دور الجواسيس الإنكليز في قيام كيان آل سعود - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

دور الجواسيس الإنكليز في قيام كيان آل سعود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-06-03, 00:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العُثماني
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العُثماني
 

 

 
إحصائية العضو










Thumbs down دور الجواسيس الإنكليز في قيام كيان آل سعود



شذرات من تاريخ آل سعود الملطخ بالعمالة

إنجليز في بلاط عبد العزيز ؛ "وليم هنري شكسبير"



لم يكن الكابتن البريطاني "هنري شكسبير" من المعمرين، ولكنه كان ذا أثر كبير في تاريخ شبه الجزيرة العربية وكان له دور فعال في إنجاح مشروع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.

ولد "شكسبير" في إقليم البنجاب بالهند عام [1878م] [1] لأسرة بريطانية عريقة، استقرت في الهند عُرف عن أفرادها الانخراط في الجيش البريطاني وتولي المناصب الرفيعة فيه وفي حكم الولايات الخاضعة لسيطرته، ولذلك لم يكن غريباً أن يلتحق الشاب "هنري" هو الآخر بالجيش، حيث ترقى في مراتبه إلى أن وصل إلى مركز الوكيل السياسي البريطاني في الكويت.



يمكن تقصى أولى مراحل الاتصال بين آل سعود والبريطانيين إلى عام [1840م] حين وقع الأمير فيصل السعود مع الضابط البريطاني "لويس بيلي" اتفاقية على شاكلة ما كان يوقع مع مشايخ الخليج [2]، ولكن بقيت هذه الاتفاقية حبراً على ورق فيما يبدو لعدم احتياج الإنجليز إليها.

لم تتجدد الاتصالات مع الإنجليز، وخاصة بعد سقوط الدولة السعودية الثانية، إلا عام [1904م] حين شعر عبد العزيز أن عليه أن يوسع صلاته مع دول كبرى مثل بريطانيا، وكانت منطقة نفوذ عبد العزيز تقع في مجال جغرافي تحتاجه بريطانيا، فالسعودية هي المنفذ للعراق وفي السيطرة عليها سيطرة عليه، وهي تصل المحيط الهندي بالبحر الأحمر الذي يطل في نهاياته على مصر وعلى القرن الإفريقي وينتهي بقناة السويس.

وكانت منطقة نجد واقعة بين مجالين للنفوذ البريطاني، يشرف على كل مجال مكتب للمخابرات:

أما الأول؛ فكان "مكتب القاهرة" الذي خرّج "لورنس"، وكان مسؤولاً عن انطلاق البيت الهاشمي.

وكان الثاني؛ "مكتب الهند" الذي كانت له السيطرة على الخليج العربي.

وعندما بدأ الصراع بين ابن سعود وابن رشيد بمساعدة وتأييد شيخ الكويت في بداية الصراع، تنبه "شكسبير" لأهمية ابن سعود، فكتب لرئيسه "بيرسي كوكس" - المعتمد البريطاني في الخليج - قائلاً: (إنه رجل واسع الأفق يمكن على الأرجح الوثوق به أكثر من معظم العرب).

كان ذلك الانطباع نتيجة أول اجتماع لـ "شكسبير" مع عبد العزيز عام [1910م] في الكويت مغتنماً فرصة زيارة عبد العزيز لأمير الكويت الشيخ مبارك، إذ ترك عبد العزيز انطباعاً "طيباً" في نفس "شكسبير".

وفي نفس الوقت أحب عبد العزيز؛ "شكسبير" لأنه وجد فيه الأمل المنشود للحصول على دعم بريطاني في حربه مع ابن رشيد، بحجة طرد الأتراك، مع أن جل همه كان التخلص من آل رشيد.

في ذلك الحين لم يكن الإنجليز على استعداد لمقارعة الأتراك وكانت اهتماماتهم الأوروبية أولى من العربية، لذلك لم يعيروا رسالة "شكسبير" أو "كوكس" بالذات أي اهتمام.

وكانت خطة الإنجليز؛ عدم الرد على ابن سعود، أو على ابن رشيد، فكلاهما - كالهاشميين - كان يخطب ود بريطانيا لمصلحة شخصية وآنية، وكانت الأوامر تصدر تباعاً لكل من "شكسبير" و"كوكس" بألا يعطيا جواباً قاطعاً، وألا يبدي أي ميل لأي من الطرفين.

وقد حاول عبد العزيز مرات عديدة الاتصال بالإنجليز محاولاً أن يبين لهم ضرورة طرد الأتراك من نجد والتخلص من ابن رشيد وجماعته، إلا أن "شكسبير" كان يثبط عزائمه شارحاً له خطورة التورط في معارك مع تركيا، كونها دولة عظمى.

انقضى اجتماع "شكسبير" مع ابن سعود الأول في شهر مارس [1910م] دون نتائج، وقام "شكسبير" بممارسة هوايته بالتصوير، فحفظ لنا صورة لابن سعود وأخوته والشيخ مبارك ،ولعلها أول صورة شمسية لابن سعود، وقدم لهم وجبة غداء إنجليزية، أعدها لهم طاهيه الشرقي خالد، ودون "شكسبير" انطباعاته عن ابن سعود قائلاً؛ مثنياً على شخصيته وملاءمتها لتنفيذ برنامج بريطانيا في المنطقة.

والتقى "شكسبير" بعبد العزيز مرة ثانية في شهر مايو [1913م] شمال نجد في موقع يقال له "المجمعة"، وحاول ابن سعود ثانية أن يحصل على تأييد بريطانيا لطرد الأتراك من المنطقة، فكتب "شكسبير" إلى حكومته يخبرها بلقائه بابن سعود ولكن الحكومة البريطانية - الخارجية - استغربت ذلك وعاتبته على القيام برحلة لم تأذن له مسبقاً بها، وأشارت إليه بوجوب أخذ الموافقة قبل السفر، وعدم زج نفسه في صراعات محلية بعيدة عن المصالح البريطانية.

ولكن عبد العزيز الذي شعر بخيبة أمل كبيرة بعد اجتماعه بـ "شكسبير" انطلق يجمع قواته ليهاجم الإحساء ويحتلها، ثم انتقل إلى الهفوف؛ حيث اخترق أسوار حصن الهفوف الذي استسلمت حاميته بعد قتال خفيف، وأمر القائد التركي حامياته البعيدة بالاستسلام حفاظاً على حياتهم.

كانت هجمات ابن سعود الناجحة هذه؛ محرجة لبريطانيا التي كانت قد عقدت معاهدة مع الترك في يونيو من عام [1913م].

ظن عبد العزيز أنه بتوسعه هذا سيجعل من البريطانيين أصحاب مصلحة في دعمه، وبما أن النتيجة جاءت عكس ما يرغب، فقد وجد أن الحل الأمثل هو في اعتماده على نفسه ونسيان المساعدات البريطانية، فأرسل رسالته الأخيرة إلى "بيرسي كوكس" منتقداً التجاهل البريطاني له ولقوته الجديدة، وإذ لم يتغير هذا الوضع وإن لم تكن "بريطانيا العظمى راغبة في الحفاظ على صداقتها السابقة، وهو الأمر الذي ننشده" فإنه يطلب أن يبلغ بهذا بصراحة، كي يقوم برعاية مصالحه بنفسه.

شعر "بيرسي كوكس" بأنه حان الوقت للتعاون مع ابن سعود، فأرسل إلى حكومته رسالة يطلب تفويضه بإجراء مباحثات مع ابن سعود، ولكن الخارجية البريطانية رفضت إجراء أي مفاوضات، نظراً للوضع في أوروبا و "الدردنيل" على الخصوص الذي يقع تحت السيطرة العثمانية.

عندما عجز ابن سعود عن تحقيق أي تفاهم أو إيجاد أي نوع من الحماية والدعم البريطاني له، وجد نفسه أمام خيارين؛ إما فتح جبهة مع الترك، وهو أمر لا يطيقه بمفرده، أو أن يرتبط بهم اسمياً.

استقر رأيه على الخيار الثاني؛ فاتصل بالعثمانيين، الذين اجتمعوا في ربيع عام [1914م] قرب الكويت وأعطوه لقب "والي نجد" ووقعوا معه اتفاقية - كشف البريطانيون عنها فيما بعد عند احتلالهم البصرة - فما كان من "شكسبير" - الذي أحب عبد العزيز ووجد فيه مجال منافسة للمكتب العربي في القاهرة ونداً قوياً لشريف مكة الهاشمي الذي هو عميل المكتب المذكور - إلا أن قام بزيارة إلى لندن في محاولة جادة ومباشرة لتحقيق حلم عبد العزيز الذي وجد فيه مأرباً شخصياً له ضمن صراعه مع المكتب العربي.

اختار أن تكون رحلته إلى بريطانيا عبر شبه الجزيرة العربية، مستكشفاً مناطق جرت العادة الإنجليزية على تسميتها دون أن تطأها قدما إنسان أوروبي من قبل، فسافر من الكويت إلى الرياض، ومنها إلى بريدة، ومنها إلى الجوف فمعان، وقد قدم الكثير من المعلومات عن هذه الرحلة للجمعية الجغرافية [3].

في لندن لم يجد "شكسبير" آذاناً صاغية في الخارجية البريطانية، وكانت الحرب العالمية الأولى قد بدأت، فوجد من الخير له الالتحاق بالقوات البريطانية المتواجدة في أوروبا، وعُهد إليه بتدريب مجموعة من المجندين من "أولارشت".

وفي تلك الأثناء أعلنت الدولة العثمانية دخولها الحرب لجانب ألمانيا وبدأت العمليات العسكرية في أوروبا، عند ذلك فقط تنبه الإنجليز لمشروع "شكسبير" ونصائحه، وأصبح الاتفاق مع ابن سعود مطلباً عاجلاً وملحاً، لأنه الوحيد المؤهل لفتح جبهة قوية في شبه الجزيرة العربية لتشتيت قوات الدولة العثمانية.

وفعلاً، تم إرسال "شكسبير" على عجل إلى ابن سعود لعقد الاتفاق معه.

وصل "شكسبير" إلى "الخضر" القريبة من "الأرطاوية" - [300] كيلومتراً شمال الرياض - وتم الاجتماع في [1914/12/31م]، ولكن فوجئ "شكسبير" بتبدل عبد العزيز أو برود حماسه بشأن العلاقة مع بريطانيا، وكان رده؛ بأن فتح جبهة على الأتراك كبير عليه في ظروفه الحالية.

أخذ "شكسبير" يشرح لابن سعود أهمية الموضوع لبريطانيا وما سيعود عليه هو نفسه من مصالح [4]، مبيناً له بأن ذلك يعطيه الحق في إنشاء دولة محمية ومدعومة من البريطانيين، وبعد إلحاح شديد استجاب ابن سعود بشرط أن تبرم معاهدة بينه وبين بريطانيا، يحدد بموجبها سائر شروط الاتفاق، بحيث يكون له حكم المناطق المحررة بدعم مادي وعسكري بريطاني.

وبحكم صداقة الرجلين؛ قام "شكسبير" وعبد العزيز بصياغة بنود المعاهدة، لاعتبار الصياغة مشروعاً قابلاً للنقاش مع البريطانيين، ولم يكن ابن سعود أو "شكسبير" ليثقا بأن بريطانيا ستعطي مثل تلك المعاهدة ضوءاً أخضر في تلك الظروف.

أرسل "شكسبير" طلبات ابن سعود لرؤسائه، واغتنم فرصة قيام ابن سعود بهجوم على العجمان في المناطق القريبة، وطلب مرافقة ابن سعود الذي حاول ثنيه عن عزمه، ولكنه فشل، وحاول منعه من الظهور في ملابسه الغربية التي ستدفع العجمان لاعتباره هدفاً رئيساً، إلا أن "شكسبير" رفض أن يلبس الزي العربي ورفض حتى خلع خوذته الأوروبية الملونة، وأبى أن يستبدلها بالعقال العربي.

والمعتقد أن "شكسبير" شارك في المعركة بتوجيه قذائف المدفعية ضد العجمان، ولكن تغلب العجمان، وكان "شكسبير" من ضحايا هجومهم، فقد أصيب بعدة رصاصات اخترقت جسمه ورأسه، وقُطع بالسيف، ثم أرسلت خوذته إلى الحاكم التركي في الحجاز، الذي علقها على أحد أبواب المدينة المنورة شاهد إثبات على تعاون ابن سعود مع الكفار الإنجليز.

كان لـ "شكسبير" دور في تمكين ابن سعود، فلولا جهوده وتخطيطه لما استفاق الإنجليز على وضع ابن سعود، ولا منحوه مساعداتهم وحمايتهم فيما بعد.

مات "شكسبير"؛ وبموته حرك جهود "بيرسي كوكس" الذي أتم إنجاز مهامه من بعده إلى أن قامت المملكة العربية السعودية.

إن أكثر من عرف مكانة وأهمية وقدر "شكسبير" على المملكة هو ابن سعود نفسه، الذي كان لا يترك مناسبة إلا ويمتدح "شكسبير" ويبدي حبه وإعجابه به، وقد سأله "غلوب باشا" فيما بعد - عام [1918م] - من هو أروع شخص غير مسلم تعرفت عليه، فكان رد ابن سعود؛ "شكسبير"، وقد عرف قدر "شكسبير"؛ "غلوب باشا" و"بيرسي كوكس" و "عبد الله فيلبي" وغيرهم.

صحيح أن "شكسبير" أحب عبد العزيز الذي كان يبادله حباً بحب، إلا أن نظرة "شكسبير" لعبد العزيز كانت نظرة مصلحة وإعجاب، إذ كان يرى ما يقوم به ابن سعود وكأنه هو شخصياً يقوم به، إلا أنه كان يرفض أن يأكل أو يلبس أو يشرب مع العرب، بل كان يطلب منهم أن يتعاملوا بحضوره وكأنهم إنجليز، فكان يفرض عليهم الطعام الإنجليزي والشوكة والسكين، وكان يقبع في خيمته يتناول الويسكي بينما "الإخوان" [5] في الخيم الأخرى يقيمون الصلاة ويقرأون القرآن، وهو غير مبال.

ظلت ذكرى "شكسبير" في شبه الجزيرة العربية والكويت لعشرات السنوات والناس تذكر أعماله، وطباخه خالد ظل يذكره حتى مات، وكان البدو يذكرونه أيضاً، إضافة لعبد العزيز وأبنائه.

ويبدو أن قلة من الإنجليز سمعوا عنه، ولا نجد إسماً له في أي من الموسوعات البريطانية أو كتب الأعلام، مثله مثل كثير من الشخصيات التي مرت وأثرت في منطقتنا على شاكلة "سايكس" و "بيكو" وسواهم.

ونجد أن "هـ. وينستون" الذي دون حياة "شكسبير"، في كتاب بعنوان؛ "الكابتن شكسبير" قد صرف عامين يحاول أن يجمع عنه مادة، ولكنه لم يجد إلا القليل، إلى أن التقى قدراً مع أحد إخوة "شكسبير" الذي كان قد جمع بعض أوراقه ورسائله التي أرسلها له "شكسبير" حتى عام [1915م]، فكانت مادة الكتاب.









 


رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 00:04   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العُثماني
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العُثماني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إنجليز في بلاط عبد العزيز؛ "بيرسي كوكس"


بيرسي كوكس مع عبد العزيز آل سعود


كثيرون هم النصارى الغربيون الذين مروا على عالمنا الإسلامي بصفات ومظاهر مختلفة, فمنهم السائح والعالم والعسكري والتاجر والجاسوس.

بعض هؤلاء مر دون أثر, وبعضهم ترك أثرا، من كتاب أو بحث, من لوحات أو صور, ومن معارك حربية اشترك فيها أو قادها, ولكن أعدادا محدودة من هؤلاء الأجانب تركت بصمات لا تمحى وآثارا لا تنسى, أثرت على بلادنا وصبغتها.

منهم على وجه التحديد من قام بشرذمة وطننا الإسلامي وتعيين حدوده, وتسمية ملوكه وحكامه، ومنهم من ترك مشاكل لا زالت الأمة تعاني من ذيولها مثل "سايكس" الإنجليزي و "بيكو" الفرنسي، فالمعاهدة التي صاغاها والمعروفة باسم "سايكس/بيكو" قسمت بلاد الشام إلى دويلات وخلفت المشاكل وأوجدت القوميات والجنسيات على أرض كانت قبل ذلك على الدوام واحدة متحدة.

أما في الخليج؛ فكان الإنجليزي "بيرسي كوكس" صاحب لقب "سير"، الذي لعب أدوارا كبيرة وخطيرة وقسم وشرذم وخلق مشاكل لا زالت المنطقة تعاني من آثارها، وهو على خطورة دوره الذي لا يقل أهمية عن دور كل من "سايكس" و "بيكو", إلا أنه لا يزال نكرة للجمهور - سواء جمهورنا الإسلامي أو جمهوره من إنجليز وفرنسيين - وما ذلك إلا لأنه لم يكن سوى موظفا أو ضابطا قام بما أسند إليه من مهمات لا زالت المشاكل الناجمة عنها تحاصر حياتنا ومستقبلنا.

من هو "بيرسي كوكس" هذا؟ وماذا كان دوره في المنطقة؟

اسمه "بيرسي زخريا كوكس", و "زخريا" هذه؛ تؤكد يهوديته, وهي صفة لها مدلولاتها وأهميتها في الزمن الذي نشط فيه في منطقتنا، لأنه كان زمن بدء النشاط الصهيوني لاحتلال فلسطين الإسلامية وتحويلها إلى أرض للصهاينة المغتصبين.

ولد "كوكس" في (27/11/1864م) في "هيرون يت" - Herongate - من منطقة "إسيكس" - Essex - في بريطانيا، ومات في (20/2/1937م) عن (37) عاما.

تخرج من الكلية الملكية البريطانية العسكرية في "ساند هيرست"، وعين مباشرة بعد تخرجه في الهند منذ عام (1884م) وحتى عام (1890م) مع الحامية البريطانية هناك، ثم حول في نهاية خدمته العسكرية إلى الخدمة السياسية في الهند أيضا، ثم انتقل للعمل في الخليج وإيران خلال الأعوام (1893 - 1914م)، وشغل عدة مناصب.

منح لقب "سير" عام (1911م) كأفضل سياسي في المنطقة، وكان ذلك بسبب خدماته أثناء الحرب العالمية الأولى.

ومنذ عام (1918م) إلى عام (1920م) عمل وزيرا مفوضا في إيران, وكان مسؤولا عن الاحتلال البريطاني للعراق، وكان هذا سببا في نقله من منصبه الأخير ليعمل مندوبا سام في العراق منذ عام (1920 - 1923م) بصفة العراق وقتئذ دولة حديثة تقع تحت الانتداب البريطاني استنادا لقرار "المجلس الأعلى للحلفاء".

بقي "كوكس" في الخدمة في المنطقة حتى تقاعد عام (1923م), و كان من أعضاء المكتب الهندي - المخابرات البريطانية - التي تتمركز في بومباي والتي كان اهتمامها منصبا على بلاد ما بين النهرين والطريق البرية إلى الهند، لذلك عمل المشرفون عليه للتفاهم مع حكام ساحل الخليج - الكويت, وشيخ المحمرة, وآل سعود -

بينما كان اهتمام مكتب القاهرة السويس وعدن والطريق البحرية إلى الهند، وكان اهتمامهم الاتفاق مع الحكام الذين يسيطرون على سواحل البحر الأحمر، لذلك اتفقوا مع الشريف حسين الهاشمي في الحجاز – "لورانس العرب" كان على رأس هؤلاء - وكان التطاحن بين المكتبين على أشده.

وصف "كوكس" على أنه أشد من حارب التطلعات الوطنية والاستقلالية وأشرف على تثبيت دعائم سيطرة بريطانيا على مقدرات العراق والحياة السياسية فيها في تلك الفترة التأسيسية في حياة العراق الحديث، بينما تصفه المصادر البريطانية؛ بأنه كان وراء تحول العراق من دولة تحت الانتداب إلى دولة حرة, وأنه كان وراء تتويج فيصل بن الحسين ملكا على العراق في (23/8/1921م)، وأنه اشترك معه في وضع الدستور العراقي، وكان وراء تأسيس كافة وزارات العراق وحكوماتها وفق نظام وإشراف بريطاني، وكان وراء توقيع العراق للمعاهدة البريطانية لمدة عشرين عاما جرى تخفيضها فيما بعد إلى أربع سنوات.

أول من قدم ابن سعود لـ "بيرسي كوكس" كان الكابتن "شكسبير" الذي أرسله "كوكس" لاستطلاع قوى ابن سعود، ولكنه قتل في معركة "جراب" يوم (25/1/1915م)، حين كان يقود المدفعية السعودية في المعركة.

جاء في رسالة "شكسبير" إلى "كوكس" المؤرخة في (15/5/1913م) واصفا قوة ابن سعود ومتوقعا له مستقبلا كبيرا: (إن هذا الرجل - ابن سعود - هو زعيم من أروع طراز عربي، وله في شخصيته ما يدفع إلى التفكير بأنه سيستقل بقيادة الجزيرة العربية إذا توصل إلى فرض الوحدة على قبائلها, وهو احتمال وارد جدا كما يبدو لي في المستقبل القريب).

كان هدف بريطانيا من الاتفاق مع ابن سعود هو تأييد قتاله للأتراك وحلفائهم آل الرشيد، مما يخفف الضغط على قواتهم المهاجمة للعراق, وإلهاء للسعوديين عن متابعة التوسع في الخليج حيث المعاهدات البريطانية المعقودة مع حكامها, وكذلك إضعاف قوات الحسين بقتالهم مع ابن سعود, وشل قبائل المنتفق التي تهدد القوات البريطانية أثناء تقدمها لاحتلال العراق.

لذلك ظل "شكسبير" يحث "بيرسي كوكس" على عقد الاتفاقية مع ابن سعود, لأن موقف ابن سعود غير المحدد من البريطانيين يسبب إحراجا لهم،

تم عقد اتفاقية "العقير" في كانون الأول/يناير (1915م) بعد أن بدأت المباحثات في أواخر عام (1914م) وكان يمثل البريطانيين فيها "آرثر باريت" المقيم البريطاني في الخليج.

وبعد مقتل "شكسبير" استلم "بيرسي كوكس" مهامه في الكويت في نوفمبر/تشرين الثاني (1916م)، وبذلك أصبح "كوكس" أهم شخصية بريطانية في الخليج.

واستطاع "كوكس" عقد معاهدة "دارين" في (26/12/1915م) حيث قابل ابن سعود وكان بمعيته جون فيلبي، وقد وقع ابن سعود الاتفاقية مسرورا وشوهد يقبل جبين "كوكس" ويده اليمنى ترتعش من شدة الفرح وهو يردد: (الله يقدرنا على خدمتكم، الله يقدرنا على خدمة بريطانيا).

وإثر هذه المعاهدة رفع "كوكس" مرتب السلطان بناء على طلبه من (500) جنيه في الشهر إلى (5000) أي عشرة أضعاف.

وتتابعت العلاقات بين "كوكس" وابن سعود حتى جاء وقت توقيع اتفاقية العقير التي تمت في ميناء العقير في (2/12/1922م) حيث كان "بيرسي كوكس" النجم البريطاني اللامع والصوت الأعلى ففرض حدود نجد مع الكويت محدثا منطقة محايدة - لاتزال - وعين الحدود بين نجد والعراق محدثا منطقة محايدة أخرى – ما تزال هي الأخرى حتى الآن - ووزع قبائل العرب بين من يتبع نجد أو يتبع العراق أو من يستقل منفردا.

أعلن ابن سعود عدة مرات أنه يحب "بيرسي كوكس"، فقد قال لأمين الريحاني أثناء انتظارهما لـ "كوكس" ليصل إلى ميناء العقير عام (1922م)، وقد تأخر عن وصوله كثيرا: (ما كنا نبطئ بالرجوع لولا المندوب السامي وهو صديقنا، أنا أحب السير "بيرسي كوكس" وأحترمه).

ولكن كانت نظرة "بيرسي كوكس" لابن رشيد لا تقل عن نظرته لأي أمير على قبائل العرب الكثيرة في المنطقة الواقعة تحت نفوذه.









رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 00:05   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
العُثماني
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العُثماني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الجاسوس البريطاني ( جون فيلبي ) ودوره في إنشاء كيان آل سعود
"مملكة التوحيد" أو "التوحيد" عندما يرعاه "الصليب"

بعد أربعين لا يزال مصير مذكرات "فيليبي" غامضاً


صورة الجاسوس جون فيلبي



"باترك جون فيلبي"، أو "عبد الله فيلبي" كما سُمي بعد إسلامه؛ شخصية هامة جدا في حياة عبد العزيز، وهامة لمعرفة تفاصيل نشأته المملكة, وهامة - على وجه الخصوص - لكشف حقيقة العلاقة مع الإنجليز... هل هي علاقة عمالة أو تبادل مصالح وسباق سياسي؟

وعلى عادة كبار القادة والسياسيين والرحالة الغربيين؛ فقد كتب "فيلبي" مذكراته، وعكف على كتابتها عدة أعوام, وكان أجدر بتلك المذكرات أن تكون من أفضل التوثيقات للعلاقة بين عبد العزيز والإنجليز، لكن تلك المذكرات اختفت ولم تر النور.

أما ما نشر لـ "فيلبي" من كتب؛ فإنه رغم احتوائها للرواية التاريخية وشيء من تجربته في المنطقة, إلا إنها ليست هي المذكرات, فأين اختفت تلك المذكرات؟!

عادة ما تحاط اجتماعات الزعماء العرب المغلقة بالسرية من قبل المشاركين فيها, وتوشك أن تضيع الحقيقة وتطمس معالمها، لولا ذلك الدور الخطير الذي تلعبه المذكرات في هتك الأستار وكشف الأسرار, وخاصة حينما تكون تلك الاجتماعات المغلقة مع أجنبي في موضع المسؤولية والقرار, وهو وحده القادر - اليوم أو غدا - على نشر المذكرات والبوح بما في مكنون ضميره, أو بجزء منه - حسبما تسمح ظروفه أو سياسة دولته أو موقع مسؤوليته -

ولعل من أقدم المذكرات في تاريخنا المعاصر؛ مذكرات "لورانس" التي شهدت مراوحة بين الرغبة في النشر أو عدمها, وبين إظهار للحقيقة كاملة أو إخفاء بعضها أو كلها.

ولقد واجه "لورنس" ضغوطا كبيرة لمنعه من نشر مذكراته، مما اضطره لإصدارها فيما بعد كدراسة لشخصيته هو, مخفيا أعمال وأدوار سائر الشخصيات العاملة معه... إلى أن مات ودفنت معه الحقيقة.

كانت الحرب العالمية الأولى قد تمخضت عن تقسم التركة العثمانية في المنطقة العربية إلى أقطار شملت سوريا ولبنان وفلسطين وشرقي الأردن, وذلك بموجب معاهد "سايكس/بيكو" التي وقعت بين فرنسا وبريطانيا سنة 1916م.

ولترسيخ التقسيم, ولإضفاء شرعية على الواقع الجديد, عقد مؤتمر القاهرة عام 1921م بحضور الزعيم البريطاني "تشرشل", وكل من "بيرس كوكس" و "السير هربرت صموئيل" - وهما المندوبان الساميان في العراق وفلسطين - كما حضره "كورن واليس" العضو السابق في المكتب البريطاني للاستخبارات - فرع مصر - وأصبح فيما بعد سفيرا لبريطانيا في بغداد, وحضره أيضا "يونغ" و "اللورد ترانشارد" - مؤسس سلاح الجو الملكي – و "غرتر ترودبيل" المستشرقة البريطانية المشهورة, بالإضافة إلى "لورانس" و "جعفر باشا" رئيس أركان الملك فيصل السابق, وكانوا جميعا تابعين للاستخبارات البريطانية.

وتمخض المؤتمر عن تعيين "الأمير فيصل" المخلوع من سوريا ملكا على العراق, وعين شقيقه الأكبر "الأمير عبد الله" ملكا على شرقي الأردن، ضمن خطة للتنازل عن فلسطين لليهود.

وتم تقسيم الجنوب العربي على أيدي عناصر استخباراتية بريطانية تتبع "مكتب القاهرة" و "مكتب الهند", وبمساعي شخصيات مشهورة مثل "الكابتن شيكسبير", و "فليبي الذي" أعلن فيما بعد إسلامه وصار يعرف باسم "عبد الله فيليبي".

عاصر "فيليبي" فترة التسلط البريطاني, وشهد عهد الملك عبد العزيز والملك سعود, ورافق القادة الذين شاركوا الملك عبد العزيز في حروبه وفتوحاته، وعاصر إنشاء المملكة العربية السعودية, وشارك في كافة المعارك التي خاضها ابن سعود, وحضر مباحثاته واجتماعاته السرية والعلنية - المحلية منها والدولية - وكان مستشاره الأول والأهم، حتى خوله دون قيد أو شرط تصريف الأمور نيابة عنه.

وكان "فيليبي" مؤرخا مستشرقا, ألف العديد من الكتب عن تاريخ العرب وأحوالهم, وقضى معظم أوقاته متنقلا باحثا - وخصوصا في مناطق شبه الجزيرة العربية - كما حاضر في كثير من الهيئات العلمية ومراكز البحث, وأظهر "الوجه المشرق" للحكم السعودي في كل ما كتب أو حاضر أو نشر, اقتناعا منه بأعمال وانجازات ابن سعود التي كان له نصيب فيها.

بعد وفاة الملك عبد العزيز وتنصيب "سعود" خلفا له؛ بدأت المشاكل تعترض "عبد الله فيليبي", إذ لم يسمح له "سعود" بممارسة الدور الذي كان يضطلع به زمن عبد العزيز, وبدأت توجه إليه المضايقات عن عمد.

احتمل "فيليبي" على مضض الوضع الجديد, ورغم أنه همس بالشكوى إلى بعض أصدقائه ومعارفه إلا أنه لم يبح بالأسرار التي أحاط بها وفاقت كل ما أحاط به سواه ممن عمل في بلاط آل سعود من أمثال يوسف الياسيني ورشاد فرعون ومدحت شيخ الأرض وإبراهيم جميعي وعبد الله الدملوجي وفؤاد حمزة وجمال الحسيني ورشدي ملحس وعبد الله بن عثمان وسواهم.

قضى "عبد الله فيليبي" آخر أيامه ما بين عامي 1958 – 1960؛ معتكفا في منزله لتدوين مذكراته وتسجيل ملاحظاته على نشاطات الأسرة السعودية بعد الملك عبد العزيز.

لم يكن "فيليبي" يخفي امتعاضه مما آلت إليه الأحوال, وعبر عن ذلك مرة فقال: (لم يقدم لنا الحكم الحالي سوى القصور الملكية).

في زيارته الثانية إلى بريطانيا وجد "فيليبي" زوجته الأولى البريطانية "دورا" قد توفيت، فأمضى في بريطانيا مدة بين أولاده وأحفاده، جمع خلالها رسائله لزوجته الإنجليزية وكل كتبه ومراسلاته، وشحنها إلى بيروت ومنها إلى الرياض، كما جمع كل المواد التي نشرها في الموسوعة البريطانية خلال إقامته في السعودية وأعاد صياغتها.

وتجدر الإشارة إلي أنه كان قد اتفق مع المليونير السعودي "حسن الشربتلي" - من مدينة جدة - على ترجمة القرآن الكريم إلى الإنجليزية, واتفقا على إصدار طبعة عادية وأخرى فاخرة, بكلفة تصل إلى 28000 جنيه استرليني - وكانت تعتبر كلفة عالية جدا في حينها - فأعد الترجمة وسلمها للمليونير الذي اختفى معها في أوروبا، ولم يسمع "فيليبي" عنه من بعد شيئا .

كما أنهى "فيليبي" وضع كتاب مطول عن تجربته في شرقي الأردن، شرح فيه ظروف إنشاء هذه الدولة، وخفايا الصراع بين الأسرتين الهاشمية والسعودية, وتأثير ذلك الصراع على مشكلة فلسطين, وعلى نشأة وطن قومي لليهود فيها.

وقد قال مرة عن كتابه هذا: (يجب أن ينشر كاملا، أو ألا ينشر إطلاقا).

والذي حدث أن الكتاب لم ينشر مطلقا ولم يعرف مصيره! بينما نشر في واشنطن بعد وفاته كتابه الآخر عن تجارة النفط السعودية.

وفي عام 1959 حج مع الأسرة السعودية المالكة بكاملها, وصلى إماما بهم في مكة المكرمة - رغم اعتراض البعض على إمامته - ويروى أن الملك فيصل - وكان أميرا في حينها - نهر المعترض مسكتا إياه.

كان "فيليبي" يمضي الساعات الطوال في مناقشة وانتقاد السياسة العامة وأوضاع الأسرة السعودية, وخاصة مع الأمير عبد الله بن عبد العزيز.

وكتب في عيد ملاده الخامس والسبعين إلى صديقه "فيليبس ليبينس" في نيسان – إبريل/1960م: (لقد أمضيت عيد ميلادي الخامس والسبعين وأنا أراقب الجرافات تهدم أجزاء كبيرة من قصري، بسبب شق شارع جديد في المنطقة، أكتب إليك والمنزل بكامله مغطى بالرمال وقد تهدمت فسحة الدار الداخلية وغرف الضيوف والكراج وجناح الخدم، كلها ذهبت، بينما أنا صامد لن أرحل هكذا).

وُصف "فيليبي" بأنه؛ الإنسان الذي يعرف كثيرا عن السعودية وآل سعود, وكان أول من نبه إلى خطر المال على أبناء الملك عبد العزيز الذي كان يشاطره رأيه في أن المال الذي سيأتي من النفط لابد وأن يفسد الأمراء, وهو ما حصل بالفعل.

وكان "فيليبي" ينظر للملك سعود على أنه الصغير جدا الذي أتى بعد الكبير جدا, وكان من أوائل من تبنى شعار "يجب أن يرحل سعود", ولعل هذا كان سبب طرده من المملكة في 15/5/1955م إثر المحاضرة التي ألقاها في الأسبوع الأخير من شباط – فبراير/1955م بدعوة من شركة "أرامكو" في الظهران انتقد فيها الأوضاع السائدة في السعودية, وكان صريحا أكثر من اللزوم متجاوزا الخط الأحمر الذي سبق وتجاوزه في عهد الملك عبد العزيز في "اليوبيل العربي" فسبب فتورا في علاقته مع الملك عبد العزيز وأفراد العائلة المالكة، وقد تكرر ذلك فيما بعد حين نشر كتابه "أربعون عاما في الصحراء".

وكانت خاتمة المطاف مقالا بعث به إلى مجلة "الشؤون الخارجية" التي تصدر في واشنطن فاضحا أحوال المملكة، فشكل الملك سعود لجنة مؤلفة من مستشاره جمال الحسيني ورشدي ملحيس السكرتير السياسي الخاص للملك وعبد الله بن عثمان سكرتير الملك للشؤون الداخلية للتحقيق مع "فيليبي".

كان رد "فيليبي" على الملك: (أنا لا أرى داعيا لاستيائك, فأنت تعرف أن ما كتبته هو الصحيح، أنت ملك مطلق, وتتحكم بميزانية دولتك فتنفق منها كما تشاء, وهذا أقدره وأفهمه, ولكني لا أستطيع أن أفهم لماذا تسمح لخدمك وموظفيك بسرقتك وسرقة أموالك وهو ما يعرفه كل إنسان).

فصدر الأمر الملكي بطرد "فيليبي" من المملكة بعد إعطائه كافة أملاكه, وجاء في البلاغ الذي أذيع في الإذاعة السعودية وفي الصحف ما يلي: (أمر جلالة الملك سعود بإخراج عبد الله "فيليبي" إلي بلاده وأراضيه, مع منحه جميع أملاكه وأمواله, لأنه أخذ يتجه اتجاهات غير ملائمة رغم تحذيره عدة مرات مما اضطر جلالته إلى أن يتخذ معه أسهل ما يمكن من الإجراءات).

واتهمته الإذاعة السعودية فيما بعد بأنه عميل للصهيونية في السعودية.

ألح بعض إصدقائه عليه ليتقدم من الملك بطلب اعتذار وتوضيح, فوافق الملك سعود على بقائه بشروط أبلغه إياها رشدي ملحيس, ومقتضاها أن يذهب إلي بيروت أو القاهرة ويعقد مؤتمرا صحفيا يسحب فيه أقواله ويعترف بالخطأ ويتعهد بعدم نشر أي شيء في المستقبل قبل عرضه على الحكومة للموافقة عليه، ولما رفض "فيليبي" الشروط؛ أجبر على المغادرة عن طريق الأردن فسوريا فلبنان - التي اختارها موطنا جديدا له -

وقد ورد في كتاب "فيلبي"؛ "أربعون عاما في الصحراء" تلميحا إلى نية "فيلبي" تدوين مذكراته ومن ثم نشرها, قال: (بعد شهرين من وفاة الملك العظيم الذي كان حكمه لا يزال في أوجه, شرعت في الكتابة دون أن يلوح في الأفق دليل واحد على أن الفصل الوهابي في التاريخ العربي سينقضي قبل أن تفرغ المطبعة من إخراج هذا الكتاب, وهذا ما ينطبق على مذكراتي, والتي بدأت في إعدادها في جو الصحراء الهادئ, ولم يكن ثمة ما يوحي أن أيامي في الصحراء غدت معدودة, وأن علي أن أكمل هذه المذكرات في حياة المنفى والحرية... أجل الحرية من ذلك النظام الذي يفرضه كيان اجتماعي صارم, قبلت به طواعية, قبل أن تبدأ قواعده في التداعي تحت وطأة الثروة التي أغدقتها العناية الإلهية كتعويض على ما فات من شظف العيش وخشونته).

بقي "فيليبي" طيلة فصل شتاء عام 1956 في لبنان يعد مذكراته وكتبه التي يعتزم إصدارها، وحاول حينها بمساعدة بعض الصحف البريطانية - مثل "التايمز" و "الغارديان" - الضغط على السعوديين لإعادته, وقد نشر مقالين في التايمز اللندنية لإبراز عينات مما سيقوله في مذكراته وكتاباته القادمة, فكان للمقالين وقع عظيم على الملك سعود, الذي اضطر لإرسال وسيط - هو الحاج حسين العويني - الذي قدم لـ "فيليبي" كتابا معدا لتوقيعه مبينا، أسفه واعتذاره عما حدث، وقد وقع "فيليبي" الكتاب بالفعل, وعلى إثره سمح له الملك سعود بالعودة.

وقد أثيرت ضجة في السفارة البريطانية في بيروت، نتيجة ورود رسالة مغلفة التوقيع تنصح "فيليبي" بعدم الرجوع، لأن في ذهابه للسعودية خطر كبير على حياته، لأن الملك سعود يدبر لاغتياله, كما أثير موضوع مذكراته وخطر نشرها.

لكن "فيليبي" قرر ركوب الخطر والعودة إلى السعودية, وقال عن مذكراته: (لا ريب في أنني أشارك الكاتب المجهول - صاحب كتاب التحذير - رغبته في رؤية كتابي هذا يصدر إلى حيز الوجود, وآمل يوما ما أن يشبع فضوله بقراءته, لا في الظروف التي يتمناها وإنما في ظروف أخرى، إنني سأبعث به قبل عودتي للسعودية إلى ناشري "روبرت هيل" في لندن لطبعه كما هو, إلا إذا أدخلت عليه بعض التعديلات وفقا لما أراه عند عودتي إلى السعودية من صلاح في الوضع هناك أو من أمل في الإصلاح).

عاد "فيليبي" للسعودية وبقي فيها أربع سنوات عاكفا على الكتابة, وقد زاره الكاتب البريطاني "دوغلاس كاروثر" ورأى أكداسا من الورق والمسودات لكتاب المذكرات وكتبا أخرى أوصى أن تنشر بعد وفاته, ولكنها كلها لم تبصر النور.

فمن استولى على مذكرات "فيليبي" الخطيرة؟ أيكون الملك سعود؟ أم غيره من أفراد العائلة المالكة؟ ما مصيرها, ومن المستفيد من اختفائها؟ وهل فيها ما يخيف العائلة السعودية أو يسيء لها؟ وهل تسربت المذكرات أو قسم منها إلى ناشر "فيليبي"؛ "روبرت هيل"؟ وهل ما تزال لديه, أم يكون السعوديون قد اشتروها كما اشتروا سواها من قبل؟









رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 00:11   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
العُثماني
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العُثماني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


"توحيد" آل سعود عندما يرعاه "الصليب"

مسابقة: ما اسم الدولة السنية السلفية الأثرية الوحيدة في التأريخ الإسلامي التي ساهم الصليبيون في تأسيسها؟
الفائز سيحصل على iPad Air 2 أو هاتف جلاكسي

أيعقل أن شكسبير وبيرسي كوكس وجون فيلبي يدعمون تأسيس دولة سُنيّة سلفيّة أثريّة بالمال والسّلاح والعتاد والاتّفاقيّات؟

الجواب
من المضحكات المبكيات!
الدولة السنية السلفية الأثرية الوحيدة في التأريخ الإسلامي التي رسم اليهود والنصارى حدودها هي «المهلكة السلولية».











رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 00:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العُثماني
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العُثماني
 

 

 
إحصائية العضو










B9

كيف رسم الصليبي السير بيرسي كوكس حدود دولة التوحيد السلفية



طأطأ سلطان نجد عبد العزيز آل سعود رأسه أمام المندوب البريطاني السامي في العراق بيرسي كوكس، وتهدّج صوته، ثم أخذ يتوسّل بمذلّة، قائلاً: «جنابك انتَ أبوي وانتَ أمي. وأنا مستحيل أن أنسى فضلك عليّ. انتو اللي سوّيتوني وأخذتوا بإيدي، وانتو اللي رفعتوني وشلتوني. وأنا مستعد، بإشارة منك، لأن أتنازل لك هالحين عن نص مملكتي... لا والله، أنا أتنازل عن مملكتي كلها، إذا جنابك تأمرني!».

كان هذا كل ما استطاعه السلطان عبد العزيز آل سعود من ردّ على توبيخ ضابط بريطاني له أثناء اجتماعهما في مؤتمر العقير الذي بدأ يوم 21 تشرين الثاني 1922، والذي تمّ فيه رسم الحدود بين سلطنة نجد ومملكة العراق ومشيخة الكويت. وكان سبب التوبيخ البريطاني أنّ الجنرال كوكس قرّر انتزاع مناطق من بادية السماوة، وإلحاقها بحدود العراق، متجاهلاً مطالبة ابن سعود بها. فلمّا أبدى الأخير اعتراضاً على ما اعتبره إجحافاً لحق بحدود سلطنته، ناله من مندوب التاج البريطاني تقريعٌ استوجب من سلطان نجد أن يردّ عليه بالتوسل والضراعة!

ولقد دُوِّنَ محضر ذلك الاجتماع، بما جرى فيه من توبيخ المندوب السامي البريطاني وتوسلات العاهل السعودي، في وثائق رسمية كتبها الوكيل السياسي البريطاني في البحرين (حينذاك) الكولونيل هارولد ريتشارد باتريك ديكسون (H.R.P.Dickson )، وأرسلها إلى وزارة الخارجية في لندن، يوم 26 تشرين الثاني 1922.

ثمّ بعد أربعة عقود، كتب هارولد ديكسون مذكراته الدبلوماسية عن السنوات المديدة التي عمل فيها سفيراً لحكومته في دول الخليج العربي، ونشرها في كتاب سمّاه «الكويت وجاراتها»، (نشر في لندن عام 1956). وأعاد سرد الواقعة التي جرت في بلدة العقير بالتفصيل، وكان هو شاهداً عليها، حيث إنه عمل مساعداً ومترجماً لبيرسي كوكس في الوفد البريطاني. ولقد سجّل السفير ديكسون في كتابه المذكور، النص الآتي:



ديكسون في كتابه (الكويت و جاراتها-1956- ص-281) ما جرى في هذا الإجتماع بالتالي:" ففي إجتماع خاص ضم السير بيرسي كوكس وعبد العزيز بن سعود وأنا فقط, فقدّ السير بيرسي كوكس صبره وأتهم عبد العزيز بن سعود بأنهُ تصرف تصرفاً صبيانياً في إقتراح فكرة الحدود العشائرية. ولم يكن السير بيرسي يجيد اللغة العربية فقمت أنا (ديكسون) بالترجمة. وقد أدهشني أن أرى سيد نجد يوبخ كتلميذ وقح من قبل المندوب السامي البريطاني لحكومة صاحب الجلالة, الذي أبلغ عبد العزيز بن سعود بلهجة قاطعة أنهُ سيخطط الحدود بنفسه بصرف النظر عن أي إعتبار. هكذا إنتهى هذا الفصل من المسرحية, فأنهار عبد العزيز بن سعود وأخذ يتودد ويتوسل معلناً أن السير بيرسي كوكس هو أبوه وهو أمه. و أنه هـو الذي صنعه ورفعه من لاشيء إلى المكانة التي يحتلها, وأنه على إستعداد لأن يتخلى عن نصف ما يملكه بل عن كل ما يملك إذا أمر السير بيرسي بذلك".

كما يذكر (في الصفحة 282 من نفس الكتاب وفي السطر 15 في منتصف الصفحة) الآتي:" وبادر عبد العزيز بن سعود السير بيرسي قائلاً بصوت كئيب يا صديقي لقد حرمتني من نصف مملكتي. الأفضل أن تأخذها كلها ودعني أذهب للمنفى. وظل الرجل القوي العظيم واقفاً رائعاً في حزنه وأنفجر باكياً, فتأثر السير برسي كثيراً وأمسك بيد عبد العزيز بن سعود وأخذ يبكي هو الآخر والدموع تنحدر على وجنتيه. ولم يكن حاضراً تلك اللحظة سوى نحن الثلاثة. وأنا هنا أقص ما شاهدته بكل أمانة". ويكمل قائلا:" وحسبما أذكر لم يلعب إبن سعود دورا يذكر في المحادثات تاركا الأمر للسير بيرسي ليقرر حل مشكلة الحدود. وفي إجتماع عام للمؤتمر أخذ السير بيرسي قلما أحمر ورسم بعناية فائقة على خارطة الجزيرة خطا للحدود من الخليج الفارسي إلى جبل عنيزان بالقرب من حدود شرق الأردن. وبذلك يكون قد أعطى العراق مساحة كبيرة من الأراضي التي تدعي نجد ملكيتها. وإرضاء لإبن سعود حرم الكويت بدون شفقة من ثلثيّ أراضيها وأعطاها لنجد"









رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 00:17   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
العُثماني
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية العُثماني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

"آل سعود" ...أو كيف ساهم " ابن العلقمي" السني في إسقاط الخلافة الإسلامية

العلاقمة الجدد

بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى في أغسطس سنة 1914م، وفي شهر نوفمبر وافق مبارك الصباح أمير الكويت - مع أنه مازال موظفا عثمانيا - على الوقوف مع بريطانيا للهجوم على أم قصر، وصفوان، والبصرة، وتم إعلان الحماية البريطانية على الكويت بصورة رسمية، لتشكل الحرب العالمية بذلك منعطفا تاريخيا مهما في تاريخ المنطقة[1].
لقد سبق أن وعد البريطانيون عرب الجزيرة بأنهم إذا وقفوا مع انجلترا في هذه الحرب ضد الخلافة العثمانية (ستضمن انجلترا عدم حدوث تدخل داخل شبه الجزيرة العربية، وستقدم للعرب كل مساعدة ضد العدوان الخارجي...لقد كان ريجينالد وينغنيت - المندوب السامي البريطاني في مصر - يؤمن بتحريض القبائل في شبه الجزيرة العربية لمصلحة بريطانيا، وكان يحث على عامل فوري منذ بداية الحرب بهدف إغراء العرب بالابتعاد عن الدولة العثمانية وقد كتب بتاريخ 14 / 1 / 1915م إلى كلايتون قائلا: أخشى أن يكون العمل البريطاني قد تأخر طويلا حتى إني بدأت أشك في إمكانية نجاحنا الآن في فصل العرب عن العثمانيين).[2]
وقد رد مبارك بتاريخ 18/ 8 سنة 1914م على خطاب الوكيل السياسي البريطاني الذي أخبره باندلاع الحرب برسالة جاء فيها :
(وإني معكم ومعي جميع العشائر الذين رأيتموهم، وبكل اجتهادنا ورجالنا وسفننا تحت أمركم)!
كما رأت الخارجية البريطانية في سبتمبر ضرورة التحالف مع ابن سعود بشكل مباشر لمواجهة الدولة العثمانية على أرضها وعلى يد موظفيها في الجزيرة العربية، فأرسلت في شهر نوفمبر من السنة نفسها الكابتن شكسبير في مهمة سرية إلى ابن سعود للاتصال به شخصيا، ومرافقته للتأثير عليه ليقف مع الحلفاء، كما استخدمت مبارك الصباح أيضا لتحقيق هذا الغرض، وقد قام مبارك بإرسال رسالة بإملاء من الوكيل السياسي في الكويت إلى ابن سعود قال فيها:
(إن الدولة البهية - بريطانيا - تبغي منا ومنكم المساعدة الكاملة للتأثير في أصدقائنا وعشائرنا والقبائل التابعة لنا، وأن نعرّف شريف مكة وابن شعلان بغواية الدولة الجرمانية، وسترسل الدولة لكم الكابتن شكسبير المعروف عند العرب جميعا حتى يعرفكم بمقاصد الدولة البهية ونياتها، وهي تبغي منكم أنت والشيوخ المقيمين على شط البحر وساحل الخليج ألا تفعلوا شيئا من الحركات حتى بعد نشوب الحرب).[3]
وقد أجاب ابن سعود على رسالة مبارك بالوقوف مع بريطانيا بأن أمره تابع لأمر مبارك، وأنه لا يخالف أمره، وأن موقفه مع بريطانيا معروف، وأنه لا يتخذ أمرا إلا بعد إعلام وكيلها السياسي في الكويت[4].
وبهذا نجحت حكومة الهند البريطانية التي تدير شئون الخليج العربي وشرق الجزيرة العربية في ترتيب الأمور، كما نجحت في رهانها على دعم ابن سعود، قبل حكومة لندن ومندوبها السامي في القاهرة والخرطوم، الذي كان يدير شئون البحر الأحمر وغرب الجزيرة العربية، وكان يراهن على الشريف حسين، وعلى حد قول فرومكين (لقد عبر ابن سعود لشكسبير، كما فعل عبد الله بن الشريف حسين في القاهرة، عن استعداده لكي تصبح إمارته دولة زبونة لبريطانيا .. وما إن نشبت الحرب حتى رأت الهند نفسها حرة في دعم صاحبها ابن سعود، ووجدت في الوقت ذاته أن القاهرة كانت تدعم منافسه في مكة، كانت الهند تعتقد أنه إذا ما انقلب العرب يوما على الحكومة العثمانية فيجب أن يقود هذه الثورة ابن سعود، ولكن في ديسمبر 12/1914م رأى نائب الملك في الهند أن عملا كهذا سابق لأوانه، بينما اتخذ كيتشنر وأتباعه في الخرطوم نظرة معاكسة فتطلعوا إلى الشريف حسين باعتباره حليف بريطانيا الهام) [5].
وقد أدى ذلك إلى اعتقاد حكومة الهند البريطانية - التي تدعم ابن سعود - بأن أشد أعدائها خطرا عليها ليس الألمان، بل المسئولين البريطانيين في مصر الذين مضوا في حبك مؤامراتهم في مكة مع الشريف حسين، بوعدهم إياه بالخلافة بعد ثورته على الدولة العثمانية، وهو ما سيثير المسلمين في الهند - الذين يبلغ تعدادهم سبعين مليونا - والذين يرفضون الاعتراف بأي خليفة سوى الخليفة العثماني، كما يرفض حلفاؤها كابن سعود وخزعل ومبارك مثل هذا الاعتراف للشريف حسين، بل أكدوا لها بأن موضوع الخلافة كله لا يعنيهم، ولا تهمهم إطلاقا في حال سقوطها[6].
لقد كان الصراع خفيا بين حكومة الهند البريطانية التي تتولى شئون الخليج العربي وشرق الجزيرة العربية وتدعم ابن سعود من جهة، ومكتب المندوب السامي البريطاني في القاهرة الذي يتولى شئون غرب الجزيرة العربية ويدعم الشريف حسين من جهة أخرى!
لقد مضت حكومة الهند البريطانية في حشد حلفائها في شرق الجزيرة العربية للوقوف مع بريطانيا في الحرب العالمية الأولى، فقد وجه الميجر كوكس المقيم البريطاني في الخليج العربي رسالة إلى مبارك بعد شهر من رسالته الأولى جاء فيها:
(إن الحكومة البريطانية قد أمرتني أن أبلغ سعادتكم شكرها لولائكم ولعرضكم العون، وأن أرجوكم أن تهاجموا أم قصر وصفوان وبوبيان وتحتلوها، وعليكم بعد ذلك أن تحاولوا بالتعاون مع الشيخ خزعل والأمير عبد العزيز بن سعود وغيرهم من الشيوخ الموثوق بهم تحرير البصرة من يد الأتراك، فإذا لم تستطيعوا فعليكم أن تجروا الترتيبات إذا كان ممكنا للحيلولة دون وصول الإمدادات التركية إلى البصرة أو إلى القرنة إلى أن يصل الجنود البريطانيون ... وإن الحكومة البريطانية تتعهد بحمايتكم من كل ما ينجم عن هذا العمل، وتعترف أن مشيخة الكويت حكومة مستقلة تحت الحماية البريطانية) [7].
ولاحظ العبارة البريطانية(تحرير البصرة) وقارنها بالعبارة الأمريكية البريطانية (حرب تحرير العراق)، وتأمل الأحداث اليوم والمتورطين فيها تجد أن الوضع في المنطقة لم يتغير منذ قرن!
وقد تم تنفيذ ذلك فعلا حيث ورد في شهر سبتمبر سنة 1914م كتاب من حكومة الهند البريطانية جاء فيه ما يلي:
(أكد شيخ الكويت وهو صادق في ذلك بأن شيوخ الكويت والمحمرة بالاتفاق مع شخصيات البصرة الذين هم على اتصال وثيق بهم، وبالتعاون مع ابن سعود قادرين على تمهيد الطريق لاحتلال البصرة بشكل سلمي أو إبقائها معزولة إلى حين يصبح في مقدورنا اتخاذ اللازم) [8].

موقف علماء الكويت وإعلان العصيان المدني:
وقد أثار هذا الموقف العلماء في مدينة الكويت، الذين أصدروا الفتاوى بحرمة هذا الفعل، وكفر من يقف مع الإنجليز ضد الدولة العثمانية، فطلبت بريطانيا فورا من مبارك بمنع الدعاية المضادة لها في البلدة، وقد تعهد مبارك في تنفيذ ما طلبته منه بريطانيا بخصوص هذا الموضوع[9].
كما أفتى علماء نجد بكفر الدخول تحت الحماية البريطانية كما في فتوى عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ عن مثل هذه الأحوال وقد سئل عن دخول أهل الخليج تحت حماية بريطانيا فقال (وانتقل الحال حتى دخلوا في طاعتهم واطمأنوا إليهم وطلبوا صلاح دنياهم بذهاب دينهم وهذا لا شك من أعظم أنواع الردة)!
وقال أيضا هو والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف وسليمان بن سحمان في بيان حكم الدخول تحت الحماية الأجنبية (أما الدخول تحت حماية الكفار فهي ردة عن الإسلام)[10]!
وبعد احتلال الإنجليز البصرة (ثار الثائرون على خزعل، وأعلنوا عليه الجهاد، لشده أزر المقاتلين للدولة العثمانية، فأراد من مبارك أن يمده بجند من الكويت، فعلم الكويتيون أنهم سيقاتلون إخوانهم، وأظهروا العصيان، وجاهروا بالامتناع، سيما والعلامة المحدث الشيخ محمد الشنقيطي، والشيخ حافظ وهبة المصري، إذاك كانا يطوفان المجالس، ويغشان الأندية، لتحذير الناس من الطاعة، وأن من انقاد قد يحكم عليه بالارتداد من الدين، فأثار ما قالاه الحماس في النفوس حتى صمم القوم على الإباء، مهما نزل بهم من البلاء، فذهبوا إلى جابر بن مبارك، وقد تأبطوا مسدساتهم، فقالوا له عندما أمرهم بالمسير، لا نسمع ولا نطيع، لأن الطاعة في هذا الأمر معصية، والنبي صلى الله عليه وسلم قال (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)، فبهت جابر من مفاجأتهم له بذلك)[11].
وقد قام مبارك - بإيعاز بريطاني - بإغلاق الجمعية الخيرية في الكويت سنة 1914م، التي كان القائمون عليها يقفون مع الخلافة العثمانية، ضد بريطانيا، كما قام بطرد العلامة محمد أمين الشنقيطي، الذي كان يعظ الناس في المساجد، محذرا من خطورة الوقوف مع بريطانيا، ضد المسلمين العثمانيين، كما أصدر علماء الكويت فتوى في حرمة السمع والطاعة لمبارك الصباح، حين أمر أهل الكويت بتجهيز السفن لمساعدة صديقه الشيخ خزعل شيخ عربستان، الذي وقف مع بريطانيا حتى احتلت الفاو. [12]

فتوى مراجع الشيعة بالجهاد ضد بريطانيا :

كما أصدر علماء النجف فتواهم الشهيرة، وأرسلوها إلى خزعل، يحرمون عليه فيها الوقوف مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية، ويوجبون (الاتفاق مع المسلمين في درء خطر هذا الغزو، لأن حكم الدين لا يفرق بين الإيراني والعثماني)، كما كتب إليه مرجعه الأعلى الشيخ عبد الكريم الجزائري، يأمره بعدم الوقوف مع الإنجليز، غير أن خزعل لم يلتفت إلى ذلك، فثارت العشائر في عربستان عليه ثورة كبرى بتحريض من المراجع، فكادت أن تسقطه، لولا تدخل بريطانيا، التي طلبت من مبارك مساعدة خزعل، فرفض أهل الكويت تحريك سفنهم، وقد بلغ الأمر بالعامة في الكويت أن خرج أبناء المدارس يجهرون بالشوارع والأسواق بسب الإنجليز، فقام مبارك بعد رجوعه من عربستان بالاجتماع بأهل الكويت الذين قال لهم أنا مسلم عثماني، أغار على ديني، وعلى دولتي العثمانية، ولا أحب من يتعرض لهما بسوء، غير أني اتفقت مع الإنجليز على أمر فيه نفع لي ولبلدي، ولهذا لا أرضى بالطعن فيهم، وإن كنت لا أحبهم، وديني غير دينهم)!
ثم قام مبارك - الذي كان يخشى أن يحدث في الكويت ما حدث في عربستان - بطرد الشنقيطي، وكان المعتمد البريطاني يريد اعتقاله في الكويت ونفيه إلى الهند، غير أن مبارك الصباح كان يخشى تبعات هذا العمل، وقد حاول خزعل بعد هدوء الثورة إرضاء مرجعه الشيخ الجزائري فرد عليه بقوله (فرق ما بيني وبينك الإسلام)[13].

المخطط البريطاني لإثارة الفتنة الطائفية في المنطقة :

لقد نجحت بريطانيا في اجتذاب شيوخ الموانئ في الخليج إلى صفها غير أن المشكلة تتمثل في (رعاياهم الذين كانوا بدافع من شعورهم العاطفي والروحي يميلون إلى الدولة العثمانية باعتبارها دولة الخلافة الإسلامية، ومما يؤكد ذلك أن معظم القبائل في جنوب فارس والعراق لم تقبل التعاون مع الإنجليز، كما تعرض كل من شيخ الكويت والمحمرة لردود فعل عنيفة من قبل مواطنيهم الذين ساءهم انضمام شيوخهم صراحة إلى جانب الإنجليز، وعلى الرغم من أن إعلان الدولة العثمانية للجهاد يشكل خطرا على الوجود البريطاني في الخليج إلا أن برسي كوكس المقيم السياسي في الخليج كان يرى بأنه يمكن التغلب على هذه الحركة بإحكام السيطرة البريطانية على الخليج واستغلال الخلافات المذهبية والسياسية القائمة بين فارس والدولة العثمانية)[14].
لقد كان هناك سخط شعبي إسلامي عام في كل مكان ضد الحملة الصليبية والدول الغربية التي تحارب الخلافة العثمانية، فأرادت بريطانيا شق الصف بين السنة والشيعة الذين كانوا جميعا رعايا للدولة العثمانية، وإثارة الفتنة الطائفية بينهم، ليسهل لها السيطرة عليهم جميعا، وكما يقول فرومكين في ولادة الشرق:
(وحقيقة الأمر هي أن الرأي العام الإسلامي حتى في المناطق غير التركية كان بوجه عام مؤيدا للدولة العثمانية، وهذا ما بينته لاحقا تقارير وزارة الخارجية البريطانية والمكتب العربي ... إن البريطانيين في القاهرة عند تقويمهم للتقارير التي تحدثت عن استياء من الحكم العثماني في بعض أقسام الدولة العثمانية، قد أخطأوا في فهم إحدى الخصائص البارزة للشرق الإسلامي، الذي لم يكن مستعدا للقبول بحكم غير إسلامي، فقد كانوا يعتبرون الحكم من قبل دولة أوربية مسيحية مثل بريطانيا أمرا لا يطاق).[15]
وهذا ما أكده سليمان فيضي النائب العربي في المبعوثان - البرلمان - العثماني عن الموصل في مذكراته حيث جاء فيها: (إذا كان مدحت باشا أبا الأحرار الأتراك، فإن عزيز علي المصري يعد بحق أبا العرب الأحرار، وهو كغيره من الأحرار العرب في ذلك الوقت يرى في الحكم اللامركزي خير علاج، ولم يكن يرى بأسا من الإبقاء على الدولة العثمانية كمجموعة قوية تستطيع الدفاع عن نفسها إزاء أطماع الدول الأوربية الاستعمارية، على أن تتمتع الشعوب المنضمة تحت لوائها بالاستقلال الداخلي ... وقد أسس جمعية العهد السرية عام 1913 وجاء في منهاجها: غاية الجمعية السعي وراء الاستقلال الداخلي للبلاد العربية على أن تكون متحدة مع حكومة اسطنبول، وأن الجمعية ترى ضرورة بقاء الخلافة الإسلامية وديعة مقدسة بيد آل عثمان، وتهتم الجمعية بأمر سلامة اسطنبول من مطامع الدول الأجنبية لاعتقادها أن اسطنبول رأس الشرق لا يمكنه أن يعيش بدونها)[16].
وهذا ما صرح به السيد طالب النقيب للبريطانيين حين طلبوا منه في تشرين سنة 1914م التعاون معهم ليحتلوا البصرة، فرفض رفضا قاطعا، ثم طلبوا منه أن يلزم الحياد مقابل أن تجعله بريطانيا حاكما عاما مدى الحياة على العراق من الفاو إلى آخر نقطة يصل إليها الجيش البريطاني، فكتب طالب النقيب رسالة لهم قال فيها:
(إني أرفض كل اقتراح من هذا القبيل، وقد عزمت على السفر إلى نجد، فابحثوا عمن يعينكم على استعمار بلاده، واعلموا أن الذي لا يرضى بحكم الأتراك إخوانه في الدين، حري به أن يأبى حكم الإنجليز)[17].
لقد كانت النظرة البريطانية هي أنه يمكن التحكم بالعالم الإسلامي باستغلال زعاماته (وعن طريق شراء أو استغلال قياداته الدينية)، كما كانت تخشى أشد الخشية ( قيام حرب إسلامية مقدسة ضد بريطانيا)[18].
لقد أصبحت ميناء الكويت - رغم السخط الأهلي ورفض العلماء فيها - من قواعد انطلاق الحملة العسكرية البريطانية على نجد والعراق، حيث ترابط فيها سفنها الحربية، وتستخدم مخزنا للعتاد والأسلحة، كما أصبحت المدينة خط الدفاع الأول في وجه أي هجوم عثماني ألماني على بريطانيا في الخليج العربي، حيث تم إحاطة الكويت بتحالف من القبائل لحماية الكويت من هجوم مضاد، ولحماية ظهر الجيش البريطاني الذي يتجه صوب البصرة[19].
وفي الوقت الذي كان مبارك الصباح وابن سعود يتعاونان مع بريطانيا لاحتلال البصرة كانا يتظاهران في الوقت ذاته للدولة العثمانية بالولاء والطاعة، فقد أرسل والي بغداد جاويد باشا سنة 1914م بعد تهديد بريطانيا واستعدادها لاحتلال البصرة إلى كل العشائر العربية للدفاع عن البصرة، وأرسل إلى مبارك الصباح وابن سعود فأجاب مبارك بالسمع والطاعة لما أمر به والي بغداد باتخاذ كل ما يلزم من تسهيلات ومعونات بهذا الصدد وجاء في خطابه :
(نعمل حسبما أمر سعادتكم مع الممنونية ... هذا والمأمول توجهاتكم القلبية والأمر لكم أفندم! التوقيع حاكم الكويت ورئيس قبائلها مبارك الصباح)[20].
لقد بدأ الضباط السياسيون البريطانيون بإعداد وتهيئة المنطقة للتحولات الخطيرة والكبيرة التي ستحدث فيها بعد انتهاء الحرب، والتي طالب مارك سايكس من تشرشل أن يكون له يد في صناعتها، ليشتغل ضد الدولة العثمانية، حيث لديه القدرة - كما يقول عن نفسه - على (أن ينشئ فرقة من أوغاد أهل البلاد[21]، وأن يربح النبلاء إلى جانبه، وأن يقوم بأي عمل غريب آخر) - كما جاء في رسالته لتشرشل في صيف 1914م - وقد وافق تشرشل على ضم مارك سايكس إلى لجنة (دو بونسين) تلك اللجنة التي ستقرر (الأسماء التي ستطلقها على مختلف المناطق التي قد ترغب في تقسيم الدولة العثمانية إليها، دون حاجة للتقيد بخطوط التقسيمات السياسية التي كانت قائمة في الدولة العثمانية - أي الولايات - وأن لها الحرية في أن تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بالشكل الذي يرونه مناسبا، وقد اقترحت اللجنة بقيادة مارك سايكس، إنشاء خمس ولايات متمتعة بالحكم الذاتي، وهي: الأناضول، سوريا، وفلسطين، والجزيرة، والعراق ... بالإضافة إلى نقل الخلافة جنوبا ... وقد كتب سايكس إلى صديقه الحميم عضو مجلس العموم أوبري هيربرت قائلا: يجب أن تزول تركيا من الوجود، أزمير ستكون يونانية، وأضاليا إيطالية، وسوريا فرنسية، وفلسطين والعراق بريطانية، وما عدا ذلك بما فيها القسطنطينية روسية، وسوف أنشد(لنسبحك يا الله) في كنيسة القديسة صوفيا، وسأترنم في مسجد عمر (الآن أيها السيد تطلق سبيل عبدك فيذهب بسلام) سننشدها بلغة أهل ويلز، وباللغة البولونية، وباللغة الأرمنية، تكريما للأمم الصغيرة) [22]!
لقد أدركت الخلافة العثمانية الخطر الصليبي الذي يحيق بها، وحاولت حث ابن سعود على الوفاء بالتزاماته لها، حسب الاتفاق الذي سبق التوقيع عليه من ابن سعود والدولة العثمانية في شهر مايو سنة 1914م، والذي يقضي بتعيينه واليا عثمانيا على نجد والإحساء، مقابل الاعتراف بالتبعية لها، وإرسال قوات عسكرية عند دخول الدولة العثمانية في حرب مع أي بلد أجنبي، غير أنه لم يلتفت للطلب العثماني كما تقضي به تلك المعاهدة وكما يقضي به منصبه كموظف عثماني رسمي، بل وقف مع بريطانيا، بعد أن أرسل إليه المقيم السياسي في الكويت برسالة تتعهد فيها الحكومة البريطانية بحمايته من الدولة العثمانية، وحمايته بحريا من أي هجوم عليه، مع الاعتراف بمركزه الواقعي في نجد والإحساء.[23]

الوفد الإسلامي للاستنجاد بابن سعود :

وقد أرسلت الدولة العثمانية وفدا عثمانيا لمقابلة ابن سعود واستنهاض همته للوقوف مع الخلافة العثمانية، وكان من بين أعضائه علامة العراق السيد محمود شكري الآلوسي، وقد اعتذر ابن سعود عن إجابة طلبهم بأن الوقت قد فات، وأنه لا يستطيع فعل شيء[24].
وكان ابن سعود قد أبدى ظاهريا موافقته للسيد طالب النقيب على الوقوف بجانب الدولة العثمانية، بعد أن وسطته لإقناع ابن سعود بذلك، وأرسل طالب برقيتين لاسطنبول يخبرها بموقف ابن سعود وضرورة تجهيز الجيش الوهابي بالمؤن والأسلحة، غير أن طالب النقيب وسليمان فيضي اللذين كانا قد هربا من البصرة إلى ابن سعود، وكانا يحثان ابن سعود على الوقوف مع الدولة العثمانية ضد بريطانيا أدركا أن ابن سعود لم يكن مجدا في زحفه للدفاع عن البصرة، وأنه كان يتريث لكسب الوقت، وفي هذه الأثناء وصل كتاب من البحرين من الكابتن البريطاني شكسبير ينصح ابن سعود بلزوم الحياد التام، وبعد أيام وصل شكسبير إلى ابن سعود وأقام عنده إلى أن لقي حتفه بتاريخ 24/1/1915م في معركة جراب بين ابن سعود وابن رشيد، فتأثر ابن سعود تأثرا بالغا لمقتل صديقه، وقد احتل الإنجليز البصرة بعد هزيمة الجيش العثماني في 19/11/ 1914م، واضطر طالب النقيب الذي مازال في معية ابن سعود للاستسلام للبريطانيين فكتب ابن سعود كتابا إلى كوكس يقترح عليه استسلام طالب لبريطانيا على أن يتم نفيه إلى بومبي حتى تنتهي الحرب، وحمل سليمان فيضي هذا الكتاب إلى كوكس في البصرة، فوجد الحياة فيها قد تغيرت تغيرا جوهريا (اجتماعيا وسياسيا، وبرزت طبقة جديدة من التجار والمتعهدين والوجهاء بالغت في الترحيب بالمحتلين الجدد، وربطت مصالحها بمصالحهم، بينما ناوأ المستعمر أولئك الذين أعرضوا عن التمرغ على أعتابه، وربأوا بأنفسهم من التهالك على نيل مرضاته)[25].
معركة الشعيبة واحتلال البصرة:
وبعد احتلال الجيش البريطاني للفاو، وقعت معركة الشعيبة بين الجيش العثماني والجيش البريطاني، واحتل البريطانيون البصرة، وتداعى علماء العراق السنة والشيعة على حد سواء، إلى إصدار الفتاوى بوجوب الجهاد، ودفع المحتل، وأنه صار فرض عين على كل مسلم، وكان شيخ الإسلام خيري أفندي أول من أصدر فتواه بهذا الخصوص، ثم صدرت فتاوى مراجع الشيعة في العراق، وكان من أشهر العلماء الشيعة الذين أصدروا الفتاوى بوجوب الجهاد، من مراجع النجف وكربلاء وغيرهم: الشيخ فتح الله الأصبهاني، ومصطفى الكاشاني، ومهدي الخرساني، وعلي التبريزي، ومحمد حسين المهدي، وكاظم اليزدي، وعبد الكريم الجزائري[26].
وقد اشترك العلامة الشنقيطي بالقتال مع المجاهدين في معركة الشعيبة، وكان بمعية الشيخ عجمي السعدون، الذي قاد عشائر المنتفق مجاهدا مع الجيش العثماني، ومدافعا عن العراق، وقد صار مضرب المثل في بطولته في مواجهة الجيش البريطاني، حيث كان يشن الغارات الخاطفة مع فرسان المنتفق على المفارز البريطانية، فيفتك بها، ثم يكر راجعا، وقد شارك في القتال أيضا السيد محسن الحكيم[27]، وغيره من علماء العراق، وأدبائه، ومشاهيره، وبعد هزيمة الشعيبة، خرج الشنقيطي إلى نجد بإشارة من عجمي السعدون، الذي خاف عليه من الإنجليز، وقد استقر في القصيم، وهناك شرع في التعليم والخطابة، وكان يحث العامة على الجهاد، وكان من تلاميذه الشيخ عبد الرحمن السعدي، ولما علم ابن سعود بذلك طلب منه برسالة (أن لا يفرط في إثارة الحماس الديني ضد الإنجليز، كما فعل في الكويت والعراق)، فقد أراد بذلك (عدم إثارة المواضيع السياسية، ولو باسم الدين، وأن لا يتعرض خصوصا للإنجليز)، وقد ضاق الشنقيطي ذرعا بهذا الحصار الذي فرضه عليه ابن سعود، فخرج بعد وفاة مبارك الصباح إلى الكويت، فاستقبله سالم الصباح شر استقبال، وأخبر البريطانيين بوجود الشنقيطي في الكويت، فخرج منها إلى الزبير خائفا يترقب[28].
وفي الوقت الذي كان القتال دائرا في العراق بين البريطانيين من جهة، والجيش العثماني والشعب العراقي من جهة أخرى، الذين كانوا يتطلعون إلى نصرة ابن سعود، وصل الكابتن شكسبير إلى مخيم ابن سعود في منطقة الخفس في 31/12/1914م، ورأى منه تعاطفا ورغبة صادقة في الوقوف مع بريطانيا، وقدم دليلا على ذلك بتحركه بجيشه، ومنعه ابن رشيد من دعم الدولة العثمانية، وبجعل نفسه قدوة للعالم العربي في التعاطف مع بريطانيا، على حد تقرير شكسبير، الذي كتبه إلى حكومة الهند بخصوص موقف ابن سعود[29].
وقد قام ابن سعود بالدخول مع ابن رشيد في مواجهة في معركة جراب - بعد فترة طويلة من الهدوء بين حائل والرياض - وذلك بتاريخ 24/1/1915م، وكان معه في هذه المعركة الكابتن شكسبير، الذي ظل ملازما له منذ وصوله إليه، وقد قتل يومها على يد قوات ابن رشيد، وكان شكسبير (مسئولا عن حملة البنادق في جيش ابن سعود) وقد عثر ابن رشيد في أرض المعركة على رسائل مبارك إلى ابن سعود، التي يحثه فيها على الوقوف مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية[30].
وقد كانت علاقة ابن سعود بضابط الاستخبارات البريطاني الكابتن وليم شكسبير قديمة، وقبل اندلاع الحرب العالمية، حيث توطدت علاقة الصداقة الشخصية بينهما حين كان شكسبير مقيما سياسيا في الكويت[31].
لقد أثبتت الوثائق البريطانية بأن شكسبير كان يؤدي مهمة عسكرية في معسكر ابن سعود كلف بها من قبل الحكومة البريطانية كضابط في الاستخبارات، كما كان يشرف على إطلاق القنابل من مدفع كان مع ابن سعود لكونه ضابطا في سلاح المدفعية، وقد طلب منه ابن سعود أن يترك المعركة فرفض ذلك قائلا (إن أوامري أن أكون معكم وفي ذهابي مخالفة لشرفي وأوامري، ويجب أن أبقى بالطبع، أرجو إبلاغ أسفي لحكومة جلالة الملك في بريطانيا)[32].
لقد وفى ابن سعود بما أبداه لشكسبير من تعاطف وتعهد ووقف بصف بريطانيا، من خلال الدخول في حرب مع ابن رشيد، الذي كانت الدولة العثمانية في أشد الحاجة إلى قوته العسكرية لحماية البصرة من الهجوم البريطاني القادم من الكويت، ونجح ابن سعود في تحييد ابن رشيد وإشغاله في معركة جراب، التي كان النصر الآني فيها لصالح ابن رشيد، غير أن الهدف الاستراتيجي من الحرب كان قد تحقق لصالح بريطانيا، على يد ابن سعود، ومستشاره العسكري البريطاني الكابتن شكسبير[33].
لقد كان موت شكسبير كارثة على بريطانيا وعلى ابن سعود الذي لم يعد بعد ذلك قادرا على التأثير في مجريات الأحداث في الجزيرة العربية، ولكن كوكس لم يلبث أن أجرى اتصالاته بابن سعود من جديد[34].
وكان ابن سعود قد كرر طلبه لشكسبير في الدخول تحت الحماية البريطانية مباشرة في يناير قبل مقتله في جراب، ثم بعد موت شكسبير أرسل ابن سعود إلى المقيم البريطاني في الخليج يخبره بموت شكسبير ويعزيهم به، ويطلب منهم إتمام موضوع المعاهدة التي شرع شكسبير في الإعداد لها، كما طلب أن يكون الاتصال به مباشرة عن طريق المسئولين البريطانيين في البصرة، التي باتت تحت الاحتلال، لا عن طريق مبارك الصباح أو الكويت، وقد تم فعلا توقيع اتفاقية الحماية الثانية مع بيرسي كوكس المقيم السياسي لبريطانيا في الخليج، وكان اللقاء بينه وبين ابن سعود في القطيف آخر سنة 1915م[35].
وقد قامت بريطانيا مباشرة بتقديم دعم مالي إلى ابن سعود وقدره عشرين ألف جنيه، وألف بندقية، وسمحت له باستيراد السلاح من البحرين[36].
وقد عقد ابن سعود لقاء ثانيا مع كوكس في العقير سنة 1916م، وتم الاتفاق على مواجهة ابن رشيد في حايل، كما دعا كوكس بعد مؤتمر الكويت ابن سعود لزيارة البصرة، فوصلها ابن سعود في زيارة رسمية بتاريخ 27 تشرين الثاني 1916م بعد الاحتلال البريطاني لها بمدة يسيرة، حيث تجول بين الوحدات العسكرية والقاعدة الجوية البريطانية في الشعيبة، وهو ما عزز الشعور لدى أهالي البصرة بضرورة الرضوخ للأمر الواقع، وهو ما كانت تهدف إليه بريطانيا من زيارة ابن سعود للبصرة[37].
وقد قابل ابن سعود في زيارته للبصرة تحت الاحتلال البريطاني السيدة جورترود بيل - الموظفة في المخابرات البريطانية ثم في المكتب السياسي في بغداد، والتي كانت وراء اختيار الشريف فيصل ملكا على العراق - وقد حصل ابن سعود في هذه الزيارة على خمسة آلاف جنية مساعدة شهرية، وأربعة مدافع رشاشة، وثلاثة آلاف بندقية مع الذخيرة، بشرط أن يقوم بإعداد جيش من أربعة آلاف جندي، يكون هدفه الرئيسي مقاومة ابن رشيد، ممثل الدولة العثمانية في نجد[38].
وقد قامت السلطات العسكرية البريطانية التي تسيطر على البصرة بتكريم ابن سعود ودعوته لزيارة مراكز قيادة الجيش البريطاني في الشعيبة، ثم طلبت الحكومة البريطانية هناك أن يوجه كتابا منه يناشد فيه عجمي السعدون شيخ قبيلة المنتفق بالوقوف مع بريطانيا والعمل على تحرير العرب من الدولة العثمانية، فرد عليه عجمي برسالة جاء فيها: (من عجمي السعدون إلى عبد العزيز السعود أخي المبجل من المعلوم أن موقفي هو موقف من يسعى لمرضاة الله العلي العظيم، وأي ولاء أعظم من أن أسارع بإخلاص إلى ما أمرني الله به في كتابه المجيد بالجهاد ضد الكافرين أعداء الله وأعداء الدين، ولا يمكن أن تأخذني في الله لومة لائم، أنا الذي أسعى لحب الله وحماية بلادنا من أن يدنسها الكافرون، وقد كان لي أمل كبير في تدينكم وحميتكم العربية أن توافقوني في آرائي وتؤيدوني فيما أقوم به، من أجل إعلاء كلمة العرب، وليس هذا بفضل الله تمردا، وإذا كانت الحكومة التركية تذب عن حوزة الإسلام فهي عضيدي وعضيد قبائلي، وقد أعطيت عهدا بخدمة ديني وحكومتي وحميتي، وإذا حاججتموني بترك الدين جانبا فإن الواجب يدعوني إلى الوفاء بالعهد الذي قطعته على نفسي لحكومتي وهذا أول ما تقتضيه شيمة العرب)!
وبعد هذا الخطاب لم تبذل الحكومة البريطانية أي مساع لتغيير موقف عجمي السعدون عن مناصرة الدولة العثمانية[39].
كما حرص كوكس على عقد اجتماع خاص في البصرة مع (ابن سعود وفهد بن هذال حاكم عنزة وكان هذا الاجتماع بهدف استغلال الحكومة البريطانية لحليفها الجديد ابن سعود بغية التوسط بينها وبين الشيخ فهد ابن هذال، ويبدو بالفعل أن مساعدة ابن سعود لبريطانيا لدى شيخ عنزة على درجة كبيرة من الأهمية بحيث قررت حكومة الهند أن تزيد المساعدة التي كانت تصرفها له إلى مائة ألف جنيه سنويا، ولا شك أن اجتماعات العقير والكويت والبصرة أدت إلى تحسن موقف الحكومة البريطانية خاصة بعد أن تم الاتفاق مع الشيخ فهد بن هذال الذي كان يسيطر على الطريق الصحراوي بين بغداد ودمشق على حماية الموصلات في المناطق التي وصل إليها النفوذ البريطاني في العراق)[40].
وقد حاول عجمي السعدون العبور من أراضي قبيلة عنزة للحاق بالجيش العثماني بالشمال، فرفض فهد بن عبد المحسن الهذال شيخ عشائر عنزة، وخالفه ابن عمه فهد بن دغيم الهذال وأذن له بالعبور وقال له (إننا نترك اليوم العداوة القديمة بيننا لوقت آخر، أما اليوم فالواجب أن نقف مع إخواننا المسلمين في الجهاد ضد الأعداء)، فنزل عجمي السعدون وخيم عنده، فأرسلت بريطانيا قوة عسكرية بقيادة القائد البريطاني لجمن للهجوم عليه ومعهم فهد بن عبد المحسن الهذال، فتصدى لهم عجمي ومن معه فهزمهم، ثم ارتحل إلى شمر وترك أهله عندهم، وتوجه إلى تركيا شمالا، فأكرموه ومنحوه بلدة كرموش.[41]
وما زلنا مع (الحرية وأزمة الهوية في الخليج والجزيرة العربية) وللحديث بقية!



[1] الكويت دراسة سياسية لحسن الإبراهيم 66 .
[2] ولادة الشرق 114 .
[3] العلاقات بين الكويت ونجد 153-157، وتاريخ الكويت لخزعل 2/153-156.
[4] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 158.
[5] ولادة الشرق 119 .
[6] ولادة الشرق 119-122 .
[7] تاريخ الكويت لخزعل 2/155، والكويت في الوثائق البريطانية للأعظمي101، وتاريخ الخليج العربي لزكريا 3/17 .
[8] الكويت في الوثائق البريطانية 100 .
[9] تاريخ الكويت لخزعل 2/154 .وانظر كيف يتم تكميم الأفواه اليوم، ويمنع بل ويسجن كل من يرفض ولو بالكلمة ما تقوم به الحملة الصليبية الاستعمارية على أفغانستان والعراق، وكيف يتم سجن العلماء والشيوخ والدعاة وتقديمهم للمحاكمات لا لشيء إلا لكونهم يرون جهاد الشعب العراقي والأفغاني ضد الاحتلال جهادا مشروعا كما تقره كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، لتعرف أن الاستعمار هو الاستعمار والأساليب هي نفس الأساليب!
[10] الدرر السنية 8/11 و10/435 .
[11] تاريخ الكويت للرشيد 203، وتاريخ الكويت لخزعل 2/258 .
[12] تاريخ الكويت للرشيد 206، وتاريخ الكويت لخزعل 2/259 ، وأعلام الفكر الإسلامي للخالدي 107-119 .
[13] تاريخ الكويت للرشيد 206، وتاريخ الكويت لخزعل 2/259 ، وأعلام الفكر الإسلامي للخالدي 107-119 .
[14] تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/14، وتأمل كيف نجحت الحملة الصليبية الجديدة اليوم من استغلال الخلاف الطائفي بين السنة والشيعة في العراق لتحتل المنطقة من جديد بتعاون وتورط من الجميع من مراجع دينية وأحزاب دينية!
[15] ولادة الشرق 102. الغريب أن مثل هذه التقارير الموضوعية الحقيقية لا تأتي إلا بعد وقوع الكارثة، فقد شن الصليبيون الجدد حربهم على العراق بدعوى وجود أسلحة دمار شامل، ثم عادوا ليعترفوا أن التقارير الاستخبارية السابقة كانت غير صحيحة!
[16] مذكرات سليمان فيضي 156 .
[17] مذكرات سليمان فيضي 159 .
[18] ولادة الشرق 108 . وانظر كيف نجحت أمريكا اليوم بشراء الزعامات الدينية في حملتها الصليبية على العالم الإسلامي واحتلالها أفغانستان والعراق بدعوى مكافحة الإرهاب، لتصدر الفتاوى المشبوهة من السنة والشيعة على حد سواء التي تحرم مقاومة الاحتلال!
[19] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد ص 157 .
[20] تاريخ الكويت السياسي لخزعل 2/98 .
[21] تأمل في هذه العبارة وانظر كيف وظفوا الأوغاد من جديد في خدمة حملتهم الاستعمارية الجديدة في المنطقة ليحكم عاصمة هارون الرشيد بول بريمر وأوغاده!
[22] ولادة الشرق 162-164 .
[23] تاريخ العلاقات بين الكويت ونجد لخالد السعدون 160.
[24] تاريخ الخليج العربي 3/26 .
[25] مذكرات سليمان فيضي 202-207، وتاريخ الخليج لزكريا 3/27 .
[26] أعلام الفكر الإسلامي للخالدي 137.
[27] من المفارقات أن يقاتل محسن الحكيم ضد الاحتلال البريطاني دفاعا عن العراق، ويأتي ولده عبد العزيز الحكيم على ظهر دبابة الاحتلال البريطاني الأمريكي ليحكم العراق!
[28] أعلام الفكر الإسلامي 139-149و157 .وهذا ما يحدث اليوم حيث يتم منع سفر العلماء والدعاة في بلدانهم بإيعاز من الولايات المتحدة كإقامة جبرية للحيلولة دون تحركهم واستنهاضهم للهمم، ومنعهم من أي نشاط لمواجهة الحملة الصليبية على الأمة الإسلامية بدعوى المحافظة على الاستقرار والهدوء ليستفرد العدو بكل بلد على حدة!
[29] تاريخ العلاقات للسعدون 161 .
[30] العلاقات بين الكويت ونجد للسعدون 163، وتاريخ الكويت للرشيد 212، وخزعل 2/214 ، وقصة السيطرة لمي الخليفة409، وتحفة المشتاق412 .
[31] فصول من تاريخ العراق للمس بيل ص 80.
[32] فصول من تاريخ العراق للمس بيل 81، وتاريخ الخليج العربي لزكريا 3/29 .
[33] انظر تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/27 .
[34] المصدر السابق 3/29 .
[35] تاريخ العلاقات للسعدون 170، وقصة السيطرة البريطانية 410 .
[36] قصة السيطرة البريطانية 411 .
[37] عبد العزيز وبريطانيا ص 101 .
[38] قصة السيطرة البريطانية 411، وتاريخ الخليج العربي 3/40 .
[39] فصول من تاريخ العراق للمس بيل 83، وتاريخ الكويت السياسي لخزعل 3/108 .
[40] تاريخ الخليج العربي لزكريا 3/40 ، وعبد العزيز وبريطانيا ص 102 .
[41] التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ص487-480 .



https://www.dr-hakem.com/Portals/****...1RPT0rdQ==.jsp









رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 22:00   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
Dinho
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

لا عليك أخي العتماني

ال سعود معروفين لدى الجميع بأنهم فاسقيين وضلمة

وأنهم لا يمتلون الاسلام الحق

يكفي أنهم هدموا قاعدة الولاء والبراء في الاسلام










رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 22:46   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
الحنون الجزائري
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العُثماني مشاهدة المشاركة
"آل سعود" ...أو كيف ساهم " ابن العلقمي" السني في إسقاط الخلافة الإسلامية

العلاقمة الجدد
لا علقمي ولا هم يحزنون
ههههههههه دولة الحرملك و ال 500 جارية للسلطان مزالك تحكي عليها ؟؟

غمرة العبودية الحقيقة


الامم وصلت للمريخ وكل يوم يخترعون هاتف جديد او سيارة او روبوت او سلاح

وانت مزااالك عايش مع السلطانة كوسيم















رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 23:16   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
فريد الفاطل
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










17

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحنون الجزائري مشاهدة المشاركة
لا علقمي ولا هم يحزنون
ههههههههه دولة الحرملك و ال 500 جارية للسلطان مزالك تحكي عليها ؟؟

غمرة العبودية الحقيقة


الامم وصلت للمريخ وكل يوم يخترعون هاتف جديد او سيارة او روبوت او سلاح

وانت مزااالك عايش مع السلطانة كوسيم



و أنت واش صنعت...؟؟؟؟ أووووين وصلت..؟؟؟؟؟
أم هي مجرد مشاكسة
و البلا ...البلا

ياو فــــــــــــــــــــــــاقو.......










رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 23:41   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
بوسماحة 31
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

عندما يحشر الاخونجية وتوابعهم .....يهربون للتاريخ ....لكن بالتزوير والتدليس كعادتهم .
المغفلين لا يعرفون انها بريطانيا الامبرطورية التي لا تغيب عنها الشمس...في ذلك الوقت ...يتعامل معها كل الدول والحكام ....وجماعة الاخوان المفلسة.
....
هل سيذكر لكم مزوري التاريخ لأغراض حزبية عفنة واخونجية مارقة....هذا :


المعاهدة الأنجلو-عثمانية لعام 1913

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7...%A7%D9%85_1913









رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 23:42   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
بوسماحة 31
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

هل سيذكرون لكم مزوري التاريخ لأغراض حزبية عفنة واخونجية مارقة
كيف باعت الدولة العثمانية العرب في معاهدة سيفر.. بين انجلترا والدولة العثمانية.


https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85...8A%D9%81%D8%B1

معاهدة سيفر التي تم التوقيع عليها في معرض لمصنع الخزف في سيفر بفرنسا.
أرسل السلطان محمد الخامس أربعة أشخاص للتوقيع على المعاهدة وهم: رضا توفيق والصدر الأعظم الداماد فريد باشا والسفير رشيد خالص ووزير التعليم العثماني هادي باشا، ووقع السير جورج ديكسون غراهام عن بريطانيا العظمى، .









رد مع اقتباس
قديم 2017-06-03, 23:47   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
بوسماحة 31
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي


معاهدة سيڨر 10 أوت 1920
هي واحدة من سلسلة معاهدات وقعتها دول المركز عقب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وقد كانت مصادقة الدولة العثمانية عليها هي المسمار الأخير في نعش تفككها وانهيارها بسبب شروطها القاسية والمجحفة والتي كانت بدافع النقمة من هزيمة الحلفاء في معركة جاليبولي على يد العثمانيين، وتضمنت تلك المعاهدة التخلي عن جميع الأراضي العثمانية التي يقطنها غير الناطقين باللغة التركية، إضافة إلى استيلاء الحلفاء على أراض تركية،
فقُسِّمت بلدان شرق المتوسط حيث أخضعت فلسطين للانتداب البريطاني وسوريا للانتداب الفرنسي. وقد ألهبت شروط المعاهدة حالة من العداء والشعور القومي لدى الأتراك، فجرّد البرلمان الذي يقوده مصطفى كمال أتاتورك موقّعي المعاهدة من جنسيتهم ثم بدأت حرب الاستقلال التركية التي أفرزت معاهدة لوزان حيث وافق عليها القوميون الأتراك بقيادة أتاتورك؛ ممّا ساعد في تشكيل الجمهورية التركية الحديثة.





اثنان من الموقعون العثمانيون ارسلهم سلطان الخلافة البائدة وهما من اليسار: رضا توفيق والصدر الأعظم الداماد فريد باشا ثم مجهول ثم السفير رشيد خالص أما الموقِّع الثالث والغائب عن الصورة فهو وزير التعليم العثماني هادي باشا.وبسببها تم بيع العرب.










رد مع اقتباس
قديم 2017-06-04, 00:29   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
r4biadz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بوسماحة 31
يرحم والديك شكون جبد لخوانجية في الموضوع الموصوع يحكي على ال سلول ناقش الرجل في طرحه للموضوع ورد على الاشياء التي ذكرها ولما لم تفتح موضوع اخر خاص بالخوانجية وقدم طروحاتك يناقشك الجميع هناك لما تفسد الموضيغ ياساليب طفيلية










رد مع اقتباس
قديم 2017-06-04, 00:31   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
r4biadz
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ام هيا هستيريا التمسلف يظهر اعراض الفيروس حين تذكر السلولية ويكونون الدروع الواقية لتنظيف وجههم القبيح هم ومشيختهم الضالة










رد مع اقتباس
قديم 2017-06-04, 00:38   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
بوسماحة 31
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة r4biadz مشاهدة المشاركة
بوسماحة 31
يرحم والديك شكون جبد لخوانجية في الموضوع الموصوع يحكي على ال سلول ناقش الرجل في طرحه للموضوع ورد على الاشياء التي ذكرها ولما لم تفتح موضوع اخر خاص بالخوانجية وقدم طروحاتك يناقشك الجميع هناك لما تفسد الموضيغ ياساليب طفيلية

يطرح مواضيع اخونجية كتبها ودلسها ودسها اخونج ....من امثال حاكم المطيري ...يدافعون على الدولة العثمانية الخائنة في اخر ايامها.....
ويتهمون العرب كل العرب سبب لسقوطها .........
لكن الاخونجية لا يذكرون اهم سبب وهو تحالفها مع النازية والفاشية ....وبيعا للعرب وأراضيهم للانجليز والفرنسيين...
.....فكر قليلا بعيد عن الحزبية والاخونجية المفلسة










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc