أخطاء اللائكيين وانسحاب الوطنيين "بفعل شعارات الحراك" مكن للإسلاميين من الإستحواذ والسيطرة على الساحة السياسية في بلادنا

[سندباد علي بابا]

من هو المستفيد الوحيد من أحداث 2019؟

لا تقولوا لنا النظام.. فالنظام منقسم.. وجزء كبير من أبنائه البررة الذين أنقذوه في التسعينيات [من موجة الإرهاب] وفي الألفينيات [من طوفان ما يسمى الربيع العربي] في السجون.. وهو ضعيف ويعيش عزلة وتهديد من أمريكا وضغوط من أوروبا..

وأخطار أمنية بالغة الصعوبة والتعقيد على جميع حدود البلاد..


أخطاء اللائكيين وانسحاب الوطنيين "بفعل شعارات الحراك" التي دعت لطردهم تارة نحو المتحف وتارة أخرى نحو السجون مكن للإسلاميين من الإستحواذ والسيطرة على الساحة السياسية في بلادنا.. إعلاميا وفكريا واجتماعيا وسياسيا.. إلخ


لا صوت يعلو الآن في بلادنا فوق صوت الأسلاماويين وبخاصة الإخوان وهم من يحرك المشهد السياسى والدمى السياسية هنا وهناك..


جريدة الفيغارو اليمينة تجري تصريح مع الرئيس.


تأتي جريدة لوموند المحسوبة على اليسارلترد على السلطة وتدعوا ما أسمتهم بالديمقراطيين في بلادنا لعدم الاعتماد على الحكومات الأوروبية في سعيهم لتغيير النظام في البلاد وضرورة الاعتماد على المجتمعات المدنية في أوروبا.


هذا يدلل على أربعة أشياء:


أ/ أن اليسار هو من يقف مع ما يجري في البلاد


ب/ أن النخب الغربية اليوم وفي أمريكا الحاكمة باتت تعتمد على اليسار الغربي لقلب نُظم الحُكم في بلداننا


جـ/ هذا اليسار الذي جاء مع الإدارة الأمريكية بعد مجيء باراك أوباما وهي مُستمرة إلى يومنا هذا هذه الإدارات التي تتحكم فيها عناصر يسارية راديكالية بوجهة ليبيرالية مُتطرفة.. وأن جو بايدن كما أوباما في السابق بات يعتمد على اليسار الغربي ليسارية العالم أو لتحويل كل العالم إلى يسار غربي..


د/ أن اليسار الغربي كان وما زال مُعادي للإتحاد السوفياتي في الماضي ومعادي لروسيا اليوم


ما تعلق بأول "جريمة طائفية/ أو إثنية في البلاد"..


الأسباب:


أ/ حدثت نتيجة تسرع من تلك الجهة وغياب الصبر وهم الذين عرفوا بالصبر والمثابرة.. وهو أي التسرع كان نتيجة ضُغوط خارجية من الداعمين في أوروبا وأخرى داخلية أي طبيعة مسار الحراك والإنحرافات أو بعبارة أخرى الانعطافات التي شهدها يكون قد نال التعب من متظاهري وأنصار التيار الديمقراطي بخاصة خاصة بعد حادثة الراية، وثالثة مُتعلقة بالجانب النفسي الداخلي لقادة هذه الحركة الشعبية من الديمقراطيين أي الشوق والتلهف الجارف المُتعجل [الغصبة/ إللي يغصب على خبزتو يكلها نية] لاقتناص الفرصة لتجسيد مشروعهم الديمقراطي خوفاً من نفاد الوقت أو حصول تغييرات مفاجئة [محلياً ودولياً] في غير صالحهم.


ب/ سوء تقدير من الذي قام بتلك.. من تلك الجماعة "العرقية" في المُعسكر المقابل ليس من المعارضة.


لطالما نصحت هؤلاء في الأيام الأولى من بداية الأحداث [أقصد التيار الديمقراطي/ التيار اللائكي/ التيار العلماني] فيما تبقى من حكم الرئيس الراحل وفترة بروز الفريق قايد صالح وحتى في فترة ما بعد وفاته رحمه الله بضرورة العودة عن خيار المواجهة مع السلطة بعد أن فقدوا الكثير من الأوراق لصالح خُصومهم مما يُسمى المعارضة [إسلامين/ إخوان] وفي السلطة، ودعوت لضرورة التحالف مع النظام والسلطة من جديد.. ولكن تعنت هؤلاء منح الفُرصة للإسلاميين من إخوان السلطة للظفر بالكعكة وهُم يقومون الآن وفي هذه اللحظة بأخونة المُجتمع.. بعد أن تمكنوا من استبعادكم أنتم والتيار الوطني العلماني والقومي العروبي..


الإخوان/ الإسلاماويين هُم أكبر عدو للائكيين والعلمانيين وللقوميين والوطنيين.. إقرأ تاريخهم مع هؤلاء وأولئك..


انسحاب التيار الديمقراطي اللائكي وتشويه التيار الوطني ممثلا في جبهة التحرير اللاإسلاماوية [أنا هُنا أحكي عن جبهة التحرير قبل أحداث 1992 قبل أن يخترقها الإسلاميون من جماعة الإخوان مثل عبد الحميد مهري/ وهم خبراء في الاختراقات وهم يخترقون كل شيء في الدولة اليوم كما بالأمس] والأرندي أحدث فراغاً رهيباً وترك الساحة مفتُوحة لهؤلاء للعبث بالدولة والسلطة والمجتمع.. استيقظوا قبل فوات الآوان..


ملاحظة: هناك تحالف بين اليسار الغربي مع الإسلاميين [جماعة الإخوان/ تنظيم الإخوان في الخارج] منذ عهد باراك أوباما وحتى جو بايدن وإن خفت قليلاً لأسباب عديدة وظهر ذلك في أحداث ما يسمى الربيع العربي في منطقتنا كما أنه يظهر في تحالف الأحزاب اللائكية [بشقيها اليساري والديمقراطي] في بلادنا وهي معروفة+ حركة الماك+ النخب الثقافية المدافعة عن الثقافة الأمازيغية وعن العلاقات مع فرنسا مثل هشام عبود ونكاز ..إلخ مع فلول حزب الفيس المحل وعناصره بالداخل والمعارضين منه في الخارج وحركة رشاد الإخوانية والذي بدأ بعيد أحداث 2019 وما زال التحالف رغم ضعفه وتراجعه الآن.