ﻗﺼﺔ ﺗﻬﺰ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﻭﻣﺘﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ
ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺑﻠﻨﺪﻥ
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺰﻭﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﺣﺪ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ
ﻟﺤﻀﻮﺭ ﻋﺰﻳﻤﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻳﻘﺎﺕ ،
ﻭﻣﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﻟﻢ
ﺗﻨﺘﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺪﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ
ﻟﺘﻌﻠﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،
ﻭﺍﻵﻥ ﻫﻲ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﻋﻦ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ
ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻴﺖ ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ،
ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ
ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﺃﺧﺒﺮﺗﻬﺎ
ﺻﺪﻳﻘﺘﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺭﻓﻀﺖ ﻭﺃﺻﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻋﻨﺪ
ﺃﻫﻠﻬﺎ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺼﺤﻮﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ
ﺑﺎﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭ
ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﺃﻧﻬﺎ
ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﻤﺴﻜﺖ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ
ﺗﺴﻠﻚ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻷﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﺳﺮﻉ
ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺗﺨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺣﺘﻰ ﻻ
ﺗﺘﺄﺧﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻫﺪﺃﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ
ﻧﺰﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ، ﻭ ﺯﺍﺩ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺇﻻ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻓﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺨﻮﻑ
ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻷﻧﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺼﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ، ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻣﻊ
ﺭﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ، ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ
ﺗﺴﺘﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﻗﻮﺍﻫﺎ ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺑﻘﺮﺍﺀﺓ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺗﺘﺬﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ
ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ، ﻭﻣﺸﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻫﻲ
ﺗﻘﺮﺃ ﻭﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺑﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ
ﺑﻴﺘﻬﺎ
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻠﺼﺪﻓﺔ ﻭﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺮﺃﺗﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﻠﺘﻬﺎ ، ﻭﺑﻌﺪ 5 ﺩﻗﺎﺋﻖ
ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﻗﺘﻞ ﻓﺘﺎﺓ ،
ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ
ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺭﺃﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﻓﺄﺻﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﻗﺒﻞ 5 ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ،
ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺴﻜﻮﺍ
ﺑﻪ ﻟﺘﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻫﻮ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﺮ ﻏﺮﻳﺐ ، ﻭﺑﻌﺪ
ﺇﻗﻨﺎﻉ ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ،
ﻭﻫﻨﺎ ﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ :
ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛﺮﻧﻲ ؟ ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ : ﻭﻫﻞ ﺃﻧﺎ
ﺃﻋﺮﻓﻚ ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻘﺘﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ،
ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ : ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﺗﺬﻛﺮﺗﻚ
ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ : ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﺘﻠﻨﻲ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ : ﻛﻴﻒ ﺃﻗﺘﻠﻚ ﻭﺇﻥ ﻓﻌﻠﺘﻬﺎ ﻣﺎﺫﺍ
ﺳﻴﺤﻞ ﺑﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﺍﻟﻀﺨﻤﺎﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻛﺎﻧﺎ
ﺧﻠﻔﻚ ؟
ﻓﻴﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ
ﺇﻻ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ
ﺍﻟﻀﺨﻤﺎﻥ ؟
ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺤﺮﺳﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ
ﺗﺮﺍﻫﻢ ، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﺭﺣﻢ
ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ
ﻓﻴﺎ ﺇﺧﻮﺍﻧﻲ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻳﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻨﻜﻢ ﺍﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ