من مذكرات المجاهد لخضر بن طوبال - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية

قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من مذكرات المجاهد لخضر بن طوبال

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-03-19, 15:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










B11 من مذكرات المجاهد لخضر بن طوبال

من مذكرات المجاهد لخضر بن طوبال




البداية في مدارس العدو
درسنا في مدرسة الاحتلال الفرنسي أنّ الأمير عبد القادر رحمه الله انهزم أمام المجرم السّفاح الجنرال "بيجو" سنة 1947. ويضيف: وفهمنا يومها أنّنا أمّة مهزومة؟!، وأنّ هزيمة الأمير عبد القادر هي سبب مانعيشه اليوم من هزائم؟
وبعد أسبوع، قال لنا الأستاذ الفرنسي المحتلّ، أنّ: charles martel هو الذي هزم المسلمين في معركة "بواتيه". وسمي باسم martel، لأنّه -حسب ترجمتي، وبالحرف-: "كان يَدُكّ العرب دَكًّا". وكان يصف لهم معركة انهزام المسلمين بحماس شديد.
يقول لخضر بن طوبال: من يومها ونحن نبغض الاحتلال بغضا شديدا، ولم أعد أفرّق بين فرنسي وفرنسي.
استنكر على الجزائريين قولهم -وهو طفل صغير-: سيعود الأتراك ليحررونا؟! ويؤكد على أنّ تحرير الجزائر يكون بأبنائها، وليس من الخارج.


في حزب الشعب
يتطرّق لخضر بن طوبال لشروط الانضمام إلى حزب الشعب، والمتمثّلة في: يوضع المعني تحت المراقبة والمتابعة لمدّة شهرين أو ثلاثة، والتأكّد أنّه لم يقدّم السّرّ لأحد. ومدى احترامه للمواعيد، والانضباط. والاستقلالية التي يتمتّع بها، لأنّ الذي لايبرهن عن استقلالية لايمكنه أن يطالب باستقلال الجزائر. وقدرة المعني على التّحرّر من الالتزامات العائلية مقابل الواجب الوطني، لأنّ من من كانت حاجاته مضمونة من طرف غيره لايمكنه أن يكون مسؤولا عن نفسه، ولا عن الآخرين. والرجل لابدّ أن يضمن حريته دون أن يكون التّابع للأب. وأن يتّسم بالثقافة الروحية المتمثّلة في تطوير جانب التضحية، وروح التنظيم. والالتزام الحرفي بدقّة المواعيد. (أقول: نفس الشروط المطبّقة فيما بعد أثناء الثورة الجزائرية).


عن الجمعية
تحت عنوان: "مرحلة جمعية أصدقاء الحرية", يقول لخضر طوبال رحمه الله عليه:
تلقينا مشاكل كبيرة من طرف الجمعية التي كانت تستعمل الدين، واللّغة العربية، والمدارس للاستحواذ على الجزائريين، حتّى أمسى لكي تكون عربي لابدّ أن تكون من الجمعية، ولكي تكون مسلم لابد أن تكون من الجمعية، وكان العربي والمسلم محصور فقط في الجمعية.
تذهب كلّ الهبات، والمساعدات لمدارس ومساجد الجمعية. ولم نملك هذه القدرة، ولا إماما يدافع عنّا، ولا يقف إلى جانبنا.
لم تتّخذ الجمعية يوما موقفا يتعلّق بضرورة استرجاع السّيادة الوطنية.
ساندت الجمعية سنة 1937 مرشح الاحتلال الفرنسي juily الذي لايحسن كلمة واحدة من اللّغة العربية، ضدّ المرشح بوصوف.
قدّم الشيخ مبارك الميلي رحمة الله عليه محاضرة حول دور الشباب، لكنّه لم يتطرّق أبدا إلى الاحتلال الفرنسي، واكتفى بالحديث عن غزوة أحد، وأسيادنا الصحابة رضوان الله عليهم دون التطرّق للاحتلال.
العيب الوحيد لدى الجمعية أنّها لم تعلن يوما عن طرق لتحقيق استرجاع السّيادة الوطنية. والجمعية ضدّ كلّ من يسعى لتحقيق استرجاع السّيادة الوطنية.
لم تكن الجمعية منضبطة مع أعضائها كما كنّا نحن مع أعضائنا. فكانت الفضائح لدى الجمعية بمعدّل مرّة، أو مرّتين كل سنة. وفي عالم الأعمال كانت الجمعية تمارس الكذب، والحلف بشكل عادي.
أعضاء الجمعية لم يكونوا نزهاء.
الجمعية تقوم بكراء مخازنها للفلاحين، وكذا الأراضي التي تملكها لتدعيم مشاريعها، ومدارسها، وأئمتها، ومؤذنيها.
لايوجد أحد من أعضاء الجمعية شريف في تسيير المال والأملاك.
أصبح جليا أن نخوض حرب تحرير الجزائر بمفردنا، أمّا عن فرحات عباس والجمعية فقد رفضوا بقوّة التحدّث عن استرجاع الجزائر لسيادتها.
فشل حزب الشعب في ثني الجزائريين من المشاركة في الانتخابات التي يشرف عليها الاحتلال الفرنسي، ونجحت الجمعية، والبشير الإبراهيمي، وفرحات عباس في حثّ الجزائريين على المشاركة في الانتخابات المبنية أساسا على إدماج الجزائر ضمن فرنسا المحتلّة..
انقلبت المعادلة رأسا على عقب: 30% من الجزائريين شاركوا في الانتخابات، وفاز فرحات عباس بأوّل فوز انتخابي له، وهو الذي لايملك أكثر من 10% من الأصوات.
انتصرت الجمعية في ميلة وقسنطينة، باعتبارها مهد الجمعية. وانهزمت في عنابة، والعاصمة، ووهران، وتيزي وزو، باعتبار سكان تيزي وزو كانوا بالفطرة وطنيين ومعارضين للجمعية.
رفضنا الانتخابات التي تجري تحت إشراف المحتلّ الفرنسي.


انطلاق الثورة
كان تفجير الثورة الجزائرية بأيادي جزائرية، وامكانات معدومة، وانعدام تجربة، وعدد ضعيف جدّا جدّا من حيث الجند، (مثال: 26 مجاهد مقابل 400 جندي فرنسب محتلّ)، وانعدام الإمكانات.
للمرّة الثّانية يتحدّث لخضر بن طوبال أن مصر لم تساعد الجزائريين بالسّلاح.
في المرّة الأولى قال: لايمكن للعرب، ومصر أن يساعدوا الجزائريين بالسّلاح. وفي المرّة الثّانية وبعد تفجير الثورة الجزائرية قال -وحسب ترجمتي-: "بالنسبة للسّلاح، وعدتنا مصر أن ترسل لنا السّلاح بعد تفجير الثورة، لكن لم نكن نعتمد كثيرا على وعودهم". أي لايوجد دعم بالسّلاح.


عن مؤتمر الصومام
يتحدّث المجاهد لخضر بن طوبال رحمه الله في كتابه عن مؤتمر الصومام، فيقول: عبان رمضان رحمة الله عليه هو الذي فرض انضمام الجمعية، وفرحات عباس، والمصاليين، والشيوعيين للمشاركة في مؤتمر الصومام
يقول عبان رمضان في دفاعه عن موقفه، أنّه أقحم هؤلاء للمشاركة في المؤتمر حتّى لاينفرد بهم المحتلّ، ويحدث انقساما داخل الثورة، خاصّة وأنّ الجميع يعلم بموقفهم السلبي من الثّورة الجزائرية.
عارض كريم بلقاسم رحمة الله عليه موقف عبان رمضان، وغضب منه لأنّه كان لايرجع إلينا في عدّة قرارات، ومنها هذا القرار.
وقف لخضر بن طوبال موقف الرّافض بقوّة وشدّة ضدّ عبان رمضان، وضدّ انضمام الجمعية، وفرحات عباس، والمصاليين، والشيوعيين للمشاركة في مؤتمر الصومام، وأعلنها صريحة مدوية وعلنية.
أقول: رفض هواري بومدين رحمة الله عليه نتائج الصومام، ولم يعترف بها. ومن الأسباب التي دفعته لهذا الموقف هو رفضه انضمام أطراف لم تشارك في تفجير الثّورة الجزائرية (كلام للمترجم).
تحت عنوان: "الأزمات الأولى للقيادة"، يقول لخضر بن طوبال: عجبت من كون محمود شريف، وهو الذي كان يعمل ضمن صفوف جيش المحتل، ومتعاونا معه لغاية 1956، يتم فرضه، وتنصيبه على رأس الولاية، ويعاتب بشدّة عمار أوعمران، ومزهودي، في هذا الشأن، باعتبارهما تصرّفا بمفردهما، وعارضت بقوّة تعيينه.
تحدّث مطوّلا عن عبان رمضان، وسيفرد له لاحقا فصلا خاصا به، فقال عنه: عرض علي عبان رمضان اغتيال بوصوف. وهو لايعرف أنّي أعرف بوصوف منذ طفولتي، وأيّام اكتشاف المنظمة السرسة OS. وعبان جاء بعد الثورة، وبوصوف انضم قبله للثورة. وعبان يخاف من بوصوف، لأنّه القوي، ولذلك يريد اغتياله.
كنّا نثق في بن مهيدي أكثر ممّا نثق في عبان. وعبان هو الذي عيّن أشخاصا من الفوق، ومن الخارج، والذين لانثق فيهم، وتمّ فرضهم كمسؤولين، وليس كأشخاص عاديين.
الأشخاص الذين فرضهم عبان، هم: فرحات عباس، وأحمد فرنسي، و عبد الحميد مهري، وأحمد بودة.
يسعى عبان وكريم بلقاسم، إبعاد كلّ الذين قاموا بالثّورة، ويريدون إبعادنا، وأنّ وجودنا كان يزعجهم، وكانوا يريدون أن يكونوا بمفردهم، حتّى تكون لهم اليد الطولى.
قال لخضر بن طوبال، وهو يكشف عقيدته، المخالفة لعقيدة عبان رمضان: لاتفاوض مع فرنسا المحتلّة، دون قبولها باسترجاع الجزائر لسيادتها. ولا بدّ من تركيع فرنسا المحتلّة، لفرض السّيادة الوطنية، قبل أيّة مفاوضات.
تمّ تنزيل رتبة عبان، وكلّف بإدارة جريدة EL MOUDJAHID .ورغم ذلك مازال يسبّب المشاكل، عبر الجريدة، التي يراقبها، ويتحكّم فيها، واستغلالها واستعماله لنقابة. UGTA. ولم يلقي السّلاح، لكنّه غيّر الأسلوب، والفكرة
يقول لخضر بن طوبال: ألتقي لأوّل مرّة، ومنذ سنة 1954، مع بومدين، وكان نحيف البنية، وأبيض. وطلبت من بوصوف أن يذكر لي اسمه. وقد جاء من المغرب. وكان بوصوف ينوي أن يضع بومدين في مكانه. كهمزة وصل للولاية الخامسة v. وحضر بومدين الاجتماع. وهذا أوّل عمل سياسي يقوم به بومدين، ودون أن يكون عضو في مجلس الثّورة، أو عضو في مجلس الولاية. وسيتحدّث عنه لخضر بن طوبال لاحقا.
لم يلعب بن خدة أيّ دور، وكان غير قادر على اتّخاذ أيّ قرار، وغير قادر على تحمّل أيّة مسؤولية، وحضوره أو غيابه لايؤثّر في شيء، ولا يمثّل أيّ اتّجاه، ولم يكن عميقا، وغير مقنع حتّى على المستوى الفكري.
فيما يخصّ عبان، فقد تأكد لنا، فيما ذكرناه بشأنه. ووجوده بالمغرب، أكّد ذلك، لارتكابه كبائر أخرى هناك.
كان على بوصوف أن يفرض النظام، لدى جيش التحرير الجزائري بالحدود مع المغرب. ماجعل البعض من أفراد الجيش، يرفضون هذه الصرامة، ويفرون إلى تونس كما فعل بلعيد عبد السّلام، لأنّهم ألفوا العيش الرغيد هناك، وكانوا لايخرجون من سكناتهم الجميلة "فيلات"، لا ليلا، ولا نهارا.
أقول: لهذا السّبب، استدعى بوصوف هواري بومدين، ليكون القائد، لما عرف عنه من صرامة، وتنظيم محكم، وحسن تدبير. وفعلا، نجح في ضبط الجيش، وتنظيمه، والتحكم فيه، وفرض الطّاعة والانضباط، التي كانت منعدمة قبله (كلام للمترجم)
طالب بومدين وبوصوف، بتوقيف بلعيد، بتهمة الفرار. ورفض لخضر بن طوبال المحاكمة، قائلا: لو كنت مكانه لفررت، وفعلت نفس الشيء.
حدثت هذه الفوضى، والتمرّد، وعدم الانضباط، والفرار، بعد عام واحد فقط من إقامة عبان الخاطفة بالمغرب.
بعد عملية التصحيح التي أجريناها، لم يعد عبان ذلك الأسطوري، الذي كان النّاس يرونه من قبل، وعلموا أنّنا لم نخضع له. حتّى اعتقد النّاس، أنّ عبان يسيطر على كلّ قادة الولايات، وأنّهم يفعلون مايأمرهم به. وبيّنا لهم، أنّ هذا غير صحيح، ولم نكن تحت إمرته.
بعد إعلان CCE في تونس، وبتاريخ: 22 سبتمبر، 1958 استقبلنا بورقيبة، وبطلب منه. وأراد أن يفرض وجهة نظره علينا، وحاول أن يدخلنا معه في صراعاته الداخلية. ودخل معه لمين في نقاش حاد، حين أعلمه، أن مشكلتنا تختلف عن مشكلة تونس. وللأمانة، لم يكن عنيفا معنا، ولم يكن هو بورقيبة الذي سنعرفه فيما بعد.
حاول كريم برفقة الضابط إيدير، الفار من الجيش الفرنسي المحتلّ، إنشاء منطقة حرّة. فقلت له: المنطقة الحرّة تعني، أنّه لايمكن للمحتلّ الفرنسي أن يقتحمها، ولا بدّ من وسائل للدفاع من أسلحة، وعتاد، وبالإضافة إلى تموين الشعب، ضدّ أيّ توغل من المحتلّ. وكيف بنا ونحنا لانملك حتّى الوسائل لتلبية حاجاتنا الأساسية من مأكل ولباس، ودون التحدّث عن الأسلحة التي يجب وضعها. وأين نضعها إذن.
اقترح كريم، أن توضع المنطقة الحرّة في الحدود، فأخبرته أن تونس والمغرب ضعفاء، وأنّ الجيش الفرنسي المحتلّ، مازال يعتمد عليهم. فنحن إذن محاصرون في الداخل، وعلى الحدود.
الخلافات بيني وبين كريم تصاعدت. وكنا متخوفين من كريم. وستكون هدية لفرنسا المحتلّة، بوضع كلّ قواتنا، في مكان واحد، عبر مايطالب به كريم وهو "المنطقة المحرّرة."


العرب
مساعدة العرب لنا لم تتجاوز الأسلحة الخفيفة، بالإضافة إلى كونها كانت من المخزون القديم الذي تركه الإنجليز والألمان، وكانوا يمدوننا بأسلحة فاسدة.
ساعدنا التوانسة بقدر مايستطيعون، على إخفاء أسلحتنا، قبل هجمات المحتلّ الفرنسي لمقرّ جيش التحرير بتونس.
أقول: بن طوبال في هذه النظرة -ولغاية هذه الأسطر-، يختلف اختلافا جذريا عن بومدين، الذي استعان بالفارين من جيش الاحتلال، وذكر الأسباب التي دفعته لذلك، وقد تطرقت للموضوع في مقالاتي ومناشيري، الخاصّة بالموضوع (كلام للمترجم).
كنّا نسعى لتكون علاقة المغرب وتونس بالجزائر، أقوى من علاقتهما بالمحتلّ، ولم ننجح في هذا الأمر، لتشبث تونس والمغرب بالمحتلّ الفرنسي. لأنّ علاقاتهما بالجزائر تغضب فرنسا، ولذلك كانوا ضدّ الثّورة الجزائرية.
اتّفقنا على أنّ الحكم يكون بأيدينا، وليس بيد رئيس الحكومة المعيّن، طبقا لمقولة امحمد يزيد، والتي أترجمها حرفيا: "هناك الدولة الحقيقية، وهناك الدولة الرسمية."
اقترحت عباس فرحات عباس، باعتباره معتدل، وتوافقي، وبهذا نكسب الخارج، والداخل الجزائري.
كلّ الدول العربية قبلت بعباس كرئيس حكومة، باستثناء مصر، لأنّ في نظرها موالي لفرنسا، والغرب.
كلّ الأعضاء وافقوا على عباس، باستثناء دباغين، وبن عودة أحد مجموعة 22. وقال بن عودة: أعارض تعيين عباس، هذا الذي سيعين بدوره توفيق المدني، لكن في الأخير أنا جندي، وأطيع ماتقرّرونه في النهاية.
المغرب، وتونس لم يكونا متحمسين لإنشاء الحكومة الجزائرية.
اعترف السفير العراقي سامرائي، بالحكومة الجزائرية، قبل مصر، وفي القاهرة، حيث تمّ إعلان الحكومة الجزائرية المؤقتة. وبهذا يظهر العراق، تفوّقه على مصر، وفي أرض مصر.
في نهاية 1958، استعان كريم بالفارين من جيش الاحتلال، كمستشارين لمواجهة الخط. باعتبار الأسلحة لم تكن تصل، وإذا وصلت فهي قليلة، ودون ذخيرة.
القرار الذي اتّخذه كريم، بشأن اقتحام خط المجرم موريس، بأعداد كبيرة، كلّف الثّورة الكثير من الخسائر، وقد حمّلته الحكومة المسؤولية، واتّخذ بعدها قرارا بعدم مواجهة الخط بأعداد كبيرة، تفاديا للخسائر.
ساعدتنا أندونسيا بمتفجرات، وأهل الاختصاص في اقتحام الأسلاك الكهربائية، حيث قضوا بعض الوقت معنا. وأجرينا دراسات مع جنرالات صينيين، في نفس الشأن، لكن حدث هذا فيما بعد.
سنوات 1959- 1960: كان هناك 160000 جندي جزائري خائن مسلّح، ضمن جيش العدو. وفي المدن، والأرياف، بل حتّى في الجبال. وهذه الظاهرة لم تكن من قبل. بينما جيش التحرير، لايملك غير 30000 جندي، في مواجهة 500000 جندي فرنسي محتل، و 160000 جندي جزائري خائن ضمن جيش المحتّل الفرنسي.
لوبقي قادة الثّورة الجزائرية في الداخل، ماحدثت كلّ هذه المشاكل، ولا الانقسامات. والثّورة تقام في الداخل، وليس على الحدود، ولا في خارج الوطن.


الصحراء
تعمّد المحتلّ الفرنسي، تأخير طرح ملف الصحراء، ليستعملها كورقة ضغط. وكان يريد وقف الحرب من وراء المفاوضات، مادفعنا لتغيير بعض أفراد الحكومة، الذين لايؤمنون بالقوّة.
طالب فرحات عباس من بن طوبال، للضّغط على بوصوف وكريم، للتخلي عن الصحراء. أي عباس ذو نزعة انهزامية.
السجناء الخمسة (آيت أحمد، وبيطاط، وبوضياف، وبن بلة، ومحمّد خيضر)، كانوا بعيدين عن الواقع، وغير مؤهلين للقيادة، ولا يعرفون شيئا عن الحرب، والسّلاح، والشعب، ولم تكن لهم آراء قوية.
رفض بورقيبة وتونس، إصرار الجزائر على الوحدة الترابية في المفاوضات، قائلا: لسنا معكم فيما تسمونه وحدة ترابية. مادفع بقيادة الثّورة لنقل مقرّ الحكومة من تونس، احتجاجا على أطماع تونس في الأراضي الجزائرية.
اشترط بن بلة لموافقته على إجراء المفاوضات: إعادة العلاقات الحسنة مع عبد الناصر.
أقول: أفهم الآن، سرّ تبعية بن بلة لعبد الناصر. وقد كتبت منذ سنوات، أنّ من أسباب -أقول من أسباب-، انقلاب بومدين ضدّ بن بلة، هو تبعية بن بلة المفرطة لعبد الناصر. وهاهي الأيّام تؤكّد قراءتي، بشأن تبعية بن بلة لعبد الناصر (كلام للمترجم).


السوفييت
قال السوفيات للوفد الجزائري: لنا مصالح ضخمة مع فرنسا. وأنتم تدافعون عن مصالحكم، ونحن ندافع عن مصالحنا.
طلبنا من السوفيات عدم تمرير الأسلحة عبر مصر في عهد عبد الناصر، لأنّها كانت تستولي على الأسلحة الجديدة، وتترك لنا القديمة المستعملة، ورفض السوفيات طلبنا.
رفض السوفيات الطلب الجزائري بشأن توقيع بيان مشترك، عقب نهاية الزيارة، واكتفوا ببيان موقّع من الطرفين، ورفضت الجزائر ذلك.


الصينيون
طلبت الجزائر من الصين أيّام ماو تسي تونغ، مساعدتها بالعنصر البشري، والأسلحة الثّقيلة، والمتطورة، لمجابهة خطّ المجرم موريس. ورفض مَاوْ، وبقوّة تلبية طلب العنصر البشري، رغم أنّ فرحات عباس، كرّر الطلب مرّتين، فكرّر مَاوْ رفضه مرتين، وبحدّة لاتقبل المناقشة ولا التراجع.
وافق الصينيون منحنا أسحلة خفيفة، لكنّهم رفضوا بقوّة تزويدنا بالأسلحة الثّقيلة.
ساعدتنا الصين بالأموال، والقمح، وأغطية لـ: 200000 لاجئ، لكنّهم رفضوا تزويدنا بالأسلحة الثّقيلة، وبالخبراء، والعنصر البشري، واكتفوا بتزويدنا بالأسلحة الخفيفة.
رفض بورقيبة، أن يمر الخبراء الصينيون والسوفيات، عبر تراب تونس. ونقل رفضه عبر الوسيلة الدبلوماسية.
أخطأنا حين اعتقدنا، أن السوفيات والصين، يشتركان مع الجزائر في بغض فرنسا، فتبيّن لنا أنّ علاقات قوية، ومصالح مشتركة، تربطهما بفرنسا المحتلّة للجزائر.
وحتّى لاتخسر الصين والسوفيات، فرنسا المحتلّة للجزائر، طلبا من الوفد الجزائري، التراجع عن تدويل القضية الجزائرية، لأنّه لم يكونا راضيين على قرار التدويل. وحتّى لايخسرا فرنسا في الأمم المتحدة، ولا يضطرا للتصويت ضدّ قرار التدويل الذي اتّخذته الجزائر، أخبرا الوفد الجزائري، أنّه يكفي الاعتراف بالحكومة الجزائرية.
هدّد ديغول، بقطع العلاقات، مع كلّ دولة تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة، ولذلك رفضت كلّ من الصين والسوفيات، تزويد الجزائر بالأسلحة الثّقيلة، وبالعنصر البشري، واكتفوا بمساعدات خفيفة، حتّى لايغضبوا فرنسا، التي تربطهم بها علاقات قوية، ومصالح كبيرة.


جمعها: سندباد علي بابا


من مذكرات المجاهد لخضر بن طوبال
ترجمة الأستاذ معمر حبار (صفحة فيس بوك)








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc