﴾‾‛♣..﴿ أحلام من النافذة ﴾..♣‛‾﴿

[ملائك ايران]

جلست من الصباح المبكر على نافذة غرفتي أرتشف قهوتي بشوق كبير كأنها صديق حميم طال غيابه عني،وكان هو هُناك في مكانه الوحيد الذي لا يبرحه يمسك ريشة صغيرة ويحركها ليخط بها أروع اللوحات،كُنتُ أحب منظره هذا بل أصبحت هوايتي الوحيدة منذ أول مرة رأيته فيها هي مراقبته.

قلبي يتقطع حين أراه ينسجم مع لوحاته يعانقها بنظراتها يقبلها بريشته وفي خضم هذا ينسى نفسه ويبيع جسده لها،و يتركني أنا مرمية على حيطان النسيان آلام الحب المختبئة تحرق في قلبي وتقتطع منه جزءً كل يوم.

لم يكن يومي هذا يوماً طبيعياً فقد قررت أن أتحرك أن أخرج من عزلتي هذه التي قبعت فيها كفأرٍ في مصيدة،وكان هو طوق نجاتي وسبيل خروجي من هذه البقعة الصغيرة التي أمضيت فيها شوطاً من حياتي،وقبل أن ترميني الأحلام بعيداً عُدتُ للواقع،ونظرت حولي وجدت كُتُباً مبعثرة دفاتر وأقلام كلها ترامت في أحضان الغرفة دون ترتيب،رأيتُ كِتاباتي التي سهرت ليالٍ طويلة أخطها بدمع عيوني تنظر لي بشفقة كأني كائن عاجز يحتاج لتلك النظرات،ربما أنا كذلك...

تركت نظراتي الحائرة تطير بعيداً عن غرفتي المقيتة ورجعت بها لمكان وجود حبي الوحيد بدأت كلماتي تتردد في نفسي قائلةً:ليتني أستطيع يوما ترك هذا المكان لأكون معك،لنطير في هذه الحقول الواسعة،لنكون كطفلين صغيرين ذهبا بعيداً عن رقابة الأهل الخانقة وعن جو الإزعاج القاتل ولكن...

هذا الشيء سيبقى معلقاً بي طِوال العمر سيجعلني أعيش الأحلام فقط ليأتي يوم أنظر فيه إليه فأستيقظ من ذاك الحلم الجميل بواقع مرير.

حركتُ عجلات الكرسي الذي أجلس عليه بصعوبة وتردد وابتعدت عن النافذة لآخر مرة في حياتي ودموعي تنزل وتنقطع كأنها حائرة فيما تفعل هل تبكي على وداع الحلم الجميل؟؟أم تتوقف لأنها كثيراً ما مرت بهذا الموقف