المسلم بين الخوف والرجاء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المسلم بين الخوف والرجاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-06-22, 17:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي المسلم بين الخوف والرجاء





حدود الخوف:

إن فضيلة الخوف دلت عليها الآيات الكريمة، كما أكدها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بسلوكه.

بل إن الله تعالى أمرنا بالخوف منه، وأوجبه علينا، وجعله شرطًا في الإيمان فقال: ﴿ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾[1].

ووصف المؤمنين فقال: ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾[2].



وقال تعالى: ﴿ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾[3].

وقال تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾[4].



فالخوف من الله تعالى صفة منبثقة عن الإيمان بالله تعالى. فهو أمر مستقر في قلب المؤمن.



ولكن هذا الخوف لا ينبغي أن يصل إلى درجة:

♦ تبعث في نفسه القنوط واليأس من رحمة الله.

♦ أو تبعثه على العبادة إلى الحد الذي يضر بنفسه.

وهو ما نهى عنه الإسلام.



فضيلة الرجاء:

لا ينبغي للمؤمن أن ييئس من رحمة الله تعالى، فإن ذلك أمر محرم منهي عنه.

قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[5].



وقد حضَّ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على حسن الظن بالله تعالى:

عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل موته بثلاثة أيام، يقول: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عزَّ وجلَّ»[6].

وعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي»[7].



القصد في العمل:

وحتى لا يندفع المسلم بعامل الخوف إلى الإضرار بنفسه بالعبادة، فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقد رأينا في الفصل السابق قصة الرهط الذين جاؤوا يسألون عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن ينجي أحدًا منكم عمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة. سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا»[8].



وعن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة، قال: «من هذه» قالت: فلانة، تذكر من صلاتها، قال: «مه، عليكم بما تطيقون، فو الله لا يمل الله حتى تملوا»[9].



وعن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا حبل ممدود بين الساريتين، فقال: «ما هذا الحبل؟» قالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، حلوه، ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد»[10].



وكان صلى الله عليه وسلم يحض على العمل الدائم وإن قلَّ، وقد وردت في ذلك أحاديث كثيرة. منها قوله صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل»[11].



وبهذا الأسلوب من التوسط يعالج النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذا الجانب.



حدود الرجاء:

إن الخوف والرجاء ينبغي أن يسيرا في خطين متوازيين في نفس الإنسان المسلم، جنبًا إلى جنب، بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر.



وقد أشارت الآيات الكريمة إلى ذلك:

قال تعالى: ﴿ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ﴾[12].

وقال تعالى: ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾[13].



فالرجاء هو العلاج الواقي من الوقوع في القنوط واليأس، الذين جعلهما الله من سمات الكافرين والضالين.

وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾[14].

وقال تعالى: ﴿ قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾[15].



وإذا كانت هذه مكانة «الرجاء» فكيف نحدد معالمه؟.

قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:

«الرجاء هو ارتياح القلب لانتظار ما هو محبوب عنده، ولكن ذلك المحبوب المتوقع لا بد وأن يكون له سبب.

فإن كان انتظاره لأجل حصول أكثر أسبابه فاسم «الرجاء» صادق عليه.



وإن كان ذلك انتظارًا مع انخرام أسبابه فاسم «الغرور» و«الحمق» عليه أصدق من اسم الرجاء.



وإن لم تكن الأسباب معلومة الوجود، ولا معلومة الانتفاء، فاسم «التمني» أصدق على انتظاره، لأنه انتظاره من غير سبب»[16].



«فكل من طلب أرضًا طيبة، وألقى فيها بذرًا جيدًا، غير عفن ولا مسوِّس، ثم أمده بما يحتاج إليه، وهو سوق الماء إليه في أوقاته، ثم نفى الشوك عن الأرض والحشيش، وكل ما يمنع نبات البذر أو يفسده، ثم جلس منتظرًا من فضل الله تعالى دفع الصواعق، والآفات المفسدة إلى أن يتم الزرع ويبلغ غايته، سمى انتظاره رجاء.



وإن بث البذر في أرض صلبة سبخة مرتفعة، لا ينصب إليها الماء، ولم يشتغل بتعهد البذر أصلًا، ثم انتظر الحصاد منه، سمي انتظاره: حمقًا وغرورًا، لا رجاء.



وإن بث البذر في أرض طيبة، ولكن لا ماء لها، وأخذ ينتظر مياه الأمطار، حيث لا تغلب الأمطار ولا تمنع، سمي انتظاره تمنيًا لا رجاء.



فينبغي أن يقاس رجاءُ العبد المغفرةَ برجاء صاحب الزرع»[17].

[1] سورة آل عمران، الآية (175).

[2] سورة السجدة، الآية (16).

[3] سورة البينة، الآية (8).

[4] سورة الرحمن، الآية (46).

[5] سورة الزمر، الآية (53).

[6] أخرجه مسلم (2877).

[7] متفق عليه (خ 7405، م 2675).

[8] متفق عليه (خ 6463، م 2816).

[9] متفق عليه (خ 43، م 785).

[10] متفق عليه (خ 1150، م 784).

[11] متفق عليه (خ 5861، م 782، 783).

[12] سورة الأنبياء، الآية (90).

[13] سورة السجدة، الآية (16).

[14] سورة يوسف، الآية (87).

[15] سورة الحجر، الآية (56).

[16] المهذب من إحياء علوم الدين (2/ 304).

[17] المهذب من إحياء علوم الدين (2/ 305).









 


رد مع اقتباس
قديم 2020-06-22, 18:00   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
〆 بٰٰاولو 乄
مراقب منتدى الرياضة
 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2020-06-22, 18:03   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 【★ بـ,ـآۅلـ,ـۅ ★】 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
وفيك بارك الرحمن اخي الفاضل
جزاك الله خيرا على مرورك الكريم
تحياتي الخالصة









رد مع اقتباس
قديم 2020-06-22, 18:17   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

" الواجب على المسلم ألا يقنط ولا يأمن

ويكون بين الرجاء والخوف

لأن الله ذم الآمنين

وذم القانطين

فقال سبحانه: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)

وقال سبحانه: (لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) .

فالواجب على المكلف ذكرا كان أو أنثى ألا ييأس

ولا يقنط ويدع العمل

بل يكون بين الرجاء والخوف يخاف الله

ويحذر المعاصي

ويسارع في التوبة

ويسأل الله العفو

ولا يأمن من مكر الله، ويقيم على المعاصي ويتساهل " .

انتهى من "فتاوى نور على الدرب" لابن باز (4/ 38) .

وقال ابن كثير رحمه الله :

" وَلِهَذَا قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ:

الْمُؤْمِنُ يَعْمَلُ بِالطَّاعَاتِ وَهُوَ مُشْفِق وَجِل خَائِفٌ

وَالْفَاجِرُ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي وَهُوَ آمِنٌ " .

انتهى من "تفسير ابن كثير" (3/ 451) .


اختي الفاضلة

موضوع قيم جدا

جزاكِ الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2020-06-22, 21:17   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *عبدالرحمن* مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

" الواجب على المسلم ألا يقنط ولا يأمن

ويكون بين الرجاء والخوف

لأن الله ذم الآمنين

وذم القانطين

فقال سبحانه: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)

وقال سبحانه: (لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) .

فالواجب على المكلف ذكرا كان أو أنثى ألا ييأس

ولا يقنط ويدع العمل

بل يكون بين الرجاء والخوف يخاف الله

ويحذر المعاصي

ويسارع في التوبة

ويسأل الله العفو

ولا يأمن من مكر الله، ويقيم على المعاصي ويتساهل " .

انتهى من "فتاوى نور على الدرب" لابن باز (4/ 38) .

وقال ابن كثير رحمه الله :

" وَلِهَذَا قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ:

الْمُؤْمِنُ يَعْمَلُ بِالطَّاعَاتِ وَهُوَ مُشْفِق وَجِل خَائِفٌ

وَالْفَاجِرُ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي وَهُوَ آمِنٌ " .

انتهى من "تفسير ابن كثير" (3/ 451) .


اختي الفاضلة

موضوع قيم جدا

جزاكِ الله عنا كل خير
شكرا لك اخي عبد الرحمن على مرورك الكريم









رد مع اقتباس
قديم 2020-06-23, 17:51   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
كمال بدر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية كمال بدر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح الطيب المبارك ... جعله الله في ميزان حسناتك ... تقبلي تحياتي.









رد مع اقتباس
قديم 2020-07-04, 23:31   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الطيب2
مؤهّل منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية الطيب2
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا أحسن الله إليكم










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:05

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc