يحكي:
ذات ليل أصيب ابني الصغير بألم شديد في أذنه، فخرجت من البيت؛ وكانت الساعة تشير الى الثانية صباحا لأبحث عن أي صيدلية مناوبة أبتاع منها دواء يهدئه.
يقول: جبت كل شوارع المدينة دون أن أعثر على أي صيدلية مفتوحة، وإذ بي أجد نفسي أمام مشفى الاستعجالات، فدخلت إلى الطبيب أطلب علاجا، فسألني: وأين الطفل لنفحصه؟ فما كان مني إلا أن ضحكت على نفسي متذكرا أنني تركت ابني في المنزل، ثم خرجت من مكتب الطبيب دون تحصيل فائدة تجرى.
يحكي: عندما غادرت المشفى وجدت قرب الباب امرأتين ورجلا ينتظرون أي سيارة تمر بهم لتنقلهم إلى المنزل، ولم يكن أمام باب المستشفى من سيارة غير سيارتي؛ والدنيا برد شديد، فطلبوا مني ايصالهم، فكان لهم ذلك.
يقول: فعدت الى منزلي وأنا أضرب الكف بالكف لأن رحلتي في البحث لم تسفر عن شيء، فلما دخلت البيت وجدت طفلي قد هدأ ونام؛ وكأن لم تكن به علة أو ضرر، فتعجبت من الأمر وما كان! وكيف أن الله يهيء الأسباب ويسخّر العباد للعباد! فلكأنه سبحانه أخرجني من بيتي في ساعتي تلك لا لقضاء حاجة طفلي وإنما ساقني سوقا لقضاء حاجة المرأتين والرجل خصيصا!