بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ان الحمد لله نحمده ونستهديه ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله بلغ الرساله وادى الامانه وجاهد في الله خيرجهاده صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم
اما بعد اخوة الاسلام بارك الله فيكم جميعا لنا في تلك القصه عبرة وهي حب سيد الاولين والآخرين لصحابته وحزنه لفقدانهم وانه لايفرق بين احد منهم ويهمه امرهم جميعا رضي الله عنهم وارضاهم
زواج جليبيب
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه
وسلم يقال له جُليبيب ، كان في وجهه دمامة و كان فقيراً ويكثر الجلوس
عند النبي فقال له النبي ذات
يوم : يا جُليبيب ألا تتزوج يا جُليبيب؟ فقال : يا رسول الله ومن
يزوجني يا رسول الله؟!
فقال رسول الله : أنا أزوجك يا جُليبيب.
فالتفت جُليبيب إلى الرسول فقال: إذاً تجدُني كاسداً يا رسول الله ..
فقال الرسول : غير أنك عند الله لست بكاسد ، ثم لم
يزل النبي يتحين الفرص حتى يزوج جُليبيا فجاء في
يوم من الايام رجلٌ من الأنصار قد توفي زوج ابنته فجاء الى النبي صلى
الله عليه وسلم يعرضها عليه ليتزوجها النبي فقال
له النبي : نعم ولكن لا أتزوجها أنا !!
فرد عليه الأب : لمن يا رسول الله !!
فقال صلى الله عليه
وسلم: أزوجها جُليبيبا .. فقال ذلك الرجل: يا رسول
الله تزوجها
لجُليبيب ، يارسول الله إنتظر حتى أستأمر أمها !!
ثم مضى إلى أمها وقال لها أن النبي رسول الله يخطب
إليك ابنتك قالت : نعم ونعمين برسول الله ومن يرد
النبي ..
فقال لها : إنه ليس يريدها لنفسه ...!!
قالت : لمن ؟
قال : يريدها لجُليبيب !!
قالت : لجُليبيب لا لعمر الله لا أزوج جُليبيب وقد منعناها فلان وفلان
فاغتم أبوها لذلك ثم قام ليأتي النبي فصاحت الفتاة
من خدرها وقالت لأبويها : من خطبني إليكما؟؟ قال الأب : خطبك رسول
الله ..
قالت : أفتردان على رسول الله .. أمره ادفعاني إلى
رسول الله فإنه لن يضيعني !
قال أبوها : نعم ..
ثم ذهب إلى النبي وقال : يا رسول الله شئنك بها
... فدعى النبي جُليبيبا ثم زوجه إياها ورفع
النبي
كفيه الشريفتين وقال: اللهم صب عليهما الخير صباً
ولا تجعل عيشهما كداً كداً !!
ثم لم يمضي على زواجهما أيام حتى خرج النبي مع
أصحابه في غزوة وخرج معه جُليبيب فلما أنتهى القتال اجتمع الناس و
بدأوا يتفقدون بعضهم بعضاً فسألهم النبي وقال: هل
تفقدون من أحد قالوا : نعم يا رسول الله نفقد فلان وفلان كل واحد منهم
إنما فقد تاجر من التاجر أو فقد ابن عمه او أخاه ...
فقال : نعم و من تفقدون قالوا : هؤلاء الذين
فقدناهم يا رسول الله ..
فقال : ولكنني أفقد جُليبيبا .. فقوموا نلتمس خبره
ثم قاموا وبحثوا عنه في ساحة القتال وطلبوه مع القتلى ثم مشوا فوجدوه
في مكان قريب إلى جنب سبعة من المشركين قد قتلهم ثم غلبته الجراح فمات .
فوقف النبي على جسده المقطع ثم قال : قتلتهم ثم
قتلوك أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك .. ثم تربع النبي صلى الله
عليه وسلم جالسا بجانب هذا الجسد ثم حمل هذا الجسد ووضعه على ساعديه
وأمرهم أن يحفروا
له قبراً ..
قال أنس : فمكثنا والله نحفر القبر وجُليبيب ماله فراش غير ساعد النبي
..
قال أنس : فعدنا إلى المدينة وما كادت تنتهي عدتها حتى تسابق إليها
الرجال يخطبونها ..
( انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن
يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون
اللهم بارك لنا بالقرآن العظيم وانفعنا بمافيه من الآيات والذكر الحكيم وصل اللهم على سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول