الرأفة بالأبناء ، إن التعلم جهد واستمتاع
سبب تدني المستوى في المدرسة الجزائرية لا أظنه يعود إلى المنهاج، أو نقص التكوين لدى الأساتذة وحسب، بل لعوامل كثيرة ومنها بعض الأولياء الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجل تفوق أبنائهم، لكن ليس التفوق الذي يؤهلهم للحياة، إنما التفوق الذي يعلي من شأن هؤلاء الأولياء ويجعلهم يتباهون بذلك أمام الناس.
وأنت تتابع ما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي تكتشف العجب العجاب، أمهات لا دراية لهن بأمور التربية والتعليم يحاصرن أبناءهن في زوايا ضيقة ويرغمنهم على أمور من اختصاص الضالعين في البيداغوجيا ويعتقدن أنهن يفعلن خيرا ولمصلحة أولادهن (الإجبار على حفظ الدروس، كل الدروس، انجاز الفروض، كل الفروض، حل التمارين، كل التمارين وكل ذلك في جو من الصراخ والعويل وربما العقاب، زده الشكوى من تدني المستوى وصعوبة المناهج وصولا إلى شتم الأساتذة ونعتهم بما لا ينعت).
لا أتذكر أني ضغطت على أبنائي في يوم من الأيام وأرغمتهم على القيام بمثل هذا الذي يحرص عليه الأولياء حرصا لا يوصف ، ما أعرفه أنهم تعلموا في جو من الاطمئنان وراحة البال، عملنا على توفير الوسائل الضرورية التي تساعدهم علة الاعتماد .