نماذج من حياة الصحابة في تربية الأبناء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > قسم تربية الابناء وما يخص الطفل المسلم

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نماذج من حياة الصحابة في تربية الأبناء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-07-16, 12:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
adel dodo
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية adel dodo
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي نماذج من حياة الصحابة في تربية الأبناء

حينما نتكلم عن السلف الصالح في التربية، فإننا نتكلم عن أفضل العصور التاريخية على الإطلاق في تنشئة الجيل الصاعد، فهم يربونهم تربية دينية منشؤها الكتاب والسنة، ويعتنون بالصغار عناية شديدة، سواء في المجال الديني أو النفسي أو الصحي وغير ذلك، وهناك أمثلة كثيرة على هذا، سنحاول قدر الإمكان حصرها في نقاط؛ لعلنا ندرك ما كان عليه هؤلاء الأبطال من خير عظيم، ونحاول أن نجبر الخلل الذي وقعنا به في تربية أبنائنا، ومن ذلك:

أولًا: تربيتهم على العبادة:

من توحيد وصلاة وصيام ... فقد كانوا يعلمونهم قول: لا إله إلا الله، وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "حافظوا على أبنائكم في الصلاة، ثم تعوَّدوا الخير؛ فإن الخير بالعادة"، وكان عروة يأمر بنيه بالصيام إذا أطاقوه، والصلاة إذا عقلوا.

ولا مانع من إعطائهم الهدايا التشجيعية على أداء الصلاة؛ فقد روت عائشة -رضي الله عنها- أنهم كانوا يأخذون الصبيان من الكُتَّاب ليقوموا بهم في رمضان، ويرغبونهم في ذلك عن طريق الأطعمة الشهية، وكان بعض السلف يعطون الأطفال الهدايا التشجيعية على أداء الصلاة.

وروى البخاري ومسلم عن الربيِّع بنت مُعوِّذ قالت: "فكنا نصومه ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن؛ فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار".

ثانيًا: تربيتهم بالقدوة:

فقد ذكر ابن الجوزي عن نفسه أنه كان يتأثر ببكاء بعض شيوخه أكثر من تأثره بعلمهم. وقال عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده: "ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بك؛ فالحسن عندهم ما صنعتَ، والقبيح عندهم ما تركتَ".

ويحذر ابن مسكويه من ترك التربية للخدم خوفًا عليهم من أن يتأثروا بأخلاقهم وأفعالهم، وخاصة إذا كان الخدم غير ملتزمين بالإسلام، أو أنهم غير مسلمين كما هو في زماننا الذي فشا فيه هذا الأمر وانتشر، وكم من القصص والأحداث التي ضُيع فيها الشباب نتيجة التساهل في هذا الجانب المهم.

ثالثًا: تربيتهم على العلم والأدب والخير:

وهذا من تمام القيام بالأمانة التي وليها الوالدان، جاء في الأثر: "ما نحل والد ولدًا من نِحَل أفضل من أدب حسن".
كما أن السلف كانوا يقدمون الغالي والرخيص ليرغبوا الأطفال في العلم؛ فقد روى النضر بن شميل قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: قال لي أبي: يا بنيَّ! اطلب الحديث؛ فكلما سمعت حديثًا وحفظته فلك درهم. فطلبت الحديث على هذا.
وأرسل معاوية -رضي الله عنه- ابنه يزيد إلى عالم، فعلمه العربية وأنساب قريش والنجوم وأنساب الناس.
ولما دفع عبد الملك وُلْده إلى الشعبي يؤدبهم قال: علمهم الشعر يمجدوا وينجدوا، وحسِّن شعورهم تشتد رقابهم، وجالس بهم علية الرجال يناقضوهم الكلام.

ومن الأمور التي كان يعتني بها السلف الجرأة على طرح الأفكار، والمشاركة، ويكون هذا بمجالسة العقلاء الكبار ليكبر عقله وينضج تفكيره؛ فمن الخطأ أن يمنع الصغير من حضور مجالس أهل الخبرة والتجربة، وقد مر عمرو بن العاص -رضي الله عنه- على حلقة من قريش فقال: "ما لكم قد طرحتم هذه الأغيلمة؟ لا تفعلوا! أوسعوا لهم في المجلس، وأسمعوهم الحديث، وأفهموهم إياه؛ فإنهم صغار قوم أوشك أن يكونوا كبار قوم، وقد كنتم صغار قوم فأنتم اليوم كبار قوم".
بل كان ابن شهاب الزهري -رحمه الله- يشجع الصغار ويقول: "لا تحتقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يتبع حدة عقولهم".

رابعًا: الاعتناء بالموهوبين والمبدعين:

قال ابن القيم -رحمه الله-: "إذا رأى الصبي وهو مستعد للفروسية وأسبابها، من الركوب والرمي واللعب بالرمح، وأنه لا نفاذ له من العلم ولم يخلق له، ومكنه من أسباب الفروسية والتمرن عليها، فإنه أنفع له وللمسلمين".

ومن ذلك أن الصبي إذا كان ذا موهبة خطابية مثلا، فإن الأولى بمعلمه أن ينمي هذه الموهبة، وقد كان ابن الجوزي الواعظ من ثمار الشيخ أبي القاسم البلخي؛ فإنه علمه كلمات ثم أصعده المنبر فقالها، وكان عمره ثلاث عشرة سنة، قال ابن الجوزي: وحزر الجمع يومئذ بخمسين ألفًا. وهو أول مجالسه رحمه الله.

وكانوا يحببون العلم إلى الصغار بالاحتفال بهم. قال أبو خبيب الكرابيسي: كان معنا ابن لأيوب السختياني في الكُتَّاب، فحذق الصبي، فأتينا منزلهم فوُضع له منبر فخطب عليه.

وقال يونس: حذق ابن لعبد الله بن الحسن فقال عبد الله: إن فلانًا قد حذق. فقال الحسن -رضي الله عنه-: كان الغلام إذا حذق قبل اليوم نحروا جزورًا وصنعوا طعامًا للناس.

خامسًا: الاعتناء بصحتهم:

- من ذلك أنه حرص -صلى الله عليه وسلم- على ألا يتعرض ابناه (الحسن والحسين) للشمس؛ فقد روى الحاكم من حديث فاطمة -رضي الله عنها- ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يومًا فقال: أين أبنائي؟ فقالت: ذهب بهما علي. فتوجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجدهما يلعبان في مشربة وبين أيديهما فضل من تمر. فقال: أيا علي، ألا تقلب ابنيَّ قبل الحر؟ (.

وعن عائشة -رضي الله عنها-: ) أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن ينحي مخاط أسامة، قالت عائشة: دعني حتى أكون أنا الذي أفعل، قال: يا عائشة أحبيه؛ فإني أحبه ( رواه الترمذي وابن حبان وحسنه الألباني.
- ومن ذلك: منع الصبي من الخروج وقت انتشار الشياطين حتى لا يؤذوه، فقد روى البخاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ) وأكفتوا صبيانكم عند العشاء؛ فإن للجن انتشارًا (.
ولا ننس الحب لأبنائنا؛ فهو أعظم ما نقدم لهم في هذا الزمان، ومن مظاهر الحب: التقبيل والضم، وهذا من الرحمة التي يؤجر العبد عليها، وقد جاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبَّل الحسن وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: من لا يَرحم لا يُرحم (.
وأخيرًا ... وبعدما ذكرنا بعضًا من نماذج السلف الصالح في التربية، وكيف كانوا -رضوان الله عليهم- مع صغارهم، ليس لنا إلا أن نقتدي بهم ونسير على نهجهم، وألا نفرط في ما رزقنا الله من نعم، ومن هذه النعم نعمة الأبناء، حيث يتوجب علينا شكر هذه النعم بالمحافظة عليهم، وزرع المنهج السلفي في قلوبهم؛ حتى يحميهم ويمنحهم السعادة في الدنيا والآخرة.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأبناء, الصحابة, تربية, حياة, نماذج

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc