الطريق الى بيت المقدس..(( الجزء الأول )) .. - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > صوت فلسطين ... طوفان الأقصى

صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعمية طوفان الأقصى لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الطريق الى بيت المقدس..(( الجزء الأول )) ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-06-04, 23:18   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
خـواطـر
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية خـواطـر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اود المشاركة.......









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 23:29   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خـواطـر مشاهدة المشاركة
اود المشاركة.......


مرحبا بك اختي الكريمة ..

وطبعا الموضوع موضوعك ...









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 23:32   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
خـواطـر
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية خـواطـر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فلسطين قبل الإسلام

: تاريخ فلسطين القديم

أول من تعرف سكناه فلسطين في القرن 14ق.م قبائل( النطوفيون) وعرف استيطان مدينة أريحا في القرن 8ق.م، وأول آثار معروفة في فلسطين تعرف ل( الكنعانيين ) وهم عرب قد هاجروا من شبه جزيرة العرب فاستقروا بفلسطين وما حولها من بلاد الشام، وورد ذكرهم في التوراة والإنجيل، وهاجر معهم قبائل عربية أخرى عرفوا: بالآموريين- واليبيسيون- وتسموا بالفينيقيين والعموريين.
وتعود تسمية فلسطين إلى شعوب جزر البحر المتوسط وخصوصاً جزيرة (كريت) التي نزحت إلى منطقة في جنوب فلسطين تدعى"بلست" بعد أن طردهم رمسيس الثالث حاكم مصر ولهذا سموا " البلستينيين" واختلطوا مع سكانها وذابوا فيهم.

اليهود في فلسطين


وذكر التاريخ مرور إبراهيم u وسكناه فلسطين وولادة ابنيه إسحاق وإسماعيل فيها، وولادة يعقوب ابن اسحاق وأولاده الأسباط فيها، إلا أن من الثابت هجرتهم إلى مصر بعد قصة يوسف u فيها وتنصيبه وزيراً على ماليتها(عزيزاً)، وتناسلوا فيها إلى أن هاجر بهم موسى u إلى أرض سيناء بعد محنتهم مع فرعون في القرن 13ق.م وتاهوا فيها أربعين سنة.
قيض الله لهم يوشع بن نون عام 1186ق.م فدخل بهم أريحا قال تعالى: ] وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية ..سجداً وقولوا حطة..[ 58/ البقرة، ففسدوا وقتلوا أنبياءهم فعاقبهم الكنعانيون على طغيانهم إلى زمن جالوت، الذي تصدى له ملكهم طالوت الذي خاض معركة مع العماليق فقتل الشاب داود الذي لا يتجاوز (16)سنة جالوت وتزوج ابنة الملك عام 1004ق.م وأصبح ملكـاً
عليهم ووحد دولتهم في عاصمتها القدس ت 963ق.م فحكم فيهم سليمان u، ولما توفي تمزق حكمهم الذي لم يطل سوى 90سنة.

في أمان الله
نلتقي في يوم آخر اذا كان في العمر بقية

سلاام










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 23:33   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحاب الأمل مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي فارس وسدد خطاك لما يخبه ويرضاه
ان شاء الله يكون بأمكاننا المساعدة


وعليك السلام ورحمة الله تعالى استاذة ..

طبعا بامكانك اختي الكريمة ...
الموضوع متشعب ومراجعه كثيرة وبتعاوننا نستطيع
عمل حوصلة جيدة وفكرة لاباس بها على عدة مراجع ...

سوف ننتظرك ...









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-04, 23:37   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خـواطـر مشاهدة المشاركة
فلسطين قبل الإسلام

: تاريخ فلسطين القديم

أول من تعرف سكناه فلسطين في القرن 14ق.م قبائل( النطوفيون) وعرف استيطان مدينة أريحا في القرن 8ق.م، وأول آثار معروفة في فلسطين تعرف ل( الكنعانيين ) وهم عرب قد هاجروا من شبه جزيرة العرب فاستقروا بفلسطين وما حولها من بلاد الشام، وورد ذكرهم في التوراة والإنجيل، وهاجر معهم قبائل عربية أخرى عرفوا: بالآموريين- واليبيسيون- وتسموا بالفينيقيين والعموريين.
وتعود تسمية فلسطين إلى شعوب جزر البحر المتوسط وخصوصاً جزيرة (كريت) التي نزحت إلى منطقة في جنوب فلسطين تدعى"بلست" بعد أن طردهم رمسيس الثالث حاكم مصر ولهذا سموا " البلستينيين" واختلطوا مع سكانها وذابوا فيهم.

اليهود في فلسطين


وذكر التاريخ مرور إبراهيم u وسكناه فلسطين وولادة ابنيه إسحاق وإسماعيل فيها، وولادة يعقوب ابن اسحاق وأولاده الأسباط فيها، إلا أن من الثابت هجرتهم إلى مصر بعد قصة يوسف u فيها وتنصيبه وزيراً على ماليتها(عزيزاً)، وتناسلوا فيها إلى أن هاجر بهم موسى u إلى أرض سيناء بعد محنتهم مع فرعون في القرن 13ق.م وتاهوا فيها أربعين سنة.
قيض الله لهم يوشع بن نون عام 1186ق.م فدخل بهم أريحا قال تعالى: ] وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية ..سجداً وقولوا حطة..[ 58/ البقرة، ففسدوا وقتلوا أنبياءهم فعاقبهم الكنعانيون على طغيانهم إلى زمن جالوت، الذي تصدى له ملكهم طالوت الذي خاض معركة مع العماليق فقتل الشاب داود الذي لا يتجاوز (16)سنة جالوت وتزوج ابنة الملك عام 1004ق.م وأصبح ملكـاً
عليهم ووحد دولتهم في عاصمتها القدس ت 963ق.م فحكم فيهم سليمان u، ولما توفي تمزق حكمهم الذي لم يطل سوى 90سنة.

في أمان الله
نلتقي في يوم آخر اذا كان في العمر بقية

سلاام



شكرا على الاضافة القيمة أختي ..

طبعا قراتها قبل ردي هذا ...

سوف ننتظرك هنا ... وبالتوفيق ان شاء الله ..









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 00:13   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
رحاب الأمل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية رحاب الأمل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيت المقدس:



هو احد الاسماء التي اشتهرت بها مدينة القدس بفلسطين من بلاد الشام، بعد الفتح الاسلامي لها سنة 15 هـ/ 636م، ووردت لهذا الأسم ـ كما يقول اسحق موسى الحسيني في كتابه (عروبة بيت المقدس) ـ صور مختلفة منها :
البيت المقدس، وبيت القدس، والقدس الشريف، المدينة المقدسة،
ولقبت المدينة بألقاب منها:
دار السلام، ومدينة السلام ، وقرية السلام.



بيت المقدس مدينة عربية قديمة اسسها الكنعانيون العموريون القادمون من جزيرة العرب قبل حوالي خمسة آلاف سنة، في بداية العصر البرونزي، مع مجموعة مدن اقاموها على طريق المياه، واختاروا لها موقعاً متميزاً، على مرتفع توجد على مقربة منه عين ماء، يعتبر مركزياً بالنسبة الى فلسطين وما حولها، ولا يقل موضع المدينة أهمية عن موقعها، فهو موضع ديني دفاعي.



اول اسم ثابت لمدينة القدس، هو اور سالم،
وقد ورد في نصوص مصرية تعود الى عهد سنوسرت الثالث (1879 ـ 1842 ق. م) ويعني هذا الاسم (العموري) (أسسها سالم)،
وجاء ذكر (اور سالم) في الواح تل العمارنة التي تضمنت ست رسائل بعث بها ملكها في القرن الرابع عشر قبل الميلاد الى اخناتون فرعون مصر،
ولم تلبث ان اخذت اسم (يبوس) نسبة لليبوسيين من بطون العرب الكنعانيين، وقد ورد في التوراة مرات، واليبوسيون هم الذين بنوا قلعتها (صهيون) وتعني بالكنعانية (مرتفع) كما بنوا هيكلاً لإلههم (سالم)، بيتا للعبادة يذكر فيه اسم الله، فأصبحت قبلة ومحجاً، واعتقدوا (انها سرة الارض، وانها تشكل نهاية لحبل الخلاص الذي يصل الارض والسماء، وانها مرتبطة بشجرة العالم وبجنة عدن)، كما اورد كامل العسلي في بحثه (مكانة القدس عربياً واسلامياً عبر التاريخ) عن فرانكين وتيرين.



ظلت القدس منذ تأسيسها حوالي الفين من السنين كنعانية عمورية عربية، قبل ان يغزو العبرانيون بقيادة يشوع ارض كنعان في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهكذا تحددت هويتها مدينة عربية، كنعانية عمورية يبوسية، وبقيت هذه الهوية ملازمة لها مع تتالي الغزاة على احتلالها، لان اهلها العرب الكنعانيين استمروا فيها وفي ارض كنعان في بوتقته، وكذلك قدرته على طرد الغزاة الطامعين بفضل مقاومة أهله طويلة النفس.



وقد منّ الله على القدس بأن جعلها مقر المسجد الاقصى، وأوحى الى عدد من النبيين فيها، وبعث رسلاً، ومن هؤلاء داود (عليه السلام) الذي فتحها وحكمها حوالي عام 1000 ق. م، ومن بعده ابنه سليمان (عليه السلام)، ومن الغزاة الذين تتابعوا عليها نبوخذ نصر البابلي عام 586 ق. م، وقورش عام 538 ق. م، والاسكندر المقدوني عام 332 ق. م، وبومبي الروماني عام63 ق. م، واستمر حكم الروم فيها غربيين وشرقيين الى الفتح الاسلامي، الذي دخلت به القدس مرحلة جديدة من تاريخها تعززت فيها عروبتها ومكانتها الروحية.

l
وقد دخلها عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عام 636 م، 15 هـ ، واستلم مفاتيحها من البطريرك صفرونيوس، وأعلن عهده المشهور لأهلها، وتألقت القدس واحدة من منارات العلم في ديار الإسلام إبان عهود الأمويين والعباسيين ـ طولونيين واخشيديين ـ والفاطميين، وتعرضت لغزو الفرنجة واحتلالهم لها عام 1099م، 492 هـ، ثم حررها صلاح الدين عام 1187م، 583 هـ.


وعادت الى الحكم الاسلامي حتى كانت الغزوة الاستعمارية الاوروبية الصهيونية واحتلتها بريطانيا آخر عام 1917م، ثم مكنت الصهاينة العنصريين منها عام 1948م (الموسوعة الفلسطينية بقسميها).



لبيت المقدس مكانة في العقيدة الاسلامية هي التي اعطتها هذا الاسم المبارك، وترتكز هذه المكانة الى ثلاثة اصول مترابطة: الاول ان القدس مدينة عدد من الانبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام)، والثاني انها المكان الذي أسرى الله سبحانه برسوله محمد (عليه الصلاة والسلام) اليه، وعرج به منه الى السماء، والثالث انها القبلة الاولى للمسلمين، وتتفرع عن هذه الاصول الثلاثة ـ كما يقول الحسيني والعسلي ـ فضائل بيت المقدس الكثيرة التي حفلت بها كتب التراث، وخاصة كتب (فضائل بيت المقدس).



ان الايمان بالرسل والانبياء، وما أنزل الله سبحانه عليهم أصل من اصول عقيدة الاسلام، وقد كان اولئك جميعاً مسلمين لله، وتربط الروايات القديمة المتوارثة بين القدس وآدم (عليه السلام) الذي بنى مسجد بيت المقدس ـ على حد ما ذكر مجير الدين الحنبلي في كتابه (الانس الجليل بتاريخ مصر والخليل).

l

كما قيل: ان سام بن نوح هو الذي اختط القدس وحمل لقب ملكي صادق، وقيل: ان سفينة نوح (عليه السلام) وقفت امام بيت المقدس، ومعلوم صلة انبياء الله ابراهيم واسحق ويعقوب وزكريا ويحيى وعيسى (عليهم السلام) وغيرهم ببيت المقدس.


وفي الاثر عن عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما)قال: (بيت القدس بنته الانبياء وعمرته).


ولقد اختار الله تعالى بيت المقدس ليسرى بعبده محمد (عليه الصلاة والسلام) ليلاً من المسجد الحرام بمكة المكرمة الى المسجد الاقصى فيها، وليعرج به من هذا المسجد الذي بارك الله حوله الى السماء، في العهد ا

كما شاء الله سبحانه ان يكون بيت المقدس هو القبلة الاولى التي توجه اليها رسوله والمسلمون الاوائل، قبل ان يصرف القبلة الى الكعبة في السنة الثانية من الهجرة سنة 623م، وفضائل بيت المقدس المنبثقة من هذه الاصول الثلاثة تشمل فضل علاقتها بمكة والمدينة، وفضل الاقامة فيها وزيارتها، وفضل الاهلال بالحج والعمرة فيها، وفضل الصلاة فيها.


ولقد كانت القدس عبر العصور مركز فلسطين التي استمرت وطنا للشعب العربي الفلسطيني، وقبلة ومحجا للمؤمنين، ومطمع للغزاة، وتألقت في ظل الحضارة العربية الاسلامية مكانا مباركا في المسجد الاقصى وكنيسة القيامة، ومنارة ثقافة، ومعماراً جميلاً، وهي في هذا العصر تعاني من الاحتلال الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري لها الذي يسعى جاهداً لتغيير هويتها العربية، وتستبشر باستمرار مقاومة ابنائها له ونصب اعينهم تحريرها منه.


من كتاب : الخطر يتهدد بيت المقدس / أ.د / أحمد صدقى الدجاني
أخي فارس المشاركة التي تكون خارج الخطة نبهنا لحذفها
سلاااااااااام










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 08:52   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
¤*~فراشة الأمل~*¤
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ¤*~فراشة الأمل~*¤
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر . سبيل مشاهدة المشاركة
وعليك السلام ورحمة الله تعالى ويركاته ..

الشكر لك اختي الكريمة على المرور الرائع وعلى تنويرك
الصفحة .... والمساعدة نحن بحاجة اليها منذ الآن ..
فالموضوع الغرض منه مساعدة بعضنا البعض لمعرفة تاريخنا
وتاريخ مقدساتنا ... وهو للجميع ..
لذا سنسعد باي اضافة او تصحيح او تنوير او وثائق وصور وو

الشكر لك مرة أخرى اختي الفاضلة على تشجيعك

جزاك الله كل الخير ..

السلاآآم عليكم ورحمــة الله .........

بااارك اللـــه فيـــك والنور كلــه نوركــم بإبداعاتكم المتوااااصلــة .....

ونحــن في الخــدمــة .... فمـآآ رأيــك أن يقوم كــل عضو يريد المسـآآعــدة في موضوعك .......

بتحضيـــر واعداااد مرحــلة من المرآآحل وهكذا نسااعد جميعا بمقداار بسيط مجــرد فكـــرة ......

وإن شـآآء اللــه يتــم التثبيــت .........

وفقــك اللــه فيمـآآ يحبــه ويرضـآآآه .........









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 09:01   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
¤*~فراشة الأمل~*¤
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ¤*~فراشة الأمل~*¤
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين

السلآآآم عليــكم ...........

المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين



من حوالي 1550 ق.م - حوالي 1000 ق.م



هذه المرحلة شهدت تسلط فرعون مصر ثم الجبارين (العمالقة) على الأرض المباركة، وبعثة موسى وهارون عليهما السلام إلى بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، لتحريرها، وهو الهدف الذي تأخر تحقيقه لبعض الوقت بسبب ضعف إيمانهم.



[IMG]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/IMG]

خلال العقد 1550 ق.م تقريبا، بدأ عصر الدولة المصرية الثالثة (الحديثة)، والتي تعتبر أقوى وأهم الممالك المصرية القديمة. فبعد أن هزم حاكمها الأول، أحمس الأول، الهكسوس، أصبحت تسيطر على مصر كلها، ثم توسعت شمالا. وفي عهد ملكها تحتمس الثالث، الذي تولى الحكم حوالي عام 1479 ق.م، وكان أول حاكم مصري يلقب بالفرعون [1] pharaoh، بلغت الدولة المصرية أقصى اتساع لها فامتدت من الأناضول شمالا إلى القرن الإفريقي جنوبا، وخضعت القدس (يبوس - أورسالم) بذلك للحكم الفرعوني المباشر.

ولكن غالبية المصريين القدماء لم يكونوا في ذلك الحين يؤمنون بالإله الواحد الأحد، رغم أن يوسف عليه السلام جاءهم من قبل بالبينات، بل إن قسما منهم اتخذوا حكامهم الذين تسموا بالفراعنة آلهة. فاتسم حكمهم بالإفساد والعلو في الأرض، وعم الظلام الأرض المباركة.

- قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص 4-6

[IMG]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/pharon_empire.jpg[/IMG]


وخضع بنو إسرائيل Children of Israel/ Israelites الذين كانوا يمثلون أمة الرسالة في ذلك الحين لهذا الحكم الظالم. وسامهم الفراعنة سوء العذاب، فكانوا يقتلون أبناءهم ويستبقون نساءهم للخدمة. وإزاء هذا البلاء الذي وصفه الله تعالى بالعظيم، كان من بين هذه الأمة المسلمة من تمسك بدينه، مثل آل موسى (Musa - Moses) وهارون (Harun - Aaron)، عليهما السلام، ومنهم من تأثر بفرعون وقومه، فبغى، مثل قارون، بينما طغت المادية على حياة الكثيرين منهم، وفقدوا عزتهم.



- قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) القصص 76

- قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص 79


ومع عظم البلاء، جاء عظم المنحة، فبعث الله تعالى موسى عليه السلام، والذي نجى من بطش عدوه فرعون مصر، رغم أنه نشأ في بيته، وبعث معه أخاه هارون عليه السلام، لإخراج بني إسرائيل من العذاب المهين، وقيادتهم إلى أرض النجاة والأمل، أرض بيت المقدس.



- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) إبراهيم 5

- قال تعالى: (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) الشعراء 17



واستكبر فرعون وجنوده، ورفض دعوة موسى وأخيه عليهما السلام، فأهلكهم الله بآية عظيمة شهدها بنو إسرائيل بأعينهم، وهي آية فلق البحر. وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر إلى سيناء قاصدا الأرض المقدسة، حيث المسجد الأقصى المبارك، وكان ذلك إيذانا بزوال ملك آل فرعون.



- قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة 49-50

- قال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) طه 80

- قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) الأعراف 137


[IMG]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/IMG]

مسار خروج نبي الله موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر (المصدر: دورة علوم الأقصى الأولى على الإنترنت –د.عبدالله معروف)



ولعل رسائل تل العمارنة Amarna letters ، والتي شملت مداولات بين الإدارة المصرية، خاصة في عهد إخناتون الذي حكم مصر خلال العقد 1330 ق. م، من جهة، وممثليها في أرض كنعان، ومنهم عبد حيبا، من جهة أخرى، تدل على بداية تعرض الحكم الفرعوني للأرض المباركة للانحسار في تلك الفترة. حيث تضمنت هذه المراسلات مطالبات لحكام مصر بتوفير الحماية لهذه الأرض من الأعداء الذين يعتقد أنهم كانوا من الحيثيين أو الهكسوس أو العبرانيين.

فمع ضعف دولة الفراعنة وانحسار حكمهم المباشر للأرض المباركة، انتقلت مقاليد الأمور فيها إلى قبائل تعرف بقبائل "بلستيا" Philistines، قدمت من جهة البحر المتوسط، ومن جزر كريت في بحر إيجه، واستوطنت المنطقة. ويعتقد أن الاسم "فلسطين" Palestine نسبة إليهم. وباندماج هذه القبائل بأهل بيت المقدس من اليبوسيين والكنعانيين، الذين كانوا قد عرفوا ملة إبراهيم عليه السلام من قبل، ولكنهم انحرفوا عنها، اتسم حكمهم لهذه الأرض بالفساد، وعرفوا جميعا بالعمالقة Amalekites.

ورغم تعدد نعم الله على بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، والموكلة بتحرير الأرض من نير الظلم والفساد، إلا أن عصيانهم لموسى عليه السلام بعد خروجهم من مصر تكرر لأكثر من مرة، على ما فصله الله تعالى في سورة البقرة، وفي كثير من سور القرآن الكريم، وكأنما أفسد الذل الذي سامهم إياه فرعون نفوسهم، فجبلت على الإعراض عن المعالي. وكان من أبرز مظاهر عصيانهم وجحودهم للعهد مع الله تعالى عبادتهم العجل من دونه تعالى، ثم جبنهم عن دخول الأرض المباركة وتحريرها وتحرير البيت المقدس من براثن العمالقة (والذين أشار إليهم القرآن الكريم باسم الجبارين).



- قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) المائدة 21 – 22


وتألم موسى عليه السلام كثيرا لهذا الجحود والعصيان، ولبقاء المسجد الأقصى محروما من وصال المؤمنين، دون أن تمتد إليه يد لتعميره أو إزالة المظالم حوله، فلجأ إلى ربه يدعوه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين. وكتب الله عليهم التيه أربعين سنة، وذلك في أرض سيناء على الأرجح، حتى ينشأ جيل جديد لم يفسده الذل.



- قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) المائدة 26



ومات هارون عليه السلام في التيه. وبانتهائه، قاد موسى عليه السلام الجيل الجديد من بني إسرائيل الأكثر إيمانا نحو الأرض المقدسة، من جهة الأردن، ولكنه أيضا مات قبل أن يدخلها. ويروي الحديث الشريف أنه دعا الله تعالى أن يدنيه منها عند موته، فاستجاب عز وجل له.



- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أُرْْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ.) صحيح البخاري/ حديث 1253 ترقيم العالمية



وبعد وفاة موسى عليه السلام، بعث الله تعالى نبيا آخر (تذكر التوراة المتداولة حاليا بيد اليهود والنصارى أن اسمه يوشع Joshua) قاد بني إسرائيل باتجاه الأرض المباركة، فعبر نهر الأردن حوالي عام 1190 ق. م، بحسب المصادر التاريخية[2]، وفتح أريحا.



- ‏عن‏ ‏أبي هريرة‏ ‏قال: قال رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم (‏إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ ‏ ‏لِبَشَرٍ ‏ ‏إِلَّا ‏ ‏لِيُوشَعَ ‏ ‏لَيَالِيَ سَارَ إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ) مسند أحمد/ 7964

ولكن بني إسرائيل جددوا عصيانهم، وخالفوا توجيهات الله تعالى لهم بطلب المغفرة عند فتح القرى، فكفروا بنعمة الله عليهم بدلا من شكرها. وهذا الموقف استتبع تأخر دخولهم بيت المقدس لسنوات طوال خلال ما يسمى بعصر القضاة، والذي اتسم بالفوضى والانحلال.

- قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) البقرة 58- 59

ويحفل القرآن الكريم بقصص بني إسرائيل، في حياة موسى عليه السلام، ويفصل مظاهر عصيانهم لله ورسوله في كثير من آياته، وهو ما يشكك في صدق إيمانهم بهذا النبي الكريم وولائهم لبيت الله المقدس، ويكذب دعاوى اليهود الحاليين بهذا الشأن. كما أن هذا التفصيل لهذه القصة العظيمة يؤكد ارتباط النصر والفتح بقوة الإيمان والعقيدة والطاعة لله ورسله في نفوس الأمة المسلمة في أي وقت وحين، فضلا عن تأكيد ارتباط الأمن والسلام في العالم أجمع بسيادة العقيدة الصحيحة والمنهج القويم على هذه الأرض المباركة.




--------------------------------------------------------------------------------

[1] موسوعة ويكيبيديا https://en.wikipedia.org/wiki/Thutmose_III_of_Egypt

[2] د. محسن محمد صالح، ، الطريق إلى القدس،(القاهرة، مركز الإعلام العربي،2003م)، ص: 27 . أو سنة 1189 ق. م عند عارف باشا العارف، في كتابه تاريخ القدس، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الرابعة 2002م











رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 10:16   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
سفيان
عضو متألق
 
الصورة الرمزية سفيان
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

بارك الله فيك أخي فارس على مجهودك الطيب

الذي يتيح لنا الفرصة لمعرفة تاريخ القدس عبر العصور المختلفة ونتعمق أكثر في تاريخها وأمجادها العريقة...










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 10:19   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
سمية .ب
عضو متألق
 
الصورة الرمزية سمية .ب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك اخي فارس
و جزاكم الله خيراا










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 18:48   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
¤*~فراشة الأمل~*¤
عضو محترف
 
الصورة الرمزية ¤*~فراشة الأمل~*¤
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلاام عليــكم .........

بانتــظــآآرك أخ عابر سبيــل ........










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 19:01   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحاب الأمل مشاهدة المشاركة
بيت المقدس:



هو احد الاسماء التي اشتهرت بها مدينة القدس بفلسطين من بلاد الشام، بعد الفتح الاسلامي لها سنة 15 هـ/ 636م، ووردت لهذا الأسم ـ كما يقول اسحق موسى الحسيني في كتابه (عروبة بيت المقدس) ـ صور مختلفة منها :
البيت المقدس، وبيت القدس، والقدس الشريف، المدينة المقدسة،
ولقبت المدينة بألقاب منها:
دار السلام، ومدينة السلام ، وقرية السلام.



بيت المقدس مدينة عربية قديمة اسسها الكنعانيون العموريون القادمون من جزيرة العرب قبل حوالي خمسة آلاف سنة، في بداية العصر البرونزي، مع مجموعة مدن اقاموها على طريق المياه، واختاروا لها موقعاً متميزاً، على مرتفع توجد على مقربة منه عين ماء، يعتبر مركزياً بالنسبة الى فلسطين وما حولها، ولا يقل موضع المدينة أهمية عن موقعها، فهو موضع ديني دفاعي.



اول اسم ثابت لمدينة القدس، هو اور سالم،
وقد ورد في نصوص مصرية تعود الى عهد سنوسرت الثالث (1879 ـ 1842 ق. م) ويعني هذا الاسم (العموري) (أسسها سالم)،
وجاء ذكر (اور سالم) في الواح تل العمارنة التي تضمنت ست رسائل بعث بها ملكها في القرن الرابع عشر قبل الميلاد الى اخناتون فرعون مصر،
ولم تلبث ان اخذت اسم (يبوس) نسبة لليبوسيين من بطون العرب الكنعانيين، وقد ورد في التوراة مرات، واليبوسيون هم الذين بنوا قلعتها (صهيون) وتعني بالكنعانية (مرتفع) كما بنوا هيكلاً لإلههم (سالم)، بيتا للعبادة يذكر فيه اسم الله، فأصبحت قبلة ومحجاً، واعتقدوا (انها سرة الارض، وانها تشكل نهاية لحبل الخلاص الذي يصل الارض والسماء، وانها مرتبطة بشجرة العالم وبجنة عدن)، كما اورد كامل العسلي في بحثه (مكانة القدس عربياً واسلامياً عبر التاريخ) عن فرانكين وتيرين.



ظلت القدس منذ تأسيسها حوالي الفين من السنين كنعانية عمورية عربية، قبل ان يغزو العبرانيون بقيادة يشوع ارض كنعان في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهكذا تحددت هويتها مدينة عربية، كنعانية عمورية يبوسية، وبقيت هذه الهوية ملازمة لها مع تتالي الغزاة على احتلالها، لان اهلها العرب الكنعانيين استمروا فيها وفي ارض كنعان في بوتقته، وكذلك قدرته على طرد الغزاة الطامعين بفضل مقاومة أهله طويلة النفس.



وقد منّ الله على القدس بأن جعلها مقر المسجد الاقصى، وأوحى الى عدد من النبيين فيها، وبعث رسلاً، ومن هؤلاء داود (عليه السلام) الذي فتحها وحكمها حوالي عام 1000 ق. م، ومن بعده ابنه سليمان (عليه السلام)، ومن الغزاة الذين تتابعوا عليها نبوخذ نصر البابلي عام 586 ق. م، وقورش عام 538 ق. م، والاسكندر المقدوني عام 332 ق. م، وبومبي الروماني عام63 ق. م، واستمر حكم الروم فيها غربيين وشرقيين الى الفتح الاسلامي، الذي دخلت به القدس مرحلة جديدة من تاريخها تعززت فيها عروبتها ومكانتها الروحية.

L
وقد دخلها عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عام 636 م، 15 هـ ، واستلم مفاتيحها من البطريرك صفرونيوس، وأعلن عهده المشهور لأهلها، وتألقت القدس واحدة من منارات العلم في ديار الإسلام إبان عهود الأمويين والعباسيين ـ طولونيين واخشيديين ـ والفاطميين، وتعرضت لغزو الفرنجة واحتلالهم لها عام 1099م، 492 هـ، ثم حررها صلاح الدين عام 1187م، 583 هـ.


وعادت الى الحكم الاسلامي حتى كانت الغزوة الاستعمارية الاوروبية الصهيونية واحتلتها بريطانيا آخر عام 1917م، ثم مكنت الصهاينة العنصريين منها عام 1948م (الموسوعة الفلسطينية بقسميها).



لبيت المقدس مكانة في العقيدة الاسلامية هي التي اعطتها هذا الاسم المبارك، وترتكز هذه المكانة الى ثلاثة اصول مترابطة: الاول ان القدس مدينة عدد من الانبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام)، والثاني انها المكان الذي أسرى الله سبحانه برسوله محمد (عليه الصلاة والسلام) اليه، وعرج به منه الى السماء، والثالث انها القبلة الاولى للمسلمين، وتتفرع عن هذه الاصول الثلاثة ـ كما يقول الحسيني والعسلي ـ فضائل بيت المقدس الكثيرة التي حفلت بها كتب التراث، وخاصة كتب (فضائل بيت المقدس).



ان الايمان بالرسل والانبياء، وما أنزل الله سبحانه عليهم أصل من اصول عقيدة الاسلام، وقد كان اولئك جميعاً مسلمين لله، وتربط الروايات القديمة المتوارثة بين القدس وآدم (عليه السلام) الذي بنى مسجد بيت المقدس ـ على حد ما ذكر مجير الدين الحنبلي في كتابه (الانس الجليل بتاريخ مصر والخليل).

L

كما قيل: ان سام بن نوح هو الذي اختط القدس وحمل لقب ملكي صادق، وقيل: ان سفينة نوح (عليه السلام) وقفت امام بيت المقدس، ومعلوم صلة انبياء الله ابراهيم واسحق ويعقوب وزكريا ويحيى وعيسى (عليهم السلام) وغيرهم ببيت المقدس.


وفي الاثر عن عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما)قال: (بيت القدس بنته الانبياء وعمرته).


ولقد اختار الله تعالى بيت المقدس ليسرى بعبده محمد (عليه الصلاة والسلام) ليلاً من المسجد الحرام بمكة المكرمة الى المسجد الاقصى فيها، وليعرج به من هذا المسجد الذي بارك الله حوله الى السماء، في العهد ا

كما شاء الله سبحانه ان يكون بيت المقدس هو القبلة الاولى التي توجه اليها رسوله والمسلمون الاوائل، قبل ان يصرف القبلة الى الكعبة في السنة الثانية من الهجرة سنة 623م، وفضائل بيت المقدس المنبثقة من هذه الاصول الثلاثة تشمل فضل علاقتها بمكة والمدينة، وفضل الاقامة فيها وزيارتها، وفضل الاهلال بالحج والعمرة فيها، وفضل الصلاة فيها.


ولقد كانت القدس عبر العصور مركز فلسطين التي استمرت وطنا للشعب العربي الفلسطيني، وقبلة ومحجا للمؤمنين، ومطمع للغزاة، وتألقت في ظل الحضارة العربية الاسلامية مكانا مباركا في المسجد الاقصى وكنيسة القيامة، ومنارة ثقافة، ومعماراً جميلاً، وهي في هذا العصر تعاني من الاحتلال الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري لها الذي يسعى جاهداً لتغيير هويتها العربية، وتستبشر باستمرار مقاومة ابنائها له ونصب اعينهم تحريرها منه.


من كتاب : الخطر يتهدد بيت المقدس / أ.د / أحمد صدقى الدجاني
أخي فارس المشاركة التي تكون خارج الخطة نبهنا لحذفها
سلاااااااااام


السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته

ما شاء الله على اضافتك استاذة ...
جاءت مع الموضوع وفي صلبه ...وزادها بهاء
تدعيمك لها بالمصدر ....
جزاك الله خيرا أختي ودمت متألقة ..

الصفحة لك ولابداعك ...










رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 19:06   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ¤*~فراشة الأمل~*¤ مشاهدة المشاركة

السلاآآم عليكم ورحمــة الله .........

بااارك اللـــه فيـــك والنور كلــه نوركــم بإبداعاتكم المتوااااصلــة .....

ونحــن في الخــدمــة .... فمـآآ رأيــك أن يقوم كــل عضو يريد المسـآآعــدة في موضوعك .......

بتحضيـــر واعداااد مرحــلة من المرآآحل وهكذا نسااعد جميعا بمقداار بسيط مجــرد فكـــرة ......

وإن شـآآء اللــه يتــم التثبيــت .........

وفقــك اللــه فيمـآآ يحبــه ويرضـآآآه .........



وعليك السلام ورحمة الله تعالى اختي الكريمة

ذاك ودنا .. والموضوع مفتوح امام من يستطيع المساعدة بجزء
أو محور ..أو اضافة ..على ان يتبع الخطة المرسومة ..
والنقاط المدرجة مبحثا مبحثا ...حتى يتسنى لنا تنظيم معلوماتنا
والعمل وفقها والخروج بحوصلة مفيدة ان شاء الله ..

تفاعلك هذا ..فوق رأسنا اختي الكريمة جزاك الله خيرا ..









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-05, 19:43   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ¤*~فراشة الأمل~*¤ مشاهدة المشاركة
السلآآآم عليــكم ...........

المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين



من حوالي 1550 ق.م - حوالي 1000 ق.م



هذه المرحلة شهدت تسلط فرعون مصر ثم الجبارين (العمالقة) على الأرض المباركة، وبعثة موسى وهارون عليهما السلام إلى بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، لتحريرها، وهو الهدف الذي تأخر تحقيقه لبعض الوقت بسبب ضعف إيمانهم.



[img]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/img]

خلال العقد 1550 ق.م تقريبا، بدأ عصر الدولة المصرية الثالثة (الحديثة)، والتي تعتبر أقوى وأهم الممالك المصرية القديمة. فبعد أن هزم حاكمها الأول، أحمس الأول، الهكسوس، أصبحت تسيطر على مصر كلها، ثم توسعت شمالا. وفي عهد ملكها تحتمس الثالث، الذي تولى الحكم حوالي عام 1479 ق.م، وكان أول حاكم مصري يلقب بالفرعون [1] pharaoh، بلغت الدولة المصرية أقصى اتساع لها فامتدت من الأناضول شمالا إلى القرن الإفريقي جنوبا، وخضعت القدس (يبوس - أورسالم) بذلك للحكم الفرعوني المباشر.

ولكن غالبية المصريين القدماء لم يكونوا في ذلك الحين يؤمنون بالإله الواحد الأحد، رغم أن يوسف عليه السلام جاءهم من قبل بالبينات، بل إن قسما منهم اتخذوا حكامهم الذين تسموا بالفراعنة آلهة. فاتسم حكمهم بالإفساد والعلو في الأرض، وعم الظلام الأرض المباركة.

- قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص 4-6

[img]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/pharon_empire.jpg[/img]


وخضع بنو إسرائيل children of israel/ israelites الذين كانوا يمثلون أمة الرسالة في ذلك الحين لهذا الحكم الظالم. وسامهم الفراعنة سوء العذاب، فكانوا يقتلون أبناءهم ويستبقون نساءهم للخدمة. وإزاء هذا البلاء الذي وصفه الله تعالى بالعظيم، كان من بين هذه الأمة المسلمة من تمسك بدينه، مثل آل موسى (musa - moses) وهارون (harun - aaron)، عليهما السلام، ومنهم من تأثر بفرعون وقومه، فبغى، مثل قارون، بينما طغت المادية على حياة الكثيرين منهم، وفقدوا عزتهم.



- قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) القصص 76

- قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص 79


ومع عظم البلاء، جاء عظم المنحة، فبعث الله تعالى موسى عليه السلام، والذي نجى من بطش عدوه فرعون مصر، رغم أنه نشأ في بيته، وبعث معه أخاه هارون عليه السلام، لإخراج بني إسرائيل من العذاب المهين، وقيادتهم إلى أرض النجاة والأمل، أرض بيت المقدس.



- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) إبراهيم 5

- قال تعالى: (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) الشعراء 17



واستكبر فرعون وجنوده، ورفض دعوة موسى وأخيه عليهما السلام، فأهلكهم الله بآية عظيمة شهدها بنو إسرائيل بأعينهم، وهي آية فلق البحر. وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر إلى سيناء قاصدا الأرض المقدسة، حيث المسجد الأقصى المبارك، وكان ذلك إيذانا بزوال ملك آل فرعون.



- قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة 49-50

- قال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) طه 80

- قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) الأعراف 137


[img]https://www.foraqsa.com/*******/history/images/moses_exodus.jpg[/img]

مسار خروج نبي الله موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر (المصدر: دورة علوم الأقصى الأولى على الإنترنت –د.عبدالله معروف)



ولعل رسائل تل العمارنة amarna letters ، والتي شملت مداولات بين الإدارة المصرية، خاصة في عهد إخناتون الذي حكم مصر خلال العقد 1330 ق. م، من جهة، وممثليها في أرض كنعان، ومنهم عبد حيبا، من جهة أخرى، تدل على بداية تعرض الحكم الفرعوني للأرض المباركة للانحسار في تلك الفترة. حيث تضمنت هذه المراسلات مطالبات لحكام مصر بتوفير الحماية لهذه الأرض من الأعداء الذين يعتقد أنهم كانوا من الحيثيين أو الهكسوس أو العبرانيين.

فمع ضعف دولة الفراعنة وانحسار حكمهم المباشر للأرض المباركة، انتقلت مقاليد الأمور فيها إلى قبائل تعرف بقبائل "بلستيا" philistines، قدمت من جهة البحر المتوسط، ومن جزر كريت في بحر إيجه، واستوطنت المنطقة. ويعتقد أن الاسم "فلسطين" palestine نسبة إليهم. وباندماج هذه القبائل بأهل بيت المقدس من اليبوسيين والكنعانيين، الذين كانوا قد عرفوا ملة إبراهيم عليه السلام من قبل، ولكنهم انحرفوا عنها، اتسم حكمهم لهذه الأرض بالفساد، وعرفوا جميعا بالعمالقة amalekites.

ورغم تعدد نعم الله على بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، والموكلة بتحرير الأرض من نير الظلم والفساد، إلا أن عصيانهم لموسى عليه السلام بعد خروجهم من مصر تكرر لأكثر من مرة، على ما فصله الله تعالى في سورة البقرة، وفي كثير من سور القرآن الكريم، وكأنما أفسد الذل الذي سامهم إياه فرعون نفوسهم، فجبلت على الإعراض عن المعالي. وكان من أبرز مظاهر عصيانهم وجحودهم للعهد مع الله تعالى عبادتهم العجل من دونه تعالى، ثم جبنهم عن دخول الأرض المباركة وتحريرها وتحرير البيت المقدس من براثن العمالقة (والذين أشار إليهم القرآن الكريم باسم الجبارين).



- قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) المائدة 21 – 22


وتألم موسى عليه السلام كثيرا لهذا الجحود والعصيان، ولبقاء المسجد الأقصى محروما من وصال المؤمنين، دون أن تمتد إليه يد لتعميره أو إزالة المظالم حوله، فلجأ إلى ربه يدعوه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين. وكتب الله عليهم التيه أربعين سنة، وذلك في أرض سيناء على الأرجح، حتى ينشأ جيل جديد لم يفسده الذل.



- قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) المائدة 26



ومات هارون عليه السلام في التيه. وبانتهائه، قاد موسى عليه السلام الجيل الجديد من بني إسرائيل الأكثر إيمانا نحو الأرض المقدسة، من جهة الأردن، ولكنه أيضا مات قبل أن يدخلها. ويروي الحديث الشريف أنه دعا الله تعالى أن يدنيه منها عند موته، فاستجاب عز وجل له.



- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أُرْْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ.) صحيح البخاري/ حديث 1253 ترقيم العالمية



وبعد وفاة موسى عليه السلام، بعث الله تعالى نبيا آخر (تذكر التوراة المتداولة حاليا بيد اليهود والنصارى أن اسمه يوشع joshua) قاد بني إسرائيل باتجاه الأرض المباركة، فعبر نهر الأردن حوالي عام 1190 ق. م، بحسب المصادر التاريخية[2]، وفتح أريحا.



- ‏عن‏ ‏أبي هريرة‏ ‏قال: قال رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم (‏إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ ‏ ‏لِبَشَرٍ ‏ ‏إِلَّا ‏ ‏لِيُوشَعَ ‏ ‏لَيَالِيَ سَارَ إِلَى ‏ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ) مسند أحمد/ 7964

ولكن بني إسرائيل جددوا عصيانهم، وخالفوا توجيهات الله تعالى لهم بطلب المغفرة عند فتح القرى، فكفروا بنعمة الله عليهم بدلا من شكرها. وهذا الموقف استتبع تأخر دخولهم بيت المقدس لسنوات طوال خلال ما يسمى بعصر القضاة، والذي اتسم بالفوضى والانحلال.

- قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) البقرة 58- 59

ويحفل القرآن الكريم بقصص بني إسرائيل، في حياة موسى عليه السلام، ويفصل مظاهر عصيانهم لله ورسوله في كثير من آياته، وهو ما يشكك في صدق إيمانهم بهذا النبي الكريم وولائهم لبيت الله المقدس، ويكذب دعاوى اليهود الحاليين بهذا الشأن. كما أن هذا التفصيل لهذه القصة العظيمة يؤكد ارتباط النصر والفتح بقوة الإيمان والعقيدة والطاعة لله ورسله في نفوس الأمة المسلمة في أي وقت وحين، فضلا عن تأكيد ارتباط الأمن والسلام في العالم أجمع بسيادة العقيدة الصحيحة والمنهج القويم على هذه الأرض المباركة.




--------------------------------------------------------------------------------

[1] موسوعة ويكيبيديا https://en.wikipedia.org/wiki/thutmose_iii_of_egypt

[2] د. محسن محمد صالح، ، الطريق إلى القدس،(القاهرة، مركز الإعلام العربي،2003م)، ص: 27 . أو سنة 1189 ق. م عند عارف باشا العارف، في كتابه تاريخ القدس، دار المعارف، القاهرة، الطبعة الرابعة 2002م





وعليك السلام ورحمة الله تعالى

معذرة على التاخر اختي الكريمة ...
طبعا الاضافة في صلب الموضوع لكنها جاءت متقدمة قليلا ...

لذا سوف اترك لك ... المبحث الثاني ..

وهو حسب ما جاء في المشاركة رقم 03 ..

المبـــحث الثــــاني : القدس في عهد ابناء يعقوب...

سوف اترك لك هاته اختي الفاضلة ..

سرنا تواجدك هنا واهتمامك اختي ..









رد مع اقتباس
قديم 2010-06-06, 14:14   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
عابر . سبيل
عضو متألق
 
الصورة الرمزية عابر . سبيل
 

 

 
الأوسمة
وسام التميّز بخيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفيان مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

بارك الله فيك أخي فارس على مجهودك الطيب

الذي يتيح لنا الفرصة لمعرفة تاريخ القدس عبر العصور المختلفة ونتعمق أكثر في تاريخها وأمجادها العريقة...


وعليك السلام أخي سفيان ..

الفرصة لنا جميعا لذا اود ان لا تحرمنا طلتك هاهنا وكذا
اضافاتك الموفقة ...شكرا من القلب









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, المقدس..((, الجسم, الطريق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc