ذكريات في المشفى ... - الصفحة 3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ذكريات في المشفى ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-08-14, 21:57   رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

26- وتركتُ خاطبـــي ...!!



تقــــول صاحبتنـــــا :-


ضاقت علي الأرض بما رحبت ، وأثقلها ما مر بها وما حَملت !

فما عدت أطيق الكلام مع أحد ، ودوام وقتي أبكي للرب الصمد

وكان هذا لضغوطات غير ما صدر عن الجرّاح من قرارات :

فقد خضت مع خاطبي مشكلات ، تزامنت مع ما مرّ بي من ملابسات

ويحسن أن أقص عليكم ما حدث من البداية ؛ لتعلموا كيف تسلسلت أحداث الحكاية

قد كنت قبل أن أمرض لزواجي الوشيك أستعد ، وكان ذلك قبل سبعة أشهر بالعدد

وقد كان خاطبي أحد الأفاضل ، نعدّ لعرسنا بجد و بلا أدنى مشاكل .

فلما حدث أن مرضت وبعد شهرين بالعدد ، عرضت عليه انهاء الأمر والترك

فقد أشفقت عليه من الانتظار ، وبخاصة بعد حيرة الأطباء وما قد صار

فتمسك - أكرمه الله - بالبقاء ، و رفض أن يتركني بإيباء !!

وكان كل يوم يأتي إلى المشفى ؛ سائلا عن الأخبار راجيا الله أن أشفى .

وكم أجللته لموقفه الكريم ، وما رأيت منه إلا كل خلق رائق و سليم !

وكم أهداني - أكرمه الله - من محارم ورقية ، وغيرها وغيرها بسخاء ونفس رضية !!

فكانت أفعاله - أكرمه الله - داعمة ، ولم أجد عليه حتى ذات يوم لائمة .

ففي صباح يوم من أواخر أيامي في المشفى الأول :

أعلمتني طبيبتي بضرورة نقل بعض الدماء للرقي بحالتي ..

وكانت طبيبة دمثة الأخلاق ، أعددتها من ألطاف الرزاق

ظللنا على تواصل بعد أن تركتُ مشفاها ، تسأل عن حالتي وترعاها

تبغي وجه الله مولاها ، أحسن الله إليها ورعاها .

قالت لي تلك الطبيبة وقد كانت من نفسي قريبة :

ستحتاجين إلى بعض الدماء ... ؟

فأجبتها :لكن ... ليس من السوق برجاء ...؟

قالت حفظها الإله : الحق معك ، انظري فصيلتك ، ثم أحضري ثلاثة من قرابتك ..

فقلت بيسر و سلاسة : أظن أن خاطبي أحد هؤلاء الثلاثة ...


و ............ يتبــــــــــع .









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-08-14, 22:03   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

27- موقف عجيب ...!!




تقــــول صاحبتنـــــا :-



حين طلبوا مني دماء مطابقة ، كان خاطبي أول من تذكرت أن دماءه موافقة

و في وقت الزيارة أخبرت الجميع ، فعرضوا التبرع بشكل مرحب وسريع

و كان خاطبي - على غير عادته - صامتا ، ولم يشارك في الحوار بل ظل في عزلته جامدا !!

وبالطبع لم أبادر بإخباره أني سارعت بعرض اسمه

وحتى انصرف وأنا أترقب منه أدنى بادرة ، و حقا كنت من ردة فعله تلك حائرة !!

فلم يشارك في الكلام ، حتى ألقى حين انصرافه المبكر السلام !!

وتركت أبي وجمع من جيراني وأقاربي ، يتناقشون كيف سيلبون حاجتي ومطلبي ؟

وفي الصباح حضر جمع من الجيرة ، فضلا عن بعض الرفقاء والأقرباء ،
كل يسابق إلى التبرع بالدماء ...

كانوا - جزاهم الله خيرا - عشرة أفراد وفوقهم ثلاثة ، بينما احتاج الأطباء - فقط - إلى ثلاثة

فانصرف العشرة وكل منهم يبدي التحسر ، فهون أبي عليهم بقوله :
إن الله على طيب نوايكم يأجر .

وكنت أوصيت أبي ألا يترك أكياس الدم بعد التبرع ، خشية أن تستبدل دون أن يشعر .

فعمل أبي - حفظه الله - بالنصيحة ، وهدد إن قربها أحد أن يحدث له فضيحة !

وفي الأخير : أحضرها أبي في حبور ، بينما تخلف خاطبي لأول مرة عن الحضور !!!


و ........... يتبـــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-14, 22:12   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

28- ووجدت عليه ...





تقــــول صاحبتنـــــا :-


ظللت أعمل الفكر ، تُرى ماذا حدث ؟ وما جد من أمر ؟!!

أولا التزامه الصمت ، ثم عدم متابعته للأمر !!

فظللت أبكي وحدي ،حتى حضرت أمي ...

فسألت بلهفة : بنيتي ماذا يبكيك ؟! رجاء يكفيك ما فيك !!

فقلت لها فضلا اجلسي بجانبي ، ثم أعطيتها ما نزعت من حلي أهداه لي خاطبي

فنظرت - حفظها الله - في دهشة ! فبادرتها : رجاء لا أريده ألبتة ...

قالت : بنيتي ارعوي ، ماذا فعل الرجل فضلا اروي لي ؟!!

قلت بعجب : حقا ... ألا تعلمين السبب ؟!!

قالت بنيتي أعلميني فضلا اهدئي وناقشيني ؟

قلت باكية : ألم تري أولا كيف صمت ، ثم حين الجد مع القوم ما وُجد ؟!!

وهنا زاد علي السعال ، وكثر نزفي من شديد الانفعال ...

قالت وقد فزعت : لعل له من عذر ، صبرا حتى يأتي ويتجلي لنا الأمر !!

ثم هبي أنه أخطأ عمدا ، ألا يشفع كل خير قدمه سابقا !!
ألم يزدد بك بعد مرضك هذا تمسكا !!
ألم يصبر على تأخر العرس ، ألم يجمع بيديه من على الأرض النزف !!
لا تكوني جاحدة ، فقد علمتك دينة وللجميل حامدة ...
ثم أضافت وهي تبكي : ثم - بنيتي - ضعي في اعتبارك ما سيقال :
تركها لما يئس من الشفاء وتغير الحال ...

تقبلت من أمي كلماتها التي شفعتها بساخن دموعها ...

ثم حضر أبي وشيخ من أقاربي ... وسمعا بالحوار ، فأيدوا أمي بذا القرار


فسكت ولما قرروا خضعت ولكني - للحق - قد أضمر في أعماقي عليه
شديد وجد ...


و .................يتبع










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-22, 23:15   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
محمد بنايلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية محمد بنايلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 05:51   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

29- المصالحة .......!



تقــــول صاحبتنـــــا :-



وحضر خاطبي ولم يقدم بين يدي حديثه عذرا .. !!

فلما استشعر من جانبي غضبا ، وجه إلى والدّي سؤلا !

فأخبرته أمي لمَ أنا واجدة وغضبى ...

- فقال بدهشة : فمن مثل التبرع بالدم تصيبني الخشية !!

- فلم أستطع إلا المداخلة وأسرعت قائلة :
كان يمكنك - بكل بساطة ويسر - إبداء ذلك العذر
و بلا شك كنا سنراعي ذلك الأمر ونقبله بلا عتاب ولا لوم ...
فما وجدنا إلا من التزامكم الصمت ...!! ثم تغيبكم الذي أثار عجب القوم :
فمنهم من تعجب وسكت ، ومنهم من سأل عن السبب ..!!
فقط كان يجزئك محض التواجد والحضور ،
أما عن التبرع فلست بمضطر ولا مجبور..!!

- فقال يتعجب : ولم الحضور !! ألم تسر بخير كل الأمور !!

- فلما ساد بعد قوله هذا الصمت ؛ أضاف لينتهي هذا الأمر :
على كل حال لم أتعمد ، ولكل من حضر أو تبرع نحمد .

ثم أعقب قوله بإخراج تحفة من جيبه ؛ يشفع بها ما قدم من عذره ..

- هنا تدخل أبي في الحوار ، بعد طول صمت وانتظار :
لا عليكم فإن الأمر يسير ، وأرجو عدم إضافة شيء لما قد قيـــــــل ...

والحق بقي في نفسي شيء عليه ، لا بسبب الخشية كان الوجد
بل لطريقته في معالجة الأمر ، وتمريره إياه بكل عفوية ويسر ...
ماذا لو لم يكن معي أبي ، أكان في مثل هذا الموقف تاركي ...!!

وأفقت من لجة الأفكار على ذلك الاستفسار :

- وما فعل الأطباء بتلكم الدماء ؟

- فأجابت أمي :
لم يفعلوا شيئا بعد ، أظن أنهم سيعطونها إياها اليــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم ...


و.................يتبــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 05:52   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

30- وزاد الوجد ...........!!



تقــــول صاحبتنـــــا :-



وقبيل المساء ، حضر بعض الأطباء ؛ ليباشروا بإعطائي الدماء

فظلوا يحاولون ويحاولون وعليّ يتناوبون !!

ولساعات كل وريد يجربون ، ولكن قطرة دم واحدة ما أعطون !!

وفي المآل أعلنوا أن انتفاعي بتلك الدماء محال ...

فحمدت الله على ما انتهى إليه أمري ، مؤمنة أن من المحال أن أحصّل ما ليس برزقي ..

فملأ قلبي الرضا ، وفي قولي وعلى محياي - بفضل من الله - بــدا

وفي اليوم التالي ، سارع الجميع يسألون عن حالي :

ما فعل الأطباء ؟ و هل أخذتِ الدماء ؟

فلما قصصت ما جرى وأنا راضية غير متأثّرة

حمد الجميع الإله ، متقبلين قضاه

وإذا بصوت طرب فرح : يحمد الله في مرح ...
أرأيتِ كيف حفظ الله علي دمي !!


فكأن كلماته سهام صائبة ، أحالتني حزينة خائبة ...
فأضمرتها وكان لها أثر بالسلب : شديد انكسار قد أصاب القلــــــــب ..


و ............. يتبــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 05:53   رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

31- سبحان الله : من قسوة إلى رأفة .......!!




تقــــول صاحبتنـــــا :-


ومر على ما حدث حوالي أربعة أشهر ...

ثم شاء الإله أن ذات الموقف يتكــــــرر ...

فبعد إجراء الجراحة ، وتشخيص الداء بوضوح وصراحة

وحين كنت في انتظار الجراحة الثانية ، قال لي النائب القرارت التالية :

- نحن بحاجة إلى دماء ساخنة ، حين نجري الجراحة الثانية

نريد أكثر من فرد أختنا الفضيلة ، يتطابقون معك في الفصيلة

و بعد التأكد من صلاحهم ، ونقاء دمائهم ، يتواجدون وقت الجراحة بأعيانهم

لنأخذ منهم وننقله في الحال إليك ، فأنت بحاجة إلى دماء ساخنة لا أخفي عليك !

نعم قد لطف الله بك إلى الآن ، فأنت بحاجته الماسة - كما تعلمين - منذ زمان !!

وكان بحق بادي الرأفة والاهتمام ، على عكس ما سبق وكان !!

من يصدق أنه نفس الطبيب ، الذي ردني بقسوة من قريب !! (1)

فقلت له : إن شاء الله نحاول تلبية ما تطلب ، أكرمك الله على ما تنصح به وتتعب ..

فابتسم بشفقة و حياء ، ثم دعا لي بتمام العافية والشفاء ...

وأضمرت في نفسي لخاطبي اختبارا ، على أساسه سيكون اختيارا ..


و............... يتبــــــــــــع .


---------------------------------------------------


(1) تذكرون ذلك الطبيب الذي أعلن تأجيل الجراحة
وناقشني بقسوة في الباحة . في مشاركتي بعنوان :
19 - انتظـــــار قاتــــل ...!!










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 05:55   رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

32- فلما كرر تقرر ...!




تقــــول صاحبتنـــــا :-


فلما حضر الجميع إلى زيارتي ، أعلمتهم بخبيئتي ...

وقصصت عليهم كلام الطبيب من البداية ؛ ناظرة منهم التعليق في النهاية .

ووجهت إلى خاطبي السؤال : ما ترى في ذلك الحال ؟

فأجاب - أكرمه الله - : بورك فيمن سبق وجاء ...

ثم التزم بعدُ الصمت ، معرضا عن المشاركة في مناقشة الأمر ..

فلما كرر ما أخشاه ؛ أضمرت مفارقته بلا تردد ولا أناة .

فلما خلوت بأمي ، أخبرتها عن عزمي ، فسارعت - كعادتها - إلى لومي !!

فبكيت وقد فقدت كل قدرة على الاحتمال : والله لأتركنّه في الحال...

فطفقتْ تذكرني بما سيقال ، فصرختُ ولم أفسح لها المجال :

أمي لا يعنيني ما قيل أو يقال ، ما عدتُ أتحمل تلكم الأثقال..!

وأسكتني شديد السعال ، ونزف صاحبه بطبيعة الحال ....

فما إن استطعت إلا وأتممت : بالله قولي لم أحبسه ، مادمت مضمرة تركه !!

نعم قد أكون بسبب المرض شديدة التحسس حتى من الهواء الذي أتنفس !

إلا أنني أشعر بشديد نفور ، لا أستطيع معه التريث أو القبول !

والله لم أر منه إلا الخير كله ، ووالله لا أجحد صبره وفضله .

ولكن لعل الخير في المفارقة ، رزقه الله زوجة صحيحة موافقة .

صاحبت حروف كلماتي الدماء ، وجرت دموع عيني بسخاء

فقالت بعد أن رق قلبها عليّ : أرجو ألا تندمي يوما بنية !

فقلت وقد خف عن نفسي الألم : لله في شأنه حكم :

قدر الله بهذا المرض الفراق ، فسبحانه لم يجعل بيننا وفاق .

ردي عليه هداياه ، و أعلميه أني عليه غير واجدة و لكريم ما قدم

غير جاحدة ، رزقه الله الخير حيث كان على مرّ الزمان والمكان ...

فلما أعلموه بذلك ، لم يوافق - أكرمه الله - أبدا أن يفارق !!

وقال : أعلموها أن القرار في هذا الوقت ليس بالصواب !!

إلا أنني أغلقت إلى المراجعة كل نافذة وباب !!

وفقط حينها ملأ نفسي شعور بالطمأنينـــة و السلام ....

ووالله ما انتابني يوما على ذلك ندم أو ملام

فلم يكن بيننا رزق ، كذا قدر الإله الحق ...


و...... يتبـــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 05:55   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

33- إلى مشفى جامعي ...!!




تقــــول صاحبتنـــــا :-



وكان ما سبق محض نبذة عما كنت فيه أغرق

فصرت إلى الحزن أقرب ، ومن الحديث مع أيٍ أهرب

فبعد منع الجراحة ، ما عدت أهنأ براحة ...

ما عدت أملك دمعي ، فحزن أهلي لأجلي ..

وذهبوا إلى الجراح الأول خارج المشفى ، وسألوه :
هل يمكن بلا جراحة أن تشفى ؟

- فقدم بقوله - أكرمه الله - :
كل شيء بمشيئة الإله ، ثم أكد بشدة أن لا ،
وأنه لا سبيل إلا الجراحة حسب ما يراه ...
وأضاف : الحق ستسوء حالتها مع التباطؤ والأناة ...

- فسألوه : و كيف السبيل ، وما العمل ؟!

- فأجابهم : إنه في المشفى الذي أنا فيه لم يعد يعمل
و لكن ...يمكنكم - إن شئتم - أن تأتوني بها في المشفى الجامعي ،
حيث أدرّس هناك وأباشر عملي ...

فبرق لأهلي بارقة من أمل ، و نقلوني إليه على عجل ..

وأيضا : حملوني في سيارة المشفى ، إلى حيث يأملون لي أن أشفى

تركت المشفى الثاني ، بعد أربعة أشهر حواني ...

وانتقلت إلى مشفى عتيد جامعي ، وهناك كم من عجب حدث معي ... !!






و.................. يتبـــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 05:56   رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

34 - وكانت البداية غير مبشرة ..!!



تقــــول صاحبتنـــــا :-



أجلسوني في ساحة الانتظار ، حتى انقضى نصف النهار ..

وأخيرا جاء الطبيب النائب ، ليباشر باتخاذ القرار الصائب ..

فلما رأني بكامل الحجاب ، ارتسم على محياه تعبير عجاب !!

فلما أراد أن يباشر بالفحص ، أبيت لعدم ضرورة الأمر !

- وبادرت أعتذر منه وأقول : كل شيء في الأوراق مسطور !!

- فقال بغضب عظيم : يا هذه ما كل هذا الذي ترتدين !!
أما تعلمين أنك من كل ثيابك حين الجراحة ستجردين !!

فكانت كلماته مؤلمة بل وقحة صادمة !!

فاستثارني بشدة ، ولم يخلُ جوابي عليه من قسوة وحدة ..

- قلت أعلم بكل تأكيد ، والله على اضطراري حينها شهيد ..
أما الآن فلست مضطرة إلى تكشّف يسير أمام كل من أراد أن يقف أو يسير !!

- فزاد تغيظا وسأل : ترى ما سيكون معك العمل ؟!!

- فباشرت أخبره على عجل :
مقدار الحرارة ، ومعدل الضغط ، وحالة الصدر ..
و كذا ذكرت له تشخيص الداء ليس بالعربية بل بلغة الأطباء..

- فدهش و سأل : هل أنت زميلة !!

- فقلت : لا لست بتلك المرتبة الجليلة..

- قال : إذن مازلت للطب تدرسين !!

- فقلت : إن هذا لا يكون ..

- فقال : لعلك ممرضة أريبة !!

- فقلت : بل مسكينة وغريبة ...

فصمت طويلا غير راضٍ ، ثم قال كأنه قاضٍ :

- مكانك في قسم كذا ... وابتسم بقسوة كذا لي حينها بدا.. !!

فلما توجهت للمكان المحدد ، تملكني شعور أنه للتبسم يقصد ...!!

ثم استغفرت الله من سوء الظن ، وبدأتْ رحلة الشقاء والهـــــــــــم ..!!

و.......... يتبــــــــــــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 05:58   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

35- لقاء مع صوفية قبورية متعصبة ...!!


تقــــول صاحبتنـــــا :-




فلما دخلت القسم المراد بطاعة ورضا ، راعني كثرة الأسرة فيه و المرضى


فلما استقر بي هناك المقام ، بعد أن ألقيت على الحاضرات السلام


إذا بصاحبة الفراش المجاور ، تتطلع إليّ بفضول و تحاور ..


بعد أن رأيتها تهمز وتلمز ، على ما أرتديه من حجاب و ألبس ..!!


سألت بلهجة قروية متحكمة : أين تسكنين في هذه العاصمة ؟


فتعجبت من هذه الحشرية ، وحاولت إجابتها بنفس رضية


فلما سمعت العنوان ، لمعت عيناها بحبور وافتتــــــــــــان ...


ثم واصلت بسرور الكلام : إذن أنت قريبة من سيدك فـــلان ؟!


فدفعت قولها وقد أثارني وصفها : لم سيدي ...!! لا ليس بسيدي ...!!


فقالت ثائرة بصورت مريع : بل سيدك و سيد الجميع ...!!!


فتغيظت عليها وقلت : مهلك ... مهلك ... بل هو سيدك وحدك ..


فأرسلت لي من عينيها سهام سمية ، وقالت كذا أنتم حاملو شعار السلفية !!!


نحن نحج كل عام إلى هذا الشيخ نتبرك بذلك المقام ...


بينما أنتم بالجوار ، لا تتكلفون زيارته في ليل أو نهار !!!


فلم أستطع الصمت فاندفعت وقلت : فعل ذلك بالإضافة إلى التبرك شرك ؟!


قالت صارخة بصوت مُعَارِك : بل هو قربة نتقرب بها إلى رب المعارج !!


ولكنكم أيها السلف لا تفقهون ؛ تلك عهود ومواثيق نحن بها قائمون ... !!


ثم شزرتني بنظارات نارية ........... ورفعت لواء المخاصمة والعدائية ...!!


والحق كان هذا زيادة في الشقاء و البلاء ، فقد كان يكفيني ما أنا فيه من ألم وعناء ...


و........ يتبـــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 05:59   رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

36- الســـــــــــــوق ...




تقــــول صاحبتنـــــا :-




تملك نفسي العجب مما رأيت ، فلم أكن لأحلم بمثله ما حييت ..!!

أولا : تلكـم الصوفية ، وما تعمدت من أذىً دائما توجهه إليّ ..!!

ثانيا : عدم خلو المكان من الزائرين وخاصة من الرجال ،
مما جعل الشعور بالرتياح لمثلي من المحال ..!!

ثالثا : ثَـَـمّ بعض الرجال من العاملين ، للعمل في القسم
كانوا مشاركين .. !!

رابعا : بعد محل الوضوء ، مما شق عليّ وأشعرني بالسوء.. !!

خامسا : وكان ارتفاع الحرارة من الأسباب ، مع عدم قدرتي على التخفف من الحجاب.. !!

سادسا : وعن تناوب الباعة الجائلين في المكان فحدث ولا تحرَّج
يدخل أحدهم و بما يحمله الأرض يفرش ...!!!

سابعا : كانت المشفى جد بعيدة ، مما قلل الزائرين لي
فصرت غالب الوقت وحيدة ..!!


فضلا عما ألم بي من قلق وانتظار ...


فلازمني شعور بالمرار ، وفارقني السلام و الاستقرار ...


و.......... يتبـــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 06:00   رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

37 - القشة التي قصمت ظهر البعير ...!




تقــــول صاحبتنـــــا :-




و في الصباح بعد بضعة أيام ، إذا بمجموعة من الطلاب وأستاذهم في الأمام !

يلتفون حول السرير ، يتناقشون حالتي بانتباه واهتمام كبير ..!

فسألت الله ضارعة : بأن يكفينيهم ؛ فما كان رفضي لفحصهم سيرضيهم ..

فاستجاب الكريم دعائي ، فلهجت أرفع إليه ثنائي ..

ثم إني فهمت بعض ما قاله الأستاذ ، فكدت أفقد وعي وانقطعت مني الأنفاس ..!!

قال بغير العربية : هلمَّ نبدأ بعمل منظار ، نستكشف ما قد حدث لرئتها في فترة الانتظار...!!
ثم علنا نبدأ معها بالدواء ، عسانا ننجح بلا جراحة في القضاء على الداء ...!!

فلما انصرفوا وأتتني ممرضة ، سألتها همسا عن جرَّاحي على حدة ؟

فقالت : أخيتي ألا تعلمين أن ذلك الجرّاح الطبيب ، يستعد لسفر خارج البلاد قريب !!

فاتسعت عيناي في ذهول ، ولم أستطع حبس دمعي عن الهطول !!

فلما حضر أبي وبعض من أقاربي ذاك النهار ، ألفني على شفا جرف هار ..!

فلما أعلمته بما كان ، توسلته أن يأخذني في الحال من ذلك المكان ..!!

وقد أقسمت ألا أخضع لعمل منظار ، فمثل ذلك فوق الطوق والاحتمال ..!!

خرجت حروف كلماتي مخضبة بالدماء ، و بلغ شديد سعالي ما فوقنا من سماء ..!!

فأسرع أهلي لمقابلة الجرّاح في عمله الخاص ، ووصلوا إليه أخيرا لاهثي الأنفاس

فاعتذر منهم أنه لم يستطع الوفاء بالوعد ، لاضطراره إلى سفرة علم جدّ

ثم قال لهم : إنما هما أسبوعان فقط ، بالإضافة إلى كل الوقت الذي فُقد ...

فلما أخبروه عن انهياري ، وتدني حالتي وعدم احتمالي ..!!

أشفق - جزاه الله خيرا - عليّ ، واقترح اقتراحا أحسن فيه كثيرا كثيرا كثيرا إليّ ...


و............ يتبـــــــــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 06:02   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

38 - المشفى الأخيـــــــــــــــــــــــــــر ..



تقــــول صاحبتنـــــا :-



أحسن الطبيب الجرّاح إذ تفضل على أهلي باقتراح ...

قال - حفظه الإله ورعاه - : سأسافر بعد ثلاثة أيام إن شاء الله

ليتكم تأتونني بها في مشفى كذا ، وسأعلمهم هناك بكذا وكذا ..

فشكروه على كريم الاقتراح ، واتفقوا معه على نقلي إلى المشفى في الصباح ..

وفي الصباح جاءوا ليأخذوني ، وفي سيارة خاصة إلى مشفاه حملوني

وكان المشفى الجديد ذا نجوم ذوات عدد ، جد بعيد في المكان عن كل ما سبق ...!!

فلما وصلنا المشفى في الظهيرة ، وجدنا كل السبل ممهدة يسيرة..!

خصصت لي غرفة مكيفة خاصة : بها حمام ومكان للضيافة ..!!

وما إن استقر بي هنالك المقام ، حتى باشروا بإعدادي للجراحة في تمام ..!

فأخذوا مني العينات ، و اصطحبوني لعمل صور الأشاعات ..

وكذا انقضت حتى جنّ الليل الساعات ، وتمت بيسر جميع الإجراءات ..

ثم أمروني بالصيام ، وتركوني أقضى أول لياليَّ هناك في راحة و سلام !

وعند تمام الظهيرة من الغد ، كان طبيب التخدير يوصيني بالعدّ ..!

فأسررت بالشهادتين ، وكان آخر ما وعيت له صوت المؤذن في الحيعلتين ..!!


و............ يتبـــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-23, 06:03   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

39- وتمت بفضل الله الجراحة ...




تقــــول صاحبتنـــــا :-



قلنــا : إن آخر ما سمعت ظهر الأربعاء صوت المؤذن يجهر بــالحيعلتين ،
ثم إني لم أشعر على الحقيقة إلا قبيل غروب شمس الجمعة بساعتين ..!!

أخبروني أن الجراحة استمرت لساعات طويلة ، وأن حالتي كانت حرجة و خطيرة !!

كما أنهم زودوني بنصف ما يحويه جسدي من دم ، وما أحزنني وأشعرني بالهم
أنهم اضطروا لجلبها على عجل من أسواق للدم ...!!

أفسد الخراج الفص الأخير من الرئة ، فقرر الجراح استئصاله كاملا كذا رأى ..
قال : قدر الله وما شاء فعل ، والحمد لله أن باقي الرئة جيدة للعمل .

- وحين أفقت ، وعن الوقت سألت ، أفزعني ما علمت :
حقا أليومين عن الوجود غبت !!

- فقالت أمي : كنت في العناية المشددة ألا تذكرين ؟
وعن الغطاء والستر كنت تسألين !!
كنت هناك ممددة بين كم هائل من الأجهزة ...!!

وأخذت تذكرني بكلمات ، ودموع جارية وآهــــــــــــــات ،
- وفيما قالت : ألا تذكرين أني صرختُ حين هويتِ أمامنا على الأرض ؟!

- فقلت لا ، كيف حدث هذا بالله ؟!

- قالت : إن الطبيب أصر على عمل صورة أشعة على الصدر
وأنت في وضع القيام ، فأقمناك وإلى جهاز التصوير بالأشعة أسندناك ،
فما مرت برهة إلا وهويتِ على الأرض ، وكادت تتحطم القنينة
الموصولة بأنبوب إلى الصدر ..!!

- فقلت : بلى بلى .. وكأنه حلــــــــــــم ، خلتها صورا وأحداثا صورها ليّ الوهم ..!!

ثم شعرت بألم شديد القدر ، مصدره ذلك الأنبوب الذي يخترق الأضلاع والصدر...!!


وفجأة سكتُّ عن الكلام ، وقد انتابني شعور من العجب التام !!

فسألني الحضور حواليّ : مالك هل تعبتِ أي : بنيـــــــة ؟!!

فقلت ودموع الحبور تهطل : ألا ترون أني بفضل الله لا أسعل !!!

ما ظننت أن السعال يوما تاركي ، ولا مذاق الدم وصدأه الملازم لريقي يوما مفارقي !!

ثم طغى على قلبي شعور بالامتنان لفضل القادر الرحمن ..........!!


و... يتبـــــــــع .










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
قصة،مستشفى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc