هل يقع حلف النّاتو في مصيدة طريق بريغوجين؟

[الزمزوم]

هل يقع حلف النّاتو في مصيدة طريق بريغوجين؟


في أحداث تمرد مجموعة "فاغنر" على الدّولة الرّوسية رأينا كيف أنّ الحكومة الرّوسية تحاشت الدّول مع هذه المجموعة في حرب على تخوم العاصمة الرّوسية موسكو وذلك لعدّة اعتبارات منها:


أولاً: أنّ البلاد في حالة حرب وينبغي توجيه كلّ المجهود الرّوسي بكلّ أنواعه ودرجاته إلى جبهة القتال مع حلف النّاتو على الجبهة الأوكرانية.


ثانياً: تحاشي الدّخول في صراع بين الإخوة في الوطن الواحد يُفضي إلى حرب أهلية قاتلة تؤدي بالبلد إلى تدخل حلف النّاتو عسكرياً وتقسيم البلاد كما حدث لألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.


ثالثاً: منع العدو من اِقتناص هذه الفرصة لضرب روسيا بقواتها المُسلحة مع بعضها البعض القوات العسكرية النّظامة الرّسمية والقوات العسكرية التابعة لشركات خاصة روسية.

رابعاً: منع أن تسيل قطرة دم روسية واحدة مهما كانت الخلافات فالدّم الروسي محرم على الرّوس وغالي جداً.


خامساً: تجنيب سُكان مدينة موسكو من أبنائها المُقيمين فيها من التعرض لحرب شوارع قد تضرب بمعنوياتهم وتخلق فتنة بينهم وبين القيادة الحاكمة وتقضي على الزّخم الشعبي العالي والشعبية الكبيرة الّتي صاحبت اِنطلاق العملية العسكرية الرّوسية الخاصة في أوكرانيا لحماية سكان "الدونباس" من الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها من طرف النازيين في أوكرانيا من أحفاد "بانديرا" على شاكلة ما يحصل الآن في غزّة من طرف جيش الكيان الصّهيوني.


وانتهت تلك الحادثة بسلام.


الغرب يبدو أنّه ومن خلال:


أولاً: التعبئة الكبيرة وغير المسبوقة لجنوده على طول حدوده المشتركة بينه وبين روسيا.


ثانياً: وضع رؤوسه النّووية في حالة الجاهزية في البلدان الأوروبية مثل: ألمانيا الّتي تضع بها أمريكا مجموعة من الرؤوس النّووية.


تأمل وتنتظر وتتصور أن يكون مسار الحرب مع روسيا مثل: مسار الحرب مع العراق الّذي لم يُقاتل جيشه القوات الأمريكية والغربية والمتحالفة معه من العالم العربي والإسلامي ومن العالم الغازية إلّا في حدود ضيقة في قرية أم قصر الصغيرة بالبصرة الّتي سجلت أروع البطولات والملاحم والتي بقي عناصر الجيش العراقي فيها يقاتل لمدة 15 يوماً بعدد قليل من القوات العراقية، وكذلك معركة مطار بغداد الّتي اِستخدمت فيها أمريكا سلاح الفسفور المُحرم دولياً، والّذي أدى إلى إبادة الحرس الجمهوري العراقي عن بكرة أبيه، وأنّ الصّورة التي بثتها الجزيرة من ساحة "الفردوس" بوسط بغداد ودُخول القوات الأمريكية والغربية الغازية وإسقاط تمثال "صدام حسين" كان له دور في اِختفاء بقية عناصر الجيش العراقي(فالحرب كانت عسكرية وإعلامية بالدرجة الأولى وقد كانت قناة الجزيرة مشاركة في الحرب تلك لأسباب عديدة) والّذي اِنتهى إلى ما نعرفه جميعاً من سقوط عاصمة الخلافة العباسية.


فالغرب الخبيث عندما يُريد اِحتلال بلد ما يقوم بمايلي:


1- يوقعها في فخ ومستنقع حرب محلية أو إقليمية صغيرة.


2- يسلط عليها أشدّ العقوبات الاقتصادية و يفرض عليها الحصار والعزلة الدّولية لإرهاقها اقتصادياً سواءٌ القيادة أو الشّعب


3- يستنزفها عسكرياً بتسليح خصمها ودعمه اِقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً في المنابر والمحافل الدّولية


4- تشويه سُمعتها باختلاق موضوعات مثل: قصف أماكن مدنية أو مدارس أو مستشفيات أو استهداف مدنيين، أوصف قائد الدّولة تلك بالديكتاتور والطاغية والمجرم وقاتل شعبه..


5- بناء تحالف دولي (بناء شرعية دولية) سياسياً كما حصل في سويسرا وحضور دول ضعيفة تحت التهديد والوعيد والّتي لا يمكن أن تصدح بالحق في وجه أمريكا لخوفها منها، وبعد ذلك تصوير أنّ روسيا هي المخطئة (أي المُعتدية) ومحاولة الإيحاء لشعوب العالم أنّ العالم كله ضدها فإذا ما دخلت أمريكا الحرب ضد روسيا كانت كل الأوراق معها، العالم مكون 193 دولة حضرت 80 دولة لم توقع 11 دولة على البيان الختامي للمؤتمر يعني 69 دولة وقفت مع أمريكا من مجموع 193 دولة في العالم فأكثر من نصف سكان العالم إذن ليس مع الطرح الأمريكي الأنجلوساكسوني للأزمة الأوكرانية من بين الدّول التي لم توقع على البيان الختامي: الهند الإمارات.. وهناك دولتين كبيرتين لما تحضرا مؤتمر سويسرا لعدم اِستفاء المؤتمر للشروط المطلوبة وهما: الصين والسعودية.


ولكن هل يجدر بنا مقارنة روسيا بالعراق؟


بلد من العالم الثالث، خرج لتوه من حرب الـ 8 سنوات في حربه مع إيران مدمرين؟ خرج وهو مثقل بديون الحرب لدى دول الخليج وعلى رأسها الكويت؟ خرج في ظلّ اِنهيار أسعار النفط وأنّ أكثر من 99 بالمئة من مداخيل العراق في ذلك الوقت تعتمد على النفط والعراق كان أكبر بحيرة نفط في العالم؟ 70./‘ من جيشه دمره الأمريكان عندما كان يهم بالانسحاب عائداً إلى العراق في خرق لاتفاقيات بين الجيش العراقي والتحالف الأمريكي والّّتي جاء بعدها جاء اتفاق خيمة "صفوان"؟ وبعد حصار 12 سنة وتجويع ومنع كلّ شيء عن العراق حتّى الدّواء والغذاء سمحت به أمريكا وفق برنامج النفط مقابل الغذاء عبر الأمم المتحدة والّذي أدى لوفاة أكثر من مليون عراقي أغلبيتهم أطفال ونساء؟ وفي ظلّ لجان التفتيش الأممية الّتي كانت في حقيقتها تتكون من عناصر من المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ومن دول غربية والّتي أنهت برنامجه العسكري خاصة الصّواريخ الباليستية (مثل: صاروخ العباس) بعيدة المدى؟ تشويهه أمام العالم بأنّه ديكتاتور وأنّه قام بقصف الأكراد حلفاء الكيان الصهيوني بالسّلاح الكيماوى في مدينة حلابجة؟


كما أنّه إذا كانت الطريق مفتوحة لمجموعة "فاغنر" نحو موسكو ولم تجد أي مقاومة في طريقها لأسباب ذكرناها في مقالات سابقة وذكرنا البعض الآخر منها في مقالنا هذا فإن الوضع لن يكون نفسه لو قررت قوات حلف الناتو الزحف على حدود موسكو ودخول أرضيها إذا ما قرر الحرب على روسيا بشكل مباشر.


هناك أسباب في هذه العجلة من أمرهم للقادة الأوروبيين وأمريكا وحلفائها من المنظومة الغربية وهي:


أولاً: عامل الوقت الذي بدأ يضيق فهناك شهور ستقرر شكل العالم في الفترة القادمة


ثانياً: عدم ضمان القادة الحاليين الغربيين ممن يقوم على الحرب على روسيا في أوكرانيا ببقاء قادة مثل: ماكرون، بايدن، شولتس.. هؤلاء القادة يتساقطون الواحد تلوى الآخر تحت ضربات اليمين المتطرف، والّذي أصبح كالطوفان الجارف الّذي يقتلع كلّ شيء يجده أمامه، والخوف من أنّ سياسات القادة الرّاحلين قد تختلف عن سياسات القادة القادمين لأوروبا وأمريكا من اليمين بما يعجل في اِنهاء الصّراع في أوكرانيا، والّذي سيكون بمثابة هزيمة نكراء ستلاحقهم طوال حياتهم المُتبقية خارج مسرح المشهد السّياسي وتبقى للتاريخ إلى الأبد، كما أنّ الحيّرة ستزول عندما نكتشف أنّ بعض القادة الغربيين هؤلاء من داعمي الحرب في أوكرانيا سيتعرضون للمساءلة من ضمنها: إهدار ملايير الدّولارات على حرب أوكرانيا كانت الشّعوب الأوروبية والشّعب الأمريكي أحق بها في ظلّ أزمة الطّاقة واِرتفاع أسعارها الأمر الذي أدى إلى ارتفاع جنوني لكل المنتجات والسلع والبضائع بسبب العقوبات على روسيا أكبر مورد للطاقة لأوروبا، وإفراغ مخازن سّلاح حلف النّاتو واختفاء عدد كبير من العتاد العسكري الّذي وّجه إلى المحرقة الأوكرانية وتمّ تدميره وحرقه عن بكرة أبيه بفعل ضربات السّلاح الرّوسي، هذا النّقص في السّلاح وإهدار الموارد الّذي أدى إلى كشف ظهر أوروبا أمام أعدائها الجيوسياسيين والاقتصاديين والعسكريين وأضعفها أمامهم نتيجة السّياسات الخاطئة للقادة الأوروبيين والغربيين الحاليين الّذين تورطوا في الصّراع الرّوسي الأوكراني.


بقلم: الزمزوم

[سندباد علي بابا]

الناتو هو المعتدي!!

ليس روسيا!

روسيا تفعل ما تفعله أي أم صالحة لحماية أطفالها.

https://x.com/i/status/1804148067093958757