السلطان عبدالحميد وفلسطين: الخرافة وتفكيكها! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السلطان عبدالحميد وفلسطين: الخرافة وتفكيكها!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-24, 17:10   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










Rosiecheeks السلطان عبدالحميد وفلسطين: الخرافة وتفكيكها!

السلطان عبدالحميد وفلسطين: الخرافة وتفكيكها!




خلال فترة حكم السلطان عبدالحميد الثاني التي زادت عن ثلاثة عقود (ما بين ١٨٧٦ و١٩٠٩) يخبرنا هذا الكتاب المهم: «السلطان عبدالحميد الثاني ودوره في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين» للباحثة القديرة فدوى نصيرات والذي يفتح تاريخاً جديداً للسلطان وسياسته تجاه المشروع الصهيوني، ان عدد اليهود في فلسطين تضاعف ثلاث مرات ووصلت نسبتهم عام ١٩٠٨ إلى ١١ في المئة من عدد السكان. ونقرأ في الكتاب تفاصيل مثيرة عن الزيارات الخمس التي التقى فيها ثيودور هرتزل مع السلطان بين سنوات ١٨٩٦ و١٩٠٢ (إثنتان منها على نفقة السلطان نفسه)، وماذا حدث فيها، ونلتقط بسرعة من خلال التفاصيل تردد السلطان وتساهله إزاء هرتزل، ومحاولته استكشاف مدى صدقية الزعيم اليهودي وقدرته على الوفاء بوعوده المالية التي يخلعها للسلطان مقابل الحصول على «صك» يمنح فلسطين قانونياً لليهود. تبحر فدوى نصيرات وسط أمواج أحداث تاريخية كثيفة وتلتقط مسار علاقة عبدالحميد بهرتزل لتصل بنا إلى السؤال الكبير الآتي: إذا كان السلطان عبدالحميد قد رفض عرض هرتزل في لقائه الاول به عام ١٨٩٦ والذي اعتاش تاريخياً على المقولة التي قيل انه رد بها بحزم (برفض بيع فلسطين مهما كان الثمن) على عرض هرتزل، فلماذا يلتقيه بعدها مرات عدة، ويستضيفه في اسطنبول وعلى نفقته الخاصة، ويأمر خاصته بالحرص على الاعتناء به ووفادته؟ (**)
في العهد الحميدي، شهدت الامبراطورية العثمانية الهزيع الأخير من عمرها، إذ كانت تئن تحت وطأة الديون المتراكمة، والضغوط والانشقاقات الداخلية، وتهديدات القوى الغربية سواء عبر الحروب الدائمة التي كانت تأكل من اراضي السلطنة او من خلال التدخلات المتواصلة في شؤونها الداخلية. وكان السلطان يشعر بضغط الحاجة المالية الملحّة والتي كان يدركها هرتزل ويبني وعوده للسلطان حولها، ومن جهة ثانية كان يعي ان أي فرمان «رسمي» بمنح اراضي فلسطين لليهود معناه الحكم عليه بالخيانة في عيون المسلمين وفي كتب التاريخ. ونتيجة للشد والجذب بين هذين الموقفين، وجد السلطان نفسه أسير موقع التردد وغياب الحسم والتساهل والحيرة، وهو موقع امتد زمنياً سنوات طويلة كانت في غاية الحساسية والخطورة والإفادة بالنسبة الى المشروع الصهيوني، ذلك ان الصهاينة الذين كانوا متحفزين لاستغلال اية فجوة ولو صغيرة في السياسة العثمانية استثمروا تردد السلطان وتساهله إلى الحد الاقصى، وبخاصة من خلال إقامة البنية التحتية الاستيطانية لـ «الوطن القومي» خلال سنوات الحكم الحميدي. والمفارقة الكبرى التي يضعها الكتاب تحت الضوء الساطع أنه تم انجاز ذلك عملياً وواقعياً في عهد السلطان الذي رفض لفظياً وشعاراتياً إعطاء فلسطين لليهود.
في تلك الحقبة، اشتغلت الصهيونية العالمية على جبهتين متوازيتين، وإلى حد ما متنافستين، لكنهما خدمتا المشروع نفسه بتكامل مدهش، ولا يهم هنا إن كان ذلك التكامل مقصوداً وتبادلاً للأدوار ام لم يكن. الجبهة الاولى كانت على مستوى محاولة انتزاع الاعتراف القانوني من جانب الدول الكبرى، ومن السلطنة العثمانية تحديداً، بحق يهود العالم في امتلاك فلسطين، وتأمين تلك الملكية بالمال والإغراءات وعبر وقوف اليهود إلى جانب السلطة وتوفير استثماراتهم وخبراتهم لخدمتها، وهذه كانت الجبهة التي اشتغل عليها هرتزل. في المقابل كانت هناك جبهة الصهاينة العمليين الذين كانوا مقتنعين باستحالة انتزاع موافقة قانونية من السلطنة على امتلاك فلسطين، وبالتالي اشتغلوا على الارض وتركزت جهودهم على بناء امر واقع من طريق الاستيطان والهجرة وبناء مجتمع وبنى اولية للدولة، بهدوء وفي شكل تدريجي. ما يكشفه البحث الجذري والمبدع الذي تقوم به الدكتورة فدوى نصيرات في هذا الكتاب هو التساهل المفرط من السلطان عبدالحميد على الجبهة الثانية، مقابل تشدده اللفظي على الجبهة الاولى.
بمعنى ما، كان السلطان في مقولاته «البطولية» عن عدم بيع فلسطين يتحدث إلى التاريخ وكي يتفادى أي اتهام له بالخيانة والتفريط. لكن كان في سياسته العملية يحاول ان يكون براغماتياً يستكشف الفرص، متذاكياً على الآخرين وظاناً بنفسه انه يناور على الصهيونية العالمية التي كانت هي بدورها تناور عليه بذكاء اكبر، وتكسب ضده النقاط تلو النقاط. هنا لا تتبقى اية قيمة حقيقية للاقتباسات والمقولات والمواقف اللفظية، ولا حتى للوثيقة او الوثائق التي حاولت «اسطرة» السلطان عبدالحميد وخلق تلك الخرافة حول رفضه بيع فلسطين، وبخاصة «وثيقة ابو الشامات» التي تناقشها نصيرات بتوسع في الكتاب. القيمة الحقيقية هي للوقائع على الارض وهي كثيرة ومزدحمة مثل: تسهيل الهجرة اليهودية، بناء المستوطنات، جلب الخبرات اليهودية، عدم الالتفات إلى غضب الفلسطينيين ونداءاتهم للسلطان بأن يقفل باب الهجرة اليهودية ويمنع انتقال ملكية الاراضي اليهم، تواصل الاستثمارات اليهودية في فلسطين وازديادها، إعدام الناشطين العرب الذين فضحوا تواطؤ الولاة العثمانيين مع المخططات اليهودية للاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وعلى رأسهم نجيب عازوري، إهمال التحذيرات والرسائل المتتالية من سفراء اسطنبول في العواصم الغربية التي كانت تحذر السلطان من السياسة المتساهلة المتبعة في فلسطين وكيف تستثمرها الصهيونية العالمية، وغيرها من الوقائع التي ترصدها نصيرات بدقة شديدة. وربما تتلخص السياسة التفريطية التي وسمت الحقبة الحميدية إزاء فلسطين والصهيونية العالمية في الاقتباس المدهش الذي تورده لنا المؤلفة على لسان هرتزل نفسه مستغرباً تساهل السلطات العثمانية من نشاطه في فلسطين، إذ يقول عقب لقائه قيصر ألمانيا الذي كان يزور فلسطين آنذاك، عام ١٨٩٨، «لو كان لدى الحكومة التركية بُعد نظر لوضعوا حداً لنشاطي وتحركاتي، فالأمر بسيط إذ كان يجب طردي من البلاد»!
إلى جانب ثورية التأريخ ونقض «البراديم» السائد إزاء السلطان عبدالحميد وفلسطين، فإن الثورية التي لا تقل عنها اهمية ويقدمها هذا الكتاب تتعلق بما توفره من ادلة وأدوات لنقض ونفض المساجلة الايديولوجية الطاغية التي قدمتها الإسلاموية العربية على مدار ما يقارب قرناً من الزمن، واستثمارها للسردية «اليقينية» حول السلطان الذي وقف في وجه الصهيونية العالمية ورفض بيع فلسطين لهرتزل وتحدى كل الاغراءات المالية. «الرد الصارم» الذي ألقاه السلطان في وجه هرتزل في لقائه (الاول) بأنه لن يبيع ارض فلسطين لأنها ملك للمسلمين، وبأنه لن يسوّد صفحات تاريخ أجداده العثمانيين، تطور إلى حالة طقوسية ورمزية هائلة، رفعت السلطان إلى مراتب القديسين، بخاصة على رافعة التعبئة الايديولوجية التي رافقت صعود تيارات الاسلام السياسي في المنطقة. تم تضخيم تلك «السردية» وفصمها عن اي سياق تاريخي وتصعيدها في خطابات الاسلاميين إلى مستوى «الحالة المعيارية» التي لا يطاولها القادة والزعماء ممن ينتمون إلى تيارات منافسة للتيار الاسلامي، المنجذب تاريخياً الى فكرة الخلافة العثمانية، والداعي في لحظة تأسيسه إلى عودتها، والمحتفظ لاحقاً بدفق رومانسي لا ينضب لسيرتها.
في قلب السجال الاسلاموي والتعبوي والجماهيري تم استدعاء السلطان و «موقفه» للتدليل على مبدئية منظور الحركية الإسلاموية وعدم خضوعها للإملاءات الخارجية. لم تكن تلك المساجلة موضوعية بمقدار ما كانت متركزة على «دحض» وتقويض الايديولوجيات والافكار السياسية المنافسة والتي سيطرت على الوطن العربي بعد انهيار السلطنة العثمانية، وقادت حركات التحرر ضد الاستعمار الغربي، ثم أسست المرحلة الاستقلالية العربية. وفق الأطروحة الإسلاموية «فرّطت» الايديولوجيات العربية المختلفة، القومية والاشتراكية والليبرالية، بالاوطان، وعلى رأسها فلسطين، وهي الايديولوجيات التي جاءت لترث الخلافة العثمانية التي «لم تفرط» بالاوطان وبفلسطين. الاستنتاج المنطقي لذلك، واستشهاداً بأسطورة عبدالحميد الثاني، ان الايديولوجية الاسلامية هي وحدها التي تصون الاوطان. تطورت اسطورة كبيرة حول «الموقف العظيم والبطولي» للسلطان عبدالحميد ضد الصهيونية العالمية وضد هرتزل، الموقف الذي ضخّمه الخيال الاسلاموي مضيفاً إليه أبعاداً درامية حيث لم يقف الأمر عند رفض السلطان وردّه الصارم، بل وصل إلى وصف مختلق لتعنيف السلطان لهرتزل وطرده من حضرته! وهكذا لعبت تلك الاسطورة دوراً هائلاً في تأسيس خطاب إسلاموي مؤدلج بخاصة في المشرق العربي، وتحديداً عندما يتعلق الامر بفلسطين، يعلي من ذاته فوق الخطابات الاخرى بكونه المؤتمن الوحيد على الاوطان. تُرجمت اسطورة عبدالحميد إلى كل الأشكال الممكنة: كتب، ومسرحيات، ودراما، وأشعار، لكنها ظلت دوماً في مأمن من البحث التأريخي الرصين والموثق. الآن وبفضل الجهد البحثي الكبير الذي تقدمه فدوى نصيرات في هذا الكتاب، نقرأ تاريخاً جديداً لتلك الحلقة من تاريخ المنطقة، يفكك تلك الاسطورة وما رافقها من خيال وما تبعها من أدلجة وتوظيف.
** جزء من تصدير كتاب «السلطان عبدالحميد الثاني ودوره في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين 1876 -1909»، للدكتوة فدوى نصيرات – مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت.


https://alhayat.com/Opinion/khaled-al...3%D9%87%D8%A7!








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-11-24, 17:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خالد عنابي
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

كفى هراء وازل تلك الصورة الاباحية من توقيعك او اشترك في منتدى جنسي واخرج من هنا

لو كان السلطان عبد الحميد كما تقول سهل لليهود احتلال فلسطين لما حدث له ما حدث

ام انك لا تعرف فعلة العلماني الحقير اتاتورك الذي كان يكره الاسلام كرها شديدا

انهيار الخلافة العثمانية هو ما مهد لاحتلال فلسطين وانشاء وطن قومي لليهود واتاتورك الحقير هو من انهى الخلافة العثمانية

العب غيرها









رد مع اقتباس
قديم 2014-11-24, 19:12   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سلواان
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم..
ما إن اطلعت على عنوان الموضع الا وأدركت أن هناك سهم جديد يتم تصويبه نحو رموز أمتنا ومن قوس أحد أفرادها طبعا ...فكم حدث ذلك مع الامير عبد القادر من اتهامه بالخيانة من أطراف الى اتهام بأنه من أهل البدعة والضلالة من أطراف أخرى هو مسلسل لن تنقطع حلقاته ..مادام هناك حرب شبه معلنة من الغرب ضد المسلمين ..ولا ينكر ذلك غير متواطئ أو ساذج يبتلع كل ما يُقدم له ...
صاحب المقالة يشهر لكتاب المؤرخة الأردنية ..لخدمة نفس غرضها الخبيث كما غرض الذين باعوا ضمائرهم من أبناء أمتنا إما خدمة للأعداء أو حبا في الظهور والنجومية ..
لم أطلع على الكتاب وإنما اطلعت على مقالة الأستاذ خالد حروب فاندهشت مما يكون قد تضمنه ذلك الكتاب مما تم وصفه بالأدلة والذي لم يرق الى مكانتها انما كانت من قبيل الإستنتاجات ..وتعجبت لأمر آخر هل غفل المؤرخون المسلمون منهم وحتى اليهود عن هذا المكتشف العظيم الذي طالته يد المؤرخة فدوى نصيرات بحسب ما عرضه خالد حروب ..
لم أتعجب كثيرا مما تم ذكره اعلاه لأنه وكما قيل متى عُرف السبب بطل العجب ..
وما تم تقديمه من تضليل وتشويه للحقائق التاريخية لايخرج عن برنامج محكم للطعن في تاريخ امتنا وبخاصة لدولة الخلافة العثمانية ..بالنظر الى ما وصله وما حققه التيار الإسلامي في الجزء الشرقي من أوروبا على يد حكام تركيا ...ذلك ما أثار ثائرة الأعداء من بني جلدتنا سواء كانوا علمانيين أو من مدعي الإنتساب للنهج السلفي ...وصار الأمر الى ما يتم وصفه بأن كل الطرق للحرب على الإخوان مفتوحة ..فالقوم ارعبهم اردوغان وماحققه وأردوغان لايتوقف عن الإشادة بماضي أجداده العثمانيين وحق له ذلك بل هو ارث كان قائما ارثا لايقدر بثمن من فخر وشموخ واعتزاز للأمة ..
بحث في قوقل علي اوسع اطلاعي بما يتعلق بشأن المؤرخة الأردنية فلم أجد ما يشير الى عظيم مكانتها أو ما يلفت من أداء لها ..واغلب العناوين المشيرة الى اسمها هي عناوين ذلك الكتاب فأدركت أن به ارادت أن تصنع لإسمها مكانة عبر الشبكة ..ولكم أن تتثبتوا من الأمر ..وانا في جولة من البحث وقعت على مقالة للمهندس حسني الحائك يرد فيها على ذلك العرض وكذا الكتاب بل تجاوز ذلك الى فضح أباطيله فلم أشأ الا ومن باب الإنصاف اتحافكم به وأتمنى لكم عظيم الإفادة ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيها المصفقون لكتاب (الباحثة فدوى نصيرات) تمهلوا لعل في الأمر خدعة ..


نشر بتاريخ: 2014-04-08



في الحقيقة قد وصلتني عدة رسائل من أخوة وزملاء يطالبوني في الرد على مقالة الاستاذ خالد حروب (السلطان عبد الحميد وفلسطين: الخرافة وتفكيكها), والصادرة في صحيفة الحياة اللندنية بتاريخ 642014, حيث يتناول الحروب عرض لكتاب الباحثة فدوى نصيرات(السلطان عبدالحميد الثاني ودوره في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين), وكوني لم اسمع عن الباحثة نصيرات ولا الحروب لأني لست متابعا لصحيفة الحياة. لذلك دخلت على صفحتها على النت لأقرأ المقالة, وقبل أن أرد على ما ورد فيها من اضاليل خرجت عن حدود المنطق المتعارف عليه, ووثائق التاريخ التي أقرها معظم الباحثين حتى اليهود منهم, والذي ألغاها الحروب في نهاية مقالته بتأكيده على الآتي:" وبفضل الجهد البحثي الكبير الذي تقدمه فدوى نصيرات في هذا الكتاب, نقرأ تاريخاً جديداً لتلك الحلقة من تاريخ المنطقة, يفكك تلك الاسطورة (المقصود برفض السلطان عبد الحميد إعطاء شبر من ارض فلسطين لليهود) وما رافقها من خيال وما تبعها من أدلجة وتوظيف".

لكن ما لفت إنتباهي بعد أن قرأت مقالة الحروب هو تعليق للأكاديمي المرموق الأستاذ رمسيس أمون على مقالة, ولأهميته في تعريفنا بالباحثة إذا كانت حقا قديرة كما يصفها الحروب أو هيّ مروجة لأجندات تعمل للنيل من تراث الأمة وحضارتها, أذكره كما ورد على مقالة, والذي كان التالي:" لا أستطيع الحكم على مقالة الدكتورة فدوى نصيرات قبل قراءتها, ولكني من معرفتي بالموضوع, وهي معرفة أكاديمية عميقة, لا أستطيع أن أمنع نفسي من الشكك في صحة أطروحتها.

إن أفضل الكتابات التاريخية البديلة هي تلك لتي تعتمد وثائق جديدة أو مقاربة نوعية وموسوعية جديدة للمصادر المتوفرة حول الموضوع. وبصراحة فإن إطلاعي على الأبحاث السابقة للمؤلفة لا تشجع التفكير بها كباحثة قديرة من هذا المستوى. فكتابها الرئيسي, وهو أطروحتها للدكتوراة عن دور المسيحيين العرب في نشوء القومية العربية, لا يكاد يقدم أي شيء جديد في الموضوع, وهو بمجمله إجترار وإعادة صياغة لمعلومات واستنتاجات سبقها إليها باحثون آخرون. أتمنى أن أكون مخطئاً, رغم أنني كما قلت أستبعد أن يقدم هذا الكتاب إعادة كتابة راديكالية لموقف السلطان عبدالحميد من الصهيونية.

وفي النهاية, ليس صحيحا ما يقوله السيد الحروب أن اسطورة عبدالحميد ... ظلت دوماً في مأمن من البحث التأريخي الرصين والموثق, حتى جاءت الدكتورة فدوى لتفعل ذلك! يا سيد خالد, هذا موضوع تمت دراسته بشكل كبير ومتعمق من باحثين عرب ويهود وأتراك وغربيين". ولعل ما قدمه الاكاديمي الأستاذ رمسيس أمون يكشف حقيقة (الثورية) في كتاب النصيرات الذي روج له الحروب على صفحات صحيفة الحياة, وخصوصا بما ردده من (أدلة) اشارت اليها الكاتبة, والتي إعتقد عن جهل بأنها نقضت ونفضت المساجلة الايديولوجية لدور السلطان عبد الحميد في منع الهجرة اليهودية الى فلسطين على مدار ما يقارب من قرن. محاولا من وراء ذلك الإنتقاص من هذا الدور الفاعل في لجم المشروع (التوراتي) في فلسطين أقلها حتى نهاية عهده. ليسجل على نفسه في ذلك جهلا في حقائق تلك الحقبة من التاريخ الفلسطيني, لذلك نجده يتهم مع النصيرات السلطان عبد الحميد (بإعدام الناشطين العرب الذين فضحوا تواطؤ الولاة العثمانيين مع المخططات اليهودية للاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وعلى رأسهم نجيب عازوري).

لكن ما يجهله الإثنان معا بأن نجيب عازوري أسس بعد خروجه من القدس عام 1904 جمعية عصبة الوطن العربي في باريس, ونشر فيها كتابه في الفرنسية إحياء الأمة العربية (La Revil de la Nationarabe) عام 1905, وأصدر العدد الأول من مجلة الإستقلال العربي في شهر نيسان عام 1907, ولم يدخل القدس بعد خروجه منها إلا لخوض إنتخابات مجلس المبعوثان, الذي أجري بعد قيام الثورة على السلطان عبد الحميد من قبل جمعية الإتحاد والترقي التي أثبتنا ماسونيتها في العديد من المقالات السابقة. إلا أن سلطات الإتحاد والترقي هيّ من حكمت عليه بالإعدام وليس السلطان عبد الحميد. وكان التهمة الموجهة إليه المس بأمن الدولة. ورغم ذلك هرب نجيب عازوري إلى مصر, ليمارس نشاطه فيها برعاية بريطانية مدير لجريدة (يومية مصر), حيث أسس هناك محفلا ماسونيا سرعان ما إنتشرت فروعه في جميع الأقطار العربية, وبقيّ في مصر حتى توفيّ فيها عام 1916. الأمر الذي يشير إلى أنها لم يعدم كما أشارت النصيرات او الحروب.

فلا ادري كيف قبل الحروب أن يردد تلك الأكذوبة, أو غيرها من أكاذيب التي أقل ما يمكن القول فيها, بأنها هدفت إلى المس بتاريخ وقيم الأمة الثقافية والحضارية. وأعتقد أن ذلك يشمل ترديده لكذبة ما كتبته الباحثة النصيرات في كتابها (السلطان عبدالحميد الثاني ودوره في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين), بأن عدد اليهود في فلسطين تضاعف أثناء الحقبة الحميدية الى ثلاث مرات ووصلت نسبتهم عام 1908 إلى 11 في المئة من عدد السكان. فأعتقد بأن ترديده لهذه الكذبة أمر لا يغتفر له, لأنه كان عليه أن يدقق بكل المؤرخات والدراسات والابحاث التي صدرت عن جهات مختلفة, ومعظمها موثوق بها وقد ذكرت عكس ما روجت له الدعاية الصهيونية التي جعلت النصيرات والحروب أن يأخذوا بها.

إن كان من جهة ما تسرب من أرض إلى اليهود, أو كان بعدد اليهود حتى نهاية الفترة الحميدية عام 1908. فالمعروف أن كل تلك المؤرخات قد أكدت أن معظم تلك الأرض التي سيطر عليها اليهود, جرت بعد الفترة الحميدية وحتى إنتهاء الإنتداب في 1551948م, والتي بلغت ما يقرب من مليوني دونم أي ما يوازي سبعة في المائة من مساحة فلسطين البالغة سبعة وعشرين مليون دونم. على أن ما تم تسربه من أيدي عرب فلسطين من هذين المليونين, لا يزيد عن مائتين وخمسين ألف دونم, كان معظمها قد تسرب بسبب نزع الملكية من أصحابها, أو كان بسبب ما كانت تقوم به حكومة الانتداب البريطاني وفقاً للمادة الثانية من صك الانتداب.

أما باقي الأرض التي يبلغ مساحتها مليون وسبعمائة وخمسون ألف دونم فقد تسربت إلى أيدي الصهاينة بالشكل التالي: 650.000 دونم إستولى عليها المرابون في عهد حكومة الإتحاد والترقي, من الأراضي الأميرية بحجة إنعاش الزراعة وإنشاء مدارس زراعية. 300.000 دونم منحتها حكومة الانتداب البريطانية لليهود دون مقابل (وهي من أملاك الدولة). 200.000 دونم منحتها حكومة الانتداب البريطانية لليهود لقاء أجرة إسمية (وهي من أملاك الدولة). 600.000 دونم إشتراها اليهود من بعض الماسونيون من اللبنانيين والسوريين الذين كانوا يملكون أراضي في فلسطين (كمرج ابن عامر ووادي الحوارث والحولة وغيرها).

هذا يعني أن مجموع هذه الأرض يصل إلى 1750000 دونم. ويتبين من هذه الأرقام أن السلطان عبد الحميد لم يسمح لليهود بتملك دونما واحدا من هذه الارض. كما يوضح ذلك أن أهل فلسطين لم يتنازلوا أو يبيعوا دونما واحدا من مجموع الأرض التي حصل عليها اليهود قبل خروج الإنتداب البريطاني. وفي ذلك يقول مفتي فلسطين آنذاك الحاج أمين الحسيني:" إن مؤتمرات العلماء التي كنا نعقدها سنوياً وكذلك الهيئات الدينية, كانت تصدر الفتاوى بتكفير من يبيع الأرض أو يسمسر على بيعها, وتعتبره مرتداً لا يدفن في مقابر المسلمين, وتجب مقاطعته وعدم التعامل معه, وقد أصدر مؤتمر كهنة الأرثوذكس العرب في فلسطين قرارات مماثلة" ( حقائق عن قضية فلسطين – الحاج أمين الحسيني).

كما اجمعت معظم تلك المراجع على أن اليهود لم يتجاوز عددهم الخمسة آلاف يهودي في فلسطين أثناء إنتهاء الفترة الحميدية, كان معظهم يحمل جنسيات الدول الأوروبية. وقد وصل عدد اليهود في فلسطين بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1919, (مع إضافة فرقة البغالة التي كان عديدها 5500 ودخلت مع عائلاتها إلى فلسطين مع قوات الجنرال اللنبي) إلى 56 ألف نسمة. كان معظهم دخل فلسطين من مصر بعد الحقبة الحميدية وأثناء حكم جمعية الإتحاد والترقي, وخصوصا بعد أن أنشأ قطوري باشا مكاتب خاصة في كل من القاهرة والإسكندرية تتولى عملية تهجير اليهود الروس إلى فلسطين. فكل هذه الحقائق تكذب الأرقام التي طرحتها نصيرات في كتابها, والتي أقرها الحروب عن جهل ربما, إنما ما أظهرة من حملة على الأمة وقيمها يثبت حقيقة الخلفية المشبوهة التي يروج لها.

لعله لم يدرك أن معظم الوثائق والمستندات والإحصاءات الموثقة, أعادت عدد سكان فلسطين مع بداية القرن العشرين بلغت 750 الف نسمة, فحسبت النصيرات نسبة اليهود الذين دخلوا فلسطين بعد الفترة الحميدية وحتى نهاية الحرب العالمية الاولى عام 1919, لتجعلهم هم عدد اليهود ( 11 في المائة من عدد السكان) قبل الفترة الحميدة لتبني على ذلك أكاذيبها التي روج لها الرحوب وصفق لها كل مروجي شعار: الخيانة اصبحت وجهة نظر. أما بالنسبة لمقولته التي بنى عليها كل هذا الهجوم الغير مبرر على الأمة وقيمها والتي قال فيه, الآتي:" تبحر فدوى نصيرات وسط أمواج أحداث تاريخية كثيفة وتلتقط مسار علاقة عبدالحميد بهرتزل لتصل بنا إلى السؤال الكبير الآتي: إذا كان السلطان عبدالحميد قد رفض عرض هرتزل في لقائه الاول به عام 1896 والذي اعتاش تاريخياً على المقولة التي قيل انه رد بها بحزم (برفض بيع فلسطين مهما كان الثمن) على عرض هرتزل, فلماذا يلتقيه بعدها مرات عدة, ويستضيفه في اسطنبول وعلى نفقته الخاصة, ويأمر خاصته بالحرص على الاعتناء به ووفادته".

ولتوضيح حقيقة ما ذكرته النصيرات في كتابها, وما حمله الحروب كقميص عثمان ليصرخ بالثأر من (الاسطورة السلطان عبد الحميد وما رافقها من خيال وما تبعها من أدلجة وتوظيف), فدعنا في البداية نعترف بأن الكيانات التي إنفصلت عن جسم السلطنة العثمانية, هيّ تلك الكيانات التي شارك حكامها في تنفيذ المشروع (التوراتي), ولم تنفصل بهدف التحرر والإستقلال الذي نادى به التحررون من القوميين أو غيرهم من التيارات السياسية التي إنبثقت من رحم المؤسسات التبشيرية ومؤسساتها التي أوجدها الإستعمار. لأن واقع حالنا اليوم يشهد على كل ذلك.

كما علينا الإعتراف بأن السلطنة العثمانية منحت الحرية والإستقلال لشعوبها, بالقدر نفسه الذي منحته هذه السلطنة للأتراك. وكما إستفادت كل شعوب السلطنة من دعم السلطنة لها في مواجهة طلائع الإستعمار الأوروبي, بنفس القدر الذي خسرت كل هذه الشعوب هذا الدعم بعد أن ضعفت هذه السلطنة وسيطر عليها يهود الدونمة بعد الإنقلاب الذي قامت به جماعة الإتحاد والترقي الذراع العسكري لجمعية تركيا الفتاة عام 1908. لذلك من الخطأ الحكم على النهج التي إستخدمته السلطنة العثمانية مع شعوبها وخصوصا بعد إسقاط السلطان عبد الحميد وتسلم جماعة الإتحاد والترقي, على أساس أنه هو النهج الممارس في كل مراحل حكمها. كما لا يمكن إنكار دور السلطنة التاريخي في الحفاظ على فلسطين وبقية القسم العربي من السلطنة, بنفس القدر الذي لا يمكن نعت السلطان عبد الحميد بالاسطورة التي إعتمد عليها الخطاب إسلامي لبعض الأحزاب الإسلامية, أو غيرها من التيارات الفكرية التي آلمها ما حدث لهذه الأمة من إنهيار في مشروعها الحضاري بعد سقوط السلطان عبد الحميد.

فلا أعتقد كما لا تعتقد معي اخي القاريء بأن المفكر القومي عوني فرسخ كان إسلاميا عندما أكد الآتي:" لا شك أن العثمانيين شكلوا ما بين فتح القسطنطينية سنة 1453م وتوقيع اتفاقية قارلو قوجه سنة 1691م, إستعادة المسلمين دوراً عالمياً فقدوه مطلع القرن الحادي عشر الميلادي, وأسهموا في نشر الإسلام خارج المدى الذي وصله الفاتحون العرب ومن تفرعوا عن الدولة العربية الإسلامية. كما قدموا دعماً للمقاومة العربية في مواجهة طلائع الاستعمار الأوروبي, ولهم بالتالي تقدير كل من يعتنق الإسلام ديناً ويتمثله حضارة"( عوني فرسخ- القوميون والإسلاميون العرب- مجلة المستقبل العربي- بيروت- العدد 260- تشرين الأول 2000- ص- 54). كما أعتقد وتعتقد معي أخي القاريء بأن المستشرق برنارد لويس كذلك لم يكن إسلاميا, الذي أكد التالي:" كانت الإمبراطورية العثمانية منذ تأسيسها حتى زمن سقوطها, دولة تكرس قواها في سبيل تقدم شوكة الإسلام وحمايته ضد أي إعتداء خارجي.

وقد ظل العثمانيون طوال أربعة قرون تقريباً في حرب مستمرة ضد الغرب المسيحي, أولاً لمحاولة فرض حكم إسلامي على جزء كبير من أوروبا وهي محاولة رافقها النجاح, وثانياً لشن حرب دفاعية تأخيرية مديدة تقف في وجه الهجوم المعاكس"( موفق زريق- نهضة أم تغريب- بيروت دار المنارة- 1996- ص-47).

وأعتقد أن ذلك يوضح حقيقة النهج الذي اتبعته السلطنة في مقاومتها للمشروع (التوراتي) الذي إنطلق مع الطلائع الأولى لتشكل المسيحية الصهيونية, وخصوصا بعد اصدار مارتن لوثر كتابه الذي ورد فيه, الآتي:" إن الروح القدس أنزل كل أسفار الكتاب المقدس عن طريق اليهود وحدهم, إن اليهود هم أبناء الله, ونحن الضيوف الغرباء, ولذلك فإن علينا أن نرضى بأن نكون كالكلاب التي تأكل ما يسقط من فتات مائدة أسيادها"(محمد السماك- الصهيونية المسيحية- ص-34). من هذا المنطق نستطيع أن ندرك الهدف الحقيقي للإستعمار الذي قادته بريطانيا إن كان في فلسطين أو كان في بقية العالم العربي. وقد بينت التجارب بعد ذلك, أن مع سقوط السلطان عبد الحميد إستطاع المرابين اليهود وبدعم الشرعية الدولية التي إنبثقت عن الحرب العالمية الأولى, من تشريع وعد بلفور الذي اصدرته بريطانيا القوة المهيمنة على الإستعمار في المنطقة العربية.

كما إستطاعت البدأ في تنفيذ المشروع (التوراتي) في فلسطين. أما بالنسبة لسياسات السلطان عبد الحميد مع يهود السلطنة, فإذا استثيننا فلسطين منها, فأكتفي بذكر ما أكدت عليه (الموسوعة اليهودية), التي ذكرت الآتي: عامل السلطان عبد الحميد الثاني يهود الدولة العثمانية معاملة طيبة, ويشهد بذلك بعض المقربين إليه من اليهود أمثال أرمينيوس فامبر الصديق الشخصي للسلطان, والذي أكد, أنه من خلال صداقته التي تربطه بالسلطان لسنوات طويلة, فقد كان له فرصة كبيرة للتعرف على معاملة السلطان المتسامحة مع لليهود. فقد منح السلطان اليهود المساواة أمام القانون مع رعاياه المسلمين, وعندما إستلم الحكم أمر بإعطاء رواتب شهرية لحاخام تركيا الأكبر, وبمعنى آخر عامل الحاخام كما عامل كبار موظفي الدولة. وفي عيد الفصح كان يرسل ثمانية آلاف فرنك, إلى حاخام القسطنطينية ليتم توزيعها على فقراء اليهود في العاصمة التركية.

وعندما منعت حكومة كريت المحلية في عام 1881م, مشاركة اليهود في الإنتخابات البلدية, ألغى عبد الحميد هذه الانتخابات, ووبخ السلطات لتعديها على الحقوق المدنية اليهود, وفي عام 1882 م ونتيجة للحريق الذي شب في الحي اليهودي في القسطنطينية, وتشردت على إثره ستة آلاف عائلة يهودية, بذل السلطان عبد الحميد ما بإستطاعته للتخفيف من تأثيرات هذه الكارثة على اليهود (حسان علي الحلاق - موقف الدولة العثمانية من الحركة الصهيونية - ص - 309 ـ 310). أما بالنسبة لسياسة السلطان عبد الحميد مع اليهود الوافدين إلى فلسطين فقد كان الوضع مختلفا. والحقيقة أن السلطان عبد الحميد كان مدركا لأبعاد وطبيعة المخطط (التوراتي) في فلسطين. لذلك عمل منذ تسلمه السلطنة على مد سلطانه إلى فلسطين لحمايتها من الإجراءات التي كرسها محمد علي ومن بعده الحكام العثمانيين الفاسدين, والتي سمحت لليهود بالإستيطان في فلسطين وتأسيس المستعمرات فيها, كما سمحت لهم بتأسيس بنكا يهوديا يعنى في تمويل الهجرة إلى فلسطين. الأمر الذي أدى إلى إرتفاع عدد اليهود في فلسطين من صفر إلى 1400 يهودي في عام 1874.

لذلك أعاد السلطان عبد الحميد العمل بتلك القوانين العثمانية التي فرضت على اليهودي المهاجر إلى فلسطين لفترة مؤقتة حمل جواز أحمر, وإرتداء ملابس مميزة وكذلك أحذية خاصة, ليتم التعرف عليهم وملاحقتهم قانونيا لو حاولوا الإستيطان فيها. وكانت من أول مهماته تفكيك المستعمرات القليلة التي إقيمت في العهد السابق, فإستغل حدوث أول صدام مسلح بين فلاحين فلسطينيين ومستوطنين يهود عام 1886م, ليبدأ بالضغط على المرابين اليهود لدفعهم على تفكيك تلك المستعمرات.

وهذا ما جعل الدول الأوروبية تلجأ لمفاوضة السلطان, والبحث معه عن حلول وبدائل لا تؤدي إلى تنفيذ هذه الإجراءات. وحين لم تنجح تلك الدول عن ثنيّ السلطان عن قراره, فاوضوه على بقاء بعض اليهود بشكل إفرادي في فلسطين. وكان رد السلطان عبد الحميد على كل تلك المساعي بإصداره فرمان يقضي بمنع الهجرة اليهودية الجماعية إلى الأراضي العثمانية, ومنع بيع الأراضي لليهود. وصورة الفرمان التي عليها ختم السلطان متيسرة على النت ممكن لأي مهتم أن يجدها. كما فوض السلطان عبدالحميد أجهزة الإستخبارات الداخلية والخارجية لمتابعة حركة اليهود في فلسطين وكتابة التقارير الخاصة في ذلك له مباشرة, كما إتخذ كل التدابير اللازمة التي تمنع تملك اليهود في فلسطين. وهذا ما اكد عليه الكثير من الباحثين المنصفين الذين قيموا تلك المرحلة بروح المنطقية الاكاديمية.

اما في خصوص تساؤل الباحثة فدوى نصيرات سابق الذكر. فأوجه بدوري سؤالا لها: ما رأيها بما سجله هرتزل في مذكراته الخاصة وليس في الإعلام, والتي وثقها انيس الصايغ في يوميات هرتزل, حيث ذكر الآتي:" دون هرتزل في مذكراته, بعد اللقاء رد السلطان عبد الحميد على عرضه بالآتي:" لا أقدر أن أبيع ولو قدما واحدا من البلاد, لأنها ليست لي بل لشعبي. لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم, وقد دافعوا عنها بدمائهم, وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد بإغتصابها منا ... لا أستطيع أبدا أن أعطي أحداً أي جزء منها. ليحتفظ اليهود ببلايينهم, فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين دون مقابل, إنما لن تقسم إلا على جثثنا, ولن نقبل تشريحنا لأي غرض كان" (يوميات هرتزل – 19 6 1896 – ص – 378 – أنيس الصايغ – بيروت 1973). والحقيقة أن هرتزل قد حاول إستغلال الوضع الاقتصادي السيئ للسلطنة العثمانية, بعد أن بلغت ديونها الخارجية حوالي 252 مليون قطعة ذهبية.

ومن أجل ذلك توجه ثيودور هرتزل قبل إنعقاد المؤتمر الصهيوني الأول, وبمرافقه إيمانويل قره صو زعيم يهود الدونمة (وأحد أعضاء الوفد الذي ارسلة الإنقلابيون فيما بعد الى خلع السلطان!) والحاخام موشي ليوي في 1861896م. إلى الآستانة, للقاء السلطان عبد الحميد عارضاً عليه تقديم قروض مالية تساعد السلطنة في الخروج من أزمتها المالية المستعصية, مقابل إصدار السلطان فرماناً يسمح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين, وكان رد السلطان كما دونه هرتزل وأرشفه انيس صايغ, فلا ادري من هو الأكثر مصداقية عند استاذ خالد حروب أو غيره من المصفقين لكل ما يشوه في قيم وتاريخ الأمة. وللحقيقة حاول هرتزل مرارا وتكراراً مقابلة السلطان عبد الحميد في سبيل الوصول إلى حل مع السلطان. لكنه كان يفلح أحياناً في كسب مقابلة ويفشل أحياناً أخرى. وقد إستطاع في عام 1901م أن يحمل تعهداً من المرابين اليهود بسداد جميع ديون الدولة العثمانية.

مقابل أن يسمح السلطان لبعض اليهود بالإستيطان في فلسطين. لكن السلطان كعادته رفض هذا العرض مرة أخرى, وقال لهرتزل:" إن ديون الدولة ليست عاراً عليها, وإن بيت المقدس الشريف إفتتحه سيدنا عمر رضي الله عنه, ولست مستعداً أن أتحمل تاريخياً, وصمة بيع الأراضي المقدسة لليهود, وخيانة الأمانة التي كلفني المسلمون بالحفاظ عليها. ليحتفظ اليهود بأموالهم, فالدولة العلية لا يمكن أن تحتمي وراء حصون بنيت بأموال أعداء الإسلام"( موفق بني المرجة – صحوة الرجل المريض – ص – 214 ). وبعد حوالي شهرين من هذا اللقاء, حاول هرتزل من جديد الإتصال بالأوساط العثمانية لعرض مشروع جديد يتضمن مغريات مالية مضاعفة. وصلت إلى حد إقراض الدولة العثمانية مبلغ عشرين مليون جنيه إسترليني لا تسترد مطلقا, وهذا مبلغ في تلك الفترة كان كبيراً جداً وكذلك رُفض هذا العرض. ولا ادري بعد كل هذه الحقائق المؤرشفة والتي تناولها معظم الباحثين على إختلاف معتقداتهم وتياراتهم الفكرية, كيف وصلت الباحثة إلا استنتاجاتها الذي ذكره الحروب, بأن السلطان عبد الحميد شعر بضغط الحاجة المالية الملحّة والتي كان يدركها هرتزل, كما كان يعي ان إصدار أي فرمان بمنح اراضي فلسطين لليهود معناه الحكم عليه بالخيانة في عيون المسلمين وفي كتب التاريخ. ونتيجة للشد والجذب بين هذين الموقفين, وجد السلطان نفسه أسير موقع التردد وغياب الحسم والتساهل والحيرة. والحقيقة أن السلطنة في هذه المرحلة الصعبة من صراعها مع المشروع (التوراتي).

كانت حقا تعاني من وضع إقتصادي سيء جداً وشبه منهار, ومن فساد إداري متفشي في الحكومة والإدارات الرسمية, وخصوصا بعد نجاح المحافل الماسونية ويهود الدونمة من السيطرة على معظم الإدارات في الحكومة. كما كانت تعاني السلطنة من ضعف في الجبهة الداخلية بسبب الدور المخرب الذي لعبه يهود الدونمة على الساحة الداخلية, وبسبب الإنهيارات في جسم السلطنة التي أحدثها حكام كيانات التبعية والحماية. الذين لعبوا دور الطابور الخامس بالتوازي مع الدور الذي لعبته الأحزاب القومية التي طالبت بسلخ القسم العربي عن السلطنة. لذلك كان السلطان يعلم جيداً بأنه سيواجه هذا الطغيان وحيداً في معركة غير متكافأة ومحسومة النتائج. لكنه كان يدرك أكثر حجم المأساة التي ستقع على أهل فلسطين وعلى كل السلطنة, في حال سماحه بالإستيطان اليهودي في فلسطين. وهذا ما أكد عليه في مذكراته, حيث ذكر التالي:" لليهود في أوروبا قوة أكثر من قوتهم في الشرق, لهذا فإن أكثر الدول الأوروبية تحبذ هجرة اليهود إلى فلسطين للتخلص من العرق(السامي) الذي زاد كثيراً. ولكن لدينا عدد كاف من اليهود, فاذا كنا نريد أن يبقى العنصر العربي متفوقا, علينا أن نصرف النظر عن فكرة توطين المهاجرين في فلسطين, وإلا فإن اليهود إذا إستطونوا أرضاً, تملكوا كافة مقدراتها خلال وقت قصير, وبذلك نكون قد حكمنا على إخواننا في الدين بالموت المحتم.

إنني أدرك أطماعهم جيداً, لكن اليهود سطحيون, في ظنهم أنني سأقبل بمحاولاتهم, وكما أنني أقدر في رعايانا من اليهود خدماتهم لدى الباب العالي, فإني أعادي أمانيهم وأطماعهم في فلسطين (السلطان عبد الحميد الثاني - مذكراتي السياسية - ص - 34 - مؤسسة الرسالة - بيروت ). وقد أكدت المقابلة الأخيرة التي جرت بين هرتزل والسلطان عبد الحميد بتاريخ 1851901 م, بأن موقف السلطان كان ثابتا بخصوص منع هجرة اليهود إلى فلسطين, ولم ينتابه اي حيرة أو تردد في ذلك. وخصوصا بعد موقف هرتزل الذي إنتابه اليأس الواضح وخصوصا بعد قوله في هذه المقابلة للسلطان, الآتي:" دعني أكرس نفسي لخدمتك, لأنك تحسن إلى اليهود (المقصود يهود السلطنة), واليهود في العالم كله مدينون لك بذلك, وإني بشكل خاص مستعد لتأدية أية خدمة لك وخاصة الخدمات الكبيرة". فأجابه السلطان بلهجة غاضبة لا ينتابها التردد وحاسمة غير متساهلة أو محتارة:" إننا نظن بأن بني قومكم يعيشون في الممالك المحروسة الشاهانية بعدالة ورفاه وأمن .... إني أحب تطبيق العدالة والمساواة على جميع المواطنين, ولكن إقامة دولة يهودية في فلسطين التي فتحناها بدماء أجدادنا العظام فلا ... " (حسان الحلاق – ص – 30). لينتهي بذلك الفصل الأخير من العروض المغرية التي قدمها (التوراتيون) للسلطنة, والتي رفضها السلطان عبد الحميد جميعها بقوة وإصرار رغم وضع السلطنة المنهار إقتصاديا.

وأمام كل هذه الحقائق التي تم عرضها وتظهر حقيقة موقف السلطان عبد الحميد من كل عروض هرتزل. فأعتقد أن النصيرات لم تخبرنا ماذا حدث اثناء الإجتماع الأخير لهرتزل مع عبد الحميد, ولماذا طرد السلطان قره صو من مقام السلطنة ليغادرها إلى إيطاليا (التي كان يحمل جنسيتها الى جانب الجنسية العثمانية), وليرسل الى السلطان عبد الحميد البرقية التالية:" لقد رفضت عرضنا... وسيكلفك هذا الرفض أنت شخصيا ويكلف مملكتك كثيرا". وما رمزية عودته مع الوفد الإنقلابي المطالب بخلع السلطان عبد الحميد. ولماذا إنطلقت شرارة الثورة ضد عبد الحميد من مدينة سيلونيك ذو الأغلبية اليهودية وعاصمة يهود الدونمه. ولماذا عبرت صحافتها عن غبطتها من الخلاص من السلطان عبد الحميد الذي وصفته (بمضطهد إسرائيل). كما لم تخبرنا الباحثة عن ما أكده هرتزل في المؤتمر الصهيوني الرابع والأخير له الذي إنعقد في بريطانيا عام 1904. والذي لخص فيها فشل كل محاولات الحركة الصهيونية الرامية إلى دفع السلطان للقبول بهجرة اليهود إلى فلسطين. لذلك توجه المرابين اليهود بالطلب من بريطانيا التدخل للمرة الأخيرة, لممارسة الضغوط اللازمة على السلطان عبد الحميد, لإلغاء قانون منع الهجرة اليهودية.

الأمر الذي لم يفلح مع السلطان, والذي دفعه إلى إصدار قانوناً سنة 1904م يمنع بموجبه اليهود من جميع الجنسيات شراء الأراضي والعقارات في فلسطين, وخصوصا بعد أن أخذ اليهود من حملة الجنسيات الأوروبية بالتسلل إلى فلسطين بمساعدة الأحزاب القومية وخصوصا جماعة الإتحاد والترقي. وفي نفس هذا العام مات هرتزل دون أن يحقق أي تقدماً في مجال ثنيّ السلطان عبد الحميد عن مواقفه, ودفعه لتنازل عن فلسطين لصالح المشروع (التوراتي). لذلك إتخذ المرابين اليهود قرارهم بإسقاط السلطان عبد الحميد الذي أصبح يشكل عائقا حقيقياً أمام نجاح المشروع (التورتي) ليس في فلسطين فقط, بل في العالم أجمع. من هذا المنطلق علينا فهم قرارهم بالإيعاز لمحافلهم الماسونية في سيلونيك, للبدأ العمل في إسقاط السلطان عبد الحميد. وامام هذه الحقائق اضع مقالة الاستاذ خالد الحروب(السلطان عبدالحميد وفلسطين: الخرافة وتفكيكها) في صحيفة الحياة اللندنية, وكتاب فدوى نصيرات في مجال المقالات والدراسات والكتب التي سعت لتزوير حقائق التاريخ والجغرافيا, تمهيدا لضرب المسلمات والقيم لرجالات دافعت عن فلسطين, بهدف إيجاد وعيّ جماعي يهدف إلى إظهار أن الكل فرط في فلسطين, فلذلك لا بأس أن يتم القبول بيهودية الدولة.
مهندس حسني الحايك.









رد مع اقتباس
قديم 2014-11-24, 22:52   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
mounir_alg
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في اخي سلون
هذه الحملة الصهيونية من طرف احذية ونعال مهالك الخليج لم تتوقف عند هذا
بل اخوانهم شاركوهم في النيل من سمعة الخليفة العثماني سليمان القانوني رحمه الله


البرلمان التركى يوقف عرض "حريم السلطان" نهائياً



قام البرلمان التركى بإصدار قرار بوقف عرض مسلسل "حريم السلطان" بصفة نهائية، وهو المسلسل التركى الأشهر حالياً فى الوطن العربى وعدد من الدول الأجنبية.

وقالت صحيفة "اليوم السابع" المصرية سوف ينتج عن هذا القرار ردود فعل واسعة وسلبية لدى الجمهور العربى بصفة عامة، نتيجة لنسبة المشاهدة العالية التي يحظى بها المسلسل، وتصل الى الملايين.

وتعود قصة وقف المسلسل إلى أحد نواب البرلمان التركى ويدعى أوكتاى سارال عن الحزب الحاكم الذى يرأسه رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، عندما تقدم بعريضة تطالب بوقف مسلسل "القرن العظيم" أو كما يعرف فى الوطن العربى باسم "حريم السلطان" بسبب تشويه صورة السلطان سليمان القانونى أو المشرع الذى قام بإصدار العشرات من القوانين خلال فترة الدولة العثمانية.

ولكن المسلسل يظهره فى شكل السلطان المغرم والمحاط بالنساء، حتى إن رئيس الوزراء التركى قام بنفسه بانتقاد المسلسل، وبهذا القرار سيتم وقف المسلسل بداية من عام 2013، وان حلقات الجزء الثالث التى تم تصويرها ستكون مختصرة، ولن يكون هناك جزء رابع من المسلسل بعد صدور قرار بوقف عرضه.

من جانبها ذكرت مجلة "تايم" الأميركية، أن السبب وراء الهجوم الذى يقوده رئيس الوزراء التركى ، على المسلسل "حريم السلطان" يعود إلى القلق الذى يشعر به الزعيم التركى من أن يتسبب هذا المسلسل فى تفسيرات وتصورات "مغلوطة" عن تاريخ الإمبراطورية العثمانية، تتنافى مع قيم الدين الإسلامى.


وقالت المجلة فى تحليل إخبارى أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت امس الخميس، إن تعرض المسلسل لحياة السلطان العثمانى "سليمان القانونى" على أنها كانت مليئة بالصخب وإظهاره وكأنه "زير نساء" و"مفرط فى شرب المسكرات " هو بمثابة خروج عن الملة بالنسبة لأردوغان.


واستدلت المجلة، على طرحها هذا بالإشارة إلى ما جاء على لسان رئيس الوزراء التركى خلال خطابه الشهر الماضى حين قال: "هذا ليس سليمان الذى نعرفه نحن، وإننى أدين كل من عمل على إنتاج هذا المسلسل ، كما أننا سبق بالفعل أن وجهنا إنذارا إلى السلطات المعنية وننتظر رد القضاء حول هذا الشأن".


يذكر أن وزارة الثقافة التركية كانت قد أعلنت من قبل أن مسلسل "حريم السلطان" يشاهده أكثر من 150 مليون شخص حول العالم فى نحو 76 دولة، ويحقق عائدات تبلغ ملايين الدولارات.











رد مع اقتباس
قديم 2014-11-25, 12:04   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
منصور23
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

على ذكر الاباحية و الجنس هل تعلم أن أخر خليفة للمسلمين كان يشتغل في هذا المجال



اكتشاف لوحة لآخر سلطان عثماني




أنقرة– وكالات- تم كشف النقاب، في مزاد عقد مؤخراً في العاصمة التركية أنقرة، عن لوحة رسمها السلطان عبدالمجيد الثاني، آخر سلاطين الدولة العثمانية. وتحمل اللوحة اسم «نساء في البلاط» ويعود تاريخ رسمها إلى أواخر القرن التاسع عشر وتحديداً إلى العام 1899، حيث قام السلطان عبدالمجيد الثاني برسمها وهو لايزال في سدة الحكم في الدولة العثمانية. وتظهر اللوحة مجموعة من النساء اللواتي يرتدين ثياباً تكشف عن مفاتنهن وهن يلهون في «الحرملك» الخاص بقصر السلطان بالقرب من حوض للاستحمام والسباحة. ورأى القائمون على المزاد أن هذا العمل الفني يوضح تأثر عبدالمجيد الثاني بالفن الروماني؛ حيث إن المرأة لديه تحمل الكثير من ملامح الالهة الرومانية فينوس، وإضافة إلى ذلك، فان هناك طابعاً استشراقياً واضحاً في العمل، حيث يظهر جلياً تأثر عبدالمجيد بالفنانين المستشرقين الذين رسموا لوحات عن موضوعات مشابهة وفي مقدمتهم الفنان الفرنسي جان ليون جيروم. وظلت هذه اللوحة لفترة طويلة ضمن مجموعة مقتنيات خاصة لجامع تحف لم يفصح عن اسمه، إلى أن ظهرت على غلاف إحدى المجلات التركية عام 1990 مع شرح موجز للغاية عن ماهيتها، ثم انتقلت ملكيتها مؤخراً إلى معرض «ألف» للفنون في تركيا والذي قام بتنظيم هذا المزاد لبيعها. وافتتح المزاد على اللوحة بمبلغ 1.2 مليون ليرة تركية، وبيعت في النهاية لأعلى عرض مقدم وهو 1.6 مليون ليرة تركية، أي ما يعادل 404 آلاف دولار أميركي. وأكد بورا كسكاينر، مدير المعرض والمسؤول عن المزاد، أن هذا العمل يظهر وبشكل واضح كيف أن النخبة الحاكمة في تركيا في ذلك الوقت ورغم تقاليد المجتمع المتدين والمحافظ بشكل عام، إلا أن هذه النخبة كانت قريبة للغاية من الدائرة الأوروبية المجاورة لها، بل إن بعض أفرادها كعبدالمجيد الثاني في هذه الحالة قاموا بممارسة الفن التشكيلي بتأثير أوروبي واضح على أعمالهم الفنية. يذكر أن عبدالمجيد الثاني هو آخر من تولى منصب «السلطان» في الدولة العثمانية خلفاً لابن عمه محمد السادس وهو المنصب الذي كان ينظر إليه كثير من المسلمين في ولايات السلطنة حول العالم كخليفة لهم. ومع قيام الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال اتاتورك في أعقاب الحرب العالمية الأولى وتحديداً في عام 1922 تم القضاء على السلطنة العثمانية وعلى منصب السلطان وتم نفي عبدالمجيد الثاني إلى فرنسا حيث قضى ما تبقى له من سنوات في العاصمة الفرنسية باريس حيث توفي هناك في عام 1944. وإلى جانب منصبه، كان عبدالمجيد الثاني مولعاً بالرسم والفن ويعده المؤرخون أحد أهم فناني تركيا ولاتزال لوحته الشخصية معروضة حتى يومنا هذا في معرض الفن الحديث في مدينة إسطنبول.


https://www.al-watan.com/viewnews.asp...C8B&d=20131017

اسم اللوحة نساء في الفناء









رد مع اقتباس
قديم 2014-11-25, 13:57   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
أدهشني حقا ما تقولته أخي منصور ...
فما قرأته عن آخر سلاطين الدولة العثمانية غير الذي أدرجته ويدرجه البعض قدحا في هذه الشخصية الاسلامية العملاقة ...
وإليكم بعض النقولات من مذكراته ...
ولكم أن تطالعوا مذكرات ابنته الصغرى (عائشة) لكي تعرفوا طينة الرجل

******************************
( الصحف )
يبدو أن الصحف تبحث عن مواضيع، إذ تكتب عن كل شيء بغض النظر عن صحته أو كذبه، فالمراسلون يكتبون عن أوضاع الأقليات وفق وجهات نظر من معهم، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الخروج من بيوتهم المريحة في المدن الكبيرة والعاصمه.. إننا نتعرض للانتقاد في كل أمر لذا ترانا متعودين على مثل هذه الانتقادات.

( الحذر)
من المعلوم انني تعرضت للاغتيال، وأوشك المحاولون مرات عدة على النجاح في قتلي، فلا غرابة في مثل هذه الاحوال أن أحذر كل الناس وأبتعد حتى عن أقرب المقربين، إنها طبيعة بشرية وحس يمكن تفهمه.

( شبابنا وغروره بأوربا والغرب )
علمت أن بعض الشباب في الخارج عقدوا مؤتمرا سريا.. ومن دواعى الاسف أن هؤلاء الشباب منقادون لما يدبره بعض المتآمرين، انهم يقدمون شعارات براقة كتوعية الأمة وترقيتها، بغية القضاء على النظام القائم وهدم ما بناه الاجداد طيلة قرون خلت، إنهم عصابة منافقة دنيئة تنكرت لدينها ووطنها، وحالفت الصليبية العدوة في القضاء على ابناء جلدتنا واخواتنا في الاسلام

( شعبي والقلة المتعلمنه التي تحاول إفساده )
الاغلبية عندنا لا تأبه بالافكار التحررية. والذين يميلون إلى التعاون مع هؤلاء حفنة من الناس بقيت خارج البلاد ردحا من الزمن فانقطعت عن جذورها، وتثقفت ثقافة أوربية سطحية براقة، هذا الصنف من الناس عندما يعود إلى بلده، يجهل ما ينتظره منه شعبه، فيعمل على نشر «الأفكار الغربية» «في سبيل جعل تركيا دولة حضارية». إنهم عمي في بصائرهم.
الشىء الوحيد الذي استطاعوا تحقيقة هو بذر الشقاق والعصيان في البلاد وصفوف الجيش، دون أن يدروا أنهم يعملون لحساب انكلترا التي تذرعت بنشر الأفكار التحررية في امبراطوريتنا، بغية اضعاف قدراتنا، رب انهم مساكين ضعاف العقول لا يفقهون..

( العودة للدين )
لو قام كل واحد بما أوكل اليه من مهام لأمكننا النهوض السريع لكن الارتخاء والكسل وعدم الاكتراث قد عم كل مكان، لم تعد الطبقة المثقفة تهتم بأمر، ولم يعد الموظفون والعسكريون يثقون حتى بأنفسهم، ليس هناك من يريد أن يعمل ولا أن يعلم، لم يستطع الخبراء الأوربيون الذين جئنا بهم أن يعملوا شيئا حيال هذه الظواهر، أينما حللت وجدت هذه التصرفات اللامسؤولة.
اذا فما قيمة نداءالشعب بأن يحب وطنه في مثل هذه الظروف .
القوة الوحيدة التي ستجعلنا واقفين على أقدامنا هى الاسلام اننا أمة قوية بشرط أن نكون مخلصين لهذا الدين العظيم..

( طلابنا المرسلين الى الغرب )
الذين يتلقون العلوم العسكرية في الخارج القليل منهم يركز اهتمامه على الدراسة،وأكثر شبابنا الموفدين إلى ألمانيا ـ ويا للاسف ـ يفقدون في أنفسهم فضيلة الأعتدال والبساطة اللتين يتميز بهما المسلمون. وما يتعلمونه هناك عبارة عن شرب الخمور، وعادات منافية للخلق وما شابهها. ثم يعودون وهم منتفخون بالعظمة والكبرياء، ينظرون إلى زملائهم وإلى أهل الخبرةالمجربين نظرة استخفاف،ويسخرون من أعرافنا وعاداتنا.!
وما الفائدة من علوم التعبئة النظرية التي يتعلمونها من الكتب أن أهم شىء في الحرب هو الجرأة والصمود مع رجاحة العقل، وطبعا وقبل كل شىء الايمان الخالص بالله، هذه هى أوصاف الجندى المثالى.

( لاترسلوا ابناء الوزراء والأغنياء لأوربا )
علينا أن نصرف النظر عن ارسال طلاب من الطبقات العليا الى أوربا وبقائهم هناك سنين عديدة، وأن نرسل بدلا عنهم طلابا من سائر الطبقات لمدد قصيرة، ليطلعوا هناك في فرنسا أو ألمانيا على الحضارة الاوربية، ولن يجدوا الوقت الكافي الا لتعلم الامور النافعة، فيتسع أفقهم الفكري فيعودون الى بلادهم سالمين غانمين، دون أن يجلبوا معهم سموم تلك الحضارة ..

أرائي في .. (مطالب الدول الغربية )
مطالب الدول في الاصلاحات لا تكاد تنتهي. بالرغم من انها لا تعرف شيئا عن البناء الاجتماعى لبلادنا فإنها لا تتوانى عن تقديم التوصيات.ويتصدر السفراء كراسيهم في قصورهم، وكأنهم حكام البلاد، لا تتعدى صلاتهم بعض كبار الموظفين، يصدرون حكمهم من عل. ليست لديهم أية فكرة عن عادات مجتمعنا. لا يعرفون ديننا ولا يفهمونه. ومن حسن الحظ انهم لا يتفقون فيما بينهم في الاراء، لكنهم متفقون في الهدف. غاية همهم من هذه الاصلاحات هي إسقاطنا في نظر أمتنا، ورفع شأن النصارى وإكبارهم. انها دسيسة كبرى اختلقوها وسموها اصلاحا.

.. ( الرشوة )
الحقيقة أن أصول الرشوة عندنا سيئة للغاية. انها عملية تضر مجتمعنا كثيرا. يمكن أن نصفح عن الهدية (البقشيش) المقدمة إلى صغار الموظفين ممن قلت رواتبهم وكثر عيالهم. في حال تأخر هذه الرواتب. لكن كبار الموظفين يقبضون أساسا رواتب ضخمة فعليهم أن يحيلوا هذه الهدايا إلى خزينة الدولة لا أن يأخذوها.

( الثقه في المواطنين المخالفين في العقيدة)
إن فكرة اخضاع غير أبناء عقيدتنا للخدمة العسكرية لاتعدو كونها خيالا، انها عملية انتحارية بالنسبة لنا.فولاءاتهم لمن؟؟
وقد تبرزمحاذير أخرى مثل احتمال طلبهم انشاء مدارس في الثكنات العسكرية وتعيين أئمه للصلاة بهم ولتعليمهم أمورهم..

.. ( ديننا وعقيدتنا)
ان بلادنا كانت وستبقى قلعة للايمان وحصنا حصينا لهذا الدين. فاذا زال المفهوم الديني عن مملكتنا، فقد دالت دولتنا
( حب الوطن )بدأ بعض الشباب المغترين بقشور الحضارة الاوربية بالقاء خطب في الدعوة الى حب الوطن لكن حب الوطن. في بلادنا يجب أن يأتي في المرتبة الثانية بعد حب الدين الذي يحتل المرتبة الاولى.

( المدارس والجامعات الغربيه)
ان المدارس الخاصة تشكل خطرا كبيراعلى بلادنا، وقدكان خطؤناجسيما اذ سمحنا لكل دولةبانشاء المدارس التي يرغبونها، والآن نجني ضررمازرعنا،سمحنا لهم بفتح هذه المدارس، فقاموا يعلمون الطلاب أفكارا معادية لبلادنا، فسأحاسب وزيرالتربية على اهماله

( تحرر النساء)
قررت قرار فيه الخير كله، منع المرأة من التدخل في الشؤون السياسية، وبقيت هذه الشؤون حصرا على الرجال. فالمرأة سيدة بيتها وصاحبة المقام الاول في قلوب أبنائها، فكيف ينكر الاوربيون دور نسائنا في الحياة الاجتماعية؟.
أليست المرأة الشرقية أوفى وأصدق وأجمل من المرأة الاوربية؟ المرأة عندنا تهب نفسها لبيتها، وترتبط بزوجها، أما الاوربية فحريتها الزائدة تحرمها كثيرا من صفات الانوثه. وصراحة انني مشفق على الرجال الاوربيين.

( اللامبالاة والكسل )
ان صفة اللامبالاة قد ترسخت في كافة طبقات الشعب وأصبحت عادة من عاداته. وقد تكون هذه العادة سبب جميع مصائبنا، هناك الكثير ممن يجدون السعادة في الكسل والقعود،
وان أساس الازمات عندنا نابع من قعود المواطن عن العمل والابداع. لقد تعود أن يبقى سيدا يأمر غيره بقضاء حاجاته، فالمهم عنده أن يعيش وأن يستمتع بملذات الحياة.

.. ( فلسطين )
لليهود قوة في أوروبا أكثر من قوتهم في الشرق، لهذا فإن أكثر الدول الأوربية تحبذ هجرة اليهود إلى فلسطين لتتخلص منهم
ولكن لدينا عدد كاف من اليهود، فإذا كنا نريد أن يبقى العنصر العربي متفوقا؛ علينا أن نصرف النظر عن فكرة توطين المهاجرين في فلسطين وإلا فإن اليهود إذا استوطنوا أرضا تملكوا كافة قدراتها خلال وقت قصير، و بذا نكون قد حكمنا على إخواننا في الدين وهم أهلها العرب بالموت المحتم..











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الخرافة, السلطان, عبدالحميد, وتفكيكها!, وفلسطين:


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:38

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc