ذكريات في المشفى ... - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ذكريات في المشفى ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-08-11, 22:27   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

12- كانت أشهد الله صابرة ...






تقــــول صاحبتنـــــا :-




وانتهى موقف ساميتي بسلام ، ولكنّ يومها لم تستطع الكلام

وعلمت في اليوم التالي قرار اللجنة ، وشعرتُ أن ساميتي في محنة

فلم أستطع النطق ببنت شفة ، بينما كانت متماسكة بشدة

فدُهشتُ لسكون نفسها ، وجميل صبرها ، وقدرتها على حبس دموعها

فقالت طبيبتي لما لمست شديد شفقتي ورأت ما بدا من حيرتي :

لا تراعي لأجلي أخيتي ؛ فلو قدر الله سفرتي ، لكان فيها نهايتي

فدُهشتُ مما قيل ، وطالبتها بمزيد من التفصيل ...

فقالت وعلى فمها شبه ابتسامة : لو زرعوا لي رئة لتملكتني الندامة

لاضطراري إلى تعاطي كل دواء ، يمنع جسدي من طرد الغريب عن الأعضاء

مما سيسبب فقد مناعتي بالكلية : فلا أستطيع مقاومة أضعف الأمراض العضوية

فأتعرض بذلك دائما للأخطار ، وقد يكون الموت السريع في الحال

فجرت دموعي من كلامها ... بينما زاد اتساع ابتسامها

فقالت تسليني وهي أحوج ما تكون لتطميني : غاليتي لا ضير ؛ فأقدار الله كلها خير ...

والمرء يموت وهو صحيح ، ويحيا طويلا من على فراش المرض طريح ...


يتبـــــــــع .









 


رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:29   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

13- وكنتُ عديمة الفقه ...





تقــــول صاحبتنـــــا :-



وشهدنا رمضان في المشفى ...

وكنت متمسكة بالصوم مهما شق عليّ الأمر

فتعجب الأطباء من تمسكي بالصيام ؛ فلا أحد من مرضى
هذا القسم يصوم في رمضان

والحق لم يعزموا عليّ لأترك الصيام ؛ ناظرين ما ستسفر عنه الأيام

أما أبي الحبيب فقد فرغ فؤاده ، وراجعني كثيرا في الصوم مقررا عدم سداده

فلما أكثر علي الملام والعزم لأترك الصيام ، أوهمته أني لابد سأفطر بالتزام

فلما أخذ مني العهد على الفطور ، انصرف - حفظه الله - في شبه رضا وحبور

ولكنه راقبني في كثير من الأوقات ، فألفني صائمة بإصرار وعناد

فجرت دموعه - حفظه الله - يا بنيتي : تغلبني شفقتي ، فأنت حبيبة مهجتي !!!

فبكيت أستدر عطفه : دعني صائمة علّي لا أصوم بعـــده ...

فزاد بكاؤه - حفظه الله - ويأس من استجابتي لرجاه ...!!!


وفيما بعــــد ... فيما بعـــد كلما تذكرت :

كم أجريت دموعه في كبره ، ولم أرحم بعناد تفطّر قلبه

ندمت على ما أسلفت ، وقلت في نفسي : ليتني برخصة الرحمن أخذت...

ولات حين مندم !!

ولكن هذا حال من عدم الفقه ، يقدم ما يهوى على ما يجدر به والأَوْلى ..!


وكلما قسا على قلبي أحد الأولاد ، تذكرتُ قسوتي على أبي
في صومي وشديد العناد ...


يا الله كم كنت قاسية جاهلة ، أظن أني إلى السداد راشدة و به عاملة !!!


اللهم اغفر لنا ذنوبنا ، وإسرافنا في أمرنا ....


يتبــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:31   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

14- المنظــــــــــار ...


تقــــول صاحبتنـــــا :-



حين بدأت رحالة العلاج ، طلبا للعافية والشفاء

بدأ الأطباء بمعالجة الصدر ، فلما أن رءوا تدهور الأمر

ذهبوا يبحثون عن علة الداء لعله في البطن

وكما سبق ما نجع في التشخيص لتحديد العلاجات : كل أنواع التحاليل
أو مختلف الأشاعات أو حتى حديث التقنيات...

فقرر الطبيب المعالج ذات نهار ، أن يستكشف الجهاز الهضمي بالمنظار

فأعدوني لذلك في الصباح التالي ، واستسلمت لهم والله عالم بحالي

فلما وضعوني على السرير ، وطبعا بكامل ثيابي ودون تخدير

باشر الطبيب بإدخال المنظار بالفعل
فبدأ - أولا - من الأنف فاستحال عليه الأمر...

أخذ يحاول حتى أدماها ، فلما يئس من شديد ضيقها قلاها

ثم انتقل ليدخل المنظار من الفم ، وبدأت رحلة الشقاء والغم

قيدوا يدي وقدمي بإحكام ، وقد منعوا انغلاق فمي بحلقة بين الأسنان

وكأنني أغرق في سيل من الزبد ، مسلوبة الإرادة ممدة الجسد

هناك ضاقت مني الأنفاس ، جارية دموعي ، مقهورة الإحساس


عفاكم الله مما رأيت ، والله و كأنني من شدة الألم في سياقة الموت !!


وبعد وقت خلته طويلا طويلا ، أعلن الطبيب أخيرا :

نعم نعم : قرحة الاثنى عشر هي موطن الداء ومصدر نزف الدماء ..

حينها لم يبدو عليّ سرور ولا حبور ، ولم أنتبه حتى لجلّ ما يقول ؛
فقد كنت مغيبة الشعور عن المكان والوقت ؛
أسأل نفسي : تُـرى كيف هي سكرات الموت ؟!!



يتبـــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-11, 22:32   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

15- فراق مؤقت ..



تقــــول صاحبتنـــــا :-


بعد أن قرروا أن البطن هي مصدر الداء ...

وأعلمت ساميتي بما قرره الأطباء ...

اعترضت وكأنها بوغتت : كيف والنزيف مقارن للسعال ؟!!

أظنهم أخطئوا التشخيص والقال ...!!

ثم لما رأت الحيرة في نظرتي قالت :
و ..و لكن أخيتي .. لا تعولي على كلمتي ،
أتمنى لك الشفاء حبيبتي ..

وجاء الطبيب من الغد ، وأمر برحيلي إلى البيت ...

وبينما فرح الأهل بأوبتي ، كنت أبكي فراق صديقتي ،
وأخذت أبثها لوعتي ، فجرت دموعنا ،وهي تشد على يدي
وهمست : أتمنى لك الشفاء حبيبــــــــــتي ..


وعدت مكلومة الفؤاد ، آملة في تشخيصهم الرشاد

ومضت بضعة أيام ، كانت مثلا للعذاب التام

كأنما الدواء يزيد من الداء ، أنهكني النزف و السعال

وكأن الشفاء محال محال ...!!

فأعادوني إلى المشفى في أسوء حال ...

وعدت إلى نفس الحجرة لأجمل سامية ورفقة

وعلمت أن طبيبتي محقة ، فما زادني خطأ تشخيصهم إلا مشقة


يتبــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-12, 06:42   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

16- ماذا تشتهين ...؟!



تقــــول صاحبتنـــــا :-




زادت حالتي الأطباء حيرة ، فمع كل العلاجات ما تقدمتْ شعيرة !

فقرروا عمل مسح ذري ؛ ليشخصوا عن وضوح وتجلي

فما زادهم هذا المسح إلا تخبطا ، وكنت لغزا متفردا !!

فأخذوا يجربون كل دواء ؛ عساهم يقاومون ذلك الداء

وزادت حالتي بؤسا ، وامتلأت القلوب يأسا

أما عن الزائرين ، فكانوا حقا مساكين

أرى لمعة الدموع بمآقي الأقوياء ، بينما يفشل عن حبسها الضعفاء

فمنهم من كان يواسيني بالكلمات ، وآخرين يرفعون أكفهم بالدعوات

ومنهم من كان صامتا لا يستطيع الكلام : وبالكاد كان يلقي عليّ السلام

إلا أنهم كانوا مجمعين من قريب أو صديق أو قرين ..
أن يقولوا مودعين بشفقة وحنوِ وصوت حزين :


تـــُـــرى مـــــاذا تشتهـــــين ؟


يتبــــــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-12, 06:43   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

17- قالوا مسحورة أو منظورة ...!!



تقــــول صاحبتنـــــا :-



لما بلغني ما بلغني من تمكن الداء ، وفي معالجتي حار الأطباء

قال بعضهم لأهلي : علّها مسحورة ، أو قد تكون منظورة !!

واقترحوا أن يأتوني بالمعالجين ، أو بالذين هم بالرقية عاملين ..

وبدأت رحلة المعالجة من السحر ، ومحاولة الرقية من العين

فكان المعالجون يوصون بكثرة التلاوة ، و الإكثار من الحجامة

واختلف القوم فيما بينهم :

- فمن قائل : مسحورة مسكينة مقهورة ..

- ومن قائل : بل معانة والرقية ستكون سببا في الشفاء والسلامة ..

- ومن قائل : بل هو داء عضوي ، لكن الأطباء عن تشخيصيه في عيّ

ومن قائل : بل هي حالة نفسية ، أفضت إلى أعراض لها عضوية

..........................

ورغم كل هذه المزاعم والأقوال ، التي قارن كل منها ما يناسبها من الأفعال

بقي الداء ولم يتغير الحـــــــــــــــــــــــال ...............!!!



يتـــبـــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-12, 06:44   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

18 - الجراحــــــــــــــــــــــــــــــــة ....




تقــــول صاحبتنـــــا :-




وفي آخر الأمر : قرر الأطباء الاستكشاف بجراحة في الصدر

فبعض الأشعات تظهر شيئا في الرئة اليمنى بالذات

قالت ساميتي لما طالعت الأشعات والأوراق : أحسب أن
في رئتك يا حبيبتي خراج ...

فقلت لها باستسلام : الله المستعان سنرى ما ستسفر عنه الأيام.؟

وفي الليل أعدوني لجراحة الصباح ، فبت ليلتي مؤرقة حتى بزغ الفجر ولاح

أسأل الله الستر والشفاء ، وأن يهون عليّ ما نزل بي من كرب وبلاء

فلما أزف الميعاد ، اضطررت للبس ملابس الجراحات

فجاء العاملات يدفعن سريري إلى طابق الجراحات

وكانت أمي بصحبتي وأبي وخاطبي و طبيبان من قرابتي

ودفعوا بي السرير في الطرقات، و حوله أقاربي والعاملات

فحرصت أن أجعل الغطاء على وجهي مجللة به جميع بدني

ولما كان الغطاء أبيض اللون ، ظن المارون أن من تحته قد مات للتو

فأخذوا يرددون في رثاء كلمات التسلية و العزاء ، لأمي ومن حولي من أقرباء

فصرخت أمي باكية : لم تقولون ذلك ، فمازالتْ ابنتي باقية ؟!

وهوت بيدها - حفظها الله - لتنزع الغطاء عن وجهي بلا تحفظ أو أناة..

فتمسكت بالغطاء أتوسلها بصوت غلبه البكاء : أمي اتركيني فضلا برجاء ...

وانخرط أبي وخاطبي في البكاء ، وأمسك بيدي أمي الأقرباء ...

فاستسلمتْ واكتفتْ بالنشيج والبكاء والدعاء

وفي الأخير :

و صل الركب إلى المصعد ، وهبط بنا إلى المكان المحدد

فأخذت أتأمل في المكان ، و قد حضرني ما حدث فيه من بضعة أيام ....


يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-13, 08:12   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

19 - انتظـــــار قاتــــل ...!!




تقــــول صاحبتنـــــا :-


و صل الركب إلى المصعد ، وهبط بنا إلى المكان المحدد

فأخذت أتأمل في المكان ، و قد حضرني ما حدث فيه من بضعة أيام ....

ففي ذات صباح للجراحة أعدوني ، وفي ذات المكان أنزلوني

ووجدت عدة أَسرِّة مصفوفة في ذات المكان ، كل ينتظر بقلق و ترقب تام

وكان الأطباء للجراحات يجرون ، ولمن حان دوره ينادون

وبقيتُ أنتظر هناك ، لساعات وساعات ، يعلم ربي كيف كانت
تمر عليّ الثواني واللحظات ... ما بين ترقب والتفات ..

أحدث نفسي : لعلك التالية ، صبرا فالصبر عاقبته غالية

وأخذت أسأل الله أن يرزقني جميل حلم من لدنه وطيب أناة

حتى إذا جن الظلام ، ومازلت في نفس المكان ، جاءنا هذا الإعلان :

على كل من ينتظر في هذا المكان ، المغادرة إلى غرفهم الآن ...

فلما سمعت من الطبيب ما قال ، و قد كنت فقدت القدرة على التصبر أو الاحتمال :
صرخت أستنكر : أما هذا فلا .. ( لا حول ولا قوة إلا بالله !! )

فتعجب الطبيب من صرختي وشديد بكائي وكبير غضبتي !!

ووجه إلى أبي السؤال وهو مستنكر : لم بالصراخ هذه تجهر ؟!!

فبادرته من تحت الغطاء ، وقد غلبني شديد البكاء :
أهذا يرضي الملك الجبار : من الصباح حتى المساء
في قلق شديد وقاتل انتظار !!!

فقال بصوت كله جفاء بل عداء خلا من المودة والصفاء :
يا هذه أتظنين أنت بالذات أن في جراحتك تلك الشفاء !!!

فأجبته بقسوة و صوت يغلفه الألم و الشقاء :
أعلم أنها محض جراحة للاستكشاف
ألا ترى أن ذلك أكثر مدعاة للشفة والاسترءاف
عكس ما تبدي سيادتك من كبير استعلاء وغريب استخفاف ؟!!

وأتممت وقد زاد البكاء :
أعلم أنها ليست دواء ، بل قد يزيد ألمها ما بي من الداء ...

وأسكتني شديد السعال ، وما أعقبه من دم سيال
وأعادوني إلى غرفتي ، لتواسيني رفيقتي ...


يتبــــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-13, 17:44   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
غزالة1
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
قصة مؤثرة و فيها من العبر الكثير
بارك الله فيك يا نسيبتي و جزاك خير الجزاء فهو الجواد الكريم
في انتظار الباقي
سلام










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-13, 17:48   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
غزالة1
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
قصة مؤثرة و فيها من العبر الكثير
بارك الله فيك يا نسيبتي و جزاك خير الجزاء فهو الجواد الكريم
في انتظار الباقي
سلام م










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-14, 21:47   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

20- ومن الجراحة المحددة إلى الرعاية المشددة ...!!


تقــــول صاحبتنـــــا :-



أفقت من لجة الذكريات ، على صوت إحدى الممرضات :

- هلمي إلى حجرة الجراحات ...

فما إن دخلت ، إلا وسقطت أمي على الأرض

فقدتْ الوعي ، وما ادخر قريباي الطبيبان في إفاقتها من سعي

أما أبي وخاطبي : فكانا إلى الحائط يستندان ، يدعوان ويبكيان ..

أذكر أني قبل أن أُخدّر : أخذت في خفية أستغفر ، و للشهادتين أكرر..

و تقريبا استمرت الجراحة ثلاث ساعات ، لكني لم أفق إلا بعد ساعات وساعات

أول ما انتبهت له ما يصدر عني من أنّات ، وسمعت أحدهم :
لا تراعوا فمازالت غائبة في سبات

فأردت أن أتحسس بدني لأتأكد أنني مستورة ؟

فراعني كثرة ما أوصلوه ببدني فكنت على الثبات مجبورة ..

فلما أردت مع القوم الحديث ، راعني أن فمي تحت كمامة التنفس حبيس

فبكيت لما غلبني السعال ، ووجدت ألما شديدا له في الحال

وانتبهت أمي على صوت السعال والبكاء ، فاقتربت وقد لمعت عيناها بالرجاء

- حبيبتي : هل أنت بعافية ؟

- فأجبتها من أسفل القناع : استريني يا أمي الغالية ...

- فقالت تحاول معي الاقناع : والله أسترك قدر المستطاع !

وها أنا أرافقك في الرعاية المشددة ، رغم قوانين المشفى الرافضة

بفضل الله قبل الأطباء شفاعة طبيبينا الأقرباء ...

فلما زاد بي السعال ومن ثمة زاد ألمي عن الاحتمال ،

- قلت في رجاء :أمي استدعي أحد الأطباء ، عله يعطيني ما يجعل الألم يُطاق ...

فجاءني طبيب الدوام الليلي : وأعطاني ما به غبت عن وعيي ..

وفي الصباح أفقت على ألم مبرّح ، وكنت بذا للطبيب أصرح

فلكل حركة يسببها السعال ، آلام في كتفي تفوق الاحتمال ..!!

وسأعافيكم من وصف كيف اخترقت بعض الأنابيب أضلاعي و صدري

لتخرج ما ينتج من دم وقيح عن جرحي ...

فلما شكوت لأمي شديد همي لاضطراري كشف وجهي وبعض من
جسدي ...

- دهشت وقال معاتبة : إذن أنت عن فضل الإله غائبة !!!

- ألا ترين تعرّي من حولك !! ألا تحمدين الله على وضعك !!

فلما نظرت حولي وتفكرت في أمري ، أقررت في نفسي
بأنه مهما كان ثوبي ، فهو ستر عليّ من ربي ...


يتبـــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-14, 21:48   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

21- وافترقنا في نفس المكان ..


تقــــول صاحبتنـــــا :-



قضيت بعض الوقت في الرعاية المشددة ، ثم وضعوا عني كل الأجهزة

إلا ما كان مخترقا للأضلاع والأنسجة .

وبفضل الله عادت رئتاي للعمل ، فقرروا انتقالي لإحدى الحجر

إلا أنهم أرسلوني إلى قسم يتناسب مع حالتي ، غير القسم الذي فيه رفيقتي

فشق عليّ غيبتي عليها ، وقد زاد شوقي وحنيني إليها

وكلانا لا تستطيع زيارة رفيقتها ، فأنبوب التنفس كالقيد لها

بينما أعجز عن موافاتها ، فكانت أمي تطمئنني عليها

وتنقل منها السلام وكذا إليهــــــــــــــــــــــا .

وبعد عدة أيام لا أذكر عددها ، تحايلتُ بكل حيلة حتى أخذتني أمي عندها

وكم سعدنا باللقاء في جو من الألفة والوداد والنقاء ...

و كنت فيما بعد أزورها غبّا ، فقد كلفت بها - رحمها الله - حبّــــــــــــــا ..



يتبــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-14, 21:51   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

22- الســــــــــــرّ ....!!


تقــــول صاحبتنـــــا :-



بعد أن استرددت كامل وعيي ، أخذت أسأل كل من حولي

من أهل أو ممرضات أو أطباء : ترى ما ماهية الداء ؟ !

فلما لم يشأ أحد منهم بعد الجراحة ، أن يجيب عن تساؤلي بصراحة !!

وقد كنت سمعت قريبيي من الأطباء يناشدان الجرّاح في رجاء :
فضلا هذه موافقتنا على أن الاستئصال لما تراه مباح ؛
حتى نجنب المسكينة آلام إعادة فتح الجراح .

فلما أفقت ومازال بي السعال ، واستمر النزف كما كان قبلا الحال

فضلا عن رداءة إغلاق الجرح ، علمت أنني لابد معيدة للترح ...

فكنت أبكي من الألم ، ليس على ذات الألم ؛ ولكن لاضطراري تكراره كما بذا عُلم ..

ولست والله بالتي تشكو مما يحتمل ، ولا تسخط ما جرى به القدر

ولكن كان الله أعلم بحال ، فقد كان ما يحدث لي فوق احتمالي ...

فكنت أكثر من البكاء في صمت ، وقد أشفقت على نفسي وما به أُصبت...

ولا تنسوا فقدي الدعم من صديقتي ، متنفسي رفيقة محنتي !!

كنت أسأل أبي : ما قال الجرّاح ، وبما تراه لكم باح ؟!

فكان يداري في جوابه وهو يحاول منع هطول دموعه

وكذا فعلت أمي وخاطبي حتى الطبيبان من أقاربي ..

فلما ألححت بالسؤال : لم ترك الجرّاح الداء دون إزالة أو استئصال ؟!!

أجمعوا على أنه أراد تحليل عينة ، وقال بضرورة ذلك قبل أن تصير الإزالة ممكنة .


وقالوا يطمئنونني : لا تراعي فذلك إجراء راتب أمني .

هو خرّاج بالرئة على غير المتوقع ، احمدي الله ، واتركي عنك القلق بترفع

والحق أني كنت تواقة النفس إلى الفرْح ، فقبلت كلامهم بلا تشكك أو قدح

ومتأخرا جدا : علمت أن الجميع كانوا يعانون من شدة القلق ، بينما أنا في غفلتي أغرق !!

و ...................


يتبـــــــــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-14, 21:52   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

23- البشـــــــــــــــــــرى ....




تقــــول صاحبتنـــــا :-


وبعد عدة أيام إذا بالأهل و الرفقاء و الجيران جميعا يحضرون

سعداء يهللون وبالسلامة والعافية يهنئون !!

- فسألتهم بعجب : يا قومنا ما الذي جدّ وما السبب ؟

- فبكى أبي وقال يا أغلى البنات : حمدا لله الذي بنعمته تتم الصالحات...

- فلما رأى ما بي من حيرة أتم - حفظه الله - لك البشرى بنيتي لك البشرى !!

- فقلت بم تبشرون ! ألا تتفضلون عليّ وتُعْلِمون !!

- سكت أبي هنيهة يتدبر ثم بدأ الكلام بعد أن قرر :
بنيتي لقد كادت قلوبنا عليك تتفطــــر
حين أعلمنا الجرّاح بما ظن عن دائك وفكرّ :
قال أنه حين رأى ما أصاب الرئة ظنه نوع من الورم ،
لذا لم يستطع استئصاله إلا بعد تحليل وجـــزْم ...

- ثم أمر بتحليل العينة في عدد من الأماكن المعينة
حتى يكون من الأمر على بينة ، وعسى النتائج تكون
على عكس ما بدا له مطمئنة ..

- ولم نشأ إعلامك ، حتى لا تقلقي ويتكدر بالك
وبقينا في انتظار وقلق هائج ، حتى منّ الله علينا بأفضل النتائج ...

- وكنت أستمع إليه ودموعه تجري على خديه ، وقد تحرك قلبي شفقة لا عليّ بل عليه

وعندها لهجت بالحمد لله كثيرا ، وكم وددت أن أسجد لله على الأرض طويلا

إلا أنني كنت لا أستطيع ، لذا اجتزأت بخشوع قلبي للسميع...

وكم رق قلبي على جميع من حولي ؛ كم عانوا- أكرمهم الله - من قلق لأجلي ...



و ... يتـــبــــــــــــع .










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-14, 21:55   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

25- لن نجري الجراحة ...!!



تقــــول صاحبتنـــــا :-




واجتمعت بالجرّاح الجديد ونائبه المعالج العتديد ،
وكنت بفضل الله ذات وعي لحالتي شديد


فلما نظر الجرّاح الجديد التقارير ، وأخبره عن تفاصيل حالتي نائبه الخبير


- أطرق طويلا ثم ناقش نائبه كثيرا :
حقا كانت الجراحة لنجاح التشخيص دليلا ، إلا أننا سنباشر بالعلاجات ،
دون أن نضطر لحجرة الجراحات ...


- وسمعت ما قال ووعيته ذاهلة ؛ فلم أطـق صبرا فأسرعت قائلة :
فضلا اسمحا لي بمداخلة ؟


- فأذنا لي بـعجب ، فعارضت ما سمعت بكل منطق وأدب :
سيدي قد جربت بالفعل كل العلاجات من ستة أشهر دون تقدم أو ثبات !!


- فقاطعني الجرّاح : نعم ولكن هذا كان قبل التشخيص بفلاح !


- فأجبته بتصبر وصراحة : سيدي منذ شهرين تمت بالفعل الجراحة
وتناولت كل العلاجات الحديثة والمتاحة ، فلم تحقق و لو يسيرا من الراحة !!!


- فأجابني لم تصرين بنيتي على الجراحة ،
إنها خطرة جدا إن أرت كامل الحق والصراحة ؟!!
سنفسخ الأضلاع والقفص الصدري ، وستستغرق الجراحة
طويلا في رأيي ...!!



- ففاجأته بالقول : ألم أخض شبيهتها من قبـــل !!


و بينما كان وقع كلامي على وجه الجرّاح سالبا ،
تيقنت مما ارتسم من موافقة على وجه نائبه
أن كلامي كان حقا صائبـــــا .



- فقال الجرّاح عذرا فما زلت أقول ،
أن المباشرة بالعلاج أولا أمر معقول .


فلما شعرت أن التحاور غير مجدٍ ولا مقبول ،


قمت مقهورة أروم إلى حجرتي الوصول ...


جارية دموعي أقول : اللهم منّ على أمتك بشفاء عاجل مأمول ...



و ....... يتبـــــــــــــــــــــــــــــع .










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
قصة،مستشفى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc