قلعة بني حماد .....
تقع قلعة بني حماد ببلدية المعاضيد ، أقصى شمال ولاية مسيلة ( قرب الحدود الإدارية مع برج بو عريريج ) ، على ارتفاع 1000 م فوق سطح البحر ، في السفح الجنوبي لجبل المعاضيد ( أكثر من 1800م فوق سطح البحر )
يعود تأسيس القلعة إلى سنة 1007 م ، أسسها البطل حماد بن بولوغين أمير صنهاجة ، لتحل محل العاصمة القديمة للزيريين ( أشير ) ، بضع سنوات بعد بناء القلعة أعلن حماد بن بولوغين الثورة ضد ابن عمه باديس حاكم إفريقيا ( تابعا للفاطميين ، عاصمته قسنطينة ) ، ثورة انتهت بتوقيع معاهدة صلح ، أسس على إثرها حماد بن بولوغين دولة الحماديين ( مستقلا عن بني عمه الزيريين ) ، عاصمتها القلعة ، و أعلن حماد كذلك الإستقلال عن الفاطميين الشيعة ، و نبذ مذهبهم ، و أعاد الناس إلى مذهب السنة و مذهب الإمام مالك بعد الضلم الذى لحق بعم من طرف الشيعة الذين كانو لا يرحمون احد بمذهبهم الباطل موقف بطولي غير به البطل حماد مجرى تاريخ بلدنا ، موقف عاقبه عليه الفاطميون بإرسال جيوش بني هلال لتخريب شمال إفريقيا
في عهد حماد أصبحت القلعة من أكبر و أرقى المدن الإسلامية في العالم ، إذ أصبحت قبلة للتجار و العلماء و الحرفيين ، و وصلت إليها قوافل من العراق و الشام و الحجاز و بنى فيها أمراء بني حماد أروع القصور و المساجد ......
لكن الفتنة اندلعت من جديد بين الحماديين و أبناء عمومتهم الزيريين مع مجئ قبائل بني هلال ، في سنة 1090 م اضطر الأمير المنصور إلى مغادرة القلعة مع جيشه و عائلته ، مستقرا في عاصمته الجديدة : بجاية ، ومع هذا القرار التاريخي بدأ دور قلعة بني حماد يتراجع مع تزايد حملات الهلاليين و تخريبهم لضواحي المدينة ، وفي سنة 1148 م نقل آخر أمير حمادي ، يحيى ، ما تبقى من كنوز و روائع القلعة إلى بجاية ..... و في سنة 1152 م سقطت القلعة في يد جيوش الموحدين بقيادة عبد الله بن عبد المؤمن بن علي ، سقوط وضع حدا ل 145 سنة من التاريخ الحافل
في أواخر القرن 19م بدأ علماء الآثار بتنظيم حملات للكشف عن كنوز القلعة بعد قرون من النسيان ..... فاستخرجوا ساحة المسجد الكبير ، الذي يمثل أكبر مسجد في شمال إفريقيا بعد مسجد المنصورة بتلمسان و الذي لا تزال صومعته شامخة إلى اليوم ، و اكتشفوا قصورا عدة منها قصر المنار ، قصر البحيرة الذي كان يحتوي على بحيرة صغيرة ، بطراز مطابق لقصر الحمراء بغرناطة ( الذي أصلا بنا نواته الأولى زيوي بن زيري عم حماد ) ، قصر السلام و قصر الكواكب الذان لا تزال أغلب روائعهما تحت التراب يظن علماء الآثار أن المساحة الإجمالية لحاضرة قلعة بني حماد تمتد على أكثر من 10 كم
روائع أدت إلى تصنيف موقع قلعة بني حماد كتراث عالمي لليونسكو سنة 1980م ، موقع حدد بين جبل قورايا ( نفس تسمية يما قورايا قرب بجاية ) و منحدر وادي فرج ، ورغم استخراج العديد من الكنوز و الفسيفساء و القطع الأثرية و النقدية .... إلخ ، إلا أن القسم الأكبر لا يزال تحت الأرض ، تحت تهديد العوامل الطبيعية و عصابات سرقة الآثار .....
مكان رائع ، كتب فيه تاريخ بلدنا ، مكان غير فيه ملوك مجرى التاريخ مكان يجب أن يحمى و يعرف به ، كي لا ننسى
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2020-04-13, 17:20
.gif){kind=icon}
قلعة بني حماد
العرض العادي
