سورة القدر كما أنك لم تقرأها من قبل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سورة القدر كما أنك لم تقرأها من قبل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-05-17, 09:33   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
BFATIHA
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية BFATIHA
 

 

 
إحصائية العضو










B18 سورة القدر كما أنك لم تقرأها من قبل

ما هو موقع سورة القدر بين السور السابقة واللاحقة لها في القرآن الكريم؟

سورة القدر سُبقت بسورة العلق وبعدها سورة البينة. آخر سورة العلق قوله تعالى (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)) وتأتي بعدها (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وهذه الليلة هي ليلة السجود والاقتراب. إذن هي مناسبة واضحة ظاهرة مع آخر آية من السورة التي قبلها كما أن سورة العلق تبدأ بقوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وهو يقرأ ما أُنزل في لية القدر فكأنه إقرأ ما أنزلناه في ليلة القدر فهي مناسبة ظاهرة مع ما قبلها في بديتها وفي نهايتها.

مناسبتها لما بعدها في سورة البينة، نلاحظ في هذه السورة قال (إنا أنزلناه) ذكر ضمير المنزِل (إنا) و(أنزلنا) وضمير المنزَل (الهاء في أنزلناه) الذي هو القرآن لم يصرح لا بالمزِل ولا بالمنزَل (إنا أنزلناه) وفي آية البينة بيّن هذا الضمير ضمير المنزِل ووضح المنزَل عليه قال (رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3)) رسول من الله هو المنزَل عليه والله المنزِل إذن بين ضمير المنزِل بـ (الله) والهاء في أنزلناه في (يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3))، الصحف المطهرة هي القرآن. رسول يتلو الصحف المطهرة الذي هو القرآن الكريم الذي أنزلناه. وضح المنزَل عليه (رسول من الله) وذكر المنزِل وبيّنه بعد أن كان ضميراً (من الله) والصحف المطهرة أي القرآن (الهاء في أنزلناه).

فإذن سورة البينة بيّنت الضمائر التي في سورة القدر قبلها وهو تناسب جميل حتى في الإسم البينة بيّنت هذه الضمائر. فإذن مناسبتها لما بعدها وما قبلها ظاهرة.

نرى أن كل كلمة متعلقة بما قبلها وما بعدها ومترابطة. القدامى لاحظوا هذا الارتباط العجيب فقالوا القرآن كالآية الواحدة وكالكلمة الواحدة. القرآن يفسر بعضه بعضاً.

سورة القدر 5 آيات بعدد الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر، الرسول قال نطلبها في الوتر من العشر الأواخر وهي خمس ليالي 29,27,25,23,21 وهي خمس آيات، إذن ليلة القدر هي خمس آيات بعدد الليالي التي تُرجى أو تلتمس فيها ليلة القدر.

وقالوا في القديم (ليلة القدر) تسعة أحرف تكررت ثلاث مرات في هذه السورة المجموع 27 حرفاً قالوا لعلّها أرجى ليلة هي ليلة الـ 27 هكذا ذكروا في القديم.
وقالوا أيضاً كلمة (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5))، قالوا كلمة (هي) هي الكلمة الـ 27 من الثلاثين كلمة عدد كلمات السورة بعدد أيام الشهر فقالوا أيضاً لعلها إشارة إلى أنها تُرجى في هذه الليلة الليلة السابعة والعشرين. لا يثبت في هذا حكم وإنما هي من باب إيجاد مناسبات وتناسب، هذه آراء لا يعتد بها حكم وإنما ملاحظات.

ما المقصود بالقدر؟ ليلة القدر؟

القدر قد يكون من أشهر معانيها الشرف والمكانة، كبير القدر والمكانة والمنزلة لم يقل هو شديد القدر وإنما قال ليلة القدر كلها ليلة الشرف، فرق أن تكون هي شريفة أو هي ذات مكان أو ذات قدر أو أن تقول هي القدر نفسه، هي الشرف نفسه، إذن هي ليلة القدر. والليلة تبدأ من المغرب حتى طلوع الفجر. الأمر الآخر القدر هنالك له دلالة أخرى، كلمة القدر لها دلالتان ليلة القدر هي ليلة الشرف والمكانة وهي تقديرات الأمور. التقديرات التي يقدّرها ربنا في العام كله، قدْر أي التقديرات التي يقدِّرها ربنا في هذه الليلة كما قال تعالى (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) الدخان) كلها وهذه تقدر فيها كل التقديرات للسنة في هذه الليلة، ربنا يقدر فيها كل التقديرات للعام.
إذن هي ليلة الشرف والمكانة وليلة تقديرات ما يحصل في العام كله إذن هي ليلة عظيمة (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) إذن هي ليلة الشرف والمكانة وهي ليلة التقديرات التي يقدر فيها ربنا كل شيء في الدنيا. القدر مصدر (وما قدروا الله حق قدره) أي مكانته.
إذن لو قالت ليلة الشرف والمكان سيكون لها معنى واحد.
ليلة القدر تجمع الأمرين لما قال هي خير من ألف شهر معناها هي ليلة الشرف والمكانة والمنزلة فهذا يدل على عظمة المنزلة ولما قال (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) إذن فيها تقديرات إذن جاء بكلمة تدل على المعنيان وهما مرادان هي ليلة الشرف ومن شرفها وعظمتها وجليل قدرها أنها يفرق فيها كل أمر حكيم. لو قال ليلة الشرف أو المكانة أو المنزلة لما دلت على هذين المعنيين وإنما قال ليلة القدر ليجمع هذين المعنيين الشريفين العظيمين.

(وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) (2)
ما معنى ما أدراك؟

ما أدراك يعني ما أعلمك وتقال في الأمور العظيمة في الأمر الذي يراد به التفخيم والتعظيم تحديداً يقال ما أدراك وليس على أمر سهل هين، يعني لم تبلغ دراية علمك بهذا الأمر لم تعلم علو قدرها ولم تعلم علو مكانتها، العلم بها خارج عن علوم الناس وعن دائرة معارف الناس (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ). إذن كل ما أدراك تريد أن تفخم أي أمر وتعظمه سواء في العذاب أو العقاب يوم القيامة (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)) تفخيم وتعظيم بمعنى ما أعلمك على سبيل الاستفهام أنه من باب التعظيم.

القرآن يستخدم المضارع (وما يدريك)؟

كل (ما أدراك) يجيب عنه وكل (ما يدريك) لا يجيب عنه وهذه قاعدة في القرآن كله ذكرها القدامى. (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)) (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)) أما (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)) لم يجب كل ما يدريك لم يجب وكل ما أدراك أجاب، دلالة على أنه تعبير مقصود وقوانين موضوعة في القرآن الكريم في التعبير.
أدراك فعل ماضي ويدريك فعل مضارع أدراك، أجاب عن الماضي ولم يجب عن المضارع الذي يكون للإستقبال أو الامتداد.

(وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) لم كرر ليلة القدر؟

عندنا قاعدة الإسم الظاهر أقوى وآكد من الضمير. فنلاحظ أن تكرارها يفيد توكيدها وتعظيمها. مثال: (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)) ما قال ما أدراك ما الهاوية ذكر الضمير وأجاب (نَارٌ حَامِيَةٌ (11))، في سورة الهمزة لما ذكر الحطمة (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)) أضاف إليه (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)) أي الأعظم والأفخم نار حامية أو نار الله الموقدة؟ نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة. وقال وما أدراك ما الحطمة لم يقل وما أدراك ما هي، فلما جاء بالضمير اختزل في الكلام ولما ذكر الإسم الظاهر فخم وعظم وجاء بما هو أبلغ. وبعد ذلك قال (ليلة القدر خير من ألف شهر) كرر مرة أخرى وذكر فضلها وهذا تكرير آخر. هذا التعبير لم يرد في القرآن نظيره مطلقاً، يكرر مرتين لكن لا يكرر ثلاث مرات مثال (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)) ما قال الطارق النجم الثاقب، (وما أدراك ما الحطمة) لم يقل الحطمة نار الله الموقدة، لم يقل في جميع القرآن إلا في هذه الليلة العظيمة هنا قال (ليلة القدر خير من ألف شهر) كان يمكن أن يقول خير من ألف شهر. التكرار للزيادة في تفخيمها وتعظيمها لأن الذي أُنزل فيها كلامه وأعلى من كل شيء وهو كلامه سبحانه وتعالى أعلى من الطارق فلا يقاس بهذه الليلة التي أُنزل فيها سبحانه ومن هذا نستشف عظمة هذا القرآن الكريم ولم يرد في القرآن غير هذا التعبير. (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)) هي أعلى عند الله تعالى. قال (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) الانفطار) كرر مرتين فقط . هذة إشارة إلى عظمها وعلو مكانتها عند الله سبحانه وتعالى.
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)
ألف مراد على الحقيقة أي أكثر من 83 عاماً ليلة واحدة الطاعة فيها خير من 83 عاماً ليس فيها ليلة قدر وهذا يدل على تعظيمها، والمقصود ألف شهر من الدنيا، ليلة واحدة الطاعة فيها خير من ألف شهر، خير من أكثر من 83 عاماً. وقسم يقولون أنها للتكثير.

قال تعالى (تنزل الملائكة) وليس تتنزل؟

جاءت في آية أخرى (تتنزل) (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي الى كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) فصلت) هذا وفق قانون تعبيري في القرآن الكريم وهو أنه يقتطع من الفعل إذا كان الحدث أقل وإذا كان الحدث أطول يعطي الفعل درجته كاملة. هنا الملائكة تتنزل ليلة واحدة بينما (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ) الملائكة تتنزل كل لحظة عند الموت، عند الاحتضار كل لحظة على مدار السنة أما في ليلة القدر فهي ليلة واحدة. إذن تتنزل أكثر من تنزل. في لية القدر نفهم تنزل الملائكة ليلة واحدة (تنزل) ومن بركتها أنها تتنزل الملائكة والروح فيها تنزلاً لكن في هذه الليلة وليس في الليالي الأخرى. اللغة العربية تجيز الحذف للتخفيف لكن وضعها هذا الموضع البلاغي طبعاً لا، لكن من حيث اللغة له أن يقولها متى يشاء ، الفعل المضارع الذي يبدأ بتاءين لك أن تحذف إحداهما. الدلالة واحدة وما يزاد قيمة بلاغية مضافة للآية القرآنية حتى نفهم شيئاً معيناً تقوله الآية.
(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) الروح قالوا على الأرجح جبريل. (فيها) أي في ليلة القدر.

ما معنى (بإذن ربهم)؟

قيل الملائكة يشتاقون لرؤية المؤمنين في الأرض فيستأذنون ربهم في هذه الليلة ليسلموا على المؤمنين، يستأذنونه فيأذن لهم. ما عظمة هذه الليلة؟ يستأذنون ربهم لزيارة أهل الأرض والسلام على المؤمنين فيأذن لهم فيتنزّلون (بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ). ما المقصود بالسلام هنا؟ هل هي سلام من كل أمر أو من كل أمر سلام؟ السلام فيها رأيين الأول التحية (السلام عليكم) والثاني الأمان والسلامة. هل سلام تتعلق بالأمر أو تتعلق بالليلة؟ هي تحتمل ولذلك وضعت هنا قدّم السلام لو قال هي سلام سيكون أمر واحد. هل هي سلام من كل أمر؟ (من كل أمر (4) سلام (5)). المعنيان مرادان هل هي سلام من كل أمر؟ قالوا نعم لأن الله تعالى لا يقدر في هذه الليلة إلا الخير، في الليالي الأخرى يقدر الشر وما إلى ذلك ما يصيب الإنسان، لا يقدر في هذه الليلة إلا الخير فإذن لا يقدر إلا ما فيها السلامة وفي غيرها يقدر ما شاء إذا أصبحت سلام من كل أمر..

(سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (5)
سلام هي حتى مطلع الفجر؟ أم هي حتى مطلع الفجر؟

(من كل أمر) قالوا معناها من أجل كل أمر لأن (من) تفيد التعليل أحياناً كما في قوله (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا (25) نوح) (من) فيها تعليل لا تقتصر على كونها حرف جر وإنما لها معاني دلالية أخرى، إذن هي هنا تعليلية أي من أجل كل أمر. سلام من كل أمر أو من أجل كل أمر؟ سلام من كل أمر أو هي سلام؟ هل هي حتى مطلع الفجر أو سلام هي حتى مطلع الفجر؟ تحتملها كلها. سلام من كل أمر أو من كل أمر سلام، وسلام هي حتى مطلع الفجر وهي حتى مطلع الفجر، الآيات تحتمل كل هذه المعاني. (سلام هي) تحتمل أن تكون سلام خبر مقدم وهي مبتدأ مؤخر (هي سلام) لو قال هي سلام سيكون معنى واحداً. (سلام هي) هذا التقديم جمع المعاني كلها عندما قدم كلمة سلام على (هي) لجمع المعاني كلها ولو قال هي سلام لم تجمع هذه المعاني. سلام من كل أمر ليست مثل سلام هي من كل أمر يصير الفاصل بين العامل والمعمول بالأجنبي بالمبتدأ وهذا لا يصح وهو ضعيف. (سلام من كل أمر) الجار والمجرور (من كل أمر) هذا متعلق بسلام وعامل فيه، لما تقول (سلام هي) (هي) مبتدأ و (سلام) خبر متقدم و (من كل أمر) معمول المتقدم فاصل بينهما بأجنبي وهذا تعبير ضعيف في اللغة وقسم لا يجيزه أصلاً فلما قدّم فلما قدّم انتفى وكل المعاني مطلوبة وكلها مرادة وكلها صحيحة. هي سلام من كل أمر وسلام هي حتى مطلع الفجر وهي حتى مطلع الفجر. في جملة واحدة أشياء عديدة كلها صحيحة مطلوبة ولو قدّم أو أخّر تنتفي ويصير معنى واحد لو قال هي سلام. إضافة إلى ما فيها من القصر والاهتمام لما قدّم السلام وأهمية السلام وهذا يتسق مع المقصد العام للسورة وشأن السورة وقدرها عند الله تعالى. ثم ما قال حتى آخرها وإنما قال (حتى مطلع الفجر) والفجر ليس من الليل الفجر بداية الصبح. حتى بمعنى الغاية هنا أي لغاية مطلع الفجر، إذن لم يبق شيء من الليل، مطلع الليل ليس من الليل وإنما هو متصل به وهو من الصبح فقال (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) يعني استغرق الليل كله لم يبق فيه لحظة واحدة. ثم نلاحظ قوله (سلام هي حتى مطلع الفجر) (سلام هي) تعبير مجازي أصلاً (هي) للزمن الليلة وسلام حدث المبتدأ والخبر يجب أن يكونا من جنس واحد، هذه مبالغة يعني هذه* الليلة كلها تحولت إلى سلام، ليس فيها سلام ولا سلام فيها وإنما سلام هي ، هذا إخبار بالحدث (سلام) عن الزمن (الذي هو الليلة).
نلاحظ في هذه السورة على قصرها جمع تعظيمات أكثر من 12 - 14 تعظيماً أولاً العظمة في (إنّا) وأكّد فيها و(أنزلنا)، ذكر الضمير في أنزلناه لم يذكر الظاهر لنباهته ثم تعظيم الليلة التي أنزل فيها (خير من ألف شهر) وسماها ليلة القدر ما قال ليلة شريفة فجمع فيها ليلة الشرف وما يقدر فيها من الأمور، قال ما أدراك، ما قال ما هي وإنما قال وما أدراك ما ليلة القدر، ثم كرر ليلة القدر ما قال هي خير من ألف شهر، ثم قال (خير من ألف شهر) وذكر تنزل الملائكة وليس الملائكة فقط وإنما الملائكة والروح وذلك أيضاً بإذن الله أي استأذنوا ربهم، ومن كل أمر وليس من أمر واحد عموم الأمور، وسلام، وسلام هي فجعلها كلها سلام، وتقديم سلام وحتى مطلع الفجر، كلها تعظيمات وهي تستحق.









 


رد مع اقتباس
قديم 2021-05-17, 10:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
amirhib
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم .
ما الفرق بين أنزل وتتنزل ؟










رد مع اقتباس
قديم 2021-05-17, 22:11   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
BFATIHA
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية BFATIHA
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاجابة: الفرق بين أنزل و تتنزل

نبدأها ب تتنزل

>>> اذكر الموضع الوحيد في القرآن الذي ذكر فيه "تتنزل" (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ) (30) فصلت, الملائكة تتنزل كل لحظة عند الموت، عند الاحتضار كل لحظة على مدار السنة.

أقول والله أعلم: إن القاعدة اللغوية تقول: إن الزيادة في المبنى تعقبها زيادة في المعنى، وفي الموضع الأول بسورة فصلت جاءت الزيادة فدل على أن هناك معنى مغايرا لمعنى تنزل، فتتابع التاء توحي بأن هناك تتابعا في نزول الملائكة، ويؤيد هذا التتابع وجود الفعل المضارع الذي يدل على التجدد والاستمرار، فالملائكة يتتابع نزولها على عباد الله الصالحين يبشرونهم بالجنة وعدم الخوف والحزن، ويؤيد هذا الفهم السياق الذي وردت فيه كلمة "تتنزل". إذن تتنزل أكثر من أنزل.

أما "أنزل" فيدل على أنه أنزل جملة واحدة استدل القدامى قوله تعالى في آل عمران (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ (4)) عندما ذكر التوراة والإنجيل قال أنزل لأنهما نزلا دفعة واحدة.

لكن هنالك من ردّ من القدامى على هذا الاستدلال فقالوا قال ربنا سبحانه وتعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً (32) الفرقان) جملة واحد واستخدم (نُزّل) إذن هذا ليس فيه دليل على ذلك.

إذن أنزل عامة لتدريج وغير التدريج

والله تعالى أعلى وأعلم بمراده.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:29

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc