مساوئ الأخلاق ومذمومها - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مساوئ الأخلاق ومذمومها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-04-16, 05:38   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُقِ الحسد

معنى الحسد لغةً:

الحسد مصدره حسده يَحْسِدُه ويَحْسُدُه

حَسَدًا وحُسودًا وحَسادَةً

وحَسَّدَه: تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته

أو يسلبهما، وحَسَدَهُ الشيءَ وعليه


[5197] ((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 277)

((تاج العروس)) للزبيدي (8/25).


معنى الحسد اصطلاحًا:

وقال الجرجاني:

(الحسد تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد)


[5198] ((التعريفات)) (ص 87).

وقال الكفوي:

(الحسد: اختلاف القلب على الناس؛ لكثرة الأموال والأملاك)


[5199] ((الكليات)) (ص 408).

وعرفه الطاهر بن عاشور فقال:

(الحسد: إحساس نفساني مركب من استحسان

نعمة في الغير، مع تمني زوالها عنه؛ لأجل غيرة

على اختصاص الغير بتلك الحالة

أو على مشاركته الحاسد)


[5200] ((التحرير والتنوير)) (30/629).

الفرق بين الحسد وبعض الصفات

- الفرق بين الحسد والغبطة:

قال ابن منظور:

(الغبط أن يرى المغبوط في حال حسنة

فيتمنى لنفسه مثل تلك الحال الحسنة

من غير أن يتمنى زوالها عنه

وإذا سأل الله مثلها فقد انتهى إلى ما أمره به ورضيه له

وأما الحسد فهو أن يشتهي أن يكون له ما للمحسود

وأن يزول عنه ما هو فيه)


[5201] ((لسان العرب)) لابن منظور (7/359).

وقال الرازي: (إذا أنعم الله على أخيك بنعمة

فإن أردت زوالها فهذا هو الحسد

وإن اشتهيت لنفسك مثلها فهذا هو الغبطة)


[5202] ((مفاتيح الغيب)) (3/646).

وقد تسمى الغبطة حسدًا كما جاء في حديث عبد الله بن مسعود

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا

فسلط على هلكته في الحق

ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها))


[5203] رواه البخاري (73) ومسلم (316).

وقد فسر النووي الحسد في الحديث فقال:

(هو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره

من غير زوالها عن صاحبها)


[5204] ((شرح النووي على مسلم)) (6/97).

- الفرق بين الحسد والمنافسة والمسابقة:

قال ابن القيم: (للحسد حدٌّ

وهو المنافسة في طلب الكمال

والأنفة أن يتقدَّم عليه نظيره

فمتى تعدَّى ذلك صار بغيًا وظلمًا يتمنى معه

زوال النعمة عن المحسود، ويحرص على إيذائه)


[5205] ((الفوائد)) (ص140).

وقال الغزالي: (والمنافسة في اللغة مشتقة من النفاسة

والذي يدلُّ على إباحة المنافسة قوله تعالى:

وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين: 26]

وقال تعالى: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ [الحديد: 21]

وإنما المسابقة عند خوف الفوت

وهو كالعبدين يتسابقان إلى خدمة مولاهما

إذ يجزع كلُّ واحد أن يسبقه صاحبه فيحظى

عند مولاه بمنزلة لا يحظى هو بها)


[5206] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/190).

وبيَّن الغزالي سبب المنافسة فأرجعها إلى: (إرادة مساواته

واللحوق به في النعمة، وليس فيها كراهة النعمة

وكان تحت هذه النعمة أمران: أحدهما:

راحة المنعم عليه، والآخر: ظهور نقصانه عن غيره

وتخلفه عنه، وهو يكره أحد الوجهين

وهو تخلُّف نفسه، ويحب مساواته له.

ولا حرج على من يكره تخلف نفسه ونقصانها في المباحات)


[5207] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/191).

وقد تنافس الصحابة في الخير

وبذلوا أسباب الكمال

فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:

((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدق

فوافق ذلك مالًا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر

إن سبقته يومًا، فجئت بنصف مالي

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟

قلت: مثله، قال: وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكلِّ ما عنده

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟

قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت:

لا أسابقك إلى شيء أبدًا))


[5208] رواه أبو داود (1678)، والترمذي (3675).

ولكن المنافسة في أمور الدنيا تجر

غالبًا إلى الوقوع في الحسد والأخلاق الذميمة

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟

فقال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو غير ذلك

تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون))


[5209] رواه مسلم (2962).

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

((والله لا الفقر أخشى عليكم

ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا

كما بسطت على من كان قبلكم

فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم))


[5210] رواه البخاري (3158)، ومسلم (2961)، واللفظ للبخاري.

وقد نبَّه على ذلك الرازي فقال:

(لكن هاهنا دقيقة؛ وهي أن زوال النقصان

عنه بالنسبة إلى الغير له طريقان:

أحدهما: أن يحصل له مثل ما حصل للغير.

والثاني: أن يزول عن الغير ما لم يحصل له.

فإذا حصل اليأس عن أحد الطريقين فيكاد القلب

لا ينفكُّ عن شهوة الطريق الآخر

فهاهنا إن وجد قلبه بحيث لو قدر على إزالة تلك الفضيلة

عن ذلك الشخص لأزالها

فهو صاحب الحسد المذموم

وإن كان يجد قلبه بحيث تردعه التقوى عن إزالة تلك

النعمة عن الغير؛ فالمرجو من الله تعالى أن يعفو عن ذلك)


[5211] ((مفاتيح الغيب)) الرازي (3/647).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحسد








 


رد مع اقتباس
قديم 2021-04-17, 05:06   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الحسد والنهي عنه في القرآن الكريم

- قال تعالى:

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ

إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ

وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [سورة الفلق].

قال الرازي: (كما أنَّ الشيطان هو النهاية

في الأشخاص المذمومة، ولهذا السبب ختم الله

مجامع الشرور الإنسانية بالحسد، وهو قوله:

وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَكما

ختم مجامع الخبائث الشيطانية بالوسوسة)


[5216] ((مفاتيح الغيب)) (1/226).

وقال الحسين بن الفضل:

(إنَّ الله جمع الشرور في هذه الآية وختمها بالحسد

ليعلم أنه أخسُّ الطبائع)


[5217] ((الكشف والبيان)) للثعلبي (10/340).

وقال تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ

إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم

مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ [البقرة: 109].

قال ابن عثيمين: (والآية تدلُّ على تحريم الحسد

لأنَّ مشابهة الكفار بأخلاقهم محرمة ...

والحاسد لا يزداد بحسده إلا نارًا تتلظى في جوفه

وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة

فهو مع كونه كارهًا لنعمة الله

على هذا الغير مضاد لله في حكمه

لأنَّه يكره أن ينعم الله على هذا المحسود

ثم إنَّ الحاسد أو الحسود مهما أعطاه الله من نعمة

لا يرى لله فضلًا فيها

لأنَّه لابدَّ أن يرى في غيره

نعمة أكثر مما أنعم الله به عليه، فيحتقر النعمة)


[5218] ((تفسير الفاتحة والبقرة)) (1/360).

وقال الثعالبي: (وقيل: إنَّ هذه الآية تابعةٌ

في المعنى لما تقدَّم من نَهْيِ اللهِ عزَّ وجلَّ

عن متابعة أقوال اليهود في: رَاعِنَا [البقرة: 104] وغيره

وأنهم لا يودُّون أن ينزل على المؤمنين خيرٌ

ويودُّون أن يردوهم كفارًا من بعد ما تبيَّن لهم الحق

وهو نبوءة محمَّد صلَّى الله عليه وسلم)


[5219] ((الجواهر الحسان)) (1/302).

(وقال: حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم ليبين أنَّ حسدهم

لم يكن عن شبهة دينية، أو غيرة على حقٍّ يعتقدونه

وإنما هو خبث النفوس، وفساد الأخلاق

والجمود على الباطل، وإن ظهر لصاحبه الحق)


[5220] ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (1/346).

- وقال سبحانه: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ

مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ

وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا [النساء: 54].

قال القرطبي: (وهذا هو الحسد بعينه

الذي ذمَّه الله تعالى)


[5221] ((الجامع لأحكام القرآن)) (5/163) بتصرف يسير.

وقال أبو السعود: (مفيدة للانتقال من توبيخهم

بما سبق إلى توبيخهم بالحسد

الذي هو شرُّ الرذائل وأقبحها

لاسيما على ما هم بمعزل من استحقاقه)


[5222] ((إرشاد العقل السليم)) (2/190).

- وقال عزَّ مِن قائل: وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ

عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ

مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ

إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [النساء: 32].

قال القرطبي في تفسير هذه الآية:

(والحسد مذموم، وصاحبه مغموم

وهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ..

. ويقال: الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء

وأول ذنب عصي به في الأرض

فأما في السماء فحسد إبليس لآدم

وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل)


[5223] ((الجامع لأحكام القرآن)) (5/250).

وقال الزجاج: (قيل: لا ينبغي أن يتمنى الرجل

مال غيره ومنزل غيره، فإِن ذلك هو الحسد)


[5224] ((معاني القرآن وإعرابه)) (2/45).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحسد









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-18, 05:18   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الحسد والنهي عنه في السنة النبوية

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا


[5225] لا تدابروا: أي لا يعطي كل واحد منكم

أخاه دبره وقفاه فيعرض عنه ويهجره.

((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/97).


وكونوا عباد الله إخوانًا))

[5226] رواه البخاري (6065)، ومسلم (2558).

قال ابن بطال: (وفيه: النهي عن الحسد على النعم

وقد نهى الله عباده المؤمنين عن أن يتمنوا

ما فضل الله به بعضهم على بعض

وأمرهم أن يسألوه من فضله)


[5227] ((شرح صحيح البخاري)) (9/258).

وقال الباجي: (أن تنافس أخاك

في الشيء حتى تحسده عليه

فيجر ذلك إلى الطعن والعداوة، فذلك الحسد)


[5228] ((المنتقى شرح الموطأ)) (7/216).

قال القاري: قال: (إياكم والحسد.

أي: في مال أو جاه دنيوي؛ فإنَّه مذموم

بخلاف الغبطة في الأمر الأخروي.

فإن الحسد أي: باعتبار ما ينتج في حقِّ المحسود

من ارتكاب السيئات. يأكل الحسنات:

أي يفني ويذهب طاعات الحاسد.

كما تأكل النار الحطب.

لأنَّ الحسد يفضي بصاحبه إلى اغتياب المحسود ونحوه

فيذهب حسناته في عرض ذلك المحسود

فيزيد المحسود نعمة على نعمة

والحاسد حسرة على حسرة

فهو كما قال تعالى: خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ [الحج:11])


[5229] ((مرقاة المفاتيح)) (8/3155).

وقال المناوي: (فإنَّ الحسد يأكل الحسنات. أي: يذهبها

ويحرقها، ويمحو أثرها. كما تأكل النار الحطب.

أي: اليابس؛ لأنه يفضي بصاحبه إلى اغتياب المحسود

وشتمه، وقد يتلف ماله، أو يسعى في سفك دمه

وكل ذلك مظالم يقتصُّ منها في الآخرة

ويذهب في عوض ذلك حسنات

فلا حجة فيه للمعتزلة الزاعمين أنَّ المعاصي تحبط الطاعات)


[5230] ((فيض القدير)) (3/125).

وقال العظيم آبادي: (إياكم والحسد.

أي: احذروا الحسد في مال أو جاه دنيوي؛ فإنَّه مذموم

بخلاف الغبطة في الأمر الأخروي

.فإن الحسد يأكل الحسنات.

أي: يفني ويذهب طاعات الحاسد)


[5231] ((عون المعبود)) (13/168).

- وعن قيس، قال: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لا حسد إلا في اثنتين:

رجل آتاه الله مالًا فسلط على هلكته في الحق

ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها))


[5232] رواه البخاري (73) ومسلم (316).

قال النووي: (قال العلماء الحسد قسمان:

حقيقي ومجازي

فالحقيقي تمني زوال النعمة عن صاحبها

وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصحيحة

وأما المجازي فهو الغبطة

وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره

من غير زوالها عن صاحبها

فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة

وإن كانت طاعة فهي مستحبة

والمراد بالحديث لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين

وما في معناهما. قوله صلى الله عليه وسلم:

آناء الليل والنهار. أي ساعاته)


[5233] ((شرح النووي على مسلم)) (6/97).

قال ابن الجوزي: (وقد ذم الحسد

على الإطلاق لما ينتجه ويوجبه...

وأنَّ المراد بالحديث نفي الحسد فحسب

فقوله: لا حسد. كلام تام

وهو نفي في معنى النهي.

وقوله: إلا في اثنتين. استثناء ليس من الجنس)


[5234] ((كشف المشكل)) (1/289).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحسد









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-19, 17:03   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أقسام الحسد

قسم العلماء الحسد إلى عدد من الأنواع

ومنهم ابن القيم الذي قسمه إلى ثلاثة أنواع:

1- حسد يخفيه ولا يرتب عليه أذى بوجه ما؛ لا بقلبه

ولا بلسانه ولا بيده، بل يجد في قلبه شيئًا من ذلك

ولا يعاجل أخاه إلا بما يحب الله.

2- تمني استصحاب عدم النعمة

فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة

بل يحب أن يبقى على حاله؛ من جهله

أو فقره، أو ضعفه

أو شتات قلبه عن الله، أو قلة دينه.

3- حسد الغبطة؛ وهو تمني أن يكون

له مثل حال المحسود، من غير أن تزول النعمة عنه

فهذا لا بأس به ولا يعاب صاحبه

بل هذا قريب من المنافسة


[5257] ((بدائع الفوائد)) (2/237) بتصرف.

وقسمه الغزالي إلى أربعة أنواع

1- أن يحب زوال النعمة عنه

وإن كان ذلك لا ينتقل إليه، وهذا غاية الخبث.

2- أن يحب زوال النعمة إليه لرغبته في تلك النعمة

مثل رغبته في دار حسنة، أو امرأة جميلة

أو ولاية نافذة، أو سعة نالها غيره

وهو يحبُّ أن تكون له

ومطلوبه تلك النعمة لا زوالها عنه.

3- أن لا يشتهي عينها لنفسه، بل يشتهي مثلها

فإن عجز عن مثلها أحب زوالها كيلا يظهر التفاوت بينهما.

4- أن يشتهي لنفسه مثلها

فإن لم تحصل فلا يحب زوالها عنه

وهذا هو المعفو عنه إن كان في الدنيا

والمندوب إليه إن كان في الدين


[5258] ((إحياء علوم الدين)) (3/192) بتصرف.

آثار الحسد

الحسد مذموم مرذول، أجمل الماوردي مذمته في قوله

: (ولو لم يكن من ذمِّ الحسد إلا أنَّه خلق دنيء

يتوجَّه نحو الأكفاء والأقارب

ويختصُّ بالمخالط والمصاحب

لكانت النزاهة عنه كرمًا، والسلامة منه مغنمًا

فكيف وهو بالنفس مضرٌّ، وعلى الهمِّ مصرٌّ

حتى ربما أفضى بصاحبه إلى التلف

من غير نكاية في عدو، ولا إضرار بمحسود)


[5251] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (1/269-270).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحسد









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-21, 04:19   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

نماذج من الحساد

حسد إبليس

خلق الله جل وعلا آدم عليه السلام وشرَّفه وكرَّمه

وأمر الملائكة بالسجود له، ولكن إبليس تكبر وبغى

وحسده على هذه المنزلة؛ قال تعالى:

وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ

فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ قَالَ مَا مَنَعَكَ

أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي

مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ [الأعراف: 11-12]

قال قتادة: (حسد عدو الله إبليس آدم عليه السلام

ما أعطاه من الكرامة، وقال: أنا ناريٌّ وهذا طينيٌّ)


[5277] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (1/231).

. وقال ابن عطية: (أول ما عصي الله بالحسد

وظهر ذلك من إبليس)


[5278] ((المحرر الوجيز)) (3/469).

ومن شدة حسد إبليس أنه لما تبين مقت الله له

وغضبه عليه، أراد أن يغوي بني آدم

ليشاركوه المقت والغضب

وقد ذكر الله حال إبليس هذا، قال تعالى:

قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ

ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ


وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف: 16-17]

قال ابن القيم: (الحاسد شبيه بإبليس

وهو في الحقيقة من أتباعه

لأنَّه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس

وزوال نعم الله عنهم

كما أنَّ إبليس حسد آدم لشرفه وفضله

وأبى أن يسجد له حسدًا، فالحاسد من جند إبليس)


[5279] ((بدائع الفوائد)) (2/234).

حسد قابيل لأخيه هابيل

قال تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا

قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ

قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ

لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ

رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ

مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ

قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة: 27- 30]

(فإن آدم - عليه السلام - لما بعث إلى أولاده

كانوا مسلمين مطيعين

ولم يحدث بينهم اختلاف في الدين

إلى أن قتل قابيل هابيل؛ بسبب الحسد والبغي)


[5280] ((اللباب في علوم الكتاب))

لعمر بن علي النعماني (3/501).


حسد إخوة يوسف

قال تعالى: لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ

إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ

إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ اقْتُلُواْ يُوسُفَ

أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ

وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ [يوسف: 7- 9]

قال الماوردي: (كان يعقوب قد كلف بهما؛ لموت أمهما

وزاد في المراعاة لهما، فذلك سبب حسدهم لهما

وكان شديد الحبِّ ليوسف، فكان الحسد له أكثر

ثم رأى الرؤيا فصار الحسد له أشد)


[5281] ((النكت والعيون)) (3/9).

حسد كفار قريش

أكرم الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالرسالة

ولكن كفار قريش حسدوه على هذا الفضل

وظنوا أنَّ النبوة مبنية على مقاييسهم الدنيوية المختلة

وقد ذكر الله تعالى ذلك عنهم ووبخهم على سوء فهمهم

قال تعالى: وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ

مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا

بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ

فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا

وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف: 31- 32]

قال النسفي: (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ [القصص: 69]

تضمر صُدُورُهُمْ [القصص: 69]

من عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسده

وما يعلنون من مطاعنهم فيه

وقولهم: هلا اختير عليه غيره في النبوة)


[5283] ((مدارك التنزيل)) للنسفي (2/654-255).

حسد المنافقين

المنافقون يظهرون الإسلام، ويبطنون الكفر والعداوة

وتكاد قلوبهم تشقق حسدًا وغيظًا وحقدًا، قال تعالى:

إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ

بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا

إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران: 120]

قال ابن كثير: (وهذه الحال دالة على شدة العداوة

منهم للمؤمنين، وهو أنه إذا أصاب المؤمنين

خصب ونصر وتأييد، وكثروا وعز أنصارهم

ساء ذلك المنافقين، وإن أصاب المسلمين سنة أي جدب

أو أديل عليهم الأعداء لما لله تعالى في ذلك

من الحكمة كما جرى يوم أحد، فرح المنافقون بذلك)


[5284] ((تفسير القرآن العظيم)) (2/108-109).

وقال تعالى: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن

لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ [محمد: 29]

قال ابن كثير: (أيعتقد المنافقون أنَّ الله لا يكشف

أمرهم لعباده المؤمنين، بل سيوضح أمرهم

ويجليه حتى يفهمهم ذوو البصائر

وقد أنزل الله تعالى في ذلك سورة براءة

فبيَّن فيها فضائحهم، وما يعتمدونه من الأفعال

الدالة على نفاقهم، ولهذا كانت تسمى الفاضحة

والأضغان: جمع ضغن، وهو ما في النفوس من الحسد

والحقد للإسلام وأهله والقائمين بنصره)


[5285] ((تفسير القرآن العظيم)) (7/321).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحسد









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-22, 04:40   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أسباب الوقوع في الحسد

فصل الغزالي أسباب التحاسد في سبعة أمور هي:

1– (العداوة والبغضاء:

وهذا أشد أسباب الحسد، فإنَّ مَن آذاه شخص

بسبب من الأسباب، وخالفه في غرض بوجه من الوجوه

أبغضه قلبه، وغضب عليه، ورسخ في نفسه الحقد.

والحقد يقتضي التشفي والانتقام

فإن عجز المبغض عن أن يتشفَّى بنفسه أحبَّ

أن يتشفَّى منه الزمان، وربما يحيل ذلك على كرامة

نفسه عند الله تعالى، فمهما أصابت عدوه بلية فرح بها

وظنَّها مكافأة له من جهة الله على بغضه وأنها لأجله

ومهما أصابته نعمة ساءه ذلك؛ لأنَّه ضدُّ مراده

وربما يخطر له أنه لا منزلة له عند الله؛ حيث لم ينتقم له

من عدوه الذي آذاه، بل أنعم عليه.


2- التعزز:

وهو أن يثقل عليه أن يترفع عليه غيره

فإذا أصاب بعض أمثاله ولاية، أو علمًا

أو مالًا خاف أن يتكبر عليه، وهو لا يطيق تكبره

ولا تسمح نفسه باحتمال صلفه


[5262] الصلف: مجاوزة القدر في الظرف والبراعة

والادعاء فوق ذلك تكبرا ((لسان العرب)) لابن منظور (9/ 196).


وتفاخره عليه، وليس من غرضه أن يتكبر

بل غرضه أن يدفع كبره، فإنَّه قد رضي بمساواته مثلًا

ولكن لا يرضى بالترفع عليه.


3- الكبر:

وهو أن يكون في طبعه أن يتكبر عليه، ويستصغره

ويستخدمه، ويتوقَّع منه الانقياد له

والمتابعة في أغراضه، فإذا نال نعمة خاف

ألا يحتمل تكبره ويترفع عن متابعته، أو ربما يتشوَّف


[5263] تشوف: تطلع. ((مختار الصحاح)) للرازي (ص 170).

إلى مساواته، أو إلى أن يرتفع عليه، فيعود

متكبرًا بعد أن كان متكبرًا عليه.


4- التعجب:

فيجزع الحاسد من أن يتفضل عليه من هو مثله في الخلقة

لا عن قصد تكبر، وطلب رياسة

وتقدم عداوة، أو سبب آخر من سائر الأسبا.ب


5- الخوف من فوت المقاصد:

وذلك يختص بمتزاحمين على مقصود واحد

فإن كان واحد يحسد صاحبه في كلِّ نعمة تكون عونًا له

في الانفراد بمقصوده، ومن هذا الجنس تحاسد الضرات


[5264] ضرة المرأة: امرأة زوجها

((لسان العرب)) لابن منظور (4/ 486).


في التزاحم على مقاصد الزوجية، وتحاسد الإخوة

في التزاحم على نيل المنزلة في قلب الأبوين

للتوصل به إلى مقاصد الكرامة والمال


6- حب الرياسة وطلب الجاه:

وذلك كالرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير في فنٍّ من الفنون

إذا غلب عليه حب الثناء، واستفزه الفرح بما يمدح به

من أنه واحد الدهر، وفريد العصر في فنه

وأنه لا نظير له، فإنه لو سمع بنظير له في أقصى

العالم لساءه ذلك، وأحبَّ موته، أو زوال النعمة عنه

التي بها يشاركه المنزلة؛ من شجاعة، أو علم

أو عبادة، أو صناعة، أو جمال، أو ثروة

أو غير ذلك مما يتفرد هو به، ويفرح بسبب تفرده.


7- خبث النفس وشحها بالخير لعباد الله تعالى:

فإنك تجد من لا يشتغل برياسة وتكبر ولا طلب مال

إذا وصف عنده حسن حال عبد من عباد الله تعالى

فيما أنعم الله به عليه؛ يشقُّ ذلك عليه


وإذا وصف له اضطراب أمور الناس، وإدبارهم

وفوات مقاصدهم، وتنغص عيشهم فرح به

فهو أبدًا يحبُّ الإدبار لغيره، ويبخل بنعمة الله على عباده

كأنهم يأخذون ذلك من ملكه وخزانته.

وهذا السبب معالجته شديدة

لأنَّ الحسد الثابت بسائر الأسباب أسبابه عارضة

يتصور زوالها فيطمع في إزالتها

وهذا خبث في الجبلة لا عن سبب عارض، فتعسر إزالته)


[5265] ((إحياء علوم الدين)) (3/192-194) بتصرف.

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الحسد









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-22, 23:54   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
leonette
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا


Kodi nox










رد مع اقتباس
قديم 2021-04-23, 16:52   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة leonette مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك وجزاك خيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-24, 04:07   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الوسائل المعينة على دفع شر الحاسد عن المحسود

ذكر ابن القيم عشرة أسباب تدفع شر الحاسد عن المحسود :

1- التعوذ بالله تعالى من شره، واللجوء والتحصن به

والله تعالى سميع لاستعاذته

عليم بما يستعيذ منه، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ

مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ

فِي الْعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [سورة الفلق].


2- تقوى الله، وحفظه عند أمره ونهيه

فمن اتَّقى الله تولى الله حفظه

ولم يكله إلى غيره، قال تعالى:

وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا [آل عمران: 120]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله

بن عباس رضي الله عنهما:

((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك))


5272] رواه الترمذي (2516)

فمن حفظ الله، حفظه الله ووجده أمامه أينما توجه

ومن كان الله حافظه وأمامه، فممن يخاف؟!


3- الصبر على عدوه، وألا يقاتله، ولا يشكوه

ولا يحدث نفسه بأذاه أصلًا

فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه

والتوكل على الله، ولا يستطل تأخيره وبغيه

فإنه كلما بغى عليه، كان بغيه جندًا

وقوة للمبغي عليه المحسود، يقاتل به الباغي نفسه

وهو لا يشعر، فبغيه سهام يرميها من نفسه

وقد قال تعالى: وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ

بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ [الحج: 60]

فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنه قد استوفى

حقَّه أولًا، فكيف بمن لم يستوفِ شيئًا من حقِّه؟!


4- التوكل على الله: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ

فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 3] والتوكل من أقوى الأسباب

التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق

وظلمهم وعدوانهم، فإنَّ الله حسبه أي كافيه

ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه

ولا يضرُّه إلا أذى لا بد منه، كالحرِّ والبرد والجوع

والعطش، وأما أن يضره بما يبلغ منه مراده

فلا يكون أبدًا، وفرق بين الأذى الذي هو في الظاهر

إيذاء له؛ وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه

وبين الضرر الذي يتشفى به منه.


5- فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه

وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له

فلا يلتفت إليه، ولا يخافه، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه

ولا يجعل قلبه معمورًا بالفكر في حاسده، والباغي عليه

والطريق إلى الانتقام منه، فهذا التفكير مما لا يتسع

له إلا قلب خراب، لم تسكن فيه محبة الله

وإجلاله وطلب مرضاته، وهذا العلاج من أنفع الأدوية

وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره.


6- الإقبال على الله والإخلاص له

وجعل محبته وترضيه والإنابة إليه في محل خواطر نفسه

وأمانيها، تدب فيها دبيب الخواطر شيئًا فشيئًا

حتى يقهرها، ويغمرها، ويذهبها بالكلية

فتبقى خواطره، وهواجسه

وأمانيه كلها في محابِّ الرب، والتقرب إليه، وتملقه

وترضيه، واستعطافه، وذكره.


7- تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه

فإنَّ الله تعالى يقول: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ

أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى: 30]

وقال لصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم:

أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى

هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران: 165]

فما سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه

وما لا يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها

وما ينساه مما علمه وعمله أضعاف ما يذكره.


8- الصدقة والإحسان ما أمكنه

فإنَّ لذلك تأثيرًا عجيبًا في دفع البلاء

ودفع العين وشرِّ الحاسد، فما يكاد العين والحسد

والأذى يتسلط على محسن متصدق

وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملًا فيه باللطف

والمعونة والتأييد، وكانت له فيه العاقبة الحميدة.


9- إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه

فكلما ازداد أذى وشرًّا وبغيًا وحسدًا

ازددت إليه إحسانًا، وله نصيحة، وعليه شفقة

وهذا من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها

ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله، قال تعالى:

وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ 34

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ

بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت: 34 – 36]

واعلم أنَّ لك ذنوبًا بينك وبين الله، تخاف عواقبها

وترجوه أن يعفو عنها، ويغفرها لك

ويهبها لك. ومع هذا ينعم الله عليك، ويكرمك

ويجلب إليك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمِّله

فإذا كنت ترجو هذا من ربِّك أن يقابل به إساءتك

فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه

وتقابل به إساءتهم؛ ليعاملك الله هذه المعاملة

فإنَّ الجزاء من جنس العمل.


10- تجريد التوحيد والانتقال بالفكر

إلى المسبب العزيز الحكيم


والعلم بأنَّ الحسد لا يضرُّ ولا ينفع إلا بإذنه

فهو الذي يصرفها عنه وحده لا أحد سواه

قال تعالى: وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ

إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ [يونس: 107]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله

بن عباس رضي الله عنهما: ((واعلم أنَّ الأمة

لو اجتمعوا على أن ينفعوك، لم ينفعوك

إلا بشيء كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك

لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك))


[5273] رواه الترمذي (2516)، وأحمد (1/307

وقال الجاحظ: (فإذا أحسست -رحمك الله-

من صديقك بالحسد، فأقلل ما استطعت من مخالطته

فإنَّه أعون الأشياء لك على مسالمته

وحصن سرَّك منه تسلم من شرِّه وعوائق ضرِّه

وإياك والرغبة في مشاورته، ولا يغرنك خدع ملقه


[5274] الملق: أن يعطي الرجل بلسانه ما ليس في قلبه

. ((لسان العرب)) لابن منظور (10/347).


وبيان ذلقه

[5275] الذلق: الفصاحة والبلاغة.

انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (10/110).


فإنَّ ذلك من حبائل نفاقه)

[5276] ((الرسائل)) (3/16).

[5271] ((بدائع الفوائد)) (238-245) بتصرف.

اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


وصف البلغاء والحكماء للحسد

أقوال السلف والعلماء في الحسد

ذم الحسد في واحة الشعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-25, 07:00   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُقِ الغِيبة

معنى الغِيبة لغةً:

الغِيبة: الوَقيعة في النَّاس

لأنَّها لا تقال إلا في غَيْبَة

يقال: اغتابه اغتيابًا إذا وقع فيه

وذكره بما يكره من العيوب وهو حق، والاسم الغيبة

وهي ذكر العيب بظهر الغيب، وغابَه: عابه

وذكره بما فيه من السُّوء، كاغتابه


[6605] ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/403)

((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (16/335)

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص 121)

((المصباح المنير)) للفيومي (2/457).


معنى الغِيبة اصطلاحًا:

قال ابن التين:

(الغِيبة ذكر المرء بما يكرهه بظهر الغيب)


[6606] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/469).

وعرَّفها الجوهري بقوله:

(أنْ يتكلَّم خلف إنسانٍ مستور بما يَغُمُّه لو سمعه

فإن كان صدقًا سُمِّيَ غِيبَةً

وإن كان كذبًا سمِّي بُهتانًا)


[6607] ((الصحاح في اللغة)) (1/196).

وقال المناوي:

(هي ذكر العيب بظهر الغيب

بلفظٍ، أو إشارةٍ، أو محاكاةٍ)


[6608] ((فيض القدير)) (3/166).

الفرق بين الغِيبة وبعض الصِّفات

- الفرق بين الغِيبة والإِفك والبُهتان:

قال الحسن: (الغِيبة ثلاثة أوجه

-كلها في كتاب الله تعالى-:

الغيبة، والإفك، والبهتان.

فأمَّا الغيبة، فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه.

وأما الإفك، فأن تقول فيه ما بلغك عنه.

وأما البهتان، فأن تقول فيه ما ليس فيه)


[6609] ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (16/335).

وقال الجرجاني: (الغِيبة ذكر مساوئ

الإنسان التي فيه في غِيبة.

والبهتان ذكر مساوئ الإنسان، وهي ليست فيه)


[6610] ((التعريفات)) (ص 210).

- الفرق بين الغِيبة والنَّمِيمَة والغمز واللمز:

(الغيبةُ: ذكر الإنسان بما يكره لما فيها من مفسدة الأعراض.

والنَّمِيمَة: أن ينقل إليه عن غيره أنه يتعرض لأذاه

لما فيها من مفسدة إلقاء البغضاء بين الناس

ويستثنى منها أنَّ فلانًا يقصد قتلك في موضع كذا

أو يأخذ مالك في وقت كذا، ونحو ذلك

لأنَّه من النَّصيحة الواجبة كما تقدم في الغيبة.

والغمز: أن تعيب الإنسان بحضوره.

واللمز: بغيبته وقيل بالعكس)


[6611] ((الذخيرة)) للقرافي (ص 241).

ذم الغِيبة والنهي عنها في القرآن الكريم

- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ

إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا

أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [الحجرات:12].

قال الشوكاني: (فهذا نهي قرآني عن الغِيبة

مع إيراد مثل لذلك، يزيده شدَّةً وتغليظًا

ويوقع في النفوس من الكراهة والاستقذار لما فيه

ما لا يقادر قدره، فإنَّ أكل لحم الإنسان من أعظم

ما يستقذره بنو آدم جبلةً وطبعًا، ولو كان كافرًا

أو عدوًّا مكافحًا، فكيف إذا كان أخًا في النسب

أو في الدين؟!

فإنَّ الكراهة تتضاعف بذلك، ويزداد الاستقذار

فكيف إذا كان ميِّتًا؟! فإن لحم ما يستطاب ويحل أكله

يصير مستقذرًا بالموت، لا يشتهيه الطبع، ولا تقبله النفس

وبهذا يعرف ما في هذه الآية من المبالغة

في تحريم الغِيبة، بعد النهي الصريح عن ذلك)


[6612] ((الفتح الرباني)) (11/5567-5568).

- وقال تعالى: وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ [الهمزة: 1].

قال مقاتل بن سليمان:

وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ يعني الطعان المغتاب

الذي إذا غاب عنه الرجل اغتابه من خلفه)


[6613] ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/837).

(وقال قتادة: يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه

ويأكل لحوم الناس، ويطعن عليهم)


[6614] ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (8/481).

- وقال تعالى: وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ

وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء: 36].

- قال الرازي: (القفو هو البهت، وأصله من القفا

كأنه قول يقال خلفه، وهو في معنى الغِيبة

وهو ذكر الرجل في غَيبته بما يسوءه)


[6615] ((مفاتيح الغيب)) (20/339).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغِيبة









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-26, 04:02   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذم الغِيبة والنهي عنها في السُّنة النَّبَويَّة

- عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: ((أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم

قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل أفرأيت إن كان

في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول

فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته))


[6616] رواه مسلم (2589).

قال الغزالي: (اعلم أن الذكر باللسان إنما حرم

لأن فيه تفهيم الغير نقصان أخيك وتعريفه بما يكرهه

فالتعريض به كالتصريح والفعل فيه كالقول والإشارة

والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة

وكل ما يفهم المقصود فهو داخل في الغيبة وهو حرام)


[6617] ((إحياء علوم الدين)) (3/144).

- وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنَّه قال:

((مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين

فقال: إنَّهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير

ثُمَّ قال: بلى، أمَّا أحدهما: فكان يسعى بالنَّمِيمَة

وأما الآخر: فكان لا يستتر من بوله

قال: ثُمَّ أخذ عودًا رطبًا، فكسره باثنتين

ثُمَّ غرز كل واحد منهما على قبر

ثُمَّ قال: لعله يُخفف عنهما مالم ييبسا..))


[6618] رواه البخاري (6052)، ومسلم (292).

قال العيني: (الترجمة مشتملة على شيئين:

الغِيبة والنَّمِيمَة، ومطابقة الحديث للبول ظاهرة

وأما الغِيبة فليس لها ذكر في الحديث

ولكن يوجه بوجهين، أحدهما: أنَّ الغِيبة من لوازم النَّمِيمَة

لأنَّ الذي ينمُّ ينقل كلام الرَّجل الذي اغتابه

ويقال: الغِيبة والنَّمِيمَة أختان

ومن نمَّ عن أحد فقد اغتابه. قيل: لا يلزم من الوعيد

على النَّمِيمَة ثبوته على الغِيبة وحدها

لأنَّ مفسدة النَّمِيمَة أعظم وإذا لم تساوها لم يصح الإلحاق.

قلنا: لا يلزم من اللحاق وجود المساواة

والوعيد على الغِيبة التي تضمنتها النَّمِيمَة موجود

فيصح الإلحاق لهذا الوجه. الوجه الثاني:

أنه وقع في بعض طرق هذا الحديث بلفظ الغِيبة

وقد جرت عادة البخاري في الإشارة

إلى ما ورد في بعض طرق الحديث)


[6619] ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) للعيني (8/208).

- وعن عائشة رضي الله عنها قالت:

قلت للنَّبي صلى الله عليه وسلم: حسبك

من صفيَّة كذا وكذا، فقال صلى الله عليه وسلم:

((لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته))


[6620] رواه أبو داود (4875)

قال المناوي: (قال النووي: هذا الحديث

من أعظم الزواجر عن الغِيبة أو أعظمها

وما أعلم شيئًا من الأحاديث بلغ في ذمها هذا المبلغ)


[6621] ((فيض القدير)) (2/411).

(فإذا كانت هذه الكلمة بهذه المثابة

في مزج البحر، الذي هو من أعظم المخلوقات

فما بالك بغيبة أقوى منها)


[6622] ((دليل الفالحين)) لابن علان (8/352).

وقال ابن عثيمين: (معنى مزجته:

خالطته مخالطة يتغير بها طعمه

أو ريحه، لشدة نتنها، وقبحها

وهذا من أبلغ الزواجر عن الغِيبة)


[6623] ((شرح رياض الصالحين)) (6/126).

- وعن أبي بكرة رضي الله عنه

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

يوم النحر بمنى: ((إنَّ دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم

حرامٌ عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا

في بلدكم هذا، ألا هل بلغت))


[6624] رواه البخاري (67)، ومسلم (1679).

قال النووي: (المراد بذلك كله، بيان توكيد

غلظ تحريم الأموال، والدماء

والأعراض، والتحذير من ذلك)


[6625] ((شرح النووي على مسلم)) (11/169).

الغِيبة لا تقتصر على اللسان

إن الشرع حرَّم الغِيبة باعتبارها تصريح باللسان

يفهم منه استنقاص الآخرين وذكر عيوبهم

وكذلك فإنَّ كل فعل أو حركة أو كتابة

توحي بالمقصود فهي غيبة.

غيبة العلماء ومن لهم شأن في الإسلام:

لا شك أن الوقيعة في المؤمنين حرام

وأنها من كبائر الذنوب

وأن أشدَّ أنواعها (غيبة العلماء والوقيعة في العلماء

والكلام على العلماء بما يجرحهم...

لأنَّه يترتب عليه فصل الأمة عن علمائها

ويترتب عليه عدم الثقة بأهل العلم

وإذا حصل هذا حصل الشر العظيم)


[6683] ((ما يجب في التعامل مع العلماء)) صالح الفوزان (ص 17).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغِيبة









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-28, 03:45   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أقسام الغِيبة

للغيبة ثلاثة أقسام:

1- الغِيبة المحرمة:

وهي ذكرك أخاك المسلم في غيبته بما يكره بعيب فيه مخفي

سواء كان هذا العيب خَلْقي أم خُلُقي

في دينه أو دنياه، ولا شك أنَّه محرم في الكتاب، والسنة

والإجماع، للأدلة الواردة سلفًا في هذا الباب.

قال ابن القيم -وهو يتحدث عن الغِيبة-:

(وإذا وقعت على وجه ذم أخيك، وتمزيق عرضه

والتفكه بلحمه، والغض منه

لتضع منزلته من قلوب الناس، فهي الداء العضال

ونار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب)


[6667] ((الروح)) (ص 240).

2- الغِيبة الواجبة:

هي الغِيبة التي بها يحصل للفرد نجاة مما لا يحمد عقباه

أو مصيبة كانت محتملة الوقوع به

مثل التي تطلب للنصيحة عند الإقبال على الزواج

لمعرفة حال الزوج، أو كأن يقول شخص لآخر محذرًا له

من شخص شرير: إن فلان يريد قتلك في المكان الفلاني

أو يريد سرقة مالك في الساعة الفلانية

وهذا من باب النصيحة.


3- الغِيبة المباحة:

كما أن الغِيبة محرمة لما فيها من أضرار تمس الفرد

إلا أنَّها مباحة بضوابطها لغرض شرعي صحيح

لا يمكن الوصول لهذا الغرض إلا بهذه الغِيبة

وبدون هذه الضوابط تصبح محرمة.

قال النووي: (اعلم أنَّ الغِيبة تباح لغرض صحيح شرعي

لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أبواب:


الأول:

التظلم، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي

وغيرهما مما له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه

فيقول: ظلمني فلان كذا.


الثاني:

الاستعانة على تغيير المنكر ورد المعاصي إلى الصواب

فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر:

فلان يعمل كذا، فازجره عنه.


الثالث:

الاستفتاء، فيقول: للمفتي: ظلمني أبي

أو أخي، أو زوجي، أو فلان بكذا.


الرابع:

تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم.

الخامس:

أن يكون مجاهرًا بفسقه أو بدعته، كالمجاهر بشرب الخمر

ومصادرة الناس وأخذ المكس وغيرها.

السادس: التعريف، فإذا كان الإنسان معروفًا بلقب الأعمش

والأعرج والأصم، والأعمى والأحول

وغيرهم جاز تعريفهم بذلك.

فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليها

دلائلها من الأحاديث الصحيحة مشهورة)


[6668] ((رياض الصالحين)) للنووي (2/182) بتصرف.

قال ابن الأمير الصنعاني:

(قال عيسى لا غيبة في ثلاث: إمام جائر

وفاسق معلن، وصاحب بدعة.

قال محمد بن رشد: إنما لم يكن في هؤلاء غيبة

لأن الغِيبة إنما هي بأن يذكر من الرجل ما يكره

أن يذكر عنه لمن لا يعلم ذلك منه، والإمام الجائر

والفاسق المعلن، قد اشتهر أمرهما عند الناس

فلا غيبة في أن يذكر من جور الجائر وفسق الفاسق

ما هو معلوم من كل واحد منهما

وصاحب البدعة يريد ببدعته، ويعتقد أنه على الحق فيها

وأنَّ غيره على الخطأ في مخالفته في بدعته

فلا غيبة فيه؛ لأنَّه إن كان معلنًا بها فهو يحب

أن يذكر بها، وإن كان مستترًا بها فواجب

أن يذكر بها، ويحفظ الناس من اتباعه عليها)


[6670] ((البيان والتحصيل)) لابن رشد القرطبي (17/575).

فإذا وقعت الغِيبة على وجه النصيحة لله، ورسوله

وعباده المسلمين، فهي قربة إلى الله

من جملة الحسنات


[6671] ((الروح)) لابن القيم (ص 240).

أمورٌ ينبغي مراعاتها عند الغِيبة المباحة

إن للغيبة المباحة -التي أباحها الشارع للضرورة-

ضوابط ينبغي مراعاتها، ومن هذه الضوابط:

(1- الإخلاص لله تعالى في النية، فلا تقل ما أبيح لك

من الغِيبة تشفِّيًا لغيظ

أو نيلًا من أخيك، أو تنقيصًا منه.

2- عدم تعيين الشخص ما أمكنك ذلك.

3- أن تذكر أخاك بما فيه، بما يباح لك

ولا تفتح لنفسك باب الغِيبة على مصراعيه

فتذكر ما تشتهي نفسك من عيوبه.

4- التأكد من عدم وقوع مفسدة أكبر من هذه الفائدة)


[6672] ((حصائد الألسن)) لحسين العوايشة (89-90).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغِيبة









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-29, 03:54   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

حُكم الغِيبة

قال ابن كثير: (والغِيبةُ محرَّمةٌ بالإجماع

ولا يُستثنى من ذلك، إلا ما رجحت مصلحته

كما في الجرح والتعديل، والنصيحة)


[6657] ((تفسير القرآن العظيم)) (7/380).

واعتبر ابن حجر الهيتمي الغِيبة من الكبائر حيث قال:

(الذي دلت عليه الدلائل الكثيرة الصحيحة الظاهرة

أنَّها كبيرة، لكنها تختلف عظمًا

وضده بحسب اختلاف مفسدتها.

وقد جعلها من أوتي جوامع الكلم عديلة غصب المال

وقتل النفس، بقوله صلى اللّه عليه وسلم:

((كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه))


[6658] رواه مسلم (2564).

والغصب والقتل كبيرتان إجماعًا، فكذا ثلم العرض)

[6659] ((الزواجر)) (2/555).

حُكم سماع الغِيبة

إن سماع الغِيبة والاستماع إليها لا يجوز

فقائل الغِيبة وسامعها في الإثم سواء.

ففي فتاوى اللجنة الدائمة إجابة عن سؤال

حكم سماع الغيبة: ((سماع الغيبة محرم

لأنه إقرار للمنكر، والغيبة كبيرة من كبائر الذنوب

يجب إنكارها على من يفعلها))


[6660] ((فتاوى اللجنة الدائمة)) (26/18).

و(قال مولى لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان:

رآني عمرو بن عتبة وأنا مع رجل

وهو يقع في آخر، فقال: لي: ويلك - ولم يقلها لي

قبلها ولا بعدها - نزِّه سمعك عن استماع الخنا

كما تنزه لسانك عن القول به

فإن المستمع شريك القائل، وإنما نظر إلى شرِّ

ما في وعائه فأفرغه في وعائك، ولو رددت كلمة سفيه

في فيه لسعد بها رادها، كما شقي بها قائلها)


[6661] ((ذم الغيبة والنَّمِيمَة)) لابن أبي الدنيا (ص 163).

وكان ميمون بن سياه لا يغتاب

ولا يدع أحدًا يغتاب

ينهاه فإن انتهى، وإلا قام


[6662] ((ذم الغيبة والنَّمِيمَة)) لابن أبي الدنيا (ص 164).

آثار الغِيبة على الفرد والمجتمع

إن للغيبة أضرار كثيرة في الدنيا والآخرة

وهذه الأضرار لها آثارها السلبية على الفرد والمجتمع

فلا بد من التنبيه عليها، والاطلاع على تبعاتها

كي نتجنبها ولا نقع فيها، ونحذر ارتكابها.


أضرارها على الفرد:

1- الغِيبة تزيد في رصيد السيئات

وتنقص من رصيد الحسنات:

عن عائشة رضي الله عنها قالت:

قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا

فقال صلى الله عليه وسلم:

((لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته))

(وهذا يدل على ما يلحق المغتاب من الإثم بسبب افتياته

على خلق الله تعالى الذي حرم الغِيبة

وفي نفس الوقت افتات على حق الإنسان الذي اغتابه)


[6649] ((إبراء الذمة من حقوق العباد)) لنوح علي سليمان (604).

2- الغِيبة من أربى الربا:

قال الشوكاني: (معصية الربا من أشد المعاصي

لأن المعصية التي تعدل معصية الزنا التي هي في غاية

الفظاعة والشناعة بمقدار العدد المذكور بل أشد منها


لا شك أنها قد تجاوزت الحد في القبح

وأقبح منها استطالة الرجل في عرض أخيه المسلم

ولهذا جعلها الشارع أربى الربا، وبعد الرجل يتكلم

بالكلمة التي لا يجد لها لذة ولا تزيد في ماله

ولا جاهه فيكون إثمه عند الله أشد من إثم من زنى

ستًّا وثلاثين زنية، هذا ما لا يصنعه بنفسه عاقل)


[6650] ((نيل الأوطار)) (5/225).

3- صاحب الغِيبة مفلس يوم القيامة:

عن أبى هريرة رضي الله عنه

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


((أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم

له ولا متاع. فقال: إنَّ المفلس من أمتي يأتي

يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي

قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا

وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته

وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته

قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من خطاياهم

فطرحت عليه، ثم طرح في النار))


[6651] رواه مسلم (2581).

4- الغِيبة تسبب هجر صاحبها:

قال ابن باز: (الواجب عليك وعلى غيرك من المسلمين

عدم مجالسة من يغتاب المسلمين مع نصيحته

والإنكار عليه، لقول النَّبي صلى الله عليه وسلم:

((من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع

فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))


[6652] رواه مسلم (49)

من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.


فإن لم يمتثل فاترك مجالسته

لأن ذلك من تمام الإنكار عليه)


[6653] ((مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)) لابن باز (ص 402).

5- الغِيبة تجرح الصوم:

قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع

قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة

في أن يدع طعامه وشرابه))


[6654] رواه البخاري (1903)

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


وقال صلى الله عليه وسلم: ((الصيام جنَّة

فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب

فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم))


[6655] رواه البخاري (1904)، ومسلم (1151).

6- يتتبع الله عورة المغتاب ويفضحه في جوف بيته:

فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه

لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم

فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته

ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته))


[6656] رواه أبو داود (4880)

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ الغِيبة









رد مع اقتباس
قديم 2021-04-30, 03:58   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الوسائل المعينة على ترك الغِيبة

(إنَّ الغِيبة مرض خطير، وداء فتَّاك، ومعول هدَّام

وسلوك يفرِّق بين الأحباب، وبهتان يغطِّي

على محاسن الآخرين، وبذرة تنبت شرورًا

بين المجتمع المسلم، وتقلِّب موازين العدالة والإنصاف

إلى الكذب والجور، وعلاج هذا المرض لا يكون إلَّا بالعلم

والعمل، فإذا عرف المغتاب أنَّه تعرَّض لسخط الله يوم القيامة

بإحباط عمله، وإعطاء حسناته من يغتابه، أو يحمل

عنه أوزاره، وأنَّه يتعرَّض لهجوم من يغتابه في الدُّنيا

وقد يسلِّطه الله عليه، إذا علم هذا وعمل بمقتضاه

من خير فقد وفِّق للعلاج)


[6681] ((نضرة النعيم)) (11/5164).

ومن الوسائل المعينة على ترك الغِيبة والبعد عنها ما يلي:

1- التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بكثرة الأعمال الصالحة

وتقديم رضاه على رضا المخلوقين.

2- زيادة الإيمان، وتقويته بالعلم النافع، والعمل الصالح.

3- أن ينشغل الإنسان بالبحث عن عيوبه

ويكف عن عيوب الآخرين وتتبعها.

4- اختيار الصحبة الصالحة التي تقربك من الله وتبعدك

عن المعاصي والابتعاد عن رفاق السوء.

5- تربية الفرد تربية إسلامية سليمة قائمة

على الآداب والتعاليم الإسلامية.

6- استغلال وقت الفراغ، بما ينفع الفرد ويقوي إيمانه

ويقربه إلى الله سبحانه وتعالى، من طاعات

وعبادات، وعلم، وتعلم.

7- قناعة الإنسان بما رزقه الله، وشكره على هذه النعم

وأن يعلم أن ما عند الله خير وأبقى.

8- أن يضع الإنسان نفسه مكان الشخص الذي اغتيب

ليجد أنَّه لن يرضى هذا لنفسه.

9- كظم الغيظ والصبر على الغَضَب

كي لا يكونا دافعًا للغيبة.

10- الابتعاد عن كل ما يؤدي به إلى الغِيبة.


موقف المسلم تجاه المغتاب

عن عتبان بن مالك رضي الله عنه وهو ممَّن شهد بدرًا،

قال: ((كنت أصلِّي لقومي بني سالم

وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار

فيشقُّ عليَّ اجتيازه قبل مسجدهم

فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له:

إنِّي أنكرت بصري، وإنَّ الوادي الذي بيني

وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشقُّ عليَّ اجتيازه

فوددت أنَّك تأتي فتصلِّي من بيتي مكانا أتَّخذه مصلَّى

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سأفعل.

فغدا عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر

رضي الله عنه بعد ما اشتدَّ النَّهار، فاستأذن

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذنت له

فلم يجلس حتَّى قال:

أين تحبُّ أن أصلِّي من بيتك، فأشرت له إلى المكان

الذي أحبُّ أن أصلِّي فيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم

فكبَّر وصففنا وراءه فصلَّى ركعتين

ثمَّ سلَّم وسلَّمنا حين سلَّم، فحبسته على خزير يصنع له

فسمع أهل الدَّار أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم

في بيتي، فثاب رجال منهم حتَّى كثر الرِّجال في البيت

فقال رجل: ما فعل مالك؟

لا أراه. فقال: رجل منهم: ذاك منافق لا يحبُّ الله ورسوله.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقل ذاك

ألا تراه قال لا إله إلَّا الله يبتغي بذلك وجه الله؟

فقال: الله ورسوله أعلم. أمَّا نحن فو الله ما نرى

ودَّه ولا حديثه إلَّا إلى المنافقين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فإنَّ الله قد حرَّم على النَّار من قال لا إله إلَّا الله

يبتغي بذلك وجه الله))


[6682] رواه البخاري (425)، ومسلم (33).

التوبة من الغِيبة

تكون التوبة من الغِيبة بالاستغفار والندم

والاستحلال من الذي اغتيب.

قال الغزالي: (اعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم

ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج به من حق الله سبحانه

ثم يستحل المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته)


[6679] ((إحياء علوم الدين)) (3/154).

وقال ابن القيم: (والصَّحيح أنَّه لا يحتاج إلى إعلامه

بل يكفيه الاستغفار، وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن

التي اغتابه فيها، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية

وغيره. والذين قالوا: لا بد من إعلامه

جعلوا الغِيبة كالحقوق المالية، والفرق بينهما ظاهر

فإنَّ الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته إليه

فإن شاء أخذها، وإن شاء تصدَّق بها

وأما في الغِيبة فلا يمكن ذلك ولا يحصل له بإعلامه

إلا عكس مقصود الشارع... فإنَّه يوغر صدره، ويؤذيه

إذا سمع ما رمي به، ولعله يهيج عداوته ولا يصفو له أبدًا

وما كان هذا سبيله، فإن الشارع الحكيم...

لا يبيحه ولا يجوزه فضلًا عن أن يوجبه

ويأمر به ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها

لا على تحصيلها وتكميلها)


[6680] ((الوابل الصيب)) (219).

اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


الغِيبة لا تقتصر على اللسان

ذم الغِيبة في واحة الشعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2021-05-01, 03:39   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُقِ النَّمِيمَة

معنى النَّمِيمَة لغةً:

النَّمُّ: رَفْع الحديثِ على وجه الإشاعةِ والإفْسادِ.

وقيل: تَزْيينُ الكلام بالكذب. من نمَّ يَنِمُّ ويَنُمُّ،

فهو نَمومٌ ونَمَّامٌ ومِنَمٌّ، ونَمٌّ

من قَوْمٍ نَمِّينَ وأنِمَّاءَ ونُمٍّ، وهي نَمَّةٌ

ويقال للنَّمَّام القَتَّاتُ، ونَمَّامٌ مُبَالَغَةٌ، والاسمُ النَّمِيمَة

وأصل هذه المادة يدلُّ على إظهار شيء وإبرازه


[7454] ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/358)

((لسان العرب)) لابن منظور (12/592)

((القاموس المحيط)) للفيروزآبادي (ص:1164)

((المصباح المنير)) للفيومي (2/626).


معنى النَّمِيمَة اصطلاحًا:

النَّمِيمَة: (نَـقْلُ الحديث من قومٍ إلى قوم

على جهة الإفْسادِ والشَّرِّ)


[7455] ((لسان العرب)) لابن منظور (12/592)

((النهاية في غريب الحديث)) لابن الأثير (5/256).


وعرفها الغزالي بقوله: (إفشاء السرِّ

وهتك الستر عما يكره كشفه)


[7456] ((إحياء علوم الدين)) (3/156).

وقيل هي: (التحريش بين النَّاس

والسعي بينهم بالإفساد)


[7457] ((فتاوى إسلامية)) لمجموعة من العلماء (4/70).

الفرق بين النَّمِيمَة وبعض الصفات

- الفرق بين الغيبة والنَّمِيمَة:

قال ابن حجر: (اختُلِفَ في الغيبة والنَّمِيمَة

هل هما متغايرتان أو متَّحدتان، والراجح التغاير

وأن بينهما عمومًا وخصوصًا وجيهًا؛ وذلك

لأنَّ النَّمِيمَة نقل حال شخص لغيره على جهة الإفساد

بغير رضاه، سواء كان بعلمه أم بغير علمه.

والغيبة ذكره في غيبته بما لا يرضيه

فامتازت النَّمِيمَة بقصد الإفساد

ولا يشترط ذلك في الغيبة.

وامتازت الغيبة بكونها في غيبة المقول فيه

واشتركا في ما عدا ذلك.

ومن العلماء من يشترط في الغيبة

أن يكون المقول فيه غائبًا، والله أعلم)


[7458] ((فتح الباري)) (10/473).

ومن العلماء من يشترط في الغيبة

أن يكون المقول فيه غائبًا، والله أعلم)


[7458] ((فتح الباري)) (10/473).

وقال ابن حجر الهيتمي: (كل نميمة غيبة

وليس كل غيبة نميمة، فإن الإنسان قد يذكر عن غيره

ما يكرهه، ولا إفساد فيه بينه وبين أحد، وهذا غيبة

وقد يذكر عن غيره ما يكرهه وفيه إفساد

وهذا غيبة، ونميمة معًا)


[7459] ((تطهير العيبة من دنس الغيبة)) (ص 45).

- الفرق بين القتَّات والنَّمَّام:

(القتَّات والنَّمام بمعنى واحد.

وقيل: النمام الذي يكون مع جماعة

يتحدثون حديثا فينم عليهم.

والقتَّات: الذي يتسمع عليهم وهم لا يعلمون ثم ينم)


[7460] ((الترغيب والترهيب)) للمنذري (3/323).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ النَّمِيمَة









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc