استقبلنا هذا المؤلف الصغير صاحب 12 ربيعا في البيت العائلي الكائن ببلدية مكيرة بتيزي وزو، وهو يتأبط موسوعته بابتسامة عريضة رفقة والده وأخته وأبناء عمومته، رحب بنا تحت زيتونة أين فضلنا الجلوس رفقته لمحاورته عن موسوعته التي جمع فيها الكثير من المعارف العلمية في 560 صفحة لتكون أول تجربة لأصغر تلميذ جزائري في ميدان البحث والكتابة، وأول ما أذهلنا أنّه بدأ بتعريف نفسه قبل أن نطلب منه ذلك، ولخص مسيرته الدراسية بالحديث عن تاريخ ميلاده في 13 ماي 2003 بولاية المدية، أين عاش طفولته الأولى ليعود إلى مسقط رأس أبيه ويدق أبواب مدرسة عمورة علي لينتقل بعد ذلك إلى مدرسة عيشاوي مسعود بتيليلان بأدرار، أين أقامت عائلته لسنتين، ليختم دراسته الابتدائية بمدرسة بوغرارة بعين الباي في قسنطينة قبل الانتقال إلى متوسطة الشهيد قريبة رابح في عام 2014 أين حصد نتائج بمعدلات تفوق 15.
عن دخوله عالم التأليف والكتابة كشف لنا الصغير حكيم أن حب الاطلاع ومساعدة الآخرين هو من أوجد في ذهنه الفكرة التي انطلقت حينما كان في السنة الثالثة ابتدائي، عندما رغبت والدته في اجتياز رخصة السياقة، وطلبت منه المساعدة في قراءة قوانين المرور من ثمّ نضجت في ذهنه الفكرة وعرضها على والده، أي جمع معارف في موسوعة تسهل البحث للطالب الجزائري خلال مراحل دراسته وفي جميع الميادين وبعد تجذّرها شرع ميدانيا بجمع المعلومات في مختلف المجالات، وتدعيمها بصور، وهذا بالتنسيق مع معارف أبيه ذكر منهم إمام مسجد الحمص بقسنطينة، بوخالفة محمد يزيد علاوة، مهندس في الإعلام الآلي ومديرة متوسطة قريبة رابح بنفس المدينة، وبعض أساتذته الذين طلب منهم النصح والتوجيهات حول مضامين الموسوعة في الثقافة العامة، الجغرافيا، التاريخ، الصحة، الرياضة، الاتصالات، القوانين الجزائرية بما فيها قانوني المرور والأسرة.
ينوي المؤلف بتحيين وإضافة كل المعلومات الجديدة إلى مؤلفه، وهو الآن ينتظر التنقيح والتصحيح النهائي من طرف أهل الاختصاص قبل عرضه على دور النشر التي تساعده على نسخه لأن التي تقدم إليها طلبت منه مبالغ مالية كبيرة، وهذا لم يقدر عليه والده الذي يسعى لإيجاد ممول لما جادت به قريحة ابنه الذي يأمل مواصلة عالم الكتابة، حيث كشف أنّ له مشروع آخر يتعلق بجمع أكبر عدد من النكت التي تعالج الواقع الجزائري في قالب هزلي دون أن ينسى اجتهاده لنيل الشهادات.