هوس الخوف من الإصلاحيين يتعاظم في الإمارات: هل مثل الشيخ محمد عبدالرزاق الصديق يعتقل في الشارقة؟

[Like_An_Angel]

الشرطة تحاصر وتعتقل والسلطات تمنع والفريق خلفان يتوعد ويهدد، تملَك الخوف حكام الإمارات، استبد بهم الشك، خوفتهم الثورات من أناس إصلاحيين تحملوا قدرا من المسؤولية تجاه بلدهم ومجتمعهم، فقوبلوا بالمنع والمحاصرة.

لم يسبق لحكام الإمارات أن خافوا من شعبهم وخوفوا من عقلاء البلد وإصلاحييها كما عليه حالهم اليوم، يحسبون كل صيحة عليهم، لا يطيقون مجتمعا غير الذي عرفوه، صامتا وديعا هادئا لا يسمع له صوت ولا يرفع له رأس، ما كان يرى في سياسات حكامه شيئا اسمه منكر أو يطالب ببضاعة مستوردة، اسمها الإصلاحات، كان المجتمع ملكا لا ينازعهم فيه أحد والمواطنة منة توهب ويتكرم بها على من يستحق في "ملكهم".

جهاز أمن الدولة مسلط على رقاب الإصلاحيين الإسلاميين، سحبوا الجنسية من سبعة منهم، واعتقلوا الناشط السياسي صالح الظفيري لأيام ثم أطلقوا سراحه، ليتم في فجر اليوم اعتقال الشيخ الوقور محمد عبدالرزاق الصدّيق، عضو مجلس إدارة رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي وعضو اتحاد علماء المسلمين، وذلك من منزله في الشارقة، وهو من ضمن الشخصيات الإصلاحية السبعة الذين سُحبت جنسياتهم في الإمارات،‏ لم يغفروا له خطيئته: عتبه على حاكم الشارقة في كلمة مناصحة هادئة مهذبة،

وأفادت بنته أن الاعتقال كان أشبه باقتحام رفع فيه مرآب السيارة ووصلوا منه إلى مدخل المنزل، بعد أربع ساعات من قطع أغلب هواتف أبنائه وأهله بالإضافة لقطع الإنترنت ومحاصرة البيت، وكشفت عن أن "أكثر من 20 شخصا، بعضهم يرتدي لباس الشرطة والبعض الآخر بملابس مدنية ومعهم امرأة جاؤوا لأخذه". ‪‏

وآخر تغريداته قبل اعتقاله: الشرطة عند باب بيتي يريدون أن يدخلوا البيت .. أيها الإخوة الأحبة إن اعتقلوني الآن فكلكم آمرون بالمعروف ناهون عن المنكر.

وعن خلفيات الاعتقال، تفيد مصادر إماراتية أنه قبل عدة أيام ألقى حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي كلمة حول ما يدور في البلد، وزعم أن هناك من المواطنين الإماراتيين من يعمل لحساب جهات خارجية ويجب الحذر منهم، وذنبهم أنهم دعاة الإصلاح السياسي والمحسوبين على جماعة الإخوان.

وبعد الكلمة، انتقد الداعية محمد عبدالرزاق الصدّيق وهو ممن سُحبت جنسياتهم، بعض ما ورد في كلمة حاكم الشارقة ونصح له. ومما جاء في عتبه ومناصحته:

(ملخص القول أن كلمة الشيخ سلطان حفظه الله كلمة أبوية حانية تدعو للتعاون،

ولي عتب على والدنا الشيخ سلطان فيما لم نكن نتوقعه منه كشيخ دكتور مثقف،

لم نتوقع أبدا من شيخ دكتور مثقف يتكلم بعنصرية حول الأصليين والمتجنسين،

لم نتوقع أبدأ من شيخ دكتور مثقف أن يفرق بين مواطنين أصليين وغير أصلين،

لم نتوقع أبدأ من شيخ دكتور مثقف أن يزدري قبائل عربية أصيلة من شرق الخليج،

لم نتوقع أبدا من شيخ دكتور مثقف أن ينظر لجنسية الدولة أنها منة على المواطنين،

لم نتوقع أبدا من شيخ دكتور مثقف أن ينظر إلى 70% من المواطنين بهذا الازدراء،

يا شيخ سلطان من أكل من خير هذا البلد أكل من جهده واجتهاده وخدمته للبلد،

يا شيخ سلطان الناس تعلمت وتطببت ووصلت لمناصب بكدها واجتهادها وعلمها،

يا شيخ سلطان من جاء لهذا البلد أتى بكرامته في عهد سلطان بن صقر وزايد وخالد،

يا شيخ سلطان القبائل تنقلت من الجزيرة إلى الساحل الشرقي وعادت، كما تنقلت أنت،

يا شيخ سلطان القبائل العربية تعرف جذورها جيدا وقبائلنا في منطقة "العديد" قبل 300 سنة،

يا شيخ سلطان إن كنت ستتكلم عن الجذور ومن ينخلع منها فنحن مستعدون لذلك،

يا شيخ سلطان إننا ننظر إليك كوالد للجميع وأنت تنظر إلينا كأصليين ومتجنسين،

ورغم كل ذلك سنعض على جراحنا.. وستبقى يا شيخ سلطان شيخ الجميع .. ‎‫

شيخنا الكريم صاحب السمو اسمح لنا على هذا العتاب فإن جرحنا من كلمتك عميق،

شيخنا الكريم صاحب السمو عشنا سوية بين ضفتي الخليج شعبا واحدا دهرا طويلا،

شيخنا الكريم صاحب السموإن نسيج مواطني دولة الإمارات لا يفرقه أصلي ومتجنس،

شيخنا الكريم صاحب السمو إن (زايد الخير) لم يفرق بين أصلي وغير أصلي،

شيخنا الكريم صاحب السمو إن الكلام عن الأصلي وغير الأصلي يحدث جرحا عميقا،

شيخنا الكريم صاحب السم، وهل بعد40 سنة من قيام الدولة نتكلم عن أصلي وغير أصلي؟

شيخنا الكريم صاحب السمو رغم كل ذلك ستبقى الشيخ سلطان القاسمي والد الجميع،

سنعض على جراحنا وننسى آلامنا لنحافظ على نسيج مجتمعنا ولم شملنا ووحدتنا).

هل هذا كلام يعتقل صاحبه ويحاصر بيته ويعتقل وقبل هذا تُسحب جنسيته، هوس يتعاظم في عقول حكام الإمارات عن خطر الإسلاميين الإصلاحيين، فتشن عليهم الحملات العدائية التحريضية ويخونون، ويتم إرهاب دعاة الإصلاح ومحاصرتهم والتخويف منهم، هل بلغ الفزع بحكام الإمارات من رياح الثورات أن يفرضوا الحصار على عقلاء البلد وإصلاحييها، وهل مثل هذه الإجراءات "الوقائية العقابية"، كما يسمونها، تضمن لهم إخضاع السكان ودوام الحال؟

إنهم لا يحكمون فراغا ولا مجتمعا خارج مجال التغطية، وإنما بشر يؤثرون ويتأثرون، يتفاعلون مع موجات التغيير، فيطالبون بما يناسب وضع أقطارهم لا أكثر، في هدوء واتزان بلا صخب ولا ضجيج ولا توتر، أم أن الهلع أصم أعينهم حتى من سماع نصح ناعم حنون شفوق، وهل من يملأ عقولهم وقلوبهم حنقا وحقدا على الإصلاحيين، يريدون الخير للإمارات؟

وما قيمة تعمير البلد بالبنايات والتطور العمراني والطفرات والقفزات و"المشاريع العملاقة"، وتفريغه من عقوله وإصلاحييه وخيرة أبنائه؟

منقول

[بلال الرومنسي]

الدنيا هكدا كما تدين تدان ............... وقال لهم الراحل معمر القدافي
( من انتم من انتم ستندمون يوم لاينفع الندم ,, من بيته من زجاج لايرمي الناس بالحجارة )