""" الكنابست والفتح المزعوم والضحك على المظلوم """"""

[نسر الجزائر الحر]

إننا في مرحلة يجب (أن ندري) فيها،،،
ـ لماذا لم تتبن نقابة Cnapest مطالب أسلاك التدريس بالإبتدائي والمتوسط..؟؟
ـ ولماذا رفضت المقترحات التي تنصف هاته الأسلاك..؟؟
ـ ولماذا تغيّر تعامل هاته النقابة "المستقلة" اتجاه شركاء لها في المسار والمصير..؟؟
إنه يجب أن لا ننجرّ وراء كل من يُدغدغ عواطفنا، ويبشرنا بـ (الفتح المبين)..!! فنسلم له "الجمل بما حمل" ليقرر مصيرنا، ويُجيِّرنا حيث يشاء من حيث (لا ندري)..

إن نقابة Cnapest (خاصة القدماء منها من الثانويين دون التقنيين) بعد أن حققت مرادها في "القانون الخاص المعدل" بالتواطؤ مع مدير المستخدمين..
شرعت في التفكير مابعد هذا القانون.. فجاء قرار توسيع النقابة إلى سلك التدريس في الطورين الإبتدائي والمتوسط.. من أجل (تحقيق "مستقبل زاهر" يجمع كامل الأطوار) مثلما تدّعي..!!
والمقصود بسلك التدريس في الإبتدائي والمتوسط هم الأساتذة المجازون تحديدا.. لأن هاته الفئة تحمل شهادات جامعية، بعضها أفضل حتى من بعض أساتذة التعليم الثانوي والتقني أنفسهم، ولأن عددها في تزايد من سنة لأخرى في كلا الطورين.. عكس فئة الآئلين للزوال التي هي في تناقص مستمر.. وقد يكون صدور "قانون العمل" المرتقب بمثابة "قانون العزل" النهائي لهذه الشريحة..!!
إلى ذلك الحين، رأت نقابة Cnapest ضرورة أن "تتمَسْكن إليهم حتى تتمكّن منهم".. طبعا ليس رأفة بهم، أو من أجل تبني مطالبهم المشروعة أو الدفاع عن حقوقهم المهضومة.. فلقد اتيحت أمامها العديد من الفرص ولم تفعل ذلك.. وياليتها التزمت الصمت وما نطقت.. بل راحت ترفض بقوة المقترحات التي تنصف هاته الأسلاك..!!

إن قرار نقابة Cnapest التوسع إلى سلك التدريس بالطورين الإبتدائي والمتوسط جاء بهدف:
1/ الإستحواذ على لجان الخدمات الإجتماعية بعد سنتين من الآن..
خاصة وأنها راهنت كثيرا على الإنتخابات الماضية ـ من خلال تحالفها مع نقابة الإتحاد ـ لكنها أصيبت بانتكاسة كبيرة.. نتيجة محدودية منخرطيها من جهة، ونتيجة لتفطن ممثلي الطور الإبتدائي والمتوسط لحيلة هذا التحالف من جهة ثانية.. فلم ينتخبوا على ممثلي Cnapest لرئاسة لجان الخدمات الإجتماعية..
2/ تعويض التراجع الكبير في عدد منخرطيها..
خاصة في الولايات الغربية والجنوبية.. حيث برز ذلك بشكل جلي وواضح في نتائج انتخابات الخدمات الإجتماعية التي كانت بمثابة استفتاء لمصداقية ولمدى توغل النقابة في وسط سلك التدريس.. (نفس الملاحظة تنطبق على نقابة الإتحاد حول هذه النقطة)..
حيث احتلت 10 ولايات المرتبة الأخيرة في التصويت على الوثيقة رقم 01.. بنسبة تقل عن 50%.. وهو ما يشكل نسبة 32% تقريبا من مجموع عمال القطاع بهذه الولايات مجتمعة..!!
ـ الولايات المعنية هي: وهران، الجلفة، تيارت، البيض (غير مهيكلة)، عين تموشنت، سعيدة، مستغانم، تيسمسيلت، تمنراست (غير مهيكلة)، أدرار.. ضف إلى ذلك:
ـ غياب الهيكلة ببعض الولايات الأخرى كـ (أم البواقي، بشار، تندوف)..
ـ ضعف الهيكلة بولايات أخرى مثل (بسكرة، اليزي، الجزائر وسط، خنشلة، تيبازة)..
مما يدل على أن نقابة Cnapest بدأت فعلا مثلما جاء في تقرير لجنتها الوطنية (تأكل أولادها وتدفع بأصحاب المبادرات والكفاءات إلى هجرانها) إلى نقابات أخرى.. بسبب السياسة المتبناة من قِبل قيادتها..
ولذلك ترى أن لا حل أمامها لتعويض هذا الإنكماش، إلا بالتوسع إلى سلك التدريس بطوريه الإبتدائي والمتوسط..
3/ الرغبة الشديدة للقيادة الحالية لنقابة Cnapest في الإستمرار لعهدة أخرى..
ولكي يتحقق ذلك، لا بد من "حدث مهم وكبير" يستدعي اعادة النظر جذريا في قوانين النقابة وتعديلها (خاصة المادة 61 من القانون الأساسي للنقابة) بما يتماشى وتلك الرغبة.. فجاءت فكرة التوسع إلى أسلاك التدريس بالطور الإبتدائي والمتوسط.. ليصبح الباب حينئذ مفتوحا أمامها على مصراعيه لإعادة ترشيح نفسها مرة أخرى..
وبما أنها هي صاحبة "استراتيجية التوسع".. يجب أن يعاد انتخابها للقيادة لعهدة أخرى ـ دون غيرها ـ حتى تتمكن من تطبيق تلك الاستراتيجية وفق الرؤية التي أعدتها مسبقا.. وبذلك تعود حليمة لعادتها القديمة..

ولتحقيق تلك الأهداف مجتمعة استغلت نقابة Cnapest الإحباط الذي أصاب عمال القطاع عموما وسلك التدريس خصوصا في الطورين الإبتدائي والمتوسط، جراء "قانون الأهالي" المعدل الذي كرس "الطبقية والعنصرية" بين أسلاك قطاع التربية..
1/ قامت ـ بداية ـ بالدعوة والتهديد بالتعجيل لإصدار هذا القانون..
ولم تأبه حتى للإحجاف الذي مس الأساتذة التقنيين وشريحة واسعة من الأساتذة الثانويين، فما بالك بأسلاك التدريس في الإبتدائي والمتوسط..!!
ثم طالبت ـ بعد ذلك ـ بالإسراع في اصدار "النصوص التطبيقية" الخاصة بهذا القانون.. وكأنها في عجلة من أمرها.. لأنها تعتقد أن أي تراخ في التطبيق سيؤدي لا محالة إلى "امكانية" مراجعة هذا القانون واعادة النظر في بعض مواده.. وبالتالي إن حدث ذلك، سيصبُّ في رصيد نقابة الإتحاد.. وهو ما يجب أن لايكون.. لأنه حينئذ ستسقط كل مخططاتها في الماء..
2/ تغذيتها للحملة المركزة على قيادة نقابة الإتحاد..
من خلال ترديد بعض رموزها وأتباعها ـ من أحفاد حمالة الحطب ـ سمفونية (قيادة نقابة Unpef كلهم مدراء ومفتشين)..!!
وهي كلمة حق يراد بها باطلا.. بغرض تزهيد أسلاك التدريس في قيادة الإتحاد ودفعهم لفك الإرتباط مع نقابة Unpef أولا.. ثم استقطابهم وهيكلتهم فيما بعد كخطوة ثانية.. وتكسير صرح الإتحاد والقضاء عليه كمرحلة أخيرة..!!

كل ذلك يحدث، وكأنّ قيادة نقابة الإتحاد هي التي أعدت هذا القانون، وهي التي وقّعته وأمرت باصداره في الجريدة الرسمية، وهي التي ثمّنته وباركته وهللت له، وهي التي تولّت يوم الزحف وأفشلت الإضراب..
وكأن قيادة نقابة Cnapest هي التي كانت تعارض كل ذلك، وتطالب بالتريث في اصداره لكونه لم يؤخذ باقتراحاتها فيما يخص (انصاف أصحاب الشهادات، وإلغاء الرتب الآيلة للزوال، وإدماج معلمي الإبتدائي وأساتذة التعليم الأساسي في الرتب المستحدثة، وانصاف بقية الأسلاك)..!!
هذه الحملة اندلعت شرارتها الأولى مباشرة بعد تنصيب اللجنة الوطنية للخدمات الإجتماعية.. عندما اتهمت نقابة Cnapest زورا نقابة الإتحاد بـ (التخلف عن إضراب 10 أفريل 2012 لإفتكاك القانون الخاص)..!! وإعلانها المبطن عن (تواجد طوري الإبتدائي والمتوسط في "مرحلة حرجة") إبان تحالفهما مع بعض..!!

وعلى مايبدو، أن هذه الحملة لن تتوقف عند هذا الحد.. فلربما ستتطور أكثر بعد "إعلان الفتح" في المؤتمر الثاني لنقابة Cnapest..!! إلا إذا رأت القيادة الجديدة/القديمة لنقابة Cnapest أن ذلك لن يخدمها على المدى القريب.. عندها ستضطر إلى تغيير استراتجيتها مؤقتا (إلى غاية موعد تجديد لجان الخدمات الإجتماعية) في كيفية التعامل مع نقابة الإتحاد لتجعلها "مطية" لتحقيق هدف التوسع المنشود..!!