متعطش لمباشرة مهنة الأنبياء

[اقرأ...]

وطاف الحارس في غفلة منا على الأقسام فأخبر المعلمين بقدومي الذي لم يكن ينتظره أحد بل هو مستحيل في نظر الكثيرين ممن أعرف ، نظرا لان العام الدراسي قد استهلك من رصيده 5 أشهر، فجاء الزملاء والزميلات القدامى منهم ممن أعرف والجدد ممن التحق بالمدرسة في غيابي يسلمون علي مرحبين ومهنئين

وقدمني إليهم المدير وهو يقول مازحا : سبحان الله جاء.. في وقته المناسب .. أحوج ما تحتاج إليه المدرسة ..ذلك أن قسمين من السنة الثالثة ..بقيا بدون معلم ..في حالة انتظار معوضة بسبب غياب معلمتهم النفساء..فأسندهما إلي

وباشرت العمل كمعلم متعطش لمباشرة مهنة الأنبياء .. مع صغار عطش للتعلم ..

وقد حرص السيد احمد الباز رحمه الله على أن يغتنم أول زيارة للسيد المتفقد لمدرستنا ليكلمه بخصوصي حتى يدرجني تكرما لا أمرا في رزنامة التفقد لذلك العام.

ولا أنساها للسيد البشير الهاشمي متفقد العربية ..عندما اغتنم مرة مروره بالمدرسة ودخل علي مسلما و مهنئا ومباركا وختم كلامه معي قائلا .." الحبس للرجال ..كما قال أجدادنا وأنتم الرجال .." ثم وعدني خيرا .

وهذا المربي الفاضل سي البشير الهاشمي هو نموذج فريد من بين المتفقدين ، مهموم بالشأن التربوي ومسكون بروح التجديد فيه وله طريقته وأسلوبه في التوجيه التربوي والبيداغوجي مع زملائه المعلمين ..وقد تفقدني مرات قبل الانقطاع القسري.

وأذكر انه جاءني مرة مع قسم السادسة يوم كانت مناظرة السيزيام في طبعتها الأولى وكان التلاميذ يتهيبونها فيشمرون لها ويعملون لها بجد ..فدخل علي القاعة مع السابعة والنصف

فوجدني قد أنهيت مادة الرياضيات لتلك الحصة فاستفسرني فأخبرته قائلا : أنني منذ بدأ وقت النهار يتمدد ، اتفقت مع تلاميذي على أن نبدأ الحصة مع السادسة والنصف أي قبل الوقت الرسمي بساعة وهذا بموافقة المدير طبعا ..فاستحسنها وأكبرها كمبادرة طيبة حتى انه ذكرها في تقرير التفقد ومدحني بسببها ..

- يتبع – بقلم الشيخ : عبدالقادر عبار