السلام عليكم. شكرا لفضيلة الشيخ القرضاوى على رسالته المنشورة امس بجريدة " الشروق العربى " والتى جاءت متاخرة كثيرا والموجهة للشعبين الشقيقين المصرى والجزائرى بعد ان توثرت اعصاب المشجعين. ولكن لدى تعقيب عليه وعلى ما جاء فى رسالته.
يقول المثل " لمن تقرا زبورك يا داوود ؟ "
". ووصلت الوقاحة بالمثقفين المصريين وحتى السياسيين ان اتهموا رئيسنا المحترم عبد العزيز بوتفليقة اعزه الله ونصره على اعدائه بالمدبر لهذه " المؤامرة " كما يسميها البعض ويزعمون. واليوم يخرج السيد مبارك ويطلب منه تقديم الاعتذار للشعب المصرى على ما هم فيد من ظيق. اى اعتذار يتكلم عليه السيد الرئيس ؟ هذا الكلام ينطبق على المقولة " ضربنى وبكى سبقنى واشتكى ". اعلم ايها الرئيس المحترم بانك تتكلم مع زعيم تتلمذ عللاى يد الموسطاش الذى يتجمد الدم فى عروق مخاطبيه وتصيبهم الرعشة والخوف و... اننا ومن بلد الشهداء والعروبة والاسلام نطلب لاخواننا المغررين بهم الهداية والتعقل والاعتراف بالهزيمة التاريخية امام اشقائهم الجزائريين الذين يستحقوا التاهيل لمونديال جنوب افريقيا 2010 وحظ سعيد مستقبلا وان الفوز والتاهل لم يعط لهم وهذا ليس بالعيب لاننا اخوة قبل كل شىء " اليوم على وغذا عليك ". فكيف لو كان اللقاء مع اسرائيل يا انصار الفراعنة هل تعاملوهم بالمثل ؟ اظن ان المناصرين الحقودين والذين انسلخت منهم الرجولة وتبخرت منهم الغيرة يرضون بها لانهم مثل ابناء الخنازير فى الاهانة والذل.
ان الذى يقرا هذه الرسالة ايها الاخوة يدرك التحيز الكبير الذى ابداه شيخنا المحترم تجاه الشعب المصرى ابناء جلدته كان الجزائر هى التى اشعلت هذه الحرب الكلامية. ان جميع شعوب العالم تجرم مصروتصغره مقارنة باشقائهم الجزائريين. فليعلم شيخنا المحترم بان الفتنة انطلقت من القاهرة قبل اللقاء الكروى المرتقب بين الفريقين الجزائرى والمصرى بدءا بالتعدى على حافلة الوفد الجزائرى عند خروجه من مطار القاهرة الدولى. نشهدك الله يا شيخنا الفاضل ان تقول الحق اليوم قبل غذا " اذا جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ". هل سمعتم بان المناصرين الجزائريين اعتدوا على الفريق المصرى بالبليدة بالجزائر فى لقاء الدهاب او صار بهم سوء يذكر؟ لقد كانوا مدللين وهذا ما صرح به رئيس الوفد المصرى انذاك للصحافة وبثته القنوات الفضائية وتناقلته الصحف بعد اتهام الجزائر بالتسمم الغذائى للوفد المصرى وان الوفد الرسمى المصرى استقبل استقبالا رسميا حارا منقطع النظير من طرف السلطات الجزائرية. وهذا ليس بجديد ولا بغريب علي الجزائر حكومة وشعبا لانها من عاداتهم وجودهم وكرمهم اسالوا التاريخ عنا. اسالوا علماؤكم وفنانيكم وكل المصريين الذين وطئت اقدامهم ارض الجزائر الطاهرة. كيف كانوا يستقبلون فى بلدهم الثانى الجزائر. هل يعقل ان يحضى الوفد الجزائرى عند العودة بمثل هذا الاستقبال بالحجارة والشتم والسب و... اننا نحمد الله على الخسارة بالقاهرة والا لكانت الكارثة اعظم لا تحمد عقباها. اما ما جرى بالسودان الشقيق فالكل شاهد وعلى المباشر فى الميدان و الظروف التى جرى فيها اللقاء رغم المشاحنات. وبشهادة كل المتتبعين الرياضيين وغيرهم فى كل مكان والمسؤولين فى الامن السودانى خاصة بان الاحداث التى يرويها الاعلام المصرى ليست صحيحة ومبالغ فيها ومفبركة وما هى الا من صنع الكوميديا المصرية بحثة بامتياز تعبيرا عن سخطهم واسفهم وغضبهم على هزيمة اشبال المدرب شحاتة امام اشبال الشيخ سعدان المحنك. اما ما جرى خارج الملعب فالله اعلم وشاهد عليها لاننا لم نشاهد الشغب والفوضى المعلنة من قبل اهل الفتنة بعد المقابلة سواء نقلا عن وسائل الاعلام المصرية او الجزائرية او غيرها من وسائل الاعلام العالمية الموجودة هناك واذا كان الاخوان فى مصر يملكون الدليل فاتوا بها " هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ". وحتى ان صارت بعض الاحداث الهامشية بين الانصار فكل اللقاءات من هذا الطراز لا تخلوا من هذه المشاحنات وفى كل مكان ولكن ليست من هذا الطراز المعلن. فهذا شان الانصار والاخوة المصريون لم يقدمو الدليل القاطع لا للفيفا ولا لجمهوره ولا للراى العربى والعالمى لحد الساعة وراحوا يضحكون على انفسهم و يقذفون الشعب الجزائرى بكل الصفات القبيحة التى لاتليق بالمسلم ولا حتى بالعدو ( المرتزقة الحركى اللقطاء الحرميين ابناء الزنى الارهابين الزبالة المتوحشين ...الخ ). وما زالت قنوات الفتنة المعروفة تمطرنا يوميا بسمومها على مراى ومسمع الجميع والسيد مبارك لم يحرك ساكنا لحد الساعة لاسكاتها او لوقفها رغم ان الوضع تازم كثيرا بين الشعبين بطردهم لسفيرنا وجاليتنا المقيمة عندهم والاعتداءات المتكررة عليها بمصر والمطالبة بقطع العلاقات واخراج الجزائر من الجامعة العربية وكل المحافل العربية و... و... اما نحن يا فضيلة الشيخ فاعلامنا نظيف ومحترف حقا ونشهد امام الله انه لم يمس لا كرامة الشعب المصرى الشقيق ولا تاريخه المجيد والبطولى ولم يرض بالتكلم عنه زورا ولا بهتانا طالما ان المشكلة لم تتعدى مقابلة كرة قدم التى انتهت فى حدودها الشرعى بدون مشاكل تذكر ولا بد من غالب ومغلوب " يقول المثل " المندبة كبيرة والميت فار ". والفيفا اصدرت قرارها النهائى بتاهل الفريق الجزائرى بكل جدارة وننتظر العقوبة لن شاء الله. وباستثناء جريدة " الشروق العربى " اطال الله فى عمرها الراعى الرسمى للمنتخب الوطنى التى كانت تتكلم فى حدود الرياضة واتهمها الاعلام المصري بانها هى التى فجرت هذه الفتنة وان لها ايادى خفية صهيونية تسيرها و... اليس من العيب ان ينظاق الاعلاميين منها وهم يملكون عشرات الجرائد والصحف والقنوات الخاصة و... ؟ اعترفوا يا جبناء بتفوق الاعلام الجزائرى عليكم ايها المغرورين بقوتكم. فليعلم هؤلاء بان اسرائيل عدو ابدى ولم ولن تجمعنا معه اية مصلحة الى قيام الساعة ولا نرضى به اطلاقا فكيف بربكم بهذه التهمة وهذ يعلم جيدا هذا لاننا عدوه رقم واحد. هل عندنا السفارة الاسرائلية مثلكم على اراضينا الطاهرة يا خونة الامة العربية ؟ هل تربطنا علاقات مع الكيان الصهونى بربكم يا مغفلين ؟ اتقوا الله فى اقوالكم وقولوا الحق الذى ستسالون عنه غذا يوم القيامة وتعلموا من اخوانكم الجزائريين الرجولة والشهامة والفحولة لانهم لا يرضون بالركوع ولا بالسجود الا لله الواحد القهارلا شريك له. وانف الجزائرى لا يرضى ان يسقط ارضا وهذا معروف عند العام والخاص. لقد " بلغ السيل الزبى " كما يقال واصبحنا لانطيق كلامكم المجروح والمشحون رغم اننا ارتفعنا عنه عملا بالمثل القائل " الكلب ينبح والقافلة تسير "
اقول لشيخنا الفاضل لقد جاء تدخلك متاخرا كثيرا و كان عليك ان تلطف الجو مند اكثر من 3 اشهر بعد لقاء البليدة مباشرة لما بدات الحرب الكلامية بين قراء جريدة " الشروق اليومى " ومشاركى منتدياتها من البلدين. اما اليوم فمن واجبك قول الحق وكفى حتى على نفسك و اخوانك " قل الحق ولو كان مرا " بعيدا عن التحيز لانك عالم من علمائنا الاجلاء المحترمين والذين لهم مكانة فى قلوب الجزائريين وانتم مصابيح الامة وخلفاء الله فى ارضه. ماذا يكون ردك غذا عند الله وتدعى انك كنت بروسيا بعيدا عن كل هذه الاحداث ومحايدا ؟ هذا ليس مبررا يا شيخنا الفاضل ولكن تهربا من المسؤولية. ان وسائل الاعلام الحديثة توصل الخبر فى كل مكان و حتى خارج الكرة الارضية فكيف بمن يعيش فيها ؟ اننا لا نقبل الاعتذار من هذا النوع ولا الحيادية كما صرحت به من على منبر احد مساجد قطر فى خطبتك الجمعة الفارط بتاريخ 20 نوفمبر 2009 . يا شيخنا الفاضل لا حيادية فى الدين و قول الحق واجب على كل مسلم فكيف بعلمائها امثالكم ؟ وكل العلماء المسلمين فى كل مكان مسؤولون امام الله على هذه الفتن التى تقع فى بلاد المسلمين هنا وهناك وسكوتهم هذا لا ينفع ولم يتحركوا لاطفاء هذه النيران المشتعلة وكم هى كثيرة شرقا وغربا. اكم تملكون الكلمة الطيبة. ماذا فعلتم وماذا انتم فاعلون فى الفتنة القائمة على الحدود السعودية اليمنية فى هذه الايام الحرم المفضلة عند الله ؟ اتتركون اخوانكم يقتتلون وتتفرجون عليهم ومن بعد تتدخلون وتتاسفون للحادث ؟ يقول الرسول صل الله عليه وسلم " والله لزوال الدنيا اهون عند الله من زهق روح مسلمة ". والله لعار عليكم يا علماء الامة هذا السكوت المخزى والمحزن والمحير... اين انتم من قول الله عز وجل " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما... ". اين دوركم لاطفاء هذه النيران المشتعلة عبر ربوع الاقطار الاسلامية ؟ لماذا لا تبادرون بالتوسط بين جميع الاطراف لاحتقان دم المسلمين ؟ هل تتذكرون ماذا فعلتم يا شيخنا مع اصنام بودا بافغانستان فى حكم بوش الابن اللعين عندما قرر الطالبان نسف هذه التماثيل ؟ لقد دهبتم بمعية مجموعة من العلماء للضغط على الطالبان للعزوف عن فعلتهم لارضاء المجرم بوش. ولكنكم لم تقوموا بهذا النوع من المبادرة فى العالم الاسلامى شرقا وغربا وهذا من الاولويات. هذه كانت سوى تماثيل لاتسمن ولا تغنى من جوع ولا روح لها وسارعتم واستجبتم لنداء الخزى والعار لارضاء البيت الابيض الامريكى. فكيف بالله عليكم اليوم صامتون والفتنة قائمة بين الاخوة الجزائريين والمصريين وقد بلغت دروتها وتكاد الحرب ان تشتعل بين الدولتين وبقيتم متفرجين طول هذه المدة وتخرجون اخيرا بهذ الرسالة المحتشمة تخاطبون فيها الطرفين بالكف عنها والرجوع الى الله سبحانه وتعالى. نعم نستجيب لندائكم ونمد ايدنا لاخواننا المصريين. ولكن يا شيخنا لا بد من تشخيص الداء يقول المثل الفرنسى " Il faut appeler un chat, un chat ". من كان سباقا لهذه الفتنة المشتعلة بيننا ؟ واليوم من يستمع اليكم بالله بعد قاست قلوب الشعبين كالحجارة او اشد منها. اقول لك يا شيخنا بان الجرح عميق جدا جدا جدا ومن الدرجة الثالثة ويصعب شفاؤه ولا ننسى لاخواننا المصريين كل السموم التى اشربون اياها. ونطالب اليوم الرد الرسمى من السلطات الجزائرية واتخاد كل التدابير اللازمة لوقف هذه الابواق الناهقة واحالة دولة مصر حكومة وشعبا على محكمة الدول العالمية على تجاوزاتهم المعلنة لان البرهان موجود ثم الوصولللمطالبة بقطع جميع العلاقات بين البلدين لاننا صبرنا و" انما للصبر حدود " كما قالت ام كلثوم. ويذكرنا هذا بكلام المرحوم الرئيس الموسطاس بومدين الفحل عندما قطع العلاقات مع مصر فى حكم السادات بسبب زيارته تل ابيب وامضائه اتفاقية كامب دافيد " المشؤومة " حين قال " لقد جمعتنا القضية الفلسطينية وفرقتنا القضية الفلسطينية ". اننا لا ننسى تاريخنا يا ايها الفراعنة المتفرعنين. ونناشد السيد رئيس الجمهورية بضرب عرض الحائط هذا النهيق وسنرد نحن عليهم مكانه اذا اعطانا الفرصة ولكن نترك القافلة تسير ولا نعاملكم بالمثل لاننا شعب متحضر لا همجى كما تزعمون. ونناشده ونطالبه اليوم بالالتفات كليا للجهة الغربية ب360° وحل مشكل الصحراء الغربية نهائيا ثم فتح الحدود الجزائر المغربية عاجلا وطى ملف الخلافات السياسية عرفانا للشعب المغربى الشقيق لوقوفه مع شقيقه الجزائرى فى محنته الكروية المعلنة من ارض الكنانة وفى هذا الظرف الصعب الذى تتكالب علينا فيه قنوات الخزى والعار المصرية لاننا اخوة قبل كل شىء وفرقتنا السياسة العمياء الملعونة . و دون ان ننسى رد الجميل كذلك للسودان الشقيق وتعزيز علاقاتنا معه اكثر فاكثر عاجلا لانه برهن للعرب خاصة اخلاصه لاخوانه بدون تمييز. انه حقا شعب مجاهد وبطل فى كل المجالات بدءا بالغاء التاشيرة على الجزائريين كرد الجميل لحكومته و لشعبه الكريم المظياف الذى تحمل اعباء لقاء الاشقاء على ارضه. واذا اقتدى الامر الانسحاب حتى من الجامعة العربية المنافقة التى تستولى عليها حكومة القاهرة والا نقل مقرها الى مكان اخر غير القاهرة وهذا اضعف الايمان ما دام الاشقاء فى مصر وخاصة الطبقة السياسية والمثقفة جردونا من اسلامنا وعروبتنا ووصفونا باليهود ولم يتحرك رئيسها عمرو موسى للتدخل امام همجية ابناء النيل وليسعدوا بمقعد اسرائيل التى يبكون عليها مكاننا والدليل واضح حرق العلم الجزائرى من طرف الحقوقيين المصريين وفى نفس الوقت اعلاء العلم العدو الاسرائلى فوق ارض مصر الطاهرة لارضاء الرئيس الاسرائلى الذى يزور مصر فى هذا الظرف بالذات والذى له اكثر من دلالة . ادن ماذا ننتظر من الحكومة والشعب المصرى اكثر من هذه الفضيحة التاريخية ؟ ان المصريين المغرورين بالزعامة تناسوا المقولة " ان كل من يدعى بالقوة يموت ضعفا ". ان التاريخ لا يرحم وان اجيال البلدين سيتذكرون الشماتة والعداوة التى اعلنتها مصر حكومة وشعبا على الحكومة والشعب الجزائرى بسبب كرة القدم اللعينة وتناسوا تاريخنا المشترك المتجدر عبر الزمن. وفى هذا اقول لشيخنا الفاضل بارك الله فى الشرفاء المصريين امثال جمال عبد الناصر المرحوم وغيره الذين ساندوا الثورة الجزائرية العظمى فى 1954 ضد المستعمر الفرنسى ولم ولا ننسى لهم هذا الجميل كما انهم بدورهم لا يمكن نسيان الوقوف الجزائرى شعبا وقيادة ومشاركة الشباب الجزائرى محنة الشعب المصرى فى تحريرسيناء من العدو الاسرائلى فى اكتوبر 1973 وقد اختلطت الدماء الجزائرية بالدماء المصرية فى صحراء سيناء ( طالعوا جريدة الشروق اليومى لهذا اليوم الموافق ل25 نوفمبر 2009 وشهادة اللواء الركن سعد الدين الشادلى وموقف الجزائر بزعامة الموسطاش بومدين ) وهذا ليس بغريب على الحكومة و الشعب الجزائرى العربى المسلم ولكن هذا من واجبات الاخوة والعروبة والاسلام. ان الذى كان يجمعنا اكثر مما يفرقنا ولكن اهل الفتنة فى مصر خاصة ارادوا المساس بشعبنا الغيور على وطنه ورموز بلاده. ولن يبقى مكتوفى الايدى يتفرج ولكن عندما يتحرك ياخد حقه حتى من افواه الاسود وهذا من خصال هذا الشعب الابى الشجاع المحترم الذى لا ينبطح ابدا ولا يخاف لومة لائم والتجارب علمتنا كل هذا.