هل هُجوم المسيّرات الأوكرانية أعطي شرعيةً للعملية العسكرية الرُّوسية الخاصة في الدُّونباس؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية

قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل هُجوم المسيّرات الأوكرانية أعطي شرعيةً للعملية العسكرية الرُّوسية الخاصة في الدُّونباس؟

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-06-01, 13:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










B11 هل أعطى هُجوم المسيّرات الأوكرانية شرعيةً للعملية العسكرية الرُّوسية الخاصة في الدُّونباس؟

هل أعطى هُجوم المسيّرات الأوكرانية شرعيةً للعملية العسكرية الرُّوسية الخاصة في الدُّونباس؟



بقلم: مارشال أحمد قايد صالح


هُجوم أوكرانيا بطائرات مسيّرة في داخل العمق الرُّوسي بات يُعطي شرعية قانونية وأخلاقية لهواجس رُوسيا من إمكانية اِنضمام أوكرانيا إلى حلف النيتو، ويُعطي مشرُوعية للعملية العسكرية الرُّوسية الخاصة في مناطق الدونباس.


عندما همَّت روسيا بإطلاق عمليتها العسكرية الخاصة في شرق وجنوب الأراضي التّاريخية الروسية في أوكرانيا والّتي تقطُنها أقليات ناطقة بالرُّوسية كانت السُّلطات في موسكو مُتخوفة من جانب مُهم مُتمثل في شرعية ومشرُوعية تلك العملية من النّاحية القانونية والأخلاقية أمام المُجتمع الدّولي.


في البداية تذرعت السُّلطات الرُّوسية بعدم تقديم الجانب الغربي أي ضمانات تُراعي الهواجس الأمنية لها فيما يتعلق بإمكانية اِنضمام أوكرانيا إلى حلف النيتو ما يعني نقل البنية التحتية له لتكُون على مقرُبة من حدود روسيا من الجهة الغربية وأسلحته قُبالة العاصمة الروسية موسكو وعلى تخومها ومشارفها.


ثمّ جاءت ذريعة ثانية لما طال أمد العملية العسكرية لتُؤكد موسكو على عدم اِلتزام كييف والغرب باِتفاقيات وقرارات "منسك" بإعطاء حُكم ذاتي للأقلية النّاطقة بالرُّوسية في مناطق الدونباس مع المحافظة على حقُوقهم الثّقافية واللغوية باحتفاظهم باستخدام لُغتهم الأم الرُّوسية وعدم فرض اللغة الأوكرانية عليهم وتحييد اللغة الروسية، وقد أكدت المُستشارة الألمانية السّابقة "أنجيلا ميركل" والرئيس الفرنسي السّابق "فرانسوا هولاند" أنَّ اِتفاقيات "منسك" كانت لربح الوقت ولتجهيز وتسليح أوكرانيا ولم تكُن أبداً اِتفاقيات للتطبيق.


بعد ذلك تذرعت رُوسيا بأنَّ العملية العسكرية جاءت لمنع تمدد بنية حلف النيتو لتلامس الحدود الرُّوسية، وأنَّ الغرب خََدع رُوسيا بعدم تمدده نحو الشّرق قبيل تفكك الإتحاد السوفييتي وكان يعتزم ضمّ أوكرانيا المُحاذية والمُلاصقة والمتاخمة لحدود رُوسيا المفيدة أي الجانب العامر منها إلى الحلف الأمر الّذي يُشكل لا محالة تهديداً اِستراتيجياً وشيكاً على أمنها ومن ثمّ وُجودها ومصيرها، وقد أكدت تصريحات الرئيس الأوكراني "فولوديمير زلينسكي" الّتي طلب فيها تحقيق رغبة بلاده في الانضمام إلى الحلف وتكتل الاتحاد الأوروبي مُنذ اِنطلاق العملية العسكرية الرُّوسية الخاصة وحتّى لحظة كتابة هذه السُّطور صِدق وصِحّة هواجس وتخوفات رُوسيا من إمكانية اِنضمام أوكرانيا للحلف وبالتالي تطويق رُوسيا من طرف الغرب لها من كل جانب، لكن "جوزيب بوريل" مسؤول السّياسة الخارجية بالاتحاد و"ينس ستولتنبرغ" أمين عام الحلف رفضا إمكانية اِنضمام هذا البلد إلى الحلف في الوقت الحالي وفي ظلّ الحرب وهم ينتظرُون نتائج تلك المعركة واِنتصار أوكرانيا فيها.


بعد ذلك طرحت روسيا ذريعة أخرى وهي مُحاربة النّازية والنّازيين في أوكرانيا وقد كشفت الصُّور الّتي أُلتقِطت لجنود أوكرانيين بعد هزيمة الجيش الأوكراني في ميناء "أزوفستال" والقبض على عناصر من مجموعة "أزوف النّازية وبنديرا" صِدق الرّواية والسردية الرُّوسية، كما أنَّ ما تعرضت له منطقة الدونباس الّتي تقطنها الأقلية الرّوسية لمدة 8 سنوات من القصف عليها من طرف الجيش الأوكراني أي منذ اِنقلاب "يورو ميدان" في العاصمة كييف سنة 2014 وصولاً حتّى قبل يوم واحد من بدء العملية العسكرية الرّوسية الخاصة في الدونباس في 24 فيفري 2022 وما زال القصف الأوكراني متواصلاً عليها دون توقف أو هوادة.


عندما قال العديد من الخبراء من أنَّ تموقع حلف النيتو في أوكرانيا حال اِنضمام أوكرانيا للحلف من أن العاصمة الرُّوسية ستكون في مرمى صواريخ المنظومة الغربية كذّب الكثير من النّاس هذه الحقيقة مخدوعاً بالرّواية والسردية الغربية الّتي قالت أنَّ الحرب في أوكرانيا لم يكن لها داعٍ ولا مبرر لها.


لكن المُتابع للأحداث وعملية ضخ حلف النيتو وأوروبا وأمريكا والغرب الجماعي لكميات كبيرة من الأموال والأسلحة المُتقدمة والمُتطورة الفتاكة للجيش الأوكراني وإمكانية توريد طائرات أف – 16 له في المنظور القريب أكدت على صحة هواجس رُوسيا الّتي عبّرت عنها قبل بدء العملية العسكرية الرُّوسية الخاصة في منطقة الدونباس وأعطت شرعية أخلاقية وقانونية لها كما منحت تعاطف شعُوب العالم في معظمها مع رُوسيا حتّى من داخل الدُّول الغربية ذاتها من الّذين يناهضون سياسات حكُومتهم تلك ويرفضون إمداد نظام كييف بالمال والسّلاح من أموال دافعي الضرائب في تلك البلدان لإذكاء الصّراع أكثر فأكثر خدمة لمصالح أمريكا.


إنّ رُوسيا تمتلك أنظمة دفاع جوي متطورة مثل: الأس 300 والأس 400 وفخر الصّناعة الروسية الأس 500 ومنظومة رادارات متطورة وقوية وأسلحة اسقاط طائرات "الدرونز" الانتحارية الإلكترونية والصاروخية وأقمار صناعية لا تقل عدداً ولا كفاءةً عن مثيلاتها في الدُّول الغربية، إنَّ صواريخ ومكوكات وسُفن الفضاء الغربية لا يُمكنها أن تُحلق وتطير إلَّا بمحركات رُوسية الصُّنع لكفاءتها ورغم العقوبات الاقتصادية والتكنولوجية والتقنية على روسيا ما زالت أمريكا تقتني المُحركات الفضائية ومحركات الصّواريخ من رُوسيا لأنَّها هي والغرب لم يصلوا بعد لصناعة مُحركات فضائية مُماثلة لمحركات الفضائية الروسية أو أفضل منها.


فكيف لمُسيّرات أوكرانية أن تقطع آلاف الكيلومترات لتصل في نهاية رِحلتها إلى مبنى الكرملين المخصص للرئيس الرُّوسي وتخترق الدفاعات الإلكترونية التي تعمل على التشويش وكذلك الرادارات والأقمار الصّناعية دون كشفها أو اِسقاطها في مكان اِنطلاقها علماً أنَّ أكثر من 100 ألف جُندي رُوسي في أراضي دونباس وعلى تخوم العاصمة كييف؟ أين كانت منظُومات أس 300 وأس 400 وأس 500؟ أين كانت مُخابرات رُوسيا وريثة الجهاز الأعظم في العالم "كي جي بي" الرهيب؟.


في اعتقادي المُتواضع أنَّ رُوسيا كان بمقدورها اِسقاط واِفشال كلّ العمليات الهُجومية على الأراضي الرُوسية سواء مسيّرتي الكرملين اللتان تمّ اِسقاطهما فوق أحد مباني الكرملين دون وقوع خسائر مادية أو بشرية.


وكذلك الهُجوم الأخير بــ 8 مسيّرات أُوكرانية في أطراف العاصمة الرُّوسية موسكو والتّي تمَّ اِسقاطها كلها أيضاً من منظومات دفاع الجيش الرُّوسي والّتي أدّت إلى وقوع بعض الأضرار المادية على أسطح بعض العمارات والسّكنات.


لقد أرادت أُوكرانيا بهذا الهجوم تسجيل خبطات إعلامية وهي الّتي فقدت أكثر من 30 بالمئة من مساحة أراضيها وأكثر من 100 ألف من جنودها ونُخبتها العسكرية حسب ما ذكرته وسائل إعلام وصُحف أمريكية وغربية، وباتت عاصمتها كييف على وشك السُّقوط في أيدي القوات المُسلحة الرُّوسية بخاصة بعد خسارتها المذِّلة لمدينة أرتيوموفسك [باخموت سابقا] الاِستراتيجية.


عِندما شجع الغرب وأمريكا نظام كييف على اِستهدف رُوسيا في عمقها في الدّاخل بعمليات إرهابية باِغتيال الشّخصيات الثّقافية [دوغينا اِبنة المفكر الرّوسي ألكسندر دُوغين] والصحفية [مراسل حربي تتارسكي] فإنّ هذا تعبيراً صارخاً على يأس الغرب من إمكانية تحقيق نصر أوكراني على رُوسيا هُو في حُكم المُستحيل، إنّ الغرب وأمريكا من خلال تشجيعهما نظام كييف على اِستهداف الأراضي الرُّوسية يُريدان إِلحاق هزائم معنوية [إذلال هيبة الجيش الرُّوسي] بحكومة رُوسيا وتصويرها وهي من تكون وكأنها عاجزة أمام الأوكران في عدم قُدرتها على صدّ تلك الاِختراقات العسكرية والمخابراتية للأجهزة الأمنية الأوكرانية في عقر دار "فلاديمير بوتين".


إنَّ رُوسيا تُريد من خلال "عدم قُدرتها على صدِّ مُسيّرات زيلنسكي بإرادتها وبتخطيط منها" أن تجلب تعاطف شُعوب العالم مع سرديتها وروايتها التي عبرت عنها قبل اِنطلاق العملية العسكرية، ومع الذّرائع الّتي أوردتها لبدء تلك العملية في الدونباس أمام الرِّواية الغربية والأمريكية الّتي تُسوِّق لها آلة الدِّعاية الإعلامية والصحفية الجبارة الّتي تمتلكانها.


بعد دُخول رُوسيا الحرب مع الغرب وأمريكا بالوكالة في أُوكرانيا فإنّها تسعى إلى الحصُول على مُصوّغ قانوني وأخلاقي يُشرعن تلك العملية العسكرية وليس هُناك ما هو أحسن من تَحقُّق هواجس روسيا الأمنية الّتي لم يوفر الغرب ضمانات لها قبل بدء العملية العسكرية من هذه الهجمات الإرهابية فوق سماء العاصمة الرُّوسية بطائرات الدرونز الأوكرانية وعلى اِختراق مجمُوعات تخريب أوكرانية للحدود الرّوسية في المُدن والقرى الُحدودية بينهما وقيامها بتفجيرات وتخريب إرهابي لمنشآت مدنية روسية.


مطلوبٌ منّا أن نطرح هذا السُّؤال الهام: إذا كانت أُوكرانيا وهي في حالة حرب وهزيمة منكرة تلاحقها قد ضربت العاصمة الرُّوسية موسكو بهجومين بواسطة مسيّرات [درونز] فكيف كان سيكون حال رُوسيا لو اِنضمت أوكرانيا إلى حلف النيتو وزحفت البُنية العسكرية الجبارة له من جُنود وصواريخ وطائرات ورُؤوس نووية وقنابل نووية وقاذفات اِستراتيجية قُبالة العاصمة مُوسكو؟ فهل ما فعلته إذن رُوسيا في خُطوة اِستباقية كان قراراً صائبا وصحيحاً أم لا؟








 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:37

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc