إلى الأمّهات الغاليات: حكايات معبّرة لأطفالك - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > قسم تربية الابناء وما يخص الطفل المسلم

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إلى الأمّهات الغاليات: حكايات معبّرة لأطفالك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-03-23, 08:48   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










B9 إلى الأمّهات الغاليات: حكايات معبّرة لأطفالك



حيَّا اللهُ كُلَّ مَن تَمُـرُّ بهـذه الصفحـة

سأنقِـل لَكُنَّ هُـنـا بعضَ القِصص ،

مِـن ..


وهو كِتـابٌللشيخ ( محمـود المصـري ) _ حفظه اللهُ وشفاه _
مُؤلَّف من مُجلَّـدَيْـن .
ويحوي عـددًا كبيرًا من القِصص المُشوِّقـة للأطفـال ،
والتي تُعلِّمهم القِيَـم والسلوكياتِ الإسلاميـة ، وتحثهم عليها .

والشيخ في الكتاب : يذكُـرُ القِصَّـةَ ، وفي نهايتها يذكُـرُ الدروسَ المُستفادةَ منها .



سأنقِـلُ لكنَّ حوالي 28 قِصَّـة .
ومَن أرادت المزيـد ، فلترجِع إلى كتاب شيخنا _ حفظه الله .
( حِكايـات عَـمُّـو محمـود ) .



ولتحكي كُلٌّ مِنكُنَّ هـذه القِصَص لأولادها ، أو لإخوانِها وأخواتِها ، أو لتلاميذها إنْ كانت مُعلِّمةً ، أو لقريباتِها ليحكينها بدورهنّ لأولادهنّ .



وأسألُ الله جَلَّ وعَلا أن ينفعنا بها ، وأن ينفعَ أطفالَنا ، وأن يجزيَ شيخنا محمـود المصـري خيرَ الجزاء على هـذا الكتاب ؛ الذي يَعتَبِرُهُ _ هو _ مِن أهَمِّ كُتبِه وأنفعِها .









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-03-23, 08:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 1 )

.. القِطَّـةُ الرَّحيمـة ..
-----


في يومٍ من الأيام جلس أحـدُ العُلماء مع بعض إخوانه ، وكانوا يتناولون طعامَ الغَـداء ... وفجأةً وجدوا قِطةً جميلةً تقتربُ منهم ، فألقَى العالِمُ لُقمةً للقطة ، فأخذتها ولم تأكلها ، ولكنَّها ذهبت بها بعيدًا حتى غابت عن أعينهم ، ثم عادت مرةً أُخرى .

فأَلقَى لها لُقمةً أُخرى فأخذتها ، وذهبت بها بعيدًا ، ثم عادت مرةً أُخرى .

وفعلت القِطةُ هـذا الأمرَ كثيرًا ... يُلقون إليها الطعامَ ، فتأخذه وتغيب ، ثم تعودُ سريعًا ، فعلِموا أنَّ مِثلَ هـذا الطعام لا يُمكن أنْ تأكلَه وحدَها .

فأَلقَوا إليها لُقمةً ، ثم ساروا وراءَها ، فوجدوا مُفاجأةً عجيبة .
وجدوا أنَّ القِطةَ تأخـذُ هـذا الطعامَ لِقِطَّةٍ أُخرى عمياء تعيشُ خلفَ هـذا البيت ، فتعجَّبوا من هـذا المشهد العجيب .


فقال العالِمُ : إذا كانت هـذه قِطَّةً عمياء قـد سَخَّرَ اللهُ لها هـذه القِطَّةَ ، لتأتيَ إليها بالطعام ، ولم يَحرمها رِزقَها ، فكيف ينساني ولا يرزقني ..؟!!



** الدروسُ المُستفَـادَة :
-----

1- أنَّ مِن السُّنَّةِ أنْ نجتمعَ على الطعام ، حتى تَحِلَّ البركة ، فطعامُ الاثنين يكفي الأربعـة ، وطعامُ الأربعـة يكفي الثمانية .

2- أنَّ النبيَّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ _ علَّمنا أنْ نرحمَ الحيوانَ ، وأخبرنا أنَّ الُّلقمةَ التي نضعُها للحيوان لنا بها صدقة ... ولقد أخبر النبيُّ _ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ _ أنَّ اللهَ غفر لامرأةٍ سيئةٍ ، لأنَّها سقت كلبًا كان لا يجدُ شَربةَ ماء ، وأخبرَ أنَّ امرأةً أُخرى ستدخلُ النارَ ، لأنَّها حبست قِطة ، فلم تُطعمها ولم تتركها تأكلُ مِن أى مكانٍ آخر .

3- أنَّ الرحمةَ موجودةٌ حتى في عالم الحيوان ... فقد رأينا كيف أنَّ القِطةَ كانت تأخذُ الطعامَ وتُعطيه للقِطةِ العمياء ، حتى تأكلَ وتشبع ، ثم تُفكِّرُ بعد ذلك في طعامها هىَ .

4- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يكونَ مُتوكِّلاً على الله ، وأن يكونَ على يقينٍ من أنَّ اللهَ سيرزُقُه ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ الذاريات/22 .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-23, 08:52   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 2 )

.. العِـوَضُ مِن الله ..
-----

كان ياما كان ... كان هناك صَيَّادٌ اسمُه بِلال ، يعيشُ مع زوجته وأولاده في بيتٍ صغير بالقُرب من نهر النيل ... وكان هـذا الصَّيَّادُ فقيرًا ، فكان يذهبُ كُلَّ يومٍ إلى النهر ليصطاد السَّمك ، ثم يبيعُه في السوق ويشتري بثمنه طعامًا لزوجته وأولاده .
وفي يومٍ من الأيام استيقظَ بِلال ، فوجدَ أولادَه يبكون بُكاءًا شديدًا .

فسأل زوجتَه : لماذا يبكون ؟
قالت الزوجةُ : إنَّهم يبكون من شِدَّةِ الجُوع ، فإنَّهم لم يأكلوا لُقمةً واحدةً من أمس .
فقال بِلال : سأقومُ الآن وأتوكَّلُ على الله ، وأذهبُ لأصطادَ السَّمكَ ثم أبيعَه وأشتري لكم طعامًا .

أحضر بِلال شبكةَ الصَّيد ، وذهبَ إلى النهر ، وقال : بسم الله ، ثم رَمَى الشبكةَ في الماء ... وبعـد فترةٍ قصيرةٍ أخرجَ الشبكةَ فوجدَ بها سمكةً كبيرة . فـرح بِلال بهـذه السمكة الكبيرة ، وذهبَ إلى السوق وباعها في أسرع وقتٍ واشترى طعامًا جميلاً ، وذهبَ إلى بيته مُسرعًا ، ليُطعِمَ زوجتَه وأولادَه .. وبينما هو يسيرُ في الطريق إذْ وجد امرأةً كبيرةً تبكي بُكاءً شديدًا ، فسألها بِلال : لماذا تبكين أيَّتُها ألأُمُّ الفاضلة ؟
قالت : أبكي من شِدَّةِ الجُوع ، فأنا منذ يومين ما أكلتُ لُقمةً واحدةً أنا وأولادي ، ولا أمتلكُ مالاً لأشتريَ به طعامًا لأولادي ... فتأثَّرَ بِلال وقال في نفسه : زوجتي وأولادي يبكون من شِدَّةِ الجُوع ، وهـذه المرأةُ وأولادُها يبكون أيضًا من شِدَّةِ الجُوع ، فماذا أصنع ؟
وقرَّرَ بِلال أنْ يُعطِيَ الطعامَ كُلَّه لهذه المرأةِ وأولادِها ليأكلوا ، وكان عنده يقينٌ مِن أنَّ اللهَ _ عز وجل _ سيُعوِّضُه خيرًا من ذلك .

أخـذت المرأةُ الطعامَ وهى في قِمَّةِ الفرح والسعادة ، وأخذت تدعوا له ، وانطلق بِلال وهو يُفكِّرُ : ماذا سأقولُ لزوجتي وأولادي ؟!!

وفجأةً سمع بِلال صوتًا يُنادي عليه : يا بِلال ! يا بِلال !
نظر بِلال خلفه ، فوجد رجلاً يُنادي عليه ، فقال للرجل : ماذا تُريد ؟
قال له الرجل : يا بِلال ، إنِّي اقترضتُ من والدك خمسة آلاف دِرهم منذ عشر سنواتٍ ، ثم سافرتُ وتاجرتُ بهـذا المال ، وربحتُ كثيرًا ، ولَمَّا عُدتُ مِن سفري بعـد هـذه السنوات بحثتُ عن والدك ، فعلمتُ أنَّه قـد مات ... فهـذا هو المالُ كُلُّه بين يديك ، وأرجو أن تُسامحني على تأخُّري في سدادي هـذا الدَّيْن .

أخـذ بِلال هـذه الثروةَ وهو لا يُصدِّقُ نفسَه .
فذهب واشترى طعامًا شهيًا لأولاده ، وعاد إليهم ليُطعِمَهم ، ثم تاجَرَ بهـذا المال وأصبحَ غنيًا ، وبنَى بيتًا جميلاً ، وكان بعـد ذلك لا ينسى الفقراء والمساكين واليتامَى أبـدًا .




** الدروسُ المُستفادَة :

-----

1- أنَّ الرجلَ مسؤولٌ أمام الله عن إطعام زوجتِه وأولاده ... فقد رأينا كيف أنَّ بِلالاً كان يذهبُ ليصطادَ ، ثم يبيع السمك ، ويشتري بثمنه طعامًا لزوجته وأولاده ... وقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يُضَيِّعَ مَن يقوت )) .

2- أنَّ المُسلمَ إذا أنفق نفقةً فلا بُدَّ أن يكونَ على يقينٍ مِن أنَّ اللهَ سيُعوِّضه خيرًا منها ، وأنَّ هـذه النفقة لا تُنقِصُ المال ، قال تعالى : ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( ثلاثٌ أُقسِم عليهِنّ : ما نقص مالٌ من صدقة )) ... وقـد رأبنا كيف أنَّ بِلالاً لَمَّا أَعطَى الطعامَ للمرأةِ وأولادِها عَوَّضَهُ اللهُ خيرًا مِن ذلك أضعافًا كثيرة .

3- أنَّ الرجلَ كُلَّما وَسَّعَ اللهُ عليه مِن المال وسائر النّعم ، فلا بُدَّ أنْ يُوسِّعَ على زوجتِه وأولادِه ... فها هو بلال بعـد أنْ وَسَّعَ اللهُ عليه بنَى بيتًا جديدًا لزوجتِه وأولاده .

4- أنَّ المسلمَ إذا وَسَّعَ اللهُ عليه فلا بُدَّ أنْ يُعطيَ زكاةَ المال للفقراء واليتامَى والمساكين ولا ينساهم أبدًا حتى يُبارك اللهُ له في ماله وأهلِه وأولاده .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-24, 08:41   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 3 )

.. فُـستـانُ العِـيـد ..

-----


كان ياما كان ... في إحـدى المُدُن الجميلة كانت الطِّفلة ياسمين تعيشُ مع والديها حياةً سعيدة ، وكانت محبوبةً من الجميع .

وكان والِدُها يشتري لها كُلَّ الملابِس والُّلعَب الجميلة .

وفي يـومٍ من الأيام قالت ياسمين لأبيها : يا أبي أريدُ أنْ تشتريَ لي فُستانًا جديدًا للعيد .

فقال والد ياسمين : ولكنْ يا حبيبتي أنتِ عندكِ ملابس كثيرة ، وكلُّها جديدة .

ياسمين : ولكنْ يا أبي أُريدُ فُستانًا ألبسُه لأول مرةٍ في العيد .

فوافق والِدُها ، وقال لها : غـدًا نذهبُ سويًا ، لنشتريَ لكِ فُستانًا جديدًا .

ياسمين : جزاكَ اللهُ خيرًا يا أحلَى أَب في الدُّنيا .

وفي الصباح خرجت ياسمين مع أبيها ، ليشتريَ لها فُستانًا جديدًا .

وأمام أحـد محلات بيع الملابس ، وقفت ياسمين تنظرُ إلى الفساتين الجميلة ، لتختارَ أجملَ فُستان ... وبالفِعل اختارت ياسمين فُستانًا جميلاً ، ودخلت المَحل لتسألَ عن سِعـره ، فقال لها البائع : إنَّه بمائةٍ وخمسين جُنيهًا .

فقام والِدُها بدفـع ثمن الفُستان ، وأعطاه لياسمين التي كادت أنْ تطيرَ من الفَـرح ، لحصولها على هـذا الفُستان الجميل .


ولَمَّا خرجت ياسمين من المحل مع أبيها وهيَ تحمِلُ الفُستانَ الجديد ، وإذا بها ترى فتاةً صغيرةً فقيرةً في نفْس سِنِّها تجلِسُ أمام هـذا المَحل تبكي ... فسألَتها ياسمين عن سبب بُكائِها .

فقالت البِنتُ الفقيرة : أنا يتيمةُ الأبِ والأُمِّ ، وأعيشُ مع خالتي لأخدِمها ، وليس عندي فُستانٌ جديدٌ ألبسُه في العيد ، ولا أملِكُ إلَّا عِشرينَ جُنيهًا ، فلَمَّا جِئتُ لأشتريَ فُستانًا جديدًا ، وجدتُ أَرْخَصَ فُستانٍ بمائةِ جُنيه ، فبكيتُ لأنِّي منذُ سنتين لم ألبَس فُستانًا جديدًا .

فدمعَت عينُ ياسمين ، وأعطتها فُستانَها الجديد ، وقالت لها : خُـذي هـذا الفُستان هدِيَّةً من أُختِكِ ياسمين ، وأنا عندي فساتين كثيرة ، سألبَسُ واحـدًا منها في العيد .


فرِحت الفتاةُ اليتيمةُ فـرحًا شديدًا ، وقامت مِن على الأرضِ تُريدُ أنْ تُقبِّلَ يدَ ياسمين ، فسحبت ياسمينُ يدَها قبل أنْ تُقبِّلَها ، وسلَّمت عليها ، وقالت لها : ألف مبروك عليكِ الفُستان الجديـد .


فَـرِح والِدُ ياسمين بابنته فـرحةً لا تكادُ تُوصَف ، وقال لها : جزاكِ اللهُ خيرًا يا ياسمين ؛ لأنَّكِ أدخلتِ الفرحةَ على قلبِ هـذه البنت اليتيمة .


وعادت ياسمين مع والِدِها وهيَ في غاية السعادة ، وهيَ تقول : الحمدُ للهِ أَنِّي أدخلتُ السعادةَ على هـذه البنتِ اليتيمة ... وإنْ شاءَ اللهُ سأَدَّخِـرُ من مصروفي ومن ملابسي ، لأتَصدَّق كُلَّ شهرٍ على بنتٍ يتيمة ، لأكونَ مع النبيِّ _ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم _ في الجنة .


** الدروسُ المُستفادَة :

--------


1- إدخالُ السعادةِ على الأبناء ... فقـد رأينا كيف أنَّ والد ياسمين ذهبَ معها ، ليشتريَ لها فُستانًا جديدًا على الرغم من أنَّ دُولابَها ملئٌ بالملابس الجميلة .


2- لا ينبغي على البنتِ أنْ تُكلِّفَ والِدَها فوقَ طاقتِه ، فلو أنَّه لا يمتلِكُ مالاً ليشتريَ لها ملابسَ جديدة ، فعليها أنْ تعـذُرَه ، حتى يُوسِّعَ اللهُ عليه فيشتريَ لها ما تُريد .


3- ينبغي على الأبناءِ أنْ يكتفوا بما يكفيهم ، ولا يطلبون المزيـد .


4- الحِرصُ على إدخال السعادةِ على الآخَـرين ... فقـد رأينا كيف أنَّ ياسمين أعطت فُستانَها الجديد لطِفلةٍ يتيمةٍ ، لتُدخِلَ على قلبِها السعادةَ والسرور ... وقـد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أَحَبُّ الأعمال إلى الله سُرورٌ تُدخلُه على مسلم )) ، وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أنا وكافِـلُ اليتيم في الجنَّةِ هكـذا )) .


5- ينبغي على الآباءِ أنْ يُشجِّعوا الأبناءَ على فِعل الخيـر ... فقـد رأينا كيف أنَّ والدَ ياسمين فَـرِحَ بها عندما تصدَّقَت بفُستانِها على تلك الفتاةِ اليتيمة ... وكان من المُمكِن أنْ يمنَعَها من ذلك ، وأنْ يغضَبَ عليها .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-24, 08:42   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 4 )

.. دَرْسٌ جَمِيـلٌ في مُـراقبـةِ الله ..
-------------

كان ياما كان ... كان هناك غُلامٌ طيِّبٌ يعيشُ في قريةٍ جميلةٍ على شاطئ البحر ... وهـذا الغُلام اسمُه عبد الله ... وكان عبد الله يشتهرُ بالصِّدق والأمانةِ والكرم والشجاعة ... وكان كُلُّ أهل القريةِ يُحِبُّونَه كثيرًا .
وكان عبد الله يذهبُ كُلَّ يومٍ إلى شيخ القرية ليحفظ القُرآنَ على يديه .
وكان الشيخُ يُكرِمُ عبد الله ويُقدِّرُه أكثرَ مِن زُملائه ، فغار زُملاؤه ، وقالوا للشيخ : لماذا تُفضِّله دائمًا علينا ؟
فقال الشيخ : سأطلبُ منكم جميعًا شيئًا لتفعلوه ... وستعرفون بعـدها لماذا أُفضِّلُ عبد الله عليكم جميعًا .
فقام الشيخُ ، وأَعطَى كُلَّ تلميذٍ بُرتقالة ، وقال له : أُريـدُ أنْ تأكُلَها في مكانٍ لا يراكَ فيه أحـد ... وسنلتقي غـدًا هُنا لأعـرِفَ مِن كُلِّ واحـدٍ منكم أين أكل البُرتُقالة .
فأخـذ كُلُّ واحـدٍ من التلاميذ بُرتقالةً وانصرف .

وفي اليوم التالي ، حضر جميعُ التلاميذ ، فسألهم الشيخ : هل أكلتم البُرتقال ؟
فقال الأول : أكلتُها في الدُّولاب .
وقال الثاني : أكلتُها تحت السرير .
وقال الثالث : أكلتُها فـوق السُّطوح .
وأخـذ كُلُّ واحـدٍ من التلاميذ يحكي للشيخ أين أكل البُرتقالة .

إلى أنْ جاءَ الدَّورُ على عبد الله ... فقال له الشيخ : وأنتَ يا عبد الله ، أين أكلتَ البُرتقالة ؟
فأخـرج عبد الله البُرتقالةَ من جيبه ، وقال للشيخ : أنا لم آكُـل البُرتقالةَ يا شيخي .
فقال له الشيخ : ولماذا لم تأكلها يا عبد الله ؟
فقال عبد الله : لأنَّكَ أمرتنا أنْ نأكلَها في مكانٍ لا يرانا فيه أحـد ... فكُلَّما ذهبتُ إلى مكانٍ وأردتُ أنْ آكُلَ البُرتقالةَ علِمتُ أنَّ اللهَ يراني ، فمِن أجلِ ذلك لم آكُل البُرتقالة .
ففرِحَ الشيخُ به فرحًا كبيرًا ، واحتضنه ، وأعطاه مُكافأة ، ثم قال لسائر التلاميذ : ما رأيكُم في عبد الله ؟
فقالوا : لقـد علِمنا أنَّه أفضلُ مِنَّا ، لأنَّه يُراقِبُ اللهَ ويخشاه .



** الدروسُ المُستفادَة :
-------
1- أنَّ المُؤمنَ لا بُدَّ أنْ يحرِصَ على حِفظ وقـراءة القُرآن ؛ لأنَّ القُرآنَ كلامُ الله ، فمَن أَحَبَّ القُرآنَ أَحَبَّهُ الله .

2- أنَّ المُؤمنَ يعلمُ أنَّ اللهَ يراه ويُراقبُه ... ولذلك فهو يَخشَى اللهَ دائمًا ، ويحرِصُ كُلَّ الحِرصِ على أنْ يبتعـِدَ عن معصيةِ الله .

3- أنَّ الشيخَ لا بُدَّ أنْ يختبِرَ تلاميذَه كُلَّ فترةٍ ، حتى إذا كان يُفضِّلُ أحـدَ التلاميذ يعلمُ زُملاؤه لماذا يُفضِّلُه الشيخ ، فيفعلون مِثلَه .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-24, 16:55   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


( 5 )

.. دَرْسٌ لـن أنسـاه ..
----------

كان ياما كان ... كان هناك مَلِكٌ يعيشُ في قصرٍ في غايةِ الحُسن والجمال ، ولم يكن له إلَّا ابنةٌ واحـدة ، وكانت من أجمل النساء ، لكنَّها كانت مغرورةً بجمالها ... فقـد تقـدَّم إليها الكثيرُ من الأُمـراء والملوك يُريدون أن يتزوَّجوها ، لكنَّها كانت ترفضُ دائمًا ؛ لأنَّها كانت تقولُ في نفسِها : لا يستحق هـذا الجمال أىُّ رجـل .

وذات مـرةٍ تقـدَّمَ للزواجِ بها أحـدُ الأُمـراء ، واسمُه صالِح ، وكان يعتقدُ أنَّها ستُوافِقُ عليه فـورًا ؛ لأنَّه جميلٌ وشُجاعٌ وكريم .
إلَّا أنَّ الأميرةَ لم ترفض الزواجَ فقط ، بل رفضت حتى رؤيتَه .
غَضِبَ الملِك من ابنتِه الأميرة المغرورة ؛ لأنَّها رفضت الزواجَ من كل الأُمـراء حتى أصبحوا جميعًا أعـداءً له بعـد أنْ كانوا أصدقاءً .
وهنا قَـرَّر الملِك أنْ يُلقِّنَ ابنتَهالمغرورةَ درسًا لن تنساه أبـدًا ... وذلك بأنْ يُزوِّجها من أول رجلٍ فقيرٍ يدخلُ القصر ، ويطلبُ المساعدةَ منه .

وبعـد أيامٍ جاء رجلٌ فقيرٌ يطلبُ المساعـدة ... وكان يبدو عليه الفقرُ الشديد . فنادَى الملِكُ عليه ، وقال له : سأُزوِّجُكَ ابنتي ... ثم نادَى على ابنتِهالمغرورةِ ، وقال لها : لقـد زوَّجتُكِ هـذا الرجلَ الفقير ، فاذهبي معه .

أخـذ الرجلُ الفقيرُ زوجتَه ( ابنة الملِك ) ، وهو لا يُصدِّقُ ما حـدث ، وكان الرجلُ لا يمتلِكُ حِصانًا ولا حتى حِمارًا تركبُه الأميرة ، فأمرها أنْ تمشيَ معه على رِجلَيْها لمسافاتٍ طويلةٍ جـدًا .

ظلَّت الأميرةُ تمشي حتى تعِبَت ... فقال لها زوجُها الفقير : هيَّا أسرعي حتى نصِلَ إلى الكُـوخِ الذي نعيشُ فيه ، فالمسافةُ طويلةٌ جـدًا .

مـرَّت الأميرةُ على غاباتٍ واسعةٍ وكبيرةٍ ، فقالت لزوجِها الفقير : مَن صاحِبُ هـذه الغاباتِ الواسعة ؟
قال زوجُها : صاحِبُها هو الأميـرُ صالِح .
فشعـرت الأميرةُ بالندم الشديد ؛ لأنَّها رفضت الزواجَ من الأمير صالِح ... فلو أنَّها وافقت لكانت تلك الغاباتُ كُلُّها مِن نصيبِها .

ثم مشت الأميرةُ ساعاتٍ طويلةً ، وتعِبت تعبًا شديدًا ، حتى امتلأت عينُها بالدموع من شدة الألم والتعب ... وأثناءَ سيرها مرَّت على مزارع كبيرة واسعة للقمح والشعير ، فسألت زوجَها الفقير : مَن صاحِبُ تلك المزارع ؟
فقال لها زوجُها : صاحِبُها هو الأميـرُ صالِح .
فازدادت الأميرةُ حُزنًا وندمًا ، وقالت لنفسِها : لو كنتُ وافقتُ على الزواج من الأمير صالِح ؛ لكانت تلك المزارع من نصيبي .

واستمرت الأميرةُ في السير بسُرعةٍ وهى تبكي ، مرَّت على مكانٍ كبيرٍ مليءٍ بالخيول والماشية ، فقالت لزوجِها : مَن صاحِبُ هـذه الخيول والماشية ؟
فقال لها زوجُها : صاحِبُها هو الأميـرُ صالِح .
فأخـذت الأميرةُ المغرورةُ تبكي من شدة الحُزن والتعب .
فقال لها زوجُها : لا أُريـدُ أنْ تسأليني عن شئٍ بعـد ذلك ، فأنا زوجُكِ الفقير ، ولكنْ لا بُـدَّ أنْ تكوني راضيةً بحياتِنا البسيطة .

وبعـد أربعة أيامٍ وصلا إلى كُـوخٍ صغيرٍ وسط الغابات ، ففتحه الزوجُ ، وقال للأميرة : هـذا هو عُش الزوجيةِ السعيـد ... هيَّا ادخلي . أخـذت الأميرةُ تبكي ندمًا على ما فعلت من رفضها لكل الأمـراء الذين تقدَّموا للزواجِ بها .

قال لها الزوج : هيَّا نظِّفي الكُـوخَ ، وأَعِـدِّي الطعامَ ، واغسلي الملابس ، فقامت وعملت كُلَّ ذلك وهيَ لا تكادُ تُصدِّقُ نفسَها أنَّها ستعيشُ في هـذا المكان بعـد أنْ كانت تعيشُ في القصور .

قام الزوجُ ، وأحضرَ لها بعضَ البضائعَ لتذهبَ وتبيعَها في السوق وتُساعدَه على أعباءِ المعيشة .
فأخـذت الأميرةُ تلك البضائع ، وذهبت لتبيعَها في السوق وهيَ تبكي .

وبينما كانت الأميرةُ جالسةً في السوق لتبيعَ البضائع ، جاءَ فارِسٌ بسُرعةٍ شديدةٍ ، ودخل بحِصانه في تلك البضائع فحطَّمها .
حزِنَت الأميرةُ وعادت إلى زوجِها ؛ لتُخبره بما حـدث .
فقال لها زوجُها : لا تحزني ، فعِنـدي خبرٌ سيُدخِلُ السعادةَ والسرورَ على قلبك .
قالت له الأميرة : ما هـو ؟
قال لها زوجُها : إنَّ بيتَ الأمير يحتاجُ إلى خادِمـة ، فعليكِ أنْ تذهبي للعمل هناك مِن الغَـد .

وذهبت الأميرةُ إلى القصر ؛ لتعمل خادِمـة ... وبينما هيَ واقفةٌ في المطبخ ، وإذا برجلٍ يقتربُ منها وقـد لبِسَ ثِيابًا جميلةً ، فلَمَّا نظرت إليه الأميرةُ تعجِّبَت ، وعرفت أنَّه زوجُها ، فقالت له : ما هـذه الملابس الجميلة التي ترتديها ؟ وما الذي جاء بكَ إلى هنا ؟
فقال لها : أنا زوجُكِ الأمير صالِح ... فأنا الذي تقدَّمتُ لكِ ورفضتِ رؤيتي ... وأنا أيضًا الفارِسُ الذي جاءكِ في السوق وحطَّم كُلَّ البضائع ... وأنا الرجلُ الفقيرُ الذي أخـذكِ من قصر أبيكِ ... فلقـد فعلتُ كُلَّ هـذا بالاتفاق مع أبيكِ ، لتتعلَّمي درسًا نافعًا لكِ في حياتِك .
وبعـد أنْ تعلَّمتِ الدرسَ وأصبحتِ مُتواضعةً ، فها أنا اليومَ أُقيمُ لكِ هـذا الحفل ؛ لنحتفِلَ سويًا بحفل زواجِنا ... وها هو والدُكِ قـد حضر الحفل .

ففرحت الأميرةُ بذلك ، ودخلت لترتديَ فُستانَها الجميل وزِينَتَها الثمينة ، وأصبحت بعـد ذلك مُتواضعةً مع كل الناس بعـد هـذا الدرس الجميل .


** الدروسُ المُستفادَة :

----------

1- أنَّ المؤمنَ لا ينبغي أنْ يتكبَّر أبـدًا ؛ لأنَّ الكِبْرَ ليس من صفاتِ المؤمنين ... فاللهُ لا يُحِبُّ المُستكبرين ، بل يُبغِضُهم ويَغضَبُ عليهم ... والمًتكبِّرُ يكونُ بعيـدًا عن النبيِّ _ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم _ يومَ القيامة ، بل إنَّه يُحرَمُ من دخول الجنةِ مع أول الداخلين .

قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( لا يدخلُ الجنَّةَ مَن كان في قلبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْر )) .


2- فضلُ التَّواضُع / فالمُتواضِعُ قريبٌ من الله وقريبٌ من الناس .. فاللهُ يُحِبُّ العبـدَ المُتواضِع .. والناسُ يُحِبُّونَ الإنسانَ المُتواضِع .

والتَّواضُع دليلٌ على حُسنِ الخُلُق .. وهو مِن أسبابِ دخول الجنَّةِ والقُربِ من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .


3- أنَّ العبـدَ إذا علِمَ أنَّه مُخطِئٌ ، فيجبُ عليه أنْ يتوبَ ويتركَ هـذا الخطأ ، ويُصلِحَ من نفسِه ... فهـذه الأميرةُ المغرورة لَمَّا علِمَت أنَّها أخطأت تابت وأصبحت مُتواضعة .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-24, 17:03   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


( 6 )

.. غلطَـةُ العُـمـر ..
---------


كان ياما كان ... في أحـد الأسواق الكبيرةِ المليئةِ بالمحلاّت الكثيرة ، كان سامي يمشي في هـذه السوق مع والدِه ...
وفجأةً سَمِعَ سامي صوتًا يصدُرُ مِن خلفهِ مُباشرةً ويقـول : لقـد أخطأتُ في الحِساب ... لقـد أخطأتُ في الحِساب .
التفتَ سامي خلفه ، فوجتد شيخًا كبيرًا يرتدي ملابسَ قديمة ، يطلبُ بعضَ النقودَ من والدِ سامي ، فأعطاه الأبُ قليلاً من النقود .
ثم مشى الشيخُ الكبيرُ وهو يقول : أخطأتُ في الحِساب .

وفي البيت ظلَّ سامي يتساءل : تُرَى ما الذي يقصِده الرجلُ العَجوزُ بكلمةِ أخطأتُ في الحِساب ؟
وهنا ذهب سامي إلى والدِه ، وقال له : هل تتذكَّـرُ يا أبي الشيخَ الكبيرَ الذي قابلناهُ في السوق ؟
قال الأبُ : نعم أتذكَّرُه يا سامي .
قال سامي : لقـد سمعتُه يا أبي يقول أخطأتُ في الحِساب ... ما معنى هـذه العِبارة التي يُكرِّرُها دائمًا يا أبي ؟
قال الأبُ : سوف أحكي لكَ حِكايةَ هـذا الشيخ يا سامي ... فقـد سمعتُها من أبي من قبل .
مُنذُ فترةٍ طويلةٍ وسِنينَ بعيـدةٍ وصل إلى مدينتنا هـذه شابٌّ في العِشرين من العُمر قادِمٌ من بلدٍ بعيـد ... جاء كيْ يعملَ ويكسبَ الرِّزق .
ظلَّ الشَّابُّ يعملُ دون ملل ليلاً ونهارًا ... ومرَّت السنوات فأصبح هـذا الشَّاب من أغنَى الأغنياء ... وأصبح عنده تجارةٌ خاصةٌ به مِمَّا دفعه للعمل أكثر وأكثر ، نتيجةً لاجتهاده .
ومرَّت السنوات وكَبر الشاب ، وأصبح في الخمسين من عُمره ، وتوسَّعت أعمالُه في شَتَّى البِلاد ...
وفي أحـد الأيام ، بينما كان الرجلُ جالِسًا في قصره ... أخـذ يقولُ لنفسِه : لقـد قضيتُ عُمري في جمع المال ... ولم أُفكِّـر في الزواج ، وليس عندي أبناءٌ يرثون هـذه الأمـوال ... تُرَى لِمَن أترُكُ هـذه النقود الكثيرة ؟
ثم قرَّرَ أنْ يتوقَّفَ عن عن مُمارسةِ أعمالِه ، وقال : بما أَنَّني لن أعيشَ أكثرَ من ثمانين سنةً ، لذا سوف أُنفِق هـذه الأموالَ على نفسي .
ظلَّ الرجلُ يُنفِقُ من أموالِه ، وبعـد عشر سنواتٍ نفِـدَت كُلُّ أموالِه ، فبدأ في بيع أملاكِهِ من محلاّت وبضائع .. وبدأ يصِرفُ ثمنَها على نفسِه ، حتى بلغ السبعين .
ولم يبقَ لديه سِوَى قصرِه فقط ، فقرَّرَ أن يبيعَ قصرَه الجميل ، ليعيشَ بثمنِه حتى يبلُغَ الثمانين .
وانقضت عشرُ سنواتٍ أُخرى ، فَقَـدَ فيها الرجلُ كُلَّ أموالِه ، إلَّا أنَّه لم يمُت ، بل ظلَّ على قيـد الحياة ... ولم يعُـد يَقْوَى على العمل .
وهكـذا عاش السنوات التالية على مُساعداتٍ من الأصدقاءِ والمعارِف ، إلَّا أنَّ هؤلاءِ ماتوا أيضًا ، ولم يبقَ منهم أحـد .
وهكـذا بلغ الرجلُ التسعين ، ولم يبقَ سِوَى أنْ يأخُـذَ من الآخرين .
وإلى الآن فقـد بلغ المائةَ ولم يمُت ، فبدأ يمشي في الأسواق وهو يُردِّد هـذه العِبارة : أخطأتُ في الحِساب ...



** الدروسُ المُستفادَة :
-------


1- أنَّ المُسلمَ يجبُ عليه أن يكونَ مُتوازنًا في حياتِه .
فلا يجعل حياتَه كُلَّها لجمع الأموال ، ولا يجعل حياتَه كُلَّها للجلوس في المساجِد ، ويعيش بلا عمل ، وينتظر مَن يتصدَّق عليه .
بل يجبُ عليه أنْ يجعلَ وقتًا للعمل ، وآخَر للعِبادة ، وآخَر للاهتمامِ بوالديه ، ثم بشؤون البيتِ والزوجةِ والأولاد ... وأن يجعلَ وقتًا لأهلِه وأقاربِه ... إلى غير ذلك ... فيكونُ بذلك قـد أَعطَى كُلَّ ذي حَقٍّ حقَّه .
فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا الرجلَ كان يعملُ ليلَ نهار ، حتى أنَّه لم يتزوَّج ، ولم يُنجِب أطفالاً يملؤون عليه حياتَه بالفرحةِ والسعادةِ ، فلَمَّا كبر سِنُّه أراد أنْ يستمتِعَ بهـذا المال ، ونسيَ أنَّه مخلوقٌ من أجل عِبادةِ اللهِ ( جلَّ وعلا ) .
فقـد قال اللهُ تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، فضاع مالُه ، وضاعت حياتُه ، وعاش بقيةَ عُمره يطلبُ من الناس صدقاتِ أموالِهم .

2- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يكون مُتوازنًا في إنفاق مالِه ... فلا يكونُ بخيلاً ولا يكونُ مُسرفًا ... فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا الرجل كان مُسرفًا ، فأنفقَ مالَه كُلَّه ، وعاش بعـد ذلك على الصدقات .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-24, 21:32   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أم أمين2007
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

جازاك الله كل خير
فعلا المحتوى رائع
ساحاول البحث عن الكتاب لاطفالي( ولي ايضا) فانا احب ان المس الكتاب حين قراءته
بوركت اخية










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-24, 22:21   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمود العمري
أستاذ، مراقب منتديات التعليم الابتدائي
 
الصورة الرمزية محمود العمري
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء مميزي الأقسام العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-25, 08:23   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










Post

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة om anas dz مشاهدة المشاركة
جازاك الله كل خير
فعلا المحتوى رائع
ساحاول البحث عن الكتاب لاطفالي( ولي ايضا) فانا احب ان المس الكتاب حين قراءته
بوركت اخية
شكرا لك أختي ام أنس و جزاك الله بالمثل
فعلا كتاب نافع لكن للأسف الشّديد لم أجد إهتمام الأمهات بهذا الموضوع
لعلّ زمن البراءة قد ولّى
فإن اطفالنا حاليّا باتوا يفضّلون المسلسلات التركية ربّما
و الله المستعان










رد مع اقتباس
قديم 2013-03-25, 08:26   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










Post

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمري محمود مشاهدة المشاركة
و فيكم بارك الله
شكرا









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-25, 08:29   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 7 )
.. كما تـزرَع تحصُـد ..
------------


كان ياما كان ... كان هناك عبـدٌ يعملُ في مزرعةِ سَيِّدِه الذي يملكُه ... وكان هـذا العبـدُ عابِدًا لا يتركُ الصلاةَ ولا قـراءة القُـرآن ... وكان سيِّدُه لا يُصلِّي ولا يقـرأ القُـرآن ، بل كان مشغولاً بجمع المال .
وفي يومٍ من الأيام أراد صاحِبُ المزرعةِ أنْ يُسافِـرَ سفرًا طويلاً ، فقال لهـذا العبد : أُريدُكَ أنْ تزرعَ الأرضَ كُلَّها قمحًا .
فقال له هـذا العبـد : سأفعـلُ يا سيِّدي .

وسافـر الرجلُ سفرًا طويلاً ، وعاد في وقتِ الحصاد ، فوجـد المُفاجأة ، وجـد أنَّ العبـدَ قـد زرعَ الأرضَ شعيرًا بدلاً من أن يزرعها قمحًا .
فقال له سيِّده : لقـد أمرتُكَ أن تزرعَ الأرضَ قمحًا ، فلماذا زرعتَها شعيرًا ؟
فقال له هـذا العبـد : لقـد زرعتُها شعيرًا ، ورجوتُ أنْ يُخرِجَ الشعيرُ قمحًا .
فقال له سيِّدُه : يا أحمق ! ... أترجو من الشعير أنْ يُنتِجَ قمحًا ؟!
فقال له : وأنتَ يا سيِّدي ، أتتركُ الصلاةَ وتعصي الإله ، وترجو رحمتَه وجنَّتَه ؟!
ففهِم سيِّدُه هـذا الدرسَ جيدًا ، وقال : لقـد تعلَّمتُ منكَ درسًا لن أنساه ... ومن الآن سأُصلِّي وأعبدُ اللهَ ، ولن تشغلني الدنيا عن طاعةِ الله ( جلَّ وعلا ) بعـد اليوم ...
فاذهب فأنتَ حُـرٌّ لوجـهِ الله .



** الدروسُ المُستفادَة :
-------


1- أنَّ المُسلمَ لا بُدَّ أنْ يأمُرَ بالمعروفِ ، ويَنهَى عن المُنكَر ، ولكنْ بكُلِّ أدبٍ ورحمةٍ وذكاء .

2- أنَّ المُسلمَ إذا تبيَّنَ له أنَّه مُخطِئٌ ، فعليه أنْ يعترفَ بخطئِهِ ، وأنْ يُصلِحَ من نفسِه ... فليس من العيب أنْ يُخطِئَ المُسلمُ ، ولكنَّ العيبَ أنْ يستمرَ في خطئه .

3- علينا أنْ نُكافِئَ مَن يدُلُّنا على الخيرِ ، ولو بكلمةٍ طيبةٍ ... فقـد رأينا كيف أنَّ صاحِبَ المزرعةِ كافأ هـذا العبـدَ بأنْ أعتقَه ، وقال له : أنتَ حُـرٌّ لوجـهِ الله ... وذلك لأنَّه كان سببَ توبتِه وعودتِه إلى اللهِ ( جلَّ وعلا ) .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-25, 08:30   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 8 )

.. لا تَحْسَبُوهُ شَرًا لَكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُم ..
-------------


على شاطئِ بحـرٍ جميل ... كان هناك ثلاثةُ إخوة يمتلكون سفينةً صغيرةً تنقِلُ المُسافرين .
وفي يومٍ من الأيام ، كانت هـذه السفينةُ واقفةً على شاطئ البحـر ، تستعِـدُّ لنقل المُسافرين .
وكان أصحابُ السفينةِ ينتظرون حتى تمتلئَ السفينة ، وأثناءَ ذلك رأوا شيخًا كبيرًا يقِفُ بالقُربِ من السفينةِ ، ويحملُ في يده حقيبة ... لكنَّه لم يركب .
اقترب أحـدُ الإخوةِ من الشيخِ ، وقال له : لماذا لم تركب السفينةَ معنا ، فنحنُ سوف نتحرَّك الآن ؟
قال الشيخ الكبير : ليس معي نقودٌ الآن ... وقـد كنتُ دائمًا أُسافِـرُ مع أبيكم ، وأُعطيه النقودَ بعدما أعـودُ من السفر .
قال أحـد الإخـوة : مرحبًا بكَ ، ستُسافِـرُ معنا ، ولن نأخـذ منكَ شيئًا .
فـرح الشيخُ الكبيرُ وركِبَ السفينة ... وبـدأت السفينةُ تتحرَّكُ داخل البحـر ... وجلس الشيخُ الكبيرُ في السفينةِ يصنعُ صُندوقًا صغيرًا ... فأخـرجَ بعضَ الأخشاب من حقيبته ، وراح يَـدُقُّ بالشاكوش ...
وفجأةً سقط الشاكوشُ من يده على ظهر السفينةِ ، فأحـدثَ ثُقبًا فيها ..

وبـدأ الماءُ يدخلُ من الثُّقب إلى السفينة .. وأخـذ الشيخُ الكبيرُ يُحاولُ أنْ يمنعَ دخولَ الماءِ ، لكنَّه لم يستطِع .

ورأى رُكَّابُ السفينةِ الماءَ يتسرَّبُ إلى السفينة ، فصاحـوا : النجـدة ... النجـدة ..
وحاول جميعُ الرُّكَّاب أنْ يَسُدُّوا الثُّقبَ ، لكنَّهم لم يستطيعوا ... واستمر الماءُ في التَّسَرُّبِ أكثر وأكثر .

قال الرُّكَّابُ للشيخ الكبير : أنتَ السبب .. سنغرقُ كُلُّنا بسببك .
وأثناءَ ذلك شاهـد الرُّكَّابُ مجموعةً من السُّفُنِ تقترِبُ منهم ..
وبسُرعةٍ بـدأ الرُّكَّابُ يُشيرون بأيديهم ، ويطلبون النجـدة ..

وكانت هـذه السُّفُن يمتلِكُها جماعةٌ من اللصوص ، وكانوا يسرقون السُّفُن الجيدة .. فاقترب اللصوصُ من السفينةِ ، وعندما رأوا الماءَ في قاع السفينة قالوا : هـذه سفينةٌ قديمةٌ ستغرق ، ولن نستفيد منها ، ثم ذهبوا وتركوا السفينة .. فَـرح رُكَّابَ السفينةِ لأنَّهم نجوا من اللصوص الأشرار .

قال الشيخُ الكبير : علينا أنْ نُخرِجَ الماءَ من السفينةِ بسُرعة .

وبينما كان الرُّكَّابُ مشغولين بإخراج الماءِ ، رأوا طائرًا كبيرًا يطيرُ في السماء، ويُمسِكُ بمنقاره لِفافةً كبيرةً من القُماش .. وحوله طيورٌ تُهاجمه ، وتُحاولُ خَطف الِّلفافة .. وفجأةً سقطت لِفافة القُماش على السفينة .. فأسرع أحـدُ الرُّكَّابِ وأمسكَ لِفافة القُماش .. وقال : إنَّ هـذا القُماش أفضل ما يَسُدُّ ثُقبَ السفينة .
وبالفِعل تمَّ سَـد الثُّقب .. وتوقَّفَ تَسَرُّبُ الماء .

قال الشيخُ الكبيرُ : لقـد استجابَ اللهُ لِدُعاءِنا .. لذلك يجبُ على كُلِّ مَن معه نقودٌ أنْ يتبرَّعَ ببعضِ المال ليُنفِقَ في أعمال الخيرِ حمدًا لله .

جمع الرُّكَّابُ عشرة دنانير ، وقـرَّروا توزيعَها على الفُقراءِ والمساكين .

وعندما توقَّفت السفينةُ على الشاطئ ، نزل الرُّكَّاب ... فرأوا امرأةً تبكي بشِدَّة ، فقال الشيخُ الكبيرُ للمرأة : لماذا تبكين هكـذا ؟

قالت المرأة : كان معي قِطعةٌ كبيرةٌ من القُماش ، كنتُ سأُخيطها ثم أبيعُها في السوق .
وبينما كنتُ أشربُ من هـذا البِئر ، جاء طائرٌ وخَطَفَ قِطعةَ القُماش ، وطار بعيـدًا .

فقال لها الشيخُ الكبير : كم ثَمَن قِطعة القُماش ؟

قالت المرأة : ثَمَنُها دينارٌ كُنَّا سنعيشُ به طوال الأسبوع أنا وأبنائي الصغار .

رجع الشيخُ الكبيرُ إلى الرُّكَّابِ ، وحَكَى لهم قِصة المرأة .

فقال أحـدُ الرجال : إنَّ قِطعةَ القُماش هيَ التي جعلها اللهُ سببًا في إنقاذِنا من الغـرق .

وقال رجلٌ آخـر : إذًا علينا أنْ نُعطيها النقودَ التي جمعناها .

وأعطى أصحابُ السفينةِ الدنانيرَ العشرةَ للمرأة .

ففرحتُ المرأةُ كثيرًا ، وحمـدت اللهَ تعالى .


** الدروسُ المُستفادَة :
-------


1- أنَّه ينبغي على كُلِّ مسلمٍ أنْ يحرصَ على فِعل الخير ... فلقـد رأينا كيف أنَّ أصحابَ السفينةِ وافقوا على ركوب هـذا الشيخ الكبير بلا مُقابِلٍ ماديّ .. حِرصًا منهم على فِعل الخير .

2- أنَّ التعاونَ يجلبُ الخيرَ للأُمَّة .. فلقـد رأينا كيف أنَّ رُكَّابَ السفينةِ تعاونوا من أجل المُحافظةِ على السفينةِ من الغرق ، فكان ذلك سببَ نجاتِهم _ بإذن الله _ .

3- قـد يحدث للإنسان ابتلاءٌ ويَظُن أنَّه هو عينُ الشَّر ، ثم يتَّضِحُ له بعـد ذلك أنَّ هـذا الابتلاءَ هو عينُ الخير .

فلقـد رأينا كيف أنَّ رُكَّابَ السفينةِ كانوا يَظُنُّونَ أنَّ الثُّقبَ الذي حدثَ في السفينةِ هو عين الشَّر ، وأنَّه سيكونُ سببَ غرق السفينة ، وإذا به يكونُ سببًا في نجاتِهم من اللصوص .

4- الحِرصُ على الإحسان إلى الفُقراء ، وتفريج هموم المُسلمين .
فلقـد رأينا كيف أنَّ أصحابَ السفينةِ أحسنوا إلى هـذه المرأةِ التي جعلها اللهُ سببًا في نجاتِهم بغير قصدٍ منها .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-25, 08:31   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 9 )


.. ثَمَـرةُ الإيثـار ..

-------------


كان ياما كان ... في سالِفِ الزمان ... كان هناك ثلاثةٌ من الأصدقاء ، وهم : أحمـد ومحمـود وسلمان ... وكانوا يعيشون في قريةٍ جميلةٍ مليئةٍ بالأشجار الجميلة ... وكان سُكَّانُ هـذه القرية طيِّبين ، يُحِبُّ بعضُهم بعضًا حُبًا شديدًا .


وفي يومٍ من الأيام قالت زوجة أحمـد له : يا زوجيَ الحبيب ، أنتَ تعلمُ أنَّ العيدَ قـد اقترب ، وليس عندنا ملابس جديدة لأولادِنا ، فنُريدُ مالاً لنشتريَ به ملابسَ أولادِنا .


قال لها زوجُها أحمـد ، وقـد امتلأ قلبُه حُزنًا وأسفًا : ليس معي مالٌ لأشتريَ به ملابسَ جديدة لأولادِنا ، لكنْ انتظري فسوف أذهبُ لصديقي سلمان لأقترضَ منه بعضَ المال .


ذهب أحمـد إلى صديقهِ سلمان ، وحكى له ما دار بينه وبين زوجتِه ، وأخبره أنَّه يُريدُ أنْ يقترضَ منه بعضَ المال .


فرحَّبَ سلمان ، وفرح بذلك ، ودخل غُرفتَه وأخرج له كيسًا فيه ألفُ دِرهم . أخـذ أحمـد الكِيسَ وهو في قِمَّة السعادة ، وشَكَرَ صديقَه سلمان على حُسن صَنيعه وإحسانِه ... وفي الطريق قابَل أحمـد صديقَه محمـود ، فقال له : كيف حالُكَ يا محمـود ؟


فقال له محمـود ، وقـد ظهر الحُزنُ على وجهه : الحمدُ لله بخيـر .


فقال له أحمـد : أشعرُ أنَّكَ مهمومٌ وحزينٌ يا محمـود .


قال له محمـود : نعم يا صديقي ... مشكلةٌ وأحتاجُ لبعض المال .


فأخرج أحمـد كيسَ النقود الذي أخذه من سلمان ، وأعطاه لمحمـود ، وقال له : خُـذ يا صديقي هـذا المال ، فأنا لا أُريـدُ أنْ أراكَ حزينًا .


وعاد أحمـد إلى زوجتِه ، فقالت له : هل أحضرتَ المالَ يا أحمـد ؟


فأخبرها أحمـد بما حـدث ، فابتسمت زوجتُه وقالت له : بارك اللهُ فيكَ ، فأنا سعيدةٌ لأنَّكَ فرَّجتَ هَمَّ أخيكَ المُسلم .


وبعـد ساعةٍ سَمِعَ أحمـد صوتًا يطرقُ على بابِ البيت ، فأسرع وفتح البابَ ، فوجـد صديقَه سلمان ، فسلَّمَ عليه ورحَّبَ به ، وأدخله البيت ، فقال له سلمان : أين المالُ الذي أخذتَه مِنِّي يا أحمـد ؟


فقال له أحمـد : لقـد أعطيتُه لصديقِنا محمـود ، لأنَّه كان في حاجةٍ إليه ، فضَحِكَ سلمانُ من أعماق قلبه .


فتعجَّبَ أحمـد ، وقال له : لماذا تضحك يا سلمان ؟


قال له سلمان : لقـد كنتُ في أزمةٍ شديدةٍ ، فطلبتُ هـذا المالَ من محمـود ، فأعطاني هـذا الكِيس ، فجِئتَ أنتَ وطلبتَ مِنٍّي مالاً ، فأعطيتُكَ الكِيسَ مع شِدَّةِ احتياجي له ، ثم أعطيتَه أنتَ لمحمـود ، وفضَّلتَه على نفسِك مع شِدَّة احتياجِكَ لهـذا المال ، وإذا بمحمـود يُفضِّلُني على نفسِه ويُرسلُ المالَ بعدما أخذّه منك ، فضَحِكَ أحمـد وسلمان ... ثم قال له سلمان : هيَّا بنا نذهب إلى محمـود ، ونقسم هـذا المالَ بيننا جميعًا ، عسى أنْ يُباركَ اللهُ لنا في هـذا المال .


وعلِمَ حاكمُ القريةِ بقِصَّةِ الأصدقاءِ الثلاثة : أحمـد ومحمـود وسلمان ، فقال الحاكم لكبير الحُرَّاس : اذهب وأَحضِر هؤلاءِ الثلاثة .


فذهب كبيرُالحُرَّاس ، وأخبرهم بأنَّ حاكمَ القريةِ يُريدهم ، فخافوا وقالوا : نحنُ لم نفعل أىَّ شئٍ ، فماذا يُريدُ مِنَّا حاكِمُ القرية ؟


قال كبيرُ الحُرَّاس : لا أدري ، ولكنَّه يُريدكم الآن .


ذهب الأصدقاءُ الثلاثةُ مع كبير الحُرَّاس إلى الحاكم ، وعندما وصلوا إلى القصر أمر الحاكمُ بإدخالِهم على الفور .


قال لهم الحاكِم : لقـد علِمتُ بما فعلتم ، وسعـدتُ جـدًا لهـذا الإيثار الذي كان بينكم ، ولذا سأُقَـدِّمُ لِكُلِّ واحـدٍ منكم مُكافأةً يبلُغُ قَـدْرُها عشرة آلاف دِرهم جزاءً على ما فعلتموه ... بل وسأُعطي زوجةَ أحمـد أيضًا مُكافأةً لأنَّها لم تشعر بالحُزن عندما أعطى المالَ لصديقهِمحمـود .


ففـرِحَ الأصدقاءُ الثلاثة بهـذه المُكافأة ... وفَـرِحَت زوجة أحمـد أيضًا ، وعلِموا أنَّ هـذا جزاء الإيثار ومَحبَّة الآخرين .


(( واللهُ في عَـونِ العبـدِ ما كان العبـدُ في عـون أخيـه )) .



** الدروسُ المُستفادَة :

-------


1- أنَّ الحُبَّ في الله من أعظم النّعم ، ولذا يجبُ أنْ يُحِبَّ المُسلمُ إخوانَه المُسلمين ، وأنْ يتعاونَ معهم على البِرِّ والتَّقوى .


2- أنَّ المُؤمنَ لا بُدَّ أنْ يَحرِصَ على إدخال السعادةِ والفرحةِ على قلبِ إخوانِه المُسلمين .


3- أنَّ ثمرةَ الإيثار عظيمة ... فعندما آثَرَ كُلُّ واحـدٍ منهم أخاه ، أكرمهم اللهُ بمُكافأةِ حاكم القريةِ ، مع ما يدَّخره لهم من الأجـر والثوابِ في الآخـرة .


- والإيثارُ أنْ تُعطِيَ لإخوانِكَ ما في يـدِكَ مع أنَّكَ مُحتاجٌ إليه .

﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ .









رد مع اقتباس
قديم 2013-03-25, 08:34   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
غربة أهل السنّة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية غربة أهل السنّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( 10 )

.. قِصَّـةُ الصُّنـدوق العجيب ..
-------------

كان ياما كان ... كان هناك رجلٌ عَطَّار في مدينةِ بغـداد .

جاءه رجلٌ فقير ، فدفع إليه عشرة دراهم ، واشترى منه بعضَ أنواع العِطارة التي تحتاجُ إليها المرأةُ عند الوِلادة .

ولَمَّا أراد هـذا الرجلُ الفقيرُ أنْ ينصرِفَ سقطت منه العِطارةُ التي اشتراها على الأرض ، واختلطت بالتُّراب .

فوقف الرجلُ يبكي بُكاءً شديدًا ، وهو يقول : واللهِ لقـد كنتُ منذُ ثلاث سنواتٍ في قافلةٍ ، وكان معي صُندوقٌ فيه أربعة آلاف دينار ، ومعها فصوص وجواهر قيمتُها أربعة آلاف دينار ، فضاع الصندوق ولم أحزن على ضياعه مِثل حُزني الآن على ضياع هـذه العِطارة ؛ لأنَّ زوجتي ولدت لي الليلةَ ولدًا ، وكانت في أشدِّ الحاجة لهـذه العِطارة ، وليس عندي دِرهمٌ واحدٌ لأشتريَ لها غيرها ، فماذا أصنع ؟

فحدثت في تلك اللحظة أكبر مُفاجأة !!!

كان هناك رجلٌ يجلس قريبًا من محل العِطارة ، وسمع هـذا الكلام ، فنادى على هـذا الرجل الفقير ، وقال له : أُريدُ أنْ أتكلَّمَ معكَ أيها الرجل ، فدخلوا جميعًا بيتَ هـذا الرجل ، فقال له : أُريدُكَ أنْ تحكيَ حِكايةَ الصُّندوق مرةً أخرى .

فحكَى له حِكاية الصُّندوق لَمَّا ضاع منه في القافلة .

فقال له الرجل : أُريدُكَ أنْ تصفَ لي هـذا الصُّندوق .

فوصفَ له لونَ الصُّندوق وشكلَه ، وعَـدَّد الأموالَ التي بداخله ، ولونَ المُجوهرات وأنواعها ... فكانت كما وصفها تمامًا .

فقام الرجلُ ودخل غُرفتَه ، وأخرج له الصُّندوق ، وقال له : أهـذا هو الصُّندوق ؟

قال : نعم ، هو بعينه !!!

فأعطاه الرجلُ صُندوقَه ، وفيه الأموال والمُجوهرات كما هيَ ... وبدلاً من بُكائه على ضياع العِطارة التي كانت بعشرة دراهم ، فها هو الآن قـد عاد إليه مالُه الذي فقده منذ ثلاث سنوات ، وأصبح غنيًا مرةً أخرى .

تعجِّبَ الناسُ من موقفِ هـذا الرجل الذي أعطاه الصُّندوقَ ، وسألوه عن قِصة الصُّندوق .

فأخبرهم أنَّه كان من جنود الحِراسةِ في هـذه البِلاد ...

وفي يومٍ من الأيام وجـد رجلاً يحملُ هـذا الصُّندوق ، فلَمَّا اقترب منه فزِع الرجلُ وترك الصُّندوق .

قال : فعلمتُ أنَّه لِصّ ، ولمَّا رآني ترك الصُّندوق .

فأخذتُ الصُّندوقَ ، وسألتُ كثيرًا عن صاحبه ، ولم أستطِع الوصولَ إليه ، وتوجَّهتُ إلى الله بالدعاءِ أنْ يُيَسِّرَ لي توصيلَ هـذا الصُّندوقَ لصاحبه قبل أنْ أموت ... وها هيَ اللحظةُ التي أكرمني اللهُ فيها بإيصال الصُّندوقَ لصاحبه قبل أنْ أموت .

والعجيبُ : أنَّ هـذا الرجلَ مات بعـد إيصال الصُّندوق لصاحبِه بشهرٍ واحـد .


** الدروسُ المُستفادَة :
-------


1- أنَّ المسلمَ لا يحزن إذا أصابه مكروه ... فقـد يكونُ هـذا الابتلاءُ نعمةً عظيمةً ... فقـد رأينا كيف أنَّ هـذا الرجلَ لَمَّا سقطت منه العِطارة وبكَى ، وسمِع الناسُ قِصتَه ، كان ذلك سببًا في عودةِ أموالِه إليه .

2- أنَّ المسلمَ ينبغي أنْ يكونَ حريصًا على رَدِّ الحقوق والأماناتِ لأصحابِها ، ولو مَرَّ عليها سنواتٌ طويلة .

3- أنَّ اللهَ ( عزَّ وجلّ ) قـد يُبدِّلُ حالَ الإنسان في لحظةٍ واحـدةٍ من حالٍ إلى حال ... من فقرٍ إلى غِنَى ... من مرضٍ إلى صِحَّة ... من ذُلٍّ إلى عِزَّة ... من هَمٍّ وضِيقٍ إلى سُرورٍ وسعادة .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لأطفالك, معبّرة, الأمّهات, الغاليات:, حكايات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc