في يوم من الأيام وأنا أتفحص صفحة الاستقبال
أرى ما الجديد؟ ما الشيء الذي سيضيف لي
رصيدا معرفيا أو علما ينفعني في حياتي وآخرتي
أو معلومة جديدة تربيني وأمررها لمن حولي سائلة الاخلاص ربي
وآملة أن لا يكون دخولي على هذه الصفحات الزرقاء ضياعا لوقتي..
فإذا بي أجد منشورا لأحد الصفحات !!
والمنشور هو كالتالي:
"هل عندما ستتزوج ستقوم بحذف حسابك الشخصي؟"
وقفت برهة أتأمل وأرى تعاليق الفتيات والشباب
عن كثب ..
هذا يقول : سوف ألغيه فور زواجي لأنه قد يكون سبب طلاقي.
وتلك تقول: نعم أكيد فأنا لا أستطيع أن أخون زوجي ولو بالكلام
مع رجل أجنبي ولو لأنه قريبي ، فالآن أنا في ذمة رجل فلا يصح
أن أتكلم مع غير محارمي وحتى لو كان حديثي سطحي.
وآخر قال: سأحتفظ بحسابي وأمسح الفتيات من قائمة أصدقائي
فتكفيني زوجتي .
وأخرى قالت: ما قاله الآخر ، سأكتفي بحذف الشباب من قائمتي.
ورجل آخر : أنا لا أستطيع أن أترك في حسابي نساء بعد زواجي
فأخاف من غيرة زوجتي.
وفتاة أخرى: لا لا أمر بديهي أن أحذفهم فأنا الآن ملزمة أن أكون
مخلصة ووفية لزوجي.
والتعاليق تتكاثر وتدور حول نفس الأفكار المذكورة آنفا
وانتهى كل ذلك بارسال طلبات الصداقة لبعضهم البعض!!
عجبا ، فالأكثرية قالوا أنهم يريدون أن يكونوا أوفياء لأزواجهم
لأنّ وجود الجنس الآخر على حساب كل واحد منهم
سيأثر على علاقتهم ..
وهل وجودهم الآن لا يؤثر على علاقتكم مع الباري؟
هل العفة مقتصرة على ما بعد الزواج؟
أولا يحق أن تحترموا نصفكم الثاني فهو مكتوب
منذ الأزل ، هو نصيب مقسوم محسوم!
لماذا صار المرء يعبد الخلق ولا يعبد الخالق؟
يخاف على علاقته بالناس ولا يخاف على علاقته
مع رب الناس؟
هل تظنون أنّ النصيب سيأتي من دردشاتكم؟
أو من خلال أسْركم للجنس الآخر بمنشوراتكم؟
صدقا أخطأتم ، فخافوا ربكم وخافوا تقلب قلوبكم
وانشغالكم عن خالقكم..
واعلموا أن النصيب لا يأتي كما يصور لكم عقلكم
فمهما كانت الأسباب فقدرة الرب ومشيئته فوق كل
الأسباب ..
فآمنوا بالقضاء والقدر ودعوكم من أسباب أساسها
أصلا حرام لا ترضي رب الأسباب!