المركزية واللامركزية في الإدارة كما أفهمها

[الزمزوم]

المركزية واللامركزية في الإدارة كما أفهمها


تخيلوا معنا عندنا مجموعتان من الناس كل مجموعة مكونة من 12 شخص بمعدل 24 شخص ككل


وأن المجموعتان موجودتان في بنايتين.


وأن كل شخص يعمل في غرفة لوحده من كل مجموعة.


المجموعة الأولى تقوم على تدفئة "الشوفاج" بمعنى كل البناية وكل المكاتب ال 12 مرتبطين نقطة تدفئة مركزية واحدة.


والمجموعة الثانية تقوم على تدفئة الكهرباء بحيث كل مكتب فيه جهاز تدفئة كهربائية خاص بكل فرد وكل فرد يتحكم في التدفئة بصورة مباشرة في داخل مكتبه من خلال جهاز تحكم.


من الناحية الاقتصادية فإن البناية الأولى تضع في كل مكتب شوفاج والتدفئة تتدفق من مكان واحد.


بينما في البناية الثانية فإن كل مكتب به موصل كهربائي تتغذى منه كل مدفئة منفصلة عن الأخرى.


كما أن التدفئة في البناية الأولى مرتبطة بشخص واحد وهو معرض للتغيب وللمرض ولتعطيل العمل بها إذا كان أمياً جاهلاً غير واعي بالمسؤولية أو يريد تصفية حسابات مع عمال البناية، فالتدفئة مركزة ومرتبطة بشخص واحد وأي قرار في فتحها أو اصلاحها مرتبط بهذا الشخص لأنه يمتلك مفاتيح أبواب القاعة التي تغذي الشوفجات بالماء الساخن.


بينما التدفئة في البناية الثانية مرتبطة بأشخاص كثيرين منفصلين عن بعضهم البعض ومستقلين من حيث التدفئة والقدرة الفردية على التحكم في التدفئة كل واحد في مكتبه، ولا إمكانية للابتزاز أو تصفية الحساب باستخدام تعطيل التدفئة، فالتدفئة لا مركزية وكل فرد يتحكم بها لوحده في مكتبه، كما أن اصلاحها لا يتوقف على شخص واحد لأن كل فرد له امكانية في اصلاحها لوحده منفصلا عن بقية العمال.


صحيح فيه توفير اقتصادي .. لأن تدفئة الماء أقل تكلفة من تدفئة الكهرباء أما توزيع المدافيء المائية (بتسخين الماء) والكهربائية فهي متساوية في المكاتب ال 24 المتوزعة/ الموزعة على البنايتين.


في حالة تعطل مركز التغذية للشوفاج في البناية الأولى فإن كل مدافئ البناية الأولى تتوقف وتتعطل الأعمال.


يتطلب الأمر الاتصال بالتقنيين لإصلاحها


تحدث بيروغراطية لتصليح العطب


يتوقف أصحاب المكاتب على العمل في المكاتب الباردة وفي أقل الأحوال يعملون في ظروف صعبة


تسليط العقوبة على فرد من تلك المجموعة بقطع التدفئة عليه يتطلب قطع كل التدفئة وبالتالي الجميع يدفع الثمن في مكاتب باردة دون تدفئة.


بينما في الحالة الثانية أي في البناية الثانية تعطل جهاز تدفئة كهربائي في مكتب ما فإن بقية المدفئات تبقى تعمل دون توقف يبقى العمل مستمر، يستمر في تلبية مصالح الناس والمجتمع.


صاحب المكتب يمكنه حمل المدفئة ووضعها في سيارته والتوجه بها إلى وكالة إصلاح دون إزعاج للهيئة التي تستخدمه ودون ازعاج لزملائه.


لا توجد بروقراطية في هذه الحالة.


لا يتوقف عمال البناية رغم 2 عن العمل نتيجة تعطل مدفئة عن العمل.


من الناحية الاقتصادية لا توجد خسائر اقتصادية نتيجة توقف العمال أو صعوبة في العمل بعكس الحالة الأولى والبناية الأولى.


والحديث قياس.


بقلم: الشيخ الهامل