أي المشروعين سينتصر في نهاية المطاف؟

[سندباد علي بابا]

أي المشروعين سينتصر في نهاية المطاف؟




بقلم: مارشال أحمد قايد صالح


في البطحة هُناك مشروعان مُتناقضان حد الصِّدام والصِّراع هما:


الأول، هو الّذي يسعى إلى الانتقال إلى التبعية الأوروبية - الأمريكية والغربية على خُطى خليج ما قبل أفول نجم أمريكا وظهور التعددية القطبية.


وهو يسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني والاِنخراط في صفقة القرن واِتفاقيات سلام أبراهام والدخول في الديانة الإبراهيمية الجديدة.


وهو يسعى للتخلي عن قضية الصحراء الغربية لصالح المغرب الأقصى والتنازل عن كلّ التضحيات الّتي قُدمت على مدار عقود من الزمن لدعم كفاح الشّعب الصحراوي.


وهو يسعى لتغيير اِنتماء وهوية دولة البطحة ودول المنطقة المغاربية بعد ذلك أو في أقل الأحوال خلق تعددية في الاِنتماء وتعددية هوياتية [في الهوية] وتعددية لغوية وثقافية وجغرافية في إطار مشروع الفدرالية أحدهما تابع للغرب: لأوروبا وفرنسا وأمريكا والثاني تابع للشرق والمشرق العربي والقطب العروبي المُحافظ أو التقدمي.


الثاني، وهو الّذي يسعى إلى المحافظة على شراكة البلاد التاريخية الروسية – الصينية على خُطى ما تركه الأجداد الثوار من إرث حتّى بعد أفول الكُتلة الشّرقية وظُهور الصين كأحد أهم وأقوى الأقطاب العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية في العالم.


وهو يسعى لمواصلة دعم القضايا العادلة مثل: القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية ورفض صفقة القرن واتفاقيات سلام أبراهام وما يسمى بالديانة الإبراهيمية والّتي لا تعترف بحق الشّعب الفلسطيني ببناء دولته على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف كما أقرت بذلك لوائح الأمم المتحدة وميثاقها كما ويرفض المُبادرة العربية للسّلام في قمة بيروت.


وهو يسعى لدعم قضايا التّحرر في العالم ومنها على سبيل المثال لا الحصر قضية الصحراء الغربية المُحتلة وتمكين الشّعب الصحراوي من حق تقرير المصير عبر اِستفتاء أممي تقف عليه منظمة الأمم المتحدة.


وهو يسعى للحفاظ على اِنتماء وهوية دولة البطحة ودول المنطقة المغاربية والحفاظ على الوحدة الشّعبية والوحدة الترابية والوحدة اللغوية والعمل في إطار الشّراكة العادلة والمتكافئة والمتوازنة مع الشّرق والغرب.


الأول يقف عليه تيار البربريست وجماعة مشروع "تمازغا" المروكي والأحزاب الجهوية العرقية من أول "كابيل" البلغارية وحركة "الماك" الإرهابية الانفصالية والفرنكوفيليين إلى نُخب فكرية وثقافية مُرتبطة بفرنسا من مشربي الشّعب [عرب – كابيل] البطحاوي سواء في داخل السُّلطة أو من خارج السلطة، المُعارضين والموالين للحكومة.


والثاني يقف عليه التّيار الوطني العروبي والثوابتي وأحزاب إسلامية غير عِرقية وغير جهوية وعموم الشّعب وجماعات إسلامية غير مُسيّسة ونُخب فكرية وثقافية وعلمية متشربة من ثقافة المشّرق العربي من مشارب الشّعب المُتعددة في داخل السُّلطة أو من خارج السُّلطة، من المُعارضين أو المُوالين.


إنَّ ما حصل من حوادث وخز بالإبر للأطفال أمام المدارس من "مُنقبات" وطعن الأئمة في الكثير من أماكن البطحة هو اِمتداد للهجمة الشّرسة الّتي يتعرض لها الإسلام والمُسلمون في أكثر من مكان في العالم من حملة إبراهيم عيسى والتشكيك في التراث الإسلامي إلى الهندوس المُتطرفون وما يقومون به ضد الأقلية المُسلمة في الهند إلى ما يتعرض له الحجاب والنقاب في أوروبا إلى ثورة البيكيني في شواطئ لُبنان ومنع كل من لا تلبس البكيني من الاِقتراب من مياه شواطئ البحر وصولاً إلى خطاب التسعينيات في 2023 الّذي تكرر على لسان وأفواه بعض المسؤولين عندنا إلى محاربة النقاب وتهديد الأئمة كلها صادرة من معين واحد بضغط من أوروبا بيمينها المتطرف ويسارها المتطرف إنّه الإرهاب العلماني اللائكي.