أنحاء الوطن و كان آخرها منذ عام حيث نجحت في إحداها فاستدعيت لأمضي إقرار على أن ألتحق بالعمل بعد أيام كانت فرحتي يومها لاتوصف وبعد إمضائي للإقرار انتظرت أن يتم الاتصال بي ولكن بدون جدوى وعندما ذهبت لأستعلم عن سبب عدم الاتصال بي تهت بين دهاليز الإدارة لأصطدم بعد أكثر من شهرين من التقصي والانتظار بقولهم أنه لا يمكنني الالتحاق بالمنصب بسبب شرط الإقامة..أحسست حينها بظلم شديد وبالقهر واسودت الدنيا بين عيوني فذهبت لأطعن لكن الكل تنصل عن مسؤوليته وغرقت بعدها في حزن كبير ولولا رحمة الله بي لكنت من الهالكين..


وآخر مأساتي عمرها شهرين حيث اجتزت مقابلة في إحدى الشركات الوطنية وبعد أسبوع تم الاتصال بي وقيل لي أني ناجح طرت يومها فرحا وسجدت شكرا لله ظنا أن صبري قد كلل أخيرا بالفرج وقيل لي سيعاد الاتصال بي بعد استوفاء الإجراءات الإدارية وهاهو اليوم يمر أكثر من شهرين ولازلت أنتظر رغم أني تقريبا فقدت الأمل في ذلك..


إخواني أنا اليوم أعيش حالة نفسية جد سيئة انعكست سلبا على صحتي وعلاقتي بالناس..فأنا الآن حبيس جدران المنزل لاأقوى على الخروج منه لكي لاأواجه نظرات التشفي والشفقة..كما صرت أحس أني عالة على مجتمعي وعائلتي..لقد فكرت مرارا بتمزيق شهادتي الجامعية التي لم تنفعني في شيء..صرت أفكر بالرحيل بعيدا ولكن لا أدري أين يمكن أن أهرب من بلائي..إخواني أريد أن أفهم ما سر ما يحدث لي.. فأنا أكاد أجن..أعاني منذ أكثر من 8سنوات ولازلت صابرا أدعو الله في كل صلاة أن يفرج كربتي أداوم على قراءة القرآن والاستغفار عسى أن يزيل الله عني هذا الهم والكرب.. أرجوكم أن تدعوا لي بأن يكشف الله همي فقد نفذ صبري وأجدني على حافة الانهيار..هذا غيض من فيض فآسف على الإطالة