• الإستقلال العربي الزائف في ظل حكام صناعة غربية

[فريد الفاطل]

الإستقلال العربي الزائف في ظل حكام صناعة غربية

إن حكام الخليج العربي تم اختيارهم بعناية شديدة من قبل الإنجليز لإتمام المشروع الصهيوني والأن برعاية أمريكية والقصة بدأت مع مخطط تفتيت العالم الإسلام الذي كان كتلة قوية ومتماسكة ومنافسة لجميع الامبراطوريات الصليبية الغربية فما كان للحملات الصليبية الحديثة طريقة لكسر النفوذ العثماني المتمثل في الخلافة إلا بتفتيت هذا المارد فكان من أهم أدوات التفتيت إستخدام النعرات القبلية وصنع بعض الزعامات الكاذبة مع تزينها بالوعود للطامعين والطامحين في النهب والسلب من أبناء المنطقة نفسها ولا سيما وإن كانوا ذوا جذور غير عربية أو هناك شبهة نسب في تاريخهم العائلي فكانت الخطوات الحاسمة في استخدام بعض الشخصيات من داخل جزيرة العرب وتوظيف ماكينة الدعاية لهم لتحويلهم من أقزام وقطاع طرق إلى أبطال وزعماء ومخلصين لأمة العرب من الحكم العثماني الغير عربي كما تم الترويج له في حينها ومنذ ذاك الوقت تم تشكيل عصابة مأجورة بتمويل بريطاني كي يحطمون جيش الدولة العثمانية وتم استعمال بعض رجال المخابرات الإنجليز لتنفيذ الأجندة وتمويل تلك العصابات التي أدعت لاحقاً بأنهم محرري العرب من دولة الخلافة الظالمة بينما تلك العصابات في الخليج وباقي العالم الإسلامي وقد لاحظنا إن هؤلاء الحكام لم يحركوا ساكناً لمحاربة الجيوش البريطانية والفرنسية المنتشرة في المنطقة العربية وهذا هو الشاهد على أنهم صنيعة بريطانية ولذلك مازلنا نسأل أنفسنا .. لماذا هاجم عبد العزيز بن سعود الجيوش العثمانية في الخليج العربي ولم يهاجم المستعمرات البريطانية القابعة على أنفاس المسلمين ؟ ولماذا تزعم الشريف عبد الله الثورة العربية الكبرى ضد المسلمين في دولة الخلافة ولم يتصدى للمحتل البريطاني والفرنسي في المنطقة ؟ ولهذا نقول بأن جميع حكام العرب تم الأتيان بهم برضى الإنجليز ، وكذلك لم نجدهم قد غضبوا بسبب تفتيت الأمة إلى دويلات بينما فرحوا لإستيلاءهم على مناطق بعينها كي يحكموها بأنفسهم و برعاية بريطانية ! وهذا ينطبق على كل من استولوا على السلطة في المنطقة العربية و بدأً بمصر التي وقعت فريسة في أيادي ضباط تم تسميتهم بالأحرار لمجرد أنهم طردوا الملك فاروق ونهبوا ثروات البلاد و نجدهم كذلك كغيرهم من حكام الخليج لم يحركوا ساكناً ضد المحتل البريطاني إلا بعد اتفاقية الجلاء السرية التي لا يعلم الشعب المصري عنها شيئاً وقد وافق الإنجليز على تسليم السلطة لعبد الناصر بناء على حفاظه على مكتسابات الإنجليز في المنطقة وللحفاظ على دولة الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين والدليل على ذلك الاتفاقيات السرية بين عبد الناصر ومن بعده السادات ومبارك مع المحتل الإسرائيلي وهكذا حدث في سوريا والعراق وباقى البلاد العربية والعجيب في الأمر إن جميع هؤلاء الحكام الجدد قبلوا بخريطة التقسيم ( سايكس بيكو ) ولم يعترضوا عليها بل هم من تمسكوا وحافظوا على الحدود الوهمية التى كرست لفصل العرب عن بعضهم البعض بينما الدعاية التي أُستخدمت ضد الخلافة العثمانية هى إنهم بثورتهم العربية الكبرى ضد الأتراك سيحققون أمة عربية موحدة !!! ههههههههههههههههههه ونحن نتساءل مرة أخرى أين تلك الأمة العربية الموحدة ؟ .. إذن الشواهد تؤكد على أن جميع الحكام الجدد للمنطقة العربية ماهم إلا جزء من المخطط الاحتلالي الصليبي ولكنه بشكل مختلف بحيث تصبح الشعوب العربية تحت قمع جيوش شبه وطنية ولكنها بقيادات تحمل أيدلوجيات تحارب المفاهيم الإسلامية الصحيحة وتعتمد الثقافة الغربية نهجاً لا يجوز لها الحيد عنها وقد اتضحت الصورة تماماً بعد ثورات الربيع العربي التي تم إجهاضها بحجة إن الشعوب العربية لا تستحق الديموقراطية والحقيقة هى التى تطل برأسها في كوننا مازلنا تحت الإحتلال وهذا واضح في عدم السماح للشعوب العربية بأن تمتلك حريتها أو إرادتها ومن المفترض أن تكون هى صاحبة الحق في اختيار حكامها ولكن هيهات أن يُسمح لنا بهذا ! وعلينا أن نقبل بالحكام المزيفين الذين تم دسهم من قبل المحتل القديم وتم زرعهم كي يستخدموهم في الوقت المناسب والشاهد على ذلك هو ما حدث في مصر من إنقلاب عسكري دموى فلنقرأ المشهد جيداً سنجد إن أول من ساعد على الإنقلاب ضد إرادة شعب مصر هم الأمريكان والإنجليز وباقي المنظومة الغربية والضالع الحقيقي في تنفيذ المخطط هى ذلك الكيان ( الإسرائيلي ) الذى احتل فلسطين عام 1948 و قد تم الإنقلاب العسكرى على الشرعية الدستورية التى أقرها شعب مصر وبمساعدة بعض حكام الخليج العربي الذين تم صناعتهم من قبل على يد المحتل البريطاني والمتواطئين مع الصهيونية العالمية ضد مصالح الأمة "الصهائنة العرب"… ولنعود لبداية القصة ولنتمحص الاتفاقيات المخزية ومنها على سبيل المثال وليس الحصر … ( معاهدة دارين البريطانية ) التي مكنت لإبن سعود وآل صباح وغيرهم من السيطرة على جزيرة العرب على حساب شعوبها وهناك من يقول لو كانت تعلم بريطاني بثروات النفط لجعلت الجزيرة العربية كلها تحت الانتداب بشكل صريح ولكن المصلحة الصليبية في حينها كانت متعلقة فقط لإسقاط الخلافة العثمانية لتمكين اليهود من فلسطين ولولا تآمر تلك العصابات العربية والصهيونية لما سقطت دولة الخلافة وهذا نموذج للاتفاقيات السرية و التي ما زالت سارية إلى الآن …. نص المعاهدة بين الحكومة البريطانية وابن سعود نقلا عن مذكرات (كولونيل سير بيرسى كوكس) المقيم البريطاني في الخليج: (( الحكومة البريطانية السامية من جانبها و عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود حاكم نجد والحسا والقطيف وجبيل والمدن والموانئ التي تتبعها، بالأصالة عن نفسه، ونيابة عن ورثته وخلفائه وقبائله حيث أن الطرفين لديهما الرغبة في توطيد وتقوية العلاقات الودية التي دامت بينهما وقتا طويلاً ورغبة في دعم مصالحهما المتبادلة، فقد اختارت الحكومة وعينت ليوتينانت ــ كولونيل سير بيرسى كوكس المقيم البريطاني في الخليج ( الفارسي ) مفوضا له كامل السلطات في توقيع معاهدة لهذا الغرض مع عبد العزيز بن عبد الرحمن ين فيصل آل سعود وقد اتفق المذكور الليوتينات ـ كولونيل سير بيرسي كوكس مع عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود المشار إليه فيما بعد (بابن سعود) وأقر المواد التالية:
- (1) تقر الحكومة البريطانية وتعترف بأن نجدًا والحسا والقطيف وجبيل وملحقاتها وأراضيها ـ التي سوف تبحث وتحدد فيما بعد ـ وموانئها على الشواطئ الخليج العربي ، هي بلاد ابن سعود وآباءه من قبله وأبناءه من بعده وبناء عليه تعترف بابن سعود المذكور كحاكم مستقل لها، ورئيس مطلق لقبائلها، ومن بعده أولاده وخلفاؤه بالوراثة، ولكن اختيار شخص الحاكم يتم بتسمية الحاكم القائم لخليفته، ولكن بشرط ألا يكون شخصًا معادياً للحكومة البريطانية بحال من الأحوال، وعلى سبيل المثال، فيما يتعلق بالنصوص المشار إليها في هذه المعاهدة.
(2) في حالة عدوان آية دولة أجنبية على أراضي بلاد بن سعود وخلفائه، دون الرجوع إلى الحكومة البريطانية، وبدون إعطاءها فرصة التشاور مع ابن سعود وتكوين فكرة عن الأمر، فإن الحكومة البريطانية سوف تقدم العون بالأسلوب المناسب وإلى المدى الذي ترى فيه الحكومة البريطانية أنه الأكثر جدوة لحماية مصالحها وبلاده وذلك بعد التشاور مع ابن سعود.
(3) يوافق ابن سعود هنا ويتعهد بالامتناع عن الدخول في أية مراسلة أو اتفاق أو معاهدة مع أية أمة أو دولة أجنبية، وأكثر من ذلك، أن يطلع السلطات السياسية للحكومة البريطانية على أية محاولة من جانب أية دولة أخرى للتدخل في الأراضي المذكورة انفاً.
(4) يتعهد ابن سعود على وجه الإطلاق بأنه لن يمنح، أو يبيع، أويرهن، أو يؤجر، أو يتخلى، عن الأراضي المذكورة أو أي جزء منها، أو يعطي الامتيازات في تلك الأراضي لأية دولة أجنبية أو رعايا أية دولة أجنبية بدون موافقة الحكومة البريطانية، وأنه سوف يتبع نصائحها في ذلك دون تحفظ، بشرط أن لا تكون ضارة بمصالحه.
(5) يتعهد ابن سعود بأن يبقي الطرق مفتوحة داخل الأراضي إلى الأماكن المقدسة، وأن يحمى الحجاج في عبورهم لها حال ذهابهم إلى الأماكن المقدسة وعودتهم منها.
(6) يتعهد ابن سعود، كما فعل أباءه من قبله، بالامتناع عن أي عدوان أو تدخل في أراضي الكويت والبحرين وشيوخ قطر وساحل عمان الذين هم تحت حماية الحكومة البريطانية وتربطهم معاهدات بالحكومة المذكورة، وسوف يجري تقرير حدود أراضيهم في المستقبل … وعلى نفس الشاكلة من الاتفاقيات السرية التي هي خنجر في ظهر أمتنا العربية والإسلامية قد فعلها عبد الناصر وباقي حكام العرب قديماً وحديثاً وإن ما يدور في مصر هو نفس التآمر على إرادة شعوبنا
فيا أيها الشعب العربي احذروا أغلب النخب التي تم صناعتها كي يكونوا خنجر في ظهر هذه الأمة ولهدم رسالتها وإن تلك الرسالة ما هي إلا الإسلام وإن الحرب الدائرة الآن ضد شعوبنا ما هي إلا لذلك السبب الذي نرجوه و الذى يهدف إلى توحيد الأمة شكلاً ومضموناً ،…

إلى متى سيظل العالم العربي تحت الإنتداب ( البريطاني – الفرنسي – الأمريكي – الصهيوني ) ونحن كشعوب نتساءل متى سنحقق الإستقلال ؟

.

المصدر

https://gulffreevoice.com/%D9%85%D9%8...%86%D9%8A.html